ما تعلمته من انتكاسة
في عام 2014، تدربت كمنتج فيديو للكنيسة. في ذلك الوقت، بدأ إنتاج فيديو جديد. خلال مرحلة الإعداد، كانت هناك بعض المهام والتقنيات التي لم أكن على دراية بها بعد. وعندما كانت هناك صعوبات عقدت شركة مع الآخرين عن المبادئ، وبحثنا عن حلول. بعد فترة، أصبحت تدريجيًّا أكثر دراية وإتقانًا لهذه التقنيات. وعندما كان الآخرون يواجهون صعوبات، كانوا جميعًا يأتون لمناقشتها معي. وفي وقت لاحق، تم انتخابي قائدًا للمجموعة، وتمكنت من حل بعض من مشكلات المجموعة. فاعتقدت أنني كنت جيدًا حقًّا في وظيفتي؛ وإلا، فلماذا تم انتخابي قائدًا للمجموعة؟ وعندما كانت المجموعة تتناقش حول العمل، كنت دائمًا أقوم بدور رئيسي. وعندما ينشأ اختلاف في الرأي في أثناء أية مناقشة، كنت أشارك خبرتي العملية السابقة مع المجموعة، حتى يعرف الجميع أن وجهة نظري تحظى بأساس متين، وفي النهاية، كنا دائمًا نفعل الأشياء على طريقتي الخاصة.
في وقت لاحق، انتخبت الكنيسة مشرفتين جديدتين. وعرفت أنهما كانتا شريكتيَّ من قبل: الأخت كلير والأخت ليلي. فصُدمت، "فمهاراتهما عادية، وليس لديهما الكثير من الخبرة. هل يمكنهما التعامل مع عمل المشرف؟ فمهاراتي أفضل بكثير من مهاراتهما. مَن الذي يجب أن يوجه مَن يعمل؟" منذ ذلك الحين، عندما كانت المشرفتان تتابعان عملنا، كنت أنظر إلى الأمر بازدراء. ذات مرة، جاءت الأخت كلير لتتحدث معي، قائلة إن مقطع فيديو من المجموعة التي كنت مسؤولاً عنها كان به بعض المشكلات، واقترحت بعض التغييرات. فشعرت ببعض الإهانة لسماع هذا، وقلت بنفاد صبر: "إن التغييرات التي اقترحتِها لن تنجح. إذا تابعنا مع اقتراحك، فلن تتطابق البداية مع النهاية. يجب أن تنظري أولاً إلى التدفق العام للأفكار عند إثارة القضايا، وليس هذا الجزء فقط. إنك تحتاجين إلى معرفة المزيد عن هذا العمل، والدراسة كثيرًا". في ذلك الوقت، احمر وجه الأخت خجلًا، وشعرت بالإحراج لدرجة أنها لم تستطع التحدث. وردد أخوان آخران وجهة نظري. رؤية الجميع يتفقون معي جعلتني أشعر بالزهو بنفسي كثيرًا، فقلت: "انظري، إن عملية تفكيرنا في السابق كانت أفضل من عملية تفكيرك. عندما يتعلق الأمر بإنتاج الفيديو، فإن مهاراتي أفضل بالتأكيد من مهاراتك!" بعد ذلك، عندما قدمتا اقتراحات حول مقاطع الفيديو التي أنتجتها، كنت أقل ميلًا لقبولها، ونظرت إليهما بازدراء، مفكرًا: "إن مهاراتكما أدنى من مهاراتي. من الأفضل ألا تفسداني باقتراحاتكما". وانتهى الأمر بالمشرفتين مقيدتين في تصرفاتهما بسببي. ذات مرة، جاءت إحدى المشرفتين لي لعقد شركة وقالت: "نحن مقيدتان جدًّا بك عند الشراكة معك. نحن نعلم أننا نفتقر إلى مهارات العمل، لذلك عندما ترى عيبًا من جانبنا، يرجى المساعدة من خلال الإشارة إليه. عندئذ، يمكننا العمل معًا بانسجام. أيضًا، آمل ألا تتشبث دائمًا بآرائك. إن كان بإمكانك البحث عن المزيد عند مواجهة آراء مختلفة، يمكننا التعاون على المبادئ معًا، وإكمال نقاط ضعف بعضنا البعض، والقيام بعمل جيد على مقاطع الفيديو". عند سماع هذا، ظاهريًّا، اعترفت بأنني قد أظهرت تصرفًا متغطرسًا، لكن في الداخل لم أقبل ذلك. فكرت: "أنا أفهم مبادئ أكثر منكما، لذلك عندما تكونان مخطئتين، يجب أن أصحح لك. نعم، لقد أظهرت القليل من التصرف المتغطرس، ولكنه من أجل العمل. لقد شعرتما بأنكما مقيدتان لأنكما تافهتان للغاية". فى هذا الشأن لم أتأمل نفسي، لكن بدلاً من ذلك أخذت منعطفًا نحو الأسوأ.
في إحدى الأمسيات، كانت المجموعة تناقش أفكارًا حول إنتاج مقطع فيديو. ولأن أفكار الفيديو كانت معقدة وصعبة نسبيًّا، لم يتم تقرير أي شيء، حتى بعد عدة ساعات من المناقشة. بدأت أشعر بنفاد الصبر، مفكرًا: "ماذا بكما أيتها المشرفتان؟ إن لم تتمكنا من توجيه عملنا المهني، فلا بأس، لكن ألا يمكنكما حتى اتخاذ قرار بشأن خطة وفقًا للمبادئ؟" لذا قلت للمشرفتين: "ما خطبكما؟ لقد كنت تفكران لساعات، كيف لا يمكنكما الاستقرار حتى ولو فكرة واحدة؟ أيتها المشرفتان؛ أنتما عديمتا النفع!" عند سماع شكواي، تبعها عدة أشخاص آخرين بالقول: "نعم، كلنا ننتظر. لا تجلسان هنا فقط مضيعة للوقت". وقال آخرون: "أسرعا واتخذا قرارًا. لقد تأخر الوقت بالفعل". شكاوانا جعلت المشرفتين أكثر توترًا، واختصرتا كلامهما.
لاحقًا علم قائد الكنيسة بسلوكي، وتعامل معي قائلاً: "إنك متغطرس جدًّا، وتريد تقييد الآخرين. لا يمكنك التعاون بشكل طبيعي مع الآخرين. أنت قائد مجموعة، لكنك لا تحمي عمل الكنيسة. بدلاً من ذلك، تأخذ زمام المبادرة في الشكوى وانتقاد الآخرين، وإشاعة الانقسام داخل المجموعة، ومنع المشرفين من القيام بعملهم، مما يؤدي إلى تأخيرات في إنتاج الفيديو. إن أفعالك تربك عمل الكنيسة وتعطله". بعد أن تعامل القائد معي، ارتجفت بشدة، مفكرًا: "ماذا؟ أنا أربك العمل وأعطله؟ من الواضح أن السبب هو المشرفتان اللتان لا ترتقي مهاراتهما لمستوى مهاراتي وغير قادرتين على العمل الحقيقي. إن قدراتي في العمل أفضل من قدراتهما، ولديَّ فهم جيد للمبادئ. لقد لاحظت أنهما كانتا تفعلان أشياء خطأ، لذلك قمت بتصحيحها. هذا أمر مزعج ومعطل؟" رأى القائد أنني معاند ومتمرد، فقرأ لي عدة مقاطع من كلام الله. يقول الله، "إذا فهمت الحق في قلبك حقًّا، فستعرف كيف تمارس الحق وتطيع الله، وسوف تشرع بطبيعة الحال في سبيل السعي للحق. إذا كان السبيل الذي تسلكه هو الصحيح، ويتوافق مع مشيئة الله، فلن يتركك عمل الروح القدس؛ وفي هذه الحالة ستقل فرصة خيانتك لله تدريجيًّا. من دون الحق، من السهل أن تفعل الشر، وسوف تفعل ذلك رغمًا عنك. على سبيل المثال، إذا كانت لديك شخصية متغطرسة ومغرورة، فإن نهيك عن معارضة الله لا يشكّل فرقًا، إذ تفعل هذا رغمًا عنك، وهو خارج عن إرادتك. لن تفعل ذلك عمدًا، بل ستفعله تحت سيطرة طبيعتك المتكبرة والمغرورة. إن تكبرك وغرورك سيجعلانك تنظر بازدراء إلى الله وتعتبره بدون أهمية وتمجّد نفسك وتُظهر نفسك باستمرار. سيجعلانك تحتقر الآخرين، ولن يتركا أحدًا في قلبك إلا نفسك. سينتزعان مكان الله من قلبك، وفي النهاية سيجعلانك تجلس في مكان الله وتطلب من الناس أن يخضعوا لك، ويجعلانك تعظّم خواطرك وأفكارك ومفاهيمك معتبرًا أنها الحق. ثمّةَ كثير من الشر يرتكبه الأشخاص الذين يقعون تحت سيطرة طبيعتهم المتكبرة والمتعجرفة!" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. السعي وراء الحق وحده يمكنه إحداث تغيير في شخصيتك).
"تُوجد أنواع كثيرة من الشخصيات الفاسدة مشمولة في شخصية الشيطان، غير أن الشخصية الأكثر وضوحًا والأبرز هي شخصية متعجرفة. التعجرف أساس شخصية الإنسان الفاسدة. وكلّما زاد تعجرف الناس، كانوا أقل عقلانيةً، وكلّما كانوا أقل عقلانيةً، صاروا أكثر قابليةً لمقاومة الله. كم مدى جدّية هذه المشكلة؟ لا ينظر أصحاب الشخصيات المتعجرفة إلى كل الآخرين بفوقية فحسب، بل أسوأ ما في الأمر هو أنّهم يتعالون حتّى على الله، ولا توجد خشية لله في قلوبهم. حتى على الرغم من أن الناس قد يظهر أنّهم يؤمنون بالله ويتبعونه، فإنهم لا يعاملونه على أنه الله على الإطلاق. يشعرون أنّهم يملكون الحق، ويظنون أنفسهم رائعين. هذا جوهر الشخصية المتعجرفة وأساسها، وهي نابعة من الشيطان. بالتالي، يجب حل مشكلة التعجرف" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). سماع كلام الله حرك مشاعري. فأدركت أن أي شخص ذي طبيعة شيطانية سيقوم بأشياء عن غير قصد وفقًا لشخصية فاسدة، ويمكنه حتى تعطيل وإرباك عمل الكنيسة. كانت شخصيتي المتغطرسة متطرفة للغاية. فاعتقدت أنني كنت من ذوي الخبرة في إنتاج الفيديو وفهمت المبادئ، لذلك وضعت ثقة كبيرة في نفسي. وشعرت بأنه يجب أن يكون لي الكلمة الأخيرة في كل شيء، وأن ينصت لي الآخرون. عندما دخلت في شراكة مع المشرفتين، لم أمنحهما حتى أقل قدر من الاحترام، معتقدًا أنني كنت أفضل منهما في كل شيء. وكلما كان هناك اختلاف في الرأي، كان رد فعلي الأول هو التفكير في أشياء من قبيل: "أنتما لا تفهمان، وأنا أفهم" أو "أنتما لستما مؤهلتين"، وأسخر من اقتراحاتهما. حتى إنني أحيانًا أرد دون أن أفكر أولاً، ودون أدنى موقف من السعي والقبول، مما يجعل المشرفتين تشعران بالقيود من قبلي وتخافان من إعطائي اقتراحات. وتبعني الآخرون في تبني وجهة نظر سلبية للمشرفتين، ما صعَّب عليهما متابعة عمل المجموعة. كيف لا يكون هذا مربكًا لعمل الكنيسة؟ عندما تشاركنا أنا والمشرفتان معًا، بصرف النظر عن الاقتراح الذي قدمتاه، لم أبحث أبدًا عن طريقة للقيام بذلك تتماشى مع المبادئ. كنت فقط أتشبث بوجهة نظري. كيف يمكن أن تكون وجهة نظري صحيحة دائمًا؟ هل يمكن أن تتوافق الأشياء التي اعتقدت أنها صحيحة مع مبادئ الحق؟ في الواقع، كنت أنظر فقط إلى الأشياء بناءً على مواهبي وخبرتي. ومعظم آرائي لم تكن متوافقة مع المبادئ. وكلما عشتُ وفقًا لهذه الأشياء، اعتقدت أن لديَّ قيمة وأنني على حق. عندما كنت أدخل في شراكة مع الناس، كنت باستمرار أستخف بهم وأتفاخر عليهم. كنت متغطرسًا لدرجة أن أفقد المنطق تمامًا! كنت أفعل الأشياء على طريقتي دائمًا أثناء أداء واجبي. وتشبثت بآرائي الخاصة وفهمي كما لو كانت حقيقة، ولم أقبل اقتراحات الآخرين، أو أسمح لأفكارهم بالتفوق على أفكاري، كأنني كنت سيد الحق. بأية طريقة كان هذا إيمانًا بالله؟ من الواضح أنني كنت أؤمن بنفسي. عندما أدركت ذلك، شعرت بالرعب واعتراني الندم. لأن طبيعتي كانت متغطرسة للغاية، فعلت بجهالة هذه الأشياء الشريرة التي قاومت الله. فرأيت أنه من الخطير للغاية أن أقوم بواجبي بشخصية متغطرسة.
بعد فترة، انتهى إنتاج الفيديو، ولكن بسبب أنني لم أستطع التعاون مع الآخرين، والقيود التي فرضتها على الآخرين، وأعمال الفيديو المضطربة، أُعفيت من منصبي. بعد ذلك، كان يلزم إنتاج مجموعة أخرى من مقاطع الفيديو، لكنني لم أكن جزءًا من فريق العمل. بدأت أشعر بالمقاومة مرة أخرى، وفكرت: "إن لديَّ بعض الفهم لطبيعتي المتغطرسة منذ تجربتي الأخيرة. فلماذا لا يسمحون لي بالمشاركة؟" وما لم يكن متوقعًا بشكل أكبر هو أنني لم أكن أحد منتجي فيديو آخر أيضًا. كان هذا صعبًا جدًّا بالنسبة لي. إذا استمرت الأمور على هذا النحو، ألن أكون بلا فائدة للكنيسة؟ وفجأة خطر ببالي مقطع من كلام الله. "إذا كنت تتمتع بمقدرة جيدة ولكنك دائمًا مغرور ومتغطرس، تظن باستمرار أن كل ما تقوله صحيح وكل ما يقوله الآخرون خطأ، وترفض أي اقتراحات يقدمها الآخرون، وحتى غير مستعد لقبول الحقّ، مهما كان موضوع المشاركة، ولكنك دائم المقاومة للحقّ، فهل يمكن لشخص مثلك أن ينال رضا الله؟ هل سيعمل الروح القدس في شخص مثلك؟ هو لن يعمل. سيقول الله إن لديك شخصية سيئة ولا تستحق أن تتلقى استنارته، وإذا لم تتُب، فسوف يأخذ الله حتى ما كان لديك من قبل. هذا ما يجب كشفه" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). خفق قلبي. كان كلام الله يتحدث مباشرة عن حالتي. طوال السنوات التي آمنت فيها بالله، كنت دائمًا أؤدي واجبي بشخصية متغطرسة. في ذلك الوقت، تم تهذيبي والتعامل معي لعدد غير قليل من المرات. لكنني لم أسع أبدًا إلى البحث عن الحق، ولم تتغير شخصيتي. الآن، لقد أربكت عمل الكنيسة وارتكبت انتهاكًا خطيرًا. هل كان يجب أن يكشفني الله ويستبعدني؟ عندما فكرت في سلوكي، بصرف النظر عن المكان الذي ذهبت إليه، كنت أرغب دائمًا في التميز. عندما كنت أكثر مقدرة من الآخرين، كنت أشعر بالغرور، وأتعالى على إخواني وأخواتي. وعندما كان الآخرون أكثر مقدرة مني، كنت أفكر دائمًا في طريقة أتمكن من التغلب عليهم بها. وعندما لم يتم استخدام اقتراحاتي، لم أستطع تقبل الأمر، وكنت أرهق عقلي للتوصل إلى حجج مضادة، حتى يستخدم الجميع اقتراحاتي. وعندما كان الآخرون يشيرون إلى عيوبي، كنت لا أقول أي شيء، لكن بداخلي أشعر بالمقاومة. أعتقد أنهم تافهون وليس لديهم أي مؤهلات، كأنني ذو شأن عظيم. كلما فكرت في الأمر، أصبحت أكثر خوفًا. لقد قمت بواجبي بشخصية متغطرسة كل تلك السنوات. ولم أقبل الحقيقة، ولم أتأمل نفسي أو أعرفها، مما جعل شخصيتي الفاسد تزداد سوءًا. إن الإعفاء من المنصب كان إعلانًا عن بر الله! في معاناتي، صليت لله: "آه يا إلهي! أعلم أنني لم أبحث عن الحق طوال هذه السنوات التي أؤمن فيها بك. عندما تم تهذيبي والتعامل معي، لم أتأمل نفسي أو أفهمها. نتيجة لذلك، قمت بعمل الشر الذي أربك عمل الكنيسة. إلهي، أرجوك اهدني لأفهم فسادي، وأسير في طريق السعي إلى الحق، وأكفِّر عن انتهاكاتي وديوني".
في إحدى عباداتي، صادفت مقطعًا من كلام الله. "إن كانت معرفة الناس لأنفسهم سطحيةً جدًا، فسيستحيل عليهم حل المشاكل، ولن تتغيّر شخصيات حياتهم بكل بساطة. من الضروري أن يعرف المرء نفسه بعمق؛ ما يعني معرفة المرء طبيعته: ما العناصر التي تشملها تلك الطبيعة، وكيف نشأت هذه الأشياء، ومن أين أتت. بالإضافة إلى هذا، هل تتمكّن في الواقع من كراهية هذه الأشياء؟ هل رأيت روحك القبيحة وطبيعتك الشريرة؟ إن تمكّنت فعلًا من رؤية الحق بشأن نفسك، فسوف تبغض نفسك. عندما تبغض نفسك ثم تمارس كلام الله، ستتمكّن من إهمال الجسد وامتلاك القوة لممارسة الحق، من دون الاعتقاد بأنه أمر صعب. لماذا يتبع الكثير من الناس تفضيلاتهم الجسدية؟ وبما أنّهم يعتبرون أنفسهم صالحين جدًا، لشعورهم بأنّ أعمالهم محقّة ومبررة، وأنّهم بلا أخطاء، بل وأنّهم على حق تمامًا. فهم بالتالي قادرون على التصرف مفترضين أنّ العدالة في صفِّهم. عندما يعرف المرء طبيعته الحقيقيَّة من حيث مدى قبحه وحقارته وإثارته للشفقة، فإنه لا يفرط في الافتخار بنفسه أو الكبرياء، ولا يرضى بنفسه كما كان من قبل. يشعر مثل هذا الشخص وكأنه يقول لنفسه: "ينبغي أن أكون جادًا وواقعيًا في ممارسة بعض كلام الله. إذا لم يكن الأمر كذلك، فلن أرقى إلى مستوى أن أكون إنسانًا، وسوف أخجل من العيش في محضر الله". وعندها يرى المرء نفسه تافهًا حقًّا ولا قيمة له فعلاً. وفي هذا الوقت يصبح من السهل عليه أن ينفِّذ الحقّ، ويبدو أنه يشبه الإنسان إلى حدٍّ ما. لا يستطيع الناس إهمال الجسد سوى عندما يبغضون أنفسهم حقًا. إن كانوا لا يبغضون أنفسهم، فلن يتمكّنوا من إهمال الجسد. ليس بغض الذات في الواقع بالأمر السهل. ثمّةَ أمور عدّة لا بد من وجودها فيهم: أولًا، أن يعرف المرء طبيعته؛ وثانيًا، أن يرى المرء نفسه محتاجًا ومثيرًا للشفقة، ويرى نفسه صغيرًا للغاية ولا قيمة له، ويرى روحه القذرة والمثيرة للشفقة. عندما يرى المرء كليًا ما هو عليه حقًا، ويحقّق هذه النتيجة، يربح آنذاك حقًا معرفةً لنفسه، ويمكن القول إنّ المرء توصّل إلى معرفة نفسه كليًا. وعندها فقط يستطيع المرء أن يكره نفسه حقًا، وأن يصل حتى إلى مرحلة يلعن فيها نفسه، ويشعر حقًا بأنّ الشيطان قد أفسده بعمق لدرجة أنّه لم يعُد يشبه الكائن البشري" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). بعد قراءة كلام الله، شعرت بالخزي. لقد قال الله إنه فقط من خلال إدراك طبيعتك، ورؤية كيفية مقارنة نفسك بالآخرين بوضوح، وعوزك والرثاء لحالك، أنه يمكنك أن تشمئز من نفسك، وتكره نفسك، وتتوب إلى الله. لذلك بدأت في تأمل السبب في أنني كنت متغطرسًا جدًّا. وفكرت كيف بعد أن انضممت إلى مجموعة الفيديو، وأنتجت العديد من مقاطع الفيديو المهمة، ونلت الاحترام والثناء من الجميع، اعتقدت أن لديَّ خبرة ومعرفة جيدة بالعديد من المبادئ. واعتقدت أيضًا أنني كنت ذا مقدرة جيدة، لدرجة أنني تعلمت بسرعة، وأنني كنت موهبة نادرة في الكنيسة. وأدى هذا إلى أن تزداد شخصيتي المتغطرسة سوءًا. فكرت في مدى ضآلة معرفتي عندما بدأت إنتاج الفيديو لأول مرة، وكيف دعمني إخوتي وأخواتي وعلموني. في بعض الأحيان، كنت ما أزال لا أستطيع القيام بالأمر بشكل صحيح على الرغم من شرحهم الواضح للتفاصيل وكنت بحاجة إلى توجيه متكرر قبل أن أتمكن من إنتاج الأشياء بشكل صحيح. من خلال هذا، رأيت أنني لم أكن ذكيًّا أو ذا مقدرة عالية، وكل هذا فقط لأنني أتيحت لي العديد من الفرص للممارسة واكتسبت بعض الخبرة. لكنني رأيت الأمر كشيء هائل، ولم أقم بواجبي بطريقة عملية. خاصة عندما كنت فعالًا إلى حد ما في واجبي، كنت أعتقد أنني ماهر وخبير حقًا في مجالي، ولذا كنت أتفاخر بغطرسة على الآخرين ولا أرغب في التعاون معهم. أين ذهبت طبيعتي البشرية وعقلي؟ بالتفكير في المشرفتين اللتين دخلت في شراكة معهما، كنت دائمًا أزدريهما. في الواقع، من خلال تفاعلاتي معهما، وجدت أن لديهما العديد من نقاط القوة. وعلى الرغم من افتقارهما نسبيًّا إلى مهارات وخبرات إنتاج الفيديو، كانت نياتهما طيبة، وكانتا سباقتين في التغلب على الصعوبات. وكان لديهما أيضًا ذكاء متوقد ولم تلتزما بالقواعد بشكل أعمى. بل لقد تجرأتا على الابتكار وكانتا على استعداد لتعلم أشياء جديدة. وعندما كانتا تواجهان صعوبات أو مشكلات كان من الممكن أن تنحيا مصالحهما الشخصية جانباً وتطلبا النصيحة من الآخرين. لكن شخصيتي كانت متغطرسة للغاية ولم يرق أحد لمستواي. كنت غافلًا عن نقاط قوة الآخرين. تأملت كيف كان بولس متغطرسًا بوضوح. كان يعتقد أن لديه المقدرة، والمواهب، وأن قلبه لا يميل لأحد. كان يظهر دائمًا أنه كان فوق التلاميذ الآخرين، حتى إنه كان يقول كلامًا بغيضًا مفاده أنه كالمسيح حيًّا. كان متغطرسًا لدرجة أنه لم يكن لديه عقل. لقد تأملت في أن طبيعتي هي نفس طبيعة بولس. فلطالما ازدريت المشرفتين، وكنت دائمًا ما أجبر الآخرين على فعل كل شيء بالطريقة التي أريدها. كنت أتبع طريق بولس. عندما أدركت هذا، شعرت بإحساس لا حدود له من الندم. فصليت الله: "إلهي! الآن فقط لديَّ بعض الفهم لطبيعتي وجوهري. خلال هذه السنوات من الإيمان بالله، كان بيت الله يسقيني دائمًا ويزودني بالحق. لكنني لم أسع إلى الحق وسرت في طريق أي عدو للمسيح، متجاهلًا عنايتك الدؤوبة. لقد نظمت الكثير من الأشخاص والأحداث والأشياء لتذكرني، لكني عاندت ولم أعرف أن أتوب. لقد اتبعت طبيعتي المتغطرسة في الطريق الخطأ، وجعلتك تمقتني. إلهي، إنني على استعداد للتوبة. ومهما كانت الترتيبات التي تتخذها الكنيسة بعد ذلك، سأمتثل وأطيع".
عندما أدركت هذا، كان الأمر الذي أثار دهشتي في اليوم التالي، هو أن ذكرت لي إحدى الأخوات خبرًا يقول إن عمل بعض أعضاء المجموعة الجدد لم يكن جيدًا بما فيه الكفاية، وأنها كانت تأمل في أن أدربهم. وسألتني عما إذا كنت على استعداد لذلك. كان قلبي ممتنًا جدًّا لله. فقط عندما أردت أن أتوب، منحتني الكنيسة فرصة لأقوم بواجبي. كان عليَّ أن أُقدرَه هذه المرة، ولذا قبلت ذلك بسعادة. وما لم يكن حتى متوقعًا بشكل أكبر هو أنه بعد بضعة أيام، رتب لي القائد للمشاركة في إنتاج فيديو جديد. كنت حقًّا ممتنًّا لله!
وبالتأمل في كيفية الشراكة مع الآخرين قريبًا، بحثت عن طريق للتعاون مع الآخرين. رأيت أن كلام الله يقول: "عندما تتعاونون مع الآخرين لأداء واجباتكم، هل يمكنكم تقبُّل الآراء المختلفة؟ هل يمكنكم السماح للآخرين بالتحدث؟ (أجل، قليلًا. ففي السابق، لم أكن أستمع في أوقات كثيرة إلى اقتراحات الإخوة والأخوات، وكنت أصر على عمل الأشياء بطريقتي الخاصة. ولاحقًا فقط، عندما أثبتت الحقائق أنني كنت مخطئًا، عرفت أن معظم اقتراحاتهم كانت صحيحة، وأن النتيجة التي ناقشها الجميع كانت مناسبة بالفعل، وأن آرائي الخاصة كانت خاطئة وناقصة. وبعد اختبار هذا، أدركت مدى أهمية التعاون المتناغم). وماذا يمكننا أن نفهم من هذا؟ بعد اختبار هذا، هل حصلتم على بعض الفوائد وفهمتم الحق؟ هل تظنون أنّ أحدهم كامل؟ مهما يَكُنِ الناسُ أقوياءَ أو قادرين وموهوبين، يبقوا غير كاملين. يجب أن يدرك الناس هذا، فهو حقيقة. هكذا أيضًا هو السلوك الذي ينبغي أن يتبناه الناس نحو مزاياهم ونقاط قوّتهم أو عيوبهم. هذه هي العقلانية التي يجب أن يتحلّى بها الناس. مع عقلانية كهذه، يمكنك أن تتعاطى بشكل ملائم مع نقاط القوّة والضعف فيك وفي الآخرين أيضًا، وسيمكّنك هذا من العمل بتناغم معهم. إن فهمتَ هذا الجانب من الحق وتستطيع دخول هذا الجانب من واقع الحق، فيمكنك أن تنسجم مع إخوتك وأخواتك بتناغم، وأن يستفيد بعضكم من نقاط قوة البعض الآخر للتعويض عن أي نقاط ضعف توجد فيكم. بهذه الطريقة، مهما يكن الواجب الذي تؤدّيه أو مهما تفعلْ، فسيتحسّن أداؤك دائمًا وستتلقّى بركة الله" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). لقد جعلني كلام الله أفهم أنه لا أحد كامل. وكل شخص لديه جوانب ضعف وقصور. ومهما كانت مواهب الشخص أو خبرته، فإن هذه الأشياء لا تعني أنه يمتلك الحق، أو أن أفعاله تتوافق دائمًا مع الحق. يجب على الجميع التعاون بانسجام وإكمال نقاط ضعف بعضهم البعض. وعندما تكون هناك اختلافات في الرأي على وجه الخصوص، يجب عليكم تنحية غروركم جانبًا وعقد شركة والتحقيق في القضية معًا بتوجه ينم عن السعي. فهذه هي الطريقة الوحيدة للحصول على الطبيعة البشرية والعقل، وتلقي عمل الروح القدس، وتقليل السهو في واجبك، وأداء واجبك في النهاية بشكل جيد. نحن لا نفهم الحق. ولذلك، فنحن بحاجة إلى العمل معًا وتعويض نقاط ضعف بعضنا البعض. فهذه هي الطريقة الوحيدة للتصرف بشكل معقول. بعد أن فهمت هذا، سأستمر في تطبيق هذا المسار. وإذا كانت هناك اختلافات في الرأي مرة أخرى عند التحقيق مع الآخرين، فإنني سأنكر وجهة نظري بوعي لصالح الاستماع إلى آراء الآخرين. وفي حالة وجود خلاف، سأعقد شركة حول المبادئ المعمول بها مع الجميع، وفي النهاية سأمارس بطريقة تلتزم بالمبادئ. بعد فترة، تحسنت علاقتي مع الآخرين كثيرًا، وفهمت أنه فقط من خلال تنحية غروري جانباً والتعاون بانسجام استطعت بسهولة أنا أنال عمل وإرشاد الروح القدس، وأن أكون فعالًا في أثناء أداء واجبي.
من خلال تجربة هذه المواقف، اكتسبت بعض الفهم لشخصيتي المتغطرسة وقمت ببعض التغييرات. هذه النتيجة تعود تمامًا إلى فضل أكل وشرب كلام الله! إنني ممتن جدًّا لله!
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.