لمَ تكثر العقبات أمام قبول الطريق الحقّ
في عام 2008، وضعت ثقتي أنا وأمي بالرب، وبعدئذ، شرعتُ في حضور الاجتماعات في الكنيسة المحليّة. لاحقًا، أصبحتُ شماسة في الكنيسة. في كل مرة كنّا نجتمع فيها، كنتُ أرغب دائمًا في قراءة المزيد من كلام الله وربح فهم أفضل لمشيئة الله، لكن مع مرور الوقت، أدركتُ أن عِظات القسّ لم تكن تُشبعني. لم أستمتع بحضور الاجتماعات وشعرتُ بالخواء من الداخل. في يونيو 2020، عندما كنتُ على وشك الالتحاق بمدرسة دينية لمتابعة المزيد من الدراسات، قابلتُ الأخت غارسيا، وهي عضوة في كنيسة الله القدير، عبر الإنترنت. فشاركتني إنجيل الله القدير في الأيام الأخيرة ودعتني للانضمام إلى مجموعة اجتماع. قرأتُ الكثير من كلام الله القدير، وأدركت أن كلام الله القدير ذو سلطان وقويّ وأنه صوت الله، وتيقنت أن الله القدير هو الرب يسوع العائد الذي كنا ننتظره طوال الوقت. لقد تأثرت بشدة لدرجة أنني شرعتُ في البكاء. شعرتُ أنني محظوظة للغاية حتى أتمكّن من الترحيب بعودة الرب ونَيْل خلاص الله في الأيام الأخيرة.
بعدئذ، أردتُ أن أُطلِع إخوتي وأخواتي على عودة الرب في أسرع وقت ممكن. مع العلم بأن أنجيل كان الواعظ في كنيستنا وأنه كان لطيفًا ومسؤولًا، وكثيرًا ما ساعدنا جميعًا، ذهبتُ إليه أولًا بخبر عودة الرب وشاركت معه كلام الله القدير، وعقدت شركة عن فهمي لكلماته. فوجئتُ بأنجيل يقاطعني على الفور، قائلًا: "هذا مستحيل. إنّ الكتاب المقدس هو المكان الوحيد الذي يحتوي على كلام الله. من المستحيل أن يظهر كلام الله خارجه. إنّ قراءة محتوى ليس موجودًا في الكتاب المقدس هو خيانة للرب!" فأجبتُه على عَجَلٍ: "كيف يعقل أن يكون هذا خيانة للرب؟ ليس لديك أدنى فهم لكلام الله في الأيام الأخيرة، لذا ينبغي على الأقل أن تتحقق من ذلك لترى ما إذا كان كلام الله القدير هو صوت الله – ثم يمكنك اتخاذ قرارك". لكنه قاطعني مجددًا وأجاب بغطرسةٍ: "لا حاجة للتحقق من الأمر. إن كنتِ تريدين سماع عِظة، فلتصُغي إليَّ فحسب. لا بُدَّ أن تتذكري التالي، لا تقرأي كتبًا أخرى غير الكتاب المقدس أيًّا كانت – فالانحراف عن الكتاب المقدس خيانة للرب". تفاجأت ووقعتُ في حَيْرة من أمري من موقفه تجاه عمل الله في الأيام الأخيرة: "في الماضي، كان يخبرنا دائمًا أن نكون مثل العذارى الحكيمات وأن ننتظر الرب بعزيمة راسخة وإلّا قد نفوِّت عودته. والآن قد عاد الرب بالفعل، فلماذا يرفض البحث والتحرّي، بل ويطلب أن أتوقف عن سماع كلام الله القدير؟ ألا يريد الترحيب بعودة الرب؟" لم أفهم لماذا سلك هذا السلوك. كما فكّرتُ كيف قال: "يحتوي الكتاب المقدس على كل كلام الله. لا يظهر كلام الله خارج الكتاب المقدس. الانحراف عن الكتاب المقدس خيانة للرب". على الرغم من علمي أنني بقبول الله القدير كنت أرحِّب بالرب، لا أخونه، لازمني شعور بالحَيْرة مما قاله.
لاحقًا، قرأتُ بعض مقاطع من كلام الله، واستمعتُ إلى شركة من الإخوة والأخوات في كنيسة الله القدير، وهذا ساعدني على التخلص من حيرتي. يقول الله القدير، "كل ما هو مُسجل في الكتاب المقدس محدود وغير قادر على تمثيل عمل الله كله. الأناجيل الأربعة بها أقل من مئة إصحاح تحتوي معًا على عدد محدود من الأحداث، مثل لعن يسوع لشجرة التين، وإنكار بطرس للرب ثلاث مرات، ويسوع الذي ظهر للتلاميذ بعد صلبه وقيامته، وتعليم عن الصوم، وتعليم عن الصلاة، وتعليم عن الطلاق، وميلاد وسلسلة أنساب يسوع، واختيار يسوع للتلاميذ وما إلى ذلك. ومع ذلك يقدّرها الناس على أنها كنوز، حتى إنهم يتحققون من صحة عمل اليوم في ضوئها. إنهم حتى يؤمنون أن يسوع لم يفعل الكثير في فترة ما بعد ميلاده. الأمر يبدو كما لو أنهم يؤمنون بأن الله يستطيع فقط أن يفعل هذا القدر، وليس هناك المزيد من العمل الإضافي. أليس هذا سخيفًا؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. سر التجسُّد (1)). "في النهاية، أيهما أعظم: الله أم الكتاب المقدس؟ لماذا يتحتم أن يكون عمل الله وفقًا للكتاب المقدس؟ أمن الممكن ألا يكون لله الحق في تجاوز الكتاب المقدس؟ ألا يستطيع الله أن يبتعد عن الكتاب المقدس ويعمل عملاً آخر؟ لماذا لم يحفظ يسوع وتلاميذه السبت؟ لو أنه كان ليعمل في ضوء السبت وبحسب وصايا العهد القديم، فلماذا لم يحفظ يسوع السبت بعد مجيئه، لكنه بدلاً من ذلك غسلَ أرجلًا وغطى الرأس وكسر خبزًا وشرب خمرًا؟ أليس هذا كله غير موجود في وصايا العهد القديم؟ لو كان يسوع يُكرِم العهد القديم، فلماذا خالف هذه التعاليم؟ يجب أن تعرف أيهما جاء أولاً، الله أم الكتاب المقدس! ألا يستطيع رب السبت أن يكون رب الكتاب المقدس أيضًا؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. بخصوص الكتاب المقدس (1)). "لا أحد يعرف حقيقة الكتاب المقدس: أنه ليس إلّا سجلًا تاريخيًّا لعمل الله، وشهادة عن المرحلتين السابقتين من عمل الله، وأنه لا يقدم لك فهمًا لأهداف عمل الله. فكل من قرأ الكتاب المقدس يعرف أنه يوثق مرحلتي عمل الله أثناء عصر الناموس وعصر النعمة. يؤرخ العهد القديم تاريخ إسرائيل وعمل يهوه من وقت الخليقة حتى نهاية عصر الناموس. ويسجل العهد الجديد عمل يسوع على الأرض، وهو مذكور في الأناجيل الأربعة وأيضًا عمل بولس – أليست هذه سجلات تاريخية؟ إن طرح أمور الماضي في الحاضر يجعلها تاريخًا، وبغض النظر عن مدى حقيقتها أو صحتها، فهي لا تزال تاريخًا، والتاريخ لا يمكنه معالجة الحاضر؛ لأن الله لا ينظر إلى الوراء في التاريخ! وبالتالي فإن كنت تفهم الكتاب المقدس فحسب، ولا تفهم شيئًا من العمل الذي ينوي الله فعله اليوم، وإن كنت تؤمن بالله ولكنك لا تطلب عمل الروح القدس، فأنت لا تفهم ما معنى أن تطلب الله. إن كنت تقرأُ الكتاب المقدس لتدرسَ تاريخ إسرائيل وتبحثَ في تاريخ خلق الله لكل السماوات والأرض، فأنت إذًا لا تؤمن بالله. أما اليوم، فبما أنك تؤمن بالله، وتسعى وراء الحياة، وبما أنك تسعى لمعرفة الله، ولا تسعى وراء حروف وتعاليم جامدة أو فهم للتاريخ، فيجب عليك أن تطلب مشيئة الله للوقت الحاضر، وتبحث عن إرشاد عمل الروح القدس" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. بخصوص الكتاب المقدس (4)). أتذكّر أن الإخوة والأخوات قدّموا شركة معي وقالوا إنّ الكتاب المقدس مجرد سِجلّ تاريخيّ لعمل الله السابق. إنه تجميع للسجلات المُدوَّنة لعمل الله. نظرًا لأن البشر جمَّعوا وحرّروا تلك السِّجلات، فقد اُخْتِيرت حتمًا أشياء بعينها، بينما حُذِفَ بعضها أو تمّ إغفاله. كان من المستحيل تجميع كل كلام الله وأعماله وتسجيلها في الكتاب المقدس. تمامًا كما قال الرسول يوحنا: "وَأَشْيَاءُ أُخَرُ كَثِيرَةٌ صَنَعَهَا يَسُوعُ، إِنْ كُتِبَتْ وَاحِدَةً وَاحِدَةً، فَلَسْتُ أَظُنُّ أَنَّ ٱلْعَالَمَ نَفْسَهُ يَسَعُ ٱلْكُتُبَ ٱلْمَكْتُوبَةَ" (يوحنا 21: 25). هذا يُوضّح أن كلام الله وأعماله المُسجَّلة في الكتاب المقدس محدودة للغاية. الله هو رب الخَلْق ومصدر الحياة البشرية. لقد عمل الله وتحدّث لآلاف السنين، وأمدَّ البشرية بما تحتاجه في تيار لا نهاية له، وأرشد الإنسانية إلى الأمام. إنّ كلام الله أشبه بيَنْبُوع ماء حيّ يتدفق بلا نهاية، فكيف يمكن احتواء كل كلام الله في الكتاب المقدس؟ تسود سيادة الله على كل الأشياء، هو ربّ السبت، بل وربّ الكتاب المقدس أيضًا. إنه لا يقوم بعمله بحسب الكتاب المقدس ولا يُقيّده الكتاب المقدس. إنّ لديه السُّلْطة الكاملة لتجاوز الكتاب المقدس، والقيام بالمزيد من العمل الأحدث وإعلان المزيد من كلماته وفق خططه واحتياجات البشرية. على سبيل المثال، في عصر النعمة، لم يؤدِّ الرب يسوع عمله بالطريقة التي يُسجلها العهد القديم في عصر الناموس. لقد قام بعمل أحدث وأسمى، وعبّر عن طريق التوبة وأدَّى عمل الصَّلب وفدى البشرية من خطاياهم، حتى لا يدين الناموس الناس ويحكم عليهم بالموت ويمكنهم مواصلة البقاء. الآن بعد أن جاء الله ليقوم بعمله في الأيام الأخيرة، إنه لا يكرر عمله السابق كما هو مُسجَّل في الكتاب المقدس، ولكنه يُعبّر عن كلمات جديدة ويقوم بعمل جديد. تمامًا كما تنبَّأ الرب يسوع: "إِنَّ لِي أُمُورًا كَثِيرَةً أَيْضًا لِأَقُولَ لَكُمْ، وَلَكِنْ لَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا ٱلْآنَ. وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ ٱلْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ ٱلْحَقِّ" (يوحنا 16: 12-13). في الأيام الأخيرة، عاد الرب يسوع بصفته الله القدير. إنه يقوم بعمل الدينونة بدءًا من بيت الله، ويعبّر عن كل الحقائق الضرورية لتطهير وخلاص البشرية، وتمكين البشرية من تحرير نفسها من قيود الخطيّة وتطهيرها وتكميلها ودخول ملكوت الله. كل مَن يقبل عمل الله في الأيام الأخيرة، سيحصل على سقاية وإمداد كلماته ويحضر عشاء عُرْس الخروف. إنها بالضبط كما يصفها سِفر الرؤيا: "هَؤُلَاءِ هُمُ ٱلَّذِينَ يَتْبَعُونَ ٱلْخَرُوفَ حَيْثُمَا ذَهَبَ" (رؤيا 14: 4). من الواضح أنهم يتبعون خُطى الخروف ولا يخونون الرب. لذا فكرة أن: "كل ما قاله الله وفعله مُسجَّل في الكتاب المقدس والانحراف عن الكتاب المقدس خيانة لله" هي مجرد فكرة خاطئة ولا تتوافق مع كلام الله أو الحقائق. بعد الشركة مع الإخوة والأخوات، شعرتُ بمزيد من الوضوح وربحت تمييزًا لتعليقات أنجيل المُضَلِّلة.
بعدئذ، ذهبت لمشاركة الإنجيل مع أختٍ من كنيستي الأصلية. فوجئت بأنه عندما سمع أنجيل بالأمر، ذهب ليقاطع الأخت، والتأكد من عدم قبول الأعضاء الآخرين للإنجيل، فأدان الله القدير وجَدَّف عليه وقال إنني خُنت الرب بانضمامي إلى طائفة مختلفة. كما نشر هو والقِسّ شائعات عني في الكنيسة، وقالا إنني توقفت عن حضور الاجتماعات لأن لديّ خليل جديد وأنني لا أؤمن بالرب إيمانًا حقيقيًّا، ويجب أن يتجنّبني أعضاء الكنيسة الآخرين. عندما سمع الجميع هذه الشائعات، أساءوا الظن بي وبدأوا في اجتنابي. حتى أن بعضهم نظر إليَّ بغرابة كما لو أنني جديرة بالازدراء. بعد أيام قليلة، ذهب القسّ للبحث عن والديَّ لإخبارهما أنني سلكت الطريق الخطأ وأنني توقفت عن حضور الاجتماعات. كما طلب من أمي أن تراقبني وألا تسمح لي بالذهاب إلى أي مكان. حينما حدث كل هذا دُفعة واحدة، تملّكني شعور مريع، وظننتُ أنني سأفقد عقلي تمامًا. لم أفهم لماذا كانا يعاملانني بهذه الطريقة. كل ما فعلته أنني شهدت لهما بعودة الرب، ثم اختلقا هذه الشائعات ليشوّها سُمْعتي وحتى شجّعا والديَّ على قمعي. شعرتُ أن كل هذا أشبه بسكِّين ينغرس في قلبي وتسبب لي في معاناة لا تُطاق. فصليّت إلى الله والدموع في عينيَّ وطلبت منه المساعدة. عندما سمعت أخت لي عن وضعي، شاركتني الكثير من كلام الله وشجّعتني كثيرًا.
رأيتُ مقطعًا من كلام الله القدير يقول: "في هذه الأيام، أولئك الذين يسعون والذين لا يسعون هم نوعان مختلفان من الناس، وغايتهما غايتان مختلفتان تمامًا. أولئك الذين يسعون إلى معرفة الحق ويمارسون الحق هم الذين سيجلب الله إليهم الخلاص. وأولئك الذين لا يعرفون الطريق الحق هم شياطين وأعداء؛ هم نسل رئيس الملائكة وسيكونون عُرضة للهلاك. حتى أولئك الأتقياء المؤمنون بإله غامض – أليسوا كذلك شياطين؟ الناس الذين لديهم ضمائر صالحة ولكنهم لا يقبلون الطريق الحق هم شياطين؛ جوهرهم هو جوهر مقاومة الله. ... كل مَنْ لا يؤمن بالله المُتجسِّد هو شيطاني؛ وكذلك سوف يهلك. أولئك الذين لهم إيمان ولكنهم لا يمارسون الحق، وأولئك الذين لا يؤمنون بالله المُتجسِّد، والذين لا يؤمنون على الإطلاق بوجود الله سوف يكونون عُرضة للهلاك. جميع أولئك الذين سيُسمح لهم بالبقاء هم الأشخاص الذين اجتازوا مرارة التنقية وثبتوا؛ هؤلاء هم الأشخاص الذين تحملوا التجارب بحق. أي شخص لا يعترف بالله هو عدو؛ بمعنى أن أي شخص لا يعترف بالله المُتجسِّد – سواء كان ضمن هذا التيار أو خارجه – هو ضد المسيح! مَنْ هو الشيطان، ومَنْ هم الشياطين، ومَنْ هم أعداء الله إن لم يكونوا المقاومين الذين لا يؤمنون بالله؟ أليسوا هم هؤلاء الناس الذين يعصون الله؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الله والإنسان سيدخلان الراحة معًا). من خلال الشركة عن كلام الله مع أختي، أدركتُ أنه عندما أتى الرب يسوع ليقوم بعمله، كان الفريسيّون الذين عبدوا الله يهوه في الهيكل يعلمون تمامًا أن ما قاله الرب يسوع كان ذي سلطان وقويًّا، لكنهم فشلوا في السعي والتحرّي، بل وقاوموه بشدّة وأدانوه أيضًا، وادَّعوا زُورًا أنه استخدم قوة بعلزبول لطرد الشياطين. لقد ارتكبوا التجديف على الروح القُدُس ولقد لعنهم الله وعاقبهم. لم يكتفِ الفريسيّون بالتجديف على الرب وأدانته، بل خدعوا أيضًا المؤمنين ليقاوموه، مما أدّى بهم إلى فقدان خلاص الله وأصبحوا مرفقات مقابر الفريسيين. فكّرت كيف لعن الرب يسوع الفريسيين آنذاك: "وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلْمُرَاؤُونَ! لِأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَاوَاتِ قُدَّامَ ٱلنَّاسِ، فَلَا تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلَا تَدَعُونَ ٱلدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ" (متى 23: 13). و، "وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلْمُرَاؤُونَ! لِأَنَّكُمْ تَطُوفُونَ ٱلْبَحْرَ وَٱلْبَرَّ لِتَكْسَبُوا دَخِيلًا وَاحِدًا، وَمَتَى حَصَلَ تَصْنَعُونَهُ ٱبْنًا لِجَهَنَّمَ أَكْثَرَ مِنْكُمْ مُضَاعَفًا" (متى 23: 15). من خلال كلام الرب، يمكن للمرء أن يرى أن الفريسيين كانوا أضدادًا للمسيح ويقاومون لله. لقد تظاهروا بالطيبة، لكنهم في واقع الأمر كرهوا الحقّ واتَّخذوا الله عدوًّا لهم. كانوا شياطين تلتهم الأرواح وتستدرج الناس إلى الجحيم. وبناءً على أفعال الفريسيين الشائنة، وجّه الرب يسوع إليهم "الويلات" السبعة. من هذا، نرى أن شخصية الله لا تتسامح مع الإثم. في الأيام الأخيرة، أتى الله القدير للقيام بعمله. وعبّر عن كل الحقائق الضرورية لتطهير البشرية وخلاصها وكوَّن مجموعة من الغالبين أرسلوا موجات الصدمة عبر العالم الدينيّ. ومع أن الله يقوم بمثل هذا العمل العظيم، لا يكتفي قساوسة ووُعَّاظ العالم الدينيّ بعدم السعي والتحرّي عنه فحسب، بل يبذلون قصارى جهدهم لنشر الشائعات ويقفون حَجَر عَثْرة أمام المؤمنين في تحرِّيهم للطريق الحقّ. إنهم مثل الفريسيين الذين كانت طبيعتهم وجوهرهم تكره الحقّ وتعارض الله. في الأيام الأخيرة، يعمل الله على تصنيف كل شخص بحسب نوعه، ويكشف المؤمنين الزائفين ويُحدد المؤمنين الحقيقيين. أولئك الذين يزعمون أنهم يؤمنون بالله لكنهم يرفضون الحق وتجسُّد الله، ليسوا مؤمنين حقيقيين وسَيُسْتَبْعَدون في النهاية. فقط أولئك الذين يسعون إلى الحقّ بعقل مُتفتّح ويقبلون عمل الله في الأيام الأخيرة ستُتَاح لهم الفرصة ليُخلِّصهم الله. بدا أنجيل شخصًا لطيفًا ومتواضعًا ومفيدًا، لكنه لمّا سمع بعودة الرب، لم يسع ويتحرّى إطلاقًا، بل حكم على كلام الله وعمله وأدانهما، وحتى نَشَرَ الشائعات ووقف حَجَر عَثْرة أمام المؤمنين الآخرين في تحرِّيهم للطريق الحقّ. لم يكن لديه أدنى خوف من الله. رأيت أنه في إيمانه وخدمته للرب، كان جوهره كارهًا للحقّ ومعارضًا لله. لم يكن هناك فرق بينه وبين الفريسيين القُدامى المقاومين لله. بعد أن أدركتُ كل هذا، ربحت بعض التمييز عن أنجيل وقادة العالم الدينيّ، وفهمت بشكل أفضل سبب تصرفهم بالطريقة التي تصرَّفوا بها. لم أشعر بالسوء بعد ذلك.
بعد ذلك بوقتٍ قصيرٍ، شرعتُ في أداء واجبي في الكنيسة. كنتُ أحضر الاجتماعات وأقرأ كلام الله يوميًّا مع الآخرين وشعرتُ بشعور عظيم. لكن عندما سمع والديَّ بالشائعات التي نشرها القِسّ والواعظ، وبَّخاني بغضبٍ. أجبراني على العودة إلى كنيستي القديمة ومنعاني من الإيمان بالله القدير. بسبب عرقلة وتعطيل والديَّ، لم أتمكّن من أداء واجبي بانتظامٍ ولم أستطع حتى حضور الاجتماعات. ذات يوم، ضبطني أبي وأنا أشارك في اجتماع عبر الإنترنت مع إخوة وأخوات آخرين واستشاط غضبًا لدرجة أنه كاد يضربني. لحُسن الحظ، أتت والدتي وأوقفته في الوقت المناسب. بعدئذ، ازداد تقييد والديَّ لحريتي. احتجزاني في المنزل ولم يسمحا لي بالخروج، لذلك لم أتمكّن من حضور الاجتماعات. كان الأمر عسيرًا للغاية حينذاك. شعرتُ بالضعف وافتقرت إلى الثقة المطلوبة لأداء واجبي. فصلّيت إلى الله، وطلبتُ منه أن يمنحني الإيمان والقوّة. بعدئذ، صادفتُ مقطعًا من كلام الله: "إن عمل الله الذي يقوم به في الناس يبدو ظاهريًا في كل مرحلة من مراحله كأنه تفاعلات متبادلة بينهم أو وليد ترتيبات بشرية أو نتيجة تدخل بشري. لكن ما يحدث خلف الكواليس في كل مرحلة من مراحل العمل وفي كل ما يحدث هو رهان وضعه الشيطان أمام الله، ويتطلب من الناس الثبات في شهادتهم لله. خذ على سبيل المثال عندما جُرِّبَ أيوب: كان الشيطان يراهن الله خلف الكواليس، وما حدث لأيوب كان أعمال البشر وتدخلاتهم. إن رهان الشيطان مع الله يسبق كل خطوة يأخذها الله فيكم، فخلف كل هذه الأمور صراعٌ" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. محبة الله وحدها تُعد إيمانًا حقيقيًّا به). من خلال كلام الله، أدركتُ، أنه في الوضع الحالي، بدا كما لو أن والديَّ كانا يمنعانني من اتِّباع الله القدير، لكن وراء الكواليس، كان الشيطان هو الذي تسبّب في العرقلة. لقد كانت معركة روحية. لقد عبّر الله عن الكثير من الحقائق في الأيام الأخيرة ليسمح لنا بالتحرر من فسادنا الشيطانيّ وأن نخلص به. لكن الشيطان لم يُرد أن يُخلّصني الله، لذا استخدم والديَّ لمهاجمتي ومنعي من الإيمان بالله وأداء واجبي. لقد أراد الشيطان أن أفقد فرصتي في الخلاص وأن أُطرَح بها في الجحيم. إنّ الشيطان خبيث وشرير للغاية! إن توقفتُ عن اتِّباع الله القدير، أفلا أقع في مؤامرته الشريرة؟
ثم صادفتُ مقطعًا آخر من كلام الله: "لا تيأس ولا تضعف، فسوف أكشف لك. إن الطريق إلى الملكوت ليس ممهدًا بتلك الصورة، ولا هو بتلك البساطة! أنت تريد أن تأتي البركات بسهولة، أليس كذلك؟ سيكون على كل واحد اليوم مواجهة تجارب مُرَّة، وإلا فإن قلبكم المُحبّ لي لن يقوى، ولن يكون لكم حب صادق نحوي. حتى وإن كانت هذه التجارب بسيطة، فلا بُدَّ أن يمرّ كل واحد بها، إنها فحسب تتفاوت في الدرجة. التجارب بركة مني، وكم منكم يأتي كثيرًا أمامي ويتوسَّل جاثيًا على ركبتيه من أجل نيل بركاتي؟ يا لكم من أبناء سذَّج! تعتقدون دائمًا أن بعض الكلمات الميمونة تُعتبَرُ بركة مني، لكنكم لا تدركون أن المرارة هي إحدى بركاتي. أولئك الذين يشاركونني مرارتي، حتمًا سوف يشاركونني حلاوتي. هذا وعدي وبركتي لكم" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل الحادي والأربعون). بعد قراءة كلام الله القدير، أدركتُ أنه على الرغم من أنني عانيت بعض الشيء من قمع القِسّ و إعاقة والديَّ، إلا أن الله سمح لهذا الوضع بالحدوث لتكميل إيماني. كان هذا مَقصِد الله الحَسَن! لكن تملّكني الضعف وكنتُ مستعدة للتخلّي عن واجبي فقط بسبب القليل من الصعوبة. أدركت أنه كان ينقصني الدافع للمعاناة ودفع الثمن لربح الحقّ. لم يكن لديّ موقف صادق تجاه الله وكانت قامتي لا تزال صغيرة للغاية. لقد فهمتُ مقاصد الله ولم أعد أشعر بالسلبية والإحباط. كما كان لديّ حِسٌّ بالإيمان والقوة وكنتُ على استعداد للتصدي للوضع وجهًا لوَجه، والاتكال على الله لأقف راسخة في مواجهة الظلم. لاحقًا، كثيرًا ما كنتُ أصلّي لله، وأقرأ كلامه لتقوية إيماني وأطلب منه أن يعينني على فتح طريق لي حتى أتمكّن من استئناف الاجتماع وأداء واجبي.
بعدئذ، بدأت الشائعات التي نشرها أنجيل والآخرين عني تؤثر سلبًا على والديَّ، وهكذا، وليتخلّصا من تأثير الشائعات، أرسلاني للعيش مع جدّتي. فتمكّنتُ من الاتصال هناك بإخوتي وأخواتي عبر الإنترنت، واستطعتُ الاجتماع مرة أخرى وأداء واجباتي. غضب والديَّ حين اكتشفا الأمر، لكنني لم أتأثر بهما وقلت لهما بحزمٍ: "إنّ أملي الأعظم في الإيمان بالرب هو الترحيب بعودته. لقد عاد الرب يسوع الآن بصفته الله القدير، لذا حتى وإن كنتما لا تفهمان، فسأظل أتبع الله القدير حتى النهاية. إنْ كنتما لا تزالان تُصرِّان على منعي، فلن يكون لدي خيار سوى ترك هذه الأسرة". عندما رَأَيَا والداي مدى صمودي، لم يَنْبسا ببِنْت شَفَة عن هذا الأمر بعد ذلك. ومنذئذ، مع أنهما ما زالا يشتكيان في كثير من الأحيان أو يحاولان عرقلتي عن أدائي لواجبي، إلا أنني لم أعد مُقيّدة بهما وعقدت العزم على أداء واجبي. عانيتُ من الظلم المتكرر وعرقلة قِسّي وأسرتي، وعانيتُ بعض الشيء، لكنني توصلت إلى فهم بعض الحقّ وربحت التمييز وتَعَمَّق إيماني بالله. أيًّا كانت الأوضاع التي أواجهها في المستقبل، فأنا على استعداد للاتِّكال على الله لتجاوزها.
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.