كيف كدت أصبح من العذارى الجاهلات

2019 ديسمبر 16

بقلم لي فانغ – الصين

في خريف عام 2002، أحضرت الأخت تشاو التي تنتمي إلى طائفتي، كنيسة الحق، ابنة أختها الأخت وانغ إلى منزلي لتخبرني بالأنباء الهامة عن مجيء الرب. بعد بضعة أيام من قراءة كلام الله القدير والاستماع إلى شركة الأخت وانغ المفصلة، فهمت أنه منذ نشأة العالم حتى الآن، أنجز الله ثلاث مراحل من العمل من أجل خلاص البشرية. ومن الحقائق الأخرى التي تعرّفت عليها أن الله تبنى اسمًا مختلفًا خلال كل مرحلة من مراحل عمله، وأهمية اسم الله في كل عصر، وسر تجسد الله، وما إلى ذلك. فتحت هذه الحقائق عينيّ، ومتّعت نظري بها. قلت لنفسي: " يبدو هذا الطريق واضحًا تمامًا، والرب القدير على الأرجح هو الرب يسوع العائد، لذا من الأفضل أن أتأكد من اغتنام هذه الفرصة وأن أقرأ المزيد من كلام الله القدير". تركت الأخت وانغ قبل أن تغادر بعض كتب كلام الله لي. كنت أقرأ كلام الله كلما وجدت الوقت أثناء اليوم، وكلما قرأته، ازداد حبي لقراءته أكثر، وازداد شعوري بأنه كلام الله. بعد ثلاثة أيام أصابني القلق وفكرت: "لا زال ابني، وهو مؤمن أيضًا، والعديد من الإخوة والأخوات في كنيستي لا يعرفون هذا الخبر العظيم عن عودة الرب. من الأفضل أن أسارع بإخبارهم".

في اليوم التالي في الصباح الباكر ذهبت إلى منزل ابني وقلت له بسعادة: "هذا كتاب عظيم. يجب أن تقرأه في أقرب وقت ممكن". رمقني ابني وسألني: "أي كتاب؟ يبدو أنك مسرورة جدًا. ضعيه هناك، وسألقي نظرة عليه عندما يكون لدي وقت". ظننت أنه مثلما يتطلع جميع المؤمنين إلى عودة الرب، سيكون ابني سعيدًا لمعرفته أن الرب قد وصل بالفعل.

لم أكن أتصور على الإطلاق إنه بعد ثلاثة أيام سيأتي ابني إلى منزلي على رأس ستة أشخاص، منهم القس شيا من طائفتي، والآخرون قساوسة وواعظون من طائفة ابني. ذهلت قليلاً لرؤيتهم، لأنني لم أستطع معرفة ما حدث ولماذا جاء هذا العدد من الناس لزيارتي. ونظر إليّ قس يدعى لي عن كثب للحظة وقال ووجهه تعلوه نظرة قلق: "أيتها العمة، كلنا مؤمنون بالرب، نحن عائلة واحدة كبيرة. أخبرني ابنك بأن شخصًا ما قد أعطاك كتابًا، لكن لا ينبغي عليك قراءته. الآن هي الأيام الأخيرة، والرب يسوع قد قال: "حِينَئِذٍ إِنْ قَالَ لَكُمْ أَحَدٌ: هُوَذَا ٱلْمَسِيحُ هُنَا! أَوْ: هُنَاكَ! فَلَا تُصَدِّقُوا. لِأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ، حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ ٱلْمُخْتَارِينَ أَيْضًا" (متى 23:24-24). نؤمن أن كلام الرب يسوع هذا يعني أن أي شخص يقول إن الرب قد عاد هو محتال يجب أن نحترس منه ونرفض الاستماع إليه. الآن لا يوجد في جميع أنحاء العالم كله سوى البرق الشرقي الذي يشهد علنًا لعودة الرب، لذلك، مهما يكن، يجب ألا تكون لك بهم أي صلة بعد الآن ولا تقرأي أيًا من كتبهم كذلك، فطريقتهم تختلف عن إيماننا، لذلك لا تستمعي إليهم. أنت لا تفهمين الكتاب المقدس جيدًا، وقامتك الروحية ضئيلة، لذلك من السهل خداعك. كنا نعظ لسنوات عديدة ونفهم الكتاب المقدس جيدًا. لقد سافرنا في جميع أنحاء الصين ورأينا الكثير ونحن أكثر نضجًا في الحياة. لقد جئنا اليوم خصيصًا لإنقاذك، لذلك عليك أن تصدقينا ولا تحاولي التصرف كما تشائين". عندما سمعت هذا، فكرت في نفسي: "يبدو أن هذا القس يهتم بي وما قاله ليس خاطئ. أنا مسنة وغير متعلمة جيدًا، وأنا لا أفهم الكتاب المقدس جيدًا. بالتأكيد، لا يمكنني التمييز مثلهم". عندها قال القس شيا: "أنا قس، وقد عهد الرب لي بقطيعه لأرعاه. لذا فإن مسؤوليتي هي التأكد من أنك لا تضلين عن الطريق القويم. إذا لم أعتن بقطيع الرب، فلن أكون قادرًا على الخضوع لحساب الرب. أيتها الأخت، لا تهرعي إلى جماعات أخرى مثل هذه. إذا سرقك البرق الشرقي منا، فستضيع كل هذه السنوات التي كنت تؤمنين فيها بالرب!" أشعرني النظر إلى وجوههم المتوترة وسماع النبرة الجادة التي كانوا يتحدثون بها معي ببعض الخوف، وفكرت: "هذا صحيح. إذا بدأت أؤمن إيمانًا خاطئًا، ألن تضيع كل تلك السنوات من الإيمان؟" ولكن بعد ذلك فكرت: "بدا الكلام الذي في هذا الكتاب جيدًا وصحيحًا للغاية. لم يقرأ هؤلاء القساوسة والواعظون كلام الله القدير، فكيف يمكنهم أن يقولوا إنه ليس طريقًا حقًا؟" فقلت لهم: "قد تكونون على حق عندما تقولون هذا، لكن ما سمعته منهم يطابق تمامًا كلام الرب في الكتاب المقدس!" عندما سمعوني أقول ذلك، بدؤوا جميعًا يتحدثون في نفس واحد، قائلين أشياء كثيرة تخيفني لدرجة أنني أُصبت بالدوار والارتباك وعانيت الكثير من الاضطراب العاطفي. جلست هناك، غير قادرة على قول أي شيء. ثم أرادوا أن أصلي معهم وألعن البرق الشرقي، لكنني لم أجاريهم، ولذا بدؤوا يرهبونني من جديد. أخيرًا، قال ابني: "دعوني أتعامل مع أمي الآن". ثم أخذ كتابيّ الترانيم وأشرطة الكاسيت الخاصة بـ"اتبعوا الحمل ورنموا ترنيمات جديدة"، بالإضافة إلى كتاب كلام الله المسمى "الدينونة تبدأ ببيت الله"، من الخزانة وأعطاها للقس ليأخذها معه.

بعد مغادرتهم، شعرت بالضيق لدرجة أنني لم أستطع حتى تناول العشاء، لذا أتيت أمام الرب وصليت: "أيها الرب يسوع، هل ما قاله هؤلاء القساوسة صحيح أم لا؟ يبدو أنهم مهتمون حقًا بحياتي. إذا لم أستمع إليهم، هل سأضع إيماني في المكان الخطأ؟ يا رب، إذا كنت قد عدت بالفعل في هيئة الله القدير وأنا لا أقبلك، ألن أغلق بهذا الباب أمامك؟ ألن أكون مجرد واحدة من العذارى الجاهلات؟ يا رب، من خلال قراءة كلام الله القدير في الأيام القليلة الماضية، أشعر أن روحي اكتسبت الكثير من الزاد. لقد شعرت بهذا بالفعل وبصدق، لكن هل يمكن أن أكون مخطئة؟ الآن وقد أخذوا كتبي وأشرطة التراتيل الخاصة بي، أشعر بحزن شديد ولا أعرف ماذا أفعل. أرجو أن تبيّن لي الطريق..." بعد الصلاة، تذكرت فجأة أن الأخت وانغ قد أعطتني كتابًا آخر من كلام الله القدير وطلبت مني أن أخفيه عميقًا داخل الخزانة. شعرت ببعض التحسّن عندما أدركت أن هذا الكتاب لا يزال لديّ، لكنني فكرت فيما قاله هؤلاء القساوسة، وكنت ما زلت في حيرة بشأن ما يجب فعله. أيجب أن أقرأ هذا الكتاب أم لا؟ في تلك الليلة، بالكاد نمت على الإطلاق، وكان عقلي مضطربًا للغاية، وصليت لله مرارًا وتكرارًا باكية...

في وقت مبكر من اليوم التالي، جاء ابني ليأخذني إلى اجتماع في كنيستي السابقة. كنت مترددة كثيرًا، لكن ابني جرني إلى مكان الاجتماع، بل أخبر إحدى الواعظات أن البرق الشرقي سرقني وطلب منها بذل قصارى جهدها لإقناعي بالبقاء، وسرعان ما أحاطت بي الواعظة وجميع الإخوة والأخوات. أمسكت الواعظة بيدي، وبصوت لطيف قالت: "أيتها العمة، إياك وأن تستمعي إلى وعظ أي شخص آخر. إذا بدأت في الإيمان الخطأً، عندما يأتي الرب لاختطاف شعبه، سيخلفك وراءه، أليس كذلك؟ أنت ضئيلة القامة الروحية، لذا إذا أعطاك أي شخص أي نوع من أنواع الكتب لقراءته، فمن الأفضل لك أن تسألينا أولاً. دعينا نتحقق منه من أجلك...". استمر الأخوة والأخوات أيضًا في محاولة إقناعي بالبقاء، وتأثرت إلى درجة البكاء بسبب "محبتهم". عندما رأوا مدى تأثري، أكدوا على مقصدهم مرة أخرى: إذا جاء أي شخص من البرق الشرقي لزيارتك مرة أخرى، فلا تدعيهم يدخلون. اقطعي علاقتك بهم! أومأت برأسي بالموافقة.

بعد أيام قليلة فقط جاءت الأخت وانغ لزيارتي مرة أخرى. قلت لها: " قرأ لي القس هذا المقطع من الكتاب المقدس القائل: "حِينَئِذٍ إِنْ قَالَ لَكُمْ أَحَدٌ: هُوَذَا ٱلْمَسِيحُ هُنَا! أَوْ: هُنَاكَ! فَلَا تُصَدِّقُوا. لِأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ، حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ ٱلْمُخْتَارِينَ أَيْضًا" (متى 23:24-24). في الأيام الأخيرة، يجب أن يظهر المسحاء الكذبة وأي شخص يقول إن الرب قد عاد هو محتال. أنا لا أفهم الكتاب المقدس، وقامتي الروحية صغيرة، لذا يسهل تضليلي. أنا لا أجرؤ على الاستماع إلى أي طريقة أخرى، لذلك لن أسمح لك بالدخول. لا تأتي مرة أخرى". فقالت الأخت وانغ بصدق شديد: "قال الرب يسوع هذا الكلام لضمان أننا سوف نحترس من المسحاء الكذبة خلال الأيام الأخيرة، لكنه لم يقصد لنا أن ندير ظهورنا للمسيح كذلك. إذا كان هناك مسحاء كذبة، فذلك لأن المسيح الحقيقي قد ظهر بالفعل، لأنه بدون المسيح الحقيقي، فإن المحتالين ليس لديهم ما يقلدونه. يخبرنا كلام الرب يسوع هذا أن علينا أن نتعلم كيف نميّز؛ ولا يقول إنه ينبغي لنا أن نرفض الاستماع إلى إنجيل عودة الرب لمجرد ظهور مسحاء كذبة خلال الأيام الأخيرة. وإلا، كيف سنكون قادرين على الترحيب بعودة الرب؟ في الواقع، لقد سبق للرب يسوع وصف صفات المسحاء الكذبة بوضوح. وتشمل أهمها ظهور علامات واضحة، وإجراء المعجزات، وشفاء المرضى، وطرد الأرواح الشريرة، ونسخ العمل الذي قام به الرب يسوع بالفعل وذلك من أجل خداع الناس. لذلك خلال الأيام الأخيرة، أي شخص ينتحل شخص الرب يسوع ليكرز بطريق التوبة ويستطيع أن يظهر بضع علامات بسيطة أو يشفي المرضى ويطرد الشياطين هو مسيح كاذب. لا يكرر الله القدير، وهو الرب يسوع الذي عاد في الجسد في الأيام الأخيرة، العمل الذي أنجزه الرب يسوع بالفعل، ولكنه بدلاً من ذلك يقوم بعمل جديد على أساس عمل الرب يسوع الفدائي. لقد أنهى الله القدير عصر النعمة وافتتح عصر الملكوت، وهو يعبّر عن الحقائق ويؤدي مرحلة عمل الدينونة والتطهير للجنس البشري. سيخلّص الله القدير كل من نالوا الفداء ولكنهم ما زالوا يعيشون في الخطية، من خلال التخلص من أغلال طبيعتهم الخاطئة وإبعادهم عن تأثير الشيطان المظلم، ثم يأخذ البشرية إلى وجهتها النهائية الرائعة. الله وحده هو الذي يستطيع القيام بهذا العمل؛ ولا يستطيعه أي من المسحاء الكذبة". على الرغم من أن ما كانت تقوله الأخت بدا منطقيًا، فإن الأشياء التي أخبرني بها القساوسة كانت ما زالت تدور في رأسي. كان ذهني مشوشًا وغير قادر على التركيز ولم أكن أرغب في سماع المزيد من شركتها. لذلك أخبرتها أنه كان عليّ فعل شيء عند جارتي المجاورة لي، وهذه كانت كذبة للفكاك منها. عادت الأخت وانغ إلى منزلي عدة مرات بعد ذلك، لكنني كنت دائماً أتجنبها. قالت لي جارتي: "إنها لا تبدو وكأنها شخص سيء. ماذا تخشين؟" كنت أعرف في قلبي أن الأخت وانغ كانت شخصًا جيدًا، لكنني كنت ذات قامة روحية صغيرة، وكنت خائفة من أن أضع إيماني في غير موضعه.

بعد عودتي لحضور اجتماع في كنيستي السابقة، سمعت الواعظين لا زالوا يقولون أشياء في العظة كانوا قد قالوها من قبل. كانوا يتحدثون دائمًا عن كيفية الاحتراس من البرق الشرقي، أو التبرع للكنيسة، أو يكررون الكثير من الأشياء القديمة المملة حول مقدار عملهم ومعاناتهم من أجل الرب ومقدار نعمة الرب التي تمتعوا بها... لم يتمكنوا حتى من قول ولو أقل الأشياء في ضوء جديد، وسرعان ما سئمت من الاستماع إليهم، وبدأت أغفو. في إحدى المرات، أتى أخ من كنيسة أخرى لإلقاء عظة، لكنها كانت تتناول نفس الأمور عن الأماكن التي ذهب إليها من أجل القيام بعمل الرب، ومقدار ما عانى منه، وعدد الأشخاص الذين حوّلهم عن طريق نشر الإنجيل وعدد الكنائس التي أنشأها. لقد استمر في التباهي بنفسه. جعلني الاستماع إليه أشعر بمنتهى عدم الارتياح، وقد توصلت إلى أنه لم يكن يشهد للرب بل يشهد لنفسه. في مناسبة أخرى، كنت قد وصلت للتو إلى مكان الاجتماع عندما قالت لي إحدى الأخوات: "ستلقي العظة اليوم طالبة لاهوت في العشرينات". كنت سعيدة للغاية بسماع ذلك وقلت لنفسي أنني سأنتبه بشكل أكبر في هذه المناسبة، لأنها ستقدم بالتأكيد عظة أفضل مما يقدمه واعظونا. لكن الطالبة بدأت عظتها بكيفية الاحتراس من البرق الشرقي، ثم تابعت الحديث عن كيفية تخليها عن دراستها المنتظمة في سن 16 عامًا للالتحاق بكلية اللاهوت لدراسة العلوم اللاهوتية، وكيف عملت وعانت في الخلاء على الرغم من المطر، وكم عدد الأماكن التي ذهبت إليها... كلما استمعت أكثر، زاد سأمي، وقلت لنفسي: "هذا نبيذ عتيق في زجاجات جديدة! لماذا يستمرون في متابعة نفس الأشياء القديمة المملة؟ لا شيء من هذا له علاقة باختباراتهم أو معرفتهم بكلام الرب، ولا يقودنا في اتباع طريق الرب أو ممارسة كلامه والدخول فيه". كنت قد عدت بالفعل إلى الاجتماعات منذ أكثر من شهر، لكنني لم أستفد منها أي شيء. وكلما استمعت إلى هذه العظات، أصبحت روحي أكثر ذبولًا، واعتقدت أنني سأموت من العطش والجوع الروحيين إذا واصلت الإيمان بهذا الشكل. أين يمكن أن أذهب للعثور على القليل من الحياة؟ كلما فكرت في الأمر، ازداد انزعاجي.

بعد الاجتماع، مشيت إلى المنزل بقلب مثقل. فكرت في كتاب "الدينونة تبدأ ببيت الله" الذي أعطتني الأخت وانغ إياه، والذي ينص على أن الناس يجب ألا يكونوا متعجرفين ويجب ألا يمجّدوا أنفسهم، بل يجب أن يكرموا الله على عظمته وأن يمجدوه. لكن هؤلاء الوعاظ كانوا جميعًا يشهدون لأنفسهم، ويكرّمون أنفسهم فوق كل شيء، ويحثون الآخرين على أن يبجلوهم ويعبدوهم. بدا لي أن ما قاله الكتاب كان صحيحًا! في ذلك المساء، عندما كنت وحدي في المنزل، أخرجت نسخة "الدينونة تبدأ ببيت الله" وقرأت بعضًا منها. كلما قرأت، حلّق قلبي أكثر، وشعرت حقًا أن هذا الكلام يمكن أن يكون زادًا لحياتي. شعرت بالحيرة بسبب عدم سماح القس لنا بقراءة مثل هذا الكتاب الجيد. كان قسيسنا يقول في كثير من الأحيان إنه مسؤول عن حياتنا ومع ذلك بدا أنه لا يعرف سوى كيف يشهد لنفسه في عظاته. لم يخبرنا قط كيف نربح الحياة. تذكرت فترة كنت فيها ضعيفة للغاية ولم أكن أريد الذهاب إلى اجتماعات الكنيسة. لم يأت القس أبداً لزيارتي ولم يقدم لي أي دعم. كيف إذن، ما إن بدأت في الحصول على بعض التغذية الروحية من قراءة كلام الله القدير، حتى ظهر وجرني إلى كنيستي القديمة لأسمعهم يكررون نفس الأشياء القديمة؟ لم يكن هذا هو تحمل المسؤولية عن حياتي! أدركت فجأة مدى الخطأ الذي ارتكبته، ولمت نفسي بمرارة: يمكن لكلام الله القدير أن يزوّد حياتي، وهذا يعني أنه ربما جاء من الله. كيف كان من الممكن أن أكون غبية وعمياء هكذا حتى أؤمن بما قاله القس وأتخلّى عن التحري عن الطريق الحق؟ لقد فكرت أيضًا في الكيفية التي دأبت بها الأخت وانغ دائمًا على تقديم الدعم المحب وقدمت شهادة لعمل الله لي في الأيام الأخيرة حتى أتيحت لي الفرصة للحصول على خلاص الله في الأيام الأخيرة، لكنني لم أكن لطيفة مع الأخت وانغ، بل تجنبت رؤيتها في عدد من المناسبات. ما كان ينبغي لي أن أتعامل معها كعدوة. عندما فكرت في هذا، شعرت بالحزن الشديد. لذا جئت أمام الرب وصليت باكية صلاة توبة قائلة: "يا رب، لقد تعاملت مع تلك الأخت التي أحضرت لي كتاب كلام الله كعدوة وأدرت لها ظهري. لم أكن أدير ظهري لشخص ما، لكن في الواقع كنت أرفض خلاصك! يا رب، أنا أعلم الآن أنه لم يكن ينبغي لي أن أستمع إلى هؤلاء القساوسة وأن أتخلى عن التحري عن عمل الله في الأيام الأخيرة. أود التوبة لك، لكنني لا أعرف كيف أجد الأخت وانغ. أرجوك ساعدني..." بعد الصلاة، التقطت الكتاب مجددًا وقرأته حتى وقت متأخر من الليل. وكلما قرأته تزايد شعوري بجودة محتواه، وتزايد احتقاري للقساوسة لمنعهم لي من قراءة كلام الله القدير.

أنا ممتنة جدًا للرب على الاستماع إلى صلاتي! في اليوم التالي عند الظهر، جاءت الأخت وانغ إلى منزلي عندما كنت أتناول الغداء، فأخبرتها عن كل ما حدث منذ رأيتها آخر مرة. عندما سمعت أنني لم أتمكن من الحصول على الزاد من داخل الدين، قرأت لي عبارة من كلام الله القدير تقول: "سيحقق الله هذا الواقع: سيجلب جميع الناس من أرجاء الكون أمامه، فيعبدون الله على الأرض، وسيتوقف عمله في الأماكن الأخرى، وسيُجبر الناس على السعي وراء الطريق الحق. سيكون مثل يوسف: يأتي الجميع إليه من أجل الطعام وينحنون له، لأن لديه طعامًا يؤكل. لتجنُّب المجاعة، سيضطر الناس إلى السعي وراء الطريق الحق. سوف يعاني المجتمع الديني بأسره من مجاعة شديدة، ووحده إله اليوم هو نبع الماء الحي، ولديه نبع دائم التدفق ليصنع غبطة البشر، حيث يأتي الناس إليه ويتكلون عليه" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. المُلْك الألفي قد أتى). ثم أقامت الأخت معي هذه الشركة: "إن الله هو ينبوع الماء الحي، والله وحده هو الذي يستطيع أن يزوّد حياة الناس. عندما يترك الناس الله، يصبح كل شيء مظلمًا وذابلًا، تمامًا مثل الفرع الذي انفصل عن جذع الشجرة. في إيماننا بالله، يجب أن نتابع عن كثب خطى الحمل، ونقبل عمل الله الحالي، ونأتي أمام الله، عندها فقط يمكننا أن نكتسب عمل الروح القدس وتغذية وإمداد ماء الحياة الحي لله. لماذا لا يمكننا الحصول على الزاد من خلال استماعنا إلى هؤلاء القساوسة والشيوخ في الدين؟ هناك سببان لهذا. أحدهما هو أن هؤلاء القساوسة والشيوخ لا يلتزمون بوصايا الرب ولا يضعون كلام الرب موضع التطبيق، كما أنه ليس لديهم اختبار حياة حقيقي وليس لديهم معرفة حقيقية بالله، بل وليس لديهم قلوب تخاف الله. إنهم لا يمجدون الله على الإطلاق أو يقدمون له الشهادة في عملهم ووعظهم، بل يمجدون أنفسهم دائمًا ويحملون الشهادة لأنفسهم. لقد تحولوا إلى رعاة كاذبين نموذجيين يخدعون الناس من خلال الحيدان التام عن طريق الرب. هذا هو السبب في أنهم مكروهون ومرفوضون من الروح القدس ولا يحصلون على تنويره وإرشاده، وهذا هو السبب الرئيسي الذي يجعل المجتمع الديني موحشًا للغاية. والسبب الآخر هو أن الرب يسوع قد عاد بالفعل للقيام بأعمال العصر الجديد. لقد سُحب بالفعل عمل الروح القدس في الأشخاص في عصر النعمة، وهو يجري الآن على المجموعة من الأشخاص التي تواكب سرعة عمل الله الجديد. لكن القساوسة والشيوخ لا يتحرون مطلقًا عن عمل الله الجديد، ولا يتبعون خطى الله أو يقبلون قيادته. على العكس من ذلك، كل ما يفعلونه هو مقاومة عمل الله في الأيام الأخيرة وإدانته بجنون، والافتراء والتجديف على الله القدير، مسيح الأيام الأخيرة. يفعلون كل ما في وسعهم لمنع المؤمنين من التحري عن الطريق الحق والعودة إلى الله، وبالتالي أصبحوا مثل الفريسيين الذين صلبوا الرب. لقد سبق أن أدانهم الله وقلعهم، لذلك فمن المستحيل أن يعمل فيهم الروح القدس. لذا، إذا أردنا الحصول على زاد الحياة، فيجب علينا مواكبة العمل الحالي للروح القدس، وقبول الكلام الذي يعبر عنه الله حاليًا، وقبول قيادة وتزويد ورعاية الله القدير، مسيح الأيام الأخيرة. هذه هي الطريقة الوحيدة لنا لاكتساب الحق والحياة. هذا يفي بما قاله الرب يسوع: "أَنَا هُوَ ٱلطَّرِيقُ وَٱلْحَقُّ وَٱلْحَيَاةُ" (يوحنا 6:14). "وَلَكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ ٱلْمَاءِ ٱلَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى ٱلْأَبَدِ، بَلِ ٱلْمَاءُ ٱلَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ" (يوحنا 14:4).

بعد الاستماع إلى شركة الأخت وانغ حول كلام الله، أدركت بشكل مفاجئ لماذا لم يكن للقساوسة والشيوخ ودارسي اللاهوت شيئًا يستحق الوعظ به: لأنهم لا يملكون الحق! إنهم يقاومون الله، والروح القدس تخلى عنهم منذ زمن طويل. عندما يعظون، فإن لديهم المعرفة الفكرية فقط للارتكان إليها، لكنهم لا يملكون استنارة الروح القدس، وهذا هو السبب في أن وعظهم لا يفيد أحداً. لكن ظل هناك شيئًا لم أفهمه، لذا سألت الأخت وانغ، "كل هؤلاء القساوسة والشيوخ يقولون إنهم على دراية تامة بالكتاب المقدس، وأنهم كانوا بكليات لاهوتية ولديهم الكثير من الحياة. أنا لا أفهم الكتاب المقدس جيدًا وكنت أعتقد أنهم بالفعل أكثر نضجًا مني في الحياة، ولهذا السبب استمعت إليهم، لذا لا يمكنني الآن تحديد ما إذا كان لديهم حقًا الكثير من الحياة أم لا. أختاه، هل تعتقدين حقًا أن لديهم الكثير من الحياة؟ أجابتني الأخت وانغ قائلة: لا يمكن لأحد أن يشهد لنفسه بأن لديه حياة. كل هذا يتقرر بحسب كلام الله. فما معنى أن يكون لديك حياة؟ ما هي الأشياء التي يجب أن تتجلى على وجه التحديد؟ قال الرب يسوع: "أَنَا هُوَ ٱلطَّرِيقُ وَٱلْحَقُّ وَٱلْحَيَاةُ" (يوحنا 6:14) وقال الله القدير: "ما إذا كنتَ تمتلك الحقيقة من عدمه لا يعتمد على ما تقوله، بل بالحري يعتمد على ما تحياه. عندما يصبح كلام الله حياتك وأسلوبك الطبيعي في التعبير، عندها فقط تُعد هذه حقيقة، وهذا وحده يُعَد امتلاك للفهم والقامة الحقيقية من جانبك. لا بد أن تكون قادرًا على تحمُّل الاختبار لمدة طويلة، ولا بد أن تكون قادرًا على أن تحيا الصورة التي يطلبها الله منك؛ فلا يجب أن يكون ذلك مجرد استعراض، بل يجب أن يتدفق ذلك منك بصورة طبيعية. حينئذٍ فقط ستمتلك حقًا الحقيقة، وحينئذٍ فقط تكون قد اقتنيتَ الحياة" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. ليس اقتناء الحقيقة إلَّا ممارسة الحق). "لماذا يُقال إن العديد من الناس ليس لديهم حياة؟ لأنهم لا يعرفون الله، ومن ثمَّ يقال إنه ليس لديهم إله في قلوبهم، وليس لديهم حياة" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. لا يستطيع الشهادة لله إلا أولئك الذين يعرفون الله). من خلال كلام الله، يمكننا أن نرى أن المسيح هو الطريق والحق والحياة. يمكن للحق أن يكون بمثابة حياة الناس، وبالتالي فإن ربح الحق هو نفسه ربح الحياة، ويشير ربح الحياة إلى أن شخص ما قد ربح الحق ويعرف الله. من لا يفهم الحق ولا يعرف الله لن يكون له قلب يتق الله ولن يستطيع أن يعيش واقع كلام الله، وهذا يعني أنه ليس لديه حياة. إذا لم يكن لدى شخص ما كلام الله كحياة له، فسيظل يعيش بحسب سموم الشيطان المتأصلة فيه، إذ يكشفون غالبًا عن شخصياتهم الفاسدة – الغطرسة والغرور والأنانية والحقارة والاحتيال والمكر وهلم جرا. وحتى لو كانوا يؤمنون بالله، فهم لا يزالون غير قادرين على مخافة الله والحيدان عن الشر، فهم غالبًا ما يكذبون ويغشون ويرتكبون الخطايا ويقاومون الله. كيف يمكن أن يسموا بأناس لديهم حياة؟ إذا قالوا إن لديهم حياة، فهي مجرد نفس الحياة الجسدية، وهي الحياة الشيطانية المليئة بالشخصيات الفاسدة التي تتعارض مع الله، وليس الحياة الجديدة، التي تأتي من اختبار كلام الله وربح الحق. لذلك، على الرغم من أن القساوسة والشيوخ قد يكونون على دراية بالكتاب المقدس، ولديهم معرفة بالكتاب المقدس والنظريات اللاهوتية، فإن هذا لا يعني أنهم يعرفون الله ويخافونه وأنهم يفهمون الحق وأن لديهم عمل الروح القدس. وهذا بالتأكيد لا يعني أنهم يمارسون كلام الرب أو يطيعونه. ولكن ما نراه بدلاً من ذلك هو أنهم عادة ما يمجدون أنفسهم ويقدمون شهادة لأنفسهم، ويحاولون عمومًا حث المؤمنين على عبادتهم. ما يكشفونه ويعيشونه هو التشبه بالشيطان – كونه متعجرفًا ومغرورًا، ويفتقر إلى مخافة الله، وكونه منافقًا ليخدع الناس، كما لا يمكن أن يتحدثوا في عملهم أو في وعظهم عن أي معرفة حقيقية بكلام الرب أو أي اختبار عملي يعود بالنفع على الآخرين. بغض النظر عن عدد السنوات التي تستمعين فيها إليهم فلن تفهمي أي حق ولن تنمو حياتك على الإطلاق، إذ ليس لديهم أي معرفة بالله أو بعمله، وعندما يعود الله في الجسد في الأيام الأخيرة للتعبير عن الحقائق والقيام بعمله في الدينونة، يقاومونه بحزم ويدينونه ويجدفون عليه دون أدنى قدر من مخافة الله في قلوبهم. أي نوع من الحياة لديهم؟ لديهم حياة الشيطان تمامُا. إنهم مثل الفريسيين الذين كانوا يعرفون الكتاب المقدس جيدًا واعتقدوا أن لديهم إيمانًا صادقًا بالله ولهم حياة، لكنهم لم يكونوا يعرفون الله بل قاوموا الرب وأدانوه وصلبوه. هذا يخبرنا أنه لمجرد أن شخصًا يعرف الكتاب المقدس جيدًا، فهذا لا يعني أن لديه الحق والحياة. الأشخاص الوحيدون الذين لديهم الحياة هم أولئك الذين يفهمون ويمارسون الحق ويعرفون الله، ولهم قلب يتقيه، ويستطيع أن يعيش بكلام الله. يقول هؤلاء القساوسة والشيوخ إن لديهم الكثير من الحياة، وهذا ليس سوى خداعًا للمؤمنين وخداعًا لأنفسهم".

بعد الاستماع إلى كلام الله القدير وشركة الأخت وانغ، أصبح كل شيء واضحًا تمامًا في ذهني: فقط لأن شخصًا يعرف الكتاب المقدس جيدًا ويمكنه تفسير الكتاب المقدس، فهذا لا يعني أنه يفهم الحق أو يعرف الله أو لديه حياة. اعتدت أن أظن أن الأشخاص الذين يشغلون مناصب عليا أو الذين درسوا علم اللاهوت أو لديهم معرفة بالكتاب المقدس كان لديهم الكثير من الحياة، لكنني الآن أرى أن وجهة نظري كانت سخيفة تمامًا. يبدو أن الأشخاص الذين لا يمتلكون الحق غير قادرين على التمييز، وبالتالي يُخدعون بسهولة. ثم سألت الأخت وانغ سؤالاً: "الله القدير يتكلم جيدًا. كل ما علينا فعله هو قراءة كلامه بعناية وسندرك أن هذا هو كلام الله وصوت الله، إذن كيف لا يقبل القساوسة والشيوخ هذا، بل يبذلون قصارى جهدهم لمقاومته وإدانته؟" أجابت الأخت وانغ قائلة: "الآن في الأيام الأخيرة، جاء الله القدير، وعبر عن كل الحقائق الضرورية لتطهير البشرية الفاسدة وتخليصها. هذه الحقائق هي طريق الحياة الأبدية التي أنعم بها الله علينا. طالما أن الناس يقرأون كلام الله بجدية، فسوف يعترفون بأن هذا الكلام هو الطريق والحق والحياة وهو الأساس والدليل لبقاء الجنس البشري. هذه حقيقة. على الرغم من أن معظم القساوسة والشيوخ يقاومون عمل الله في الأيام الأخيرة ويدينونه ويحاولون منع الناس من قراءة كلام الله القدير، فإن هذا لا يعني أنهم لا يستطيعون سماع السلطان والقوة بداخله. لا يستطيع بعض القساوسة والشيوخ الوعظ بأي شيء مفيد، لذلك يسرقون كلام الله القدير ويعظون به شعبهم، مدعين أنه استنارة من الروح القدس. ولكن لماذا لا يزالون يقاومون الله القدير ويدينونه بشكل محموم؟ لهذا الأمر علاقة بطبيعتهم وجوهرهم الكاره للحق. إذا رجعنا بالذاكرة إلى الوقت الذي بدأ فيه الرب يسوع القيام بعمله، سنجد أنه قد أظهر الكثير من المعجزات، خاصة إقامة لعازر وإطعام الخمسة آلاف بخمسة أرغفة من الخبز وسمكتين، والتي كانت أكثر إدهاشًا للناس في جميع أنحاء اليهودية. لذلك، فإن العديد من عامة الناس في تلك الأيام أدركوا من كلام الرب وعمله أنه كان المسيا المنتظر، لكن قادة اليهود لم يقبلوا الرب يسوع، بل قاوموه وأدانوه، وفي النهاية تآمروا مع الحكومة الرومانية لصلب الرب. لماذا حدث هذا؟ هل كان ذلك لأنهم لم يتمكنوا من سماع السلطان والقوة في كلام الرب يسوع؟ لا! بل لأنهم رأوا أن المزيد والمزيد من الناس كانوا يقبلون طريق الرب يسوع. كانوا يخشون من أنه إذا آمن كل القوم العاديين بالرب يسوع، فلن يتبعهم أو يعبدهم أحد، وسيخسرون مكانتهم ومصدر رزقهم. لقد عرفوا بوضوح أن الرب يسوع هو الله، لكنهم قاوموه عن قصد؛ مما كشف جوهر ضد المسيح بداخلهم، الذي كان مقاومًا لله وكارهًا للحق. وبخهم الرب يسوع بمرارة عندما قال: "وَلَكِنَّكُمُ ٱلْآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي، وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِٱلْحَقِّ ٱلَّذِي سَمِعَهُ مِنَ ٱللهِ" (يوحنا 40:8). و"لِمَاذَا لَا تَفْهَمُونَ كَلَامِي؟ لِأَنَّكُمْ لَا تَقْدِرُونَ أَنْ تَسْمَعُوا قَوْلِي. أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ، وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. ذَاكَ كَانَ قَتَّالًا لِلنَّاسِ مِنَ ٱلْبَدْءِ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِي ٱلْحَقِّ لِأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌّ" (يوحنا 43:8-44). في الزمن الحاضر، كشف كلام الله القدير بكل وضوح عن طبيعة وجوهر الزعماء الحاليين للمجتمع الديني. قال الله القدير: "أولئك الذين يقرؤون الكتاب المقدَّس في الكنائس الكبرى ويرددونه كل يوم، ولكن لا أحد منهم يفهم الغرض من عمل الله، لا أحد منهم قادر على معرفة الله، وكذلك لا أحد منهم على وِفاق مع قلب الله. جميعهم بشرٌ عديمو القيمة وأشرار، يقفون في مكان عالٍ لتعليم الله. على الرغم من أنَّهم يلوِّحون باسم الله، فإنهم يعارضونه طواعيةً. ومع ما يتّسمون به من "جسد قوي"، فإنهم أُناس يأكلون لحم الإنسان ويشربون دمه. جميع هؤلاء الأشخاص شياطين يبتلعون روح الإنسان، رؤساء شياطين تزعج، عن عمد، مَن يحاولون أن يخطوا في الطريق الصحيح، وهم حجارة عثرة تعيق طريق مَن يسعون إلى الله. وعلى الرغم من أن لديهم "جسدًا قويًا"، فكيف يعرف أتباعهم أنهم ضد المسيح ويقودون الناس لمقاومة الله؟ كيف يعرفون أنَّهم شياطين حية تسعى وراء أرواح البشر لابتلاعها؟ (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. جميع الناس الذين لا يعرفون الله هم مَن يعارضونه). إن قادة المجتمع الديني اليوم هؤلاء هم مثل الفريسيين القدامى: على الرغم من أنهم يعرفون الكتاب المقدس جيدًا، إلا أنهم لا يعرفون شيئًا عن عمل الله. يرون أن المزيد والمزيد من الناس الذين يتوقون إلى ظهور الله ويسعون إليه يقبلون كلام الله القدير، ويخشون أنه إذا آمن جميع المؤمنين بالله القدير، فلن يتبعهم أحد أو يتبرع لهم بالمال. من أجل حماية وضعهم ومعيشتهم، تحت راية الولاء للرب وحماية قطيعه، أطلقوا جميع أنواع الشائعات الخبيثة لمقاومة وإدانة عمل الله في الأيام الأخيرة بقوة، وهم يبذلون قصارى جهدهم لمنع المؤمنين من السعي إلى طريق الحق والتخلي عنه. لذلك يمكننا أن نرى أن الزعماء الدينيين هم في الواقع من الفريسيين الذين سئموا من الحق ويكرهون الحق. إنهم شياطين حية تلتهم أرواح الناس، وهم أضداد المسيح الذين كشفهم عمل الله في الأيام الأخيرة. "

بعد الاستماع إلى كلام الله وشركة الأخت، رأيت النور فجأة. أومأت برأسي عدة مرات وقلت: "أخيرًا أصبحت أفهم الآن لماذا عند سماع هؤلاء القساوسة والشيوخ بأن هناك أشخاص يشهدون على عودة الله، لا يسعون إليه أو يتحرون عنه، لكن يدينونه باستمرار. الآن أفهم لماذا يدّعي هؤلاء القساوسة والشيوخ بصوت عال أنهم يحمونني وأنهم مهتمون بحياتي، في الوقت الذي يبذلون فيه أقصى ما في وسعهم لتقييدي ومنعي من قراءة كلام الله والحصول على زاد الحياة من الله. كل ذلك لأن كل ما يفعلونه هو حماية مصالحهم الخاصة. إنهم يخشون أنه إذا بدأ الناس في اتباع الله القدير، فلن يستمعوا إلى عظاتهم أو يتبرعوا لهم بالمال، ولهذا السبب يمنعون الناس من التحري عن طريق الحق. إنهم حقًا حقيرون، وكادوا يضيّعون فرصتي في الوصول إلى الخلاص الحقيقي. الآن بعد أن عرفت كيفية التمييز بشكل أفضل، سأرفض أن يكون لي أي علاقة بهم. مهما يفعلون لإزعاجي، سأقف بحزم واتبع الله القدير". بعد ذلك، لم أعد أبداً إلى اجتماعات كنيستي القديمة مرة أخرى.

بعد مضي وقت غير طويل، جاء واعظان من كنيستي القديمة إلى منزلي. قال لي أحدهما، وهو الواعظ تشانغ، "أيتها العمة، لماذا لا تأتين إلى الاجتماعات؟ هل كنت على اتصال مع أعضاء البرق الشرقي مرة أخرى؟ مهما يكن، لا تتحولي إلى عقيدتهم. إذا اتبعت إيمانهم، فأنت مقض عليك!" فأجبتهما بنبرة حازمة: "لم أكسب شيئًا من حضور الاجتماعات معكم مؤخرًا، فقد أصبحت روحي أشد إظلامًا ولم أكن قادرة على الشعور بوجود الرب، لكن منذ أن بدأت في قراءة كلام الله القدير، حلّقت روحي، والآن بدأت أفهم الحقائق وتتغذي حياتي. أشعر أن الله معي وأن الروح القدس يعمل فيّ. أنا متأكدة الآن من أن الله القدير هو الرب يسوع العائد وأن الحقائق التي عبر عنها الله القدير هي ماء الحياة الحي. إن كلام الله القدير هو وحده القادر على منحي الزاد، وحيثما أستطيع كسب الحياة، فهذا هو المكان الذي سأذهب إليه". ثم قالت الواعظة الأخرى سونغ: "نحن قلقان عليك. نحن قلقان من أن تحيدي عن الطريق الصحيح. أنت غير ناضجة في الحياة..." فقلت لها: "قد أكون غير ناضجة في الحياة، لكن الله سيقودني على أي حال. شكرًا لاهتمامكما، ولكن يجب عليكما التفكير في حياتكما. حياتي في يدي الله..." بعد أن سمعا ما قلته، غادرا ثائرين. وبينما كنت أراقبهما يختفيان في الأفق، شعرت بشعور كبير بالارتياح لم أشعر به من قبل. بعد ذلك، عادا مرتين أخريين، ولكن بعد أن رآيا أنني لم أتأثر البتة بمحاولاتهما، لم يعودا مرة أخرى. وبفضل توجيه الله، رأيت الوجوه الحقيقية والدوافع الشريرة لهؤلاء الزعماء الدينيين، ورأيت حقيقة حيل الشيطان ووجدت طريقي للخروج من الارتباك والعودة إلى الله. أنا الآن أتزود بماء الحياة الحي، وسأتبع الله القدير دائمًا وأعبده!

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

لقد ظهر الرب في الشرق

بقلم تشيو تشن – الصين في أحد الأيام، اتصلَتْ بي أختي الصغرى لِتقولَ لي إنها عادت من الشمال وإن لديها شيئًا مُهمًّا لِتُخبِرَني به، وطلبت...

اترك رد