اتّباع طريق الإيمان بالله

2019 أكتوبر 11

بقلم: رونغوانغ، مقاطعة هيلونغجيانغ

عام 1991، وبنعمة الله، بدأت أتّبع الله القدير بسببِ داءٍ. في ذلك الوقت، لم أكن أعلم شيئًا عن الإيمان بالله، ولكنّ الشيء المدهش هو أنّه عند قراءتي للكلمات التي عبّر عنها الله القدير، استمتعت بها. لقد شعرت بأن كلمات الله القدير طيّبة جدًا، وعندما كنت أنشد أو أصلّي، كان الروح القدس يؤثّر فيّ غالبًا إلى درجة البكاء. لقد كانت تلك العذوبة في قلبي وذلك الاستمتاع، أشبه بالحدث المُفرح الذي أعيشه. وبشكل خاص، عندما كنت أحضر الاجتماعات مع إخوتي وأخواتي، كان الروح القدس يقوم بمثل ذلك العمل العظيم، ومن خلال إنشاد الترانيم وقراءة كلمات الله والتشارك حول الحقّ، كنت أشعر بوضوح شديد وبراحة في قلبي. كان يراودني أيضًا شعور بأنني تغلّبت على الجسد وأصبحت أعيش في السماء الثالثة، وأنّ كل شيء يخصّ هذا العالم ذهب أدراج الرياح. كنت فرحًا وسعيدًا جدًا. لذلك، اعتقدت حينئذ أن الإيمان بالله يعني مجرّد الاستمتاع بنعمته وبركاته.

ومع صدور المزيد من كلمات الله (التي كانت تُرسل في ذلك الحين باستمرار إلى الكنائس، المقطع تلو الآخر)، عرَفت المزيد أيضًا. عندما رأيت "الأبناء الأبكار" المذكورة في كلماته وتعلّمت أن الله يغدق بركات عظيمة على أبنائه الأبكار، سعيت إلى أن أصبح واحدًا منهم، على أمل أن أتمكّن في المستقبل من الحكم مع الله. في وقت لاحق، طالعت كلماته هذه: "سوف تنتهي الأيام، وسوف يزول كل ما في هذا العالم، وسوف تولد كل الأشياء من جديد. تذكر هذا! لا تنسَ! لا يمكن أن يكون هناك التباس! السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزولُ" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل الخامس عشر). شعرت حتّى بالمزيد من الإلحاح، وفكّرت في نفسي: لقد بدأت أؤمن بالله في وقت متأخر فعلاً؛ هل سأتمكّن من الحصول على هذه البركة؟ أحتاج إلى بذل المزيد من الجهد. لذلك عندما رتّبت الكنيسة لي تأدية واجب، تصرّفت بطريقة استباقيّة للغاية. لم أخشَ من المشقّات، بل قررت التخلّي عن كل شيء لاتّباع الله، لكي أتمكن من الحصول على نعمة الابن البكر. وفي الحقيقة، فإنّ الله لم يقل قط في كلماته بشكل مؤكّد إن باستطاعتنا أن نكون أبناء أبكارًا. لكن لأننا طموحين ونمتلك رغبات جامحة، فقد اعتقدنا أنه، بما أنّ الله دعانا أبناء له ورفع من شأننا الآن، فسنصبح بالتأكيد أبناءه الأبكار. بهذه الطريقة، اعتقدت أنني، بطبيعة الحال، أصبحت ابنًا بكرًا. في وقت لاحق، رأيت كلمات الله الصادرة حديثًا، التي تذكر غالبًا عبارة "عاملي خدمة"، كما وردت الإشارة بشكل متزايد إلى دينونة عاملي الخدمة. لم أتعامل مع الأمر بجدّية، بل فكّرت بفرح فحسب: لحسن حظّي أنا أتّبع الله القدير، وإلا لكنت أصبحت عامل خدمة. وهكذا، عندما قرأت عن بركات الله ووعوده لأبنائه الأبكار، آمنت أن حصّة منها ستكون من نصيبي. كذلك عندما قرأت كلمات الله عن التعزية والنصح لأبنائه الأبكار، شعرت أيضًا أنها موجهة إليّ. وقد شعرت حتّى بقدر أكبر من السرور عندما قرأت تحديدًا ما يلي: "لا ريب أن الكوارث الكبرى لن تصيب أبنائي وأحبائي؛ سأعتني بأبنائي في كل لحظة وفي كل ثانية. حتمًا لن يتعين عليكم أن تتحملوا مثل هذا الألم والمعاناة، لكن الغاية منهما تكميل أبنائي وتحقيق كلمتي فيهم. ونتيجة لذلك، يمكنكم أن تتعرفوا على قدرتي الكُليّة، وأن تَنضجوا كذلك في الحياة، وتتحملوا الأعباء من أجلي عاجلاً، وتكرسوا أنفسكم بالكامل لإتمام خطة تدبيري، وينبغي أن تبتهجوا بسرور وسعادة بسبب هذا. سأسلمكم كل شيء، مانحًا إياكم السيطرة، وسأضعها بين أيديكم. إذا كان صحيحًا أن ابنًا يرث تَركة والده كاملة، فكم سيكون هذا أكثر صحة بالنسبة إليكم، يا أبنائي الأبكار؟ إنكم مباركون حقًا، وبدلاً من معاناة الكوارث الكبرى، ستنعمون ببركات أبدية؛ فيا له من مجد! يا له من مجد!" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل الثامن والستون). فكّرت في نفسي: هل أنا أحلم؟ إنّ مثل هذا المنّ السماويّ غير المعقول قد هبط عليّ؟ لم أكن أجرؤ على تصديق ذلك تمامًا، ولكنني كنت أخشى من أن يقول إخوتي وأخواتي إن إيماني ضعيف، لذا لم أتجرأ على عدم تصديق ذلك.

في أحد الأيّام، ذهبت بحماس للمشاركة في أحد الاجتماعات، وشاهدت قائدين أتيا إلى الكنيسة. وبينما كنت في شركة معهما، قالا لي إنّهما عاملَي خدمة. عند سماعي ذلك، صُدمت وسألتهما: "إذا كنتما عاملَي خدمة، ألسنا جميعًا عمال خدمة؟" فنطقا بالحقّ: "جميعنا تقريبًا في الصين عاملو خدمة." لدى سماعي إياهما يقولان هذا، انفطر قلبي: "لا يمكن! هل هذا هو الحقّ؟" ولكن عندما رأيت تعابير وجهيهما المتجهّمة والأليمة، وأنّ وجوه الآخرين كانت أيضًا كئيبة جدًا، لم أستطع إلا أن أصدّق ذلك. وفكّرت: إنّهما، كقائدين، تخلّيا عن عائلتيهما ووظيفتيهما، وعانيا الأمرّين، ودفعا ثمنًا باهظًا من أجل عمل الله. ينقصني الكثير مقارنة بهما؛ إذا كانا هما عاملي خدمة، فماذا عساي أن أكون؟ سأصبح أنا أيضًا عامل خدمة فحسب.

بعد عودتي إلى المنزل، راجعت كلمة الله من جديد وبحثت عمّا يقوله الله عن عاملي الخدمة، وطالعت هذا المقطع: "يا أيها الذين تؤدون خدمة لي، أصغوا! يمكنكم أن تتلقوا بعضًا من نعمتي عندما تؤدون خدمة لي. أي، ستعرفون لفترةٍ عن عملي الآجل والأشياء التي ستحدث في المستقبل، ولكنكم لن تستمتعوا بها مطلقًا. هذه هي نعمتي. وعندما تكمُل خدمتكم، ارحلوا ولا تتلكأوا. يجب على أولئك الذين هم أبنائي الأبككار ألاّ يكونوا متغطرسين، ولكن يجوز لكم أن تفتخروا، إذ أغدقت عليكم بركات لا نهاية لها. كذلك يجب على أولئك الذين هم أهدافٌ للهلاك ألاّ يوقعوا أنفسهم في المشكلات أو يشعروا بالأسف لمصيرهم؛ فمن جعلك نسلَ الشيطان؟ وبعدما أديت خدمتك لي، يمكنك أن تعود إلى الهاوية؛ لأنك لن تعود ذا فائدة لي، وسوف أبدأ أتعامل معكم بتوبيخي. وبمجرد أن أبدأ عملي سأواصل حتى النهاية؛ وستُنجَز أعمالي، وستدوم إنجازاتي إلى الأبد. وينطبق هذا على أبنائي الأبكار، وأبنائي، وشعبي، ويوجّه هذا إليكم أيضًا – توبيخاتي لكم أبدية" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل السادس والثمانون). فور قراءتي لهذه الكلمات، انتابني ألمٌ لمْ أشعر به إطلاقًا من قبل. أغلقت بسرعة كتاب كلمات الله ولم أجرؤ على النظر فيه مجددًا. وبلحظة واحدة، ملأت قلبي مشاعر الغمّ والارتباك والسخط. وفكّرت في نفسي: بالأمس كنت في قمّة السعادة، واليوم طُردت من بيت الله. بالأمس كنت ابن الله، واليوم أصبحت عدوّ الله وسليل الشيطان. بالأمس كانت بركات الله غير المحدودة تنتظرني، أمّا اليوم فوجهتي هي الهاوية التي ليس لها قرار، وسأعاقب إلى الأبد. إذا كان الله لا يريد منح البركات، فلا يهمّ، ولكن لم يتعيّن عليه أن يوبّخني؟ ما هو الذنب الفادح الذي اقترفته؟ ما هو الهدف من وراء كل ذلك؟ كلما أمعنت التفكير بالأمر، كلّما كنت أشعر أنني عاجزٌ عن مواجهة هذه الحقيقة. أغمضت عينيّ وقرّرت عدم التفكير في ذلك من جديد. ولكم تمنّيت أن يكون ذلك مجرّد حلم.

بعدئذٍ، كنت كلّما أفكّر بنفسي كعامل خدمة، أشعر بألم لا يوصف في قلبي، ولا أجرؤ على قراءة كلمات الله من جديد. ولكنّ الله حكيم جدًّا، وكلماته التي توبّخ البشر وتكشفهم ليست فقط مشبّعة بالألغاز، ولكن هناك أيضًا نبوءات عن الكارثة المستقبلية، وكذلك عن تباشير الملكوت وأمور أخرى مشابهة. كانت كلّ هذه أشياءً أردتُ معرفتها، لذلك كنت عاجزًا تمامًا عن تجاهل كلمات الله. عند قراءة كلمات الله عن الاستعلان، اخترقت كلماته اللاذعة جدًا أعماق قلبي، وكنت لا أستطيع سوى قبول دينونته وتوبيخه. شعرت كذلك أن دينونته المهيبة والغضوبة كانت تلاحقني باستمرار. وعلاوة على الألم الذي كنت أشعر به، كنت أعرف الحقّ الفعلي المتعلّق بإفسادي من جانب الشيطان. وقد اتّضح أنني كنت طفلاً للتنين العظيم الأحمر، سليل الشيطان، وهدفًا للتدمير. وبشكل يائس، ما عدت أجرؤ على التأمّل بجشع في الحصول على أيّة بركات، وأصبحت على استعداد لقبول النصيب الذي قدّره الله لي كعامل خدمة. ومع ذلك، فإنّ الله يفحص أعماق قلوب الناس، وقد علِم أنني لم أتخلَّ بعد تمامًا عن الدافع للحصول على بركات. لذلك عندما شعرت بأنني مستعد لأكون عامل خدمة، رتب الله من جديد بيئة أخرجت الشخصيّة الفاسدة التي كانت مُخبّأة في داخلي. وعند قراءتي كلمات الله في أحد الأيّام، وقعت عيناي على هذا المقطع: "بعد أن أعود إلى صهيون، سيظل أولئك الموجودون على الأرض يمدحونني كما في الماضي. وسينتظر عاملو الخدمة الأوفياء كما هم دائمًا لتقديم الخدمة لي، لكن مهمتهم ستنتهي. وأفضل ما يمكنهم فعله هو التأمل في ظروف وجودي على الأرض. في ذلك الوقت سوف أبدأ في إنزال كارثة على أولئك الذين سيعانون المحنة؛ يعتقد الجميع أنني إله بار. فمن غير ريب لن أعاقب عاملي الخدمة الموالين أولئك، بل سأسمح لهم بنيل نعمتي فحسب" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل العشرون بعد المائة). عند رؤيتي ذلك، فكّرت في نفسي: لن أفكر بعد الآن في مكانة الابن البكر، ولا أريد بعد الآن بركات عظيمة. الآن سأسعى فقط إلى أن أكون عامل خدمة مخلصًا. هذا هو مطلبي الوحيد الآن. في المستقبل، أيًّا يكن ما ترتّبه الكنيسة لي، سأقوم به بأقصى درجة ممكنة من التفاني. لا أستطيع على الإطلاق أن أضيّع فرصة أن أكون عامل خدمة مخلص. وحتّى إذا كنت لا أستطيع أن أكون عامل خدمة وفيًا، بل مجرّد عامل خدمة، فيجب عليّ، بعد استكمالي لخدمتي، أن أعود إلى الهاوية التي بلا قرار أو إلى بحيرة النار والكبريت. في هذه الحال، ما الفائدة من كل عملي؟ لم أكن أجرؤ على التعبير عن هذه الفكرة لأحد، ولكن في المقابل لم يكن باستطاعتي الهروب من تفحّص عيون الله. وعندها، قرأت كلمات الله التي تقول:"لا يستطيع أحد سبر غور طبيعة البشر غيري؛ فهم يعتقدون أنهم مخلصون لي، غير عالمين أن إخلاصهم تملؤه الشوائب. وستُفسد هذه الشوائب الناس؛ لأنها مؤامرة التنين العظيم الأحمر. لقد كَشَفْت الحقيقة منذ زمن طويل: أنا هو الله القدير، ألا أفهم شيئًا بهذه البساطة؟ أنا قادر على اختراق دمك ولحمك لأرى نياتك. ولا يصعب عليّ سبر غور طبيعة البشر، ولكن يحاول الناس أن يكونوا عباقرة ويستعرضون قدراتهم الذهنية ظنًا أنه لا أحدَ يعرف نياتهم غيرهم. ألا يعلمون أن الله القدير موجودٌ في السماوات والأرض وكل الأشياء؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل الثامن عشر بعد المائة). "يضمر معظم الناس الآن رجاءً صغيرًا، ولكن عندما يتحول ذلك الرجاء إلى خيبة أمل يصبحون غير مستعدين للتقدم وطلب الرجوع. لقد قلت قبلًا إنني لا أُبقي شخصًا هنا ضد إرادته، ولكن احترس وفكّر فيما ستكون العواقب بالنسبة إليك، هذه حقيقة؛ أنا لا أهددك" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل الثامن عشر بعد المائة). بعد قراءة ذلك، بدأ قلبي يخفق بسرعة. شعرت بأن الله قادرٌ فعلاً على تفحّص الجوانب الأكثر عمقًا في قلب الإنسان، وأنّه يفهم الإنسان بشكل كامل. فمهما تكن الأفكار التي بداخلي، يعلمها الله؛ أنا أحتفظ سرًّا بشيء من الأمل في قلبي والله يكره ذلك ويشمئزّ منه. عند ذلك الحدّ فقط، بدأت أكتسب بعضًا من تقوى الله. وقد قرّرت بأنني لن أسعى إلى إجراء الصفقات مع الله، بل سأتصّرف بأمانة كعامل خدمة وأطيع مخططاته.

لاحقًا فقط، علمت أن تجربتي على مدى تلك الأشهر الثلاثة كانت بمثابة الاختبار الذي يخضع له عاملو الخدمة. لقد كانت أول عمل ينجزه الله في الأشخاص الذين يخضعون للاختبار بواسطة كلماته. بعد خضوعي لاختبار عاملي الخدمة، أدركت أن الله ليس فقط إله رحيم ومحبّ، بل أيضًا إله بارّ ومهيب لا يقبل الإهانة من قبل البشر. إنّ كلماته تنضح بالسلطان والقوة، ولذلك لا يستطيع الناس إلا أن يُنمّوا في داخلهم قلبًا تقيًّا وخاشعًا. كذلك توصّلت إلى معرفة أنّ الجنس البشري هو خليقة الله، وأنّه ينبغي علينا أن نؤمن بالله ونعبده. هذا هو الصحيح والمناسب. لا داعي لأن تكون هناك أسباب، ولا شروط، ولا يجب أن يكون هناك طموح أو رغبات جامحة. إذا كان الناس يؤمنون بالله مقابل الحصول على شيء منه، فهذا النوع من الإيمان هو بمثابة استغلال لله وخيانته. إنه انعكاس للافتقار إلى الضمير والعقل، حتّى أنّه يتّصف بالغدر الشديد. فحتى وإن كان البشر يؤمنون بالله دون أن يكسبوا شيئًا في المقابل، بل ينالون قصاصه لاحقًا، ينبغي عليهم أن يؤمنوا به. ينبغي على البشر أن يؤمنوا بالله ويطيعوه لأنه الله فحسب. كذلك أدركت أنني أنا نفسي ابن التنين العظيم الأحمر وسليل الشيطان، وأحد الذين سوف يهلكون. الله هو ربّ كل الخليقة، وبغضّ النظر عن كيفيّة معاملته لي فأنا أستحق ذلك. جميع أحكام الله مستقيمة، وينبغي لي إطاعة مخططاته وترتيباته بدون شروط. ينبغي عليّ ألا أحاول مجادلته، بل بالأحرى يجدر بي ألا أقاومه. وعند تذكّري قبحي الخاص الذي انكشف من خلال هذا الاختبار، شعرت بالخزي الشديد. لقد أردت فقط الحصول على مكانة عالية، وبركات عظيمة، وحتّى الجلوس جنبًا إلى جنب مع الله والحكم معه. عندما رأيت أنني لن أحصل على البركات التي تمنيتها بل سأعاني من الكارثة بدلاً من ذلك، فكرت في خيانة الله والتخلّي عنه. وهذه النماذج العمليّة الشفّافة تمامًا جعلتني أرى بوضوح أن هدفي من الإيمان بالله كان مجرّد الحصول على البركات. كنت أحاول إجراء صفقات مع الله. لقد كنت حقًّا بلا خجل وافتقدت تمامًا الحكمة التي ينبغي للإنسان أن يتحلّى بها. لقد كنت حقًّا سليل الشيطان. لولا مثل هذه الحكمة في عمل الله – إذ يستخدم اختبار عاملي الخدمة لإخضاعي، وكسر طموحي في كسب البركات – لكنت لا أزال أسابق في الطريق الخطأ، أي طريق السعي لنيل البركات، ولما تمكّنت ربما من فهم جوهر نفسي الفاسدة، وبشكل خاص لما كنت قبلت بطاعة دينونة كلمات الله وتوبيخها. وفي نهاية المطاف، كنت سأنهزم أمام طموحاتي ورغباتي الخاصة، وكانت فرصة حصولي على الخلاص ستضيع منّي إلى الأبد.

بعد خضوعي لاختبار عاملي الخدمة، لم أعد أتجرأ على الإيمان بالله وأداء واجبي بهدف الحصول على البركات، ولم أعد أتجرأ على القيام بالأمور بهدف إجراء الصفقات مع الله. شعرت أن استغلال الله وخداعه بهذه الطريقة أمرٌ حقيرٌ وشرّير جدًّا. وفي نفس الوقت، كوّنت فهمًا بأن استخدام الله هذا الاختبار لتخليص البشرية ينبع من نواياه الطيّبة، وأدركت أنه لا يوجد أي جزء منه يكره الإنسان، وأنّ حبّه للجنس البشري لم يتغيّر منذ أن خلق العالم. في قلبي، كنت على استعداد لاتّباع طريق محبة الله وإرضائه وردّ الجميل لمحبة الله من خلال إيماني المستقبلي به وأدائي لواجبي. ومع ذلك، ولأن نية الحصول على البركات وإجراء الصفقات مع الله كانت متجذرة في قلبي، لم يكن ممكنًا التخلّص منها بشكل تامّ عبر اختبار واحد فقط. فيما بعد، أجرى الله عدة اختبارات متتالية – بما فيها اختبار أوقات التوبيخ، واختبار الموت، واختبار السنوات السبع. ومن بين هذه الاختبارات، كان اختبار السنوات السبع لعام 1999 هو الذي عانيت منه واكتسبت منه أكثر من سواه.

عام 1999، انتُخبت كقائد للكنيسة. وصودف أنّ إنجيل الملكوت توسّع بشكل كبير في ذلك العام، وقد تطلّب ترتيب العمل أن نحاول تخليص كل شخص يمكن تخليصه. عندما رأيت هذا الترتيب، ظننت أن عمل الله سيُنجز ويتمّ في العام 2000. لذا، ومن أجل الحصول على وجهة مواتية لنفسي عندما حان الوقت، شغلت نفسي بعمل الإنجيل كل يوم من الصباح الباكر حتى وقت متأخر من الليل. وفيما يتعلّق بحياة الكنيسة، اكتفيت بالانخراط فيها بشكل سطحي وأداء العمل بدون حماسة. ورغم أنني أدركت أن نواياي كانت خاطئة، إلا أنّه لم يكن باستطاعتي التحكم برغبتي في الحصول على البركات، حتى إلى حدّ أنني شعرت أن القيام بأي شيء غير عمل الإنجيل كان يبعدني عن مقصدي، حتّى وإن كان ذلك قراءة كلمة الله. بهذه الطريقة شغلت نفسي بالعمل.

انتهى العام دون أن أشعر. لقد تخيلت أنه عندما يتم عمل الله، فستحدث الكارثة العظيمة بالتأكيد، ولذا كنت أنتظر كل يوم حلول الكارثة، وبالمثل كنت أترقّب نهاية عمل الله. ومع اقتراب موعد مهرجان الربيع، قدّم قائد الكنيسة شركة مفادها أنه من الضروري الخضوع لاختبار السنوات السبع. بعد سماعي هذه الرسالة، شعرت بهزّة داخليّة، وكان قلبي يغلي. فما وسعني إلا أن أسأل الله: اختبار لمدة سبع سنوات؟ كيف ستحلّ عليّ سبع سنوات أخرى – كيف سيمكنني اجتياز ذلك؟ اللهم، أتوسّل إليك أن تُبيدني. حقًّا، لم أعد أتحمل المزيد من هذه المعاناة! في اليوم التالي، كنت لا أزال عاجزًا عن التخلّص من كآبتي. وفكّرت في نفسي: على أيّة حال، المسألة تتعلّق بسبع سنوات من الاختبار. غدًا يوم آخر – سأخرج وأحاول أن أنسى كل ذلك. لكن حالما استقلّيت الحافلة، شعرت بأن الروح القدس يوبّخني في داخلي: في الوقت الذي كنت تسعى فيه راغبًا، دفعت الثمن وقلت إنك ستحب الله إلى النهاية وأنك لن تتخلى عنه قط، وأنك ستتحمل أية شدائد وتشارك أي أفراح. كنت مرائيًا يخدع نفسه! في مواجهة عتاب الروح القدس، لم يكن بوسعي إلا أن أطأطئ رأسي مفكّرًا: "هذا صحيح. في السابق، عندما كنت أستمتع بنعمة الله، قطعت وعودًا له بأنّني سأبذل ذاتي من أجله طوال حياتي، أمّا الآن فلأنّه توجد صعوبات ويجب أن أعاني، أريد أن أتخلّى عن وعودي. أفلا تكون وعودي إذًا مجرّد أكاذيب؟ لقد أعطاني الله الكثير من المحبة، والآن حين أواجه بيئة تختلف عما أتمنّاه، أشعر باستياء كبير لدرجة أنني أريد أن أتنكّر لله. أنا أفتقر لضمير والعقل" عندما فكرت في ذلك، لم أعد أرغب في الخروج، فعدت إلى المنزل والحزن يملأ قلبي. ورغم أنني كنت مُجبرًا على أن أكون "مطيعًا"، عندما فكّرت في حقيقة أنه لا يزال هناك سبع سنوات متبقية من عمل الله، شعرت بأن الإيمان بالله مؤلم جدًّا وصعب جدًا. فأردت إراحة نفسي فحسب، وكنت أفعل كلّ شيء بتأنٍّ وبلا مبالاة، وأتعامل مع كل يوم خدمة جديد كما لو أنّه يوم آخر من العمل الروتينيّ. كنت أعيش في وضعيّة سلبية وصداميّة. وبشكل تدريجيّ، فقدت عمل الروح القدس، ورغم أنني أردت تغيير حالتي، فلم أتمكن من ذلك.

في أحد الأيّام، رأيت كلمات الله هذه: "عندما أدَّى بعض الأشخاص واجبهم للمرَّة الأولى، كانوا مفعمين بالطاقة كما لو أنها لن تنفد. ولكن كيف يبدو وكأنهم يفقدون تلك الطاقة فيما يواصلون العمل؟ يبدون مختلفين عمَّا كانوا عليه من قبل. لماذا تغيَّروا؟ ماذا كان السبب؟ لأن إيمانهم بالله سلك المسار الخطأ قبل أن يسلك المسار الصحيح. لقد اختاروا المسار الخطأ. كان هناك شيءٌ مخفيّ يشوب سعيهم الأوليّ، وفي لحظةٍ حاسمة ظهر ذلك الشيء. ما الذي كان مخفيَّا؟ إنه توقُّعٌ يكمن داخل قلوبهم بينما يؤمنون بالله، وهو توقُّع حلول يوم الله قريبًا حتَّى ينتهي بؤسهم؛ وتوقُّع تجلّى الله وانتهاء معاناتهم كلها" ("أكثر المعرّضين للخطر هم من فقدوا عمل الروح القدس" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"). كلمات الله جعلتني أبحث عن أصل مشكلتي. وقد تبيّن لي أن هناك أملاً خفيًّا في مساعيّ، إذ كان لا يزال يحدوني الأمل في أن يأتي يوم الله في وقت قريب، وفي أن تنتهي معاناتي، وفي أن أحصل على وجهة صالحة. وعلى الدوام، كان هذا الأمل يهيمن على مساعيّ، وعندما خاب أملي تمامًا، عانيت وانْهرت إلى درجة أنّني أردت خيانة الله، حتى أنّني فكّرت في الهروب من خلال الموت. عند ذلك فقط، أدركت أنّني اتّبعت الله لسنوات عديدة، إلا أنّ جوهر الأمر لم يكن السّير في طريق اتّباع الحقّ؛ إذ كانت عيناي دائمًا مسلّطتين على يوم الله، وكنت أجري صفقات مع الله بغية الحصول على بركاته. ورغم أنّه لم يكن بوسعي سوى البقاء ضمن عائلة بيت الله وعدم التخلّي عنه، فما لم أتخلّص من التلوّث الذي بداخلي، سأقوم عاجلاً أم آجلاً بمقاومة الله وخيانته. بعد رؤيتي للوضع الخطر الذي كنت أعاني منه، صلّيت في قلبي إلى الله: ما الذي يمكنني القيام به للتخلص من لطخة الأمل في ذلك اليوم؟ إذ ذاك، قرأت مجدّدًا كلمات الله التي تقول: "هل تعلمون أنه بسبب الإيمان بالله في الصين، والقدرة على اختبار هذه المعاناة والتمتُّع بعمل الله، أن الأجانب يحسدونكم جميعًا حقًّا؟ فرغبات الأجانب هي: أننا نريد أيضًا أن نختبر عمل الله، وسوف نعاني أيّ شيءٍ من أجل ذلك. نريد الحصول على الحقّ أيضًا! نريد أيضًا أن نكتسب قدرًا من البصيرة وقدرًا من القامة، ولكن لسوء الحظ ليست لدينا تلك البيئة. ... يمكن القول بأن جعل هذه المجموعة من الناس كاملين في بلد التنِّين العظيم الأحمر، وجعلهم يتحمَّلون هذه المعاناة، هو أعظم تمجيدٍ لله. قيل ذات مرَّةٍ: "لقد أحضرت مجدي منذ زمنٍ بعيد من إسرائيل إلى الشرق". هل تفهمون جميعًا معنى هذا الإعلان الآن؟ كيف يجب عليك السير في الطريق إلى الأمام؟ كيف يجب عليك اتّباع الحقّ؟ إذا لم تتبع الحقّ، فكيف يمكنك الحصول على عمل الرُّوح القدس؟ بمُجرَّد أن تفقد عمل الرُّوح القدس، سوف تكون في أكبر خطرٍ. فالمعاناة في الوقت الحاضر ضئيلة. هل تعرف ما الذي سيفعله هذا بكم؟" ("أكثر المعرّضين للخطر هم من فقدوا عمل الروح القدس" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"). ومن كلمات الله هذه، أمكنني أن أرى أن هناك معنى هامًّا لإمكانيّة خضوع البشر للمعاناة في هذه الأيّام. إن هدف المعاناة هو السماح للناس بكسب الحقّ، وهي تحدث بسبب عمل الله، وبالأحرى بسبب نعمة الله وسموّه – إنّها بمثابة خدمة مميّزة لنا. وتمامًا كما قال الله: "فالمعاناة في الوقت الحاضر ضئيلة. هل تعرف ما الذي سيفعله هذا بكم؟" عند تفكيري في هذه الكلمات، ورغم أنني كنت مدركًا أن للمعاناة قيمة ومعنى، لم يكن واضحًا إطلاقًا بالنسبة لي ما الذي يريد الله أن ينجزه فيّ من خلال هذه المعاناة. ففكّرت بذلك: رغم أنني لا أفهم معنى المعاناة عند هذا الحدّ، فإنّ الشيء الوحيد الذي يمكنني القيام به هو السعي الفعلي وراء الحقّ، وطلب المزيد من الحقّ، لأنّه فقط إذا كسبت الحقّ سيمكنني أن أفهم بالفعل معنى المعاناة، وعندها فقط سيمكنني التخلص من هذا التلوّث الذي بداخلي.

حلّ العام 2009 بسرعة هائلة. لقد مضت تلك السنوات السبع دون أن أدرك ذلك. لقد انتهت هذه المدة وشعرت في نهاية المطاف أن تلك السنوات السبع لم تكن طويلة كما كنت أتصور. خلال تلك السنوات، تمكّنت من رؤية وجهي الحقيقيّ من خلال كلمات الله عن الدينونة والاستعلان، وإعلانات الله بشأن اختباراته وتنقياته. لقد رأيت أنني كنت، بشكل متزايد، طفلاً للتنين العظيم الأحمر، لأنني كنت ممتلئًا بسمومه، بما فيها سمّ "لا تستيقظ مبكرًا إلا إذا كنت ستحصل على منفعة معيّنة، فالمنافع لها الأفضليّة في كل شيء." إنّ هذا السمّ يعدّ بمثابة انعكاسٍ تقليدي للتنين العظيم الأحمر. وتحت تأثير هذا السمّ، كان إيماني بالله يهدف فقط إلى أن أصبح مبارَكًا. إنّ تضحيتي في سبيل الله كانت في إطار زمني معين، ورغبت في أن أعاني قليلاً وأن أحظى ببركات عظيمة. ومن أجل تخليصي من هذه الرغبة القوية في أن أحصل على البركات، كما من التوق الداخلي إلى إجراء الصفقات، أنجز الله علي عدّة اختبارات أخرى وتنقيات. إذ ذاك فقط تطهّر التلوّث في إيماني بالله. ومن ضمن استعلانات الله، رأيتُ أنني كنت ممتلئًا بشخصيّة الشيطان الفاسدة. فكنت متعجرفًا ومخادعًا وأنانيًا وحقيرًا ومتهورًا وبلا حماسة. لقد أتاحت لي تلك الاختبارات أن أرى بشكل أكثر وضوحًا ألواني الحقيقية، وأدرك أنني أُفسِدت بشدة من الشيطان، وأنني كنت ابن الجحيم. ومن خلال عمل الله المتّصل بالدينونة والتوبيخ، كبُر امتناني لله، وتراجعت متطلباتي، وازدادت طاعتي له، وقلّت محبّتي لنفسي. لقد طلبت فقط أن أكون قادرًا على التخلص من شخصيّتي الشيطانية الفاسدة، وأن أكون شخصًا يطيع الله حقًّا ويعبده. وباتّباعي الله إلى هذا اليوم، فهمت أخيرًا أن خلاص الله للبشرية ليس بالأمر السهل. إن عمله عملي للغاية – وعمله المتعلق بتغيير البشرية وتخليصها ليس بالبساطة التي يتخيّلها الإنسان. الآن لم أعد مثل طفل ساذج، يأمل فقط في أن يأتي يوم الله بسرعة، بل أصبحت دائم الشعور بأن فسادي الخاص عميق جداً، وبأنني في حاجة ماسة إلى خلاص الله وإلى اختبار دينونته وتوبيخه واختباراته وتنقياته. إذا أمكنني امتلاك الضمير والعقل اللذين ينبغي أن يوجدا في الطبيعة الإنسانيّة العادية، واختبار عمل الله بشكل صحيح، وفي نهاية المطاف أن أعيش شبه الإنسان الحقيقي، فسوف تتحقق أمنية قلبي. الآن، عندما أفكر فيما كشفته في نفسي عندما حلّ عليّ اختبار السنوات السبع، أشعر أنني مدين جدًّا لله، وأنني جرحت قلبه كثيرًا. لو أن عمل الله قد انتهى عام 2000، فمن المؤكد أنني كنت، أنا النّجس بكل معنى الكلمة، لأصبح هدفاً للهلاك والدّمار. كان اختبار السنوات السبع يعبّر حقًّا عن سماح الله ورحمته عليّ، وعلاوة على ذلك، كان بمثابة خلاص الله الحقيقي الفعلي بالنسبة لي.

ما إن خرجت من تلك السنوات السبع وتفكّرت في كلمات الله تلك التي لم أفهمها من قبل: "هل تعلمون أنه بسبب الإيمان بالله في الصين، والقدرة على اختبار هذه المعاناة والتمتُّع بعمل الله، أن الأجانب يحسدونكم جميعًا حقًّا؟ فرغبات الأجانب هي: أننا نريد أيضًا أن نختبر عمل الله، وسوف نعاني أيّ شيءٍ من أجل ذلك. نريد الحصول على الحقّ أيضًا! نريد أيضًا أن نكتسب قدرًا من البصيرة وقدرًا من القامة، ولكن لسوء الحظ ليست لدينا تلك البيئة. ... يمكن القول بأن جعل هذه المجموعة من الناس كاملين في بلد التنِّين العظيم الأحمر، وجعلهم يتحمَّلون هذه المعاناة، هو أعظم تمجيدٍ لله. قيل ذات مرَّةٍ: "لقد أحضرت مجدي منذ زمنٍ بعيد من إسرائيل إلى الشرق". هل تفهمون جميعًا معنى هذا الإعلان الآن؟" أصبح بإمكاني أن أفهم بعضًا من معنى هذه الكلمات؛ وأن أشعر أخيرًا أن المعاناة هادفة فعلاً. ورغم أنني عانيت أثناء معايشة هذه الاختبارات، لكن من خلال المعاناة فقط تمكّنت من رؤية أن ما قد اكتسبته ثمين جدًا، وقيّم جدًا. ومن خلال معايشة هذه الاختبارات، تمكّنت من رؤية شخصيّة الله القدير البارّة وقدرته وحكمته. لقد فهمت نوايا الله الطيّبة، وشعرت بأن هذه الاختبارات هي انعكاس لمحبّة الله العميقة للجنس البشري، وأنها تشبه تمامًا حالة الأب الذي يعلّم طفله. لقد اختبرت أيضًا السلطان والقوّة في كلماته، ورأيت حقيقة فسادي الخاص من جانب الشيطان. لقد قدرت صعوبات الله في عمله الخلاصيّ، ورأيت أن الله مقدّس ومكرّم، وأن البشر قبيحون وحُقراء. واختبرت أيضًا كيفيّة إخضاع الله للبشر وتخليصه إيّاهم لوضعهم على الطريق الصحيح، أي طريق الإيمان به. عندما أفكر بذلك الآن، أكتشف بأنّه لو لم يؤدِّ الله عمله عليّ من خلال الاختبارات المتتالية المؤلمة، لما كنت تمكّنت من اكتساب فهم لهذه الأشياء. لا شكّ أنّ المشقّات والتنقيات مفيدة جدًا لنموّ الأشخاص في حياتهم. فمن خلالها، يمكن للناس أن يحصلوا على الأمور الأكثر عملية والأعلى قيمة في مسيرتهم الإيمانية بالله – أي على الحقّ. بعد إدراك قيمة المعاناة ومعناها، لم أعد أحلم بدخول الملكوت بسيارة، بل صرت أرغب في أن أضع قدميّ بثبات على الأرض وأن أختبر عمل الله، من أجل السعي وراء الحقّ فعلاً لتغيير نفسي.

بعد اختبار سنوات عديدة من عمل الله، أصبح لديّ الآن فقط شيء من الفهم العمليّ لكلمات الله هذه: "الإيمان الحقيقي بالله يعني اختبار كلام الله وعمله بناءً على الإيمان بأن الله له السيادة على كل الأشياء. وهكذا سوف تتحرّر من شخصيّتك الفاسدة، وتتمّم مشيئة الله وتتعرف عليه. فقط من خلال هذه الرحلة يُمكن أن يُقال عنك إنك تؤمن بالله" (– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. تمهيد). قبل أن اعايش هذه الاختبارات من الله، كانت تتملّكني نيّة قوية في أن أكون مباركًا، كما كان تعاملي وصوليًّا مع الله. ورغم أنني كنت أعرف مبدئيًّا معنى الإيمان بالله وهدف الإيمان بالله، إلا أنني كنت أركّز فقط على السعي لأكون مباركًا. فلم أفكّر في الحقّ، ولم أتّخذ من تخليص نفسي من شخصيّتي الفاسدة لإرضاء مشيئة الله ومعرفة الله كهدف لسعيي. الآن فقط أفهم أنه عندما يصبح الله جسدًا، فإنّ عمله الأساسي يهدف إلى التخلّص من نيّة البشر في أن يكونوا مباركين ومن سلوكهم الوصوليّ. ذلك أن هذه الأمور تمثّل حقًا عقبات وعوائق تحول دون دخول الإنسان إلى الطريق الصحيح للإيمان بالله. عندما تسكن هذه الأمور في ثنايا البشر، يصبحون غير قادرين على طلب الحقّ. ولن يكون لديهم هدف صحيح لمسعاهم؛ بل سيسيرون في الطريق الخطأ. وهذا مسار لا يعترف به الله. الآن، إن عمل الله الخاص بالإخضاع والخلاص دمّر قلعة الشيطان في داخلي. فلم أعد أشعر بالقلق، ولم أعد منشغلاً بأفكار اكتساب البركات أو الوقوع في الكارثة. ولم أعد أسعى بشدّة وراء الرغبات الجامحة، كما لم أعد أناقش الشروط أو أضع المتطلبات بشأن يوم الله من أجل الهروب من الكارثة. بدون هذا الدنس، أشعر بأنني أصبحت أقوى وأكثر حرية. ويمكنني أن أبدأ في اتّباع الحقّ بخطى واثقة تمامًا. إنّ القدرة على تغيير هذه الطريقة هي ثمرة اختبارات الله القدير وتنقياته. إن الله القدير هو الذي قادني إلى الطريق الحقيقي للإيمان بالله. من الآن فصاعدًا، مهما كان نوع الدينونة التي يقوم بها الله، ومهما كانت التنقيات المؤلمة التي أعاني منها كبيرة، سأقبلها وأطيعها وأختبرها حقًا. وسأطلب الحقّ بواسطتها، وسأحقق شخصيّة خالية من الفساد لإرضاء مشيئة الله، بغية ردّ الجميل لسنوات الله العديدة من نعمة الخلاص.

السابق: ثروات الحياة

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

اختيار وسط الخطر

ذات شتاء، منذ عدة سنوات، أخبرتني قائدة أعلى أن القادة والعاملين في كنيسة مجاورة قد اعتقلتهم الشرطة. كانت هناك بعض أعمال المتابعة التي كان...

قصة إلقاء موعظة على قس

ذات مساء في شهر إبريل من هذا العام، أخبرني القائد فجأة أن قسًّا عجوزًا، أمضى ما يزيد على الخمسين عامًا في الإيمان، أراد أن يتحرى عمل الله...

قصة جوي

تُدعى بطلة قصة اليوم جوي. إنها أخت من الفلبين. في السابق، كانت دائمًا تعامل الناس وفقًا للعواطف. إذا تصرف أي شخص بلطف نحوها، تبادله اللطف....

كيف عالجتُ مكري وخداعي

لطالما اعتبرت نفسي صادقًا. ظننت أنني جدير بالثقة قولًا وفعلًا، والذين عرفوني قالوا ذلك عني أيضًا. شعرت وكأنني رجل صادق ويمكن الاعتماد...

اترك رد