الاضطهاد والمعاناة زادا محبتي لله

2019 أكتوبر 25

بقلم ليو تشين – مقاطعة شاندونغ

اسمي ليو تشن، وأبلغ من العمر 78 عامًا، وأنا مسيحية عادية في كنيسة الله القدير. أنا ممتنة لله القدير لأنه اختارني وأنا امرأة مُسنَّة من قرية ريفية، وبلا قيمة في نظر العالم. بعد أن قبلت عمل الله القدير في الأيام الأخيرة، بقيت أصلِّي كل يوم إلى الله، وأستمع إلى قراءات من كلمة الله، وأحضر الاجتماعات في شركة مع إخوتي وأخواتي، وبدأت تدريجيًا أفهم بعض الحقائق وأدرك بوضوح بعض الأمور. شعرت بفرح يغمرني، وعشت في سعادة لم يسبق لي أن اختبرتها من قبل. ولأنني امرأة مُسنَّة وأجد صعوبة في المشي، لم أتمكَّن من مغادرة المنزل لحضور اجتماعات الكنيسة، لذا حرص إخوتي وأخواتي على عقد الاجتماعات في منزلي، ولم يكونوا ليفوِّتوا أي اجتماع قط بسبب برد الشتاء أو حرِّ الصيف، وحتى الرياح والأمطار والثلوج لم تمنعهم مطلقًا من المجيء إلى زيارة مجرد امرأة عجوز مثلي والاعتناء بها. كان إخوتي وأخواتي يشاركونني دائمًا بصبر، ولا يتجاهلونني أو يستعلون عليَّ، لا سيَّما عندما كنا نقرأ كلمة الله وأجد ما لا أفهمه. كنت أتأثَّر بشدة من مواقفهم هذه، لأنه لولا محبة الله، فمَنْ كان سيُظهر لي هذا الصبر وهذه المودة؟ رأيت في تعاملاتي مع إخوتي وأخواتي أنهم كانوا مختلفين تمامًا عن الأشخاص العاديين. كانوا يَحْيَوْن بالتسامح والمحبة، وكانوا قادرين على فتح قلوبهم ومعاملة بعضهم بعضًا بإخلاص، دون أية حواجز أو مسافات تفصل بينهم. كانوا في قربهم مني مثل عائلتي، وهذا أشعرني بمزيد من اليقين بشأن عمل الله القدير. عندما فهمت المزيد من الحقائق، أدركت أنه يجب عليَّ أن أقوم بواجبي ككائن مخلوق، لذلك أخبرت الكنيسة بأنني أريد أن أتولَّى تأدية واجبات في الكنيسة. ولكن لأن تقدمي في السن كان سيمنعني من أداء معظم الواجبات، كلَّفتني الكنيسة باستضافة واجبات الكنيسة في منزلي، فقبلت التكليف وأنا ممتنة لله لتكليفي بهذا الواجب الذي يلائم قدراتي. وهكذا، انسجمت مع إخوتي وأخواتي جيدًا، وشعرت براحة كبيرة في جسدي وذهني، بل وبدأت بعض الأمراض التي كنت أعاني منها تتحسن أيضًا، ولذا زاد امتناني لله القدير على نعمته ورحمته.

لكن الأوقات الجيدة لم تدم طويلًا، لأن أحد الأشرار في القرية أبلغ عني وعن إخوتي وأخواتي. وهكذا ألقت الشرطة القبض على جميع إخوتي وأخواتي، وأمروا سكرتير الحزب في القرية بإحضاري إلى قسم الشرطة. عندما وصلت إلى هناك، سألني رجال الشرطة: "كيف آمنتِ بالله؟ ولماذا تؤمنين بالله؟" فقلت لهم: "إن الإيمان بالله مبدأ ثابت، ومن خلال قراءة كلمة الله كل يوم، يمكننا أن نفهم العديد من الحقائق، ونصير أشخاصًا صالحين بحسب كلمة الله، ونسلك الطريق الصحيح في الحياة. المؤمنون بالله لا يضربون الآخرين أو يلعنونهم، ونحن نلتزم دائمًا بالقانون، فما الخطأ إذًا في الإيمان بالله؟ لماذا تعتقلوننا؟" نظر الضابط إليَّ باحتقار وسألني بنبرة قاسية: "مَنْ الذي بشَّرك بالإنجيل؟ هل يوجد أي شخص آخر في عائلتك قبل هذا الإيمان؟" فأجبته أنني الوحيدة في عائلتي التي آمنت. فلما رأوا أنهم لم يحصلوا على أية معلومات مني، أطلقوا سراحي في اليوم نفسه. تساءلت بعد مغادرتي عن سبب إطلاق الشرطة سراحي بسهولة. لم أعلم إلا عندما وصلت المنزل أن عائلتي عندما اكتشفت أنني أُخذتُ إلى قسم الشرطة استخدمت علاقاتها ودفعت 3000 يوان للشرطة لإخلاء سبيلي. لكن ظلت الشرطة تزرع الخلاف بيني وبين عائلتي، إذ طلبت من عائلتي أن تمنعني من الإيمان بالله. تشاجرت كنَّتي مع ابني حول هذا الموضوع، وهدَّدت بقتل نفسها بشرب مبيد حشري إذا استمررت في إيماني بالله. عندها أدركت أن شرطة الحزب الشيوعي الصيني كانت فاسدة حتى النخاع. كان لدي عائلة هادئة تمامًا، ومع ذلك فقد أثاروا الأوضاع كثيرًا حتى إننا أصبحنا جميعًا في شجار بعضنا مع بعض. لقد آمنتُ بالإله الواحد الحقّ الذي خلق كل ما في السماء وما على الأرض، واليوم جاء الله القدير ليخلِّصنا بطلبه منَّا أن نفهم الحق، وأن نحيا بحسب صورة إنسان، وأن نتكلَّم ونتصرَّف بحسب ما يتَّفق مع ضميرنا، ومع ما هو حق، وألَّا نفعل ما يتعارض مع إنسانيتنا أو أخلاقنا. كل ما فعلته هو البقاء في المنزل وقراءة كلمة الله وعقد الاجتماعات وأداء واجبي، لكن شرطة الحزب الشيوعي الصيني حاكت أدلة زائفة ضدي واتهمتني بتهمة "الإخلال بالنظام العام". لقد كانوا يشوهون الحقائق بطريقة صارخة، ويَلْوُونَ الحق عمدًا، ويتَّهمون الناس تعسفًا بجرائم زائفة! إن الشيطان حقير بالفعل. لم يكن الأمر سوى افتراءٍ سافرٍ وتشهيرٍ خبيثٍ. علم رجال الشرطة من المخبر أنني كنت استضيف اجتماعات مع إخوتي وأخواتي في منزلي، لذلك لم يتوقَّفوا عن إزعاجي بعد ذلك، وبعد فترة وجيزة، أخذوني إلى قسم الشرطة لاستجوابي وهدَّدوني قائلين: "أخبرينا بأسماء قادة كنيستكِ والأشخاص الذين تستضيفينهم في الاجتماعات. إذا لم تخبرينا، فسوف نسجنكِ!" فأجبتهم بصرامة ولكن بحق: "لا أعلم أي شيء، وليس لدي ما أقوله!" غضب رجال الشرطة غضبًا لا يوصف، ولكن لأن الله حماني، لم يجرؤوا على لمسي.

بعد أن أطلقت الشرطة سراحي، واصل رجال الشرطة مراقبتهم لي على أمل استخدامي عبثًا كطُعمٍ لاصطياد "سمكة أكبر". كنت أخشى توريط إخوتي وأخواتي، لذلك لم أتجرأ فيما بعد على البقاء على اتصال معهم، وبعد ذلك انفصلت عن حياة الكنيسة. شعرت بالفراغ في قلبي بدون حياة الكنيسة، وكأني بلا ملجأ، وهكذا تغرَّبت تدريجيًا عن الله. قضيت كل يوم في حالة من الذعر والرهبة، وكنت أخشى بشدة أن تأتي الشرطة وتعتقلني مرة أخرى. كنت أقضي كل يوم في الماضي مستمعة إلى كلمة الله والعظات وحياة الشركة، لكن بات هذا الأمر الآن مستحيلًا، لأنهم إذا رأوني أصلِّي أو حتى أتفوَّه بكلمة "الله"، فسيكون نصيبي كيلًا من التذمر من عائلتي. كانت كَّنتي تتحدث إليَّ ببرود طوال الوقت؛ لأنني كلَّفتهم أموال الغرامة التي دفعوها إلى الشرطة، وكان زوجي وابني يوبِّخانني في كل مناسبة، وباتت الأسرة التي كانت تدعم إيماني بالله القدير تعارضني وتضطهدني الآن كيفما استطاعوا. أشعرني هذا بالحزن المفرط، وشعرت في روحي بالقمع الشديد، وعشت في ظلمة وألم لم أشعر بهما من قبل. وبسبب أنني لم أكن أستطيع الحصول على أية قراءات من كلمة الله للاستماع إليها، ولأنني لم أتمكَّن من حضور شركة مع إخوتي وأخواتي، شعرت في روحي بجفاف شديد. كنت أتقلّب في كل ليلة على فراشي ولم أستطع النوم، وكنت أفتقد كثيرًا الأوقات السعيدة التي قضيتها في اجتماعات مع إخوتي وأخواتي. في أوقات كهذه كرهت حكومة الحزب الشيوعي الصيني لأنها تسبَّبت في كل هذا البؤس، وتسبَّبت في فقداني حقوقي كإنسانة في الإيمان بالله وعبادته بحرية، وتسبَّبت في خسارة حياتي الكنسية، ومنعي من حضور الشركة حول كلمة الله مع إخوتي وأخواتي، وعرقلتي عن أداء واجباتي. وفي وسط بؤسي هذا، لم يكن بوسعي إلا أن أصلِّي إلى الله بصمت قائلة: "يا الله، أنا أعيش في ظلمة، وأشعر كما لو أن روحي صارت يابسة، وأريد أن أعيش حياة الكنيسة مع إخوتي وأخواتي. يا الله، أتوسَّل إليك أن تفتح طريقًا أمامي".

أتيت أمام الله وواصلت دعوتي إياه بهذه الطريقة، وسمع الله صلواتي حقًا، حيث رتَّب أن يزورني إخوتي وأخواتي. عرفتْ إحدى أخواتي أنني كثيرًا ما كنت أذهب إلى الحقل لأجني القطن، لذلك ذهبت إلى هناك سرًا لرؤيتي، وحدَّدنا وقتًا لعقد اجتماعات هناك. في كل مرة كنّا نلتقي فيها، كنت أذهب إلى الحقل لجني القطن مبكرًا، وأثناء تناول الجميع الغداء، كنت أجلس مع أختي في الحقل لأقرأ كلمة الله. كانت رؤية أختي مثل رؤية أحد أقربائي الذين افتقدتهم لزمن طويل. لم أستطع إيقاف انهمار دموع السعادة من عينيَّ، وأخبرتها عن الظلم والبؤس اللذين تحملتهما، وكذلك عن سوء فهم عائلتي. كانت أختي تعزيني بينما كانت كلمات الله ترويني، وشاركتني أختي عن مشيئة الله ، وبدأت حالتي تتحسَّن تدريجيًا. لم أتمكَّن من عقد اجتماعات إلا وأنا جالسة القرفصاء في حقل قطن بسبب طريقة اضطهاد حكومة الحزب الشيوعي الصيني. وفي أحد الأيام، قرأنا مقطعًا من كلمة الله يقول: "لا يوجد بينكم رجلٌ واحدٌ يتمتّعُ بحماية القانون. بل بالحري تعاقبون بالقانون. وتكمن الصعوبة الأكبر في أن لا أحد يفهمكم، سواء كانوا أقاربكم أو والديكم أو أصدقاءكم أو زملاءكم. لا أحد يفهمكم. لا يمكنكم مواصلة العيش على الأرض عندما يرفضكم الله. ومع ذلك، لا يستطيع الناس تحمّل هجرانِهم لله. هذا هو مغزى إِخْضَاعِ الله للناس، وهذا هو مجد الله. ... لا يمكن الحصول على البركات في غضون يوم أو يومين، إنما يجب اكتسابها بكثير من التضحية. بمعنى أنه يجب أن يكون لديكم الحب النقيّ والإيمان العظيم والحقائق الكثيرة التي يطلب منكم الله إدراكها. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكونوا قادرين على طلبِ العدل وألا تُذعنوا أو تخضعوا أبدًا. ويجب أن تتحلوا بمحبة ثابتة لله بلا هوادة. القرارُ مطلوبٌ منكم، وكذلك تغيير شخصيتكم الحياتية. يجب معالجة فسادكم، وأن تقبلوا ترتيب الله بدون تذمّر، وأن تطيعوا حتى الموت. هذا ما يجب أن تحققوه. هذا هو الهدف النهائي لعمل الله، ومطالب الله من هذه الجماعة من الناس" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. هل عملُ الله بالبساطة التي يتصورها الإنسان؟). أفهمني كلام الله أن معاناتي الحالية كانت شيئًا يجب عليَّ تحمُّله. الصين بلد يحكمه الإلحاد حيث يتعرض المؤمنون بالله للاضطهاد والازدراء، لكن هذه المعاناة كانت مؤقتة ومحدودة، وقد رتَّبها الله بعناية لتكميل إيماني به وطاعتي له، لكي أتمكَّن من الحصول على وعد الله وبركاته على نحو أفضل فى المستقبل. لم يكن لديّ الآن أية رغبات أخرى؛ لأن وجود الله كان كافيًا. رأيت في الوقت نفسه أن القوانين التي وضعتها حكومة الحزب الشيوعي الصيني كانت مجرد حيل لخداع الناس. تدَّعي الحكومة أمام العالم الخارجي أنها تدعم الحرية الدينية، ولكن لا يحقَّ للمؤمنين بالله في الواقع قراءة كلمة الله أو عقد اجتماعات. إنها ببساطة حكومة لا تتسامح مع وجود مؤمنين بالله، ولا تسمح للناس باتِّباع الله أو السير في الطريق الصحيح في الحياة. تمامًا كما يقول كلام الله القدير: "الحرية الدينية؟ حقوق المواطنين المشروعة ومصالحهم؟ كلها حيلٌ للتستّر على الخطيئة!" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. العمل والدخول (8)). السماء والأرض اللذان خلقهما الله شاسعتان، لكن لا يجد المؤمنون بالله في الصين موطئًا لقدم. كل من يؤمن بالله يعاني من الاعتقال والاضطهاد وتقييد الحرية على يد الحزب الشيوعي الصيني، الذي لا يريد إلا قتل كل مؤمن بالله وتحويل الصين إلى أمة ملحدة. هذا الحزب فاسد وشرير ورجعي للغاية، وهو حقًا عدو لدود لله، لا يمكنه أن يتصالح مع الله ولا يتحمَّل وجوده!

هكذا واصلت مقابلة أختي سرًا في حقل القطن. ولكن مع مرور الوقت، سرعان ما حلَّ فصل الشتاء، فذبلت أوراق القطن وسقطت، ولم يعد يوفِّر لنا حقل القطن فيما بعد أي غطاء لعقد الاجتماعات، لذلك وجدت نفسي مرة أخرى بدون إخوة وأخوات أتشارك معهم حول كلمة الله. تمكَّنت في البداية من الحفاظ على كلمة الله وعلى علاقة طبيعية مع الله، لكن بدون مؤونة وارتواء من كلمة الله، صارت روحي قاحلة وجافة شيئًا فشيئًا، ولم يمض وقت طويل حتى سقطتُ مرة أخرى في الظلمة. شعرت بأنني هويت من السماء إلى الجحيم، وكنت في بؤس حتى إنني كنت أُفضِّل الموت. كانت عائلتي تصدِّق أكاذيب رجال الشرطة، لذلك ظلَّت تراقبني كل يوم، وتهدِّدني بالضرب إذا بقيت أؤمن بالله القدير. لم أكن أجرؤ على الصلاة في المنزل، ولم أستطع الصلاة إلا مختبئةً تحت غطاء فراشي في الليل أو في الوقت الذي لا يوجد فيه أحد في المنزل، وهكذا قضيت كل الأيام على هذه الحال. بالإضافة إلى تحمُّل الاتهامات من عائلتي، كان عليّ أن أتحمَّل الشائعات والقيل والقال من أهل القرية. وفي مواجهة كل هذا، شعرت بأنني بائسة بؤسًا لا مثيل له، وشعرت بالضعف والعجز في روحي، وكنت في حالة معنوية منخفضة من يوم إلى يوم. شعرت بعد خسارتي لحياة الكنيسة، وعدم تمكُّني من قراءة كلمة الله، وعدم قدرتي على رؤية إخوتي وأخواتي، بأن بقائي حية هو البؤس بعينه، وبأن الحياة قد فقدت كل فرحتها. فكَّرت في كيف كان كلام الله يعزيني دائمًا في الماضي عندما كنت أشعر بأنني بائسة وضعيفة، وكيف كان إخوتي وأخواتي يدعمونني بصبر، وكيف كنت أشعر بالراحة والتحرُّر على الفور وترتفع روحي المعنوية مرة أخرى بعد أن كنت أفهم مشيئة الله. لكن الآن، وبسبب اضطهاد الشرطة ومراقبتها، فقدت حقي في قراءة كلمة الله، ولم أستطع حتى رؤية إخوتي وأخواتي. كان كل يوم صراعًا طويلًا ومريرًا، وعندما كنت أنظر إلى الطريقة التي أعيش بها دون أن أشعر أنني على قيد الحياة، كما لو كنت ميتة، وكم كنت مفعمة بالحياة في الماضي عندما كنت أعيش في ظل وجود الله في الكنيسة، كنت أشعر بالكرب والبؤس. وعندما كنت أفكِّر في الكيفية التي خدع بها الحزب الشيوعي الصيني عائلتي وضلَّلها، وكيف لم تفهمني عائلتي، وكيف اتَّبعت نهج الحزب الشيوعي الصيني في تقييد حريتي، كنت أشعر بمزيد من الحزن. لكن عندما كنت أشعر وكأنني بلا مكان ألجأ إليه، كنت أصلِّي باستمرار إلى الله وأتوسَّل إليه أن يفتح طريقًا أمامي قائلة: "يا الله، لا أستطيع الآن قراءة كلمتك، ولا أستطيع أن أحيا حياة الكنيسة، وهذه الحياة أصعب من أن أتحمَّلها. يا الله، لقد خدعتْ حكومة الحزب الشيوعي الصيني عائلتي، وتحاول بكل قوتها منعني من الإيمان بك. أرجوك ساعدني، واسمح لي أن أشهد لأعمالك، وامنع الشيطان من أن يخدعهم ويستخدمهم فيما بعد. يا الله، أرغب في أن أوُدِع عائلتي بين يديك، وأطلب منك أن تكشف لي عن مخرج".

أشكر الله لأنه حقًا سمع صلاتي. فبعد مرور بعض الوقت، فقدت وعيي فجأة أمام سريري في إحدى الليالي. طار عقل زوجي ولم يكن يعرف ماذا يفعل، لذلك سرعان ما اتصل ابني بخدمات الطوارئ. لكن عندما علم أول مستشفى رد على الاتصال أن المريض هو امرأة عجوز كانت تعاني من أمراض خطيرة، رفضوا قبولي. اتصل ابني بخط الطوارئ في مستشفى آخر، وقال الطبيب إنني لم أكن أحظى بفرصة كبيرة لاستعادة الوعي مرة أخرى، وأنه لا فائدة من فعل أي شيء لإنقاذي، وأنه على عائلتي الاستعداد لما هو أسوأ. لكن ابني رفض الاستسلام، وتوسَّل إليهم حتى لم يعد أمامهم خيارٌ سوى أن يوافقوا ويقبلوني في المستشفى. لكن حتى بعد عمل إجراءات الإنقاذ في الطوارئ، ظللت فاقدة الوعي. لم يوجد أمام الأطباء ما يمكنهم فعله، وكانت عائلتي على يقين من أنني لن أتمكَّن من النجاة. أمَّا من جهة الله، فلا يوجد شيء مستحيل، لأن هذا كان الوقت الذي حدثت فيه معجزة! بعد أن بقيت في غيبوبة شديدة لمدة 18 ساعة، استعدت الوعي ببطء. ذُهل جميع الحاضرين. وعندما فتحت عينيَّ ورأيت الأطباء، اعتقدت أنني كنت أنظر إلى ملائكة. سألتهم أين كنت، فأخبرني أحدهم أنني في المستشفى، وبينما يفحصون على عجل الأعضاء الحيوية في جسدي، ظلوا يتمتمون قائلين: "إنها حقا معجزة...". لم يمر وقت طويل حتى جلست، وشعرت بجوع شديد، فأطعمتني الممرضة، وبعد أن انتهيت من تناول الطعام، شعرت بأنني مفعمة بالحيوية والقوة. كنت أعلم أن هذا كان أحد أفعال الله المعجزة، وأن الله قد سمع صلواتي وفتح لي طريقًا إلى الأمام. وبينما كنت جالسة على السرير، لم يسعني إلا أن أترنَّم تسبيحًا لله. ولم يسع الطبيب الذي أصابته الدهشة إلا أن يتساءل: "سيدتي، مَنْ هو هذا الإله الذي تؤمنين به؟" فقلت له: "أنا أؤمن بالله الحقيقي الواحد الذي خلق كل ما في السماء وما على الأرض – إنه الله القدير!" وكانت استجابة الطبيب هي أن نظر إليَّ في حالة من الصدمة، وبدا أفراد عائلتي مندهشين وسعداء وهم يشاهدونني أترنَّم. بعد أن غادرت المستشفى، عدت إلى المنزل، وجاء جيراني واحدًا تلو الآخر لرؤيتي قائلين: "إنه لأمر مدهش! قال جميع الأطباء إنه لا يوجد أمل في حالتكِ، لكنكِ استعدتِ وعيكِ بالفعل. إنها معجزة!" وعندها شهدت لله أمامهم قائلة إن هذا كان بسبب قوة الله العظيمة، وإن الله قد أنقذني، وإنه بدون الله لكنت في عداد الموتى الآن، وإن الله هو الذي أعطاني فرصة ثانية في الحياة. أخبرتهم أن كل البشر خلقهم الله، وأن الله قد وهبنا الحياة، وأن الله هو مَنْ يدير حياتنا ويحكمها، وأن الناس لا يستطيعون الابتعاد عن إرشاد الله، لأن الابتعاد عن الله يعني الموت. لم تعد عائلتي بعد اختبار تلك التجربة تعارض إيماني بالله، كما منحني الله نعمة غير متوقعة، إذ قبل زوجي أيضًا المرحلة الحالية من عمل الله. بعدها كان زوجي يتردَّد كثيرًا على الاجتماعات معي لحضور الشركة، وشعرت بسعادة لا توصف، وبسلام وطمأنينة لا يصدِّقهما عقل. ثم قضيت كل يوم من أيام حياتي في فرح، لأنني رأيت حقًا قدرة الله وحكمته، وشكرت الله وسبَّحته من أعماق قلبي!

تعلَّمت بحق خلال اختباري هذا أن أُقدِّر أنه مهما كان ما يفعله الله لشخص ما، فإنه يفعل ذلك بدافع المحبة. فمقاصد الله الصالحة تكمن وراء سماحه للشيطان بأن يضطهدني. أراد الحزب الشيوعي الصيني استخدام اعتقاله واضطهاده لي ليدفعني إلى الحيدان عن الله وخيانته، لكن لم يكن لديه أدنى فكرة أن حكمة الله تعمل وسط حيل الشيطان. إن قمع الحزب الشيوعي الصيني لم يفشل في دفعي إلى الحيدان عن الله أو خيانته فحسب، بل سمح لي بدلاً من ذلك برؤية الجوهر الشرير لمقاومة الحزب الشيوعي الصيني لله والعمل ضد السماء، وعزَّزت بدرجة أكبر يقيني بأن كلمة الله القدير هي الطريق والحق والحياة! كما سمحت لي بأن أرى قوة الله العظيمة وأعماله المعجزة، وهكذا تقوَّت محبتي وإخلاصي لله. تمامًا كما تقول كلمة الله القدير:"لقد حاول الشيطان دائمًا تعطيل كل خطوة من خطوات خطتي، وفي مسعى لإحباط حكمتي، حاول دائمًا إيجاد طرق ووسائل لتعطيل خطتي الأصلية. لكن هل يمكنني الخضوع لمخططاته الخادعة؟ فكل ما في السماء وما على الأرض يخدمني، فهل يمكن أن تختلف مخططات الشيطان الخادعة عن ذلك بأية حال؟ هذا بالضبط هو نقطة التقاء حكمتي، وهو بالتحديد الأمر الرائع في أفعالي، وهو كذلك المبدأ الذي يتم من خلاله تنفيذ خطة تدبيري بالكامل" ("الفصل الثامن" "كلام الله إلى الكون بأسره" في "الكلمة يظهر في الجسد"). كلما زاد الحزب الشيوعي الصيني من مقاومته لله واضطهاده لشعب الله المختار، تمكَّنا أكثر من تمييزه ونبذه، ومن فهم الحق ومعرفة حكمة الله وأعماله المعجزة. ينمو أيضًا إيماننا باتِّباع الله، ونصير أكثر قدرة على تقديم شهادة مدويَّة لله. من خلال اختبار اضطهاد الحزب الشيوعي الصيني، رأيت بوضوح أن الشيطان يعمل ببساطة كشخصية الضد في عمل الله، وأنه كائن يخدم الله، وأدركت أيضًا بمزيد من الوضوح رغبة الله الجادة في خلاص البشرية. بصرف النظر عن الصعوبات أو العقبات التي سأواجهها في المستقبل، أود أن أتمِّم واجباتي بأفضل ما في وسعي، وأن أؤدي دوري لإرضاء مشيئة الله.

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

الآلام هي بركات الله

بقلم وانغ غانغ، الصينفي عصر أحد أيام الشتاء لعام 2008، وبينما كنتُ أشهد مع اثنتين من الأخوات لعمل الله في الأيَّام الأخيرة لأحد أهداف...

الترعرع في غمرة العاصفة

ذات يوم من شهر مارس 2013، كنّا، أنا وبضع أخوات، عائدين إلى المنزل من اجتماع، وما إن دخلنا المنزل حتّى رأينا أن المشهد كارثيّ فعلًا. تصوّرنا...

قضاء ريعان الشباب في السجن

تشنشي، مقاطعة خبى يقول الجميع إن ريعان الشباب هو أروع وأنقى أوقات العمر. ربما تكون تلك السنوات بالنسبة للكثيرين مليئة بذكريات جميلة، ولكن...

اترك رد