التعهُّد بحياتي للتكريس

2019 أكتوبر 11

بقلم زو – كسوان – إقليم شان دونج

في الثالث من إبريل من عام 2003، ذهبت مع إحدى الأخوات لزيارة أحد المؤمنين الجدد. هذا المؤمن الجديد لم يكن على يقين من عمل الله في الأيام الأخيرة، وانتهى به الأمر بأن قام بالإبلاغ عنَّا. ونتيجة لذلك جاء أربعة ضبَّاط أشرار من الشرطة يرتدون ملابس مدنية، وأجبرونا على الدخول في سيارتهم بعنفٍ، وأخذونا إلى قسم الشرطة. وفي الطريق كان قلبي يرتجف بشدة؛ ذلك لأنّي كنت أحمل معي جهاز نداء آلي، وقائمة جزئية بأسماء أعضاء كنيستنا، ومفكرة. كنت خائفة من أن يكتشف الضبَّاط الأشرار هذه الأشياء، وكنت أكثر خوفًا من أن يحاول إخوتي وأخواتي الاتصال على جهاز النداء الآلي الخاص بي؛ لذلك صلَّيت في الحال إلي الله في قلبي بشكل متواصل: "يا الله, ماذا عليّ أن أفعل؟ أطلُب إليك أن تجد لي طريق نجاة، وألّا تدع هذه الأشياء تقع في أيدي الضباط الطالحين". وعقب ذلك، أخذت الأشياء من حقيبتي، ونقلتها بهدوءٍ إلى خصري، وقلت أن معدتي لم تكن بخير، وأنني لابد أن أستخدم دورة المياه. سَبَّني الضبَّاط الأردياء قائلين "أنتِ ممتلئة قذارةً!" و تحت إلحاحي في الطلب، جعلوا شُرطية تراقبني أثناء ذهابي إلى الحمَّام. وعندما نزعت حزامي سقط جهاز النداء الآلي، لكنّي بسهولة قمت بالتقاطه، وألقيته في أنبوب الصرف الصحيّ. ولأنّي كنت، حينئذٍ، خائفة من أن تكتشف الشرطية الحقيبة التي على خصري؛ لم أرمها في الأنبوب، بل بالأحرى وضعتها في صندوق القمامة، حيث ظننت أنّي سأستخدم الحمَّام مرةً أخرى أثناء الليل، ثم ألقي بها في المرحاض. ولكن كما تبين لاحقًا لم أذهب أبدًا ثانيةً إلى الحمَّام، حيث اتَّضح أن الشرطة الفاسدة قد وجدت الحقيبة التي ألقيت بها في صندوق القمامة.

قام الضبَّاط الأشرار بحبسي مع الأخت التي معي في حجرةٍ، وجعلونا نخلع جميع ملابسنا حتى يُفتِّشونا. وقاموا أيضًا بفحص شعورنا لكي يكتشفوا إن كنَّا نخفي شيئًا. وبعدما انتهوا من عملية التفتيش، قاموا بتكبيلنا وحبسنا في الغرفة. وعندما حلَّ الليل قامت الشرطة الشريرة بعزلنا عن بعضنا البعض لإجراء تحقيق مكثَّف؛ فسألوني: "من أين أتيتِ؟ ما اسمك؟ متى أتيتِ إلي هنا؟ ماذا تفعلين هنا؟ أين تعيشين؟ بماذا تؤمني؟ ما اسم المرأة التي معكِ؟" وحيث لم يرضوا عن إجاباتي، قال الضبَّاط الآثمين في غضبٍ عارِمٍ: "نحن نُظهر رفقًا لمن يعترف، وقسوةً لمن يقاوم. إذا لم تقولي الحقيقة، لا تلومي إلا نفسكِ! تكلَّمي! من هو المسئول عنكم؟ ماذا تفعلين؟ تكلّمي و سنعاملكِ بلين". عندما رأيت كم بدى عليهم من شراسة شيطانية، اتّخذت قرارًا في صمتٍ: إنني لم أُخالف القانون، ولم أرتكب أي جريمة؛ لذلك لا تستطيع الشرطة أن تفعل لي شيئًا. لذلك مهما حاولوا أن يجبروني على الإدلاء باعترافٍ، لم أجبهم؛ ذلك لأنني كنت بالفعل قد اتَّخذت قراري: بالتأكيد لن أكون يهوذا، لن أغدر بإخوتي وأخواتي، ولن أخون مصلحة عائلة الله. عندما أدركوا أنهم لن يحصلوا على أي شيء مني، أصبحوا حائرين، وابتدأوا يضربونني ويركلونني بوحشيةٍ قائلين: "بما أنكِ لا تقولين شيئًا، سنلقّنك درسًا على طريقة التمديد كنسر ناشر!" وإذ فجًاةً بدأ انفجار آخر عنيف من الضرب والركل. وبعد ذلك أمرني أحدهم بالجلوس على الأرض، وكبّل يداي، وأَلْوَاهما باتّجاه ظهري بأقصى ما استطاع من إحْكام. ثم وضع كرسي ورائي، واستخدم حبلًا ليربط يداي إلى ظهر الكرسي، مُستخدمًا كلتا يَدَيْهِ، وضاغطًا بكل قوته لأسفل، واضعًا ضغطًا هائلًا على ذرَاعيّ. وشعرتُ في الحال وكأن ذراعيّ سينكسران؛ آلمني ذلك بشدة حتى أنّي صرختُ صرخةً مدوّية، وأخذوا يفعلون نفس الشيء بذراعيّ للخلف وللأمام على نحو متواصل لبضع ساعات. و بعد ذلك لم أستطع أن أحتمل ذلك، وكنت أنتفض بشدة مِنْ الرّأسِ إلى أخْمَصِ القَدَمِ. وعندما رأوا هذا، قالوا: "لا تدَّعي الجنون، لقد رأينا ذلك مرَّات عديدة من قبل. مَنْ تُرهِبين في رأيكِ؟ هل تعتقدين أن فعل ذلك سيدعكِ تفلتين دون عقاب؟" ولكنهم رأوا أنني ما زلت انتفض بشدة، فقال شرطيّ شرير: "اذهب إلي دورة المياه، وضَع بعض الغائط في فمّها، وانظر إن كانت تأكله أم لا". فقاموا باستخدام عصاة ليحصلوا على بعض الغائط، وحَكَّوه داخل فمّي، وجعلوني أتناوله. كان فمي ما يزال يزبد، ورأوا أنني ما أزال أنتفض، لذلك دعوني أنزل من على المقعد. كان جسدي كله يؤلمني ألمًا لا يُطاق، وكأنني أُعاني من تشنُّجات مِنْ قِمّةِ الرّأسِ إلى أخْمَصِ القَدَمِ؛ وصرخت متألمةً وأنا أرقد كسيحةً على الأرض. وبعد فترةٍ طويلة بدأت يدايّ و ذراعيّ تتحرك من جديد. لقد خافت الشرطة الشريرة من أن أضْرِب وجهي بالحائط وأقتل نفسي، لذا أعطوني خوذة رأس، ثم جّروني عائدين بيّ إلي الحجرة الحديدية الصغيرة. وحينئذٍ، صرختُ وصليتُ إلي الله: "آه يا الله، جسدي ضعيف للغاية. أتمنى أن تحميني. مهما اضطهدني الشيطان، سأفضِّل الموت على أن أخونك كيهوذا. لن أغدر بإخوتي وأخواتي أو بمصلحة عائلة الله. أنا على استعداد أن أقف شاهدةً لأجلك حتى يخزى ذلك الشيطان القديم".

وفي اليوم الثالث أخذ الضبَّاط الأشرار المفكرة وقائمة أسماء أعضاء الكنيسة اللتان قمت بإلقائهما في صندوق القمامة، واستجوبوني. وعندما رأيت هذه الأشياء، شعرت بارتباك على نحو استثنائي، وتملَّكني شعورٌ بالندم، وملامة النفس. لقد ابغضت حقيقة أنني كنت جبانة ورعديدة للغاية، وأنني لم أكن حينها شجاعة بالقدر الكافي لألقي الحقيبة في أنبوب الصرف الصحي؛ مما أدى إلي هذه النتيجة الخطيرة. وأبغضتُ أكثر أنني لم أُنصت إلي ترتيبات عائلة الله، وأحضرت هذه الأشياء معي أثناء إنجاز واجبي؛ الأمرالذي أدَّى إلي مشكلة كبيرة للكنيسة. كل ما تمنَّيته في تلك اللحظة هو الاعتماد على الله في مواجهة كل ما كان ينتظرني. والأكثر من ذلك أنَّني كنت أرغبُ في الاعتماد على الله حتى أُخضِع الشيطان. خطرت ببالي في هذا الوقت ترنيمة "السير في طريق محبة الله": "لا يهمني مدى صعوبة طريق الإيمان بالله، فأنا أُتمِّم مشيئة الله كمهمتي وحسب؛ كما لا يهمني نيل البركات أو معاناة بلاء في المستقبل. الآن، وبعد أن عزمت على محبة الله، سأبقى أمينًا حتى النهاية. مهما كانت المخاطر أو المصاعب التي تطاردني، ومهما كانت نهايتي، فمن أجل الترحيب بيوم مجد الله، أتَّبع من قربٍ خطوات الله، وأسعى إلى الأمام" (اتبعوا الحمل ورنموا ترنيمات جديدة). رحت أدمدم هذه الترنيمة في هدوءٍ، واستعاد قلبي الإيمان والقوة مرةً أخرى. سألني الضبَّاط الأشرار: "هل هذه الأشياء تخصّكِ؟ كوني صادقة معنا، ولن نعاملك بظلم. أنتِ ضحيَّة، وقد كُذِبَ عليكِ. الإله الذي تؤمنين به غامض وبعيد للغاية. إنه فطيرة في السماء. الحزب الشيوعي حزبٌ جيِّد، ويجب عليكِ الاتكال عليه، وعلى الحكومة. إذا كان لديكِ أي مشكلة، يمكنكِ المجيء إلينا، وسنساعدك في حلها. وإذا كنت بحاجة للمساعدة في إيجاد عمل، يمكننا أيضًا مساعدتك. فقط اعترفي بكل شيءٍ عن كنيستكم، أخبرينا بما يفعله هؤلاء الأشخاص الذين في قائمتكِ. أين يعيشون؟ من هو مُشرفكِ؟" حينئذٍ، أدركت حيلهم الكاذبة، فقلت: "هذه الأشياء لا تخصني، لا أعرف". وعندما رأوا أنني لن أُفصح عن أي شيءٍ، عندئذٍ ظهر وجههم الحقيقي، وضربوني بشراسة على الأرض، واستمروا في ضربي بعنفٍ وفي بذل كل قوتهم ليجرُّوني من قيودي. وكلَّما جرّوني، كلّما أصبحت الأغلال أكثر إحكامًا وحزَّت في لحمي. لقد آلمني ذلك ألمًا شديدًا، وصرخت بصوتٍ عالٍ، فقال الشرطي الشرير بشراسةٍ: "سنجعلكِ تتكلمين، سنعتصركِ قليلًا في كل مرة كمعجون الأسنان لنجعلك تتكلمين!" أخيرًا، أخذوا كلتا يدايّ، وقيدوهما في مواجهة ظهر المقعد، وجعلوني أجلس على الأرضِ، وضربوني ضاغطًين بكل قوتهم على ذرَاعيّ لأسفل؛ فشعرت بألمٍ شديد لا يُطاق، وكأن ذراعيّ سينكسران. لقد عذَّبني أفراد الشرطة الأشرار مزمجرين فيّ: "تكلمي!" فقلت بلا تردد: "لا أدري!" "إذا لم تتكلمي سنقتلك. إذا لم تتكلمي، فلا تتوقعي أن تعيشي؛ سنسجنك لمدة عشر سنوات، أو عشرين سنة، أو مدى حياتكِ؛ لا تتوقعي الخروج أبدًا!" وعندما سمعت هذا، لمعت في ذهني فكرة: يجب أن أعزم على أن أكون مستعدةً للذهاب إلى السجن مدى الحياة. وبعد ذلك، فكرت في ترنيمة عن اختبار "أتمنى أن أرى يوم مجد الله": "سأقدِّم محبتي وإخلاصي لله، وأُتمِّم واجبي لتمجيد الله. أنا عازم على الصمود في الشهادة لله، ولا أستسلم أبدًا للشيطان. أوه، قد ينكسر رأسي ويسيل الدم مني، ولا يفقد شعب الله حماسته. نصائح الله تستهدف القلب، وأنا عازم على إذلال إبليس الشيطان" (اتبعوا الحمل ورنموا ترنيمات جديدة). وهبني الله استنارة، وجعلني ثابتة وشجاعة، وأعطاني الإيمان والعزيمة لاجتياز المعاناة في كل شيء، والثبات في الشهادة لله. ونتيجةً لذلك لم تغلب مؤامرة الشرطة الشريرة؛ فقد عذَّبوني حتى أُنهكوا، ثم أعادوني إلى الغرفة الحديدية.

وبعد عدة أيام تعرَّضت للتعذيب من قِبَل الشرطة الشريرة حتى لم يعد لي أي قوة. كنت في حالة غيبوبة تامة، ولم أعد أشعر بيدايّ و ذراعيّ. وفي مواجهة هذا التعذيب القاسي و غير الآدميّ، كنت أخشى بشكل خاص أن يُعاود رجال الشرطة الأردياء استجوابي. وبمجرد أن فكَّرت في ذلك، لم يسَع قلبي إلَّا أن يرتجف في خوفٍ. لم أكن أعلم حقًا ما الذي سيستخدمونه بخلاف ذلك لتعذيبي، ولم أكن أعرف متى سينتهي هذا الاستجواب. لم أستطع إلّا أن أستمر في الصلاة لله في قلبي، وأسأله أن يحفظ قلبي ويهبني الإرادة والقوة لتحمُّل المعاناة حتى أستطيع الثبات في الشهادة له، وأجعل الشيطان يخفق في ذلٍ متناهي.

عندما رأت الشرطة الشريرة أنني لن أعترف، انضمّوا إلى فرقة الأمن الوطني، وإدارة الأمن العام، لاستجوابي. وكان هناك أكثر من عشرين شخصًا يتناوبون على استجوابي ليلًا ونهارًا، وهم يحاولون إجباري على الاعتراف. في ذلك اليوم، جاء إليّ شرطيان شريران من فرقة الأمن الوطني، كانا قد استجوباني من قبل؛ وتحدَّثا معي بلُطفٍ في البداية قائلين: "إذا اعترفتِ بالحقيقة فسوف ندعكِ تذهبين، ونضمن سلامتكِ… فقط يستطيع الحزب الشيوعي أن ينقذك، ولا يقدر الله أن يخلصك..." عندما رأى أحدهم أنني لن أنطق بكلمة، هاج وبدأ يصرخ في وجهي بفٍم معيب، وجعلني أجلس على الأرض؛ وركلني بأقصى ما استطاع من قوة بحذاءه الجلدي في الساقين، مما سبب لي ألمًا لا يُطاق. وسأله شرطي شرير آخر: "كيف تسير الأمور؟ هل تتكلم؟" فقال: "إنها عنيدة جدًا مهما ضربتها، ولن تتكلم". فجاوبه بشراسة قائلًا: "إن لم تتكلم، اضربها حتى الموت!" فهددني الشرطي الشرير قائلًا: "ألن تتحدثي؟ إذن سنقتلك!" قلتُ: "لقد قلت كل ما أحتاج قوله، لا أدري!" حينئذٍ غضب جدًا حتى أنه بدا في غاية الجنون، ثم زأر كوحٍش بري؛ وبدأ يضربني ويركلني. وأخيرًا تعب من ضربي، ووجد حبلًا بسُمك الإصبع ولفّه حول يده بضع مرات، وجَلَد وجهي بشراسةٍ مرارًا وتكرارًا قائلًا: "ألا تؤمني بالله؟ إنكِ تعانين، فلماذا لا يأتي إلهك ويُخلصكِ؟ لماذا لا يأتي ويفك أغلالكِ؟ أين هو إلهك؟" صَرَرتُ أسناني وتحمّلتُ الألم، وصلَّيتُ بصمتٍ في قلبي إلى الله: "آه يا الله، حتى إذا ضربوني اليوم حتى الموت، لن أكون مثل يهوذا أبدًا. أريدك أن تكون معي وتحمي قلبي. إنني على استعداد لأن أضحي بحياتي للثبات في الشهادة لك وإهانة الشيطان القديم". وفكَّرت في ترنيمةٍ عن اختبار "أطلب رضا الله وحسب ": "إلى الله أقدم أقصى درجات العبادة، فما يهم إذا متُ، فإن مشيئة الله لها السيادة. ومهما المستقبل صارَ، فليس يهم الربح أو الخسارة. أطلب رضا الله وحسب. أشهد شهادة مدوية وألحق الخزي بالشيطان، لمجد الله الأعظم. أتعهد بالولاء حتى الموت لأردّ لله محبتَّهُ، ومن كل قلبي أسبَّحَهُ. لقد رأت عينايَ شمس البرِّ، والحق على الأرض انتشر. شخص الله بار وقدّوس، ومستحق للتسبيح من البشر. أحب الله القدير من كل قلبي، وإلى الأبد يدوم حبي" ("اتبع الحمل ورّنم ترانيمًا جديدة"). أغلقتُ عيناي وتحمّلتُ تعذيب الشيطان الجنونيّ وضرباته. وكنت في تلك اللحظة كأنني قد نسيت ألمي. لم أكن أعرف الوقت الذي سينتهي فيه التعذيب. لم أجرؤ على التفكير في الأمر، ولم أستطع حتى التفكير فيه. الشيء الوحيد الذي استطعت القيام به هو الصلاة والصراخ إلى الله بشكلٍ متواصل. وقد وهبتني كلمات الله إيمانًا ثابتًا: "لا تخف، سيكون الله القدير رب الجنود بلا ريب معك؛ هو يحمي ظهركم وهو دِرعكم" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل السادس والعشرون). "وَلَا تَخَافُوا مِنَ ٱلَّذِينَ يَقْتُلُونَ ٱلْجَسَدَ وَلَكِنَّ ٱلنَّفْسَ لَا يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا، بَلْ خَافُوا بِٱلْحَرِيِّ مِنَ ٱلَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ ٱلنَّفْسَ وَٱلْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَنَّمَ" (متى 10: 28) فكَّرت كيف أن التنين الأحمر العظيم ما هو إلّا نمر من ورق محكوم عليه بالهزيمة على يديّ الله، وهو أيضًا تحت قدميّ الله. فلن يُصيبني الموت إن لم يسمح به الله؛ فبدون إذنه لن تسقط خُصلة واحدة من شعري. وإذا تشاركت المُرّ مع الله اليوم، فلابد أنني سأشاركه الحلو أيضًا. وفكّرت كذلك في كلمات الله هذه: "هل قبلتم من قبل البركات التي أعطيتكم إياها؟ هل سعيتم وراء الوعود التي قطعتها لكم؟ بالتأكيد، تحت إرشاد نوري، ستخترقون حصن قوى الظلمة. بالتأكيد، في وسط الظلمة، لن تخسروا النور الذي يرشدكم. بالتأكيد ستكونون أسياد الخليقة. بالتأكيد ستكونون غالبين أمام إبليس. بالتأكيد، عند سقوط مملكة التنين العظيم الأحمر، ستقفون وسط عدد لا يُحصى من الحشود تقدمون شهادة عن نصري. بالتأكيد ستكونون صامدين ولن تتزعزعوا في أرض سينيم. من خلال المعاناة التي تتحمَّلونها، سترثون البركة التي تأتي مني، وبالتأكيد ستشعون داخل الكون بأسره بمجدي" ("الفصل التاسع عشر" "كلام الله إلى الكون بأسره" في "الكلمة يظهر في الجسد"). إن قوة كلمة الله لا حدود لها، وقد جعلت إيماني يتضاعف؛ فكان لديّ العزم على محاربة الشيطان حتى النهاية. وعندما سئم الشرطي الشرير من ضربي، سألني مرة أخرى: "هل ستتكلمين؟" فقلت في حزمٍ: "ولو ضربتني حتى الموت، سأظل لا أعرف!" عندما سمع الشرطي الشرير ذلك، لم يستطع أن يفعل أي شيء. فألقى الحبل، وقال: "إنَّكِ عنيدة لعينة، مثل بغلٍ. أنتِ حقًا جيدة، لن تقولي أي شيء حتى لو مُتِ. من أين لكِ هذا القدر من القوةِ والإيمان؟ إنَّكِ حقًا أكثر صلابةً من ليو هولان، بل أكثر صلابةً من الحزب الشيوعي الصيني! وعندما سمعته يقول هذا، كان الأمر كما لو كنت قد رأيت الله جالسًا على عرشه منتصرًا، يُشاهد الشيطان وهو يُهان. فكان نصفي يبكي ونصفي الآخر يُسبِّح الله: آه يا الله، أستطيع أن أهزم الشيطان إذا ما اعتمدت على قوتك! وفي ضوء الحقائق، أرى أنَّكَ كُليّ القدرة، وأن الشيطان عاجزٌ؛ سوف يُهزم الشيطان دائما تحت سيطرتك. لن يستطيع الشيطان أن يُعذِّبني حتى الموت، إن لم تسمح أنت بذلك. وفي هذا الوقت وهبتني كلمات الله استنارة من جديد: "إنّ شخصية الله تُنسب إلى المُهيمِن على كل الأشياء والكائنات الحيّة...إن شخصيته رمز للسلطان... أكثر من ذلك، إنها رمز لمَنْ لا يُغلب[أ] ولا يهزمه الظلام ولا أي قوة لعدو..." (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. من المهم جدًا فهم شخصية الله). بعد أن واجهت الاضطهاد القاسي من قِبَل التنين الأحمر العظيم، رأيت حقًا حب الله وخلاصه لي، واختبرت قوة كلمة الله وسلطانها. فبدون كلمات الله التي كانت تقودني في كل خطوة في الطريق، ولو كنت أعتمد فقط على قوتي، لكان من المستحيل بالنسبة ليّ أن أهزم تعذيب التنين الأحمر العظيم وضرباته. وإضافةً إلى ذلك، جعلني هذا أرى أيضًا صورة الضعف والمهانة التي للتنين الأحمر العظيم. لقد رأيت الطبيعة الشيطانية لقسوته وإعرَاضِه عن الحياة، فكرهته ولعنته في قلبي. وتمنيت أن أقطع كل صلة به، وأن أتبع المسيح وأخدمه إلى الأبد.

وفي اليوم التالي، جاء شرطي شرير واستجوبني مرةً أخرى، ففُوجِئ حقًا وقال: "ماذا حدث لوجهكِ؟" عندما نظرت في المرآة، لم أستطع التعرُّف على نفسي؛ حيث كان الشرطي الشرير قد جَلَدَ وجهي بحبلٍ في اليوم السابق، فتورَّم للغاية وتوشَّح بالسواد والزُرقة، وصار أشبه بوجه دُبٍّ. عندما رأيت وجهي وقد تغيَّر بحيث لا يمكن التعرّف عليه، شعرت بكراهيةٍ مرةٍ تجاه التنين الأحمر العظيم، وعقدت عزمي على الثبات في شهادتي. لا أستطيع على الاطلاق السماح لمؤامرته أن تغلب! كانت ساقاي قد تعرضتا لضربٍ شديد حتى أنني لم أكن أستطيع المشي، وعندما ذهبت إلى دورة المياه، استطعت أن أرى ساقيَّ فوجدت أنه لم يبقَ فيهما شيئًا سويًا، فكان كل جزءٍ فيهما موشح بالسواد والزُرقة. قال لي أحد رجال الشرطة الأشرار: "لا حاجة لكِ أن تقاسي هذا ا؛ لو كنتِ قد تحدثتي لما عانيتِ؛ أنتِ التي تفعلين هذا بنفسِك! فكَّري في الأمر؛ اعترفي وسنُعيدك إلى بيتك وإلى زوجك وابنتك". ولمَّا سمعته يقول هذا، كرهته كل الكراهية. ثم قاموا بعد ذلك بتغيير أسلوبهم، وبدأوا يتناوبون لكي لا يدعوني أنام طوال النهار والليل. وعندما كنت أبدأ في النوم، كانوا يصرخون ويصدرون ضوضاءً عالية ليوقظوني. كانوا يحاولون كسر إرادتي من خلال عدم السماح لي بالنوم، حتى أتكلَّم في حالة ذهنية مُغيَّبة وعدم تركيز. شكرت الله على حمايته ليّ. فبالرغم من أن الشرطة الشريرة لم تجعلني أنام لمدة أربعة أيام وأربع ليالٍ، ومهما كانت الطريقة التي استجوبوني بها، كنت أتّكل على الله ليمنحني الصمود والأيمان، ولم أغِب عن الوعي، بل كنت متنبهة جدًا. وبينما كان رجال الشرطة الأشرار يستجوبونني مرارًا وتكرارًا، زادت همتهم ثبوطا وصارت عزيمتهم أكثر قنُوطًا وفتورًا، وبدأوا يستجوبوني بقلب فاتر؛ كانوا يلعنون ويتذمرون؛ لقد استاءوا من أنني قد تسببت في أنهم فقدوا شهيتهم، ولم يحصلوا على قسط كافٍ من الراحة، وأنّهم تعذبوا معي، وشعروا أنهم بائسين للغاية. أخيرًا كل ما كانوا يفعلونه هو مجرَّد طرح أسئلة من دون اهتمام، ولم يعد لديهم قوة العزيمة لاستجوابي. انتهى الأمر بالشيطان، في هذه الجولة من القتال، بالإخفاق مرةً أخرى.

لم تترك الشرطة الشريرة الأمر ينتهي عند هذا الحد، بل حاولوا إغوائي. جاء شرطي شرير، ووضع أصابعه تحت ذقني، ورفع رأسي لأعلى، وقال اسمي. و بصوت "دافئ" قال لي: "إنَّكِ جميلةٌ جدًا، والأمر لا يستحق أن تعاني الكثير هنا. مهما كانت الصعوبات التي تواجهيها، يمكنني مساعدتك في حلها. إيمانك بالله لم يعطكِ شيئًا. لدي منزلين، في يوم من الأيام سوف آخذك إلى هناك لنستمتع؛ يمكننا نحن الاثنين أن نكوِّن شراكة. إذا اعترفتِ ستكونين حرة؛ ويمكنني مساعدتك في أي شيء تريدينه. لن أتعامل معكِ بصورة ظالمة ..." عندما سمعت أكاذيبه البغيضة القذرة، شعرت بالغثيان، ورفضته كل الرفض. ولم يكن لديه خيار آخر سوى أن ينسحب وهو يجرُّ أذيال الهزيمة. وقد جعلني هذا أفهم تمامًا أفراد "شرطة الشعب" – كما يُطلق عليها – في مقابل الحصول على أغراضهم الخاصة؛ يستخدمون أساليب مخزية ودنيئة بدون أي شعور بالخجل؛ فهم ليس لديهم أي كرامةٍ أو استقامةٍ؛ إنَّهم بحقٍ أرواحٌ شريرةٌ قذرة!

كانت الشرطة الشريرة تدبر المؤامرات الماكرة واحدة تلو الأخرى، واستغلوا أفراد عائلتي في محاولة إكراهي على الكلام، قائلين: "كل ما تفعلينه هو أنكِ تؤمنين بالله فحسب، ولا تفكري في زوجكِ، وابنتكِ، وأبويكِ، وأفراد عائلتكِ الآخرين. سوف تذهب ابنتك إلى المدرسة في يومٍ ما، وسوف تبحث عن عمل. إذا كنت تصرّين على إيمانك، فسوف يؤثر هذا بشكل مباشر على مستقبلها. هل ستسمحين بأن يحدث لها هذا؟ إنَّكِ لا تفكرين فيها. هل ستدعيها تتعرَّض لهذا؟" بعد ذلك أدخلوا زوجي وابنتي وعمّتي إليّ حتى يحاولوا أن يقنعوني. عندما رأيت ابنتي التي لم أرها منذ عدة سنوات، تدفقت دموعي ولم أستطع التحكُّم فيها. وفي هذه اللحظة صلَّيت لله بكل ما أُتيتُ من قوة: "آه يا إلهي! أسألك أن تحمي قلبي، لأن جسدي ضعيف جدًا. لا يمكن لي في هذا الوقت أن أقع فريسةً لحيل الشيطان، ولا يمكن أن يغريني الشيطان لكي أسقط بسبب مشاعري؛ لا أستطيع أن أخون الله، أو أن أبيع إخوتي وأخواتي؛ كل ما أَطلُبه من الله فقط أن يكون معي، وأن يهبني الإيمان والقوة". قالت لي عمّتي: "أسرعي واعترفي، لماذا أنتِ بهذه الحماقة؟ هل يستحق الأمر هذه المعاناة لأجل إيمانك بالله؟ مَن سيهتم بكِ إذا حدث شيء؟ أمكِ وأبوكِ يشعران بالقلق عليكِ؛ إنَّهم يقلقان عليكِ كل يوم، ولا يستطيعان أن يأكلا أو يناما جيدًا. لم يصلك أية مراسلات لأعوامٍ. عليكِ أن تفكري فينا، وتعودي وتعيشي الحياة معنا. لا تؤمني بالله. أين هو الله؟ انظري أية مصاعب قد قاسيتِ بسبب إيمانك بالله؛ لماذا تثقلين على نفسكِ؟" وبالرغم من ضعفي، إلا أنني كنت محميًة من قِبَل الله، وأدركت أن هذا كان صراعًا روحيًا، واستطعت أن أرى حيل الشيطان؛ وقد ذكّرتني كلمات الله في قلبي بأن: "...يجب عليك إرضاء الله حتى إن بكيت بمرارةٍ أو شعرت بالتردّد في التخلّي عن شيء تحبه" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أولئك المُزمَع تكميلهم لا بدّ أنْ يخضعوا للتنقية). قلت لها في هذا الوقت: "يا عمة، لا تحاولي إقناعني، لقد قلت كل ما يجب أن أقوله لهم. لا أعرف ماذا ينبغي أن أقول لهم أكثر مما قلته. يمكنهم أن يعاملوني كيفما يريدون أن يعاملوني، الأمر متروك لهم. لا يجب أن تقلقوا عليَّ. يجب أن تعودوا!" عندما رأت الشرطة الشريرة موقفي الصامد، لم يكن لديهم خيار آخر سوى السماح لعائلتي بالعودة. لقد أخفقَت مكائد الشرطي الشرير وحيله، فكان في غاية العصبيَّة حتى صَرّ على أسنانه وقال: "أنتِ حقًا بلا قلب! إنَّكِ أنانيَّة للغاية. حقًا ليس لديكِ طبيعة بشرية. أين هو إلهك؟ إنّ كان قديرًا للغاية، فلماذا ترككِ تُعانين هنا؟ لماذا لا يأتي إلهكِ ويخلصكِ؟ إذا كان هناك حقًا إله، فلماذا لا يأتي ويفك أغلالكِ ويُخلّصكِ؟ أين هو الله؟ لا تنخدعي بهذه الأكاذيب، لا تكوني حمقاء. لم يفت الأوان لاستيقاظكِ ورؤية الحق. إذا لم تعترفي، فسوف نودعكِ في السجن لسنواتٍ!" أكاذيب الشرطة الشريرة جعلتني أفكِّر في مشهد الرب يسوع وهو مَصلُوب على الصليب. لقد جاء الله شخصيًا، وظهر في الجسد حتى يفدي البشرية كلها.؛ كل ما فعله كان لصالح الإنسان. ومع ذلك فقد سُخِرَ منهُ، واُفتُريَّ عليه، واُتُّهِمَ، وأُدينَ، وأُهين، وذُبِحَ من قِبَل الفريسيين، ومن قِبَل أولئك الذين في السُلطَةِ. لقد قاسى الله من الإهانة البالغة حتى يُخلَّص البشرية، وصُلِبَ في النهاية على الصليب من أجل البشرية. كل الألم الذي عانى منه الله كان من أجل البشرية، واليوم فإن الألم الذي أُقاسيه هو ما يُفتَرَض أن أُقاسي. ولأنه يسري فيَّ سمّ التنين الأحمر العظيم، فإن الله يستخدم هذه البيئة ليختبرني، من جهة، ومن جهةٍ أخرى، لكي يسمح لي أن أُدرِك بحقٍ الطبيعة الشرّيرة التي للتنين الأحمر العظيم، ولكي أحتقر التنين الأحمر العظيم ولا أعود أتبعه، ولكي أتبع الله من كل قلبي، تمامًا مثلما تقول كلمة الله: "ينوي الله أن يستخدم جزءًا من عمل الأرواح الشريرة لتكميل جزء من الإنسان، لكي يمكن لهؤلاء الناس أن يعرفوا تماماً أعمال الشياطين، وللسماح لكل شخص أن يفهم أسلافهم بحقٍ. بهذه الطريقة فقط يستطيع البشر أن يتحرَّروا تحررًا كاملاً، لا أن يهجروا فقط ذريّة الشياطين، بل أيضًا أجدادهم. هذا هو مقصد الله الأصلي ليدحر التنين العظيم الأحمر تماماً، لكي يعرف كل البشر الصورة الحقيقية للتنين العظيم الأحمر. ويمزقوا قناعه بالكامل، ويروا شكله الحقيقي. هذا هو ما يريد الله تحقيقه، وهو هدفه النهائي على الأرض الذي قام من أجله بالكثير من العمل؛ إنه يهدف لتحقيق هذا في كل البشر. هذا يُعرف بمناورة كل الأشياء من أجل هدف الله" ("الفصل الحادي والأربعون" في "تفسيرات أسرار كلام الله إلى الكون بأسره" في "الكلمة يظهر في الجسد").

أخيرًا أرسلتني الشرطة الشريرة إلى مركز الاعتقال، واحتجزتني كمجرمةٍ لمدة شهر واحد. وقد استجوبوني خلال هذا الشهر مرة واحدة أخرى. ولم يَدَعوني أنام لمدة يومين وليلتين، ولم يعطوني ما يكفي من الطعام. وفي بعض الأحيان لم يعطوني أي طعام، إلّأ أن هذا لم يكن له أي جدوى. يُعذِّب التنين الأحمر العظيم الناس ويصيبهم بالمِحَن هكذا بلا هوادة! وعندما انتهت فترة اعتقالي، حكموا عليّ بسنتين من الإصلاح من خلال الشغل بتهمة "اعتناق عقيدة شريرة والإخلال بالنظام الاجتماعي" بدون أي دليل. قبل أن أذهب إلى معسكر الشغل أرسلت ليّ عائلتي مبلغ ألفي يوان لتغطية نفقات المعيشة، ولكن تم اختلاس المبلغ كله. كانت هذه الشياطين بالحقيقة أبالسة وأرواح شريرة تتعطَّش للدماء ولحياة الإنسان. كان هذا أمرًا شريرًا للغاية! في بلد التنين الأحمر العظيم لا يوجد قانون؛ يعارض أي شيء، ويستطيع أن يذبح ويستغل كيفما يشاء؛ ويمكنه توجيه تهم جنائية كما يحلو له من أجل السيطرة على الناس واضطهادهم. التنين الأحمر العظيم يحاصر الناس ويوقعهم في فخاخه، يذبح أُناس أبرياء، ويخلق شيئا من العدم، ويصنِّف الناس على نحو ظالم. إنها عبادة واقعية وحقيقية. إنَّهم جماعة منظَّمة من المجرمين وأعضاء العصابات تجلب على البشرية الشدائد والكوارث. وعلى مدار عامين في معسكر الشُغل، رأيت الشرطة الشريرة التابعة للحكومة الصينية تُسيء بشكل أساسي إلى العاملين، وتأمرهم وكأنَّهم عبيد. وكان الطعام كل يوم عبارة عن لفائف مصنوعة بالبخار وحساء الخضروات. وكانوا يجعلونا نعمل ساعات إضافية نهارًا و ليلًا. كانت قوتي تُستَنفد كل يوم بشكل لا يُطاق وبدون أي مقابل. وإذا لم أُحسِن القيام بعملي، كنت ألقى انتقادهم اللاذع وعقوبتهم القاسية (أحكام ممتدَّة، وحرمان من الطعام، والإجبار على الوقوف الساكن). ومع ذلك كانت الشرطة الشريرة خلال هذه الفترة لم تتركني وشأني، بل كانوا يستجوبونني محاولين أن يأخذوا مني اعترافًا حول ظروف الكنيسة. أبغضت الشرطة بشدة، واعتمدت على الإيمان والقوة من الله، وقلت في سخطٍ: "لقد ضربتموني وعاقبتموني. ماذا تريدون غير ذلك؟ لقد قلت كل ما يُفترَض أن أقوله؛ تستطيعون أن تستجوبوني لمدة عشر سنوات أو عشرين سنة، ومع ذلك لن أعرف أي شيء. يمكنكم أن تنسوا هذا الأمر". وما أن سمعوا ذلك حتى قالوا في حُنقٍ: "إنكِ مستعصية على الشفاء، لا يمكنك إلّا الانتظار هنا!" وأخيرًا رحل رجال الشرطة الأشرار يَجرُّون ذيول الهزيمة.

بعد أن اختبرت التعذيب الوحشي، والمعاملة القاسية، وكذا الحياة الظالمة في السجن لمدة عامين، تلك الأمور التي أصابتني من قِبَل التنين الأحمر العظيم، رأيت بوضوح أن جوهر التنين الأحمر العظيم هو الكذب، والشر، والغرور، والوحشية. إنَّه أقل من الماشية. فتراهم يصل بهم الحال إلى هذا الحد: يرفعون الشعارات التي تقول "الحرية الدينية"، ثم يجولون في كل مكانٍ يسعون وراء أُناس الله المختارين ويضطهدونهم بكل وسيلة ممكنة؛ وتراهم مسعورين يعملون على إرباك عمل الله وتعطيله. إنَّهم قتلة يُزهِقُون الأرواح دون أن يهتز لهم جفنٌ، إنَّهم قطَّاع طُرُق ينهبون تحت عباءة "الأعمال الخيرية، والعدالة، والسلام، والبر". وفي النهاية ها هي أقنعتهم قد تمزقَّت بالكامل من خلال حكمة عمل الله، وانكشفت وجوههم الشيطانية الخبيثة في النور حتى أستطيع أن أفتح مجال رؤيتي وأستيقظ من أحلامي. تمامًا كما تقول كلمة الله: "لقد بقيت هذه الأرض أرض الدنس لآلاف الأعوام. إنها قذرة بصورة لا تُحتمل، وزاخرة بالبؤس، وتجري الأشباح هائجة في كل مكان، خادعة ومخادعة ومقدِّمة اتهامات[1] بلا أساس، وهي بلا رحمة وقاسية، تطأ مدينة الأشباح هذه، وتتركها مملوءة بالجثث الميّتة؛ تغطي رائحة العفن الأرض وتنتشر في الهواء، وهي محروسة بشدة.[2] مَن يمكنه أن يرى عالم ما وراء السماوات؟ يحزم الشيطان جسد الإنسان كله بإحكام، إنه يغلق كلتا عينيه، وشفتيه بإحكام. لقد ثار ملك الشياطين لعدة آلاف عام، وحتى يومنا هذا، حيث ما زال يراقب عن كثب مدينة الأشباح، كما لو كانت قصرًا منيعًا للشياطين. في هذه الأثناء تحملق هذه الشرذمة من كلاب الحراسة بعيون متوهجة وتخشى بعمق أن يمسك بها الله على حين غرة ويبيدها جميعًا، ويتركها بلا مكان للسلام والسعادة. كيف يمكن لأناس في مدينة أشباح كهذه أن يكونوا قد رأوا الله أبدًا؟ هل تمتعوا من قبل بمعزة الله وجماله؟ ما التقدير الذي لديهم لأمور العالم البشري؟ مَن منهم يمكنه أن يفهم مشيئة الله التوَّاقة؟ أعجوبة صغيرة إذًا أن يبقى الله المتجسد مختفيًا بالكامل: في مجتمع مظلم مثل هذا، فيه الشياطين قساةٌ ومتوحشون، كيف يمكن لملك الشياطين، الذي يقتل الناس دون أن يطرف له جفن، أن يتسامح مع وجود إله جميل وطيب وأيضًا قدوس؟ كيف يمكنه أن يهتف ويبتهج بوصول الله؟ هؤلاء الأذناب! إنهم يقابلون اللطف بالكراهية، وقد ازدروا الله طويلًا، ويسيئون إليه، إنهم وحشيون بصورة مفرطة، ولا يظهرون أدنى احترام لله، إنهم ينهبون ويسلبون، وليس لهم ضمير على الإطلاق، ويخالفون كل ما يمليه الضمير، ويغرون البريئين بالحماقة. الآباء الأقدمون؟ القادة الأحباء؟ كلّهم يعارضون الله! ترك تطفّلهم كل شيء تحت السماء في حالة من الظلمة والفوضى! الحرية الدينية؟ حقوق المواطنين المشروعة ومصالحهم؟ كلها حيلٌ للتستّر على الخطية!" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. العمل والدخول (8)).

الله القدير حكمته أبدية، كُلِّيّ القدرة، وظافرٌ رائع؛ أما الشيطان بقلم زو– كسوان – إقليم شان دونج التنين الأحمر العظيم – فهو إلى الأبد بائسٌ، قذر، وخاسرٌ لا قوة له. وبغض النظر عن مدى وحشيته وهياجه، وأيضًا بغض النظر عن كيفية صراعه وتمرُّده، فإنه سيكون دائمًا أداة يدرِّب بها الله شعبه المختار. وعلاوة على ذلك، فهو محكوم عليه من قِبَل الله أن يُصرع ويُطرح في الجحيم كعقاب أبديّ. إنه يحاول أن يكسر إرادة الناس من خلال اضطهاده الوحشي لهم حتى ينأى الناس بأنفسهم عن الله ويهجروه. لكن هذا ليس صحيحًا! إن اضطهاده على وجه التحديد يجعلنا نرى بوضوح جوهر الشيطان، ونتعرَّف على حب الله القدير وخلاصه. إنها تحثنا على أن نتخلّى بالكامل عن الولاء للشيطان، وأن يكون لنا الإيمان والشجاعة لاتِّباع الله في الطريق الصحيح للحياة. هذا الشيطان القديم الماكر لا يعي ولا يُدرِك أنه في الواقع غبي، وأحمق، وأعمى! سوف أعتمد دائمًا على الله الحكيم القدير. من الآن فصاعدًا، مهما صادفني في الطريق من أخطارٍ ومصاعبٍ لم يُسمع بها من قبل، سوف أتبع الله بكل ثباتٍ حتى النهاية، وسوف أشهد شهادةً مدويَّةً له حتى أخزي التنين العظيم الأحمر.

الحواشي:

1. "مقدمة اتهامات بلا أساس" تشير إلى الطرق التي يؤذي بها الشيطان الناس.

2. "محروسة بشدة" تشير إلى أن الطرق التي يبلي بها الشيطان الناس لئيمة، وأنه يسيطر على الناس بشدة لدرجة أنه لا يترك لهم مساحة للتحرُّك.

أ. يرد النص الأصلي "إنه رمز كونه غير قادر على أن".

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

محبَّةُ اللهِ لا تعرفُ حدودًا

بقلم: تشو تشينغ – مقاطعة شاندونغ لقد عانيت من بُؤسِ هذه الحياة إلى أقصى حد. تُوُفِّيَ زوجي بعد زواجنا ببضع سنوات، ومنذ تلك المرحلة وعبء...

الاضطهاد والضيقة ساعداني على النمو

كنت قبلاً أعرف فقط أن حكمة الله كانت تُختبر لتواجه حيل إبليس، وأن الله إلهٌ حكيمٌ، وأن الشيطان سيكون دائماً عدو الله المهزوم. كنت أعرف ذلك بشكل نظري، ولكن لم يكن لدي فهم واقعيّ أو معرفة فعليَّة. ولكن فيما بعد استطعت أن أكتسب بعض الخبرة الحقيقية بخصوص هذا الجانب من الحق، ولم يكن ذلك ممكناً إلاّ في بيئة أعدّها الله لي.