كيف عالجتُ مكري وخداعي
لطالما اعتبرت نفسي صادقًا. ظننت أنني جدير بالثقة قولًا وفعلًا، والذين عرفوني قالوا ذلك عني أيضًا. شعرت وكأنني رجل صادق ويمكن الاعتماد عليَّ. بعد ربح إيماني، نادرًا ما كذبت على الإخوة والأخوات أو خدعت الآخرين. لذلك كنت دائما أؤمن أنه مع أنني لست شخصًا صادقًا تمامًا، فعلى الأقل لم أكن ماكرًا ومخادعًا. ثم بدينونة كلام الله وتوبيخه، رأيت أنني أمتلك طبيعة ماكرة، ورأيت حقيقتي.
أتذكر ذات مرة، أرسلت لي شريكتي الأخت لي رسالة، يسأل عن التقدم المُحرَز في مشروع بعينه. أدركت أنني لم أكن أتابعه، فلم أكن أعرف التفاصيل. اعتقدت في البداية أنني سأخبرها بذلك، لكنني ترددت. كنت أفكر أنني كنت أعطي دائمًا انطباعًا بأنني موثوق، لذلك إذا ذكرتُ بشكل مباشر أنني نسيت المتابعة، هل ستعتقد أنني كنت غير مسؤول في واجبي؟ سأترك انطباعًا سلبيًا عندها، ثم أفقد المصداقية في عينيها. قررت عدم إجابتها مباشرة، ولكن أن أسأل الأخت التي تدير هذا المشروع عن الأمر، ثم أجيب الأخت لي. ثم مهما كان تقدم الأمور، فعلى الأقل سيظهر أنني كنت أتابع. فتصرفت وكأنني لم أر الرسالة، ثم أجبت بعد أن تابعت. لم تقل لي الأخت لي أي شيء حينئذ، لكن ظللت أشعر بعدم الارتياح والقلق. ثم قرأت هذا بكلام الله القدير: "يعني الصدق أن تهب قلبك لله، وألا تكذب عليه أبدًا في أي شيء، وأن تنفتح عليه في كل شيء، وألَّا تخفي الحق، وألَّا تقوم أبدًا بتصرّفاتٍ تخدع الذين هم أعلى منك وتضلِّل الذين هم أقل منك، وألَّا تقوم أبدًا بتصرّفاتٍ الهدف منها هو التودُّد إلى الله فحسب. باختصار، حتى تكون صادقًا، ابتعد عن النجاسة في أفعالك وأقوالك وعن خداع الله أو الإنسان" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الإنذارات الثلاثة). أشعرتني كلمات الله بالخزي. لا يبدو أنني كذبت، لكن ما أظهرته من خلال تفكيري، وأهدافي الشخصية في أفعالي، كان للتستر، ولأخفي إهمالي في واجبي، خشية أن تكشفني الأخت لي. لقد تصرّفت وكأنني لم أر رسالتها، ثم أسرعت للحصول على معلومات قبل الرد، لإعطائها فكرة أنني كنت على رأس الأمور. كنت أخلق انطباعًا خاطئًا، وأخادِع، مما أظهر أنني كنت ماكرًا. رأيت أن تعقيد تفكيري في مثل هذه المسألة الصغيرة، أظهر أنني كانت لدي دوافع واستخدمت أساليب لإخفاء الحق. كيف كان ذلك صدقًا؟ لم أكن جديرًا بالثقة. بإدراكي لذلك، رأيت أنني لم أكن صريحًا كما كنت أعتقد، وأنني غششت وخدعت. قلت لنفسي إنني يجب أن أقول الحق المطلَق في المرة التالية، لم أستطع إخفاء الأشياء.
ولكن بعد يومين فحسب، أخبرتني الأخت لي أن قائدتنا كانت على وشك التحقق من عملنا بعد يومين. سماع هذا جعل قلبي يخفق. كنت أفكر في أن القائدة لم تطلبنا فجأة، فكنت أتساءل عما إذا كان هناك شيء ما يحدث، وإذا كانت هناك مشكلة في عملنا. كنت أفكر أنني كنت مشغولًا بأعمال السقاية، ولم أتابع أو أحقق الكثير في إنتاج الفيديو الذي كنت أديره. فماذا أقول إذا سألتني القائدة عن ذلك؟ بدأت في تخمين أنواع الأسئلة التي قد تطرحها، وما لم أكن على علم به، لأتمكن من اكتشافه بسرعة. إذا كان لديها سؤال لا أستطيع الإجابة عليه، قد يبدو أنني لم أكن أقوم بعمل حقيقي. كنت قلقًا ومتوترًا نوعًا ما. بعد بعض التفكير أدركت أنه كان من الطبيعي أن تفحص القائدة العمل؛ لماذا كنت أبالغ في التفكير؟ كنت أفكر في غرض القائدة، وأرهق عقلي بكيفية التستر على مشكلاتي، خشيةً من أن ترى مشكلاتي وتقول إنني لا أقوم بعمل حقيقي، وإنني كنت قائدًا زائفًا. كنت أحاول التقنُّع. في الواقع، من الطبيعي أن تسأل القائدة عن العمل. يجب أن أكون صريحًا بشأن ذلك وأجري تغييرات في المجالات التي بها أوجه قصور. لماذا كنت أبالغ في التفكير في الأشياء؟ كنت ماكرًا. تذكرت شيئًا قاله الله القدير: "إنني أقدِّر كثيرًا هؤلاء الذين ليس لديهم شكوك من نحو الآخرين وأنا أيضًا أحب كثيرًا الذين يقبلون الحق بسرعة؛ لهذين النوعين من البشر أُبدِي عناية كبيرة، ففي نظري هم أناس أمناء" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. كيفية معرفة الإله الذي على الأرض). وقال الرب يسوع: "لِيَكُنْ كَلَامُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ، لَا لَا. وَمَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ فَهُوَ مِنَ ٱلشِّرِّيرِ" (متى 5: 37). كلام الله واضح. على الصادقين تسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية، لكن تفكيري كان معقّدًا. كنت أرغب في التستر على مشكلاتي، لذلك كنت أتوصل إلى أفكار خادعة. لذلك صليت إلى الله، أسأله أن يرشدني إلى ممارسة الحق والصدق، وأن أكون صريحًا تمامًا مهما طلبت القائدة.
في اجتماعنا، سأل القائدة أولًا عن أعمال إنتاج الفيديو، الذي كنت مسؤولًا عنه بشكل مباشر، لكنني كنت أقضي معظم وقتي وطاقتي في أعمال السقاية. لم أكن أواكب عمل الفيديو كثيرًا. بعد أن شرحتُ هذا انتقدتني لعدم القيام بعمل عملي، ثم سألتني كم عدد المؤمنين الجدد الذين لم يحضروا الاجتماعات بشكل صحيح. لقد أصابني الذعر من السؤال. لم أكن أواكب تفاصيل ذلك، وسألت عنها أحيانًا، لكني لم آخذها على محمل الجد. كنت أفكر أنني قلت للتو إن معظم طاقتي مكرّسة لأعمال السقاية، فإذا لم أتمكن حتى من إخبار القائدة بعدد الوافدين الجدد الذين تغيبوا عن الاجتماعات، فماذا ستظن بي؟ قد تسأل عما كنت أفعله طوال اليوم، وأنني لم أكن حتى أعرف ذلك، وإذا كنت قد قمت بأي عمل حقيقي. لقد شاهدت بالفعل العديد من المشكلات في عمل الفيديو، لذلك إذا وجدت مشكلات في أعمال السقاية أيضًا، فهل ستفصلني فورًا؟ لقد أعطيتها رقمًا تقريبيًا فحسب. كنت أفكر لم تكن مشكلة كبيرة إذا اختلف الرقم قليلًا. فعلى أي حال، لم يكن رقمًا دقيقًا، لذا لم يكن كذبة حقًا. بعد لقائنا نظرتُ في التفاصيل، واتضح أن تقديري كان بعيدًا جدًا. قلقتُ حقًا عندما رأيت ذلك. حينئذ لم أكن صادقة حقًا، لكنني كذبت بدم بارد. لماذا لا أستطيع منع نفسي من الكذب؟ في الصلاة، كان من الواضح أنني كنت مؤمنًا بأن أكون صادقًا. فلماذا لا أستطيع كبح جماح نفسي عند مواجهة موقف ما؟ شعرت بالفزع حيال ذلك. لفترة، ظلت كلمة "خداع" تظهر في ذهني. شعرت وكأنني فعلت شيئًا مشينًا حقًا.
صليت الى الله من أجل ذلك، وقرأت بعض مقاطع كلام الله في تأملاتي. "أليست الحياة مُرهقةً للمخادعين؟ إن قضاء الوقت كله في التفوه بالأكاذيب، واختلاق المزيد من الأكاذيب للتستر على أكاذيبهم وعلى خداعهم، مرهق جدًا للناس المخادعين. إذن، ما الذي يجعل أي شخص يريد مع ذلك أن يكون مخادعًا ولا يرغب في أن يكون صادقًا؟ هل حدث أن فكرتم يومًا في هذا السؤال؟ هذه هي العاقبة عندما ينخدع الناس بطبيعتهم الشيطانية؛ فهي تحول بينهم وبين القدرة على التخلي عن هذا النوع من الحياة، أو على التخلص من هذا النوع من الشخصية. إنهم سعداء بقبول هذا النوع من الخداع وبالعيش فيه؛ فهم لا يرغبون في ممارسة الصدق والسير في سبيل النور. أنت تعتقد أن العيش على هذا المنوال مُرهِق ولا داعي له، ولكن الأشخاص المخادعين يرون أنه ضروري للغاية، ويعتقدون أن عدم القيام بذلك من شأنه أن يضرّ بمصالحهم وصورتهم وسمعتهم، أيضًا. ستكون خسارتهم باهظة؛ وسيكون الضرر بالغًا. إنهم يثمّنون هذه الأمور: يثمنون صورتهم وسمعتهم ومكانتهم؛ وهذا يمثّل الوجه الحقيقي لعدم محبة الناس للحق. باختصار، عندما لا يرغب الناس في أن يكونوا صادقين أو يخفقون في ممارسة الصدق؛ فذلك لأنهم لا يحبون الصدق، فقلوبهم لا تخلو أبدًا من محبة الشهرة والمكانة، ومن متابعة توجهات العالم الخارجي، أو العيش تحت نفوذ الشيطان، وهذه مشكلة طبيعتهم. يوجد اليوم أناسٌ آمنوا بالله على مدى سنين، وسمعوا العديد من المواعظ، ويعلمون مضمون الإيمان بالله، فلماذا إذن ما زالوا لا يمارسون الصدق، ولماذا لم يطرأ أي تغيير عليهم؟ لأنهم لا يحبون الصدق، وما زالوا عاجزين عن ممارسته، ومن ثم فلا فائدة من إيمانهم بالله طوال كل هذه السنين" ("أكثر ممارسة جوهرية يمارسها الشخص الأمين" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة").
"بعض الناس لا يخبرون أحدًا بالحقيقة؛ فهم يفكرون مليًّا في كل شيء، ويدققونه مسبقًا في أذهانهم قبل أن يقولوه للناس، ولا يمكنك أن تعرف أي الأمور التي يقولونها صادق وأيها كاذب. فهم يقولون شيئًا اليوم وشيئًا آخر غدًا، ويقولون شيئًا لشخص ما، وشيئًا مختلفًا لشخص آخر، وكل ما يقولونه يناقض نفسه بنفسه. كيف يمكن تصديق مثل هؤلاء الأشخاص؟ من الصعب جدًا الحصول على فهم دقيق للحقائق؛ إذ لا يمكن الحصول منهم على أي شيء دقيق. أيّ شخصية هذه؟ هذا مكر. هل من السهل أن تتغير الشخصية الماكرة؟ إنه التغيير الأصعب؛ فأي شيء يرتبط بالشخصيات يشمل طبائع الناس، وليس هناك أصعب من تغيير الأمور المتعلقة بطبائع الناس. ثمة قول مأثور مؤداه أن "من شبّ على شيء شابَ عليه". وهذا صحيح تمامًا؛ فمهما يكن ما يتحدث عنه الأشخاص الماكرون أو يفعلونه، فإنهم يُضمِرون أهدافهم ودوافعهم، وعندما لا يكون لديهم أهداف ولا دوافع، لا يقولون شيئًا. وإن حاولتَ كشف أهدافهم ودوافعهم فإنهم يلتزمون الصمت، وإن زلّ لسانهم بشيء صادق عن طريق الخطأ، فسوف يبذلون قصارى جهدهم للتفكير في طريقة لتحريفه وإيقاعك في الحيرة ومنعك من معرفة الحقيقة. وبعبارة أخرى، فإنهم لا يدَعون أحدًا يعرف حقيقة الوضع في كل ما يفعلونه. ومهما يكن طول مدة معرفة الناس بهم، لا يستطيع أحد أن يعرف ما يجري فعلًا في أذهانِهم. تلك هي طبيعة الأشخاص الماكرين الكاذبين. مهما يكن حجم ما يقوله الماكرون فلن تعرف أبدًا ما هي دوافعهم، أو ما يفكرون حقًا فيه، أو الهدف بالضبط الذي يسعون إلى تحقيقه. بل ويصعب على والديهم معرفة ذلك، فمحاولة فهم شخص ماكر أمر صعب للغاية. هكذا حال الماكرين: فهم حتى قبل أن يفعلوا أي شيء يكونون قد أظهروا مكرهم. هذا نوع من أنواع الشخصية، أليس كذلك؟ بغض النظر عما إن كنت قد قلت شيئًا أم لا، أو إن فعلتَ شيئًا أم لا، فهذه الشخصية في داخلك، وتسيطر عليك في سائر الأوقات والأماكن، وتجعلك تخوض ألعابًا وتنخرط في حِيَل، وتتلاعب بالناس، وتُخفي الحقيقة، وتتظاهر بالصلاح. هذا هو المكر" ("أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). أظهرت لي كلمات الله أنني كنت أكذب وأخدع وأخفي الحقيقة، لأنني كنت ماكرًا وأعتز بوضعي ومكانتي. كانت تلك الأشياء التي كنت أحميها دائمًا. كنت أفكر فيما قلته وأعدّله، ومهما كان الأمر متعبًا، لم أرغب في أن أكون مباشرًا. فكرتُ كيف صليت إلى الله ليساعدني أن أكون صادقًا، ولكن عندما سألت القائدة عن العمل الذي لم يكن لدي فهم له، كنت أفكر أنني إذا قلت بشكل مباشر إنني لا أعرف، كانت ستظن أنني لم أقم بعمل عملي ولم أكن موثوقًا، وفي أسوأ الأحوال، قد تفصلني. لحماية مكانتي، لم أكن أريد للقائدة أن ترى المشكلات في واجبي، لذلك كنت أفكر في طرق لإخفاء الحق. لم أكن أعرف التفاصيل حقًا، لكنني اختلقت بمكر رقمًا تقريبيًا حتى تعتقد أنني فهمت كل جانب من جوانب عملي جيدًا، ويمكنني القيام ببعض العمل الحقيقي. رأيت أنني كنت على استعداد أن أكذب بشأن شيء بهذه البساطة، فقط لحماية اسمي ومكانتي. كان هذا شريرًا جدًا! ارتكاب ببعض الأخطاء في الواجب أمر طبيعي حقًا، لذلك ليست هناك حاجة لإخفاء الأشياء أو أن أكون غير صادق. لكن في جهودي لحماية صورتي عند القائدة، كذبتُ وتسترت على مشكلاتي، مضحيًا فقط بكرامتي. يا لها من حماقة! جعلني هذا أدرك أنني بدوت بلا ذنب حقًا، ولكنني لم أكن صريحًا في كلامي أو بسيطًا في أفكاري. ما كشفت عنه كان شخصية شيطانية. كنت ماكرًا ومخزيًا. كان ذلك عندما أدركت كم كنت خبيثًا ودنسًا وفاسدًا. اشمأززت من نفسي، فكيف لا يغضب الله مني؟ لطالما اعتبرت نفسي صادقًا، وأنني كنت بالكاد مخادعًا. كما أنني لم أفعل أي شيء علانية ضد الله، فشعرت أن الله سيراني صالحًا وصادقًا. حتى إنني ظننتُ أنني لست بحاجة إلى العمل على ممارسة الحقائق لأصبح صادقًا، لكن يمكنني الاستمرار في أداء واجبي واتباع الله هكذا، وفي النهاية سأخلص. كنت مثيرًا للشفقة وأعمى. لولا الحقيقة التي بيّنت لي الحقائق ودينونة كلام الله، لم أكن لأفهم نفسي إطلاقًا. رأيت أخيرًا، أنني كنت بعيدًا كل البعد عن الصدق، حتى إنني لم أقترب من ذلك.
بعد ذلك قرأت مقطعًا من كلام الله القدير، "عندما ينكشف أضداد المسيح ويجري التعامل معهم وتهذيبهم، فأول ما يفعلونه هو البحث عن مبررات مختلفة دفاعًا عن أنفسهم، وكذلك البحث عن الأعذار بكافة أنواعها سعيًا منهم لتخليص أنفسهم من المأزق، وبذلك يحققون غرضهم المتمثل في التملص من مسؤولياتهم، والتوصل إلى هدفهم بنيل المسامحة. إن أخشى ما يخشاه أضداد المسيح هو أن يدرك مختارو الله حقيقة شخصيتهم ويكتشفوا مواطن ضعفهم وعيوبهم، ويعرفوا حقيقة مقدرتهم وقدرتهم على العمل؛ ولذا يبذلون قصارى جهدهم ليتظاهروا بعمل ويتستروا على عيوبهم ومشاكلهم وشخصياتهم الفاسدة، وعندما ينكشف عملهم الشرير، فأول ما يفعلونه هو ألّا يعترفوا بهذه الحقيقة أو يقبلوها، أو أن يبذلوا قصارى جهدهم للتكفير عن أخطائهم، غير أنهم يحاولون التفكير في طريقة للتستر عليها، ولإرباك المطَّلعين على أفعالهم، وخداعهم، وعدم ترك مختاري الله يرون حقيقة الأمر، أو يعرفون مدى الضرر الذي سببته أفعالهم لبيت الله، وحجم التعطيل والاضطراب الذي ألحقوه بعمل الكنيسة. إن جلَّ ما يخشونه، بالطبع، أن يكتشف ذلك المسؤول الأعلى؛ لأنه بمجرد أن يعرف المسؤول الأعلى فسيجري التعامل معهم طبقًا للمبادئ، وسيكون الأمر خسارة لهم. وهكذا، عندما يحدث أمر ما، فإن أول ما يفعله أضداد المسيح هو ألّا يفكروا أين أخطأوا، وأين خالفوا المبدأ، ولماذا فعلوا ما فعلوا، وأي شخصيَّة غلبت عليهم، وما دوافعهم، وما حالتهم في ذلك الوقت، وما إذا كان ذلك ناجمًا عن شذوذ أو دوافع مشبوهة. وعوضًا عن تحليل هذه الأمور أو التأمل فيها، فضلًا عن التفكير فيها، فإنهم يُجهدون عقولهم بحثًا عن أي سبيل للتغطية على الوقائع الحقيقية، في الوقت الذي يفعلون أقصى ما في وسعهم أيضًا لاختلاق أعذار ومبررات أمام مختاري الله، لكي يخدعوهم، في محاولة للتقليل من شأن ما فعلوه، ولإيجاد مخرج لهم منه، بحيث يستطيعون البقاء في بيت الله، والتصرف كأنهم محصّنون من العقاب، وإساءة استخدام سلطتهم، والتمتع بمكانتهم في قلوب مختاري الله، وبالتوقير والدعم الذي يحصلون عليه من الناس، ولكي يظلوا قادرين على التلاعب بالناس ليجعلوهم يتطلعون إليهم ويطيعونهم فيما يقولون، إرضاءً لرغباتهم وطموحاتهم الجامحة" ("كشف أضداد المسيح"). كانت كلمات الله مزعجة لي حقًا. خاصة كلمات "ضد المسيح"، و"التستر على الحقائق الحقيقية"، و"الخداع"، و"الارتباك"، شعرت أن الله يدينني ويكشفني مواجهةً. فكرت عندما سألتْ الأخت لي عما إذا كنت قد تابعت هذا المشروع، ولم أعترف على الفور أنني لم أفعل، أو حتى أفكر في نفسي، وفي أنواع التغييرات التي ينبغي أن أجريها. تظاهرت بعدم رؤية رسالتها، ثم هرعت للبحث عن إجابات والرد. وهكذا لن تعرف الأخت لي أنني لم أكن أتابع المشروع، أو أنني لم أكن مسؤولًا بما فيه الكفاية في واجبي. كانت تعتقد أنني موثوق بي، ولا داعي للقلق. ثم عندما جاء القائدة الأعلى للتحقق من عملي، وجدتْ بعض المشكلات في واجبي، وهذبتني وتعاملت معي. ليس فقط أنني لم أقبل الحقَّ أو أفكر في ذاتي، معترفًا بأنني لم أكن أقوم بعمل حقيقي وأنني كنت مهملًا في واجبي، لكنني كذبت وتسترت على مشكلاتي. حتى إنني أخبرت نفسي، أنني كان عليَّ العمل بجد أكبر، للتأكد من أنني يمكنني الإجابة بسرعة على أي أسئلة للقائدة مستقبلًا، حتى لا تجد الأخطاء أو الهفوات في عملي، لكن تعتقد أنني كنت مهتمًا بالتفاصيل ومسؤولًا. كنت أرهق عقلي لحماية نفسي، خشية أن يكشفني الناس، فأفقد صورتي عندهم كشخص مسؤول وموثوق به. كان هدفي أن أحظى بمكانة خاصة في قلوب الآخرين. رأيت أنني حقًا أكشف شخصية ضد المسيح. عندما يُنتقد أو يُكشف ضد المسيح، فإنه لا يخضع ولا يفكر في نفسه، بل يبذل قصارى جهده لتبرير نفسه والتنصل من المسؤولية وإخفاء مشكلاته، وقاحة تامة. لا يظهر أضداد المسيح أدنى رغبة في قبول الحق، ولكن فقط مكائدهم للتحدث والعمل، بطريقة تحمي مكانتهم. ألم أتصرف هكذا؟ لم أكن أقوم بعمل حقيقي أو أكرس نفسي لواجبي، فكان يجب أن أشعر بالذنب. لكني كنت عديم الحس، أفكر بكل السبل للتستر على نفسي. رأيت أنني مراوغ وماكر وشرير بطبيعتي. شعرت وكأنني كنت مكشوفًا تمامًا، مكشوفًا لضوء النهار، وأن الله يدين أفعالي ويشجبها. أمكنني أيضًا الشعور بأن برَّ الله لا يقبل أي إساءة، وشعرت بالخوف حقًا. كنت أعلم أنني يجب أن أتوب وأجري تغييرًا فورًا.
قرأت لاحقًا مقطعًا من كلمات الله القدير. "لا يمكن للناس معرفة مدى عمق فسادهم، وما إذا كان لديهم أي شَبَه إنساني أم لا، ويتخذوا ترتيباتهم أو يروا عيوبهم،إلا إذا سعوا إلى أن يكونوا صادقين. ولا يمكنهم أن يدركوا عدد الأكاذيب التي يقولونها ومدى عمق خداعهم وعدم صدقهم إلا عندما يمارسون الصدق. ولا يمكن للناس أن يتعرفوا تدريجيًا على حقيقة فسادهم ويتعرفوا على طبيعتهم وجوهرهم، إلا من خلال اختبار ممارسة الصدق، وعندها فقط يمكن تطهير شخصياتهم الفاسدة باستمرار. لن يتمكن الناس من ربح الحق إلا في مسار تطهير شخصياتهم الفاسدة باستمرار. خذوا وقتكم في اختبار هذه الكلمات. الله لا يكمِّل المخادعين. إذا لم يكن قلبك صادقًا – إذا لم تكن شخصًا صادقًا – فلن يربحك الله. وبالمثل، لن تربح الحق، ولن تكون أيضًا قادرًا على ربح الله. ما معنى ألا تربح الله؟ إذا لم تربح الله ولم تفهم الحق، فلن تعرف الله ولن تكون متوافقًا معه، وفي هذه الحالة ستكون عدوًا لله. إن كنت غير متوافق مع الله، فهو ليس إلهك. وإذا لم يكن الله إلهك، فلا يمكنك أن تخلص. إذا لم تسعَ لنوال الخلاص، فلماذا تؤمن بالله؟ إذا لم تتمكن من تحقيق الخلاص فستظل عدوًا لدودًا لله إلى الأبد، وستُحدَّد عاقبتك. وبالتالي، إذا أراد الناس أن يخلُصوا، فعليهم أن يبدأوا بالصدق. هناك سِمة تميز أولئك الذين سيربحهم الله في النهاية. هل تعرفون ما هي؟ وهي مكتوبة في سفر الرؤيا في الكتاب المقدس: "وَفِي أَفْوَاهِهِمْ لَمْ يُوجَدْ غِشٌّ، لِأَنَّهُمْ بِلَا عَيْبٍ" (رؤيا 14: 5). مَن يكونون؟ هؤلاء هم الذين خلَّصهم الله وكمَّلهم وربحهم. كيف يصف الله هؤلاء الناس؟ وما سمات أفعالهم وما يعبَّر عنها؟ إنهم بلا عيب. إنهم لا يتفوهون بالغش في الأغلب يمكنكم جميعًا أن تفهموا وتستوعبوا ما يعنيه عدم التفوه بالغش: إنه يعني الصدق. "بلا عيب": إلام تشير هذه العبارة؟ إنها تعني عدم ارتكاب الشر. وعلى أي أساس يُبنى عدم ارتكاب الشر؟ إنه مبني بلا شك على أساس مخافة الله. وعليه، لتكون بلا عيب يعني أن تتقي الله وتحيد عن الشر. كيف يحدِّد الله الشخص الذي بلا عيب؟ في نظر الله، وحدهم الذين يتقون الله ويحيدون عن الشر هم الكاملون. ولذلك، فالناس الذين بلا عيب هم الذين يتقون الله ويحيدون عن الشر، ووحدهم الكاملون هم الذين بلا عيب" ("ستَّة مُؤشِّرات للتقدُّم في الحياة" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). كلام الله صحيح جدًا. دون ممارسة الصدق، لن أرى أبدًا كم كنت أكذب وأخدَع، أو مدى خطورة شخصيتي الماكرة. يقول الله، "الله لا يكمِّل المخادعين. إذا لم يكن قلبك صادقًا – إذا لم تكن شخصًا صادقًا – فلن يربحك الله. وبالمثل، لن تربح الحق، ولن تكون أيضًا قادرًا على ربح الله" ("ستَّة مُؤشِّرات للتقدُّم في الحياة" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). المخادعون مملوؤون بالأكاذيب. ويحيون بحسب شخصية شيطانية تمامًا، وأعداء لله. إنهم ينتمون للشيطان ولا يمكن أن يخلصهم الله. رأيت مدى خطورة الخداع وخزيه. وعلمت أنني لم أكن لأواصل هكذا، بل كان عليَّ الاعتراف بأخطائي وممارسة الحق لأكون صادقًا.
استعددت لإرسال رسالة إلى القائدة لإخبارها بما حدث بالفعل، لكني شعرت بالتردُّد. كنت قلقًا بشأن ماذا ستظنني القائدة إذا تصارحت عن عدم صدقي. هل تعتقد أنني كنت ماكرًا للغاية، وأنني كنت أبالغ التفكير في مثل هذه المسألة البسيطة، وحتى كذبت بشأن ذلك، وأنني لست جديرًا بالثقة؟ لم أكن أرغب في التحدث عن هذا النموذج، لكني اعتقدت في المرة التالية أنني سأكون صريحًا، وبأنني سأكون صادقًا، وهذا يعد توبة. ظللت أعزي نفسي بأنني لن أكذب مجددًا، لكن ضميري أنبني وشعرت بالذنب. ثم رأيت مقطعًا من كلمات الله. "كثير من المشكلات العملية ستبرز عندما يختبر الناس الصدق؛ إذْ سيفتحون أفواههم ليتكلموا أحيانًا دونما تفكير، ويتفوهون بكذبة، مدفوعين بفكرة خاطئة، أو دافع أو هدف معيّن، أو غرور، وتكون النتيجة أنهم بعد ذلك سيضطرون إلى أن يستمروا في التفوه بالمزيد والمزيد من الأكاذيب للتغطية على الكذبة الأولى، ويفضي ذلك في نهاية المطاف إلى اضطراب ذهني، ولكنهم لا يستطيعون التراجع؛ إذْ تُعوِزُهُمُ الشجاعة لتصحيح خطئهم والاعتراف بأنهم كذبوا، وبهذه الطريقة تستمر أخطاؤهم ويُمعنون فيها. وبعد هذا يبدو الأمر دومًا كما لو أن هناك صخرة ضخمة تضغط على قلوبهم؛ إنهم يريدون أن يجدوا فرصة للاعتراف، والإقرار بخطئهم والتوبة، ولكنهم لا يضعون هذا أبدًا موضع التطبيق، وفي نهاية المطاف يفكرون في الأمر ويقولون في أنفسهم: "سأعوِّضُ عن ذلك عندما أؤدي واجبي في المستقبل". يقولون دائمًا إنهم سيعوضون عنها، ولكنهم لا يفعلون مطلقًا. ليس الأمر ببساطة الاعتذار بعد التفوه بالكذب. هل تستطيع أن تعوِّض عن الضرر والعواقب الناجمة عن الكذب والخداع؟ إنْ كنتَ قادرًا – في غمرة كراهية الذات الشديدة – على التوبة، وعلى ألا تعود إلى ذلك الأمر، فما تفعله إذن يمكن أن يُغتَفر، ويمكنك أن تحظى برحمة الله ومسامحته. إنْ رسمتَ صورةً جميلةً وقلتَ إنك ستكفّر عن هذا في المستقبل، ولكنك لم تَتُب بصدق، وواصلت بعد ذلك الكذب والخداع؛ أي إنْ رفضت التوبةَ بعناد، فستُطرد بلا ريب. ينبغي أن يكون هذا معروفًا لدى الأشخاص الذين يتمتعون بعقل وضمير حي. فبعد اعتياد الكذب والخداع، لا يكفي أن تفكر فحسب بالتكفير عن ذلك، بل الأهم هو أن تتوب بصدق. إذا كنت ترغب في أن تكون صادقًا فعليك بمعالجة مشكلة الكذب والخداع. يتعين عليك أن تَصدُقَ وتفعل أمورًا حقيقية. أحيانًا يؤدي بك الصدق إلى إراقة ماء وجهك وإلى أن يجري التعامل معك، ولكنك مارستَ الصدق وأطعت الله وأرضَيْتَه في وقت واحد؛ وهذا أمر يستحق العناء، وسيُشعرُك بالارتياح. في أية حال، غدوتَ أخيرًا قادرًا على ممارسة الصدق، وعلى أن تقول ما في قلبك، ولم تحاول أن تدافع عن نفسك أو تبرِّئَها، وحققت النمو الحقيقي. ستفكر في نفسك وتقول: "بغض النظر عما إذا جرى التعامل معي أو استبدالي، فإنني أشعر بالثبات في قلبي؛ لأنني قلت ما في نفسي، فأنا لم أكذب، ولا شيء مما قلته كان كذبًا. بما أنني لم أقم بواجبي على النحو الصحيح، كان لا بد من التعامل معي، وعليّ أن أتحمل المسؤولية عن ذلك". هذه حالة ذهنية إيجابية، لكن ما العاقبة بعد ممارسة الخداع، وكيف تشعر في قلبك؟ غير مرتاح؛ إذ تشعر دومًا بأنك متّهم: "كيف أمكن أن أكون مخادعًا؟ كيف أَمكَن أن أقترف الخداع من جديد؟ لِمَ أنا هكذا؟" وتشعر كما لو أنك لا تستطيع أن ترفع رأسك عاليًا وأن تواجه الله. وعلى وجه الخصوص، عندما يبارِك الله الناس ويَنعمون بلطف الله ورحمته ومسامحته، يشعرون بأن من العار خداع الله، وفي داخل نفوسهم، يكون لديهم إحساس أشدّ بالتأنيب، وفوق ذلك لا يمكنهم أن يشعروا بالسلام أو البهجة. ما الذي يتبيّن من هذا؟ الخداع هو طَفْحُ الشخصية الفاسدة، وهو تمرُّدٌ ومعارضةٌ لله، وبالتالي سيجلب لك الألم" ("لا يمكنك أن تعيش شبه إنسان حقيقي إلا بكونك شخصًا صادقًا" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). هذا وصف تام لحالتي. شعرت أن الله كان يقول لي كل ذلك مباشرة، ورأيت أن الخداع والصدق طريقان متعارضان تمامًا. الخداع ليس الطريق الحق، وليس ضمن الإنسانية السليمة. قد يحقق شخص ما هدفه بحيَل، لكنه سيفقد سلامه وكرامته، لن يجلب ذلك سوى الشعور بالذنب وعدم الارتياح، وسيعيش في الظلمة أضحوكة للشيطان. عندما قلت أكاذيب، كانت لدي نوايا شريرة، وهو أمر مخزٍ تمامًا، وكان الشيطان يتلاعب بي بشكل مؤلم. أرضى خداعي مجدي الباطل في الوقت الراهن، لكنه استوجب رفض الله. ألم أكن أحمقًا؟ في كل نقطة حاسمة عندما كنت بحاجة لقول الحق، كنت أؤجل رغبتي، قائلًا: "في المرة التالية، في المرة التالية". كنت أسامح نفسي حقًا، ولم أمارس الحق الذي فهمته، لذلك لم أعش حقيقة أن أكون صادقًا. أخبرت نفسي أنني لا أستطيع الاستمرار في فعل ذلك، ولم يهم كيف رآني الناس، وأنني كنت بحاجة للعيش أمام الله، وأقبل تمحيصه، وأرضيه. هذا هو الفيصل. حتى لو رآني أحدهم بوضوح وفقدت بعض ماء وجهي، فممارسة الحق والصدق تعني الحصول على قبول الله، وهذا هو الأهم وهو قيِّم وذو مغزى! أيضًا، كنت أتستر دائمًا على مشكلاتي الشخصية، ومع أن الآخرين قد لا يعرفون عنها أو ينتقدونني، ظللت جاهلًا عن فسادي وأخطائي، فلم أستطع تغيير شخصيتي الفاسدة أو أداء واجبي بشكل أفضل. بقيت هذه الأشياء مدفونة في أعماق قلبي، كالورم الذي لا يتوقف عن النمو، وستكون تلك نهايتي. لكن الإخوة والأخوات كانوا منفتحين وبسطاء، يضعون كل أخطائهم أو أسئلتهم في واجبهم على الطاولة بصراحة، وأحيانًا يُنقلون إلى مهمة أو حتى يُفصلوا، لكن هذا أثر في قلوبهم حقًا. كانوا قادرين على رؤية مشكلاتهم سريعًا والسعي للحق لحلها، وهذا ما حقق لهم تقدمًا كبيرًا في الحياة. كان الأمر محرجًا، لكنهم نالوا قبول الله من ممارسة الحق. هذا هو الذكاء. كنت أعتقد أنني كنت مملوءًا بالأفكار، وأنني كنت ذكيًا، وكان من الذكاء التخفي أمام الآخرين، لكني كنت جاهل وأحمق تمامًا! كنت أحاول أكون حكيمًا لكنني كنت جاهلًا. كنت سخيفًا تمامًا. ثم توقفت عن الاهتمام بما قد يظنه الناس عني، ولم أرِد سوى ممارسة الحق وخزي الشيطان، بدلًا من تخييب رجاء الله مجددًا. لذلك جمعت شجاعتي لأخبر القائدة الحقيقة، بما في ذلك سبب كذبي. شعرت بالسلام والإحساس بالتحرُّر بعد إرسال تلك الرسالة. وسرعان ما أرسل القائدة رسالة لي قائلة: "من الرائع العمل على أن نكون صادقين هكذا. لدي أيضًا شخصية ماكرة وأنا بحاجة إلى المرور بدينونة الله". لقد تأثرت كثيرًا لرؤية ذلك، وشعرت بالخزي أيضًا. هذه محاولة واحدة لأكون شخصًا صادقًا، أظهرت لي حقًا أنها الطريقة الصحيحة الوحيدة لأكون إنسانًا.
بعد ذلك، بدأت عمدًا في محاولة ممارسة الصدق في الحياة اليومية في كلامي وأفعالي، ما أظهر لي أنني لم أكن دقيقًا أو موضوعيًا من نواحٍ كثيرة. أحيانًا أتحدث بناءً على مفاهيمي ولم أتبع الحقائق، وأحيانًا أبالغ. أحيانًا كنت أسيء تمثيل نفسي عن قصد وأكون مخادعًا. أصبحَ من الواضح أكثر فأكثر أنني كنت كاذبًا حقًا. أتذكّر ذات مرة، سألني أحد القادة عن كيفية تقدم المشروع، وكنت أفكر أنني لم يكن لديَّ الوقت لأرى كيف تسير الأمور. لذا، إذا قلت فحسب إنني لا أعرف، ولكن كان عليَّ أن أذهب وأسأل، فهل سيعتقد أنني لم أكن عمليًا ولم أقم بعمل حقيقي؟ كنت أفكر في التهرب من السؤال والعودة إليه بعد البحث، وحتى لو لم يحدث ذلك، فلن يكون لدى القائد أي شيء سيئ ليقوله عني، وسُيظهر ذلك أنني كنت على الأقل أتابع الأمور. عندما كنت على وشك القيام بذلك، أدركت أنني كنت أخادع لحماية سمعتي مرة أخرى. فصليت الى الله قائلًا: "يا إلهي، أريد أن أتخلى عن دوافعي الماكرة وأن أمارس الحق كشخص أمين. من فضلك أرشدني وساعدني". ثم وردت إلى ذهني كلمات الله القدير هذه: "عندما تكذب، فأنت تخون شخصيتك وكرامتك. هذه الأكاذيب تكلِّف الناس كرامتهم، وتكلّفهم وضعهم، ويجدهم الله مُقتاء وبُغَضاء" ("لا يمكنك أن تعيش شبه إنسان حقيقي إلا بكونك شخصًا صادقًا" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). لقد دفعتني كلمتا "النزاهة" و"الكرامة" إلى قول الحق، للتوقف عن العيش مثل الشيطان. لذا فقد أرسلت إجابة مباشرة، قائلًا، "لست متأكدًا من التفاصيل، أحتاج إلى البحث أولًا". شعرت بمثل هذا الشعور بالسلام في قلبي بعد إرسال ذلك. شعرت أكثر وأكثر أن الصدق هو أهم جانب من جوانب الإنسانية، لاتخاذ المسار الصحيح.
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.