ليكن المرء صارمًا مع نفسه من أجل تأديب الآخرين

2019 سبتمبر 21

شياويان – مدينة شينيانج – مقاطعة هينان

كانت لدي شراكة عمل وثيقة في الشؤون العامة مع أُختٍ مُسِنَّة. وبعد أن عملت معها لبعض الوقت، وجدت أنها غير مُبالية بعملها، ولم تكن تقبَل الحق. بناءً على ذلك، كوَّنت رأيًا حيالها. تدريجيًا، انقطعت العلاقة الطبيعية بيننا، ولم نتمكن من الانسجام معًا، وإقامة شراكة في العمل. كنت أشعر أنه كان في الغالب خطؤها في أن علاقتنا قد وصلت إلى هذه النقطة، ولذلك حاولت اكتشاف جميع الطرق للتواصل معها كي تتمكَّن من التعرّف على نفسها. لكن كل محاولاتي للتواصل معها انتهت دون نتيجة أو أتت بنتائج عكسية. في النهاية افترقنا، ولم تُحَل مشاكلنا. جعلني هذا أكثر ثقة بأنها لم تكن الشخص الذي يقبل الحق. بعد ذلك، دبَّرَت لي الكنيسة عائلة مضيفة مختلفة لأبقى معها. بعد فترة وجيزة، اكتشفت وجود مشاكل عديدة أيضًا مع الأخ والأخت في العائلة المضيفة، ومرة أخرى "اجتهدت" للتواصل معهما، ولكن كل محاولاتي كانت غير فعالة، وقد بَدَآ بالتحامل عليّ.في مواجهة هذه الظروف، شعرت باضطرابٍ شديدٍ وبحيرةٍ: لماذا لا يقبل الناس الذين ألتقي بهم الحق؟ كان ذلك حتى ذات يوم، وجدت مصدر المشكلة عندما واجهت مشكلات عضال في العمل.

في أحد الأيام، أوكَلَت لي الرئيسة مُهمّة أن أرسل لها ترتيب العمل، وأَوكَلتُ أنا للأخت المُسِنَّة مُهِمَّة تسليمه لها. مَن كان يعلم أنه بعد أسبوع، ستُعاد الحزمة إليَّ كما أرسلتها. في مواجهة هذا الوضع، صُدِمتُ وألقيت باللوم على الأخت المُسِنة لسوء إدارتها للمهمة، ممَّا أدَّى إلى عدم تسليم الحزمة إلى الرئيسة. لم يكن هناك أيضًا اتصال من الرئيسة لبضعة أيام بعد ذلك، وكنت قد بدأت أشعر بالاضطراب: عادة، إن لم يتم تسليم شيءٍ ما، أو تم إرساله متأخرًا، تتصل الرئيسة للاستفسار عن الوضع. فلماذا لم تتصل بيّ هذه المرة؟ هل تحاول منعني من أداء عملي؟ ازداد خوفي أكثر فأكثر – كانت أفكاري مليئة بالقلق والندم. لم يسعني إلّا أن أطرح نفسي أمام الله: "يا إلهي، أشعر أنني مريضة جدًا وأعاني من نزاع في قلبي. لقد أُعيدت لي حزمة العمل كما أرسلتها. لا أدري ما الذي يحدث، ولست واثقة أي جانب مني سوف تكمِّله في مواجهة هذا الوضع. أرجوك قدني ونوّرني وساعدني على فهم مشيئتك". بعد الصلاة مباشرةً، لم تكف إحدى عبارات الله عن الوميض في رأسي: "كلَّما فعلتَ شيئًا، فلم يَسِر الأمر على ما يرام أو وصلت إلى طريقٍ مسدودٍ، فهذا تأديب الله" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أولئك المُزمَع تكميلهم لا بدّ أنْ يخضعوا للتنقية). أدركت فجأة أن المشاكل التي واجهتها أثناء العمل، والشراكة السيئة مع الأخت المسنّة، وآراء أخي وأختي في العائلة المضيفة؛ ألم تكن هذه طريقة الله في التعامل معي من خلال ظروفي؟ تضرَّعت إلى الله في صمتٍ، "يا إلهي، أعلم أنك تتعامل معي وتؤدبني لأنك تحبني، لكنني لا أفهم أية جوانب مني كنت تود معالجتها عندما أوجدت هذه الظروف. أتضرَّع إليك كي تقودني وتنيرني". في وقت لاحق، عندما كنت آكل وأشرب كلمة الله، رأيت هذين المقطعين: "يجب عليك أولًا أن تجتاز جميع العثرات داخل نفسك بالاعتماد على الله. ضع حدًا لشخصيتك الفاسدة وكن قادرًا حقًا على الفهم الحقيقي لحالك ومعرفة كيف يجب عليك أن تتصرف. استمر في الشركة حول أي شيء لا تفهمه. من غير المقبول ألا يعرف الشخص نفسه. عالج مرضك أولًا، وبتناول كلامي والارتواء منه أكثر، وإعمال الفكر فيه، عش حياتك وقم بأفعالك اعتمادًا على كلامي. وسواء كنت في البيت أو في مكان آخر، عليك أن تدعَ الله يدبر القوة في داخلك" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل الثاني والعشرون). "عندما تواجه قضية، فأنت بحاجةٍ إلى أن تتمالك أعصابك، وتعالجها بطريقةٍ صحيحة، وعليك أن تتخذ خيارًا. ينبغي أن تتعلموا استخدام الحقّ لتسوية القضية. في الأوقات العادية، ما هي فائدة فهمك لبعض الحقائق؟ إنه ليس لملء معدتك، وليس لمجرد إعطائك شيئًا لتقوله، كما أنه ليس لحل مشكلات الآخرين؛ بل الأهم أنه يستخدم لحلّ مشكلاتك وصعوباتك، ولا يمكنك حلّ صعوبات الآخرين إلَّا بعد أن تحلّ صعوباتك" ("الحيارى لا يمكن خلاصهم" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"). كانت كلمات الله بمثابة وميض البرق. نعم، عندما تحدث أمور، علينا أولًا أن نعرف أنفسنا، ونستعين بالحق لحل الصعوبات الموجودة في داخلنا. من خلال تحسين حالتنا، نحل مشاكلنا، مما يجعل حل مشاكل الآخرين ممكنًا. لكنني لم أكن أعرف نفسي أبدًا عندما حدثت الأمور، وركَّزت عينيّ على الآخرين، لأجد عيبًا لديهم كلَّما أمكن ذلك. حين لم يكن التنسيق سلسًا، كنت أنسبه إلى شخصٍ آخر، وحاولت العثور على طرق للتواصل معه، وجعله يتعلم الدرس ويعرف نفسه. عندما لم يكن الأخ والأخت في العائلة المضيفة يرغبان في الاستماع إليّ حينما كنت أتواصل معهما، اعتقدت أن السبب هو عدم سعيهما إلى الحق، وأنهما لم يكونا قادرين على تقبّل الحق. عندما أُعيدت لي حزمة العمل، ألقيت باللوم والمسؤولية على الآخرين. عندما حدث كل هذا، فشلت في التحقق من الفساد الذي كشفته، وأية حقائق علي سبرها. كان الأمر كما لو كنت خالية من الفساد، وفعلت كل شيء بطريقة صحيحة. وبدلًا من ذلك، طلبت من الآخرين أمورًا وفقًا لمعاييري الخاصة، وإن كان شخص ما لا يستطيع تلبية معياري أو رفض التواصل معي، كنت عندئذٍ أ إلى استنتاج مُفاده أن هذا الشخص لا بد أنه لا يسعى وراء الحق ولا يتقبل الحق. كنت في الحقيقة متغطرسة جدًا ولا أعرف نفسي. لم أكن على علم بالفساد الذي كشفت عنه، ولم أسعَ الحق لحل مشاكلي الخاصة، إنما وجدت دائمًا العيب عند الآخرين. كيف يمكنني أن أقيم شراكة بطريقة تنسجم مع الآخرين؟ وعندئذٍ أدركت هذا: إن السبب الذي يجعلني لا أتفق مع أي شخص، ليس لأنه لا يبحث عن الحق، أو لا يقبل الحق، إنَّما لأنني لا أمتلك أية معرفة بنفسي، ولا أشدد على الاستعانة بالحق في حل مشاكلي الخاصة.

بعد أن أدركت كل هذا، بدأت أنتبه – إذا ما حدثت أمور – إلى دخولي شخصيًا إلى الحق وحل مشاكلي أولًا. وعند التواصل مع الإخوة والأخوات بعد ذلك، كان حديثي يشمل مكونات المعرفة الذاتية. كان هذا عندما وجدت إخوتي وأخواتي قد تغيَّروا. لقد بدأوا بإظهار بعض المعرفة عن فسادهم، وقمنا تدريجيًا بتطوير شراكة متناغمة فيما بيننا. وفي مواجهة الحقائق، تمكَّنت أخيرًا من رؤية أنه عندما تطرأ المشاكل، من المهم للغاية أن نتعرَّف على أنفسنا، وأن نحل مشاكلنا الشخصية أولًا. عندها فقط يمكننا أن نعيش إنسانيتنا الطبيعية، ونقيم شراكة متناغمة مع الآخرين، ونستفيد من خبراتنا الحياتية.

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

قصة إلقاء موعظة على قس

ذات مساء في شهر إبريل من هذا العام، أخبرني القائد فجأة أن قسًّا عجوزًا، أمضى ما يزيد على الخمسين عامًا في الإيمان، أراد أن يتحرى عمل الله...

الغرور والسمعة أضرا بي

في عام 2017، انتُخبت لمنصب قيادي وتوليت مسؤولية أعمال عدد من الكنائس. لاحظت أن جميع قادة تلك الكنائس كانوا مؤمنين لفترة أطول مني. عملت...

أرى حقيقة نفسي أخيرًا

يقول الله القدير، "بماذا يتحقق تكميل الله للإنسان؟ بواسطة شخصيته البارّة. تتكوَّن شخصية الله في المقام الأول من البر والنقمة والجلال...

اترك رد