الاختيار الأكثر أهمية

2022 ديسمبر 16

عندما كنتُ طفلاً، تَبِعْتُ والديَّ في الإيمان بالربِّ. وعندما كَبِرتُ، عَمِلْتُ في البِناء وافتتحتُ مدرسة للكاراتيه. وعلى الرغم من انشغالي بالعمل طيلة تلك السنوات، لطالما سعيتُ لفهم المزيد عن الله، وهذا ما جعلني أشاهد العديد من القَسَاوِسة وهم يَعِظُون في التِّلْفاز. أحيانًا درستُ الكتاب المقدس مع القِسّ وأصدقائي كذلك، وأيضًا اسْتَعْرَضتُ الصفحات المسيحية على الفيسبوك بانتظامٍ. وفي عام 2020، من جرَّاء الجَائِحة، تعيَّن عليَّ إغلاق مدرسة الكاراتيه مؤقتًا، مما منحني مزيدًا من الوقت لإيجاد معلومات عن الله عبر الإنترنت.

وذات يومٍ، في ديسمبر من ذلك العام، كنتُ أتصفّح الفيسبوك كالمعتاد، عندما تلقّيتُ رسالةً فجأة. أخت من "تايوان"، سألتني عمّا إذا كنت أودّ حضور تجمُّع والاستماع إلى كلمة الله. وقبلتُ بكل سرورٍ. وبعد فترة من التجمُّعات وقراءة كلام الله القدير، رأيت أن هذه الكلمات تُمِيط اللِّثام عن لغز خطة تدبير الله لستة آلاف سنة، وتكشف جذر سقوط الإنسان، وفساده، وخطيئته، كما تُنبِّه إلى السبيل أمام البشرية لتخليص أنفسهم من الخطيئة وتطهيرها. لم أسمع أو أرى قطّ ألغاز الحقّ مُسبقًا، وفي قلبي، كنتُ على يقينٍ، أن تلك الكلمات كانت صوت الله، وأن الله القدير هو الربّ العائد يسوع! وتملَّكني حماسٍ شديدٍ. ولم أفكّر أبدًا أنه سيمتد بي الأجل لأسمع صوت الله وأرحِّب بالربِّ في حياتي. شَعُرْتُ بالفخر الشديد. بعد قبولي بالله القدير، شعرتُ أنني ربحتُ الكثير من كل تجمُّعٍ. إنْ جاءت عليّ أوقات، لم أستطع فيها حضور التجمُّعات، لأن لديّ مهمات أو شؤون أخرى، في اليوم التالي، قرأتُ كلام الله القدير المُرَسل في تجمُّع جماعيّ، وساعدني أيضًا الإخوة والأخوات على فهم محتوى التجمُّع. واستمر هذا لقُرَابة شهرين أو ثلاثة، وبعد ذلك قال لي الأخ المسؤول عن السِّقاية: "أخي فيكتور، نرى أنك تسعى بمثابرةٍ شديدةٍ، وتريد فَهْم الحقّ. نودُّ دعوتك لتولّي مسؤولية تجمُّع جماعيّ. أأنت مُهتم؟" ولكن كان من الصعب عليّ القبول حينذاك، لأنني ظننت أنني سأفتح مدرستي للكاراتيه مجددًا قريبًا. إنْ كنتُ مسؤولاً عن تجمُّع جماعيّ، فستتعارض مع وقت تدريسي. وماذا لو تأثرت سُمْعة المدرسة؟ لذا قلتُ للأخ: "أخشى أنني لا أستطيع قبول هذا الواجب، لأنني سأقوم بإعطاء دروس الكاراتيه قريبًا. إنّ التدريس هو أهم شيء بالنسبة لي، ولا يمكنني أن أدع شيئًا يقف حجر عَثْرةٍ في طريقي، إني أدير هذه المدرسة منذ 11 عامًا، وإنها ثمرة كل سنوات عملي الشاق، وكل الآباء يثقون بي في تدريب أبنائهم. إنهم جميعًا بحاجةٍ ماسَّة إليّ، إذًا، لا يمكنني تولّي مسؤولية تجمُّع جماعيّ".

لاحقًا، في تجمُّعٍ، قرأت مقطعًا من كلام الله، شاركه أخ: "إن كنت شخصًا مهتمًّا بمشيئة الله، ستحمل عبئًا حقيقيًا من أجل الكنيسة. في الواقع، بدلًا من تسمية هذا عبئًا تحمله من أجل الكنيسة، سيكون من الأفضل أن تسميه عبئًا تحمله من أجل حياتك الشخصية؛ لأن الغاية من هذا العبء الذي تحمله من أجل الكنيسة هو أن يكمِّلك الله من خلال الاستفادة من تلك الخبرات. لذلك، فإن مَنْ يحمل العبء الأكبر من أجل الكنيسة ومَنْ يحمل عبئًا من أجل دخول الحياة، هم الذين يكمِّلهم الله" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. كن مهتمًا بمشيئة الله لكي تنال الكمال). يمكننا أن نرى من كلمة الله، أن الله يأمل أن ينهض البشر، ويتعاونون مع الله، ويؤدون واجباتهم. فكلما تفانيتَ في القيام بواجبك، زاد الحقّ الذي تفهمه، وكلّما صرتَ مُكمَّلاً. وهذه لحظة حاسمة لانتشار إنجيل ملكوت الله. وحيث أنّ المجموعة الأولى من الناس في "أوروغواي" تقبل عمل الله في الأيام الأخيرة، فعلينا أن نهبّ للمساعدة في سقاية أولئك الذين قبلوا عمل الله من المُسْتَجدِّين والقيام بواجباتنا. لقد فهمتُ مشيئة الله من خلال شركة كلام الله مع الجميع. شعرتُ بالخجل قليلاً وأنا أفكّر في رفضي لواجبي، لذا قلتُ للمشرف: "إني على استعدادٍ للقيام بواجبي". لكن عندما طلب مني المشرف ريثما يَسْنح لي الوقت، شعرتُ بالتعارض مجددًا. وفكّرتُ، إنْ خَصَّصتُ بضعة أيام أسبوعيًّا لاستضافة التجمُّعات، فبمجرد افتتاح المدرسة، ستتعارض مع دروسي. كنتُ كذلك في وَسَط مرحلة إعادة تجديد المدرسة. وأردتُ التَّيَقن من ذلك تمّ على أكمل وجهٍ، وجَذْب المزيد من الناس للدراسة والتدريب، والذي سيكون أفضل لعملي. فأخبرتُ المشرف: "إني مشغول للغاية. لديّ مُتّسع من الوقت لاستضافة التجمُّعات أيام الثلاثاء فحسب". وهكذا، شرعتُ في القيام بواجبي. وبعدئذ، كثيرًا ما ساعدني إخوتي وأخواتي وشجّعوني. كذلك بدأتُ في قراءة كلام الله القدير بإخلاصٍ، وكثيرًا ما استمعتُ إلى التَّرانيم وشاهدت أفلامًا في تطبيق كنيسة الله القدير. أثناء هذه الفترة، قَبِلَ المزيد والمزيد من الناس عمل الله القدير في الأيام الأخيرة، لذا سألني المشرف عن إمكانيتي لاستضافة المزيد من التجمُّعات، وسقاية الإخوة والأخوات الجُدُد. شعرتُ بالانزعاج بعض الشيء، ولكن بما أن المدرسة لم تبدأ بها الدراسة بعد، ظننتُ أنه يمكنني استضافة المزيد مؤقتًا، لذا وافقتُ. لكنني أخبرت المشرف كذلك، أنه لن يكون لديّ مُتّسع من الوقت لواجبي عندما تُسْتَأنَف دروسي. ظننتُ أنه الصواب الذي يجب القيام به حينذاك، لأنني لم أظن أن هناك شيء أكثر أهمية من مدرستي للكاراتيه. إلى أن جاء يوم، عندما قرأتُ مقطعًا من كلام الله القدير، مما جعلني أغيِّر رأيي.

يقول الله القدير، "في الواقع، بغضّ النظر عن سموّ مُثُل الإنسان العُليا، وبغضّ النظر عن مدى واقعيّة رغبات الإنسان أو مدى لياقتها، فإن كلّ ما يسعى إليه الإنسان يرتبط ارتباطًا وثيقًا بكلمتين. هاتان الكلمتان مُهمّتان للغاية بالنسبة لحياة كلّ شخصٍ، وهما متعلقتان بأمورٌ يعتزم الشيطان غرسها في الإنسان. ما هاتان الكلمتان؟ هما "الشهرة" و"الربح". يستخدم الشيطان نوعًا دقيقًا جدًّا من الطرق، وهي طريقةٌ تتوافق إلى حد كبير مع مفاهيم الناس؛ وهي ليست متطرفة على الإطلاق، ومن خلالها يجعلُ الناس يقبلون – دون وعي منهم – طريقة عيش الشيطان وقواعده للعيش ويُحدِّدون أهداف الحياة ووجهتهم في الحياة، وعند قيامهم ذلك تصبح لديهم أيضًا طموحات في الحياة دون دراية منهم. بغضّ النظر عن مدى سموّ هذه الطموحات الحياتية، فهي ترتبط ارتباطًا وثيقًا "بالشهرة" و"الربح". كل شيء يتبعه أيّ شخصٍ عظيم أو مشهور، أو جميع الناس في الحياة يتعلَّق بكلمتين فقط: "الشهرة" و"الربح". يعتقد الناس أنه بمُجرَّد حصولهم على الشهرة والربح يمكنهم حينها الاستفادة منهما للتمتع بالمكانة العالية والثروة الكبيرة والاستمتاع بالحياة، ويعتقدون أن الشهرة والربح هما نوع من رأس المال الذي يمكنهم الاستفادة منه للحصول على حياة قائمة على البحث عن اللذة والمتعة الجسدية المفرطة. يسلِّم الناس عن طيب خاطرٍ، وإن كان دون درايةٍ، أجسادهم وعقولهم وكلّ ما لديهم ومستقبلهم ومصائرهم إلى الشيطان لتحقيق الشهرة والربح اللذين يرغبون فيهما. يفعل الناس هذا فعلًا دون تردُّدٍ للحظةٍ واحدة ويجهلون دائمًا الحاجة إلى استعادة كلّ شيءٍ سلَّموه. هل يمكن للناس أن يتحكَّموا بأنفسهم بمُجرَّد أن يلجأوا إلى الشيطان بهذه الطريقة ويصبحوا مخلصين له بهذه الطريقة؟ لا بالتأكيد. فالشيطان يتحكَّم بهم تمامًا وبمعنى الكلمة. كما أنهم قد غرقوا تمامًا وبمعنى الكلمة في مستنقعٍ وهم عاجزون عن تحرير أنفسهم. بمُجرَّد أن يتورَّط شخصٌ ما في الشهرة والربح، فإنه لا يعود يبحث عمّا هو مُشرِقٌ أو ما هو بارٌّ أو تلك الأشياء الجميلة والصالحة. يعود السبب في هذا إلى أن القوّة المُغرية التي تملكها الشهرة والربح على الناس هائلةٌ للغاية، وتصبح أشياءً يتبعها الناس طيلة حياتهم وحتَّى إلى الأبد بلا نهايةٍ. أليس هذا صحيحًا؟" (الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (6)). إنّ الله يُشرِّحُ بدقةٍ أساليب الشيطان في السيطرة على البشر بالشهرة والرِّبح. كان كلام الله القدير كله حقيقيّ تمامًا. كنتُ أعيش حقًّا بهذه الطريقة. ما كنتُ أسعى إليه دومًا هو التميّز واكتساب مستقبل مهنيّ ناجح، ظانًّا أن بوسعي الاستمتاع بالحياة بصورة أفضل إنْ امتلكتُ هذه الأشياء، ويمكن أن يتطلّع إليّ الآخرون ويُعجبوا بي. مع أنني حظيتُ بوظيفة في قِطاع البناء وكان دخلي كافيًا للعيش، بُغْيَة أن أجعل نفسي أكثر ثراءً، وليتطلّع إليّ المزيد من الناس، وأستمتع بلذَّة الشهرة والثروة، افتتحتُ مدرسة للكاراتيه، ووضعتُ كل طاقتي في إدارة المدرسة بشكل جيّد. وبعد إيماني بالله القدير، ورُغم أنني ظللتُ أحضر التجمُّعات، فإنّ أولويّتي كانت لا تزال مُنْصَبَّة على مدرسة الكاراتيه. وعندما أتاني واجبي، خشيتُ من تأخير دروسي ووَقْع التأثير على سُمْعة المدرسة، لذا رفضت. ومع أنني استضفتُ التجمُّعات وقمتُ بواجبي، ظننتُ أن الأمر مؤقت فحسب، وكنت في انتظار رفع حالة الإغلاق، لذا يمكنني مواصلة إدارة مدرستي للكاراتيه. وفَوْرَ أن أدركتُ هذا، شعرتُ بالخجل. وأدركتُ أنني وضعت الشهرة والثروة بعَيْن الاعتبار وجعلتهما قِوَام نجاتي، وحَسِبْتُ أن إدارة عملي أكثر أهمية من إيماني بالله وواجبي، لدرجة أنني كِدتُ أتخذ القرار الخاطئ في سعيي للشهرة والثروة، وفقدتُ فرصة القيام بواجبي وربح الحقّ. الآن أدركتُ، أن تحقيق الأحلام وإدارة الأعمال يَتَراءى للوَهْلة الأولى وكأنها مَسَاعٍ مشروعةٍ، لكنّ تقف وراءها حِيَل الشيطان. إنّ الشيطان يستخدم الشهرة، والثروة، والمكانة لإغواء وإفساد البشر. ولقد جعلتني أسعى إليها بكل إخلاصٍ، وأريد ربح المزيد بعد أن اكتفيت. والآن وقعتُ في شَرَكِها، ويُسيطر عليّ الشيطان ويٌقيّدني كَرْهًا. لقد أصبحتُ عبدها، وأتنامى أكثر وأكثر بعيدًا عن الله إلى أن دمَّرتني الشهرة والثروة.

لاحقًا، قرأتُ مقطعين آخرين من كلام الله القدير: يقول الله القدير، "يستنفد المرء عمره بأكمله متصارعًا ضد المصير، ويقضي وقته كله منهمكًا في السعي لإطعام عائلته والتنقّل ذهابًا وإيابًا بين الثروة والمكانة. الأشياء التي يُقدّرها الناس هي العائلة والمال والشهرة؛ إنهم يعتبرون أنها الأشياء الأكثر قيمةً في الحياة. يشتكي جميع الناس من مصائرهم، ومع ذلك يتجنبون التفكير في الأسئلة التي يكون من الأكثر أهمّيةً فحصها وفهمها: عن سبب حياة الإنسان، والكيفية التي يجب أن يعيش بها، وقيمة الحياة ومعناها. إنهم يُسرِعون طوال حياتهم، مهما امتدّت إلى سنواتٍ عديدة، في البحث عن الشهرة والثروة إلى أن يهرب منهم شبابهم، إلى أن يبيّض شعرهم ويتجعّد جلدهم، إلى أن يروا أن الشهرة والثروة لا يمكنهما منع المرء من الانزلاق نحو الشيخوخة، وأن المال لا يمكنه ملء فراغ القلب، إلى أن يفهموا أن أحدًا غير معفي من قانون الميلاد والشيخوخة والمرض والموت، وأن أحدًا لا يمكنه الإفلات من المصير المحفوظ له. فقط عندما يُجبرون على مواجهة المنعطف الأخير من منعطفات الحياة يُدرِكون حينها حقًّا أنه حتّى إذا كان أحدهم يمتلك الملايين، وحتّى إذا كان يتمتّع بامتيازٍ وصاحب مرتبة عالية، فإن أحدًا لا يمكنه أن يفلت من الموت وكل شخصٍ سوف يعود إلى وضعه الأصليّ: نفسٌ وحيدة خالية الوفاض" (الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (3)). "يقضي الناس حياتهم في مطاردة المال والشهرة؛ يتشبّثون بهذا القشّ معتقدين أنه وسيلة دعمهم الوحيدة وكأن بامتلاكه يمكنهم الاستمرار في العيش وإعفاء أنفسهم من الموت. ولكن فقط عندما يقتربون من الموت يُدرِكون مدى ابتعاد هذه الأشياء عنهم ومدى ضعفهم في مواجهة الموت ومدى سهولة انكسارهم ومدى وحدتهم وعجزهم وعدم وجود مكان يلجأون إليه. يُدرِكون أن الحياة لا يمكن شراؤها بالمال أو الشهرة، وأنه بغضّ النظر عن مدى ثراء الشخص، وبغض النظر عن رِفعة مكانته، فإن جميع الناس يكونون على القدر نفسه من الفقر وعدم الأهمية في مواجهة الموت. يُدرِكون أن المال لا يمكنه شراء الحياة وأن الشهرة لا يمكنها محو الموت، وأنه لا المال ولا الشهرة يمكنهما إطالة حياة الشخص دقيقة واحدة أو ثانية واحدة" (الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (3)). وبعد قراءتي لكلمة الله، فكّرتُ: "مع أنني أؤمن بالله القدير، فإنني لا أركّزُ على تقصّي للحقّ، أو الوفاء بواجبي كمخلوقٍ. فلازلتُ أسعى للشهرة، والثروة، والمتعة المادية بكل إخلاصٍ وحماسةٍ، ولقد أهدرتُ وقتي الثمين وطاقتي على تلك الأشياء. ما الذي يمكن أن أربحه من الإيمان بالله بهذه الطريقة؟ في اللحظة الحالية، وفي وَسَط الجائحة، يموت العديد من البشر في كل أنحاء العالم. لا أدري ماذا يمكن أن يحلّ بحياتي، ويبدو أن هناك فرصًا أقلّ وأقل لأسعى للحقّ وأقوم بواجبي. ربما لم يَفُتْ الأوان بعد للسعي للحقّ، ولكن وأنا على شَفَا الموت، سيكون الأوان قد فات. لديّ من حُسْن الحظ أن أقبل عمل الله في الأيام الأخيرة، وقد منحني الله فرصة السعي للحقّ والنجاة، لكنني لا أُقدِّر ذلك، ولستُ على استعدادٍ لبَذْل المزيد من الوقت والطاقة في السعي للحقّ. لقد كنتُ أعمى تمامًا! في الماضي، وأنا أسعى للشهرة والثروة الدنيوية، بذلتُ الكثير من الجُهْد لإنشاء هذه المدرسة. إنها تبدو جيدة للغاية، وجَذّابة للغاية، ولقد ربحتُ بعض الشهرة، والثروة، والمتعة المادية، لكن قلبي لا يزال خاويًا، وأشعر أنه لا جَدْوى من العيش هكذا. والآن، لا أريد حقًّا إهدار حياتي على تلك الأشياء بعد الآن. إنّ هناك الكثير من الأغنياء في العالم، أناس ذوو شهرةٍ ومكانةٍ، ولكنهم بعيدون عن الله ويُنكِرون الله، وعندما تحلّ الكارثة، لن يَنْجُوا من الموت. إنّ الثروة لا يمكنها شراء حياة، والشهرة والثَّراء بلا جَدْوى في وجه الموت. ولا يمكننا أن نربح حماية الله وخلاصه إلّا بتَقَصِّي وربح الحقّ". كما قال الرب يسوع: "لِأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ ٱلْإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ ٱلْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي ٱلْإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟" (متى 16: 26). صحيح. حتى وإنْ فزتَ بالشهرة والثروة في العالم، وتطلَّع إليك الناس ونِلْتَ إعجابهم، فإنّ هذه الأشياء لن تجلب لك الحياة. بل يمكنها أن تُبعدك عن الله وتجعلك تفقد فرصتك في الخلاص فحسب. وكما قمت بواجبي وسعيت للحقّ أثناء هذا الوقت، رَبِحتُ شيئًا لم أحصل عليه قطّ مُسْبقًا. لقد فهمتُ مشيئة الله، وبدأت أتغيّر شيئًا فشيئًا، ووفيّتُ بمسؤولياتي في الكنيسة. لقد وجدتُ معنى الحياة. وأردتُ السعي للحقّ، وطاعة الله، وعيش حياة الوفاء بواجبي كمخلوق، ولم أعد أعيش للشيطان.

وبعد حين، انتهى تجديد مدرستي للكاراتيه، وانتهى الإغلاق، وحان وقت إعادة الافتتاح. ولكنني لم أكن أتطلّع إلى ذلك بنفس القَدْر الذي اعتدتُ عليه، لأنه أثناء هذا الوقت، قرأُتُ الكثير من كلام الله القدير، وعَلِمتُ أن الله يريدنا أن نسعى للحقّ ونقوم بواجبنا لنتمكن من الخلاص، بدلاً من السعي للشهرة والثروة في العالم والتعرّض لخداع الشيطان. لذا اتخذتُ قرارًا بإغلاق مدرسة الكاراتيه بصفةٍ دائمة. وفكّرتُ أن ذلك كان أفضل قرار اتخذتُه. وعندما أعلنتُ هذا القرار في مجموعة الآباء والمُعلِّمين، لم يُصدِّق بعض المُقرَّبين منى، لإنهم علِموا مدى أهمية هذه المدرسة بالنسبة لي. كذلك أرسل لي العديد من التلاميذ والآباء رسائل لإقناعي بمواصلة العمل. وقال بعض الآباء: "فيكتور، لقد استمتع أطفالي للغاية بدروسك. ألن تُعلِّم الكاراتيه بعد الآن؟" وقال بعض التلاميذ: "أيها المُعلِّم، ألم تقل إن حياتك المِهَنيَّة أكثر شيء أهمية، وأنّها حياتك؟" وحينما سمعتُ تلك الكلمات، شعرتُ بالاضطراب قليلاً. لقد بذلتُ الكثير من الجهد في تجديد المدرسة، لكنني لم أستخدمها ولو لمرةٍ. أكنتُ سأغلقها حقًّا إلى الأبد؟ وهل العمل الذي أمضيت سنوات عديدة في بنائه قد ذهب سُدىً فحسب؟ حينئذ، شعرت بعدم الارتياح، لكن بعدها، قرأتُ مقطعًا من كلمة الله القدير. "وبصفتكم أشخاصًا عاديين تسعون وراء محبة الله، فإن دخولكم إلى الملكوت لتصبحوا من شعب الله هو مستقبلكم الحقيقي، وحياة بالغة القيمة والأهمية. لا أحد مبارك أكثر منكم. لماذا أقول هذا؟ لأن أولئك الذين لا يؤمنون بالله يعيشون من أجل الجسد، ويعيشون من أجل الشيطان، لكنكم تعيشون اليوم من أجل الله، وتعيشون لإتمام مشيئة الله. لهذا السبب أقول إن حياتكم بالغة الأهمية" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. تعرّف على أحدث عمل لله واتبع خطاه). وبعد قراءتي لكلمة الله، شعرتُ بهدوء أكثر. وأدركتُ أن السعي للشهرة والثروة ليس له قيمة أو معنى. ولا المتعة المادية أو الشهرة والثروة في الحياة، يمكنها تحريري من خَواء قلبي أو تسمح لي بأن يُخلّصني الله. فقط السعي للحقّ، والسعي لمحبة الله، والوفاء بواجبي كمخلوقٍ، يمكن أن تجعلني أعيش حياة ذات معنى، وكانت هذه هي الحياة التي أردتُها. ومع أنني مازلت أشعر بندمٍ شديدٍ على مدرستي للكاراتيه، فإنّ كلمات أصدقائي وتلاميذي لم تُثنيني عن تغيير قراري، لأنني علمتُ أن كلمة الله أكثر أهمية من أي شيء. إنّ السعي لخلاص الله كان أكثر أهمية من أي شيء آخر. لم أُرِدْ الاستمرار في إدارة المدرسة. بل أردتُ تمضية المزيد من الوقت والطاقة في القيام بواجبي، لأنني عَلِمتُ أن ذلك كان أكثر شيء أهمية للقيام به. وحتى اللحظة، لا يزال بعض أصدقائي يحاولون إقناعي بفتح المدرسة، لكنني مُلْتزِم باختياري. ومع أنني قد خَلّفتُ ورائي حياة الابتذال، والبحث عن الملذّات، وفقدت شهرتي الدنيوية والاحترام الكبير الذي يكنّه لي الآخرون، وبقيامي بواجبي مع الإخوة والاخوات يوميًّا، فإنّ لديّ مُتّسع من الوقت لقراءة كلام الله والشركة على الحقّ، ومن هذا، توصلّت إلى فهم بعض الحقّ ورؤية بعض الأشياء بوضوح، لا سيَّما عواقب السعي للشهرة والثروة، ولقد بدأتُ في تقصّي الحقّ والسير في الدَّرْب الصحيح في الحياة. وكانت هذه أكبر فائدة لي في تلك الأثناء. ما قد ربحته هو أكثر قيمة من الشهرة في العالم وتقدير الآخرين. والآن، كثيرًا ما أعِظ بالإنجيل كذلك، ولقد تعلّمتُ استخدام كلمة الله لمساعدة ورعاية أولئك الذين قَبِلوا الإنجيل لتوِّهم. وإني آمل أن يأتي المزيد من البشر أمام الله وأن تُتاح لهم الفرصة ليَحْظوا بخلاص الله. أعتقد أن العيش بهذه الطريقة آمن للغاية وذو أهمية كبيرة.

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

القصة الحقيقية لاضطهاد أسرة

في أكتوبر 2009 شاركت أمي وأختي إنجيل الله القدير في الأيام الأخيرة معي. وبعد قبولي له، أصبحت أقرأ كلام الله كل يوم، وأشارك مع الإخوة...

الوجه الحقيقي لـ"أبي الروحي"

سريعًا، بعدما قبلتُ عمل الله القدير في الأيام الأخيرة، شاهدتُ فيلم إنجيل يُدعى "سر التقوى - التتمة" على موقع كنيسة الله القدير. لم يقبل بعض...

اترك رد