التغير إلى الأفضل على طريق الإيمان بالله

2019 نوفمبر 1

بقلم زهوان بيان – مدينة شنغهاي

على الرغم من اتباعي لله لسنوات عديدة، فإنني لم أحقق أي تقدم يذكر في دخولي للحياة، وأقلقني هذا كثيرًا، وخاصة عندما استمعت لعظات مسجلة تتحدث عن الدخول للحياة، وسمعت الواعِظ متحدثًا بإرشاد من الروح القدس إلى الإخوة والأخوات؛ فقلقت كثيرًا لسماعي إياه وهو يقول هذه الأشياء، "أنتم الآن تؤمنون بالله وقد اختبرتم حلاوة السعي للحق، فقد بدأتم الدخول إلى المضمار الصحيح، مملوئين بالإيمان في سعيكم للخلاص". وفكرت قائلًا، "هؤلاء الناس آمنوا بالله لفترة وجيزة، وبرغم ذلك دخلوا بالفعل إلى الحياة، وكلهم إيمان بالخلاص، أما أنا فها قد آمنت بالله لمدة طويلة، وحتى الآن لم أحصل على الحق ولم يحدث أي تغيير يذكر على شخصيتي في الحياة، بغض النظر عن سيري في المضمار الصحيح؛ فالتحدث عن الوصول إلى الخلاص أسهل كثيرًا من تحقيقه". فكرت كيف اختبر هؤلاء أن الحق يمكن أن يصلح جميع مفاسد الإنسان، ومع ذلك، لم أختبر هذا الأمر على الإطلاق، لدرجة أنني شعرت أن الحق يمكن أن يعالج مفاسد جميع الناس إلا مفاسدي أنا، لذا فقدت الإيمان في سعيي للحق والخلاص. وبرغم علمي بأن وضعي هذا كان خاطئًا، لم يكن هناك مفرٌ منه، لذا لم يسعني إلاّ أن أبكي لله ليساعدني. فاستنرت بكلماته بعد ذلك، حيث كشفت لي عن سبب عدم إحراز أي تقدم يذكر في حياتي رغم إيماني بالله طوال هذه السنوات العديدة، وسبب عدم حدوث أي تغير في شخصيتي، كما حدث أيضًا ووضعني الله على طريق ممارسة الحق والدخول إليه.

تقول كلمات الله: "يتحقق النمو في حياة الإنسان والتغييرات في شخصيته من خلال الدخول إلى الحقيقة، ويتحقق بالأكثر من خلال الدخول في خبرات مُفصَّلة" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. وجه الاختلاف بين خدمة الله المتجسِّد وواجب الإنسان). "إذا ركزت فقط على المعرفة النظرية والعيش فقط بين الاحتفالات الدينية دون التعمق في الحقيقة، ودون الدخول إلى الحياة الحقيقية، فلن تدخل إلى الحقيقة، ولن تعرف نفسك أو الحق أو الله أبدًا، وستكون أعمى وجاهلً" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. مناقشة حياة الكنيسة والحياة الحقيقية). لم أدرك أن شخصيتي لم يطرأ عليها أي تغيير يذكر برغم السنوات العديدة التي قضيتها في الإيمان بالله إلا من خلال نور كلماته، وأن السبب الرئيسي في ذلك هو تركيزي أثناء قراءتي لكلمات الله على فهم المعنى الحرفي النظري فقط، ولم أحصل سوى على فهم تفكيري فقط. لم أركز على إدخال الحق حيز الممارسة أو الدخول في الواقع، ولا حتى ركزت على اختبار كلمات الله من خلال الخبرة العملية. بالرجوع بتفكيري إلى تلك السنوات التي قضيتها في الإيمان بالله، بغض النظر عن وجه الحق، لم أسعَ أبدًا للتعمق في فهم الحق، ولا فهم جوهره، ولكن بدلًا من التخطيط للدخول في ممارسة مفصلة كان يمكن لي من خلالها الحصول على جانب من الحق، ظننت أن الحصول على معرفة وفهم نظريين كان كافيًا. على سبيل المثال، لطالما كافحت في الحياة الواقعية للحصول على الشهرة والربح، ولطالما أردت أن أجعل الآخرين يستمعون إليّ، وأن يحترموني وأن يؤيدوني، ولكن بعد اكتشاف هذه المفاسد، فكرت للحظة وصليت أمام الله، معترفًا بفسادي، عالمًا أنه لم يكن سوى مظهر من مظاهر الغرور، لا أكثر. وكانت النتيجة، أنه بغض النظر عن عدد المرات التي شعرت فيها بالندم أو اعترفت فيها بخطاياي أمام الله، انتهى بي الأمر إلى تكرار الأخطاء القديمة نفسها. في البيئة التي أعدها الله، أدركت من خلال الصلاة والسعي أن الله كان يستخدم هذه البيئة للتعامل مع فسادي. وبعد أن توصلت إلى هذا الفهم، اعترفت بأن جميع تجارب الله وتنقياته، وتعامل الله معي وتهذيبه لي كان كله لخلاصي، ومحبة لي، وأن قلب الله صالح دائمًا. وكانت النتيجة هي عدم تعرضي لأي تغيير يذكر برغم مروري ببعض الضيقات وبعد أن سمعت العظة، شعرت أن هذه الشركات هي بالفعل كل ما كنت أحتاج إليه، وأنها سمحت لي بفهم الحقيقة التي لم أفهمها من قبل، ولكن كل ما كنت أفعله لم يتعدَّ تذكر محتوى تلك الشركات في رأسي ثم عدم المبالاة بها، فكانت النتيجة هي تلاشي ذلك الفهم الضئيل بعد برهة، وعدم حصولي على أي شيء يذكر.

بمواجهة الحقائق، رأيت أنني لم أكن أسعى وراء الحق على الإطلاق، فلقد آمنت بالله لسنوات عديدة، ولكنني لم أبذل أي جهد في ممارسة الحق أو الدخول إلى الحقيقة، لدرجة أنني لم أحصل حتى الآن على الحق، ولا حدث أي تغيير في شخصيتي. كان ذلك بالكامل استعلانًا لشخصية الله البارة، حيث قال الله من القِدم: "عليك أن تكرِّس جهدًا لتعيش كلمة الله لتتحقَّق في ممارستك. إذا كانت لديك معرفة عقائدية فقط، فسيخيب إيمانك بالله. لا يمكن اعتبار إيمانك كاملاً ووِفقاً لإرادة الله إلا إذا كنت أيضًا تمارس كلمته وتحيا وفقًا لها" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. يجب عليك كمؤمنٍ بالله أن تعيش من أجل الحق). الله بار، لم يظلم أي إنسان قط، ولم يُعطِ الإنسان أبدًا بعشوائية، فضلاً عن أن يكون عطاؤه غير مشروط. أنا لا أمارس الحق، ولم أبذل أي مجهود لأعيش كلماته، وكانت النتيجة أنه علىَّ أن أحصد اليوم ما زرعته. في ذلك الوقت، لم يسعني إلا أن أشعر بتأنيب الضمير؛ إذ ندمت بمرارة على افتقاري إلى دخولي على الرغم من اختباري عمل الله، حتى أصبحت اليوم لا أملك شيئًا لأظهره عن إيماني، والحقيقة أنني لم أرتقِ إلى مستوى خلاص الله. ومع ذلك، لم أرغب في أن أستمر في الانحطاط بتلك الطريقة، ولكنني بدلاً من ذلك تمنيت أن أبدأ من نقطة الصفر، وأن أبذل الجهد في ممارستي، وأن أطبّق كلام الله على نفسي.

بعد ذلك بدأت في التدرب على ممارسة الحق والدخول إلى الواقع، لم أعد كما كنت عندما كنت أريد من الآخرين أن يصغوا إليَّ ويحترموني ويؤيدوني، ولا أفعل شيئًا سوى الصلاة والاعتراف لله، بل أتيت أمام الله ساعيًأ للحق، باحثًا عن كلمات الله المتعلقة تحديدًا بهذا الأمر لآكلها وأشربها، قابلًا دينونة كلماته وتوبيخها، لأصلح فسادي بتلك الطريقة. حينما مارست ودخلت بهذه الطريقة، أظهر الله لي نعمة خاصة جعلتني أدرك أنني كنت أنافس الله على منصبه، جاعلًا الناس يعبدونني وكأنني أنا السبب في وجودهم، أو يسجدون لي وكأنني أنا الله. رأيت أنني الشيطان إبليس بطبيعة وجوهر مماثلين تمامًا لطبيعة وجوهر التنين العظيم الأحمر، فشعرت في داخلي دون أن أدري بالقرف والاشمئزاز من طبيعتي. تزودت بعد ذلك بالحق فيما يتعلق بإعلاء الله، والشهادة له، والواقع أنني كنت أتدرب للدخول. رأيت من خلال هذه الممارسة، بمزيد من الوضوح، قباحة نفسي وفظاعتها وأنا أقف متشامخًا وأخبر الناس بما يفعلون. اشمأززت من نفسي ولعنتها أكثر، وبت مستعدًا للتخلي عن الجسد وممارسة الحق لإرضاء الله. ثم اكتشفت بعد التدرب على هذا النهج لفترة أن مظاهر شخصيتي المتكبرة تضاءلت بشكل كبير.

في الماضي كنت أعلم أنه ينبغي أن أتحلى بالتسامح والصبر في العلاقات الشخصية الطبيعية، وأن أستخدم الحكمة، وأن يكون عندي مبادئ، وأن أكون إنسانًا صادقًا، ولكنني، في الحقيقة، لم أتحلَّ أبدًا بهذه الصفات الخمس، لذلك، أثناء تآلفي مع الإخوة والأخوات، لطالما تولد بداخلي تحامل عليهم بسبب بعض الأمور التافهة، أو بسبب قيامهم بالكشف عن بعض فساد نفوسهم، لدرجة أنني لم أجد أي طريقة للانسجام معهم بشكل جيد. أما الآن، فإنني أجلب فهمي القديم إلى الحياة الواقعية للتدرب والممارسة. عندما لا أحب الآخرين بسبب ما يظهر عليهم من مفاسد، أصلي لله وأسعى للحق متسائلًا عن كيفية فهم ذلك الأمر الذي أواجهه، وكيف أمارس وأدخل في كلمات الله. وبإرشاد من الله، خطر ببالي أن الجميع الآن بصدد طلب التغيير، لذلك ستظهر عليهم بالتأكيد مظاهر الفساد، وأن هذا الشخص أو ذاك قد يكون غير مدرك للفساد الذي يبديه، أو ربما تسيطر عليه طبيعته بشكل لا إرادي، ولا يتصرف تجاهي بهذا الشكل عمدًا، بالضبط كما كان كبريائي يشمئز منه الآخرون، ولم أكن مدركًا لذلك. كل هذا كان ضررًا تسبب فيه الشيطان للإنسان، وإن الشيطان هو من يجب أن يكون مكروهًا، ولا يجب على الإنسان أن يدين أحدًا من إخوته وأخواته. عندما فكرت بهذه الطريقة، تلاشى في لحظة ما كان بداخلي من استياء وحقد، وحل مكانهما كراهية الشيطان وتعاطف تجاه الإخوة والأخوات ومسامحة لهم، حتى إنني أردت إيجاد فرص مناسبة لمساعدة الآخرين. وحينما حاولت طوعًا مساعدة الآخرين وجدت أن علاقتي بهم باتت أكثر ودية، وذقت طعم السعادة النابع من مساعدة الآخرين.

عندما تدربت على الدخول في كلمات الله وممارسة الحق، لم أكتسب بعض الخبرة العملية والتحلي بجميع جوانب الحق فحسب، بل رأيت أيضًا أعمال الله العجيبة. شعرت بقيادة الله وإرشاده وتذوقت طعم الثقة، والسلام، والفرح الذي ولّدته ممارسة الحق في قلبي. شعرت أن الحياة لا يوجد بها شيء فارغ، وأن هناك درسًا لأتعلمه كل يوم، وأن هناك وجهات نظر جديدة وأشياء تُفهم كل يوم، وأنني قادر على رؤية الله يخلصني كل يوم، كما شعرت أن البحث عن الحق كان مفيدًا، وأن الحق يمكن فعلًا أن يخلص الناس ويغيرهم.

بمجرد أن حصلت على هذا القدر من الخبرة الشخصية والفهم، شعرت أن طريقي في الإيمان بالله قد انعطف للأفضل، ولم أشعر مرة أخرى بأن الخلاص بعيد عن إدراكي. أؤمن أنني ما دمت أعمل مع الله، وأتزود بالحق باستمرار، وأمارس الحق وأدخل فيه، فلا شك في أنني سأتوصل إلى إحداث تغيير في شخصيتي الفاسدة. أؤمن أن عمل الله قادر على خلاص الإنسان، وأن كلام الله قادر على تغيير الإنسان. أتمتع بهذا الإيمان لأنني تذوقته بالفعل. أتمنى ابتداءً من اليوم فصاعدًا، أن أسعى للحق وأن أمارسه بثبات. أتمنى أن يستمر الله في توجيهي، وأن يجعلني أتوصّل قريبًا إلى تغيير شخصيتي، وأن أعيش سلوك إنسان حقيقي لأشهد لله، وأن أشهد لعمل الله لخلاصي، وأن أشهد لقدرة الله على خلاص الإنسان، وأن أشهد لأعمال الله العجيبة.

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

توبة مرائية

يقول الله القدير، "خدمة الله ليست بالمهمة اليسيرة. إن أولئك الذين لا تزال شخصيتهم الفاسدة كما هي دون تغيير لا يمكنهم أن يخدموا الله أبدًا....

الخروج من الضبابيَّة

بقلم زينشي – إقليم هينان منذ عشرة أعوام، بدافع من طبيعتي المتكبِّرة، لم أكن أستطيع أبدًا إطاعة ترتيبات الكنيسة. كنت أطيع إذا كان الأمر...

لماذا أقلق من ارتكاب الأخطاء؟

خلال العمل في التصميم الفني للكنيسة، واجهت بعض الصعوبات في البداية، لكن من خلال الاتكال على الله ومشاركة الإخوة والأخوات، تحسن أدائي....

اترك رد