ما ربحته من التحدث بصدق
منذ بعض الوقت، سمعت مقطعًا من شركة الله. قال: "المداهنة والتملُّق وقول ما تعتقد أن الناس يريدون سماعه: من المرجح أن يعرف الجميع المعنى الحرفي لهذه الكلمات. الأشخاص الذين يفعلون هذا شائعون أيضًا. المداهنة والتملُّق وقول ما تعتقد أن الناس يريدون سماعه: في معظم الأوقات، تكون طريقة التحدث هذه من أجل ربح قبول الناس أو مدحهم، أو الحصول على منافع من نوع ما. هذه هي الطريقة الأكثر شيوعًا في الكلام لدى المتملقين، ومن الإنصاف القول إن مثل هذه الأمور تتجلى في جميع البشر الفاسدين بدرجة أكبر أو أقل، وتُعد إحدى طرق التحدُّث بالفلسفات الشيطانية" (الكلمة، ج. 3. كشف أضداد المسيح. البند العاشر: يحتقرون الحقَّ، ويسخرون بالمبادئ علنًا، ويتجاهلون ترتيبات بيت الله (الجزء الثاني)). في ذلك الوقت، عندما سمعت كلام الله يعلن مثل هؤلاء، لم أطبقه على نفسي. اشمأززت من هؤلاء الناس، ولم أحبهم أو أرغب قضاء الوقت معهم، واعتقدت أنني أفضل منهم. بشكل غير متوقع، عندما كشفتني الحقائق، رأيت أنني من أجل مصلحتي، حاولت إرضاء الناس، والتملُّق، وقول أشياء سارة، وهو أيضًا مكرٌ وغشٌ.
قبل أيام قليلة ذهبت إلى اجتماع. بعد الاجتماع، أرسل القائد رسالة يسألني كيف كانت شركة الأخ تشانغ. توترت بعض الشيء عندما رأيت الرسالة: "لماذا يسألني القائد فجأة هذا السؤال؟ كيف ينبغي أن أجيبه؟ إذا أجبت بشكل خاطئ، فماذا سيظن القائد بي؟ أيظن أنني لا أستطيع حتى تمييز مدى جودة شركة الآخرين، وأن مقدرتي ضعيفة، وليس لدي اختبار عملي؟ إذا كان الأمر كذلك، فهل سيثق بي القائد ويستخدمني في أدوار مهمة مستقبلًا؟ حتى أنني قد أفقد سريعًا منصبي كقائدة للمجموعة". لم أرِد سوى الحفاظ على صورتي ومنصبي، لتعتقد أن بوسعي تمييز الأشياء، لذلك بدأت أتساءل ما الذي كان يقصده بذلك. بما أنه سأل، لا بد أنه شعر أن ثمة مشكلة في شركة الأخ تشانغ، فكيف يمكنني الحصول على قبول القيادة؟ شعرت أن مع أن بعض ما قدمه الأخ تشانغ كان عبارة عن كلمات تعاليم، كانت عملية في بعض المواضع. لكنني كنت قلقة من أنني لم أرَ الأشياء بشكل صحيح، لذلك لم أخبر القائد بأفكاري الحقيقية. وبدلًا من ذلك، قلت: "الأخ تشانغ كانت لديه الكثير من التعاليم الفارغة". أجاب قائدي: "فقط ما قاله كان تعاليم. تأكدي من تذكيره ومساعدته أكثر في المستقبل". بعد قراءة رد القائد، فكرت: "لحسن الحظ، لم أعبِّر عن أفكاري الحقيقية. وإلا كنت سأجعل نفسي أبدو سيئة. حينها سيكشفني قائدي!"
بعد ذلك مباشرة، ذهبت إلى اجتماع جماعي آخر. بعد الاجتماع، أرسل لي القائد رسالة يسألني: "ما رأيك في شركة الأخت ليو؟" عندما رأيت الرسالة، شعرت بالذهول قليلًا. كان عقلي مشتتًا في الاجتماع، لذلك لم أستمع إلى شركة الأخت إطلاقًا. كيف كان من المفترض أن أجيب؟ إذا كنتُ صادقة، فماذا سيظن القائد بي؟ تذكرت أنني سمعت القائد يقول من قبل أن هذه الأخت كثيرًا ما تحدثت عن التعاليم، فهل كان القائد يرسل لي رسالة لتأكيد هذه المشكلة؟ في المرة السابقة، سألني القائد لأنه يعتقد أن الأخ تشانغ يتحدث عن التعاليم. اعتقدت أنه قد يكون نفس السبب هذه المرة. فأجبت: "من شركتها، لم أسمع ما كانت تمتلكه من معرفة بالنفس، أو أي من آرائها قد تغير". بعد قراءة ردي، لم يقل القائد شيئًا. هذه المرة، لم أستطع تهدئة نفسي، وبدأت أتساءل: "هل القائد غير راضٍ عن إجابتي؟ هل أجبت بشكل خاطئ؟ إذا فعلت ذلك، فقد انتهى أمري. هل يعتقد القائد أن لديَّ مقدرة ضعيفة؟" في تلك الأيام، أزعج هذا أفكاري من وقت لآخر.
بعد أيام قليلة، خلال اجتماع، قرأت مقطعًا من كلمات الله التي اخترقت قلبي. تقول كلمات الله، "أما أولئك الرجال المخادعون الذين يتصرفون بطريقة في وجه الآخرين وبطريقة أخرى من وراء ظهورهم فهم ليسوا أهلاً للكمال. إنهم جميعًا أبناء الهلاك والدمار؛ ولا ينتمون إلى الله بل إلى الشيطان. إنهم ليسوا نوع البشر الذين اختارهم الله!" (الكلمة، ج. 1. عمل الله ومعرفة الله. مَنْ يطيعون الله بقلب صادق يُربَحون من الله بالتأكيد). لم يسعني إلا التفكير فيما حدث ذلك اليوم، عندما سألتني القائدة عن رأيي في شركة الأخ والأخت. لم أجرؤ على التعبير عن رأيي الحقيقي لقائدي، لأنني خشيت أن تؤثر الإجابة الخاطئة على صورتي ومكانتي في قلبه، فأجبت بطريقة مخادعة. خمَّنت ما ظنه القائد، ثم حاول الإجابة بطريقة تتناسب مع أفكاره. اعتقدت أنني سأكون أقل عرضة لأخطاء كهذه، وأنني لن أكشف عيوبي، لن يراها، وسيكون موقفي أكثر أمانًا. ظننت أنني ذكية بخداع قائدي وإخفاء أفكاري، ولكن الله بارُّ ويرى كل شيء. رأى الله نيَّاتي الخادعة وحيَلي بوضوح تام، وأدان كل جزء منها. كلما تأملت كلام الله، شعرت بالخوف أكثر. تساءلت كيف يمكن أن تكون أفكاري شريرة، حقيرة، ومخزية.
وتذكرت أيضًا كيف أعلن الله أن "المداهنة والتملُّق وقول ما تعتقد أن الناس يريدون سماعه" من مظاهر أضداد المسيح، لذلك بحثت عن بعض كلام الله. يقول الله، "تعمى أعين أضداد المسيح عن الله، وليس لله موضع في قلوبهم. وعندما يتعرضون للمسيح، فإنهم يعاملونه كما يعاملون شخصًا عاديًّا، إذ يأخذون تلميحات من تعبيرات المسيح ونبرته، ليغيروا نبرتهم حسبما يتناسب مع الموقف، ولا يقولون أبدًا ماذا يحدث حقًا، ولا يقولون أي شيء صادق أبدًا، ولا يتحدثون إلا بكلماتٍ جوفاء وبتعليمٍ أجوف، محاولين خداع وغش الإله الحقيقي الذي يقف قبالة أعينهم. إنهم دون أدنى مخافة لله، وغير قادرين تمامًا على الحديث إلى الله من قلوبهم، ولا قول أي شيء حقيقي. يتحدَّثون كما يتلوى ثعبانٌ في طريق مُتعرِّج ملتوٍ. وطريقة كلامهم واتّجاهه أشبه بمعترش الشمَّام المتسلِّق. عندما تقول إن شخصًا ما له مقدرة جيِّدة ويمكن ترقيَّته، فإنهم يتحدَّثون على الفور عن مدى مهارته وما يظهر وينكشف فيه؛ وإذا قلت إن شخصًا ما رديءٌ، فإنهم يسارعون إلى التحدُّث عن مدى رداءته وشرُّه، وكيف أنه يتسبَّب في إزعاجاتٍ وانقطاعاتٍ في الكنيسة. وعندما ترغب في معرفة الحقّ بشأن شيءٍ ما، فليس لديهم ما يقولونه. إنهم مراوغون وينتظرون منك الوصول لخلاصة، ويحاولون تبيّن المعنى في كلامك، حتى يمكنهم تخمين ما تريد سماعه. وكلّ ما يقولونه إطراءٌ وتملُّقٌ وتزلُّف. لا تخرج كلمة حقٍّ من أفواههم" (الكلمة، ج. 3. كشف أضداد المسيح. البند العاشر: يحتقرون الحقَّ، ويسخرون بالمبادئ علنًا، ويتجاهلون ترتيبات بيت الله (الجزء الثاني)). "والله يحب الصادقين ويكره المخادعين والماكرين. إذا كنت تتصرف كشخص غدَّار وحاولت ممارسة الألاعيب، ألن يكرهك الله؟ هل سيسمح لك بيت الله ببساطة بأن تنجو دون عقاب؟ عاجلًا أم آجلًا، ستُحاسب؛ فالله يحب الصادقين ويكره الغدَّارين. يجب على الجميع أن يفهموا هذا بوضوح، وأن يتوقَّفوا عن الارتباك وارتكاب حماقات. يمكن تفهم الجهلِ اللحظي، لكن رفض قبول الحق على الإطلاق هو رفض عنيد للتغيير. يستطيع الصادقون تحمُّل المسؤولية؛ فهم لا يضعون مكاسبهم وخسائرهم نُصب أعينهم، بل بالحري يحافظون على عمل بيت الله ومصالحه. لديهم قلوب طيبة وصادقة تشبه وعاءً من الماء الصافي، حيث يمكن للمرء أن يرى قاعه في لمحة، وهناك أيضًا شفافية في أفعالهم. دائمًا ما يمارس الشخص المخادع الألاعيب، ودائمًا ما يخفي الأشياء، ويغطي عليها، ويضع الأقنعة على وجهه بإحكام، بحيث لا يمكن لأحد أن يرى حقيقته. لا يستطيع الناس أن يكشفوا أفكارك الداخلية، لكن الله يستطيع أن يرى أعمق الأشياء في قلبك. إذا رأى الله أنك لست صادقًا، وأنك ماكر، ولا تقبَلُ الحقَّ أبدًا، ودائمًا تحاول خداعه، ولا تسلِّمه قلبك، فإن الله لن يحبك، وسيكرهك ويتخلى عنك. كل الذين ينجحون من غير المؤمنين ‒ أصحاب الألسنة المعسولة وذوي الذكاء ‒ أي نوع من الناس هؤلاء؟ هل هذا واضح لكم؟ ما هو جوهرهم؟ يمكن القول إنهم جميعًا أذكياء فوق العادة، وكلهم ماكرون ومراوغون للغاية، إنهم إبليس الشيطان الحقيقي. هل يمكن أن يخلِّص الله مثل هذا؟ إن الله لا يكره أحدًا أكثر من الشياطين؛ الأناس الماكرين والمخادعين. لن يخلِّص الله هؤلاء الناس على الإطلاق؛ لذا مهما فعلتم، لا تكونوا هذا النوع من الأشخاص. أولئك المتيقظون دائمًا، ويفكرون في كل كلامهم من كل الزوايا، والذين يعرفون من أين تؤكل الكتف، وهم ماكرون في إدارة شؤونهم. أقول لكم إن الله يمقت أمثال هؤلاء الناس أكثر من غيرهم؛ أناس مثل هؤلاء لا يمكن فداؤهم. عندما يكون الناس ماكرون ومراوغون، فمهما كانت روعة ما يقولونه، فإنها لا تزال أكاذيب خادعة. كلما كانت كلماتهم أجمل كانوا شياطين وأبالسة. هؤلاء هم بالضبط الأشخاص الذين يحتقرهم الله أكثر من غيرهم. ماذا تقولون: الأشخاص المخادعون، والبارعون في الكذب، وذوو اللسان المعسول؛ أيمكن أن ينالوا عمل الروح القدس؟ أيمكن أن ينالوا استنارة الروح القدس وإضاءته؟ بالطبع لا. ما موقف الله من المخادعين والمراوغين؟ إنه يزدريهم ويهمّشهم ولا يلتفت إليهم، ويعتبرهم من نفس فئة الحيوانات. في نظر الله، هؤلاء الناس لهم هيئة البشر فحسب، أما في الجوهر، فهم من نفس نوع إبليس الشيطان، إنهم جثث تسير على أقدامها، ولن يخلِّصهم الله أبدًا" (الكلمة، ج. 4. مسؤوليات القادة والعاملين).
من كلام الله، رأيت أن ضد المسيح شخصية شريرة بشكل خاص. لتحقيق أهدافهم الخاصة، حتى في محضر المسيح، يتملَّقون ويراقبون اتجاه الريح، وهم يؤمنون أن المسيح لن يكشف حِيَلهم، ويمكنهم خداهم. لذلك، يجرؤون على خداع الله بشكل صارخ، واستغلاله، ومعاملته كإنسان. هذا الموقف تجاه الله مقزِّز ومكروه عنده. مع أنني لم أكن على اتصال مباشر بالمسيح، كانت الشخصية التي كشفتها هي ضد المسيح نفسه. في الواقع، سألني قائدي عن رأيي في شركة أخي وأختي كان سؤالًا شائعًا جدًا، وأمكنني أن أقول ما كنت أفكر فيه، لكنني عقدت الأمور، وأجرى قلي الكثير من الحسابات. تساءلت عما إذا كان القائد يختبر قدرتي على التمييز، وكنت أخشى أنني إذا ارتكبت خطأ، فإنه سيحتقرني ولن يعود يقدرني أو ينميني. للحفاظ على صورتي وموقعي في قلبه، أخفيت أفكاري الحقيقية وحاولت عمدًا مطابقة قصده. كان سلوكي تمامًا كما تعلن كلمة الله، مثل ثعبان زلِق ونبات متسلِّق، أتثنى وألتوي. لقد عاملت الناس وتماشيت معهم هكذا، لأخدع الكل وأتلاعب بهم. كنت ماكرة ومخادعة جدًا. وحين قلت هذه الكلمات أدركت ذلك. تحدثت بعد تفكير وحسابات، وفعلت ذلك عمدًا. حتى أنني اعتقدت أن الله لا يعرف حِيَلي، فتجرأت على الكذب والخداع بشكل صارخ. كنت أفتقر حتى لأدنى قدر من مخافة الله، ولم أعامله على أنه الله إطلاقًا. تجرأت على الكذب وخداع الآخرين، لذلك إذا تواصلت مع المسيح يومًا ما، سأخدَع الله بالتأكيد، وأستغله، وأسيء إلى شخصية الله. وبرزت لي كلمات الله هذه: "في نظر الله، هؤلاء الناس لهم هيئة البشر فحسب، أما في الجوهر، فهم من نفس نوع إبليس الشيطان، إنهم جثث تسير على أقدامها، ولن يخلِّصهم الله أبدًا". شلَّتني هذه الكلمات فورًا. شعرت أن الله كان يكشف طبيعتي، ويميِّز أفعالي. تذكرت أنني عندما تفاعلت مع الآخرين، كنت ألاحظ عادةً كلماتهم وتعبيراتهم. مع القادة والعاملين، كنت متملقة بشكل خاص. حاولت دائمًا تخمين أفكارهم ومطابقة قصدهم، وظننت أن العيش هكذا كان ذكيًا، لأنه لا يمكن لأحد أن يكشفني. لكن الله قد كشف بالفعل، والله يبغض ويمقت على وجه الخصوص الناس مثلي. الآن، فهمت أخيرًا لماذا يقول الله إنه يحب الصادقين ويكره المخادعين. لأن قلوب الصادقين نقيَّة كالماء، يعاملون الناس والله بصدق، ولا يُخفون عن قصد عيوبهم أو يتنكرون. هؤلاء لا يعيشون حياة مرهِقة، يستمتع الآخرون بالتوافق معهم والله يحبهم. لكن أذهان المخادِعين معقدَّة، يخططون ولديهم دوافعهم الخاصة في كل شيء، وتصبح الأمور والكلمات البسيطة جدًا معقدة جدًا معهم. أقوال المخادعين وأفعالهم، كلها لإرباك الآخرين وخداعهم لتحقيق أهدافهم. إنهم يحيون بحسب طبيعة شيطانية، والله لا يخلصهم أبدًا. بالتفكير في هذا، كنت خائفة بعض الشيء. رأيت أن طبيعتي كانت مخادعة وشريرة مثل الشيطان، وإذا ظللت لا أسعى للحق وأغيَّر نفسي، فسيطردني الله ويعاقبني. الله قدوس وبار. وأولئك الذين سيعيشون في ملكوت الله؛ جميعهم صادقون مستعدون لممارسة الحق. المخادع لن يدخل ملكوت الله أبدًا. عند التفكير في هذا، شعرت بندم عميق، ولم أعد أرغب في العيش بحسب شخصياتي المخادعة والشريرة، فصليت إلى الله وقلت إنني أريد ممارسة أن أكون صادقة، وإنني أريد الانفتاح والتحدث بصدق مع الجميع، مهما كانوا. بعد ذلك، في اجتماع، تحدثت عن نياتي الدنيئة والفساد الذي أظهرته في هذين الأمرين. بعد أن فعلت ذلك، شعرت براحة وسكينة أكثر.
بعد ذلك تساءلت لماذا اهتممت دائمًا بما يقوله القائد عني، ولماذا يمكنني الكذب وخداعه. ذات يوم، قرأت في كلام الله: "مهما كان مستوى القائد أو العامل، إذا كنتم تعبدونهم من أجل فهمهم للحق ومن أجل مواهبهم، وتعتقدون أنهم يمتلكون واقع الحق، ويمكنهم مساعدتكم، وإذا كنتم تبجلونهم وتتكلون عليهم في كل شيء، وتحاولون الوصول إلى الخلاص من خلال هذا، ثم في النهاية، لن يفلح هذا كله، لأن نقطة البداية خاطئة بطبيعتها. مهما كان عدد الحقائق التي يفهمها شخص ما، لا يمكن لأحد أن يحل محل المسيح، ومهما كانت موهبتهم، فإن هذا لا يعني أنهم يمتلكون الحق، وبالتالي فأولئك الذين يعبدون الناس ويكرمونهم ويتبعونهم سيُطرَدون جميعًا في النهاية، وسيُدانون جميعًا. عندما يؤمن الناس بالله، لا يمكنهم إلا تبجيله واتباعه. ومهما كانت منزلة القادة في القيادة، فهم لا يزالون شخاصًا عاديين. إذا كنت ترى أنهم رؤساؤك المباشرون، وإذا شعرت أنهم متفوقون عليك، وأنهم أكثر كفاءة منك، وأنهم يجب أن يقودوك، وأنهم يتفوقون على أي شخص آخر من جميع النواحي، فذلك خطأ؛ إنه وهمك. ... إن كنت تؤمن بالله وتتبعه فينبغي أن تصغي إلى كلمته، وإن كان أامرؤٌ يتكلّم أو يتصرّف بشكل صحيح، بما ينسجم مع مبادئ الحق، أفلا يجدر إطاعة الحق؟ لماذا أنت وضيع إلى هذا الحد، ولماذا تُصرّ على إيجاد شخص تعبده كي تتبعه – لماذا تحبّ أن تكون عبد الشيطان؟ لِمَ لا تكون بدل هذا خادمًا للحق؟ يُظهر هذا ما إذا كان الشخص يتمتّع بعقل وكرامة. ينبغي أن تبدأ بنفسك: جهِّز نفسك بمختلف أنواع الحقائق، وكن قادرًا على تحديد المظاهر المختلفة للأمور والأشخاص المختلفين، ومعرفة طبيعة ما يتجلى في مختلف الأشخاص والشخصية التي تتكشف فيهم، وإتقان التمييز بين جوهر أنواع مختلفة من الناس، وتَبَيُّن أنواع الأشخاص من حولك، ونوع الشخص الذي أنت عليه، وأي نوع من الأشخاص يكون عليه قائدك. بمجرد أن ترى كل هذا بوضوح، ينبغي أن تكون قادرًا على التعامل مع هؤلاء الأشخاص بالطريقة الصحيحة، بحسب مبادئ الحق: إن كانوا إخوة وأخوات، فعليك مواجهتهم بمحبة، وإذا لم يكونوا كذلك، فيجب عليك نبذهم والبقاء بعيدًا عنهم. أما إذا كانوا أناسًا يمتلكون واقع الحق، وإنْ كنت تبجلهم، فلا ينبغي أن تعبدهم. ليس بوسع أحد أن يحل محل المسيح، وحده المسيح هو الإله الحقيقي. إذا كنت تستطيع أن ترى هذه الأمور بوضوح، فأنت تمتلك قوامًا، ومن غير المحتمل أن يُضلك أضداد المسيح، ولا داعي للخوف من أن يُضلك أضداد المسيح" (الكلمة، ج. 3. كشف أضداد المسيح. البند السادس: إنهم يتصرفون بطرق منحرفة، فهم متعسفون ومستبدون، ولا يقيمون شركات مع الآخرين، ويُكرهون الآخرين على إطاعتهم). ما أعلنه الله كان حالتي. مع أنني أؤمن بالله لسنوات عديدة، لم يكن لله موضعٌ في قلبي. ما ركزت عليه هو قوة الناس ومكانتهم، وما أيَّدته هو سم الشيطان "المسؤول الكبير لا يضاهي المدير العملي"، وشعرت دائمًا أن سيادة الله وسيطرته بعيدين عني، وكأن القائد أمامي هو الذي يقرر كل شيء من أجلي، وما إذا كنت أقدَّر، وأنمَّى ويمكنني القيام بواجبي إطلاقًا، يتوقف على كلام القائد. أليس هذا قول غير المؤمنين؟ لربح تقدير قادتهم والاحتفاظ بمناصبهم ووظائفهم، يُرضي غير المؤمنين قادتهم في كل شيء ويتملقونهم دائمًا، مثل كلاب صغيرة بلا شخصية أو كرامة. ما الفرق بينهم وبيني؟ للحصول على تقدير قائدي والاحتفاظ بمكانتي، كنت أرغب دائمًا في إرضائه، وبذلت قصارى جهدي للتكهن وتلبية تفضيلاته. أصبحت شريرة وماكرة أراقب اتجاه الرياح. لمصلحتي الخاصة، فقدت كرامتي الإنسانية وأصبحت غير إنسانية تمامًا. في الواقع، لبيت الله مبادئ في اختيار الناس وتنميتهم، على عكس عالم غير المؤمنين. يمارس غير المؤمنين: "لا ينجز المرء شيئًا بدون المداهنة والتملُّق". ما داموا يستطيعون لعق أحذية رئيسهم، حتى دون الموهبة والمعرفة الحقيقية، يمكنهم كسب التأييد والترقية. لكن الأمر مختلف في بيت الله، حيث يسود الحق. يُختار الناس ويُنمَّون على أساس مبادئ الحق. إذا كان لديك إنسانية جيدة، ويمكنك قبول الحق، ويرجع قلبك إلى الله، وتحمي عمل الكنيسة، فلا يهم إذا كانت مقدرتك ضعيفة بعض الشيء. ستقوم الكنيسة بترتيب واجب مناسب للجميع. إذا كانت لديك سمة سيئة، فلا تسعى وراء الحق، ولا تمارس سوى الحِيَل والتخطيط، فحتى لو كنت تتملَّق القائد، فلن يكون لك دور مهم أبدًا. بمجرد أن يميز إخوتك وأخواتك ويكشفونك، ستكون محتقَرًا ومرفوضًا. حتى لو كان بعض القادة الزائفين وأضداد المسيح يخالفون المبادئ، ويرقون أولئك الذين يداهنونهم، ويلعقون أحذيتهم، فعاجلًا أم آجلًا، سوف يُكشفون، ولن يكون لهم موطئ قدم في الكنيسة. بمجرد أن فهمت هذا، لم أعد قلقة بشأن كيفما يراني القائد. لا يهم ما يعتقده الناس عني، وما إذا كان بإمكاني الاستمرار في واجبي يعتمد على ما إذا كنت أسعى للحق وأؤدي واجبي جيدًا. ما يجب أن أركز عليه الآن هو أداء واجبي جيدًا، وأطلب الحق في واجبي لحل مشاكلي وصعوباتي. هكذا يجب أن أمارس، وهذه هي مسؤوليتي الحقيقية.
بعد ذلك، بحثت عن مسار للممارسة في كلمة الله ووجدت هذا المقطع. "تعلمون جميعًا أن الله يكره أولئك الذين يميلون إلى التملُّق والمداهنة، وإلى أن يخبروك بما يعتقدون أنك تريد سماعه. إذن، ما هي المبادئ التي ينبغي للناس الالتزام بها؟ ... كن صادقًا: هذا هو المبدأ الذي يجب اتباعه عند التعامل مع الله. لا تشغل نفسك بمداهنة الله أو تملُّقه، ليست هناك حاجة إلى التملُّق، يكفي أن تكون صادقًا. وماذا يعني الصدق؟ كيف ينبغي تطبيق هذا؟ (ببساطة الانفتاح على الله، دون التظاهر أو إخفاء أي شيء أو إخفاء أي أسرار، ومقابلة الله بقلب صادق، والصراحة دون أي خداع أو تلاعب). هذا صحيح. لكي تكون صادقًا، ينبغي لك أولًا تنحية رغباتك الشخصية جانبًا. عوضًا عن التركيز على كيفية معاملة الله لك، قل ما في قلبك، ولا تفكِّر في عواقب كلماتك أو توليها اعتبارًا. قل كل ما تفكِّر فيه، ونحِّ دوافعك جانبًا، ولا تقل أشياء لمجرد تحقيق هدف ما. عندما يكون لديك الكثير من النوايا الشخصية، فإنك دائمًا تحسب عليك الطريقة التي تتحدث بها، آخذًا في اعتبارك: "يجب أن أتحدث عن هذا، وليس ذاك، يجب أن أكون حذرًا بشأن ما أقوله. سأصيغه بطريقة تفيدني، وتغطي عيوبي، وسأترك عني انطباعًا جيدًا لدى الله". أليست لديك دوافع؟ قبل أن تفتح فمك، فإن عقلك مملوء بالأفكار الملتوية، فأنت تقوم بتعديل ما تريد أن تقوله عدة مرات، بحيث عندما تخرج الكلمات من فمك لا تعود نقية جدًا، ولا تعود حقيقية إطلاقًا، وتحتوي على دوافعك ومكائد الشيطان. ليس هذا ما يعنيه أن تكون صادقًا. ما هذا؟ إنه يسمى إضمار نوايا سيئة، ودوافع شريرة. بالإضافة إلى ذلك، عندما تتحدث، فأنت دائمًا ما تأخذ إشاراتك من تعبيرات وجه الشخص الآخر ونظرات عينيه: فإن كان لدى الشخص تعبير إيجابي على وجهه، واصلتَ الحديث، وإنْ لم يكن الأمر كذلك، صمتَّ ولم تقل شيئًا. إذا كانت النظرة في عيني الشخص الآخر سيئة، وبدا الأمر كما لو أنه لا يحب ما يسمع، فكّرتَ في الأمر مرة أخرى وقلتَ لنفسك: "حسنًا، سأقول شيئًا يثير اهتمامك، ويجعلك سعيدًا، ويعجبك، ويجعلك تنظر بعين الاستحسان إليّ" أهذا صدق؟ كلا" (الكلمة، ج. 3. كشف أضداد المسيح. البند العاشر: يحتقرون الحقَّ، ويسخرون بالمبادئ علنًا، ويتجاهلون ترتيبات بيت الله (الجزء الثاني)). "لا يحب الله أولئك الذين يداهنون أو يتملَّقون، أو يقولون ما يعتقدون أنه يريد سماعه. أي نوع من الناس إذًا يحبهم الله؟ كيف يحب الله الناس أن يتحدث الناس ويشاركوا معه؟ الله يحب الصادقين والصرحاء. لا يحتاج منك أن تحاول قراءته وأخذ تلميحاتك منه. إنه يحتاج منك أن تكون صريحًا، وأن يكون لديك قلب صادق. لا يريدك أن تخفي أي شيء أو تضع قناعًا أو تتظاهر في قلبك، إنه يريد أن يكون ظاهرك هو نفسه ما في قلبك" (الكلمة، ج. 3. كشف أضداد المسيح. البند العاشر: يحتقرون الحقَّ، ويسخرون بالمبادئ علنًا، ويتجاهلون ترتيبات بيت الله (الجزء الثاني)). تجعل كلمة الله طريق الممارسة واضحًا جدًا. في التعامل مع الله والناس، يجب أن تكون صريحًا وصادقًا وقادرًا على قول الحق، يجب ألا تقيَّد بالسلطة والمكانة، ولا يجب أن تكون لديك دوافع شخصية، وعليك أن تقبل تمحيص الله وأن تكون صادقًا. في ذلك الوقت، فكرت في كلام الله، "ما إنْ قال بطرس "أنت هو ابن الله الحي"، حتى طرح يسوع على بطرس سؤالًا آخر (مع أنه لم يُسجّل في الكتاب المقدس على هذا النحو). وكان السؤال هو: "يا بطرس! هل سبق وأحببتني؟" فهم بطرس ما كان يعنيه، فقال: "يا رب! في الماضي أحببت الآب الذي في السماء، ولكنّني أعترف بأنني لم أحبك قط". كان بطرس نقيًا وصادقًا. لم يفكر في كيفية إرضاء الرب يسوع، لقد قال ببساطة ما يعتقده بالضبط. كان قلب بطرس نقيًا وشفافًا، حتى يكون صادقًا مع الرب يسوع. ما حيا بطرس بحسبه أرضى الله ونال قبوله. بمجرد أن فهمت هذه الأمور، رأيت مسار الممارسة أوضح، وبدأت أمارس بوعي أن أكون صادقة في حياتي.
ذات يوم، بعد الاجتماع، سألني قائدي واثنين من قادة المجموعة عن تقييم أخت. كنت متوترة قليلًا عندما سمعت هذا، وبدأت في التكهن مرة أخرى، "قائدي يريد التقييم فهل يعتقد أن هذه الأخت لديها مشكلة؟ يأتي إلينا ليسأل، فهل يريد أن يختبر تمييزنا؟ قال القائد إن قائديَّ المجموعتين كانا يتمتعان بمقدرة جيدة، وأنه يريد تنميتهما، فإذا كنت لا أرى الأشياء مثلهم، هل سأظل موضع تقدير وتنمية؟" كان ذلك عندما أدركت أنني كنت على وشك التكهن والخداع مرة أخرى. فكرت في كلام الله: "لا يحب الله أولئك الذين يداهنون أو يتملَّقون، أو يقولون ما يعتقدون أنه يريد سماعه. أي نوع من الناس إذًا يحبهم الله؟ كيف يحب الله الناس أن يتحدث الناس ويشاركوا معه؟ الله يحب الصادقين والصرحاء. لا يحتاج منك أن تحاول قراءته وأخذ تلميحاتك منه. إنه يحتاج منك أن تكون صريحًا، وأن يكون لديك قلب صادق. لا يريدك أن تخفي أي شيء أو تضع قناعًا أو تتظاهر في قلبك، إنه يريد أن يكون ظاهرك هو نفسه ما في قلبك". الله يراقب ما أفّكر فيه وما أخطط لفعله، ويريدني الله أن أكون صادقة وأقول ما أفكر به حقًا، دون أي تمويه أو إخفاء أو تناقض مع أفكاري الداخلية. كان عليَّ أن أتدرب بحسب كلام الله وأكون صادقة مع الآخرين. لذلك، أخبرت القائد بشكل مباشر بآرائي. عندما انتهيت، شعرت براحة شديدة، وشعرت أن ممارسة كوني صادقة، جعلني أشعر بالراحة، وجعلني أيضًا أشعر بالهدوء والأمان. كان هذا شيئًا لم أختبره أبدًا. كما أنني اختبرت القليل من حلاوة قول الحق، وشعرت أن هكذا ينبغي أن يتصرف الناس. الشكر لله!
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.