السبيل الوحيد للحياة كإنسان حقيقي

2024 ديسمبر 18

لقد قرأت ذات مرة رواية لكاتب ياباني عن بائع تمكَّن من بيع مصل نمو للشعر، وصبغة ودهان للشعر، ومقوٍ ومشذِّب للشعر، لرسام كان لديه القليل من الشعر، قائلًا إنه يمكن أن يحل مشكلاته. أنفق الرسام الكثير من المال ولكن انتهى به المطاف برأس أصلع تقريبًا. استخدم الكاتب السخرية لفضح الحيل التي يستخدمها بعض مندوبي المبيعات عديمي الضمير هذه الأيام، محذرًا الناس من أن ينخدعوا. هذا النوع من الأشياء يزداد سوءًا لكن ليس بوسع أحد أن يحل المشكلة. اعتدت أن أكون واحدة منهم أيضًا. كنت أكذب وأخدع الزبائن لكسب المزيد من المال. لقد انغمست في الأمر أكثر ولم أستطع التوقف. ثم قبلت عمل الله القدير في الأيام الأخيرة وفهمت بعض الحقائق بقراءة كلام الله القدير. تغيَّرت وجهة نظري وبدأت أطبق الحق والأمانة حسب كلام الله. هذه هي الطريقة الوحيدة لأعيش بانفتاح ويكون لي الشبه الإنساني.

عندما فتحت لأول مرة صالونًا لتصفيف الشعر أقسمت أنني سأعمل بأمانة. لقد فعلت ذلك تمامًا، ولم أشارك مطلقًا في التربُّح. باذلة كل جهدي من أجل شَعر كل زبونة قمت بتصفيفه، وكانت أتعابي أقل من رسوم مصففي الشعر الآخرين. ولكن بعد أن أهلكت نفسي إرهاقًا لمدة عام لم يتبق لي سوى ألفي يوان فقط بعد دفع الإيجار، وضرائب الأعمال والمرافق، ورسوم التدفئة، وما إلى ذلك. كان لدي عمل أكثر من الصالونات على الجهة المقابلة لكنهم كانوا يكسبون أموالًا أكثر مني. كنت أعلم أنهم كانوا يكسبون أموالهم في الغالب عن طريق سرقة الزبائن، معتمدين على التكتيكات الأساسية لتحقيق مكاسب غير مشروعة. الحقيقة هي أنني أردت أحيانًا أن أفعل ما كانوا يفعلونه، لكنني لم أشعر بالرضا حيال ربح المال بهذه الطريقة. كما يقول المثل القديم: "فقير لكن فخور". بغض النظر عن مدى فقري، شعرت أنه يجب علي الحفاظ على نزاهتي. فكرت في الأمر كثيرًا، لكنني قررت الاستمرار في ممارسة الأعمال وفقًا لضميري، وأن أكون إنسانة صالحة بغض النظر عن قلة ما أكسبه. مضت ثلاث سنوات سريعًا بهذه الطريقة، ومصففو الشعر الآخرون الذين بدأوا في نفس الوقت معي، اشتروا متاجر أكبر أو كانت لديهم أعمال كبيرة. حتى إن بعضهم كان يمتلك سياراته الخاصة، لكنني ظللت في نفس الوضع الذي كنت عليه قبل ثلاث سنوات.

في يوم من الأيام مرض والدي ودخل المستشفى وكان علاجه سيكلف عشرات الآلاف من اليوانات. لم يكن لدي تقريبًا أي مدخرات. اقترضت أكبر قدر ممكن من المال، لكنني ظللت لا أستطيع دفع سوى نصف الفاتورة الطبية. التفكير في المبلغ الذي اقترضته ولا أعرف متى سأتمكن من سداده، شنَّ معركة بداخلي: هل يجب أن أرفع أسعاري قليلًا؟ ماذا لو غاليت في الفاتورة قليلًا للزبائن الميسورين؟ فقط عندما كنت في هذا المأزق، قالت لي صديقة: "كل هذه المعاناة لمجرد أنك متمسكة بأمانتك. تبلغ الأرباح السنوية لأصحاب الصالونات الآخرين عشرات الآلاف، لكن أرباحك لا تزيد عن بضعة آلاف. أنت شديدة العناد. إذا كنت ترغبين في سداد هذه الديون في أي وقت قريب، يجب أن تكوني أكثر ذكاءً في عملك. ستحتاجين إلى بعض الحيل في جعبتك لكسب المزيد من المال". بعد أن غادَرت، جاءت صاحبة صالون في الجهة المقابلة من الشارع وأغاظني: أنت حقًا جيدة في إدارة هذا الصالون! العمل جيد ولديك سمعة طيبة، لكنه ليس مربحًا للغاية. أتريدي أن تكوني الأم تيريزا؟ لو كنت أملك مهاراتك، لأصبحت ثرية منذ زمن. أنتِ فقط أمينة أكثر من اللازم. يجب أن تكوني داهية لإدارة عمل، لكنك ترهقين نفسك وبالكاد تحققين أي شيء. ألا يقول الجميع "المال يدير العالم "، و"الأحمق وحده لا يستطيع جمع المال بسهولة"؟ يجب أن تفكري في الأمر قليلًا". في تلك الليلة تقلبت يمينًا ويسارًا، غير قادرة على النوم. "ما قالته كلتاهما له معنى". فكرت: "أقوم بالأعمال بأمانة تامة، فمتى سأكسب بعض المال؟ كما يقولون: "المال ليس كل شيء، ولكن بدونه لا تستطيع أن تفعل شيئًا". المال يقهر الرجال. الى جانب ذلك، والدي مريض في المستشفى ولا يمكنني تأخير علاجه. من أجل علاج والدي وحتى يمكنني سداد ديوني، فإن استخدام بعض التكتيكات لكسب بعض المال أمر مفهوم". طمأنت نفسي بهذه الطريقة وقررت البدء في تجربتها على الزبائن الأكثر ثراءً.

في اليوم التالي، جاءت زبونة أرادت تجعيد شعرها. بدت في حالة ميسورة حقًا إذا حكمنا من خلال طريقة ملبسها، لذلك فكرت أنني سأستفيد من الفرصة لكسب القليل من المال الإضافي. عندما كانت تدفع، طلبتُ 200 يوان على الفور. أقول الحقيقة، كان قلبي يخفق لأنني عادةً ما أتقاضى 120 يوانًا فقط، لذلك عندما طلبت هذا المبلغ، تساءلت ما إذا كانت ستتهمني بالمبالغة في التقدير. إذا قالت إنه باهظ الثمن، يمكنني خفض السعر قليلًا. لم أستطع حتى النظر في عينيها، لشعوري بالذنب. لقد دفعت المال بسهولة، بل وأشادت بمهاراتي. كانت سعيدة حقًا بالتصفيف، وقالت إن الأمر يستحق أي مبلغ من المال. قالت إنها ستوصي بي أصدقائها وعائلتها. بعد أن غادرت، شعرت بعدم الراحة لفترة طويلة. كانت لديها ثقة كبيرة بي لكني خدعتها. كان ذلك غير أخلاقي. ولكن مرة أخرى: "الأحمق وحده لا يستطيع جمع المال بسهولة". ثم كانت هناك ديوني أيضًا، لذلك دفنت شعوري بالذنب فحسب. من ذلك اليوم فصاعدًا، غيرت موقفي تجاه ممارسة الأعمال. كلما رأيت زبونة ميسورة تأتي، كنت أرحب بهما بابتسامة عريضة، وأود أن أوصي ببعض الخدمات والمنتجات المعينة.

ذات مرة قالت إحدى الزبائن إنها تريد غسل شعرها وتصفيفه، وفكرت: "غسل الشعر أقل من عشرة يوانات. أريد أن أجد حيلة للحصول على أموال أكثر من ذلك". فقلت لها: "شعرك جاف جدًا. إذا لم تبدئي في العناية به قريبًا، فقد يبدأ في التساقط، والشعر تاج جمال المرأة. إذا طرأت مشكلات في شعرك، فسيكون الوقت قد فات للندم". كانت مقتنعة بكل ما قلته وأنفقت 300 يوان على مجموعة من المنتجات المغذية المضادة لتساقط الشعر، وأصبحت منتظمة على العلاج بالزيت الساخن. شعرت بعدم الارتياح قليلًا بعد أن غادرت. كان لدي المال بالفعل، لكنني لم أكن متأكدة من مدى فعالية المنتج. لقد تحدثت عنه، لكن ماذا أفعل إذا لم يعمل بشكل جيد وعادت للشكوى؟ لكن لم يكن هناك ما يدعو للقلق. لقد بعته بالفعل، لذلك كان هذا الأمر الواقع. عندما كنت أقص شعر الزبونة بعد أيام قليلة قالت إنها تعاني من قشرة الرأس وحكة في فروة الرأس. فكرت: "يمكنني أن أوصي ببعض الشامبو الذي أبيعه هنا، حتى أتمكَّن من كسب المزيد من المال". قلت بلباقة: "قشرة الرأس وحكة فروة الرأس ناتجة عن الالتهاب، وإذا أصبح الأمر خطيرًا، فقد تبدئي في فقدان الشعر، مما سيؤثر على شعورك تجاه نفسك". سألتني بسرعة عما يمكن عمله حيال ذلك، وبطبيعة الحال، أوصيتها بالشامبو المضاد للقشرة، ووعدتها أنه سيعمل بشكل جيد. اشترت الشامبو بسعادة كبيرة. لقد جعلتها تدفع 68 يوانًا مقابل منتج لم يكلفني إلا 25 يوانًا، وشكرتني مرارًا وتكرارًا. أدركت مدى سهولة جني الأموال على هذه الشاكلة. لا عجب أن أصحاب الصالونات الآخرين قد أصبحوا أثرياء بالفعل. حسبت أنني يمكن أن أكون غنية كذلك في وقت سريع، ولن أضطر إلى أن أقلق بشأن فواتير مستشفى والدي. بهذه الطريقة، اختفى القلق من قلبي تدريجيًا واعتقدت أن الطريقة الوحيدة لكسب المال هي الكذب والغش.

مرت عشر سنوات في غمضة عين. كنت قد كسبت بعض المال، وسُددت كل ديوني، حتى إنني اشتريت منزلًا وسيارة. لم اعرف لماذا، لكن على الرغم من أنني عشت براحة أكبر، لم أشعر بالسعادة على الإطلاق. كان لدي دائمًا هذا الشعور بالفراغ والقلق. يقولون: "بينما يتصرف الناس، تراقب السماء" و"ما تزرعه إياه تحصد". كنت أخشى أن تحضر جميع الزبائن اللاتي خدعتهن يومًا ما لمحاسبتي، وبعد ذلك ستدمَّر سمعتي. كنت خائفة من هذا الفكرة وعشت في خوف. كان مرهقًا. أردت حقًا العودة إلى ممارسة الأعمال بأمانة لكنني لم أستطع حمل نفسي على القيام بذلك. كنت مثل اللص الذي تعود السرقة. أردت التوقف، لكنني لم أستطع.

بينما كنت أعاني في ألم وأنا عالقة في مستنقع الخطية، شاركتْ صديقة إنجيل الله القدير في الأيام الأخيرة معي. أخبرتني أن كلام الله هو كل الحق ويمكنه حل جميع الصعوبات التي نواجهها، وأن بإمكانه علاج الألم داخل أرواحنا. بعد ذلك، بدأت أجمع كلام الله وأقرأه مع الآخرين وأغني أغاني التسبيح، وشعرت بالسلام حقًا. لا يمكنك وضع ثمن لهذا النوع من الشعور. لقد عقدت العزم على ممارسة إيماني بشكل جيد.

في أحد الاجتماعات، قرأ الإخوة والأخوات مقطعًا من كلمات الله. "يعني الصدق أن تهب قلبك لله، وألا تكذب عليه أبدًا في أي شيء، وأن تنفتح عليه في كل شيء، وألَّا تخفي الحق، وألَّا تقوم أبدًا بتصرّفاتٍ تخدع الذين هم أعلى منك وتضلِّل الذين هم أقل منك، وألَّا تقوم أبدًا بتصرّفاتٍ الهدف منها هو التودُّد إلى الله فحسب. باختصار، حتى تكون صادقًا، ابتعد عن النجاسة في أفعالك وأقوالك وعن خداع الله أو الإنسان. ... إذا كانت لديك العديد من الأسرار التي تأبى مشاركتها، وإذا كنت غير مستعد بتاتًا للبوح بأسرارك – أي الصعوبات التي تواجهك – أمام الآخرين حتى تبحث عن طريق النور، فأنا أقول إنك شخصٌ لن ينال الخلاص بسهولة ولن يخرج بسهولة من الظلمة" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الإنذارات الثلاثة). كان هذا مؤثرًا حقًا بالنسبة لي. رأيت أن الله يحب الأمناء ويكره المخادعين. أن تكون شخصًا أمينًا هو السبيل الوحيد للدخول إلى ملكوته. كان الإخوة والأخوات جميعًا أنقياء ومنفتحين. على الرغم من وجود أوقات يكذبون فيها لحفظ ماء وجوههم أو حماية مكانتهم، كانوا دائمًا قادرين على التفكير في أنفسهم وأن يكونوا منفتحين وأمناء. كانت حياتهم حرة ومتحررة حقًا. شعرت أن الكنيسة لم تكن مثل العالم. يحب الله الأمناء، وكلما كان الشخص أكثر أمانة، زادت محبة الله له، ولكن كلما زاد غشه؛ بغضه. وحدهم الأمناء يمكنهم الحصول على السعادة الحقيقية والفرح. أردت حقًا أن أكون إنسانة أمينًا، إنسانة يحبها الله. لكن بعد ذلك فكرت كيف أكون سيدة أعمال، وفي هذا المجتمع المادي، حيث المال هو كل شيء، تأدية العمل بأمانة لا يعني فقط أنه لا يمكنك كسب المال، ولكن سيعتبرك الآخرون أحمق. لا توجد طريقة للحفاظ على موطئ قدم في مجتمع مثل هذا، وفي النهاية سيكون عليك فقط إغلاق متجرك. لكن كلمات الله تنص بوضوح على أنه يحب الأمناء، ولا يمكن للمخادعين أن يخلُصوا إلا بصعوبة. إذا لم أطبق الحق كما يطلبه الله لكنت ظللت مخادعة وكاذبة وغاشة في عملي، ألن يكون هذا مصدر اشمئزاز لله؟ فكرت كثيرًا، وقررت في النهاية أن أتصرف وفقًا لكلام الله، وأطبق قول الحق وأكون إنسانة أمينة.

في أحد الأيام عندما كنت أقص شعر زبونة؛ سألت إذا كان شعرها جافًا، وإذا كان الأمر كذلك، فقد أرادت الحصول على علاج بالزيت أيضًا. فكرت: "يمكنني كسب عشرة يوانات فقط من قَصة شعر، لكن معالجة الزيت تعني مائة أخرى على الأقل. لقد طلبت الزبونة بنفسها ذلك، بالتأكيد لم أضغط عليها بأي شيء إضافي للحصول على المزيد من المال". في الحقيقة ألقيت نظرة على شعرها ورأيت أنه لم يكن جافًا على الإطلاق، لكن إذا أخبرتها بالحقيقة، فإنها بالتأكيد لن ترغب في فعل ذلك. خطرت لي كلمات الله هذه، بينما كنت أشعر بالضياع: "حتى تكون صادقًا، ابتعد عن النجاسة في أفعالك وأقوالك وعن خداع الله أو الإنسان" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الإنذارات الثلاثة). منحتني كلمات الله تذكيرًا في الوقت المناسب أن الأمناء عمليين وواقعيين في أقوالهم وأفعالهم، وأنهم ليسوا مخادعين أمام الله أو أمام الآخرين. بما أنني أردت أن أكون إنسانة أمينة، فيجب أن أتصرف وفقًا لكلام الله وأقول الحق. لذلك أخبرت الزبونة: "شعرك ليس جافًا. لا تضيعي أموالك". ردت متفاجئة: "أنا مندهش من أن لديك مثل هذه النزاهة المهنية. هناك عدد قليل جدًا من الأشخاص في مجال الأعمال مثلك هذه الأيام. سأرسل بالتأكيد جميع أفراد عائلتي إلى هنا لتصفيف شعرهم". شعرت بسعادة غامرة لسماع الزبونة تقول هذا، وشكرت الله مرارًا وتكرارًا. لقد اختبرت كم هو رائع، وكم هو جميل أن نكون أمناء ونقول الحق!

في الأيام التالية، تصرفت بصفتي إنسانة أمينة وفقًا لمتطلبات الله. سرعان ما اختفى كل هذا الخوف وكل هذا القلق في قلبي، ولم أعد قلقة من أن يعود أحد ليشتكي. كنت أنام بهدوء كل ليلة. اعتقدت أنه يمكنني تطبيق الحق والتحدث بأمانة. لكن لدهشتي، كانت شخصياتي وفلسفاتي الشيطانية راسخة بعمق. عندما أغواني الربح الكبير، عدت إلى أساليبي القديمة.

ذات يوم، دخلت خمس نساء إلى الصالون. لقد عدن للتو من رحلة، وأوصى سائق التاكسي بالصالون الخاص بي، لذا أتين إلى هنا مباشرة. قالت إحدى النساء: "السعر ليس مشكلة، تأكدي فقط من قيامك بعمل جيد". عندما سمعتها تقول هذا، قلت لنفسي: "المال مضمون فعلًا. سأتجاهل الحق لمرة واحدة فقط، وينبغي أن يغفر الله لي". لذا، قلت إن سعر التجعيد 260 يوانًا بدلًا من 160 يوانًا، ولم يتفوهن بكلمة. لقد جنيت 500 إضافية بهذه الطريقة. كنت سعيدة حقًا عندما حصلت على المال، معتقدة نني لن أضطر للقلق بشأن إيجار متجري في ذلك الشهر. لكن في تلك الليلة شعرت بالكآبة والانزعاج. لقد تقلبت يمينًا ويسارًا، غير قادرة على النوم.

فيما بعد، فكرت في كيف كنت أعلم أن كونك إنسانة أمينة هو أمر إيجابي وكان مرتبطًا بكيفية ضبط أنفسنا، وما إذا كان بإمكاننا الخلاص والدخول إلى ملكوت الله. فلماذا لا يمكنني ممارستها؟ ما السبب الحقيقي؟ بحثًا عن إجابات، شاهدت مقطع فيديو لقراءة كلمات الله. يقول الله القدير، "كان الناس في الماضي يديرون تجارتهم بطريقةٍ ليس فيها غشٌّ لأحد، وكانوا يبيعون السلع بالسعر نفسه بغضّ النظر عمّن كان يشتريها. ألا يدل ذلك الفعل على التحلي بالضمير والإنسانيّة؟ عندما استخدم الناس هذا الأسلوب المبني على الإيمان في إدارة تجارتهم، فذلك يُظهِر أنهم كانوا لا يزالون يمتلكون قدرًا من الضمير والإنسانيّة في ذلك الوقت. ولكن مع طلب الإنسان المتزايد للمال بدأ الناس يُحبّون المال دون درايةٍ ويُحبّون الربح والتمتُّع أكثر فأكثر. باختصار، بدأ الناس يرون المال على أنه أكثر أهميّة؟ عندما يرى الناس المال على أنه أكثر أهميّة من ذي قبل، وعندما يرى الناس المال على أنه أكثر أهميّة، فإنهم يبدأون بإيلاء أهمية أقل لسُمعتهم وشُهرتهم واسمهم ونزاهتهم دون درايتهم؛ أليس كذلك؟ عندما تنخرط في الأعمال التجاريّة فإنك ترى الآخرين يستخدمون وسائل مُتنوِّعة لخداع الناس وتحقيق الثراء. على الرغم من أن المال المُكتسَب هو مكاسبُ غير مشروعةٍ، فإنهم يصبحون أكثر فأكثر ثراءً. على الرغم من أنهم قد ينخرطون في العمل التجاريّ نفسه مثلك، ولكن عائلتهم بأكملها تتمتَّع بالحياة أكثر منك فتشعر بالحزن وتقول: "لماذا لا يمكنني عمل ذلك؟ لماذا لا يمكنني كسب ما يكسبونه؟ ينبغي أن أُفكِّر في طريقةٍ للحصول على المزيد من المال ولإنجاح عملي التجاريّ". ثم تبذل قصارى جهدك للتفكير في كيفية جني الكثير من المال. وفقًا للطريقة المعتادة لكسب المال، إن بعت الأشياء بالسعر نفسه لجميع الزبائن، فإن المال الذي تربحه تكسبه وضمير مرتاح، لكن هذه ليست الطريقة التي تمكنك من تحقيق الثراء السريع. لكن في ظلّ الرغبة لتحقيق ربحٍ، يخضع تفكيرك لتحوِّلٍ تدريجيّ. وأثناء هذا التحوّل تبدأ مبادئ سلوكك في التغيّر أيضًا. عندما تغشّ شخصًا ما للمرَّة الأولى، تكون لديك تحفُّظاتك فتقول: "هذه هي المرَّة الوحيدة التي أغشّ فيها شخصًا ما ولن أفعل ذلك مرَّةً أخرى. لا يمكنني أن أغشّ الناس؛ فهناك عواقب وخيمة للغشّ، وسيجلب لي المتاعب" عندما تخدع شخصًا ما للمرة الأولى، تستبد بقلبك بعض الهواجس؛ فهذه هي وظيفة ضمير الإنسان – أن يجعل الهواجس تستبد بك وأن يُوبِّخك حتَّى يبدو الأمر غير طبيعيٍّ عندما تغشّ شخصًا ما. ولكن بعد أن تكون قد نجحت في خداع شخصٍ ما ترى أنك أصبحت تملك أموالًا أكثر من ذي قبل فتعتقد أن هذه الطريقة يمكن أن تكون مجدية جدًّا بالنسبة إليك. على الرغم من الوجع المُضجِر في قلبك، إلا أنك تشعر بأنك تُهنِّئ نفسك على نجاحك وتشعر بالقليل من الرضا عن نفسك. وتوافق للمرة الأولى على سلوكك وأساليب الخداع التي تستخدمها. وبعد ذلك، بُمجرَّد أن يتلوَّث الإنسان بهذا الغشّ فإنه يكون مثل الشخص الذي يتورَّط في القِمار ثم يصبح مقامرًا. وفي خضم جهلك تستحسن سلوكك الغاشّ وتقبله. ودون درايةٍ تعتبرُ الغشّ سلوكًا تجاريًّا شرعيًّا وتعتبره الوسيلة الأكثر فائدة لبقائك ورزقك؛ تعتقد أنك بعمل ذلك يمكنك تحقيق الثراء بسرعةٍ. إنها عملية: لا يستطيع الناس في بداية هذه العمليّة قبول هذا النوع من السلوك، فهم ينظرون نظرةً مُتدنيّة إلى هذا السلوك وهذه الممارسة، ثم يُجرِّبون هذا السلوك شخصيًّا، ويُجرِّبونه بطريقتهم الخاصّة، فتبدأ قلوبهم في التحوّل تدريجيًّا. أي نوع من التحوّل هذا؟ إنه موافقةٌ على هذا الاتّجاه وقبولٌ له، وهو قبولٌ وموافقة على هذه الفكرة التي غرسها فيك الاتّجاه الاجتماعيّ. ودون أن تدرك، تشعر أنك إذا كنت لا تغشّ في العمل التجاريّ فسوف تعاني من الخسائر، وأنك إذا لم تغشّ الناس فسوف تكون قد خسرت شيئًا. ودون درايةٍ، يصبح هذا الغشّ روحك نفسها ودِعامتك ويصبح أيضًا نوعًا من السلوك الذي يُعدّ قاعدةً لا غنى عنها في حياتك. بعد أن يكون الإنسان قد قَبِلَ هذا السلوك وهذا التفكير، ألا يكون هذا قد غيَّر قلبه؟ لقد تغيَّر قلبك، فهل تغيَّرت نزاهتك أيضًا؟ هل تغيَّرت إنسانيّتك؟ هل تغيَّر ضميرك؟ (نعم). نعم، يخضع الإنسان بجملته إلى تغييرٍ نوعيّ، من قلبه إلى أفكاره، إلى درجة أنه يتغيرَّ من الداخل إلى الخارج. يُبعِدك هذا التغيير أكثر فأكثر عن الله وتصبح أكثر فأكثر توافقًا مع الشيطان وأكثر فأكثر شَبَهًا به" [الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (6)]. كل كلمات الله تعكس الواقع. هذا بالضبط ما كنت عليه. في البداية أعملت ضميري وقمت بالأعمال بأمانة. ولكن عندما اضطر والدي إلى دخول المستشفى، وحثتني صديقتي وزميلتي، بدأت أكذب وأغش لأكسب المزيد من المال. انتهى بي المطاف غير قادرة على إيقاف نفسي. أردت أن أتوقف ولكنني لم أستطع. رأيت أن كل هذا كان بسبب فساد الشيطان. لقد تأثرت بالمجتمع وأخذت فلسفات الشيطان مثل "اللهم نفسي، وليبحث كل مرء عن مصلحته فقط"، و"المال أولًا"، "المال ليس كل شيء، ولكن بدونه لا تستطيع أن تفعل شيئًا"، و"المال يدير العالم" كشعارت لي. لقد اتبعت الاتجاهات الشريرة بدلًا من كسب المال بشرف. لقد تخليت عن معايير السلوك الأساسية الخاصة بي من أجل الربح، متعلمة كيفية تكييف مقاربتي مع ما لاحظته في الآخرين. لقد أرهقت عقلي ولم يوقفني أي شيء عن غش الزبائن، أصبحت أكثر فأكثر أنانية ومراوغة وشرًا وجشعًا. لقد فقدت الضمير والعقل والكرامة التي يجب أن يتحلى بها الشخص العادي. على الرغم من أنني جنيت بعض المال من الكذب والغش على مر السنين، وسددت ديوني وعشت حياة أكثر راحة، لم أشعر بالسعادة الحقيقية. شعرت بالذنب باستمرار، دائمًا ما قلقت من انكشاف أكاذيبي وتدمير اسمي. لكنني كنت لا أزال عالقة في ذلك ولم أستطع الهروب. بعد أن أصبحت مؤمنة، حتى مع معرفة أن الله يحب الأمناء، ومع عزمي في الصلاة على تطبيق كلام الله، فعندما أغواني مبلغ كبير من المال لم أستطع منع نفسي من الكذب والغش. لقد رأيت كيف أفسدني الشيطان بشدة. أدركت أخيرًا أن هذه الفلسفات الشيطانية للعيش هي أشياء سلبية التي تضلل الناس وتؤذيهم. لقد أفسدتني لدرجة أنني أصبحت أكثر شرًا وانحرافًا. العيش بحسب هذه الأفكار والقيام بالأعمال بطريقة غير شريفة ليس السبيل الصحيح في الحياة. إن ممارسة كلام الله، وتطبيق الحق كما يطلبه الله، كشخص أمين هو السبيل الصحيح الوحيد في الحياة!

قرأت هذا المقطع من كلمات الله بعد ذلك: "كيف يمكن للمرء أن يكون شخصًا صادقًا؟ كيف للمرء أن يمارس كونه شخصًا صادقًا؟ (بعدم الانخراط في الخداع وعدم إخفاء ما يضمر عند الحديث). هذا صحيح، وهو ينطوي على تفاصيل. ماذا تعني عبارة "عدم إخفاء ما تضمر"؟ تعني عدم الكذب أو إخفاء النوايا والأهداف الشخصية فيما تقوله. فإذا كنت تخفي خداعًا أو نوايا وأهدافًا شخصية، فستخرج الأكاذيب بشكل طبيعي، أمّا إذا لم يكن لديك خداع أو نوايا أو أهداف شخصية بداخلك، فلن تخفي ما تقوله، ولن يحتوي كلامك على أي أكاذيب. عندما تقول "نعم"، فهذا يعني "نعم"، وعندما تقول "لا"، فهذا يعني "لا". إن تطهير قلبك أولًا هو الخطوة الأكثر أهمية. بمجرد أن يتطهر قلبك، ستُحل جميع مشكلات عجرفتك وأكاذيبك المخادعة. لكي يكون المرء شخصًا صادقًا، عليه أن يخلي قلبه من هذا الغش. وبعد أن يفعل ذلك، سيكون من السهل عليه أن يكون شخصًا صادقًا. هل من المعقد أن تكون شخصًا صادقاً؟ لا ليس كذلك. مهما كانت الحالات أو الطباع الفاسدة في داخلك، فهناك حقيقة واحدة يمكنها معالجتها جميعًا. لا تتفوه بالأكاذيب، وسمِّ الأشياء بأسمائها الحقيقية، ومارس وفقًا للحق، وكن شفّافًا في كل ما تفعله. عِشْ كإنسان أمام الله، وعِش في النور" (من "تسجيلات لأحاديث المسيح"). لقد وجدت سبيلًا للتطبيق من كلمات الله. أولًا علينا أن نجعل دوافعنا مستقيمة، لا نتكلم بالكذب ولا نفكر في الخداع. علينا أن نعيش بمصداقية، ونكون مستحقين احترام الناس وثقتهم، ونعيش المزيد والمزيد من الشبَه الإنساني. يحب الله الأمناء ويباركهم. هذا النوع من الأشخاص لا يعيش في الظلام أو الألم، وهم لا يجهدون عقولهم للحفاظ على الكذب. إنهم لا يعيشون كل يوم على وجه الخصوص في خوف من أن تعود أكاذيبهم لتطاردهم. الأمناء ليسوا مقيدين بهذا الشكل، لكنهم أحرار وفي سلام. بمجرد أن فهمت معناها الحقيقي، أصبحت على استعداد لتطبيق كوني إنسانة أمينة كما يطلب الله.

في اليوم التالي ظهرًا، بينما كنت في منتصف قص شعر زبونة، دخلت المرأة التي أوصيتها من قبل بعلاج كثافة الشعر، وهي ممتعضة. فكرت: "يبدو أنها ستتسبب في بعض المشكلات. ماذا لو قالت إن المنتج لم يكن جيدًا وسمع ذلك الزبائن الآخرون؟ يمكن أن يكون لذلك تأثير على عملي. ماذا أفعل لإخراجها من هنا؟". بينما كنت أحاول اكتشاف كيفية التعامل معها، فكرت في كلمات الله: "لا تتفوه بالأكاذيب، وسمِّ الأشياء بأسمائها الحقيقية، ومارس وفقًا للحق، وكن شفّافًا في كل ما تفعله. عِشْ كإنسان أمام الله، وعِش في النور" (من "تسجيلات لأحاديث المسيح"). أدركت أنني لم أعد أستطيع الكذب أو الغش ومهما كان ما ستقوله تلك المرأة وبغض النظر عن رأي الزبائن الأخريات بي، وما إذا كان بإمكاني كسب المال بعد ذلك أم لا، لم يكن عليَّ إلا أن أكون أمينة بحسب كلام الله، وأن أقول الحق، ثم أقبل شكواها بشكل مناسب. كما كان هذا يدور في ذهني، سمعتها تقول بغضب: "ألم تقولي إن مكثِّف الشعر هذا سيساعد على نمو المزيد من الشعر؟ لم يكن لدي خصلة شعر جديدة. كنتِ تغشينني، أليس كذلك؟". قلت لها بصدق: "قالت بعض الزبائن إن هذا المنتج فعال إلى حد ما، وقالت أخريات إنه ليس كذلك. لم أستخدمه بنفسي، لذلك لا يمكنني الحكم. إن شعرتِ أنه لا يعمل، فلا تستخدميه بعد الآن وسأعيد إليك أموالك". عندما سمعتني أقول هذا، اختفى غضبها وقالت بابتسامة: "أردت فقط معرفة حقيقة الأمر. نظرًا لأنك على استعداد لتكوني أمينة، فلا داعٍ لرد المال. لكن أيضًا، على الرغم من أن شعري ليس أكثر كثافة باستخدام هذا المنتج، أصبح أكثر نعومة ولمعانًا من ذي قبل". بمجرد رحيلها، فكرت فيما حدث للتو. لقد اختبرت حقًا أن الأمانة وتطبيق الحق ليس عائقًا. فهو لا يربح احترام الآخرين وثقتهم فحسب، بل يمنح شعورًا جيدًا أيضًا. لقد منحني هذا المزيد من الثقة لأكون إنسانة أمينة.

في أحد أيام نهاية الأسبوع، جاءت أختي الكبرى إلى الصالون لتغسل شعرها، بينما كانت هناك زبونة تريد صبغ شعرها. ألقيت نظرة على شعرها وقلت لها: "لقد صبغته مؤخرًا. يجب أن تنتظري قليلًا، لأن هذه الأصباغ تحتوي على مواد كيميائية ضارة لك". ردت الزبونة ببعض المفاجأة: "أنا فقط لا يمكنني تصديق أن هناك أناسًا يمارسون الأعمال بهذه الطريقة. لا عجب أنك تبلي حسنًا. تجعل الشخصية الصالحة الأعمال ناجحة!". بعد أن غادَرت، نظرت إليَّ أختي بغرابة وقالت: "هل لديك حمى أو شيء من هذا القبيل؟ كان هذا المال بين يديك عمليًا لكنك لم تأخذيه". قلت بهدوء: "سلوكنا يؤثر على أعمالنا. كيف يمكن لشخص غير صالح أن يدير عملًا جيدًا؟ يمكنك كسب المال بسرعة من خلال كونك عديمة الضمير، ولكن ليس لفترة طويلة. أنا أقوم بالأشياء الآن فوق الشبهات تمامًا وأشعر بتحسن كبير في كسب المال بضمير". ابتسمت أختي وقالت: "لم تكن هذه هي الطريقة التي كنتِ تعملين بها من قبل على الإطلاق. لقد تغيرتِ حقًا". عندما رأيت نظرتها المتعجبة، شكرت الله مرارًا وتكرارًا. كان كل ذلك بسبب كلام الله، وتذوقت الصفاء لكوني إنسانة أمينة وأقول الحق.

بعد ذلك، كان صالوني يزدحم في العطلات ونهاية كل أسبوع، وجاء الكثير من الأشخاص بسبب الأحاديث الشفهية أو توصية صديق. كنت أعتقد أنني لن أحصل على موطئ قدم في مجال الأعمال دون أن أتفوه ببعض الأكاذيب، وأن الناس سيسخرون مني. لكنني رأيت أخيرًا كم هو تافه، وكم هو سخيف هذا المفهوم. إن اتباع الفلسفات الشيطانية يجلب مكاسب مؤقتة ولا يترك سوى الفراغ والألم. إنها طريقة حقيرة وشريرة للعيش، دون أي شَبَه بشري. أركز الآن على تطبيق الحق والتحدث بأمانة والعيش باستقامة. لم أكسب احترام الآخرين وثقتهم فحسب، بل أشعر شخصيًا بالسلام. إنها طريقة رائعة للعيش! التغيير الصغير الذي مررت به الآن هو بفضل كلام الله. الشكر لله القدير!

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

اختبار مشاركة الإنجيل

بدأت مشاركة الإنجيل بعد قبول عمل الله القدير في الأيام الأخيرة. عزمتُ بهدوء أن أقوم بواجبي جيدًا رغم الصعوبات التي واجهتها، لتسمع خراف الله...

جني الحصاد من خلال المرض

شكّل عام 2007 منعطفًا شديد الأهمية في حياتي. في ذلك العام، تعرّض زوجي لحادث سيارة فأصبح طريح الفراش. كان ولدانا لا يزالان صغيرين وكان ذلك...

تُوجَد طريقة لعلاج الكبرياء

بقلم تشاوتشين – مقاطعة خنان كنتُ أتَّسم بطبيعة متغطرسة، وكنت غالبًا ما أكشف عن شخصيتي المتكبّرة الفاسدة؛ حيث كنت أظن دائمًا أنني أفضل من...