واجب مُلزِم

2022 أكتوبر 30

في سبتمبر 2020، قبلت عمل الله القدير في الأيام الأخيرة. بعد ذلك، كنت كثيرًا ما أحضر الاجتماعات وأسأل إخوتي وأخواتي عن أي شيء لم أفهمه. كما شاركت بنشاط عن فهمي لكلمات الله، وشجعت الآخرين على الشركة أيضًا. ذات مرة قالت لي قائدة المجموعة: "شركتك جيدة جدًا في الاجتماعات ولديك فهم جيد، أستكونين مستعدة لاستضافة الاجتماعات؟" لم أصدق ذلك: أرادت مني استضافة الاجتماعات؟ كنت أتطلع إلى هذا لفترة طويلة. عندما آمنت بالرب، كنت أحسد دائمًا أولئك الذين يتجولون في الوعظ. حتى أنني أردت أن أصبح قسَّة، ليمكنني الوقوف ذات يوم على المنبر، والوعظ كما يفعلون، لأحظى بإعجاب الآخرين ومدحهم. لم أصدق أن حلمي قد تحقق أخيرًا. كنت الوحيدة التي اُخترت مضيفة، من بين الذين اجتمعت معهم، وشعرت أن هذا يعني أنني أفضل الآخرين جميعًا. شعرت بأنني محظوظ للغاية وقبلت العرض دون أدنى تردد. عقدت العزم على الاستعداد للاجتماعات مسبقًا، وأحل مشكلات الأخوة والأخوات بمجرد ظهورها، وإذا لم أتمكن من حلها، فسأطلب من قائدة المجموعة المساعدة. بعد مرور بعض الوقت، أخبرتني قائدة المجموعة أنني أقوم بعمل رائع في الاستضافة وكانت لديها ثقة أكبر بي. شعرت بفخر لا يصدَّق. لاحقًا، وبسبب بعض متطلبات العمل، كلفتني قائدة الكنيسة، الأخت آيفي، بممارسة مشاركة الإنجيل. كانت مسؤوليتي الرئيسية هي دعوة الناس للاستماع إلى العظات. لم أستطع قبول هذا لأنني شعرت أن مشارك الإنجيل مكانته أقل من المضيف. يُعتقد أن المضيفين قادة؛ سمح لي هذا المنصب بقيادة الآخرين وتمييز نفسي، في حين أن دعوة الناس للاستماع إلى العظات كانت وظيفة وراء الكواليس، ولن يلاحظها الآخرون. اشتكيت لنفسي: "لماذا كُلفت بهذا العمل؟ أأنا لست جيدة بما فيه الكفاية؟" أنا فقط لم أفهم. حتى أن تحيزًا نما داخلي تجاه القائدة، معتقدة أنها قللت من شأني. لقد شارَكتْ معي حول كيف أن مشاركة الإنجيل هي إرسالية الله، وواجب على الجميع القيام به. عندئذ فقط خضعت على مضض. لكن قلبي لم يكن في الأمر أثناء مشاركة الإنجيل، وكنت أرغب دائمًا في العودة إلى استضافة الاجتماعات. حتى أنني اعتقدت أن مشاركة الإنجيل لم تكن وظيفتي المناسبة، ويمكنني أن أفعل ما هو أفضل بكثير كمضيفة اجتماعات.

لكن لدهشتي، ذات يوم، قال لي قائد أعلى: "لدي أخبار سارة، لقد اُختت قائدة للكنيسة". لقد صُدمت. لم أفهم الحق بعد، كيف يمكنني القيام بهذا الدور المهم؟ لكنني علمت أن هذه هي رفعة الله، فقبلت. لاحقًا، أخبرني القائد أنني سأكون مسؤولة أساسًا عن عمل الإنجيل. بمجرد أن سمعت "عمل الإنجيل"، كان تفكيري الأول أنه واجب أقل أهمية. لم يتضمن سوى الشركة للباحثين عن الحق، ولن يساعدني في الشهرة. بدأت أتذمَّر داخليًا وأشعر بالمقاومة مجددًا. لم أرغب في أن أكون مسؤولة عن أعمال الإنجيل. لاحقًا، أثناء القيام بواجبي لم أركز سوى على استضافة الاجتماعات ولم أهتم كثيرًا بعمل الإنجيل. عندما سأل قائد أعلى عن عمل الإنجيل، لم يكن لدي فهم جيد ولم يكن لدي ما أقوله. كنت أعرف أن عدم حصول الكنيسة على نتائج جيدة في عمل الإنجيل، وعدم معرفة الإخوة والأخوات كيف يشاركون الإنجيل، كان بسبب إهمالي. وشعرت بالفزع. لاحقًا، تصارحت على القادة بشأن حالتي، وقدموا شركة، وناقشوا معي كيفية حل الموقف. كما طلبوا مني التركيز أكثر على المضي قدمًا في عمل الإنجيل. شعرت بالذنب حقًا. كقائدة، كان يجب أن أتحمل عبئًا في عمل الإنجيل، لكنني فشلت في تحمل المسؤولية في واجبي، ولذلك، حصلنا على نتائج سيئة في عمل الإنجيل. عندما أدركت كل هذا، شعرت بالفزع.

خلال اجتماع، رأيت مقطعًا من كلام الله ساعدني في ربح بعض الفهم لنفسي. تقول كلمات الله، "ما السلوك الذي يتعيَّن عليك اتخاذه تجاه واجبك، والذي يمكن وصفه بالصحيح ويتماشى مع مشيئة الله؟ أولًا، لا يمكنك التدقيق حول من الذي رتبه، وما مستوى القيادة التي قامت بالتكليف به – عليك أن تقبله من الله. لا يمكنك تحليل ذلك، بل عليك قبوله من الله. هذا شرط. أضف إلى ذلك أنه مهما كان واجبك، لا تُميِّز بين الأعلى والأدنى. لنفترض أنك تقول: "على الرغم من أن هذه المُهمَّة تكليفٌ من الله وعمل بيت الله، قد ينظر الناس لي باحتقارٍ إذا فعلتها. يُؤدِّي آخرون عملًا يجعلهم يتميزون. لقد أُوكلت إليّ هذه المُهمَّة التي لا تدعني أتميز بل تجعلني أُجهد نفسي خلف الكواليس، هذا غير منصف! لن أؤدي هذا الواجب. يجب أن يكون واجبي من النوع الذي يجعلني أتميز أمام الآخرين ويسمح لي بأن أصبح مشهورًا – وحتَّى إذا لم أصبح مشهورًا أو إذا لم أتميز، فما زال يتعيَّن أن أستفيد من ذلك وأشعر بالراحة الجسدية". هل هذا موقفٌ مقبول؟ كثرة التدقيق تعني عدم قبول ما يأتي من الله، أي اتّخاذ الخيارات وفقًا لتفضيلاتك الخاصَّة. وهذا يعتبر عدم قبول لواجبك بل هو رفضٌ له، ومظهر من مظاهر العصيان. فكثرة التدقيق هذه مشوبةٌ بتفضيلاتك وبرغباتك الفرديَّة. وعندما تُفكِّر في مصلحتك الشخصيَّة وسُمعتك وما إلى ذلك، فإن موقفك تجاه واجبك لا يعتبر خضوعًا. ما الموقف الذي ينبغي أن تتخذه من الواجب؟ أوَّلًا، عليك عدم تحليله أو التفكير فيمن كلفك به. وبدلًا من ذلك، يجب أن تقبله من الله كواجب عَهِدَ الله به إليك، وأن تطيع ترتيبات الله، وأن تقبل واجبك من الله. وثانيًا، لا تُميِّز بين الأعلى والأدنى ولا تشغل نفسك بطبيعته، سواء سمح لك بالظهور أم لا، وسواء نُفِّذَ علنًا أو خلف الكواليس. لا تُفكِّر في هذه الأشياء. ثمة موقف آخر: الطاعة والتعاون النشط" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. ما هو الأداء المناسب للواجب؟). بعد قراءة كلام الله، أدركت أنه لا توجد واجبات أكثر أو أقل أهمية. في عيني الله مهما كان العمل الذي نؤديه في الكنيسة؛ جميعنا نؤدي واجباتنا كخليقة. يجب ألا نفرّق بين الواجبات الأهم أو الأقل أهمية، ولا يجب أن نراها وكأنها آتية من شخص ما. إنها المسؤوليات التي يجب أن نؤديها. عند التفكير في نفسي، رأيت أنني دائمًا ما أعطي الأولوية لتفضيلاتي، وأختار فقط الوظائف التي من شأنها إبرازي. في كل مرة لم يكن الواجب يروق لي، ولا يساعدني في التميَّز، لم أكن أقبله، وأقاوم وأشتكي من داخلي. عندما كلفتني القائدة باستضافة الاجتماعات، فلأني أحببت هذه الوظيفة، فقد أشبعت رغباتي، وسمحت لي بالتميز، كنت سعيدة وعملت بجد في الخدمة. لكن عندما كلَّفتني القائدة بمشاركة الإنجيل، لُمتها، لأن الواجب لن يساعدني في التميُّز، واعتقدت أنها قللت من شأني، لذا شعرت بخيبة أمل وحزن، وحتى نما لدي تحيز ضدها. كنت صعبة الإرضاء بشأن المهام التي توليتها، لم أقبلها على أنها من الله، ولم أخضع حقًا. لأن كان لدي تصور خاطئ لواجبي، كنت روتينية في عملي في مجال الإنجيل، ولم أكن أهتم به كثيرًا. لذلك، حصلنا على نتائج سيئة وتأخر عمل الإنجيل مباشرة. أدركت خطأ مساعيَّ. مهما كان الواجب الذي كُلفت به، وسواء أعجبني أم لا، ما دام كان ضروريًا لعمل الكنيسة، فيجب أن أخضع وأبذل قصارى جهدي. كان ينبغي أن يكون هذا رأس اهتمامي، لكنني كنت أفكر دائمًا في الواجبات من حيث تفضيلاتي الخاصة. كنت حقًا غير مطيعة وخائنة. الشكر لله! سُررتُ جدًا لأنني عرفت فسادي، من خلال قراءة مقطع كلام الله هذا. واتخذت قرارًا: سأخضع للواجب الذي أكلَّف به، مهما كان.

هدَّأتُ أفكاري وسألت نفسي: لماذا إذا كان الواجب يلبي تفضيلاتي ورغباتي، ويسمح لي بالتميُّز، أشكر الله، لكن إذا كنت لا أحب الواجب، فلا أكون مستعدة للقيام به، بل أشكو وأفشل في الخضوع؟ لقد وجدت الجواب في كلام الله. تقول كلمات الله، "إن اعتزاز أضداد المسيح بمكانتهم وهيبتهم يتخطى مكانة وهيبة الأشخاص العاديين، وهو شيء في داخل شخصيتهم وجوهرهم؛ إنها ليست مصلحة مؤقتة، أو تأثيرًا عابرًا لمحيطهم – إنه شيء في حياتهم، وعظامهم، ومن ثمَّ فهو جوهرهم. أي إنه في كل ما يفعله ضد المسيح، فإن الاعتبار الأول عنده هو مكانته وهيبته، ولا شيء آخر. المكانة والهيبة بالنسبة إلى أضداد المسيح هما حياتهم وهدفهم مدى الحياة. الاعتبار الأول لديهم في كل ما يفعلونه هو: "ماذا سيحدث لمكانتي؟ ولهيبتي؟ هل القيام بهذا يمنحني هيبة؟ هل سيرفع مكانتي في أذهان الناس؟" هذا هو أول ما يفكرون فيه، وهو دليل كافٍ على أن لديهم شخصية أضداد المسيح وجوهرهم؛ فلن ينظروا إلى هذه المشكلات خلافًا لذلك. يمكن القول إن المكانة والهيبة بالنسبة إلى ضد المسيح ليستا بعض المتطلبات الإضافية، كما أنهما ليستا شيئًا غريبًا يمكنهم الاستغناء عنه. إنهما جزء من طبيعة أضداد المسيح، إنهما في عظامهم، وفي دمائهم، إنهما فطرة لديهم. أضداد المسيح ليسوا غير مبالين تجاه تمتعهم بالمكانة والهيبة، هذا ليس سلوكهم. ما هو سلوكهم إذن؟ ترتبط المكانة والهيبة ارتباطًا وثيقًا بحياتهم اليومية، وحالتهم اليومية، وما يسعون من أجله يوميًا. وهكذا فإن المكانة والهيبة هما حياة أضداد المسيح. بغض النظر عن الطريقة التي يعيشون بها، وبغض النظر عن البيئة التي يعيشون فيها، وبغض النظر عن العمل الذي يقومون به، وبغض النظر عمَّا يسعون لتحقيقه، وما هي أهدافهم، وما هو اتجاه حياتهم، كل ذلك يدور حول كونهم يتمتعون بسمعة طيبة ومكانة عالية. وهذا الهدف لا يتغير، ولا يمكنهم أبدًا تنحية مثل هذه الأشياء جانبًا. هذا هو الوجه الحقيقي لأضداد المسيح وجوهرهم" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند التاسع: لا يُؤدُّون واجبهم سوى لتمييز أنفسهم ولإرضاء مصالحهم وطموحاتهم؛ فهم لا يراعون أبدًا مصالح بيت الله، بل يبيعون حتَّى تلك المصالح مقابل المجد الشخصيّ (الجزء الثالث)). من خلال كلام الله، رأيت كيف يشتهي أضداد المسيح السمعة والمكانة على وجه الخصوص. يريدون دائمًا أن يكونوا فوق البقية، وأن يكون لهم موضع في قلوب الناس. مهما كانت الظروف، يكون الاعتبار الأول دائمًا هو إذا كان بإمكانهم الفوز بإعجاب الآخرين ومدحهم. قد يصاب الأشخاص العاديون بالإحباط قليلًا إذا لم يحصلوا على السمعة والمكانة، لكن بالنسبة لأضداد المسيح، فإنهم حرفيًا لا يستطيعون العمل ويجدون الأمر معذبًا بصورة مذهلة، لدرجة أنهم بالكاد يستطيعون الاستمرار في العيش. بالنسبة لأضداد المسيح، فإن السمعة والمكانة هما شريان الحياة. كانت لدي نفس الشخصية: لطالما رغبت كسب السمعة والمكانة والثناء من الآخرين. رغبت دائمًا أن أكون المفضَّلة لوالديَّ بين إخوتي وأخواتي، وأكون الأكثر شعبية بين أصدقائي. وأحظى بقبول معلميَّ في المدرسة. وكمؤمنة بالرب، أردت أن أكون مثل الوعّاظ، ألقي العظات أمام الحشود وأكسب إعجاب الجميع. بعد قبول عمل الله في الأيام الأخيرة، كنت لا أزال أتابع الشيء نفسه: اعتقدت أن من خلال استضافة الاجتماعات يمكنني إثبات نفسي، وكسب مدح الآخرين، ونوال تقدير كبير من القادة. لذلك شعرت بسعادة كبيرة عندما كُلفت باستضافة الاجتماعات، وأحببت الشعور بالاحترام والمدح من الجميع. لكن مشاركة الإنجيل كانت واجبًا وراء الكواليس، لن يلاحظه أحد. حتى لو حصلت على لقب "قائدة"، ظللت لا أقبله، معتقدة أنها كانت وظيفة غير مهمة، وظللت أتساءل متى يمكنني العودة إلى استضافة الاجتماعات. عندما لم تكن رغباتي مشبعة، بدأت أتصرَّف روتيني في وظيفتي، مما أدي إلى نتائج سيئة في عمل الإنجيل. في الماضي، كل صلاتي حول الرغبة في بذل جهدي في واجبي، لم تكن حقيقية وصادقة؛ كنت أخدع الله! كنت أقوم بواجبي فقط للحفاظ على مكانتي وسمعتي، وأنال إعجاب الإخوة والأخوات، لا أن أرضي الله. كنت أظِهر شخصية ضد المسيح، وأسير في طريق مقاومة الله. شعرت بالخوف الشديد لإدراكي كل هذا. كم هو خطير! صليت لله بصمت: "إلهي الحبيب، أنا في موضع جد خطير؛ لقد سعيت للسمعة والمكانة وشرعت في الطريق الخطأ. أنا مستعدة للتوبة والصلاة من أجل خلاصك".

وقرأت مقطعًا من كلمة الله في اجتماع، ساعد في تصحيح تصوري الخاطئ لعمل الإنجيل. تقول كلمات الله، "فأحذّر كل الناس وأعلمهم أنّ نشر الإنجيل ليس دعوةً مميزةً لنوع واحد أو مجموعة واحدة من الناس، بل هي دعوة كل شخص يتبع الله. لماذا يجب أن أجعل الناس يفهمون هذا الوجه من أوجُه الحق ؟ ولماذا عليهم أن يعرفوا هذا؟ لأن نشر الإنجيل هو المهمة والدعوة التي يجب أن يقبلها كل كائن مخلوق وتابع لله، سواء أكان مسنًّا أو شابًّا، ذكرًا أو أنثى. إن أتتك هذه المهمة وتطلّبت منك أن تبذل نفسك وتدفع ثمنًا، وحتى أن تقدم حياتك، فماذا يجب أن تفعل؟ يجب أن تقبلها لأنك مُلزم بأدائها بحكم الواجب. هذا هو الحق، وهو ما يجب أن تفهمه. ليست هذه جزئية بسيطة من التعاليم. هذا هو الحق، وما الذي يجعله الحق؟ لأنّه - بغضّ النظر عن مرور الزمن، أو كيفية تغيّر الدهر، أو كيفية تغيّر الجغرافيا والمكان، فنشر الإنجيل وتقديم الشهادة لله أمر إيجابي إلى الأبد، ومعناه وقيمته لا يتغيّران. هذا أمر لا يتغيّر مع مرور الزمن أو مع الموقع الجغرافي. إنّه موجود إلى الأبد، وهو ما يجب على كل كائن مخلوق أن يضعه موضع التطبيق. هذا هو الحق الأبدي. يقول بعض الناس: "أنا لا أؤدي واجبي بنشر الإنجيل". ومع هذا فإن حقيقة نشر الإنجيل هي أمر ينبغي للناس أن يفهموه. وبما أنه حقيقة في عالم الرؤى، فيتعين على جميع المؤمنين بالله فهمه؛ فهو أمر يرسخ إيمان المرء بالله، وهو ذو فائدة لدخول المرء في الحياة. أضف إلى ذلك أنك ستكون لك تعاملات مع غير المؤمنين، مهما يكن واجبك فلديك مسؤولية تتمثل في نشر الإنجيل. وبمجرد أن تكون قد فهمت الحق حول نشر الإنجيل، فستعرف في قلبك أنّ: "دعوتي هي الوعظ بالعمل الجديد لله والوعظ بإنجيل عمله لخلاص الناس. بغضّ النظر عن المكان والزمان، وبغضّ النظر عن مركزي أو دوري أو الواجب الذي أؤدّيه حاليًا، لديّ التزام بالذهاب ونشر البشرى السارّة عن العمل الجديد لله. أنا مَدين بأن أنشره كلّما سنحت لي الفرصة أو كان لديّ وقت فراغ." هل هذه حاليًا أفكار غالبية الناس؟ (لا.) تفكّر غالبية الناس: "لديّ حاليًا واجب محدد. أنا ملتزم حاليًا بدراسة مهنة وتخصص محددين والغوص فيهما، فنشر الإنجيل لا يتعلّق بي البتّة." أي نوع من السلوك هذا؟ هذا سلوكُ تهرّب المرء من مسؤوليته ومهمته، وهو سلوك سلبي، ومثل هذا الشخص لا يراعي مشيئة الله وهو عاصٍ له. إن كنتَ، كائنًا من كنت، لا تحملُ عبء نشر الإنجيل، أفلا تُظهر بذلك افتقارًا إلى الضمير والمنطق؟ لم تكن ناشطًا ومبادرًا في التعاون وتحمّل المسؤولية، والخضوع، فأنت إذنْ تتفاعل بشكل سلبي وخامل ليس إلّا. هذا سلوك ينبغي أن تربأ بنفسك عنه. ومهما يكن الواجب الذي تلتزم به، ومهما تكن المهنة أو التخصص المرتبط بواجبك، فإن أحد أهم أوجه ثمار عملك كلها أهميةً هو القدرة على نشر إنجيل عمل الله لخلاص البشرية والشهادة له. هذا أقلّ ما يجب أن يفعله كائن مخلوق" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الأول: يحاولون ربح الناس). بعد قراءة كلام الله، بدأت في البكاء، وشعرت بالذنب الشديد. أظهر لي كلام الله بوضوح أن مشاركة الإنجيل هي إرسالية الله، وواجب الجميع ورسالتهم التي لا يمكن التنصل منها. في الكنيسة، مهما كان الواجب الذي نقوم به، فإن هدفنا النهائي هو نفسه: نشر إنجيل الله. بالنسبة لي، لم أحب مشاركة الإنجيل، وحتى ظننت خطًا أنه ليس لدي أي دور لأقوم به في عمل الإنجيل. ظننت أنه ما دمت أقيم الاجتماعات وأروي الإخوة والأخوات، سأقوم بواجبي وأرضي الله. أنا لم أفهم فحسب مدى أهمية عمل الإنجيل. عندئذ فقط أدركت أن نشر الإنجيل هو قصد الله المُلِح. عمل الإنجيل هو عمل خلاص البشرية، وتقديم شهادة مباشرة لله، مما يسمح للناس بفهم عمل الله والرجوع له ليخلصوا. هذا عمل مفيد حقًا. لكن لم يكن لدي عقل لأشهد لله، ولم أتحمل أدنى عبء في واجبي. حتى عندما كلفتني القائدة بمشاركة الإنجيل، قاومت ورفضت وتنصلت من مسؤوليتي. كنت فقط أفتقر إلى الضمير والعقلانية! إذا لم يدعِني أحد للاستماع إلى العظات، وشاركني الإنجيل وشهد لله، لم أكن لأسمع صوت الله أبدًا، ولا أتيحت لي فرصة قبول عمل الله القدير في الأيام الأخيرة. إذا لم أتمكن من القيام بدوري في مشاركة الإنجيل وتخبطت فحسب، فلن يعتبرني الله مؤمنة به وتابعة له، بل سيعتقد أنني أفتقر إلى الضمير والإنسانية. لقد هربت ورفضت مسؤولية مشاركة الإنجيل، بل أردت التخلي عن عمل الإنجيل للتركيز على استضافة الاجتماعات. بالعودة بتفكيري، كان ذلك خطأ كبيرًا. فكرت في قصة نوح: لم يكن لدى نوح أي شك عندما سمع كلام الله ولم يأخذ في الاعتبار مصالحه الخاصة. لم يُرد سوى إرضاء الله، والإصغاء إلى مشيئته وبناء الفُلك بحسب أوامر الله. كما بذل قصارى جهده لمشاركة الإنجيل. لقد وجدت أن تجربة اختبار محفزًا للغاية. أردت أن أخضع لترتيبات الله وأقوم بواجبي جيدًا مثل نوح. شكرت الله القدير على مساعدتي في فهم هذا الجانب من الحق، والتعرُّف على فسادي. كنت على استعداد للتوبة ومهما كان العمل الذي أكلف به، سأشارك الإنجيل!

بعد ذلك، بدأت أركز على مشاركة الإنجيل. لم يكن لدي الكثير من الخبرة، وكان من الصعب عليَّ أن أشارك مع أنواع مختلفة من الناس. قد يرفضونني أو قد أواجه جميع أنواع الصعوبات، لكن لم لأكن لأتوقف. فكرت في كلام الله الذي يقول: "ومهما يكن الواجب الذي تلتزم به، ومهما تكن المهنة أو التخصص المرتبط بواجبك، فإن أحد أهم أوجه ثمار عملك كلها أهميةً هو القدرة على نشر إنجيل عمل الله لخلاص البشرية والشهادة له. هذا أقلّ ما يجب أن يفعله كائن مخلوق" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الأول: يحاولون ربح الناس). حفزني هذا المقطع حقًا. كان الواجب الذي كُلفت به مسؤولية، وكنت على استعداد للخضوع. قد تكون هناك صعوبات، لكنني علمت أنني ما دمت أصلي لله بصدق، فسيرشدني. الشكر لله القدير!

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

درس تعلمته من سقاية مؤمنين جدد

في يناير من هذا العام، كنت أروي الوافدين الجدد في الكنيسة. كانت الأخت ران جي وزوجها من الوافدين الجدد الذين كنت مسؤولة عنهم. قال لي المشرف...

حَجَبَتْ العاطفة قلبي

في مايو 2017، قَبِلتُ عمل الله القدير في الأيام الأخيرة. عندما رأى زوجي كيف تعافيت من المرض واستمتعت بنعمة الله بعد إيماني بالله، فقَبِلَ...

الخروج من الضبابيَّة

بقلم زينشي – إقليم هينان منذ عشرة أعوام، بدافع من طبيعتي المتكبِّرة، لم أكن أستطيع أبدًا إطاعة ترتيبات الكنيسة. كنت أطيع إذا كان الأمر...

اترك رد