تأملات حول رفض التعامل معنا
في عام 2021، عُيّنتُ ولي تشياو لريِّ الوافدين الجدد. في بداية الأمر، لم أكن على دراية بالعمل، فساعدتني لي تشياو بطيب خاطر، وأطلعتني على مبادئ ومتطلبات الواجب. وبعد مُضي بعض الوقت، استوعبت الأشياء رويدًا رويدًا، لذا عندما ذكَّرتني ببعض المسائل المعينة، تصوّرتُ أنني أعرفها بالفعل، ولم أصغِ لها. هذا الأمر تسبَّب لاحقا في ظهور الانحرافات في عملي. وعندما علمتلي تشياو الأمر، وضحت هذه الانحرافات مباشرة، وذكرتني بأن أكون متقنة. في بادئ الأمر، وافقت بأنني فعلًا افتقرت للإتقان وكان تأنيبها بمثابة تذكير مفيد لي. لكن مع الوقت، بقي لديَّ بعض المسائل الشائنة في عملي: فقد فشلت في إنجاز مهام أُوكلتْ إليَّ؛ ما أثَّر سلبًا على تقدُّم العمل. وعندما رأت تلك الأخطاء تتكرر المرة تِلو الأخرى، استخدمت نبرة أقسى في انتقادها حتى أنها وبختني: "لماذا لم تتذكري؟ لماذا لم تقومي بعملك؟" كنت أعرف أنها تعني فحسب أن أصحح الأمور والانحرافات بسرعة وأحقق نتائج أفضل في واجبي، لكن استخدامها تلك النبرة القاسية معي أزعجني قليلًا. فكرتُ: "إنها تجعل الأمر يبدو وكأني مهملة جدًّا في عملي ولا يمكنني القيام بأي عمل صائب، بالرغم من أنني هنا منذ فترة طويلة. ماذا سيظن الآخرون إن عرفوا عن هذا الأمر؟ حتى وإن كان هناك مشاكل، ألا يمكننا مناقشة الأمور بهدوء؟ فالأمر ليس أني غير راغبة في التحسن. انسي الأمر – من الآن فصاعدًا سأتجنبها، وبهذه الطريقة لن تضطر لتوبيخي". بعد ذلك، تجاهلتها كليًّا، وحتى أنني كنت أحيانًا أنظر إليها شزرًا لأجعلها تلاحظ استيائي. كنت أحتاج أحيانًا لمناقشة العمل معها، لكني خشيت إن قصدتها واكتشفت بعض المشكلات في عملي، أن تؤنبني وتتعامل معي. ألن يجعلني ذلك أبدو أكثر سوءًا فقط؟ لاحقًا، عندما كنت أضطر لمناقشة أمرٍ معها، كنت أنتظر حتى اللحظة الأخيرة أو أنتظر لتقصدني قبل أن أتكلم. ومع مرور الوقت، أصبحت لي تشياو مقيدة بي. سمعتها ذات مرة تقول إنها تشعر بالارتياح وهي تعطي اقتراحات للآخرين، لكنها كانت تشعر بالتقيد معي. أحيانا، عندما كانت تلاحظ مشاكل معينة وانحرافات في عملي، كانت تتردد بشأن ما يجب أن تقوله لي. وكانت تخشى أن أغضب إن كانت نبرة صوتها قاسية، عند سماعي ذلك، شعرت بالذنب قليلًا. ومن ثمَّ فكرت: "لو كانت نبرة صوتكِ رقيقة، لما أصبحتِ هكذا. أنتِ متعجرفة جدًّا". بهذا التفكير، لم أكن تأملت نفسي بعد.
لاحقًا، عرفت مشرفتي بالأمر ـ وتشاركت معي عدة مرات، وأخبرتني أن أتأمل نفسي أولًا قبل أن أُحوِّل تركيزي إلى الآخرين. ظاهريًّا، كان بإمكاني مناقشة التأمل الذاتي مع المُشرفة، لكني من الداخل شعرتُ بالظلم واعتقدت أن المشكلة كانت تتعلق بـ لي تشياو. لذا، كلما تكلمتُ عن حالتي، كنت أشدد على نبرة لي تشياو القاسية معي لأُظهر للمُشّرِفة أن كل مظاهر الفساد لديَّ هي بسبب عجرفة لي تشياو. أمِلت أن تتشارك المشرفة معها وتطلب منها أن تكلمني برقة. حينها، رأت مشرفة أخرى أنني لم أدرك مشاكلي وعقدت شركة معي حول تجربتها الخاصة. كما أنها قرأت لي هذا المقطع من كلام الله: "يوجد في الكنيسة أولئك الذين يخضعون للتهذيب والتعامل معهم لأنهم لم يؤدوا واجبهم جيدًا، ويوجد ميل إلى الانتقاد بل وحتى الاستنكار فيما يقال لهم. من المؤكد أن المتلقي لا يكون سعيدًا بهذا الأمر ويريد دحض ما يقال. يقول: "قد تكون كلمات التعامل معي هذه صحيحة، ولكن بعضها قاسية للغاية – إنها مهينة ومزعجة. لقد آمنت بالله لأعوام عديدة، وحتى إن كنت لم أقدم مساهمة كبيرة، فقد عملت بجد. كيف يمكن معاملتي بهذه الطريقة؟ لماذا لا يجري التعامل مع شخص آخر؟ لن أقبل هذا. ولا أتساهل معه!" هل هذا نوع من الشخصية الفاسدة؟ (نعم). لا تَظهَر هذه الشخصية الفاسدة إلا في أشكال التظلم والتحدي والمقاومة. إنها لم تبلغ ذروتها ولم تصل إلى نهايتها بعد، لكن المؤشرات موجودة والنقطة الحرجة قريبة. ما الموقف الذي يتخذه في أعقاب ذلك مباشرةً؟ لن يتمكن من الخضوع، وسوف يبدأ في التنفيس عن سخطه عند شعوره بالضيق والتمرد. سوف يبرِّر ويقدِّم أعذارًا: "القادة والعاملون ليسوا بالضرورة على حق في كل شيء عندما يتعاملون مع شخص ما. قد تقبَل بقيتكم هذا، لكنني لا أقبله. أنت تقبلونه لمجرد أنكم حمقى وجبناء. ولن أقبله! دعونا نفند الأمر إذا كنتم لا تصدقوني، وسوف نرى من على حق". يُقدِّم الآخرون شركةً معهم قائلين: "من على حق عليه الخضوع أولًا. هل يمكن أن يكون أداؤك لواجبك خاليًا تمامًا من النجاسة؟ هل كل ما تفعله صحيحًا؟ وحتى لو كان الأمر كذلك، فإن التعامل معك سوف يكون مفيدًا لك! لقد قدَّمنا شركة معك حول المبادئ عدة مرَّات، وأنت لم تستمع بل واصلت التصرف بتهور وعناد مما عطل عمل الكنيسة وتسبب في خسائر فادحة. فكيف لا يمكن التعامل معك وتهذيبك؟ لقد كان ما قيل لك صارمًا وقاسيًا بعض الشيء. ولكن أليس ذلك طبيعيًا؟ ما العذر الذي يمكن أن يكون لديك؟ ألن تدع الآخرين يتعاملون معك عندما تفعل شيئًا سيئًا؟" بعد سماع هذا، هل من يتلقى هذا الكلام يقبل الأمر؟ لا، بل يستمر في تقديم الأعذار وفي المقاومة. ما الشخصية التي يكشف عنها إذًا؟ إنها شخصية شيطانية شريرة. وما الذي يقصده؟ "لا يمكن استغفالي، ولا يمكن لأحد أن يمسَّني. سوف أجعلك تعرف أنني لا أقبل العبث معي. سوف تفكر مرَّتين قبل التعامل معي في المستقبل، وعندئذٍ سأكون قد فزت، أليس كذلك؟" لقد انكشفت شخصيته إذًا، أليس كذلك؟ إنها شخصية شريرة. وأصحاب الشخصيات الشريرة لا يسأمون من الحق فحسب، بل ويكرهونه! ففي مواجهة التهذيب والتعامل معهم، إما أن يتهربوا منه أو يتجاهلونه. وكراهيتهم للحق عميقة للغاية، فهي أعمق بالتأكيد مما قد توحي به بضع كلمات من المنطق. ليس هذا هو ما يشعرون به حقًا. إنهم مناهضون ومقاومون، وسوف يتحدُّونك كعجوز سليطة اللسان بينما يقولون: "أنت تذلني وتتعمد أن تضعني في موقف محرج. أرى ما يحدث هنا. لن أعارضك مباشرةً، لكنني سأجد فرصة للانتقام! أنت تتعامل معي وتتنمر عليَّ، أليس كذلك؟ سوف أجذب الجميع إلى جانبي وأتركك منعزلًا. سوف أجعلك تذوق معنى استهدافك هكذا!" هذه هي الكلمات الموجودة في قلوبهم، وقد كَشفت شخصيتهم الشريرة عن نفسها أخيرًا. إنهم يبذلون قصارى جهدهم لتقديم المبررات والأعذار لتحقيق هدفهم والتنفيس عن سخطهم، وذلك في محاولة لجذب الجميع إلى جانبهم. وبعدها يكونون سعداء ويُستعاد توازنهم. أليس هذا حقًا؟ هذا ما يعنيه أن تكون للمرء شخصية شريرة" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. معرفة الأنواع الستة للشخصية الفاسدة هي وحدها التي تمثل معرفة النفس الحقيقية). كشفت كلمات الله حالتي. فقد كنت لامبالية ومهملة في واجبي، وفشلت في إنجاز الأشياء التي طلبتها مني لي تشياو عدة مرات، وعطلتُ العمل كانت غلطتي. كان جيدًا منها أن توضح لي مشكلتي. رغم أن نبرتها كانت قاسية قليلًا، فقد كان ذلك لصالحي ولصالح عمل الكنيسة. لكني لم أتأمل نفسي على الإطلاق – حتى أنني اعتقدتُ أنها لم تكن تحترمني وأنها كانت تُصعِّبُ علي الأمور. نظرت إليها شزرًا لأنني شعرت أنها أهانتني بأن أوضحت مشاكلي. وجعلتها تشعر بالتقيد. أدركت أنني لم أكن منطقية. عندما جرى تهذيبي والتعامل معي، لم أكتفِ بأني لم أتأمل نفسي بل قلبت الأمور رأسًا على عقب ووصفتها بالمغرورة. حتى أنني استخدمت معرفتي بنفسي لأشتكي منها، آملةً بأن أجعل المُشرفة تتعامل معها. كان لديَّ شخصية شريرة حقًّا. بإدراك كل هذا، شعرت ببعض الخزي.
لاحقًا، وجدت هذا المقطع من كلمات الله: "عندما يجري تهذيب معظم الناس والتعامل معهم، يمكن أن يكون ذلك بسبب إظهارهم شخصيات فاسدة. ويمكن أن يكون ذلك أيضًا لأنهم فعلوا شيئًا خاطئًا بسبب الجهل وخانوا مصالح بيت الله. قد يكون ذلك أيضًا لأن محاولاتهم للتخبُّط في أداء واجبهم سبَّبت ضررًا لعمل بيت الله. والسبب الأكثر فظاعة هو عندما يفعل الناس بصورة صارخة ما يحلو لهم دون قيود، وينتهكون المبادئ، ويعطّلون عمل بيت الله ويعرقلونه. هذه هي الأسباب الرئيسية لتهذيب الناس والتعامل معهم. مهما كانت الظروف التي تتسبب في التعامل مع شخص ما أو تهذيبه، ما السلوك الأكثر جوهرية تجاه ذلك؟ أولًا، يجب عليكم قبول الأمر، بصرف النظر عمن يتعامل معكم، ولأي سبب، سواء أكان ذلك قاسيًا، أو أيًّا ما كانت اللهجة والصياغة، يجب عليكم قبولها. ثم، يجب أن تدركوا ما فعلتم على نحوٍ خاطئ، وما الشخصية الفاسدة التي أظهرتموها، وما إذا كنتم تتصرفون بحسب مبادئ الحق. عندما يجري تهذيبكم والتعامل معكم، أولًا وقبل كل شيء، هذا هو السلوك الذي يجب أن تتبنوه" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند التاسع (الجزء الثامن)). من خلال كلمات الله، تعلّمت أن هناك سببًا وراء التعامل معنا: في معظم الحالات، السبب هو أننا لا نسعى للمبادئ في واجباتنا ونتبع شخصياتنا الفاسدة فيجري التعامل معنا لأننا نضرُّ بعمل الكنيسة. هذا التعامل ينبع من حس المسؤولية تجاه العمل، ولحماية مصالح الكنيسة؛ إنه أمر إيجابي. بعد التعامل معنا، سواء استطعنا أو لم نستطع إدراك مشكلتنا، علينا تقبُّل الأمر، وتأمل أنفسنا والسعي لمبادئ الأعمال. فهذا يُظهر قبولًا للحق – وهذا هو التوجه الذي على الشخص تبنيه عندما يتم التعامل معه. بتذكر وقتي مع لي تشياو، عندما لم أكن على دراية بالعمل، علمتني بتؤدة وبتأنٍ. لكني غالبًا ما كنت أتصرف بلامبالاة – فلم أتنبَّه للتفاصيل ولم أقم بالعمل الذي أُوكل إلي. ونتيجة لذلك، كنا نعاني باستمرار تأخرًا في التقدم. عندها فقط تعاملت معي وأنبتني. كانت تحاول أن تجعلني أتأمل تصرفاتي وأصححها، ولم تكن تنتقدني بلا مبدأ. لكني لم أقبل الحق، ولم أتأمل عندما أنَّبتني وأعطتني اقتراحات. بدلًا من ذلك، ركَّزت عليها وعلى تصرفاتها. ظننت أنها كانت تتصيد لي الأخطاء عندما كلمتني بنبرة قاسية إلى حد ما، وأنها كانت تحرجني وتُصعِّب عليَّ الأمور. كنت مُقَاوِمَة، ولم أستطع تقبُّل ذلك. ونتيجة لذلك، فاتتني عدة فرص لتعلم دروس، وتضرر دخولي في الحياة وتعطل عمل الكنيسة. كنت غير منطقية تمامًا! ثم تأملت في السبب في أنه، رغم أن حقيقة نقدها ساعدني جدًا وكان مفيدًا لعمل الكنيسة، فإنني لم أتلقه بشكل صحيح، حتى أنني أظهرت تحيزًا ضدها. وفيما كنت أسعى، وجدت كلام الله هذا: "لا يتمكَّن أضداد المسيح من قبول الأمر عندما يرتبط بمسألة التعامل معهم وتهذيبهم. وتوجد أسباب لعدم تمكنهم من قبول هذا، أهمها أنه عند التعامل معهم وتهذيبهم، فإنهم يشعرون أنهم فقدوا ماء الوجه، وفقدوا مكانتهم وكرامتهم، وأصبحوا عاجزين عن رفع رؤوسهم في المجموعة. وهذه الأشياء لها تأثير في قلوبهم: فهم يعزفون عن قبول تهذيبهم والتعامل معهم، ويشعرون أن من يُهذِّبهم ويتعامل معهم إنما ينتقدهم وعدو لهم. هذا هو موقف أضداد المسيح عند تهذيبهم والتعامل معهم. وهذا أمر مؤكد. إن الشيء الذي ينكشف بأكثر مقدار في الواقع أثناء التهذيب والتعامل هو ما إذا كان شخص ما يمكنه قبول الحق وما إذا كان مطيعًا حقًا. وحقيقة أن أضداد المسيح يقاومون التهذيب والتعامل للغاية تكفي لإظهار أنهم يسأمون من الحق ولا يقبلونه على أقل تقدير. وهذا إذًا هو جوهر المشكلة. فكبرياؤهم ليست جوهر الأمر، لكن عدم قبول الحق هو جوهر المشكلة. عند تهذيب أضداد المسيح والتعامل معهم، فإنهم يطالبون بإتمام ذلك بأسلوب وموقف لطيفين. إذا كان أسلوب من يفعل ذلك معهم جادًا وموقفه شديدًا، فسوف يُبدي ضد المسيح المقاومة ويثور حقًا. إنه لا يهتم بما إذا كان ما ينكشف فيه صحيحًا أو أنه حقيقة، ولا يتأمل في مكمن خطئه أو فيما إذا كان ينبغي عليه قبول الحق. لا يفكِّر إلا فيما إذا كان قد جُرِحَ في صميم غروره وكبرياؤه. إن أضداد المسيح عاجزون تمامًا عن إدراك أن التهذيب والتعامل معهم ينطويان على منفعة للناس ومحبة وخلاص، وأنهما مفيدان للناس. لا يمكنهم حتى رؤية هذا. أليس هذا نوعًا من عدم التمييز ومجانبة الصواب لديهم؟ ولذلك، عندما يواجه ضد المسيح التهذيب والتعامل معه، ما الشخصية التي يكشفها؟ إنها بلا شك شخصية السأم من الحق، وكذلك شخصية الكبرياء والعناد. وهذا يكشف أن طبيعة أضداد المسيح وجوهرهم هو سأم الحق وكراهيته" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند التاسع (الجزء الثامن)). من كلمات الله، تعلمت أن أضداد المسيح بطبيعتهم يمقتون الحق ويشتهون المكانة. وعندما يتم التعامل معهم وتهذيبهم، يعرفون أن النقد صحيح، لكن لأنه يجعلهم يفقدون ماء وجههم ويكشف حقيقة طبيعتهم، يرفضون تقبُّله. حتى أنهم يرفضون الشخص الذي يتعامل معهم وكأنه عدو. كانت عندي شخصية عدو المسيح. عندما أوضحت لي تشياو مشاكلي، عرفت أنَّ ما قالته كان صحيحًا، لكنني لم أسعَ للحق ولم أتأمل نفسي. لم أتقبَّل نصائحها لأنها كشفت مباشرة أوجه قصوري وجعلتني أفقد ماء وجهي. اعتقدت أنها كانت تحاول أن تُصعّبَ الأمور عليَّ. ولكي أحمي سمعتي، لم أكتفِ بأن نظرت إليها شزرًا، وقيدتها، بل اشتكيتها لمُشرفتي لأجعل المشرفة تتعامل معها وتمنعها من انتقادي علنًا. أدركت أني أملك شخصية تمقت الحق مثل أضداد المسيح. فالشخص الذي يستطيع تقبُّل الحق يجد من المفيد أن يكون له شريك يوضح له أوجه قصوره – بهذه الطريقة، يمكنه تحاشي القيام بواجبه وفقًا لشخصيته الفاسدة، ويتجنب تعطيل عمل الكنيسة. وهذا يعود بالنفع عليه وعلى عمل الكنيسة. وهكذا، يتمكن من تقبُّل تهذيب الآخرين وانتقادهم. لكن من الواضح أنني كنت فاسدة جدًّا وغير كفؤ وكان هناك مشاكل في عملي، لكني لم أشأ أن يذكرها أحد. وعندما ذكروها، طالبت بأن يفعلوا ذلك بلباقة بالغة لكي لا أفقد ماء وجهي. وعندما هدد ما قالوه مكانتي وسمعتي، عاملتهم كعدو ووجدت طرقًا لاستبعادهم دونما أي مراعاة لعمل الكنيسة أو لمشاعرهم، ناهيك عن تبجيل الله. كنت أسير على طريق عدو المسيح، وإن لم أتب، لمقتني الله واستبعدني.
لاحقًا، وجدت مقطعًا من كلمات الله: "كيف يُعبَّر عن الكلام الهادف؟ إنه بشكل أساسي كلام التشجيع والتوجيه والإرشاد والنصح والفهم والتعزية. وأيضًا، من الضروريّ أحيانًا الإشارة إلى أوجه القصور والنقائص والعيوب لدى الآخرين وانتقادها مباشرةً؛ فهذا مفيدٌ جدًّا للناس، ويُمثِّل مساعدةً حقيقيَّة لهم، وهو بنّاء بالنسبة إليهم، أليس كذلك؟ لنفترض مثلًا أنك عنيدٌ ومُتكبِّر بشكلٍ خاصّ. ولم تكن على درايةٍ بذلك قطّ، ولكن شخصًا يعرفك جيِّدًا يصارحك ويخبرك بالمشكلة. فتُفكِّر في نفسك قائلًا: "هل أنا عنيدٌ؟ هل أنا مُتكبِّر؟ لم يجرؤ شخصٌ آخر على إخباري، لكنه يفهمني. فتمكُّنه من قول شيءٍ كهذا يشير إلى أنه صحيحٌ حقًّا. ينبغي أن أقضي بعض الوقت مُتأمِّلًا في هذا". وبعد ذلك تقول للشخص: "لا يقول لي الآخرون سوى كلمات لطيفة، ويمدحونني، ولا أحد يتواصل معي من القلب بصراحة، ولم يشر أحدٌ إلى هذه النقائص والمشكلات بداخلي. وأنت وحدك تمكَّنت من إخباري والتواصل معي من القلب. لقد كان هذا رائعًا ومساعدةً هائلة لي". كان هذا تواصلًا من القلب، أليس كذلك؟ شيئًا فشيئًا، تواصل الشخص الآخر معك بما كان يدور في ذهنه، وبأفكاره عنك، وباختباراته حول كيف كانت لديه مفاهيم وتصوُّرات وسلبيَّة وضعف في هذا الأمر، فتمكَّن من الإفلات منها من خلال طلب الحقّ. وهذا هو معنى التواصل من القلب إلى القلب، فهو تواصل النفوس" (الكلمة، ج. 6. حول السعي إلى الحق. ما معنى السعي وراء الحق (3)). من كلام الله تعلَّمت أنه بالإضافة للخطاب الذي يشجع الناس ويطمئنهم، فإن الخطاب الذي يواجه مشاكل الناس ويوضح أوجه قصورهم مفيد بالفعل أيضًا. أحيانًا، نُحكم بشخصيات فاسدة ولا نرى مشاكلنا الخاصة، والكلمات التي تتعامل مع مشاكلنا وتكشفها يمكن حتى أن تنطوي على فائدة أكبر. في اللحظة ذاتها، قد نفقد بعضًا من ماء وجهنا، لكن هذا النقد والدعم يمكن أن يدفعنا لنقف أمام الله ونسعى للحق ونتأمل أنفسنا. في الحقيقة، هذا مفيد لدخولنا الحياة. لم أهتم لدخول الحياة ولم أتأمل نفسي عمليًّا. كانت لي تشياو تتواصل معي عن كثب، لذا فإنها كانت على دراية تامة بالمشاكل الموجودة بعملي، كانت تتمتع بحسٍّ من البر، وعملت بمسؤولية، وكان بإمكانها مباشرة تحديد مشاكلي وانحرافاتي. ربما لم تكن لبقة، وحتى كانت قاسية قليلًا، لكنها كانت فعلًا تحاول مساعدتي، حتى عندما شعرت بأنها مقيدة بسبب شخصيتي الفاسدة، لم تأخذ ذلك ضدي وتابعت التعاون معي بنفس الطريقة. فقط بعدما تعاملت معي لي تشياو وكشفتني شعرت بالحزن وعرفت أنه عليَّ الوقوف أمام الله لتأمل مشكلتي. تدريجيًّا، بدأت أصحح موقفي تجاه القيام بواجبي. هذه التحسينات جميعها جاءت نتيجة تأنيب لي تشياو لي والتعامل معي. لكني لم أكن أعرف ما هو الجيد لي – ظننت عندما كلمتني بنبرة قاسية، أنها كانت تتعمد انتقادي وتتصيد أخطائي. لذا استمررت في تجنبها والمقاومة ورفض القبول، ولم أُركز على التفكُّر في نفسي. في النهاية، لم أتغير أبدًا وفاتتني فرص لربح الحق. كم كنت غبية! لو أني عملت مع شخص أكثر إرضاءً لم يوضح مشاكلي، لحفظني هذا ظاهريًّا من أن أفقد ماء وجهي، لكن في الحقيقة، ما كان ليفيدني بشيء وما كان ليفيد دخولي في الحياة أو عمل الكنيسة. من خلال هذا الوعي، ربحت مسارًا للممارسة. عرفت أنه عندما تم تهذيبي والتعامل معي، ما كان عليَّ تفضيل التعليقات المُرضية فقط، أو الاهتمام بسمعتي ومكانتي ليس إلا. كان عليَّ قبول التعامل معي، والسعي للحق فيما يتعلق بانتقادات الناس، وتأمل نفسي والشعور بالندم على الفور وتقويم تصرفاتي. بالشراكة مع الآخرين فقط بهذه الطريقة، يمكنني إنجاز عملي وتحمُّل مسؤوليتي جيدًا.
لاحقًا، قلت صراحة ما الذي تعلمته في الشركة مع لي تشياو. فيما بعد شعرت كلتانا بالتحرر كثيرًا وأصبح بإمكاني أخيرًا الشراكة معها بشكل طبيعي مرة أخرى. ذات مرة، كان أحد الوافدين الجدد يواجه بعض المشاكل، فأقمت شركة معه حول فهمي، لكن عندما سمعت لي تشياو ما قلته، قالت لي صراحة إن شركتي لم تزود الوافد الجديد إلا بالقليل من التشجيع لكنها لم تكن لتحلَّ مشكلته. شعرت ببعض الإحراج مما قالته. ظاهريًّا، تظاهرت بأنني قبلت انتقادها، لكني داخليًّا كنتمنزعجة حزنتمنها قليلًأ. لكن عندئذ أدركت أن موقفي لم يكن صحيحًا، لذا صليت لله بسرعة وأهملت نفسي. فكرتُ في كلمات الله: "عند تمكنكم من أداء واجبك في الزمن الحاضر، أهم شيء هو أن تتعلموا الخضوع، وأن تتعلموا الخضوع للحق ولما يأتي من عند الله. بهذه الطريقة، يمكنكم أن تتعلموا درسًا في اتباع الله، ويمكنكم تدريجيًا دخول حقيقة الحق" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. ينبغي للمرء أن يتعلم من الناس والأمور والأشياء القريبة منه لكي يكسب الحق). في الواقع، عندما تواجهنا المشاكل، علينا أن نتعلم قبول الكلام الذي يتوافق مع الحق ويفيد واجبنا. فهذا ما يريده الله، وهو ما علينا فعله. طالما أن لي تشياو أوضحت مشكلتي، كان عليَّ قبول انتقادها والسعي والتأمل. من خلال الصلاة والتأمل، وجدت أنني فعلًا لم أستوعب مشكلة الوافد الجديد ولم أعقد شركة حول جوهر المسألة. من خلال قراءة كلمات الله: ربحت بعض الإدراك لانحرافاتي وأوجه قصوري وربحت رؤية أعمق حول هذا الجانب من الحق. رأيت فعلًا كيف أن وجود شريك مثلها بجانبي كان بالغ الفائدة لكل من دخولي الحياة والقيام بواجبي. وشعرت أيضًا بفوائد قبول النقد من الآخرين. من الآن فصاعدًا، سأتقبَّل نقد إخوتي وأخواتي وأقوم بواجبي على أكمل وجه.
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.