أشعر أنني أخفُّ بكثير بعد أن تخلَّصت من أغلال المكانة
اسمي ليانغ تشي، وقد قبلتُ خلاص الله في الأيام الأخيرة قبل ست سنوات. في إحدى الانتخابات الديمقراطية التي أجريت في كنيستنا ذات مرة، انتُخبتُ لأكون قائد الكنيسة، وكان هذا خبرًا غير متوقع كما كان مثيرًا. فكرت قائلاً لنفسي: "إن اختياري كقائد للكنيسة من بين جميع الإخوة والأخوات، وأن أكون مسؤولاً عن كل أعمال الكنيسة، يدلان على أنني أفضل من أي شخص آخر!" عندما فكرت في هذا، بدأ شعور بالاستعلاء يتجذَّر في أعماق قلبي، وبدأت أتجوَّل مختالاً ورأسي مرفوعة، وكنت ممتلئًا بالطاقة في الاجتماعات مع إخوتي وأخواتي. لكن بعد فترة قصيرة، لاحظت أن الأخت التي كنت أؤدي واجبي معها تتمتع بمقدرة جيدة، وأنها تقدِّم الشركة حول الحق بطريقة شديدة الذكاء. كانت قادرة على إدراك جذور أي مشكلة يثيرها الإخوة والأخوات، وقادرة على الشركة معهم حول كيفية حلها، وعلى أن تُبيِّن لهم طريقة الممارسة. كان جميع الإخوة والأخوات يرغبون في الاستماع إليها وهي تقوم بالشركة، وعندما تكشَّف لي الأمر، بدأت أحسدها وأشعر بالغيرة منها. لم أكن أرغب في الاعتراف بتفوقها عليّ، لذا كنت قبل كل اجتماع أُعدُّ تحضيرات متأنية متعلِّقة بحالات الإخوة والأخوات ومشاكلهم، وأرهق عقلي بالتفكير في كيفية الشركة بطريقة أكثر شمولاً وتنويرًا من طريقة أختي. كنت بعد أن أقوم بالشركة، وأرى جميع الإخوة والأخوات يهزِّون رؤوسهم بالموافقة عليها، أشعر بالرضا عن نفسي والإنجاز الكبير. كنت إذا رأيت إخوتي وأخواتي يتفاعلون بطريقة فاترة أشعر بالاكتئاب والإحباط. في وقت لاحق، اكتشفت أن أحد الإخوة الذين أديت واجبي معهم يعرف الكثير عن صناعة الأفلام، ويفهم في أجهزة الحاسوب. وعندما رأيت أن الإخوة والأخوات كانوا يسعون إليه لمناقشة المشاكل المهنية التي واجهوها عند تصوير الأفلام، ومع أنني المسؤول عن كنيستنا، إلا أنني شعرت أنه لا فرصة لدي لمشاركتهم الحوار – شعرت وكأنني شخص هامشي. شعرت حقًا بعدم الارتياح وعدم الرضا، وتساءلت قائلاً لنفسي: "دائمًا ما يطلب الإخوة والأخوات هذا الأخ عندما يواجهون مشكلة ما، فهل يعتقدون أنه أفضل مني؟ سيكون من الرائع أن أتمكَّن من فهم مهارات صناعة الأفلام أيضًا، فحينها، كلما واجه الإخوة والأخوات مشكلة ما سيطلبونني بدلاً منه". وهكذا، كنت أبحث عن معلومات تتعلق بهذا الأمر يوميًّا من الفجر إلى الغسق، ودرست كل شيء يتعلق بكيفية صناعة الأفلام. وبينما كنت أعمل بمنتهى الحماس من أجل المكانة، نشأت المشكلات واحدة تلو الأخرى في عمل كل مجموعة في الكنيسة، وكنت مهما عقدت من اجتماعات أو قمت بالشركات، فقد كان ذلك كله بلا فائدة. شعرت بضغط كبير لدرجة أنني بالكاد كنت أستطيع التنفس، وكان قلبي يتعذب. فكرت قائلاً لنفسي: "ماذا سيكون رأي إخوتي وأخواتي عني؟ هل سيعتقدون أنه مع كوني قائدًا، إلا أنني لا أملك الموهبة في العمل وأنني ببساطة غير مؤهل للقيام بهذا الواجب؟ يبدو أنني لن أكون قادرًا على الاحتفاظ بمنصب القائد لفترة أطول من ذلك بكثير". وكنت كلما فكرت أكثر في الأمر، أصبحت أكثر سلبية وشعرت وكأنني كرة قدم مفرغة من الهواء؛ لقد تبدَّدت تمامًا الطاقة التي كنت أشعرت بها من قبل. في النهاية، ولأنني كنت أعيش باستمرار في حالة من السلبية، وأصبحت متراخيًا في عملي، فقدت عمل الروح القدس، ولم أحقق نتيجةً حقيقيةً في تأدية واجبي، ومن ثمَّ اُستُبدلت بشخصٍ آخر. في تلك اللحظة، شعرت كما لو أنني قد فقدت مصداقيتي كلها وتمنيت أن تبتلعني الأرض. في الوقت نفسه، تساءلت قائلاً لنفسي: "هل سيتحدث إخوتي وأخواتي عني من ورائي ويقولون إنني قائد مزيف، وأسعى فقط من أجل الشهرة والمكاسب، وإنني لا أقوم بأي عمل حقيقي؟" وكنت كلما فكَّرت أكثر في هذا الأمر، شعرت بالألم يعتصر قلبي كما لو أن الكثير من أصوات اللوم تتردد في أذني...
في ذلك المساء، استلقيت على سريري وظللت أتقلبُ ولم أستطع النوم. كل ما أمكنني فعله هو أن أصلِّي مرارًا وتكرارًا، وأدعوا الله كي يوجهني ويقودني... بعد ذلك، رأيت كلمات الله هذه التي تقول: "لديكم في سعيكم الكثير من المفاهيم الفردية والآمال والخطط المستقبلية. أما العمل الحالي فهو من أجل التعامل مع رغبتكم في المكانة المرموقة وكذلك رغباتكم الجامحة. كلُّ المفاهيم والآمال والرغبة في المكانة الرفيعة هي صورٌ معروفة لشخصية الشيطان. وسببُ وجود هذه الأشياء في قلوب الناس هو تمامًا لأن سم الشيطان ينخر أفكارهم دائمًا وهم دائمًا عاجزون عن التخلص من إغراءاته. يعيش الناس وسط الخطية ولا يعتقدون أنها كذلك، ولا يزالون يعتقدون قائلين: "إننا نؤمن بالله، فعليه أن يغدق علينا البركات وأن يرتّب أمورنا بما يليق. نحن نؤمن بالله، ولذلك يجب أن نكون أسمى مقامًا من الآخرين، ويجب أن يكون لنا منصب ومستقبل أفضل من أي شخص آخر. ولأننا نؤمن بالله عليه أن يهبنا بركات غير محدودة، وإلا فلا يمكننا أن ندعو هذا الأمر إيمانًا بالله". ... أنتم الآن أتباع، وتتحلّون ببعض الفهم لهذه المرحلة من العمل. ولكنكم لم تتخلوا بعد عن رغبتكم في المكانة. تسعون جيدًا إذا كانت مكانتكم رفيعة، ولكن إن كانت وضيعة، فلا تسعون أبدًا. تفتكرون دائمًا في بركات اعتلاء المكانة الرفيعة. ... كلما سعيت بهذه الطريقة، بالشّح جنيت. وكلما عظمت رغبة الشخص في الوصول لأعلى مكانة، كان التعامل معه أكثر جديّة ووجبَ خضوعه لمزيد من التنقية. ذلك النوع من الأشخاص لا قيمة له كثيرًا! يجب التعامل معهم ودينونتهم بطريقة مناسبة ليتخلّوا عن رغبتهم تمامًا. إنْ استمرّيتم بالسّعي هكذا حتى النهاية فلن تجنوا شيئًا. الذين لا يطلبون الحياة لا يمكن تغييرهم. والذين لا يعطشون إلى الحق لا يحظون به. أنت لا تهتمّ بطلب التغيير الشخصي والدخول، إنما تهتمّ دائمًا بتلك الرغبات الجامحة والأمور التي تقيّد محبتك لله وتمنعك عن الاقتراب منه. هل يمكن لهذه الأمور أن تغيّرك؟ هل يمكنها أن تُدخِلَك الملكوت؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. لماذا لا تريد أن تكون شخصية الضد؟). "يخاف بعض الناس على الدوام من أن يسرق آخرون الأضواء منهم ويتفوقوا عليهم؛ فيكسبوا التقدير، بينما هم أنفسهم يلقون الإهمال. يؤدّي بهم هذا إلى التهجّم على الآخرين واستبعادهم. أليست هذه حالة من حالات الغيرة من أشخاص أكثر قدرةً منهم؟ أليس مثل هذا السلوك أنانيًا وخسيسًا؟ أي نوع من الشخصيات هذه؟ إنّها حقودة! لاتفكر إلا في نفسها، وبإرضاء رغبات النفس فقط، وعدم مراعاة واجبات الآخرين، والتفكير في المصالح الشخصية فقط وليس في مصالح بيت الله – يملك هؤلاء الأشخاص شخصيةً سيئةً، ولا يحبّهم الله. إن كنتَ قادرًا فعلًا على مراعاة مشيئة الله، فستتمكّن من معاملة الآخرين بإنصاف. إن أعطيتَ شخصًا تزكيتك، وإن نما ذلك الشخص وأصبح ذا موهبة، وبالتالي أحضر شخصًا موهوبًا آخر إلى بيت الله، ألن تكون آنذاك قد أدّيتَ عملك بإتقان؟ ألن تكون آنذاك قد أديتَ واجبك بإخلاص؟ هذا عمل صالح أمام الله، وهو نوع الضمير والمنطق الذي يجب على البشر امتلاكه" ("هَبْ قلبك الصادق لله ليمكنك كسب الحق" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"). كشفتْ كلمات الله عن جوهري الداخلي الذي كان يسعى إلى تحقيق المكانة والشهرة والمكاسب، وشعرت بانزعاج شديد. كنت منذ أن بدأت في تأدية واجب قائد الكنيسة أبذل نفسي بحماس دائمًا، ومن ثمَّ اعتقدت أنني شخص يسعى إلى الحق. لكن الآن وبعد أن انكشفت لي كل الحقائق، وبعد مواجهة دينونة كلام الله وتوبيخه، رأيت أخيرًا النواقص التي تشوب إيماني بالله. لقد فكرت في كيف أنني في كل مرة كنت أجتمع فيها مع إخوتي وأخواتي للشركة حول كلام الله، لم أكن أفعل ذلك من أجل تمجيد الله أو تقديم الشهادة له حتى يتمكَّن الجميع من فهم الحق الموجود في كلام الله، وفهم إرادة الله، ومعرفة كيفية الممارسة من أجل الدخول في واقع كلام الله. بل بدلاً من ذلك، وجَّهت كل طاقتي إلى التفكير في كيف أكون أفضل من أختي، وكيف أجعل الإخوة والأخوات يتفقون معي ويعجبون بي في محاولة مني لترسيخ صورتي في قلوبهم ومواصلة تعزيز موقفي. وعندما رأيت أن أخي كان أكثر قدرة مني من الناحية المهنية، وأن الإخوة والأخوات كانوا يطلبونه جميعًا، ويقومون بالشركة معه عندما يواجهون المشكلات، وأنه لم تكن لدي فرصة لمشاركتهم الحديث، كنت أشعر حينها بالغيرة منه، وبالرغبة في استبعاده. كنت خائفًا من أن يسرق مني الأضواء ويتركني بلا حول ولا قوة، لذلك حاولت أن أسلِّح نفسي بالمعرفة المهنية بغرض تعزيز موقفي. وعندما كانت الكنيسة تواجه مشكلة لا يمكنني حلها، لم أكن آتي أمام الله من أجل الصلاة، ولم أكن أعتمد على الله أو ألجأ إليه، ولم أكن أسعَى إلى الحق مع إخوتي وأخواتي لحل المشكلة، بل بدلاً من ذلك كنت أقضي كل الأيام متأثرًا بأفكار متعلقة بالمكاسب والخسائر ذات الصلة بمكانتي، وأخشى أن لا أتمكن من الاحتفاظ بمنصبي كقائد إذا لم أعمل جيدًا. لقد رأيت أنني لم أؤدِّ واجبي من أجل السعي إلى الحق وتحقيق إرادة الله، ولم أكن أسعى إلى إحداث تغيير في شخصيتي وأنا أؤدي واجبي. بل بدلاً من ذلك، كنت أتعامل مع واجبي كما لو كان وظيفة، وأعتبره أداة يمكن أن أستخدمها لأتفوَّق على الجميع وأصنع لنفسي اسمًا. كان كل ما فكَّرت فيه هو كيفية التفاخر وإثبات نفسي، وأن أكسب التبجيل والتقدير من الجميع، وأحقِّق طموحي ورغبتي في أن أعلو فوق الجميع. لم أكن أعمل أبدًا على زيادة رصيدي من الأعمال الصالحة في تأديتي لواجبي، بل كنت بدلاً من ذلك أعيش بالكامل من أجل الشهرة والمكاسب والمكانة!
ثم قرأت كلمات الله التي تقول: "إنني لا أحدد مصير كل شخص على أساس العمر والأقدمية وحجم المعاناة وأقل من ذلك مدى استدرارهم للشفقة، وإنما وفقًا لما إذا كانوا يملكون الحق. لا يوجد خيار آخر غير هذا. يجب عليكم أن تدركوا أن كل أولئك الذين لا يتبعون مشيئة الله سيُعاقَبون، وهذه حقيقة ثابتة" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أَعْدِدْ ما يكفي من الأعمال الصالحة من أجل غايتك). بعد قراءة كلمات الله، فهمت إرادته. عندما يقرِّر الله نهاية شخص ما، فإنه لا يفعل ذلك بناءً على مدى علوّ مكانة ذلك الشخص أو تدنيها، أو مدى أقدميته، أو كم عمل من أجل الله، أو كم عانى. بل بدلاً من ذلك، يقرِّر الله نهاية الشخص بناءً على ما إذا كان يسعى إلى الحق ويكسبه أم لا، وما إذا كانت شخصيته الحياتية قد تغيَّرت أم لا. لقد آمنت بالله لعدة سنوات، ولكنني لم أبذل أي جهد في السعي إلى الحق أو في ممارسة كلام الله. بل على العكس، كنت في سعي دائمٍ وراء الشهرة والمكاسب والمكانة، وكانت الآراء التي تمسَّكت بها والمتعلقة بما يجب عليّ السعي إليه متناقضة تمامًا مع متطلبات الله. وكانت نتيجة كل هذا أنه مع أنني آمنت بالله لسنوات، إلا أنني لم أكن قد دخلت في واقع الحق، ولم تتغيَّر شخصيتي الحياتية على الإطلاق. في الاجتماعات، لم أكن قادرًا على التحدُّث عن أي اختبارات لكلام الله أو معرفة به، لكنني غالبًا ما كنت أقوم فقط بالوعظ مستخدمًا بعض الرسائل والتعاليم لخداع الناس. ومن ثمَّ فقدت عمل الروح القدس ولم أحقق شيئًا في تأدية واجبي. لو أنني تابعت السير في الطريق الخطأ، لكشفني الله عندئذٍ وأقصاني في النهاية، ولضيَّعتُ فرصتي في نيل خلاص الله. عند التفكير في الأمر الآن، أدركت أن استبدالي بشخص آخر كان عبارة عن دينونة الله وتوبيخه العادلين. لقد فعل الله ذلك من أجل التعامل مع طموحي ورغبتي في السعي إلى الشهرة والمكاسب وتنقيتهما، وكان يقودني على الطريق الصحيح للسعي إلى الحق – لقد كان الله يعمل لخلاصي! في تلك اللحظة، كان يملؤني الشعور بالامتنان لله، ولم يسعني سوى المجيء أمام الله لأصلِّي: "يا إلهي، أشكرك على دينونتك وتوبيخك، وعلى السماح لي بأن أدرك أنني كنت أتَّبع الطريق الخطأ، وبأن أرى العواقب الخطيرة للسعي إلى الشهرة والمكاسب والمكانة. يا إلهي، أتمنى أن أعود إليك، وأتخلى عن الشهرة والمكاسب والمكانة، وأختار اتباع طريق السعي إلى الحق حتى أتمكَّن من تحقيق الراحة لقلبك".
مع قضاء فترة من الخلوات التعبُّدية الروحية والتأمل الذاتي، تحسَّنت حالتي تدريجيًّا، ورتَّب قائد الكنيسة أن أعمل على سقاية المؤمنين الجدد. كنت ممتنًا جدًا لله على منحي الفرصة لتأدية واجبي، واتَّخذت القرار التالي بصمت: "عليَّ أن أعتز بهذه الفرصة لتأدية واجبي. لا يمكنني ارتكاب الأخطاء نفسها مرة أخرى واتباع طريق السعي وراء الشهرة والمكاسب والمكانة!" وخلال تأدية واجبي بعد ذلك، كنت كلما واجهت مشكلة أناقشها أكثر مع إخوتي وأخواتي، وأستمع إليهم وأتبنَّى اقتراحاتهم. وكنت كلما بدأت أكشف عن شخصيتي الفاسدة الساعية إلى الشهرة والمكاسب، أصلِّي إلى الله، وأتعمَّد قراءة المزيد من كلمات الله المتعلقة بدينونته لجوهر الإنسان الفاسد، وبعد ذلك أمارس وفقًا لكلماته. بعد اختبار ذلك لفترة، أصبحت قادرًا حينها على التخلِّي عن الشهرة والمكاسب والمكانة إلى حد ما. ومع ذلك، لم يكن من الممكن إيجاد حلٍّ نهائي لطبيعتي الشيطانية التي كانت تسعى إلى الشهرة والمكاسب وإلى الاستعلاء على الآخرين من خلال تحقيق القليل من الفهم وحسب. فقد كنت لا أزال في حاجة إلى الخضوع لمزيد من الدينونة والتوبيخ قبل أن يكتمل تطهيري وتغييري في النهاية.
بعد عدة أشهر، نظَّم الله مرة أخرى بيئة من أجل الكشف عني وتخليصي. ونظرًا لأن المزيد من الناس كانوا يستقصون عمل الله في الأيام الأخيرة ويقبلونه، ولأن النشاط في عمل سقاية المؤمنين الجدد ودعمهم كان في تزايد مستمر، قال قائد كنيستنا إنه علينا اختيار قائد مجموعة ليكون مسؤولاً عن ترتيب العمل. وفي اللحظة التي سمعت فيها هذا، بدأت في التفكير في الاحتمالات في ذهني: " ربما كان الأخ تشانغ الأكثر قدرة على العمل مِن بيننا نحن السبعة في هذه المجموعة، إذ لديه أيضًا شعور بالبِرِّ، ويقوم بالشركة حول الحق بطريقة عملية تمامًا، وهو قادر على حماية عمل الكنيسة بفاعلية. من المرجح أن يُختار ليكون قائد المجموعة". لكنني فكرت بعد ذلك في كيف أنني كنت قائد كنيسة في السابق، وكيف كنت دائمًا الشخص الذي يُرتب للأخ تشانغ الأمور التي عليه القيام بها. إذا اُختير هذه المرة ليكون قائد المجموعة، فسيتعين عليَّ دائمًا أن أفعل ما يطلُبُ مني القيام به، وسيُبرهن ذلك على أن مكانتي أقل من مكانته. وحينها كيف يمكنني مواجهة أي شخص مرة أخرى؟ عندما فكَّرت في هذا، شعرت بالانزعاج الشديد. وعندما جاء اليوم الذي كنا سنختار فيه قائد مجموعتنا، لم يسعني سوى الشعور بالتوتر، وكان عقلي في صراع مستمر. لِمَنْ يجب أن أُصوِّت؟ للأخ تشانغ؟ لكن عندما فكَّرت في كيف أن الإخوة والأخوات كانوا دائمًا يلجئون إليه لمناقشة الصعوبات التي تواجههم، بدأت أشعر بالغيرة قليلاً ولم أعد أرغب في التصويت له. ربما عليَّ التصويت لنفسي؟ لكنني كنت أعرف أنني لست بكفاءة الأخ تشانغ، وأنه إذا لم يصوِّت الإخوة والأخوات الآخرون لي، فلن أكون قادرًا على أن أصبح قائد المجموعة. شعرت بكآبة شديدة آنذاك لدرجة أن فكرة خبيثة خطرت لي: "إذا كنت لا أستطيع أن أكون قائد المجموعة، فلن تكون أنت كذلك". وهكذا، انتهى بي الأمر بالتصويت للأخ وو، الذي عادة ما أنسجم معه، لكنه أقل كفاءة. ومع ذلك في النهاية اُختير الأخ تشانغ ليكون قائد المجموعة. لم أكن سعيدًا برؤية هذه النتيجة، لكن تلى ذلك شعور بعدم الارتياح ظل يلازمني، وشعرت كما لو أنني قمت بفعل غير نزيه تمامًا. وفي طريق عودتي إلى المنزل في ذلك اليوم، فكرت في الأفكار والخواطر التي أظهرتها أثناء التصويت. لماذا لم أكن على استعداد للتصويت للأخ تشانغ؟ لقد كنت أخشى أن يصبح الأخ تشانغ في مكانة أعلى من مكانتي. ألم أغرق ثانية في حالة من السعي وراء الشهرة والمكاسب؟ وشعرت بالأسى الشديد. لم أكن أرغب في السعي إلى تحقيق الشهرة والمكاسب، فلماذا أعود دائمًا إلى طرقي القديمة كلما حدث مثل هذا الموقف؟ صليت إلى الله في قلبي، وطلبت منه أن ينيرني ويوجهني حتى أتمكن من العثور على جذر هذه المشكلة. وعندما وصلت إلى المنزل، رأيت كلمات الله هذه التي تقول: "ما الذي يستخدمه الشيطان لإبقاء الإنسان تحت سيطرته؟ (الشهرة والربح). يستخدم الشيطان إذًا الشهرة والربح للتحكُّم بأفكار الإنسان حتى يصبح كلّ ما يُفكِّر فيه هما الشهرة والربح. إنهم يناضلون من أجل الشهرة والربح، ويعانون من مشقّاتٍ في سبيل الشهرة والربح، ويتحمَّلون الإذلال من أجل الشهرة والربح، ويُضحّون بكلّ ما لديهم من أجل الشهرة والربح، وسوف يتّخذون أيّ حُكمٍ أو قرارٍ من أجل الشهرة والربح. وبهذه الطريقة، يربط الشيطان الناس بأغلالٍ غير مرئيّةٍ، ولا يملكون القوّة ولا الشجاعة للتخلُّص منها. ولذلك، من دون معرفة، يحمل الناس هذه الأغلال ويمشون بخطى متثاقلة باستمرارٍ بصعوبةٍ كبيرة. من أجل هذه الشهرة وهذا الربح، يحيد البشر عن الله ويخونونه ويصبحون أشرارًا أكثر فأكثر. ولذلك، يتحطَّم بهذه الطريقة جيلٌ تلو الآخر في الشهرة والربح اللذين للشيطان. بالنظر الآن إلى أعمال الشيطان، أليست دوافعه الشرّيرة مقيتة؟ ربّما ما زال لا يمكنكم اليوم أن تروا بوضوحٍ دوافع الشيطان الشرّيرة؛ لأنكم تعتقدون أنه لا توجد حياةٌ دون الشهرة والربح. تعتقدون أنه إذا ترك الناس الشهرة والربح وراءهم فلن يكونوا قادرين فيما بعد على رؤية الطريق أمامهم ولن يعودوا قادرين على رؤية أهدافهم ويصبح مستقبلهم مُظلِمًا وقاتمًا ومعتمًا. ولكنكم سوف تعترفون جميعًا وببطءٍ يومًا ما أن الشهرة والربح أغلالٌ شنيعة يستخدمها الشيطان ليربط الإنسان. وحين يحين اليوم الذي تُدرِك فيه هذا، سوف تقاوم تمامًا تحكُّم الشيطان وتقاوم تمامًا الأغلال التي يستخدمها الشيطان ليربطك بها. عندما يحين الوقت الذي ترغب فيه في التخلُّص من جميع الأشياء التي غرسها الشيطان فيك، سوف تنزع نفسك من الشيطان انتزاعًا تامًّا وسوف تكره حقًّا جميع ما جلبه لك الشيطان. وعندها فقط سوف تصبح لدى البشرية مَحبَّةٌ حقيقيّة لله وحنينٌ إليه" (الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (6)).
"ما نوع السلوك الذي يتّبعه شخص ذو قلب يخشى الله؟ (لن يفعل كل ما يحلو له أو يتصرف بعشوائية فحسب). إذًا ما الذي ينبغي على أحدهم القيام به كي لا يتصرف كما يحلو له؟ (يجب أن يكون لديه قلب يسعى.) قد يشعر بعض الناس بأنهم يفكّرون بطريقة خاطئة، إلا أنهم يشعرون في الوقت نفسه بعدم الرغبة في الاستماع إلى المقترحات الصحيحة من الآخرين، فيفكّرون بهذه الطريقة: "أنا أفضل منه بالطبع. إنْ أصغيت لاقتراحه الآن، سيبدو وكأنه أفضل منّي! كلا، لا أستطيع الاستماع إليه في ذلك، سأقوم بالأمر على طريقتي." بعدئذ يختلقون الأسباب والأعذار لإقصاء الآخر. وإذا رأوا شخصًا أفضل منهم، يمارسون عليه القمع، أو ينشرون إشاعة ضدّه، أو يستخدمون وسائل غير أخلاقية لضمان عدم تقدّم الآخرين عليهم، كي لا يكون الآخرون أفضل منهم: بيد أن ذلك يعكس الشخصيّة الفاسدة التي تقوم على الغطرسة ورفض الرأي الآخر، كما على المكر والخداع والغدر، ومثل أولئك الأشخاص لا يتورّعون عن القيام بأيّ شيء من أجل تحقيق أهدافهم. إنهم يعيشون هكذا، ومع ذلك فهم يعتقدون أنهم أشخاص رائعون وصالحون. لكن، هل لديهم فعلاً قلوب تخشى الله؟ أوّلاً، وقبل كل شيء، إذا تناولنا الأمر من منظور طبيعة هذه المسائل، أليس الذين يتصرفون بهذه الطريقة أشخاصًا يفعلون ببساطة ما يحلو لهم؟ هل يأخذون في الاعتبار مصالح عائلة الله؟ إنهم لا يفكرون إلا بمشاعرهم الخاصة ولا يريدون سوى أن يحققوا أهدافهم الخاصة، بغض النظر عن الخسارة التي يتكبدها عمل عائلة الله. إنّ مثل أولئك الأشخاص ليسوا فقط متغطرسين وأبرارًا في عيون أنفسهم فقط، بل هم أيضًا أنانيون وجديرون بالاحتقار؛ إنهم غير مبالين بمقاصد الله على الإطلاق. ودون أدنى شك، فإن مثل هؤلاء لا يملكون قلوبًا تخاف الله. ولذلك، فهم يفعلون ما يحلو لهم ويتصرفون بشكل عشوائي، دون أي إحساس بتوبيخ الذات، ودون أي فزع، ودون أي خوف أو قلق، ودونما نظر في عواقب أفعالهم. إنهم لا يخافون الله، بل يعتقدون أن لذواتهم أهمية قصوى، ويعتبرون أن كل جانب من جوانب أنفسهم هو أرفع من الله وأعلى من الحقّ. وفي قلوبهم، فإنّ الله هو الأقل استحقاقًا لأن يذكر والأقل أهمية، كما أنه ليس له أيّة مكانة في قلوبهم على الإطلاق" ("الحالات الخمس لدى الناس قبل أن يدخلوا المسار الصحيح للإيمان بالله" في "تسجيلات لأحاديث المسيح").
بينما كنت أتأمل كلمات الله، فكَّرت ثانية في كل ما قد فكَّرت فيه وفعلته في الانتخابات، وشعرت بخزي لا يوصف. لقد فهمت أن الشهرة والمكاسب والمكانة التي كنت أسعى إليها دائمًا ما كانت في الواقع إلا أغلال غير مرئية يستخدمها الشيطان ليكبِّلنا بها، وأنها طريقة بها يخدعنا الشيطان ويفسدنا! عدت بالتفكير إلى مرحلة ما قبل إيماني بالله عندما كنت أحترم أفكار الشيطان ووجهات نظره مثل: "يترك الإنسان اسمه خلفه أينما يمكث، تمامًا مثلما تُطلِق الأوزة صيحتها أينما تطير،" "يجب أن يجتهد البشر دائمًا لكي يكونوا أفضل من معاصريهم،" "كُلَّما قاسيت، كُلَّما زاد نجاحك" و "الإنسان يُكافح لأعلى؛ والماء يتدفَّق لأسفل" وأعتبرها أقوالاً صحيحة ومُسلَّمات في حياتي. لقد قبلت هذه الأفكار الشيطانية وأصبحت مولعًا بالسلطة والمكانة، واتَّخذت من السعي وراء الشهرة والمكاسب والمكانة والعلوّ فوق الآخرين أهدافًا لي في الحياة، وكافحت وحاربت بقوة من أجلها. وكنت مستعدًّا لتحمُّل أي قدر من المعاناة أو الإرهاق طالما كنت قادرًا على الفوز بالشهرة والمكاسب والمكانة. بعد أن بدأت أؤمن بالله، استمررت بالعيش وفقًا لهذه السموم الشيطانية في سعيي وراء الشهرة والمكاسب والمكانة، وسعيت إلى العلوّ فوق الآخرين. لقد كانت هذه الأشياء حياتي منذ فترة طويلة، وكانت تجعلني غير قادر على منع نفسي من التمرُّد على الله ومقاومته. كنت أعلم جيدًا أن الأخ تشانغ سيكون مفيدًا لعمل الكنيسة كقائد للمجموعة، لكنني كنت أحسده على كونه كفؤًا جدًا وكنت أخشى أن يتفوَّق علي. لذلك، ومن أجل الحفاظ على منصبي وهيبتي، قرَّرت أنني أُفضِّل أن يحصل شخص غير مناسب على منصب قائد المجموعة وأن يواجه عمل الكنيسة الصعوبات على التصويت للأخ تشانغ. لقد أدركت أنني كنت أرفض قبول تمحيص الله لأفعالي، وأنني لم أكن أملك قلبًا يخاف الله، وأنني كلما واجهت مشكلة لم أفكِّر إلا في مكانتي ومنصبي، وأنني كنت ببساطة لا أدعم عمل الكنيسة – كيف إذن لهذا السلوك الأناني والمهين ألا يثير غضب الله ويجعله يبغضني؟ فكرت في كلمات الله التي تقول: "التعديات سوف تقود الإنسان إلى الجحيم"، وشعرت أنني كنت في حالة خطيرة للغاية. إذا استمررت بهذه الطريقة، فسأُصبح شخصًا يمقته الله ويرفضه ويقصيه. حينها فقط فكَّرت في الفريسيين الذين قاوموا الرب يسوع. فإنهم من أجل حماية مناصبهم وسلطتهم في الهيكل، لم يطلبوا ظهور الرب يسوع أو الحقائق التي عبَّر عنها على الإطلاق، بل بدلاً من ذلك استمروا في مقاومة الرب يسوع وإدانته كثيرًا لدرجة أنهم صلبوه على الصليب، ومن ثمَّ حلَّتْ عليهم عقوبة الله ولعنته. لقد رأيت الآن بوضوح أن المرء إذا لم يهتم في إيمانه بالله بالسعي إلى الحق وبالدخول إلى الحق، بل بدلاً من ذلك استمر فقط في السعي وراء الشهرة والمكاسب والمكانة، فإنه يتبع بذلك طريق الفريسيين في تمرُّدهم على الله! عند التفكير في هذه الأمور، لم يسعني سوى الخوف من اتباع الطريق الخطأ، وقرَّرت على الفور أن أحرِّر نفسي من قيود الشهرة والمكاسب والمكانة وأضرارها، وأن أتبع طريق السعي إلى الحق، وتأدية واجبي بإخلاص، ونيل مدح لله.
بعد ذلك، رجعت إلى كلمات الله وقرأت ما يلي: "يمكن لأولئك القادرين على وضع الحقّ موضع التنفيذ أن يقبلوا تمحيص الله في أعمالهم. عندما تقبل تمحيص الله، يكون قلبك منضبطًا على الوضع الصحيح. إذا كنت تفعل الأشياء كي يراها الآخرون وحسب ولا تقبل تمحيص الله، فهل يسكن الله في قلبك؟ الناس الذين يتصرَّفون هكذا ليس لديهم قلبٌ يتَّقي الله. لا تفعل دائمًا أشياءَ لمصلحتك ولا تُفكِّر دائمًا في مصالحك ولا تنظر في وضعك أو مكانتك أو سُمعتك. لا تُولِ أيَّ اعتبارٍ لمصالح الناس. ينبغي أن تراعي أوَّلًا مصالح بيت الله وتجعله في رأس أولوياتك؛ ويجب أن تراعي مشيئة الله وتبدأ بالتأمل فيما إذا كنت تفتقر إلى النقاء في أداء واجبك أم لا، وما إذا بذلت ما في وسعك لتكون مخلصًا ولتتم أداء مسؤولياتك، وبذلت أقصى ما لديك، وما إذا اهتممت بإخلاص أم لا بواجبك وبعمل بيت الله. أنت بحاجة لأن تفكر بهذه الأمور. فكر بهذه الأشياء مرارًا وستجد أن من السهل أداء واجبك بإتقان. ... بالإضافة إلى هذا، إن كنت تستطيع الاضطلاع بمسؤولياتك، وتأدية التزاماتك وواجباتك، ووضع رغباتك الأنانية جانبًا، ووضع نواياك وحوافزك جانبًا، ومراعاة إرادة الله، وإعطاء الأولوية لمصالح الله وبيته، فبعد اختبار هذا لفترةٍ من الوقت، ستشعر بأنّ هذه طريقة عيش جيدة: هذا عيش ببساطة وأمانة، من دون أن تكون شخصًا وضيعًا أو عديم الفائدة، فتعيش بإنصاف وشرف بدل أن تكون متعصبًا أو سافلًا؛ ستشعر بأنّ الإنسان ينبغي أن يعيش ويتصرّف هكذا. تدريجيًا، ستتضاءل الرغبة داخل قلبك في تعظيم مصالحك" ("هَبْ قلبك الصادق لله ليمكنك كسب الحق" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"). لقد وضَّحت لي هذه الكلمات الأهداف التي يجب أن أضعها نصب عيني، والاتجاه الذي عليّ اتخاذه لكي أكون إنسانًا. كان قلبي ممتلئًا بالنور، ثم عرفت حينها كيف أمارس بطريقة تتوافق مع إرادة الله. وأخذت لاحقًا زمام المبادرة لأخبر الأخ تشانغ بصراحة كيف أنني كنت أعيش في حالة من السعي المستمر إلى الشهرة والمكاسب، وكيف كنت أحسده، وكشفت له أيضًا عن نيتي الدنيئة خلال تصويت. وبعد أن اسمتع إلي، لم ينظر إليّ بازدراء، بل بدلاً من ذلك قام بالشركة معي حول الحقائق المتعلقة بحالتي، كما صارحني أيضًا وحدثني عن اختباراته وفهمه. بعد هذه الشركة، زال أي نفور بيننا، وانتابني شعور رائع بالتحرُّر والارتياح. بعد ذلك، كنت كلما واجهت صعوبة في واجبي أو واجهت مشكلة لم أفهمها ألجأ دائمًا إلى الأخ تشانغ، وكان دائمًا يقوم بالشركة معي بصبر حتى نعثر على حلٍّ لها. وكنت كلما مارست كلام الله بهذه الطريقة، شعرت أن علاقتي بالله وعلاقتي مع الإخوة والأخوات الآخرين أصبحت أكثر قربًا، وأصبحت النتائج التي حققتها في تأدية واجبي أفضل بكثير أيضًا. لقد توصلت حقًا إلى أن أدرك أن المرء من خلال التخلي عن الشهرة والمكاسب والمكانة والعيش وفقًا لكلام الله، وعن طريق التوجُّه إلى الله وتأدية واجبه، يباركه الله وحينها يمكنه أن يعيش حياة صحيحة ومحترمة يرافقها الشعور بالسلام والراحة في قلبه، وستصبح علاقته مع الله أكثر قربًا.
في أكتوبر عام 2017، بدأت الانتخابات السنوية للكنيسة مرة أخرى، وطُرِح اسمي كمرشح لمنصب قائد الكنيسة. عندما سمعت هذا الخبر، لم أشعر بالإثارة التي شعرت بها من قبل، بل بدلاً من ذلك، صحَّحت حالتي الذهنية لاختبار عمل الله. لم تكن المشاركة في الانتخابات بهدف أن أتمكَّن من السعي إلى أن أكون قائدًا للكنيسة، بل من أجل الوفاء بالتزامي بصفتي جزءًا من هذه العملية، وتعلُّم السعي إلى الحق، واختيار الشخص المناسب ليكون قائدًا وفقًا لمبادئ الكنيسة المتعلقة بانتخاب القادة. إذا اُنتُخبت كقائد، فإنني أتمنى فقط أن أؤدي واجبي ككائن مخلوق بطريقة مخلصة ومنظمة من أجل إرضاء الله. لم أكن أرغب في أن أكون كما كنت من قبل، إذ كنت أسعى وراء الشهرة والمكاسب وأتسبَّب في شعور الله بالحزن. إذا لم أُنتخب، فلن ألوم الله، بل سأستمر في التعاون مع الله، وأؤدي واجبي بأفضل ما لدي من قدرات، وأخضع لتنسيقات الله وترتيباته لأنني أحد مخلوقات الله ومسؤوليتي تحتم عليَّ تأدية أي واجب يوكل لي، وعليَّ القيام بذلك دائمًا من كل قلبي وبكل قوتي. عندما فُرزت الأصوات وأُعلنت النتائج، اكتشفت أنني اُنتُخبتُ لأكون قائد الكنيسة. ومع ذلك، لم أشعر بالرضا كثيرًا عن نفسي، ولم أعد أشعر بأنني رائع أو أفضل من الإخوة والأخوات الآخرين. بل على العكس، شعرت كما لو أن ذلك مهمةٌ والتزام، وشعرت كما لو أن الله يعلِّق آماله عليّ. عرفت أنه ينبغي عليَّ أن أسعي إلى الحق بجد، وأن أتعاون مع الله وأؤدي واجبي لإرضائه، وأتأكَّد من أنني أتمِّم المحبة والخلاص اللذين كان يمنحهما لي.
تقول كلمات الله: "إذا أراد الإنسان أن يتطهر في حياته ويحقق تغييرات في شخصيته، وإذا أراد أن يحيا حياة ذات معنى، وأن يفي بواجبه كمخلوق، فيجب عليه أن يقبل توبيخ الله ودينونته، ويجب ألا يسمح لتأديب الله وضربه أن يبتعدا عنه، حتى يتمكن من تحرير نفسه من تلاعب الشيطان وتأثيره، ويعيش في نور الله. اعلم أن توبيخ الله ودينونته هما النور، ونور خلاص الإنسان، وأنه لا توجد بركة أو نعمة أو حماية أفضل من ذلك للإنسان" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. اختبارات بطرس: معرفته بالتوبيخ والدينونة).
من خلال اختباراتي العملية، توصَّلت حقًا إلى أن أدرك أن دينونة الله وتوبيخه هما النور الذي يخلِّصنا، وأنهما محبة الله الأكثر صدقًا. فدينونة كلام الله وتوبيخه وتزكيته وتأديبه هي التي مكَّنتني من أن أرى بوضوح الضرر الذي كانت تُسبِّبه لي الشهرة والمكاسب والمكانة، مما أثار شجاعتي وعزمي على السعي إلى الحق. عندما تخلّيت عن الشهرة والمكاسب والمكانة، شعرت كما لو أنني لم أتخلَّ عن المكانة فحسب، بل عن الأغلال التي كان الشيطان يكبِّلني بها، وفي أعماق خبايا روحي، بدأت أشعر بشعور من السلام والبهجة لم يسبق له مثيل، والشعور بالاستنارة والتحرُّر. مع أنه ما زال بإمكاني حتى الآن الكشف عن شخصيتي الفاسدة الساعية وراء الشهرة والمكاسب، إلا أنها لم تعد تسيطر عليَّ أو تقيدني. ومن خلال اختباراتي، تعلَّمت أنه من خلال ممارسة الحق، يمكن للمرء التخلُّص من الشخصيات الشيطانية الفاسدة، وأنه كلما مارس المرء الحق أكثر، تمكَّن من العيش بحسب شبه الإنسان الحقيقي، وأصبح مباركًا من الله. لقد شعرت حقًا أن كل شيء صغير قام به الله فيَّ كان يدفع مقابله ثمنًا باهظًا. إن خلاص الله لي عمليٌّ للغاية، ومحبته كبيرة وحقيقية! ومن هذا اليوم فصاعدًا، أرغب في اختبار المزيد من دينونة الله وتوبيخه، وفي السعي إلى الحق حتى أتمكَّن من التخلُّص من شخصياتي الشيطانية الفاسدة في أسرع وقت ممكن، ومن العيش بحسب شبه الإنسان الحقيقي حتى أحقِّق الراحة لقلب الله. أشكر الله على خلاصه لي!
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.