الغش والريبة يسببان المعاناة

2023 يونيو 9

واظبت على حضور تدريب إنتاج الفيديو في الكنيسة، ثم ذات يوم في يونيو 2020، أخبرتني قائدة أن الكنيسة بحاجة إلى أشخاص لتولي الشؤون العامة وأرادت نقلي. عندما سمعت النبأ لم أرَ ذلك العمل سوى مشقة، ولم يبدُ جذابًا كواجبي الحالي الذي يتطلب مهارات. ولكن شعرت براحة قليلًا عندما علمت أنه كان بسبب قلة الناس لديهم. لكن فيما بعد، اكتشفت أن قلة آخرين قد نُقلوا إلى هذا الواجب ليس سوى لأنه تم فصلهم، وبعضهم طاعن في السن. في تلك المرحلة، ظهر كل سوء فهم ومقاومة في قلبي. إذا تعلق الأمر فحسب بعمل لا يتطلب براعة، فيمكن لأي شخص القيام به. فكرت أيضًا في الإخوة والأخوات من حولي الذين يترقون دائمًا، ويحصلون على وظائف أكثر أهمية طوال الوقت. ولكن بينما أوشك عمل الله على الانتهاء، حصلت على وظيفة غير مميزة كهذه. هل كانت لديّ فرصة في الخلاص؟ لكن في ذلك الوقت، لم أستطع قبول ذلك. لقد غرقت في السلبية. كانت تملأني الشكوك: لماذا حقًا غيروا واجبي؟ أكان ضروريًا للعمل؟ لم أتولَ الشؤون العامة مطلقًا ولم أمتلك تلك المهارات. ربما اعتقدت القائدة أنني أفتقر إلى المقدرة ولا أستحق التدريب على إنتاج الفيديو، لذا وجدت عذرًا لنقلي. لقد استمررت في التخمين فحسب وأردت حقًا أن أعرف ما هو تقييم القائدة الحقيقي لي. أردت أن أعرف إذا كان هذا "ترقية" أم "خفض رتبة". كنت محبطة جدًا لبضعة أيام. خاصة عندما ظننت أنه ربما جعلتني القائدة في هذا العمل لأنني كنت أفتقر إلى المقدرة، شعرت أن آفاقي المستقبلية مظلمة، وكنت بائسة حقًا. وقفت أمام الله ودعوت في الصلاة: "يا إلهي، لا أستطيع قبول هذا الموقف الذي أنا فيه وسوء فهمك يملأني. لا أعرف كيف أتجاوز هذا. أرجو أن تنيرني وترشدني إلى معرفة نفسي والخروج من هذه الحالة السلبية".

قرأت هذا المقطع من كلام الله بعد الصلاة: "إذا كنت تتقرّب دائمًا إلى الله وفقًا لمفاهيم الإنسان وتصوراته، وتستخدمها لقياس كل ما يفعله الله، ولقياس كلام الله وعمله، أليس هذا تصنيفًا ومقاومةً لله؟ هل يمكن أن يتناسب كل ما يفعله الله مع مفاهيم الإنسان وتصوراته؟ وإذا لم يكن الأمر كذلك، فهل بالتالي لا تقبل هذا أو تطيعه؟ في مثل هذه الأوقات، كيف يجب أن تطلب الحق؟ كيف يجب أن تتبع الله؟ ينطوي هذا على الحق: يجب الحصول على الجواب من كلام الله. عندما يؤمن الناس بالله، يجب أن يلتزموا بوضع الكائن المخلوق. بصرف النظر عن الوقت، وعما إذا كان الله مخفيًا عنك أو ظهر لك، وعما إذا كان يمكنك الشعور بمحبة الله أم لا، ينبغي أن تعرف مسؤولياتك والتزاماتك وواجباتك، وينبغي أن تفهم هذه الحقائق عن الممارسة. إن كنت لا تزال تتمسك بمفاهيمك وتقول: "إذا كان بإمكاني أن أرى بوضوح أن هذا الأمر يتوافق مع الحق ومع تصوراتي، فسوف أطيع؛ وإذا لم يتضح الأمر لي ولا أستطيع أن أؤكد أن هذه هي أفعال الله، فسوف أنتظر أولًا لبعض الوقت، وسوف أطيع بمجرد أن أتأكد من أن الله قد فعل هذا"، فهل هذا هو الشخص الذي يطيع الله؟ لا. ... ما هو واجب الكائن المخلوق؟ (أن يتخذ موقف مكان الكائن المخلوق، ويقبل إرسالية الله، ويطيع ترتيبات الله). هذا صحيح. والآن بعد أن وجدت الأصل، أليس من السهل حل هذه المشكلة؟ إن اتخاذ موقف الكائن المخلوق وطاعة الخالق، إلهك، هما الشيئان الأهم اللذان يجب أن يلتزم بهما كل كائن مخلوق" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الخضوع لله هو درس أساسيّ في كسب الحق). تعلمت من كلام الله أنه بصفتي كائنًا مخلوقًا، يجب أن يصير أبسط منطق لديّ هو الخضوع لترتيبات الله في جميع المواقف. حتى لو لم أفهمها لبرهة، يجب أن أصلي وأطلب بروح القبول والخضوع. بمقارنة ذلك بسلوكي، رأيت أن لدي الكثير من الشروط للخضوع. عادة في موقف يناسب مفاهيمي ولا يتعارض مع اهتماماتي، أستطيع الخضوع وقبوله. لكن هذا التغيير في واجبي ارتبط بمستقبلي ومصيري، لذلك لم أستطع الخضوع له وكنت أتحرق لأسأل عن ذلك، لمعرفة ما حدث بالفعل. بعد سنوات من الإيمان، لم يكن لدي أدنى خضوع لله. مجرد تغيير بسيط في واجبي سبب لي ذلك الاضطراب، وقاومت بشدة، حتى أسكت عن أمر رئيسي آتٍ. هل كان لدي أي قامة؟ شعرت بالخزي والخجل عند إدراك ذلك، وشعرت بالاستعداد للخضوع والقيام بواجبي بشكل جيد.

عندما انشغلت به فعلًا، وجدت أن التعامل مع الشؤون العامة ليس مجرد مشقة، كما ظننت. هناك مبادئ لدخولها في كل مرحلة من المشروع، وشعرت حقًا أنه بغض النظر عن الوظيفة، هناك دروس نتعلمها، وحقائق يجب الدخول فيها. لكن بعد حين وجدت أنني لم أكن ماهرة مثل الأخوة والأخوات الآخرين في التعامل مع الأمور، وكنت أبطأ منهم أيضًا. فيما يتعلق بالمهارات والكفاءة، كنت متأخرة كثيراً عنهم. حدثتني قائدة ذات مساء وقالت إنهم لا يحتاجون إلى عدد كبير كهذا من الأشخاص في ذلك العمل، وكان هناك مشروع فيديو أرادوا إسناده لي. توقف عقلي عن التفكير تمامًا عندما سمعت ذلك. أردت أن أسأل القائدة عن الأسباب المحددة لتغيير واجبي، لكنني شعرت أن السؤال بهذه الصراحة لن يبدُ مقبولًا. تراجعت عما أوشكت على قوله. ظللت أفكر مرة أخرى في حديثنا بعد الواقعة، لأني أردت استنتاج سبب نقلي مما قالته. أكنت غير فعالة في واجبي، وكان هذا سبب تخلصهم مني؟ لكنها قالت إنهم بحاجة إليّ في أعمال الفيديو، ربما كان نقلًا عاديًا. ولكن إن تعلق الأمر باحتياجات العمل فحسب، يمكنني العودة بعد فترة قصيرة، ولن يكن هناك داعٍ لإقصائي. لا بد وأنها تظن أنني أفتقر إلى المقدرة ولا يمكنني القيام بهذا الواجب. لا بد أن "عدم الحاجة إلى أشخاص كثيرين لتولي الشؤون العامة" كان السبب في جعلي أرحل. ربما لم تخبرني هذه الأخت أنني أفتقر إلى المقدرة لأنها لا تريد مضايقتي. في هذه اللحظة، حزن قلبي. لم أتخيل أبدًا أنه بعد كل سنوات إيماني، لم أستطع حتى التعامل مع الشؤون العامة بشكل جيد. ما نفعي؟ أأنا مجرد نفاية؟ هل ما زال لدي أمل في الخلاص بإيماني؟ هل سأُكشف وأُستبعد؟ لكن كان لدي الكثير من الأفكار المعقّدة، وشعرت بمزيد من الإحباط. لم أستمع باهتمام عندما أخبرتني تلك الأخت عن عمل الفيديو، وعندما أخذتني إلى اجتماع يلخص عملهم، لم أركز تمامًا. حتى أن النعاس غلبني مع اقتراب النهاية. خلال ذلك الوقت، كنت متراخية وكسولة في واجبي دون تحمّل أي عبء على الإطلاق. عندما سأل أحدهم عن نقلي، تظاهرت بأني لم أسمع ولم أرغب في الإجابة. لم أرغب حقًا في مواجهة كوني لم أقم بأي واجب بشكل جيد. أردت أن أختبئ وحدي ولا أرى أحداً. لبرهة، غرقت تمامًا في الظلمة ولم أستطع رؤية مشيئة الله. شعرت أن طريق إيماني قد انتهى، وشعرت بألم شديد.

في مرحلة ما، قرأت بعض كلام الله عن كيف يرى أضداد المسيح التغيير في واجبهم، ثم اكتسبت بعض الفهم لحالتي. يقول الله، "في ظل الظروف العادية، ينبغي للمرء قبول التغييرات في واجبه والخضوع لها. وينبغي له أيضًا التفكير في نفسه، والتعرف على جوهر المشكلة، والتعرف على أوجه القصور لديه. هذا أمرٌ نافع للغاية، ومن السهل جدًا على الناس تحقيقه، وهو ليس بهذه الصعوبة. إن التغييرات في واجب الفرد ليست عَقَبة لا يمكن التغلب عليها. إنها بسيطة بما يكفي بحيث يمكن لأي شخص التفكير فيها بوضوح والتعامل معها بشكل صحيح. عند حدوث تعديلات لواجباتهم، فعلى الأقل ينبغي للناس الخضوع، وكذلك الاستفادة من التفكير في أنفسهم، وكذلك ربح تقييم أكثر دقَّة لما إذا كان أداؤه لواجباته مؤَّهلًا أم لا. لكن الأمر ليس كذلك لدى أضداد المسيح. إنهم مختلفون عن الأشخاص العاديين، مهما كان ما يحدث لهم. أين يكمن هذا الاختلاف؟ إنهم لا يطيعون، ولا يتعاونون بروح المبادرة، ولا يطلبون الحق على الإطلاق. بدلًا من ذلك، يشعرون بالاشمئزاز تجاهه، ويقاومونه، ويحللونه، ويتأملونه، ويثقلون عقولهم بالتكهنات: "لماذا لا يُسمح لي بالقيام بهذا الواجب؟ لماذا أنقَل إلى وظيفة غير مهمة؟ هل هذه وسيلة لكشفي وطرحي خارجًا؟". إنهم يستمرون في تقليب ما حدث في أذهانهم، ويحلّلونه إلى ما لا نهاية ويفكرون فيه. وعندما لا يحدث شيء، يكونون بخير تمامًا، ولكن عندما يحدث شيء ما بالفعل، يبدأ في التموج داخل قلوبهم كما لو كانوا في المياه العاصفة، وتمتلئ رؤوسهم بالأسئلة. قد يبدو الأمر من الخارج وكأنهم أفضل من غيرهم في التفكير في الأمور، ولكن أضداد المسيح في الواقع هم أشدّ شرًا من الناس العاديين. كيف يتجلّى هذا الشر؟ إن اعتباراتهم متطرفة ومعقدة وخفيّة. والأمور التي لا تحدث لشخصٍ عادي، أو شخص لديه ضمير ومنطق، تجدها شائعة للغاية لدى أضداد المسيح. عند إجراء تعديل بسيط على واجب الناس، يجب عليهم الاستجابة بسلوك الطاعة، والتصرف بحسب تعليمات بيت الله، وفعل ما يستطيعون فعله، ومهما فعلوا، فليفعلوه على أفضل وجهٍ ممكن لهم، من كل قلبهم وبكل قوتهم. ما فعله الله ليس خطأ يمكن للناس بشيء من الضمير الحيّ والتعقل ممارسة هذه الحقيقة البسيطة، ولكن هذا يتعدى إمكانيات أضداد المسيح. عندما يتعلق الأمر بتعديل الواجبات، سيقدم أضداد المسيح على الفور الحُجَج والسفسطة ويُظهرون المقاومة، وفي قرارة نفوسهم يأبون قبول ذلك. ما الذي يُكنّونه في قلوبهم يا تُرى؟ الشك والريبة، ثم يتفحصون الآخرين مستخدمين كل الطرق. إنهم يختبرون ردود الفعل بأقوالهم وأفعالهم، بل إنهم يجبرون الناس ويحثونهم على قول الحقيقة والتحدث بأمانة من خلال أساليب متحايلة. يحاولون حل المشكلة: ما سبب نقلهم بالضبط؟ لماذا لم يُسمح لهم بأداء واجبهم؟ من بالضبط كان يتحكم في السلوك؟ من كان يحاول إفساد الأمور عليهم؟ يستمرون في التساؤل عن السبب في قلوبهم، ويواصلون محاولة فهم ما يحدث بالفعل ليتمكنوا من إيجاد من يتجادلون معه أو يسوون الحسابات معه. لا يعرفون المثول أمام الله للتأمل في أنفسهم، والنظر في المشكلة بداخلهم، ولا يبحثون عن سبب في أنفسهم، ولا يُصلِّون إلى الله ويتأملون في أنفسهم ويقولون: "ما المشكلة في كيفية أداء واجبي؟ هل السبب هو إهمالي ولا مبالاتي وافتقاري إلى المبادئ؟ هل كان يوجد أي تأثير على الإطلاق؟". وبدلًا من طرح هذه الأسئلة على أنفسهم، فإنهم يشككون في الله داخل قلوبهم باستمرار: "لماذا أُعيد تخصيص واجبي؟ لماذا أُعامَل بهذه الطريقة؟ لماذا هم غير منطقيين إلى هذا الحد؟ لماذا يظلمونني؟ لماذا لا يراعون اعتزازي؟ لماذا يهاجمونني وينفرون مني هكذا؟". جميع هذه "الأسئلة" إعلان حي عن شخصية أضداد المسيح الفاسدين وطباعهم" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الثاني عشر). عند قراءة كلام الله، رأيت أن سلوكي كان شريرًا كسلوك أضداد المسيح. عندما تغير واجبي، لم أُبدِ أي تأثر، لكنني في الواقع كنت في حالة اضطراب. كنت أخمن وأبحث في سبب التغييرات، والمعنى الحقيقي وراء كل كلمة من القادة في كلتا المرتين. حتى أنني شككت في أنني نُقلت لأن مقدرتي ليست بمستوى التعامل مع الشؤون العامة، وأسأت فهم الله بعد أن خضعت لعمليات نقل متعددة لكشفي كعديمة النفع، واستخدام ذلك لاستبعادي. كان لدي طبيعة شريرة وماكرة! كنت أفرط في التفكير في مسألة تغيير واجبي، والبحث فيها وتحليلها، محاولةً التأكد من كلام القادة عما يظنون بي حقًا، ومستغلة ذلك لتحديد مدى ارتفاع أو دنو منصبي في الكنيسة، إذا كان لدي مكان في قلب الله حقًا، وكم الفرصة التي لي للخلاص والبركات. كنت مرتابة، ومملوءة بالشكوك، والمقاومة، والتمحيص وهي شخصيات ضد المسيح. تذكرت شيئاً قاله الله: "إنني أقدِّر كثيرًا هؤلاء الذين ليس لديهم شكوك من نحو الآخرين وأنا أيضًا أحب كثيرًا الذين يقبلون الحق طوعًا؛ لهذين النوعين من البشر أُبدِي عناية كبيرة، ففي نظري هم أناس أمناء" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. كيفية معرفة الإله الذي على الأرض). الصادقون يفكرون ببساطة. هم صريحون وصادقون مع الله والناس بلا شك ولا حيطة. يمكنهم قبول الحق، ويسعون وراء مشيئة الله ويتأملونها في المواقف التي يعدها الله. يتيح لهم الله المزيد والمزيد من التعلم واكتساب الحق. في تلك المرحلة، أدركت أن مكري وشكوكي جعلاني حزينة وبائسة للغاية، وأبعداني عن الله أكثر. صليت الى الله قائلة: "يا إلهي، لا أريد أن أعيش بشخصيتي الماكرة بعد الآن. لم تتناسب هذه التغييرات في واجبي مع مفاهيمي، لكنني أريد أن أخضع لها وأقبلها، وأن أسعى لمعرفة مشيئتك".

في وقت لاحق كنت أتساءل لماذا قابلت كل تغيير في واجبي برد فعل قوي. ثم قرأت بعض من كلام الله الذي ساعدني على فهم الغش في إيماني. "انطلاقًا من موقف أحد أضداد المسيح ومنظوره فيما يخص حدوث تغيير في واجبه، أين تكمن مشكلته؟ هل المشكلة هنا كبيرة؟ (نعم). إن خطأه الأكبر هو أنه ينبغي ألا يربط التغيير في الواجب بنيل البركات؛ فهذا شيء ينبغي عليه عدم فعله بالتأكيد. في الواقع، لا توجد علاقة بين الاثنين، ولكن نظرًا لأن قلب ضد المسيح يفيض بالرغبات في نيل البركة، فمهما كان الواجب الذي يؤديه، فإنه يصله ويربطه بما إذا كان سينال البركة أم لا. وعلى هذا النحو، فإنه لا يتمكن من أداء واجبه أداءً مناسبًا، ويمكن كشفه واستبعاده. هذا هو خطؤه، وقد شرع في هذا الطريق اليائس بنفسه" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الثاني عشر). "لقد كان تغييرًا مناسبًا تمامًا في الواجب، لكن أضداد المسيح يقولون إنه يجري لتعذيبهم، وإنهم لا يُعامَلون كبشرٍ، وإن عائلة الله تفتقر إلى المحبَّة، وإنهم يُعاملون كآلاتٍ ويُستدعون وقت الحاجة إليهم ثم يُطرحون جانبًا عندما لا توجد حاجةٌ إليهم. أليس هذا تحريفًا للمنطق؟ هل الشخص الذي يقول مثل هذا الكلام لديه ضميرٌ أو منطق؟ إنه يفتقر إلى الإنسانيَّة! وهو يُشوِّه مسألةً معقولة تمامًا ويُحرِّف ممارسةً مناسبة تمامًا إلى شيءٍ سلبيّ – أليس هذا هو شرّ ضدّ المسيح؟ هل يمكن لشخصٍ بمثل هذا الشرّ أن يفهم الحقّ؟ بالطبع لا. وهذه هي مشكلة ضدّ المسيح، فسوف يُحرِّف منطق كلّ ما يحدث له. ولماذا يُفكِّر بطريقةٍ ملتوية؟ لأنه شرِّيرٌ للغاية بطبيعته وشرِّير في جوهره. طبيعة ضدّ المسيح وجوهره هما الشرّ بالدرجة الأولى ويليهما الإثم، فهاتان هما الصفتان الرئيسيَّتان فيه. والطبيعة الشرِّيرة لدى أضداد المسيح تمنعهم من فهم أيّ شيءٍ فهمًا صحيحًا وبدلًا من ذلك يُشوِّهون كلّ شيءٍ ويسيئون تفسيره، ويتمادون إلى أقصى الحدود، ويتجادلون في التفاهات، ولا يمكنهم التعامل مع الأمور بصورة صحيحة ولا يطلبون الحقّ" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الثاني عشر). استطعت أن أرى من كلام الله أنني كنت أتصرف كضد للمسيح، ظنًا أن هناك علاقة وثيقة بين واجبي وما إذا كنت سأصبح مباركة. اعتقدت أن الحصول على ترقية والقيام بواجب أعتبره أكثر أهمية يعني فرصة أفضل للخلاص. لكن طردي أو تأدية واجبًا رأيته تافهًا جعلني أظن أنه كانت لدي فرصة أقل في الخلاص. بسبب هذا المنظور الخاطئ، عندما غيرت الكنيسة واجبي، كنت مفرطة الحساسية والتفكير في الأشياء. لم أستطع الاقتراب منه بشكل صحيح، خوفًا من أن أفقد كل أمل في الخلاص والبركات إذا لم ألتزم الحرص. لقد وضعت البركات قبل كل شيء في إيماني، وأمام عمليات النقل هذه كان أول ما فكرت فيه هو ما إذا كانت ترقية أم خفض رتبتي. إذا بدا الأمر وكأنه وظيفة أدنى، شعرت أنه يتم خفض رتبتي، وسيتم كشفي واستبعادي. كنت بائسة وشعرت بقلة قيمتي بسبب شيء واحد تافه. كنت أرغب كثيرًا في البركات! من الطبيعي تمامًا أن تغير الكنيسة واجبات الشعب. في بعض الأحيان يعتمد الأمر على قامة الشخص، أو مقدرته، أو مهاراته، مما سيفيد عمل الكنيسة ودخوله الحياة. أحيانًا يكون هناك مشكلة في موقفهم تجاه واجبهم، وهم يعيشون في فساد، لذلك من خلال تغيير واجبهم، يمكنهم أن يقفوا أمام الله ليتأملوا أنفسهم، ويعرفوها، ويتوبوا إلى الله، ولا يعودوا يسيرون في الطريق الخطأ. هذا هو خلاص الله العظيم. في بعض الأحيان هذا ما يتطلبه العمل، ويجب إجراء التغييرات المناسبة في الوقت المناسب. كانت القائدة تتبع احتياجات العمل، وعندما رأت أن التعامل مع الشؤون العامة مرهقًا جدًا لي، أعطتني واجبًا يتناسب مع مهاراتي، حتى أصير نافعة. كان أمرًا جيدًا. لكنني كنت شريرة وماكرة بالفطرة، كنت أفكر في نوال بركة فحسب، وربط الأشياء بالمباركة، وأنظر إلى الأشياء بطريقة معوجة. اعتقدت أن واجبي تغير لكشفي واستبعادي. كم هذا سخيف! كانت لدي تصورات خاطئة ودفاعات ضد الله. كيف يمكنني أن أتعلم وأدخل الحق بهذه الطريقة؟ وكيف يمكنني أداء واجبي بشكل جيد؟ جعلني هذا الفكر أشعر ببعض الندم، وكرهت نفسي لكوني عمياء ولا أسعى وراء الحق. لم أعد أريد أن اصير هكذا بعد الآن. كنت على استعداد للتخلي عن سعيي وراء البركات، وأن أبحث عن الحق في أي موقف أعده الله، وأن أقوم بواجبي.

لاحقًا، قرأت مقطعًا آخر من كلام الله. "إن الحد الأدنى فيما إذا كان يمكن خلاص الناس أم لا هو بصورة رئيسية ما إذا كان لديهم الضمير والحس. إذا استطاع الناس الالتزام بهذا الحد، فإنهم يملكون الضمير والحس. وأمثال هؤلاء الناس لهم رجاء في الخلاص. أمّا إن تجاوزوا هذا الحد، فسوف يتم استبعادهم. ما هو خطكم الأحمر؟ أنت تقول: "حتى لو ضربني الله ووبخني ورفضني ولن يُخلِّصني، فإنني رغم ذلك لن أُبديَ أي شكاوى. سوف أكون مثل الثور أو الحصان. سوف أستمر في الخدمة حتى النهاية وأقابل محبة الله بالمثل". هذا كله يبدو لطيفًا، ولكن هل يمكنك حقًا تحقيقه؟ إذا كنت تمتلك مثل هذه الشخصية والعزيمة حقًا، فإنني أقول لك بوضوح: لديك رجاء في الخلاص. وإذا لم تكن لديك هذه الشخصية، وكنت تفتقر إلى هذا الضمير والحس، فلن تستمر خدمتك حتى النهاية. هل تعرف كيف سيتصرف الله تجاهك؟ لا تعرف. هل تعرف كيف سيختبرك الله؟ لا تعرف هذا أيضًا. إذا كنت تفتقر إلى الأساس، أو إلى خط أحمر، أو إلى وسيلة صحيحة للسعي، وكانت أخلاقك وقيمك لا تتوافق مع الحق، فعندئذٍ عندما تواجه انتكاسة أو فشلًا أو تجارب وتنقية، لن تتمكن من الصمود – وفي هذه الحالة ستكون في خطر. ما دور الضمير والحس؟ إذا قلت: "لقد سمعت هذه العظات كلها، وأفهم بعض الحق بالفعل، لكنني لم أمارسه، ولم أُرضِ الله، وليست لي حظوة عند الله – وإذا تخلى الله عني في النهاية ولم يعد يريدني، فسوف يكون هذا هو بر الله. فحتى لو عاقبني الله ولعنني، لن أتركه. أينما ذهبت، أنا مخلوق من الله، وسوف أؤمن بالله إلى الأبد، وحتى لو اضطررت للعمل مثل ثور أو حصان، لن أتوقف أبدًا عن الاتباع، ولا يهمني ما هي نهايتي". إذا كان هذا هو عزمك حقًا، فحسنًا إذًا: سوف تتمكن من الثبات. أمّا إذا كنتم تفتقرون إلى هذا العزم، ولم تفكروا مطلقًا في هذه الأشياء، فلا شك أنه توجد مشكلة في شخصيتكم، وفي ضميركم وحسكم. وسبب هذا هو أنكم في قلوبكم لم ترغبوا قط في فعل أي شيء لله. وكل ما تفعلونه دومًا هو طلب البركات من الله. فأنتم تحسبون دائمًا في رؤوسكم البركات التي سوف تنالونها مقابل بذل جهد أو تحمُّل مشقّة في بيت الله. إن كان كل ما تفعلونه هو حساب هذه الأشياء، فسوف يصعب عليكم الثبات. يعتمد ما إذا كان يمكنك نيل الخلاص على ما إذا كان لديك الضمير والحس أم لا. فإذا لم يكن لديك الضمير والحس، فأنت غير لائق للخلاص؛ لأن الله لا يُخلِّص الشياطين والوحوش. وإذا اخترت أن تسلك طريق طلب الحق، وإذا ما سلكت طريق بطرس، فسوف ينيرك الروح القدس ويرشدك لفهم الحق، وسوف يهيئ لك مواقف تجعلك تختبر العديد من التجارب والتنقية بحيث تصير كاملًا. أما إذا لم تختر طريق طلب الحق، بل سلكت طريق بولس، ضِدِّ المسيح، فسوف يظل الله للأسف يختبرك ويفحصك. ولكن لا شك في أنك لن تثبت أمام اختبار الله؛ فعندما يحدث شيء لك، سوف تشتكي من الله، وعند اختبارك، سوف تتخلى عن الله. وفي تلك اللحظة، لن يكون لضميرك وحسك أي فائدة، وسوف يتم استبعادك؛ فالله لا يُخلِّص الناس الذين يفتقرون إلى الضمير والحس. هذا هو الحد الأدنى من المعايير" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). لقد جعلتني قراءة كلام الله أفكر حقًا. بعد أن تغير واجبي، شعرت أنه لم يعد لدي أي أمل في الخلاص. قاومت الله واشتكيت. كنت مهملة وسلبية في واجبي واستخدمت ذلك للتنفيس عن استيائي. كنت حقًا أفتقر إلى الإنسانية والعقل، ولم أتحلَ حتى بأبسط قدر من الضمير. كنت مثل هؤلاء الذين يتوقفون عن أداء واجبهم بعد أن تتحطم آمالهم في نوال البركة. لولا استنارة الله وإرشاده في الوقت المناسب، مما سمح لي بفهم دوافعي للبركات ورغباتي فيها ورؤية وجهي القبيح الشيطاني بعد أن فقدت آمالي في مستقبلي، أكره تخيل مدى سقوطي. ما كنت لأستطيع بالتأكيد القيام بأي واجب وكان سيستبعدني الله في النهاية. كان التفكير في هذا الاحتمال مخيفًا. أدركت أيضًا مدى أهمية سعي الناس الذاتي في إيمانهم. أولئك الذين يطلبون الله حقًا صادقون في واجبهم ولا يطلبون البركات في إيمانهم أو واجبهم. إنهم سعداء بالخدمة، حتى بدون آخرة وغاية تستحق. هذا النوع من الشخصية ضروري لتحمل اختبارات جميع أنواع البيئات. لقد وجدت أيضًا طريقة للممارسة من كلام الله. أحتاج إلى الخضوع، بغض النظر عن الواجب الذي أقوم به، والتركيز على السعي وراء الحق، وتطهير الغش في إيماني وتغييره.

قرأت مقطعًا من كلام الله في تعبداتي ذات مرة أعطاني بعض الفهم العملي لمعايير الله للخلاص. "لا يعرف كثير من الناس بوضوح معنى أن ينالوا الخلاص؛ فبعضهم يعتقد أنه كلما زاد عدد السنوات التي آمنوا فيها بالله، زاد احتمال خلاصهم، بينما يعتقد البعض الآخر أنه كلما زاد عدد التعاليم الروحية التي يفهمونها، زاد احتمال خلاصهم، أو يعتقد البعض أن القادة والعاملين سيَخلُصون بالتأكيد. كل هذه مفاهيم وتخيلات بشرية. ومفتاح هذا هو أنه يتعين على الناس أن يفهموا ما معنى الخلاص. يعني الخلاص في الأساس التحرر من تأثير الشيطان، والتحرر من الخطية، والتوجه بإخلاص إلى الله وطاعته. ماذا يجب عليك أن تمتلك حتى تتحرر من الخطية ومن تأثير الشيطان؟ الحق. إذا كان الناس يأملون في ربح الحق، فيجب أن يكونوا مجهزين بالكثير من كلام الله، وأن يكونوا قادرين على اختباره وممارسته، حتى يتمكنوا من فهم الحق ويدخلوا حقيقة الحق. وعندها فقط يمكنهم نيل الخلاص. وسواء كان يمكن للمرء أن يَخلُصَ أم لا، فلا علاقة لذلك بطول المدة التي آمن خلالها بالله، أو مقدار المعرفة التي يمتلكها، أو مقدار معاناته، أو ما إذا كان يمتلك مواهب أو نقاط قوة. الشيء الوحيد الذي له علاقة مباشرة بالخلاص هو ما إذا كان الشخص يمكنه اكتساب الحق أم لا. إذن، كم فهمت اليوم من الحقِّ بالفعل؟ وكم عدد كلمات الله التي صارت حياتك؟ في أيّ متطلَّبٍ من بين جميع متطلبات الله حققتَ الدخول؟ خلال سنوات إيمانك بالله، ما مقدار الدخول الذي حظيتَ به إلى حقيقة كلمة الله؟ إذا كنت لا تعرف، أو إذا لم تكن قد حققت الدخول في أي من حقائق كلمة الله، فبصراحة، ليس لديك رجاء في الخلاص. خلاصك يُعد مستحيلاً" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. تقدير كلام الله هو أساس الإيمان بالله). رأيت من كلام الله أن نوال إنسان ما الخلاص لا علاقة له بواجبه. يتعلق الخلاص بما إذا كان قد اكتسب الحق، ونبذ الخطيئة وشخصيته الشيطانية، وإذا خضع حقًا لله. يعتمد اكتساب الحق على سعي الشخص والمسار الذي يسلكه. إن الله بار، ولا يتحيز أبدًا. بغض النظر عن مقدرة الشخص أو واجبه، طالما أنه يسعى وراء الحق ويركز على تغيير شخصيته، يمكنه أن يتعلم الحق تدريجياً وينبذ الفساد ويخلص. فكرت في اثنين من القادة الذين كنت أعرفهما من قبل. بديا عازمين على السعي، وكانت شركتهما في الاجتماعات واضحة حقًا، لذلك اعتقدت أنهما سيخلصان بالتأكيد. لقد تملقتهما واحترمتهما. لدهشتي، تم كشفهما لاحقًا لاتخاذهما طريق ضد المسيح. لقد بديا متحمسين في إيمانهما وكانت شركتهما عظيمة، لكن كانت كلها تعاليم، صورة مزيفة لتضليل الآخرين. في الواقع، كانا يهتمان بالاسم والوضع، ويؤسسان مشروعهما الخاص دون القيام بأي عمل حقيقي. وعليه، تعطل عمل الكنيسة بشكل خطير واستُبعدا. فكرت أيضًا في العديد من الإخوة والأخوات القائمين بواجبات منتظمة ولم تكن مثيرة للإعجاب، لكنهم ركزوا على السعي وراء الحق. أظهروا بعض الفساد عندما حدثت الأمور، لكن كان بوسعهم أن يراجعوا أنفسهم ويعرفوها، ويمارسوا الحق للتخلص من فسادهم. كانوا يغيرون من شخصياتهم الحياتية. لكن بالنسبة لي، كنت مؤمنة لسنوات دون السعي وراء الحق، لذلك لم أدخل إلى حقيقة الحق بعد. وأمام تغيير بسيط في واجبي، صار لدي الكثير من سوء الفهم والمظالم دون أي خضوع. لم أستطع الهروب من سلبيتي. دون التركيز على السعي وراء الحق وممارسته، عندما ينتهي عمل الله، بالتأكيد كنت سأُترك فارغة اليدين ومُستبعدة.

المرور بهذه التغييرات في واجبي أعطاني بعض الفهم لشخصيتي الماكرة والشريرة. رأيت أيضًا أن منظوري عن الإيمان ودوافع البركات لم تتغير، وأدركت أن خلاص الإنسان لا علاقة له بواجبه. ما يهم هو ما إذا كان بإمكانه السعي وراء الحق، إذا تغيرت شخصيته الحياتية، وإذا خضع لله.

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

عندما اكتشفت أنني سئمت الحق!

ذات يوم في بداية هذا العام، وجدت أن وافدة جديدة كانت انضمت للتو إلى الكنيسة قد فاتها بالفعل اجتماعين، فسألت قائدة المجموعة عن السبب، لكنها...

قصتي في التعاون

كنت مسؤولة عن أعمال السقاية في الكنيسة. ومع توسع عملنا في الإنجيل وقبول كثيرين عمل الله في الأيام الأخيرة، لم أكن أروي الوافدين الجدد فقط،...