التمييز بكلام الله لا يفشل أبدًا

2022 أكتوبر 30

في أبريل 2021، كنتُ أقطن في منزل برفقة تشين يوي وبعض الأخوات الأخريات. في البداية، رأيتُ أنها كثيرًا ما كانت تتحدث مع أناس عن حالتها، وأحيانًا تتحدث عن حالتها أثناء تناول الوجبات. جال في فكري كيف كان بإمكانها حتى الاستفادة من وقت تناول الطعام، لذا رَكّزتْ على الدخول إلى الحياة وكانت شخصًا يسعى وراء الحقّ. ثم عندما كنا نتجاذب أطراف الحديث ذات مرة، أخبرتني تشين يوي أنها تهتم بتعابير وجوه الآخرين وآرائهم، وإنْ خاطبها أحدهم بلهجة سيئة، ستفترض أنه كان يحتقرها وأنها كانت ماكرة. كما قالت إنها كانت تتنافس دومًا مع الآخرين على الاسم والمكاسب وأنها معنيّة للغاية بالمكانة. كنتُ أفكر، لم نكن نعرف بعضنا بعضًا منذ فترة طويلة، لذا كونها قادرة على إخباري بشأن نقائِصها الفادحة ونقاط ضعفها يعني أنها كانت بسيطة ومُنْفتحة. لاحظتُ في تفاعلاتنا اللاحقة أنها كانت تعاني من حالات ذهنية معقدة. لقد اهتَمْتْ حقًا بتعابير الناس وآرائهم، وانتقدت الآخرين. أحيانًا عندما كان يلفت الإخوة والأخوات النظر إلى مشاكلها، كانت تتساءل عّما إذا كانوا ينظرون إليها نظرة ازدراءٍ، وبعدئذ كانت تنفتح عمّا كشفت عنه، قائلة إن ذلك الانتقاد كان ماكرًا، وما إلى ذلك. في البداية، ظننتُ أنها حسّاسة وهشّة نوعًا ما. راودني شعور أن الجميع لديهم أخطاؤهم ومشاكلهم، وعلى اعتبار أننا إخوة وأخوات، يجب أن نتحلّى بالمزيد من التسامح والعفو لبعضنا بعضًا. أيضًا، كان بمقدورها أن تنفتح وتفهم ذاتها بعد إظهار فسادها، لذا يجدر بها أن تتمكّن من قبول الحقّ. لم أعبأ بالتفكير في الأمر كثيرًا. بشكل عامٍ، عندما أخبرتني عن حالتها، كنتُ أصغي إليها لتبوح بمَكْنون صدرها، وفي المحادثة كنتُ حَذرِة من حالتها المِزاجية، خشية أن أخطئ سَهْوًا وأتفوّه بشيء يؤذيها. لهذا السبب، أحبّت أن تتجاذب أطراف الحديث معي. لقد أظهرتْ من كلماتها المباشرة وما يُلمِّحون إليه أنها شَعُرَت أنني أتمتع بمِزاج وشخصية رائعة وكنتُ مِعْطاءة، وأنها تحب أناس على شاكلتي. أيضًا، في كل مرة تجاذبنا فيها أطراف الحديث، كان الحوار يتعلّق بحالتها من الانتقاد والاهتمام بمظهرها. أحيانًا تمتد محادثة صغيرة قُرابة الساعة، وهذا ما أعاق واجباتي. بعد رؤية كيف وثقت بي، كنتُ أخشى أن تتأذّى مشاعرها إنْ لم أصغِ إليها. شعرتُ بالإحراج من مقاطعتها. حدثت بعض الأمور لاحقًا والتي غيّرت تدريجيًّا نظرتي إليها.

وفي ذات مرّةٍ، لم تأخذ الأخت لي الأمر على مَحْمل الجدّ حينما انتقدتها تشين يوي لعدم طيّها مُلَاءة السرير كما يجب. جُنّ جنون تشين يوي ولم تدع الأمر يمرّ، وأصرّت على أن تفعل الأخت لي ما تريده. أيضًا، أرادت عمومًا أن يتملّقها الناس ويسايرونها ويسعدونها، لذلك قالت الأخت لي إنها كانت تُركّز بشدّة على المكانة وأرادت دائمًا أن يلتّف الناس من حولها، والذي كان في الواقع للسيطرة على الآخرين. بعدئذ، ذهبت تشين يوي للانفتاح على الأخت لي، تبكي وتقول إنها ليست كما قالت عنها الأخت لي، وأنها أساءت فهمها. فاعتذرت إليها الأخت لي، لكن تشين يوي لم تتمكّن من التغاضي عن الأمر، وعاملتها معاملة صامتة. عقب ذلك، كثيرًا ما عزلت نفسها ولم تتحدث إلينا كثيرًا.

ذات مرة عندما كانت تتحدث معي عن حالتها، قالت إنها رأت الأخوات الأخريات يُثَرْثِرن كثيرًا مع الأخت لي، لذا شكّت في أن الجميع يحب الأخت لي، وأنهنّ نظرن إليها بازدراءٍ واستبعدوها. ثم تجنّبت الجميع، وظنّت أن الأخت لي تتسم بالنفاق عندما تحدثّت معها. بعدئذ قالت إن لديها إنسانية سيئة وأن انتقاد الأخت لي على هذا النحو كان شديد المكر. لكنها لم تتغيّر بعد ذلك. كانت مُتجهِّمة الوجه معنا لمدة أسبوعين بسبب ذلك، وشعر الجميع بأنهم مقيّدون حقًا. فوجئتُ بشدة وعجزتُ عن فهم أي شيء. لماذا لم تسع للحقّ وتتعلّم درسًا حينما تواجه المشاكل؟ بعد ذلك كنتُ أفكر كيف كانت تَنزِع إلى الدخول في نوبة غضب وعبوس، وأنه سيتعيّن علينا مساعدتها بدافع الحبّ فحسب. ذات مرة، كان لابد من إعادة العمل لمقطع فيديو كانت تنتجه بسبب مشاكل ظهرت فجأة. في اجتماع، قالت قائدة الفريق إن على المنتجين تحمُّل المسؤولية الرئيسية بسبب مشاكل في مقاطع الفيديو. افترضت تشين يوي أنها كانت المُستهدَفة، وأن قائدة الفريق ظنّت أن لديها مقدرة متواضعة ولم تحبها. بدت مُتجّهمة الوجه لأيامٍ. قدّمت القائدة شركة معها بعدئذ، وقالت إنها رفضت الحقّ وكانت مُبالِغة في ردّة فعلها، وأن عدم تغييرها الأبدي كان خطيرًا حقًا. شرعت تشين يوي في البكاء حينما سمعت ذلك. قالت إنها كانت شديدة المكر ولن يُخلّصها الله. وبعد رؤيتها وهي في غاية الاستياء، قدّمت القائدة شركة معها عن مشيئة الله حتى لا تُسيئ فهم الله وتتمكّن من التفكّر في مشكلتها. لم تتفوّه بشيء آنذاك، وظنّت القائدة أنها تحتاج إلى بعض التغيير، لكن من المدهش، في اجتماع، قالت إنها لا يمكنها قبول ما قالته القائدة عنها وظلّت مكتئبة لأيامٍ. لاحقًا، أخبَرَتْ بعض الإخوة والأخوات أن قائدة الفريق قد نظرت إليها نظرة ازدراءٍ لمقدرتها الضعيفة وأنها لا تدري كيف تتجاوز ذلك، وراحت تبكي وهي تتكلّم. كانوا متعاطفين. لطالما كانت تحدث أمور مثل هذه، وبعد أن يقدّم أحدهم شركة معها، كانت دائمًا "تعرف" نفسها وتُقرّ بمشكلتها. إلا أنها كانت تغضب مرة أخرى بعد بضعة أيام عندما كان يحدث شيء آخر.

شعرتُ بالحَيْرة نوعًا ما وأنا أراها تتصرف بهذه الطريقة. طالما أنها بَدَت دائمًا تعرف نفسها، فلماذا لم تتغيّر قطّ؟ إنْ قال الآخرون أي شيء يؤثر على كبريائها، كانت تفترض أنهم ينظرون إليها بازدراء ثم تأخذ كل شيء على مَحْمل خاطئ. ألم تكن هناك مشكلة في إنسانيتها وفهمها؟ لم أتمكّن من استيعاب هذا تمامًا، لذا صلّيت إلى الله سعيًا، وقدّمتُ شركة مع الأخرين الذين فهموا الحقّ. أخبرتني أخت أن تشين يوي فهمت كل شيء بعد سنوات من الإيمان، لكنها لم تمارس الحقّ وكانت في غاية السلبية. وهذا يعني أنها لم تعرف نفسها حقّ المعرفة. أرسلت لي تلك الأخت مقطعًا من كلام الله. "عندما يتشارك بعض الناس عن معرفة الذات، فإن أول شيء يخرج من أفواههم هو: "أنا إبليس، شيطان حي، وشخص يقاوم الله. إنني أعصيه وأخونه. أنا أفعى وشخص شرير يجب أن يُلعَن". هل معرفة الذات هذه حقيقية؟ إنهم يتحدثون فقط بالعموميات. لماذا لا يُقدمون أمثلة؟ لماذا لا يمكنهم كشف الأشياء المخزية التي فعلوها لتحليلها؟ بعض الناس غير المتبصرين يسمعونهم فيفكرون قائلين: "الآن، معرفة الذات هذه حقيقية! أن يعرفوا أنفسهم على أنهم إبليس، أي الشيطان، بل ويلعنوا أنفسهم – يا لدرجات السمو التي وصلوا إليها!" كثير من الناس، وخصوصًا من المؤمنين الجدد، يكونون عُرضةً للخداع بهذا الحديث. يعتقدون أن المتحدث طاهر، ويفهم الأمور الروحية، وأنه شخص يحب الحق ومؤهل للقيادة. ومع ذلك، بمجرد تواصلهم معه لفترة من الوقت يجدون أن الأمر ليس كذلك، وأنه ليس من تصوروه، بل هو كاذب ومخادع بشكل استثنائي، ويجيد التنكر وانتحال الهوية، وهذا يُمثل خيبة أمل كبيرة. كيف يمكن إذًا قياس ما إذا كان شخص ما يحب الحق؟ يعتمد هذا على ما يُظهِره عادةً، وما إذا كان يعيش واقع الحق أم لا، وما إذا كان يفعل ما يقول، وما إذا كان ما يقوله يتوافق مع ما يفعله. فإذا كان ما يقوله يبدو متماسكًا ومقبولًا لكنه لا يفعله ولا يعيش وفقًا له، فيكون عندئذٍ قد أصبح أحد الفريسيين، ويكون مرائيًا ولا يحب الحق على الإطلاق. يبدو الكثير من الناس متماسكين جدًا عندما يشاركون عن الحق، لكنهم لا يدركون عندما يكون لديهم فيض من الشخصية الفاسدة. هل هؤلاء أناس يعرفون أنفسهم؟ إذا كان الناس لا يعرفون أنفسهم، فهل هم أناس يفهمون الحق؟ إن جميع من لا يعرفون أنفسهم هم أناس لا يفهمون الحق، وجميع من يتكلمون كلامًا أجوف عن معرفة الذات لديهم روحانية زائفة، كما أنهم كذابون. يبدو بعض الناس متماسكين للغاية عندما يتحدثون بكلام التعاليم، لكن حالة أرواحهم مخدرة وبطيئة الفهم، وهم غير مدركين ولا يستجيبون لأي مشكلات. قد يقال إنهم مخدرون، ولكن أحيانًا عند الاستماع إلى حديثهم تبدو روحهم مرهفة للغاية. مثال ذلك، بعد حدوث واقعة مباشرةً يتمكنون من معرفة أنفسهم على الفور: "الآن ظهرت فكرة في نفسي. فكرت في الأمر وأدركت أنه كان ينطوي على خداع، وأنني كنت أخدع الله". يشعر بعض الناس غير المتبصرين بالغيرة عندما يسمعون هذا، قائلين: "عندما يكون لدى هذا الشخص فيض من الفساد ويمكنه الانفتاح والشركة بخصوص ذلك أيضًا، فإنه يدرك ذلك فورًا. إنه سريع للغاية في رد الفعل، وروحه مرهفة، وهو أفضل منا بكثير. إنه حقًا شخص يطلب الحق". هل هذه طريقة دقيقة لقياس الناس؟ (لا). ما الذي يجب أن يكون، إذًا، أساسًا لتقييم ما إذا كان الناس يعرفون أنفسهم حقًا؟ ينبغي ألا يكون فقط ما يخرج من أفواههم. ينبغي أيضًا أن تنظر إلى ما يظهر حقًا فيهم، والطريقة الأبسط لذلك هي النظر فيما إذا كانوا قادرين على ممارسة الحق – فهذا هو الأهم. تثبت قدرتهم على ممارسة الحق أنهم يعرفون أنفسهم حقًا؛ لأن أولئك الذين يعرفون أنفسهم حقًا يُظهرون التوبة، ولا يعرف الناس أنفسهم حقًا إلا عندما يُظهرون التوبة" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يجد من يسعى إلى الحق عونًا إلّا في معرفة النفس). تعلّمتُ من كلام الله أنه بالنظر إلى إذا كان أحدهم يحب ويقبل الحقّ، وإذا كان يعرف نفسه حقًّا، فلا يتعلق الأمر برؤية ما يُقرّ به لفظيًّا، ومدى إجادته وهو يتحدث بإسهابٍ عن النظريات، وإنّما يتعلّق الأمر بما يعيشه بالفعل في مواجهة المشاكل، إذا كان بإمكانه ممارسة الحقّ، وإذا تاب وتغيّر حقًّا، وإذا كان الفهم الذي يتحدث عنه ودخوله الفعليّ يتطابقان. يُسهِب بعض الناس في الحديث عن العقيدة الصحيحة، لكنهم لا يتمكنون من ممارسة الحقّ عندما يواجهون أمورًا، ويتصرّفون بِناء على شخصيتهم الشيطانية. هذا شخص يرفض الحقّ. يمكن لبعض الناس الانفتاح أيًّا كان نوع الأفكار التي يظهروها، ويعلمون فسادهم، حتى يظن الناس أنهم بُسطاء، لكنهم لا يتفوّهون بشيء عن الدوافع وراء ذلك، ولا يُشَرِّحون جوهر شخصيتهم الفاسدة إطلاقًا. يبدون بُسطاء ومنفتحين، لكنهم في واقع الأمر يُضلِّلون ويخدعون الناس، وهذا أمر ماكر حقًّا. إنّ معرفة بعض الناس بذواتهم مجرد وهم، ومع أنهم يعترفون لفظيًّا بأنهم مخطئون، ويقولون إنهم الشيطان، وإبليس، ويلعنون ويُدينون أنفسهم، وأنهم لا شيء وعديمي الجدوى، أمّا بالنسبة إلى الأمور الخبيثة المحددة التي أنجزوها، تكون دوافعهم الخفيّة وأهدافهم وراء ذلك، أو ما أدّى إليه ذلك، ولا يتفوّهون بكلمة واحدة. بالنظر إلى تشين يوي، كانت تحبّ التحدث إلى الناس عن حالتها، وبدا أنها تسعى وتبحث عن الحقّ. لطالما كانت تقول أشياء مثل: "لديّ إنسانية سيئة، إني ماكرة، إني خبيثة". بدا من الخارج وكأنّ بمقدورها معرفة ذاتها حقًا، لكنها لم تمارس الحقّ حينما واجهتها المشاكل. لم تتخلّص من شخصيتها الفاسدة إطلاقًا. قبل عامين، قال آخرون إنها انتقدت الناس وركّزت على المكانة، لكنها لم تتغيّر الْبَتَّة. من الجَلِيّ، أنها تحدّثت عن مجرد نظريةٍ، وكانت زائفة، وكانت تخدع الناس بمظهرها الكاذب. إنّ المعرفة التي تحدثت عنها وما عاشته لم يتطابقا.

لاحقًا، قرأت شركة من الله عن أيّ الناس هم إخوة وأخوات حقًا، وأيُّهم ليسوا كذلك، وهكذا، ربحتُ بعض التمييز حول تشين يوي. تقول كلمات الله، "مَن يحبّون الحق وحدهم ينتمون إلى أسرة الله، هم وحدهم إخوة وأخوات حقيقيون. هل تظنّ أن من يحضرون الاجتماعات كثيرًا هم إخوة وأخوات؟ ليس بالضرورة. أيٌ من الناس ليسوا إخوةً وأخوات؟ (أولئك الذين سئموا الحق ولا يقبلون الحق ولا يطلبون الحق). إنهم أولئك الذين لا يقبلون الحق ويشمئزّون منه، والأشرار وبعض المتمتّعين بإنسانية سيئة. ثمة حتى البعض الذين يبدو أنّهم يتمتّعون بإنسانية خيّرة ظاهريًا، لكنّهم يبرعون في التلاعب بالفلسفات للعش. سيستخدمون هؤلاء الناس مناورات ماكرةً ويستعملون الآخرين ويتملّقونهم ويخدعونهم. حالما يقوم أحدهم بشركة عن الحق، لا يهتمّون لأنّهم يشمئزّون منه ولا يتحمّلون سماع كلام عنه ويشعرون بأنّه مملّ ولا يقوون على البقاء جالسين. أي نوع من الناس هؤلاء؟ هذا النوع من الناس هم غير المؤمنين، ولا يجب أن تعتبرهم إخوةً وأخوات مطلقًا. ... ما الذي يحيون بحسبه إذًا؟ لا شك أنهم يحيون بحسب فلسفات الشيطان، وهم دائمًا مخادعون وماكرون، وليست لديهم حياة الطبيعة البشرية. لا يُصلون أبدًا إلى الله ولا يطلبون الحق، لكنهم يتعاملون مع كل شيء باستخدام الحيل والتكتيكات والفلسفات البشرية للعيش – وهذا ما يجعل الوجود مرهقًا. وحتى في الأمور البسيطة يُسببون البلبلة، وإذا لم يستخدموا العقلنة فإنهم يختلقون الأعذار. والعيش بهذه الطريقة مرهق، أليس كذلك؟ عندما يمكن شرح شيء ما ببضع كلمات، لماذا يخرجون بكل هذا الهراء؟ تفكيرهم مُعقَّد، ولا يمكنهم قبول الحق. فمن أجل حفظ ماء الوجه أو بسبب بضع كلمات، يتجادلون حتى يتجهموا غضبًا. يبدو الأمر كما لو كانت لديهم حالة عصبية. إن حياة هؤلاء الناس مؤلمة للغاية. ... عند الفحص الدقيق، ينسبون أفعالهم والأشياء التي يقضون اليوم كله في فعلها إلى كرامتهم وسمعتهم وغرورهم. ويبدو الأمر كما لو كانوا يعيشون في نسيج عنكبوت، فعليهم تسويغ كل شيء أو تقديم الأعذار بخصوصه، ويتحدثون دائمًا من أجل مصلحتهم، وتفكيرهم مُعقَّد، ويتحدثون بالكثير من الهراء، وكلامهم متشابك للغاية. يتجادلون دائمًا حول الصواب والخطأ، ولا نهاية لذلك. وإذا لم يحاولوا حفظ ماء الوجه، فإنهم يتنافسون على السمعة والمكانة، ولا يوجد وقت أبدًا لا يعيشون فيه من أجل هذه الأشياء. وما العاقبة النهائية؟ قد يكونوا قد حفظوا ماء الوجه، لكن الجميع سئموا وضجروا منهم، والناس كشفوهم وأدركوا أنهم يَخلُون من واقع الحق وأنهم لا يؤمنون بالله بصدق. وعندما يُعرِّضهم القادة والعاملون أو غيرهم من الإخوة والأخوات للقليل من كلام النقد، فإنهم يرفضون القبول بعناد، ويُصرون على محاولة التسويغ أو تقديم الأعذار، ويحاولون تجنُّب المسؤولية، وخلال الاجتماعات يدافعون ويُحرِّفون الصواب والخطأ مما يثير المتاعب بين مختاري الله. يفكرون في قلوبهم قائلين: "ألا يوجد حقًا أي معنى لما أقوله؟" أي نوع من الأشخاص هذا؟ هل هذا شخص يحب الحق؟ هل هذا شخص يؤمن بالله؟ عندما يسمعون أي شخص يقول شيئًا يسيء إليهم، فإنهم يريدون دائمًا مناقشة الأمر ويتورطون بخصوص من هو محق ومن هو مخطئ، ولا يطلبون الحق ولا يتعاملون معه وفقًا لمبادئ الحق. وبصرف النظر عن مدى بساطة الأمر، فإنهم يجعلونه مُعقدًا للغاية – فهم لا يبحثون إلا عن المتاعب ويستحقون أن يكونوا مُرهَقين للغاية!" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). بعد قراءة كلام الله، من السهل علينا أن نُميّز بين مَن هم الإخوة والأخوات، ومَن هم غير مؤمنين. يحب بعض الناس التشاحن حول الصواب والخطأ. هم لا يقبلون الحقّ، وإنّما ضَجِروا منه. هم يسعون وراء الحقّ في مواجهة الأمور، أو يتفكّرون في أنفسهم، أو يعرفون أنفسهم. إنهم يدافعون دومًا ويبررون أنفسهم. هذا النوع من الأشخاص يُغالي في تفكيره وهو مخادع بطبيعته. إن الأمر ليس مُرهقًا بالنسبة لهم فحسب، بل يجلب أيضًا الألم والانزعاج للآخرين. مثل هذا النوع من الأشخاص ليس أخًا حقيقيًّا أو أختًا. ثم، عند التفكير في تشين يوي، بسبب ملاحظة غير مُتعمّدة لأحدهم مسّت سُمْعتها وتأذت منها، كانت تنتقده، وتصبح مُرتابة، وتصير مُتحيّزة ضده. ثم تنفتح كَذِبًا لتبرير نفسها أو تتحدث عن نفسها كوسيلة لإثارة مشاكل الآخرين. كانت دومًا تتشاحن حول الصواب والخطأ. على سبيل المثال، عندما قدّمت لها قائدة الفريق بعض الاقتراحات، ظنّت أن قائدة الفريق كانت تنظر إليها بازدراءٍ، لذا شَعُرَتْ بالتعاسة. ثم بعدئذ في اجتماع، انفتحت وقالت إن قائدة الفريق قلّلت من شأنها بحيث يتعاطف الناس معها ويُطوّرون رأيًا بعينه عن قائدة الفريق. كان الناس عادةَ يتعاملون بحذرٍ في تفاعلاتهم معها، ويراقبون تعابيرها ووجهها، خشية أن يتفوّهوا بكلمة خاطئة تؤثر على حالتها. كان التفاعل معها ثقيل الوَطْأة للغاية، ولا يمكن لأحد أن يشعر بالحرية. ونظرًا لأنها كانت دائمًا تتمادى في تفكيرها بالأمور وتكتئب، فقد أثر ذلك بشكل خطير على سير العمل. كنتُ أظن أنها حساسّة وهشّة فحسب، وأنها تَنْزِع إلى الدخول في نوبة غضب وعبوس عندما لا تسير الأمور لصالحها، وانه خطأ بشريّ عاديّ، ولا يُشكِّل إرباكًا حقيقيًّا للإخوة والأخوات أو للعمل الكَنَسِيّ. لكن عند اصطفاف ذلك مع الحقائق، رأيتُ أن ذلك في الواقع قد أرْبَكَ حالات الإخوة والأخوات وكذلك الحياة الكنسية. كما أثّر أيضًا على السير الطبيعي للعمل الكنسيّ. وإلى جانب عرضها العام، لم تقبل الحقّ إطلاقًا، وكانت شديدة المكر. لم تكن تنويرية أو مفيدة للآخرين، بل كانت غير مؤمنة. فهمت القائدة سلوكها العام، وأعفتها من واجبها، وجعلتها تعزل نفسها للتفكّر.

بعدئذ، قرأت مقطعًا من كلام الله يكشف شخصيات البشر الفاسدة: وهكذا رأيتُ ما كان مخفيًّا وراء كلمات تشين يوي، وربحتُ التمييز. تقول كلمات الله، "غالبًا ما يكون الخداع واضحًا من الناحية الظاهريَّة. فعندما يراوِغُ شخصٌ ما أو ينطق بأكاذيب حلوة، ولا يستطيع أحد سبر غور ما في قلبه، فهذا هو الخداع. وما هي السمة الرئيسيَّة للشرّ؟ يحدث الشرّ عندما يكون ما يقوله الناس مُطربًا بشكلٍ خاصّ للأذن، وعندما يبدو كلّ شيءٍ على ما يرام ولا عيب فيه وجيِّدًا بصرف النظر عن الطريقة التي تنظر بها إليه، وعندما يفعلون أشياء ويحققون أغراضهم من دون أساليب واضحة. إنهم يتكتمون للغاية عندما يعملون عملًا، ولا يتركون أثرًا ولا دليلًا ظاهرًا. هكذا يضلُّ أضداد المسيح الناس، ومن الصعب تمييزمثل هذه الأشياء وهؤلاء الناس. كثيرًا ما يقول بعض الناس الكلام المناسب، ويستخدمون عبارات وقعها لطيف ويستخدمون بعض التعاليم والحُجج والطرق المُعيَّنة التي تتوافق مع مشاعر الناس لخداعهم؛ فهم يتظاهرون بالسير في طريقٍ ما لكنهم في الواقع يسيرون في طريقٍ آخر، لتحقيق أهدافهم السريَّة، وهذا شرٌّ. يعتقد الناس عادةً أن هذه السلوكيات خداعٌ. لديهم معرفةٌ أقلّ بالشرّ ويُشرِّحونه بدرجةٍ أقلّ أيضًا. في الواقع، يصعب تحديد الشرّ أكثر من الخداع لأنه أكثر اختفاءً ولأن الأساليب والطرق المستخدمة أكثر تعقيدًا" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الخامس: يخدعون الناس ويستميلونهم ويُهدِّدونهم ويتحكَّمون بهم). يكشف كلام الله عن البشر ذوي الشخصيات الشريرة. يقول أولئك الناس أمورًا قد تبدو لطيفة وصائبة، والتي تبدو مقبولة، لكن يختبئ وراء ذلك دوافع خفيّة لا يمكن للبشر العاديين تمييزها. لم يسعني إلا أن أفكّر في سلوك تشين يوي. أخبرتني أنني مِعْطاءة ولم أتشاجر معها، وأنها تحب التفاعل معي. ذات مرةٍ، حينما لم تكن الأخت لي في المنزل، أرسلت رسالة نصيّة مَفادها أنها تخشى من البقاء بمفردها في المنزل، كما لو كانت طفلةً عندما لم تكن أمها بجانبها. بعد سماع هذا، سيشعر أي أحد أنها تثق بهنّ كثيرًا، وأنها تعتبرهنّ صديقات موثوق بهنّ، أو حتى أفراد من الأسرة. ثم أرادوا الاعتناء بها ومسايرتها في كل شيء. وحتى عندما كانت تتجادل حول الصواب والخطأ، معتقدة أن الآخرين ينظرون إليها بازدراءٍ، وأنه لا أحد سيُميّز ما قالته، وسيتعاطفون معها ويشفقون عليها فحسب. من الجَلِيّ، أنها قالت أمورًا تبدو لطيفة، وتتملّق الآخرين، وتُسمعهم ما أرادوا سماعه. لكن وراء ذلك، أرادت اجتذابهم إليها. كانت تحب عادةً التحدث إلى الناس عن حالتها حتى يروا أنها كانت تُركّز على الدخول إلى الحياة، وأنها سعت وتقصّت الحقّ. لكن في الواقع، كانت تختلق هذا المظهر الروحيّ الزائف لتجعل الآخرين يُحسنون الظنّ بها. لقد تصرّفت وكأنها تتحدث عن حالتها، لكنها كانت في واقع الأمر تقلق من الشعور بالارتياح، وتعبّر بقوة عن ضيقها، وتلعب على مشاعر الناس. حتى أنها استحوذت على وقت الناس وهم يقومون بواجبهم. لكنني لم أتمكّن من رؤية دوافعها أو تمييز أيّ نوع من الأشخاص كانت حقًّا. كنتُ دائمًا أقدّم شركة معها بلطفٍ، وأساعدها وأدعمها. وكنتُ أساعدها بحماسٍ كلما رأيتها تتخبّط في الحياة، وأعطيتها الأولوية في أي شيء مفيد. الآن أدركتُ أخيرًا من كلام الله أن لديها طبيعة شريرة، وأنها كانت مخادعة قولاً وفعلاً، وأنها تخدع بمظهرها الكاذب، وتحتال على الآخرين.

لقد تفكّرت في نفسي بعدئذ. لماذا لم يكن لدي أي تمييز حول تشين يوي؟ في تفكّري، أدركتُ أنه كان لدي منظور خاطئ. اعتبرتُ كونها قادرة على التحدث عن حالتها على أنها بسيطة ومُنفتحة، وعلى أنها تمارس الحقّ، ولم أعِرْ اهتمامًا لكلماتها. لم أر ما هو بسيط ومُنفتح حقًا إلا من خلال كلام الله. تقول كلمات الله، "يعني الصدق أن تهب قلبك لله، وألا تكذب عليه أبدًا في أي شيء، وأن تنفتح عليه في كل شيء، وألَّا تخفي الحق، وألَّا تقوم أبدًا بتصرّفاتٍ تخدع الذين هم أعلى منك وتضلِّل الذين هم أقل منك، وألَّا تقوم أبدًا بتصرّفاتٍ الهدف منها هو التودُّد إلى الله فحسب. باختصار، حتى تكون صادقًا، ابتعد عن النجاسة في أفعالك وأقوالك وعن خداع الله أو الإنسان. ... إذا كَثُرت في كلامك الأعذار والمبررات التي لا قيمة لها، فأنا أقول إنك شخص يكره بشدة ممارسة الحق. إذا كانت لديك العديد من الأسرار التي تأبى مشاركتها، وإذا كنت غير مستعد بتاتًا للبوح بأسرارك – أي الصعوبات التي تواجهك – أمام الآخرين حتى تبحث عن طريق النور، فأنا أقول إنك شخصٌ لن ينال الخلاص بسهولة ولن يخرج بسهولة من الظلمة" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الإنذارات الثلاثة). رأيت من كلام الله أن البساطة والانفتاح هما الانفتاح بشكل أساسي على الشركة حينما تواجه مشاكل أو تكشف فسادًا، وليس التستّر على أي شيء أو إخفاء الحقائق. إنّ الانفتاح هو السعي إلى الحقّ في المقام الأول، والإسراع بحلّ مشاكلك. ثم من خلال ذلك يمكنك رؤية جوهر فسادك، ويمكنك أن تحظى بحديثٍ من القلب إلى القلب مع إخوتك وأخواتك. إنّ هذا تنويري ومفيد للناس. تكتمل الرؤية بشكل أساسي إذا كان أحدهم بسيطًا ومُنفتحًا وذلك بالنظر إلى دوافعه وحصيلته. إنْ تحدثوا عن التحيّزات، والأمور المنزلية التافهة، والقيل والقال دون أي تفكّر حقيقيّ أو فهم، فإنّ الانفتاح على هذا النحو ليس بسيطًا ومنفتحًا بصدقٍ. هذا تنفيس عمّا لا يحبونه وإلقاء اللوم على الآخرين سِرًّا بسبب مشاكلهم. لا يوجد تنوير أو مساعدة للأشخاص في هذا النوع من الانفتاح. يتصرف بعض الناس وكأنهم منفتحون على التظاهر بأنهم صادقون يقبلون الحقّ حتى يتطلّع إليهم الآخرون. الانفتاح على هذا النحو هو لتمجيد أنفسهم والتباهي سِرًّا، وهو أمر مُضِّلل. بالنظر إلى معرفة تشين يوي الذاتية، فقد كانت تنفتح غالبًا على شكوكها في الآخرين وعلى الهواجس والأفكار التي كشفتها، لكنها لم تتحدث قطّ عن شخصياتها الفاسدة، أو مقاصدها الخفية، أو دوافعها. لم تنفتح للسعي إلى الحق أو للتخلص من فسادها، وإنّما لتبوح بما في صدرها من مظالمها، حتى يشعر الناس بالأسف تجاهها ويواسونها. حتى أنها استغلّت ذلك لتبرير نفسها، حتى لا يُساء فهمها. وبهذه الطريقة تتمكّن من حماية مظهرها في أعين الآخرين. لم يساعدها انفتاحها على التخلص من شخصيتها الفاسدة، ولم يجلب أي فوائد أو تنوير للإخوة والأخوات. هذه لم تكن بساطة وانفتاح. كان الأمر ممارسة الألاعيب ولعب الحيل. وما أن أدركت هذا، ربحت بعض الصفاء الداخليّ. رأيتُ بوضوح أن تشين يوي لم تكن شخصًا يسعى إلى الحقّ، ولم تكن بسيطة وصادقة، بل كانت ماكرة وشريرة حقًّا.

تفكّرت في نفسي بعدئذ. لقد تفاعلت مع تشين يوي لقُرابة عام وربحتُ بعض الوعيّ عن مشاكلها العامة، لذا لماذا لم أربح أي تمييز حولها إلى الآن؟ أدركت أن جذر هذه المشكلة كان لأنني لم أنظر إلى الأمور من خلال منظور كلام الله، وبدلاً من ذلك، كنتُ أنظر إلى المظاهر من خلال مفاهيمي وتصوّراتي. لقد نظرت إلى انفتاحها ورغبتها في مشاركة حالتها مع الآخرين على أنهما محبتها وسعيها إلى الحقّ. لم أنظر إلى دوافعها أو نقطة الانطلاق في الأمور، أو ما أُنْجِز بالفعل. لم أنظر إلى كيف كانت تتحدث أو تتصرّف، أو في تعاملاتها، ولم أنظر إلى الأمور من خلال كلام الله. ولهذا السبب لم أر جوهرها أو أربح تمييزًا حولها. حتى أنني عاملتها وكأنها أخت، أسامحها دومًا، وأمدّ لها يد العون، وأدعمها بمحبةٍ. كنتُ في غاية الحماقة! الآن أفهم أن تمييز ما إذا كان الشخص يحب ويسعى إلى الحقّ لا يتعلّق الأمر بمدى رغبته في البحث عن أشخاص للشركة معهم أو التحدث عن معرفته الذاتية، وإنّما، ما إذا كان بمقدوره البحث عن الحقّ وممارسة كلام الله عند مواجهة المشاكل، ومن ثمَّ إنْ كان لديهم دخول حقيقي وتغيير. أدركتُ أيضًا مدى أهمية تمييز جوهر الشخص بِناء على كلام الله. سَتُضَلَّلُ إنْ لم تتمكّن من تمييز البشر. ستُحب البشر جُزافًا، وتدعمهم وتساعد الأشخاص الخطأ على أنهم إخوة وأخوات. وهذا سيُعرقل العمل الكنسيّ في نهاية المطاف. إن رؤية البشر والأشياء من خلال كلام الله لهو الأمر الدقيق فحسب، وهذا هو السبيل الوحيد لتمييز الآخرين. هذا هو السبيل الوحيد لمعرفة كيفية التفاعل مع الآخرين كما يجب. شكرًا لله!

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

الموقف السليم للمرء تجاه واجبه

كنت مستاءة جدًا بعدئذ. لم أكن أستطيع تقبل ذلك فحسب، لا سيما أنني كنت أرى عددًا أكبر من الناس يقبلون عمل الله في الأيام الأخيرة، الذين...

اترك رد