لا تدبِّر خطة احتياطية في الواجب

2022 أكتوبر 30

لمدة أربع سنوات، كنت أركّب الموسيقى على فيديوهات الكنيسة. نظرًا لاحتياجات عمل الكنيسة، كان بعض الإخوة والأخوات يُنقلون كثيرًا، بعضهم لأنهم يفتقرون إلى الإمكانية، فكانوا يُكلّفون بواجبات أخرى بعد ذلك. فكّرت أن هذا وضع غير مستقر. وقلت: "إذا نُقلت أنا يومًا ما، فلن أعرف أي واجبٍ سيكون لدي. إذا كان عملًا لا أجيده، فقد أُنقل ثانيةً. إذا لم يتوفر لي واجب يناسبني، ألن يعني ذلك أني سأكون منبوذة ولن أخلص؟" عند التفكير بهذا، لم أكن أريد أن أنقل حقًا، بل شعرت بأني محظوظة لأن واجبي كان مستقرًا في الوقت الحالي. لاحقًا، تقلَّص العمل المخصص لفريقنا، ونُقل بعض الإخوة والأخوات، فشعرت بالقلق وفكرت: "لا أملك أفضل المهارات، ويمكن أن أُنقل. لا أملك مهاراتٍ أخرى، فيما عدا عمل تركيب الصوت، ماذا يمكن أن أفعل غير ذلك؟ أليس عدم أداء الواجب مماثلًا لكون الإنسان منبوذًا؟" لمدة طويلة، عشت في هذه الحالة من القلق والخوف. أيًا كان من يُنقل من حولي، كنت قلقة جدًا حول مستقبلي.

في يوليو السنة الماضية، طلب مني القائد أن أعمل بدوام جزئي. بعد اطلاعي على العمل، قال القائد: "هذا العمل سيستمر، فاستقري فيه وأدّيه جيدًا". عندما سمعت هذا، استنار قلبي، لأن هذا العمل بدا أكثر استقرارًا من عمل التركيب. بدا وكأن الأشخاص في هذا الفريق قلةٌ ثابتة. بعضهم قام بهذا العمل لسنوات، دون أن يُنقل. بدا هذا أفضل! كان عليَّ ممارسة العمل وإتقانه بسرعة. إذا نُقلت يومًا ما، سيكون لدي خطة احتياطية. إذا أديته بشكل جيد، من دون أخطاء، يمكن أن أستمر في هذا العمل إلى الأبد، ولن أُنبذَ لأنه ليس لدي واجب. كانت هذه الفكرة مطمئنة وجعلتني سعيدة للغاية. شعرت أن هذه الفرصة كانت نعمة من الله. فأوليت اهتمامًا خاصًا بهذا العمل. لأتقن الأمور بسرعة، بدأت أطلب مساعدة الإخوة والأخوات.

على غير المتوقع، بدأ عمل التركيب يزيد، فلم يكن لدي الوقت لعملي بالدوام الجزئي، لكني كنت لا أزال أريد التركيز عليه، لأنني خشيت أنه إن لم أنهِ ما علي من عمل، فسأخسر هذه الخطة الاحتياطية. أجّلت عمل التركيب بقدر ما استطعت، مفكرًا أن تأخيرًا بسيطًا لا يمكن أن يؤثر على شيء. لكن لكوني على عجلة من أمري، فقد كنت غالبًا مشوشةً، في عملي بالدوام الجزئي كنت غالبًا غير مبالية، أو أكرر الأخطاء نفسها. رأى قائد الفريق أنني كنت أقضي كل وقتي في عملي بالدوام الجزئي، معطّلةً عملي الرئيسي، وطلب مني أن أفكّر فيما إذا كنت أستطيع أداء العملين معًا. مع أنني كنت أعرف أن هذا تسبب بالتأخيرات في عمل التركيب، لم أرد أن أعترف بذلك. عرفت أنه بمجرد قولي إن الأعمال كثيرة للغاية، سأخسر عملي بالدوام الجزئي، مما يعني أني قد أخسر هذا العمل المستقر. قدمت بعض الأعذار على مضض لقائد الفريق، قائلةً إن هناك مهمات طارئة في العملين في الوقت ذاته، لكن مواقف كهذه كانت نادرة الحدوث. كنت مستجدة في عملي بالدوام الجزئي، لكن هذه المرة كنت سأتحسن، واحتجت فقط إلى مزيد من الوقت. إضافة إلى ذلك، قلت إنه رغم أني أكثر انشغالًا، فإن ذلك قد ملأ وقتي أثناء أداء واجبي. لم يقل قائد الفريق أي شيء آخر بعد ذلك.

بعد أيام، ذكرني مجددًا أن أتأمل أكثر في مسألة أداء عملين وأرى إن كان ذلك متماشيًا مع مشيئة الله. قال إني أريد بشدةٍ الحفاظ على عملي بالدوام الجزئي، وجعلني أراجع نفسي إن كانت لدي آراء أو نيات غير سليمة. عندما قال هذا، اعترفت أني أردت الحفاظ على عملي بالدوام الجزئي، لكني شعرت أني رتبت العمل وفق الأولوية. أمضيت المزيد من الوقت على العمل الذي بدا طارئًا أكثر. لاحقًا، أدركت أن مشيئة الله كانت وراء هذه التذكرة، وأن عليَّ أن أتأمل نفسي. توجهت إلى الله وصليت: "إلهي، أعرف أن مشيئتك توجد في كلمات قائد الفريق، لكني لا أعرف كيف أتأمل نفسي. أشعر بالحزن، وأرجو منك أن ترشدني". بعد أن صليت، تساءلت لماذا ذكرني قائد الفريق بتأمل سلوكي. هل كنت أضمر نيات سيئة في واجبي؟ أدركت أنه قبل أن يكون لدي عمل بدوام جزئي، كنت لا أزال أقدّر عمل التركيب الموسيقي. فكرت به كملاذي الوحيد. أما عندما بدأت عمل الدوام الجزئي ورأيت أنه كان أكثر استقرارًا ودوامًا من عملي الرئيسي، فعلت كل ما بوسعي للحفاظ عليه. كنت أظن أنه إن كان لدي واجب مستقر طويل الأمد، يمكن أن أخلص. عندئذٍ أدركت أن واجبي اختلط مع نياتي الشخصية. الآخرون الذين نقلوا كان بإمكانهم التعامل مع ذلك بشكل صحيح. لم كانت أفكاري كثيرة التعقيد؟ لماذا كانت لدي هذه المخاوف؟ استمررت في الصلاة، وقرأت بعض كلمات الله.

مقطع من إعلان الله عن شخصية أضداد المسيح كان ملائمًا لوضعي. يقول الله، "عند إجراء تعديل بسيط على واجب الناس، يجب عليهم الاستجابة بسلوك الطاعة، والتصرف بحسب تعليمات بيت الله، وفعل ما يستطيعون فعله، ومهما فعلوا، فليفعلوه على أفضل وجهٍ ممكن لهم، من كل قلبهم وبكل قوتهم. ما فعله الله ليس خطأ يمكن للناس بشيء من الضمير الحيّ والتعقل ممارسة هذه الحقيقة البسيطة، ولكن هذا يتعدى إمكانيات أضداد المسيح. ... إن أعداء المسيح لا يطيعون أبدًا ترتيبات بيت الله، وهم دائمًا ما يربطون ربطًا وثيقًا بين واجبهم وشهرتهم ومكانتهم وأملهم في البَركات وغايتهم المستقبلية، وكأنه بمجرد فقدان سمعتهم ومكانتهم لا يكون لديهم رجاء في الحصول على البَركات والمكافآت، فيشعرون وكأنهم يفقدون حياتهم من أجل هذه الأشياء. لذلك، فهم يتحفظون مقابل قادة بيت الله وعامليه، حتى لا يفسَد حلمهم في البَركات. إنهم يتشبثون بسمعتهم ومكانتهم؛ لأنهم يعتقدون أن هذا هو رجاؤهم الوحيد في ربح البركات. يرى عدو المسيح أن نَيْل البَركات أعظم من السموات نفسها، وأعظم من الحياة، وأهم من طلب الحق، وتغيير الطباع، أو الخلاص الشخصي، وأهم من أداء واجبه جيدًا، وأن يكون كائنًا مخلوقًا يرقى إلى المستوى المطلوب. إنهم يعتقدون أن كونك مخلوقًا يرقى إلى المستوى، ويقوم بواجبه جيدًا ويخلُص، كلها أمور تافهة لا تكاد تستحق الذِكر، في حين أن ربح البَركات هو الأمر الوحيد في حياتهم بأكملها الذي لا يمكن نسيانه أبدًا. في أي شيء يواجهونه، مهما كان كبيرًا أو صغيرًا. إنهم يهتمون بأن يُباركهم الله، ويتسمون بالتحفظ واليقظة بشكل مذهل، ويتركون دائمًا مخرجًا لأنفسهم" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الثاني عشر: يريدون التراجع عند غياب المكانة أو الرجاء في نيل البركات). إعلان الله عن آراء أضداد المسيح حول النقل لأداء الواجب طابق رأيي تمامًا. لقد أجهدت تفكيري محاولةً الحفاظ على عمل الدوام الجزئي لأنني أردت واجبًا مستقرًا وطويل الأمد لأبقى في الكنيسة. كل ما فعلته كان للحصول على البركات. كان هذا هدفي الحقيقي. في الواقع، مهما كان الواجب الذي يُنقل إليه المرء في الكنيسة، فإن ذلك يكون بناءً على متطلبات العمل، وهذا أمر طبيعي. لكن أضداد المسيح لديهم شخصية شريرة، ويفكرون بشكل غير طبيعي. يفكرون أنه لا يمكن الوثوق بأحد في الكنيسة، ولا أحد يهتم بهم. يفكرون أنه عندما ينقلون، إن لم يكونوا حذرين، فسيصبحون منبوذين، لذا يحتاجون إلى التخطيط بحذر والتحضير وامتلاك خطة احتياطية. عندئذ سيحصلون على نتيجة. بالنسبة لأضداد المسيح، الحصول على البركة أهم من الخلاص. ألم تكن آرائي مشابهة لآراء أضداد المسيح؟ كنت دائمًا أخشى أن أُنقل. ماذا كنت سأفعل لو نقلت؟ ماذا لو كان عملًا لا أجيده، وكنت غير فعالة، ونُقلت؟ إن لم يكن لدي واجب، ألن أكون منبوذة؟ عندما فكرت بذلك، صرت قلقة. مثل أضداد المسيح، كان لدي فكر شرير، وكنت خائفة من النهايات المسدودة، لذا أردت أن أتعلق بعمل ظننت أنه يمكنني القيام به لمدة طويلة، تمامًا كملحدٍ يسعى للحصول على عمل مضمون وثابت. أردت أن أقوم بواجب مضمون إلى الأبد، وعند انتهاء عمل الله، يمكنني دخول ملكوت السماوات بأمان. لتحقيق هذا الهدف، عملت بجدٍ في عملي بالدوام الجزئي، آملةً أن أتقنه بسرعة، وأمتلك خطة احتياطية. رغم عدم قدرتي على التوفيق بين عملين، لم أعترف بذلك. حتى إني كنت مراوغة مع قائد الفريق، وأردت أن أحافظ على عمل الدوام الجزئي حتى لو تسببت بتأخير عملي الرئيسي، وهذا ما أدى إلى التأثير على سير العمل. كنت أقوم بواجبي من أجل مستقبلي وغايتي. رأيت واجبي كورقة مساومة. كل ما فعلته كان للحصول على البركات. ألم يكن هذا محاولة لخداع الله؟ في الماضي، صليت دائمًا إلى الله، قائلةً إني قمت بواجبي لمبادلة محبة الله، لكن عندما كُشفت، رأيت أن هذا كان كذبًا وخداعًا!

قرأت المزيد من كلام الله. "يجب عليك أداء واجبك عندما تقف كمخلوق أمام الخالق. هذا هو الشيء المناسب لفعله، والمسؤولية الملقاة على عاتقك. على أساس أداء الكائنات المخلوقة لواجبها فقد قام الخالق بعمل أعظم بين البشر. لقد قام بخطوة أخرى من العمل على البشرية. وما هو هذا العمل؟ إنه يقدم للبشرية الحق، ويسمح لهم بربح الحق منه وهم يؤدون واجباتهم، وبالتالي يتخلَّصون من شخصياتهم الفاسدة ويتطهَّرون. وهكذا، فإنهم يتمكنون من عمل مشيئة الله ويشرعون في المسار الصحيح في الحياة، وفي النهاية، يصبحون قادرين على اتقاء الله والحيدان عن الشر، وتحقيق الخلاص الكامل، ولا يعودون عرضة لآلام الشيطان. هذا هو التأثير الذي كان الله سيجعل البشر يحققونه في النهاية من خلال أداء واجبهم. لذلك، أثناء قيامك بواجبك، لا يكتفي الله بأن يجعلك ترى شيئًا ما بوضوح، وتفهم بعض الحق، كما لا يمكّنك من الاستمتاع بالنعمة والبركات التي تحصل عليها من خلال أداء واجبك كمخلوق فحسب، بل يسمح لك بالتطهُّر والخلاص، وفي النهاية، تتمكن من أن تعيش في نور وجه الخالق. يتضمن "نور وجه الخالق" هذا قدرًا كبيرًا من المغزى والرضا على نطاقٍ واسع – ولن نتطرق إلى هذا اليوم. من المؤكد بالطبع أن الله سوف يمنح وعودًا وبَركات لمثل هؤلاء الناس ويتحدث عنهم بعبارات مختلفة– وهذه مسألة أخرى. من ناحية الحاضر، علام يحصل كل من يأتي أمام الله ويقوم بواجبه كمخلوق من الله؟ يحصل على أثمن وأجمل ما بين البشر. لا يمكن لمخلوق واحد بين البشر أن ينال مثل هذه البَركات من يد الخالق بمحض الصدفة. يحوّل أضداد المسيح هذا الشيء الجميل والعظيم إلى صفقة، يلتمسون فيها الأكاليل والمكافآت من يد الخالق، وهذه الصفقة تحول الشيء الجميل والصالح إلى شيء في غاية القبح والشر. أليس هذا ما يفعله أضداد المسيح؟ انطلاقًا من هذا، هل أضداد المسيح أشرار؟ إنهم أشرار حقًا! وهذا مجرد مظهر لأحد جوانب شرِّهم" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند التاسع: لا يُؤدُّون واجبهم سوى لتمييز أنفسهم ولإرضاء مصالحهم وطموحاتهم؛ فهم لا يراعون أبدًا مصالح بيت الله، بل يبيعون حتَّى تلك المصالح مقابل المجد الشخصيّ (الجزء السابع)). اخترقت كلمات الله قلبي. شعرت أني مدينة له! يقول الله إن القدرة على أداء الواجب هي أجمل شيء عند الإنسان. وإنها أكثر شيء ذو معنى وأنه ليس كل مخلوق قادرًا على الحصول على هذه البركة. كان هذا صحيحًا. قدّر الله لي أن أولد في الأيام الأخيرة. أنا مباركة لأقبل عمله في الأيام الأخيرة، ولدي الفرصة لاختبار عمل الله. لا ينال أي أحد هذه البركة. هذه نعمة الله ومحبته المميزتان. تأدية الواجبات في الكنيسة، مهما كانت تلك الواجبات، هي أكثر قيمة من فعل أي شيء آخر في العالم، لذا يجب عليَّ تقدير ذلك. وأيضًا، يقدم الله الحق للناس، سامحًا لهم بالحصول على الحق أثناء أداء واجباتهم والنمو في الحياة. وفي هذه العملية، لا يطلب الله شيئًا من الناس. لا يريد الله من الناس سوى أداء واجباتهم بقلب صادق، ونكسب الحق، ويخلصنا الله في النهاية. ماذا عني؟ أخذت تأدية واجب مخلوقٍ، وحولتها إلى متاجرة، وحاولت أن أبادلها بالبركات. كنت ماكرة، ومخادعة، ومقززة.

بعد ذلك كثيرًا ما كنت أصلي إلى الله بشأن حالتي، طالبةً منه إرشادي، لكي أستطيع فهم مشكلاتي بوضوح. لاحقًا، قرأت مقطعًا من كلمات الله. "ينبغي أن تكون قلوب الناس صادقة تجاه الله وتجاه واجبهم. إذا فعلوا ذلك، فسوف يكونون أناسًا يتَّقون الله. ما موقف أولئك الذين لديهم قلوبٌ صادقة تجاه الله؟ على أقلّ تقديرٍ، لديهم قلوب تتَّقي الله وتطيعه في كلّ شيءٍ، ولا يستفسرون عن البركات أو المصائب، ولا يقولون شيئًا عن الظروف، ويتركون أنفسهم تحت رحمة الله – هؤلاء أناسٌ قلوبهم صادقة. أمَّا أولئك الذين يُشكِّكون دائمًا في الله، ويفحصونه دائمًا، ويحاولون دائمًا عقد صفقةٍ معه – هل هم أناسٌ ذوو قلوب صادقة؟ (لا). ماذا يكمن في قلوب مثل هؤلاء الناس؟ الحيلة والشرّ. إنهم دائمًا ما يُمحِّصون. وماذا يُمحِّصون؟ (موقف الله تجاه الناس). يُمحِّصون دائمًا موقف الله تجاه الناس. ما هذه المشكلة؟ ولماذا يُمحِّصون هذا؟ لأنه ينطوي على مصالحهم الحيوية. يقولون لأنفسهم في قلوبهم: "لقد صنع الله هذه الظروف لي، وتسبَّب في حدوث ذلك لي. فلماذا فعل ذلك؟ لم يحدث هذا للآخرين – فلماذا حدث لي؟ وماذا ستكون العواقب بعد ذلك؟" هذه هي الأشياء التي يُمحِّصونها، فهم يُمحِّصون أرباحهم وخسائرهم، وبركاتهم ومصائبهم. وأثناء تمحيص هذه الأشياء، هل يمكنهم ممارسة الحقّ؟ هل يمكنهم طاعة الله؟ لا يمكنهم. وماذا ينتج عن اجترار عقولهم؟ هذا كلّه من أجل مصالحهم الخاصَّة، فهم لا يُفكِّرون سوى في مصالحهم الخاصَّة. ... وما هي النتيجة النهائيَّة للتمحيص الذي يُجريه الناس الذين يُفكِّرون دائمًا في مصالحهم الخاصَّة؟ كلّ ما يفعلونه هو عصيان الله ومعارضته. فحتَّى عندما يصرّون على أداء واجبهم يفعلون ذلك بإهمالٍ وبلا مبالاة مع حالةٍ مزاجيَّة سلبيَّة. يواصلون التفكير في قلوبهم في كيفيَّة الاستفادة لئلا يكونوا في الجانب الخاسر. هذه هي دوافعهم عندما يُؤدِّون واجبهم وبهذا يحاولون عقد صفقةٍ مع الله. ما هي هذه الشخصيَّة؟ إنها شخصيَّة المكر والشرّ. ولم تعد هذه شخصيَّة فاسدة عاديَّة بل تمادت إلى حدّ الشرّ. وعندما يوجد هذا النوع من الشخصيَّة الشرِّيرة في قلوبهم، فهذا صراعٌ ضدّ الله! يجب أن تكون واعيًا بهذه المشكلة. فإذا كان الناس يُمحِّصون الله دائمًا ويحاولون عقد الصفقات أثناء أداء واجبهم، فهل يمكنهم أن يُؤدِّوه أداءً صحيحًا؟ بالطبع لا. إنهم لا يعبدون الله بأرواحهم ولا بصدقٍ، ولا يملكون قلوبًا صادقة، بل يراقبون وينتظرون بينما يُؤدِّون واجبهم ودائمًا ما يتردَّدون – وما هي النتيجة؟ لا يعمل الله فيهم فيصبحون مُشوَّشين ومرتبكين، ولا يفهمون مبادئ الحقّ، ويتصرَّفون حسب ميولهم الخاصَّة، ودائمًا ما ينحرفون. ولماذا ينحرفون دائمًا؟ لأن قلوبهم تفتقر للغاية إلى الوضوح، وعندما تحدث أمورٌ لهم لا يتأمَّلون في أنفسهم أو يطلبون الحقّ لإيجاد حلٍّ، ويصرّون على فعل الأشياء كما يحلو لهم وفقًا لتفضيلاتهم الخاصَّة – ونتيجةً لذلك دائمًا ما ينحرفون عندما يُؤدِّون واجبهم. إنهم لا يُفكِّرون أبدًا في عمل الكنيسة ولا في مصالح بيت الله، بل يحسبون دائمًا منفعتهم الخاصَّة، ويُخطِّطون دائمًا لمصالحهم الخاصَّة وكبريائهم ومكانتهم، ولا يكتفون بأداء واجبهم أداءً رديئًا، بل يُؤخِّرون عمل الكنيسة أيضًا فيصيبونه بالضرر. أليس هذا ضلالًا وإهمالًا لواجباتهم؟ إن كان شخص ما يخطط دائمًا لمصالحه وفرصه الخاصَّة عندما يُؤدِّي واجبه، ولا يُفكِّر في عمل الكنيسة أو مصالح بيت الله، فهذا ليس أداءً للواجب، نظرًا لتغيُّر جوهر أفعالهم وطبيعتها. هذه مشكلة صغيرة. فإن أفضت إلى خسارة صغيرة، فلا يزال ثمة أمل لذلك الشخص في الخلاص. لا يزال أمامه فرصة لأداء واجبه، ولا حاجة له لأن تتم تبرئته. أمّا إن سببت خسارة كبرى، بحيث تثير الاستياء لدى شعب الله المختار، فسيتم تعرية ذلك الشخص وطرده، ولن تعود لديه فرصة لأداء أي واجب. لقد تم استبدال بعض الأشخاص وطردهم بهذه الطريقة فحسب" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن للمرء أداء واجبه بشكل جيد إلّا من خلال السعي لمبادئ الحق). قراءة كلمات الله صدمتني. في السابق، كنت أفهم أن البحث عن خطة احتياطية كان ماكرًا ومخادعًا فحسب. أما من خلال ما كشفه كلام الله، فقد رأيت أن هذا يتعدى المكر والخداع ويصل إلى درجة الشر، لأنني لم أكن أمارس الحيل مع البشر، بل كنت أتعامل مع الله. ظاهريًا، كنت أقوم بواجبي، لكنني لم أكن صادقة. كنت أحسب وأراقب، وأفعل كل ما يفيدني. أتذكر الماضي حينما كنت أعمل في التركيب الموسيقي، فكرت أنها الطريقة الوحيدة لخلاص حياتي. خشيت أن أُستبدل يومًا ما، دون واجب مناسب، وألا أحصل على البركات، وخفت أن أخسر واجبي. لاحقًا، عندما حصلت على عملي بالدوام الجزئي، شعرت أنه أعطاني فرصة أفضل للحصول على البركات، فتعلقت به بكل ما أوتيت من قوة. ظاهريًا، بدوت فعّالة، لكن كل ما أردته هو إتقان العمل بسرعة لأتمكن من شغل منصب لا يمكن الاستغناء عنه. انتظرت لأرى إن كنت سأنقل من عملي الرئيسي. إن لم يحصل ذلك، سأؤدي كلا الواجبين ليكون لدي ضمان إضافي لخلاصي، وإذا نُقلت، عندئذٍ لا أقلق بشأن أن أصبح منبوذة، لأنه سيكون لدي عمل بدوام جزئي. رأيت أن موقفي تجاه واجبي لم يكن تقبّل المسؤولية من الله، ولم أكن أتقبل واجباتي من الله بقلب صادق. كانت لدي دوافع شريرة، وأخذت بالحسبان مكاسبي وأملي بالحصول على البركات. كنت شديدة الخداع! ظاهريًا، قمت بكثير من العمل، وكنت مشغولة طول اليوم، مدّعيةً أني أهتم بواجبي، لكن في الحقيقة، لم أهتم إلا بمستقبلي. عندما سألني قائد الفريق إن كنت أقدر على أداء عملين، خفت أن تفشل خطتي، فاختلقت أعذارًا، قائلةً: "أريد ملء المزيد من وقتي بأداء واجبي". ما قلته كان مضللًا! من أجل أن أغطي على نياتي الحقيرة والمشينة، خدعت قائد الفريق. كانت شخصيتي شريرة للغاية! راجعت كل أفكاري الأنانية ودوافعي المخادعة. لم أكن أؤدي واجباتي! كان هذا استغلالًا لله وخداعًا له، دون أي نية صافية! كنت انتهازية وماكرة، وأنانية وحقيرة، وأردت فقط الربح، أردت أن استغل كل السبل من أجل مصالحي الشخصية. يقول الله إن أولئك الذين لا يراعون مصالح بيته في أداء واجباتهم، لن يحصلوا على نتائج طيبة أبدًا. في عملي بالدوام الجزئي، أردت المزيد من الممارسة، لكن نيتي كانت إيجاد خطة احتياطية. عندما فعلت الأمور بهذه الطريقة، لم أفكر بالتصرف وفقًا للمبادئ أو تحقيق نتائج طيبة. بل سعيت عوضًا عن ذلك إلى النجاح السريع وتباهيت بنفسي. عملت بسرعة لأنهي مهماتي، مما أدى بي إلى نسيان بعض الأشياء وعدم استيعاب المبادئ. كان عملي دومًا ممتلئًا بالأخطاء. في واجبي الرئيسي، كنت قد أجلت سير عملنا، دون أي قلق. فكرت كيف أحدثت فوضى في واجبيّ. إن استمر هذا، فقد يؤذي عمل الكنيسة، وعندها سأصير منبوذة! عندما لاحظت هذا، كنت خائفةً قليلًا، فصليت إلى الله، مخبرةً إياه أني أريد التوبة، وتغيير سلوكي.

لاحقًا، من خلال الصلاة والسعي، لاحظت أنه كانت لدي دائمًا وجهة نظر سخيفة، ألا وهي أنه طالما أديت واجبًا مستقرًا في بيت الله، ولم أُنقل، فحين ينتهي عمل الله، يمكنني أن اخلص وأنجو. لم أفكر أبدًا إن كانت وجهة نظري متماشية مع الحق أو ماذا كانت متطلبات الله. فبحثت عن بعض كلمات الله التي توافق حالتي. يقول الله، "لا توجد علاقة بين واجب الإنسان وبين كونه مباركًا أو ملعونًا. على الإنسان أن يؤدي واجبه. إنه واجبه الملزم ويجب ألا يعتمد على التعويض أو الظروف أو الأسباب. عندها فقط يكون عاملاً بواجبه. يكون الإنسان مباركًا عندما يُكمَّل ويتمتع ببركات الله بعد اختبار الدينونة. ويكون الإنسان ملعونًا عندما تبقى شخصيته دون تغيير بعد أن يختبر التوبيخ والدينونة، بمعنى أنه لا يختبر التكميل بل العقوبة. يجب على الإنسان ككائن مخلوق أن يقوم بواجبه، وأن يفعل ما يجب عليه فعله، وأن يفعل ما يستطيع فعله، بغض النظر عمَّا إذا كان سيُلعَن أو سيُبَارَك. هذا هو أقل ما يمكن للإنسان الذي يبحث عن الله أن يفعله" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. وجه الاختلاف بين خدمة الله المتجسِّد وواجب الإنسان). "وفي النهاية، لا تعتمد إمكانيَّة نيل الناس للخلاص من عدمه على الواجب الذي يُتمِّمونه بل على ما إذا كان بوسعهم فهم الحقّ وربحه، وعلى ما إذا كان بإمكانهم، في النهاية، الخضوع كليًا لله، ويضعوا أنفسهم تحت رحمة ترتيباته، ولا يولوا اعتبارًا لمستقبلهم وغايتهم، ويصيروا كائنات مخلوقة مؤهَّلة. الله بارٌّ وقدُّوس، وهذا هو معيار قياس جميع البشر. فهذا المعيار غير قابلٍ للتغيير، وينبغي أن تتذكَّره. احفظ هذا المعيار في ذهنك ولا تُفكِّر في إيجاد طريقٍ آخر للسعي وراء أمر غير واقعي. إنَّ المتطلبات والمعايير التي يضعها الله لجميع من يريدون نوال الخلاص لا تتغيَّر أبدًا، بل تظلّ كما هي بغضّ النظر عن هويَّتك" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). كلام الله واضح جدًا. ما يؤديه الناس من مهمات في حالة الاستقرار ليس له علاقة بكونهم مباركين أو ملعونين. بوصفنا مخلوقات، سواء كنا مباركين أو ملعونين، فيجب علينا أداء واجبنا. هذا هو الواجب والالتزام المفروض على المخلوقات البشرية. وأيضًا، لم يقل الله قط إنه طالما أديت واجبك ولم تُنقل، فسوف تخلص وتصل إلى غاية طيبة. دائمًا ما يقول الله إنه فقط بالسعي وراء الحق، وتحقيق الطاعة الحقيقية يمكن للناس أن يخلصوا. متطلبات الله ومعاييره لم تتغير قط، ولطالما كرر الله متطلباته. لم يكن الأمر أني لا أعرف تلك الكلمات، بل بتعلق بتشبهي بالملحدين. لم أؤمن أو أقبل هذه الكلمات، أو أفهم مقاصد الله الطيبة، أو شخصيته البارة. اعتمدت على تصوراتي وتعلّقت بآرائي الخاصة، وأعطيت نفسي هدفًا ساذجًا لأحققه. شعرت أنني إن أديت واجبي دون أن أُنقل، فسأخلص. حين أفكر بالأمر الآن، يبدو هذا سخيفًا! بحثت فقط عن واجب لأدائه، لكني لم أركز قط على السعي وراء الحق، ولم أتأمل فسادي أو أتخلص منه. حينها كنت غير مدركة لشخصيتي ونياتي الشريرة، ولم أسعَ وراء الحق. حتى لو كان واجبي طويل الأمد، هل يمكنني تأديته إلى الأبد؟ بعض الناس حولي كانوا في واجباتهم نفسها لسنوات، لكنهم طول تلك المدة لم يتخلصوا من شخصياتهم الفاسدة، وتخبطوا في إنجاز واجباتهم. نتيجة ذلك فقد نُبذوا في النهاية. آخرون قاموا بعملهم بناء على الخبرة والموهبة، فصاروا متعجرفين وتصرفوا وفق أهوائهم، وعطلوا عمل الكنيسة، ونُبذوا. لكن بعض الإخوة والأخوات بسطاء، يمكنهم قبول أي واجب يخصص لهم، والتركيز على السعي وراء الحق والتخلص من شخصياتهم الفاسدة، وإذا لم تكن لديهم المعرفة، فيمكنهم الصلاة إلى الله والسعي وراء الحق أو طلب شركة من الآخرين. هؤلاء أصبحوا أكثر فعالية في واجباتهم، وكان لديهم إيمان حقيقي بالله. كانت تحدث حولي مواقف مشابهة لهذه، كيف لم ألاحظها؟ إضافة إلى ذلك، عندما يُنقل أولئك الذين في الكنيسة، فإن ذلك مبني دائمًا على متطلبات عمل الكنيسة. إذا كان لدى أحد ما إيمان حقيقي بالله، فستخصص الكنيسة له الواجب المناسب، وهذا مجرد تغيير من واجب لآخر، وليس تجريدًا لهم من حقهم في السعي وراء الحق، وليس منعًا لهم من الخلاص. إنه أمر لائق تمامًا. لماذا اعتبرتُ التنقل بين الواجبات أمرًا سلبيًا؟ الآن أدركت أن اعتقادي أن واجبًا مستقرًا سيضمن لي غاية طيبة، ويحميني من أن أُنبذ كان وجهة نظر سطحية وسخيفة. كانت كلها من مفاهيمي الشخصية، وكان ذلك خطيرًا! عند رؤية هذا، شعرت بالنور في قلبي، وغمرني الارتياح. كانت حالتي الذهنية أفضل بكثير. لم أعد أشعر بعد ذلك بأن واجبًا أهم من الآخر. بل شعرت أن كليهما إرسالية من الله، وأن كليهما مهمّان. أردت أن أؤدي الواجبين بشكل جيد. تركت أمر حصولي على العمل بالدوام الجزئي لله، خاضعةً لترتيباته.

عند نهاية شهر نوفمبر، قيل لي أن أحدًا آخر ستولى العمل بالدوام الجزئي. عندما سمعت الخبر، شعرت بشيء لم أستطع وصفه. كنت حزينًة. أدركت أن حالتي كانت خاطئة، فصليت إلى الله. فكرت بكلمات الله، "ينبغي أن تكون قلوب الناس صادقة تجاه الله وتجاه واجبهم. إذا فعلوا ذلك، فسوف يكونون أناسًا يتَّقون الله. ما موقف أولئك الذين لديهم قلوبٌ صادقة تجاه الله؟ على أقلّ تقديرٍ، لديهم قلوب تتَّقي الله وتطيعه في كلّ شيءٍ، ولا يستفسرون عن البركات أو المصائب، ولا يقولون شيئًا عن الظروف، ويتركون أنفسهم تحت رحمة الله – هؤلاء أناسٌ قلوبهم صادقة" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن للمرء أداء واجبه بشكل جيد إلّا من خلال السعي لمبادئ الحق). بعد قراءة كلمات الله، فهمت أن الله يريد أن يراني أتعامل مع واجباتي بقلب صادق، مطيعة إياه، وغير متآمرة، بل مقدمة نفسي إليه. لم يكن هناك أحد في بيت الله قد استطاع البقاء في مكانه بالتحايل. فقط أولئك الأنقياء الصادقون المتواضعون، والذين يسعون للحق، يمكنهم الصمود. عندها أدركت أن هذا الموقف كان اختبارًا لي. لا يمكنني أن أكون انتقائيةً في واجبي. كان علي إطاعة ترتيبات الله وتقدير واجبي الحالي. مهما كان طول مدة أداء الواجب، ومهما أُعطيتُ من واجبات أخرى، كان علي القبول بقلب نقي، وفعلُ ما بوسعي لأدائها بشكل جيد. اختبار هذه البيئة كشف سلوكي الخاطئ ونيتي لكسب البركات. من دون هذا، لم أكن لأعرف الغش الكامن في إيماني، أو أعرف الموقف المتماشي مع مشيئة الله عند أداء واجبي. كان هذا كنزًا ثمينًا. وأيضًا، سمح لي هذا التغير المفاجئ في واجبي بأن أرى الحقيقة التالية: يتحكم الله بكل شيء، وإن الواجب الذي يؤديه الإنسان مُختارٌ من الله. إنه شيء لا يمكن للناس تغييره. مثل الملحدين لم أعرف سيادة الله المطلقة، وأردت أن أحافظ على واجباتي من خلال جهودي الشخصية. كنت غبيةً وجاهلة! كيف كان لي أن آمل بالإبقاء على واجب ما أردت أداءه؟ فقط عبر طاعة الله يمكن لي أن أعيش حياة مريحة. لاحقًا، كلفتني الكنيسة بأداء عمل آخر بدوامٍ جزئي، لكني لم أعد أفكر كم سيدوم. أردت فقط أن أؤدي واجبي بشكل جيد، وأطلب الحق وأمارسه في واجبي، وأتخلص من فسادي، وأسعى للعيش بحسب الشبه الإنساني الحقيقي، وأحقق طاعة الله.

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

اترك رد