لا يجدر بالقادة كبح المواهب

2022 ديسمبر 16

في شهر أغسطس 2020، انتُخبت قائدة وأُنيطت بي مهمة الإشراف على عمل الكنيسة المتعلق بإنتاج مقاطع الفيديو. ولأنني كنت حديثة العهد في هذه الوظيفة، لم أكن ملمّة بالعديد من مبادئها، وواجهتني بعض المشاكل والصعوبات أثناء العمل. لذا كنت أطلب غالبًا قائدة الفريق الأخت تشانغ للحصول على النصح والإرشاد منها. كانت الأخت تشانغ على دراية تامة بالمبادئ والعمل. وشكّلت عونًا كبيرًا لي. لاحظت أن الأخت تشانغ كانت دقيقة في عملها، وأنها كانت تأخذ واجباتها على محمل الجد، ولديها حسّ بالمسؤولية. أحيانًا، عندما كنت أعاني من فرط المهمات المناطة بي، كنت أطلب منها القيام ببعض أعمالي. لقد شكلنا فريقًا ناجحًا.

في وقت لاحق، اكتشفت بصورة تدريجيّة أنه كلما واجه الإخوة والأخوات مشاكل، كانوا جميعًا يطلبون الأخت تشانغ حتى أنهم كانوا يتخذون قرارهم النهائي بعد الاجتماع بها مباشرة. كنت مستاءة جدًّا من هذا الوضع. وفكرت في نفسي: "إذا استمرت الأمور هكذا، ألن أخسر منصبي كقائدة؟ لن يجدي ذلك نفعًا. في المستقبل سأتولى بنفسي جميع الأعمال الموكلة إلي وسأمتنع عن اطلب المساعدة من الأخت تشانغ. وإلا ظنّ الآخرون كلّهم أنها العاملة الجيدة والموهوبة". ذات مرة، وجدت الأخت تشانغ أن أحد الإخوة يتقدم ببطء في عمله المتعلق بإنتاج مقاطع الفيديو. وعندما تحرّت عن الأمر، اكتشفت أن مهاراته لم تكن بالمستوى المطلوب، وأنه لم يكن يطلب المبادئ في واجباته، ما يستوجب غالبًا إعادة القيام بالعمل. عيّنت الأخت تشانغ أخًا آخر أكثر موهبة للمساعدة في إنجاز هذا المشروع. ولكنني لم أعلم بذلك إلا لاحقًا. لقد اتخذت الأخت تشانغ القرار الصائب. ومع ذلك كنت أشعر بنوع من عدم الارتياح تجاه هذا الموقف. شعرت أن اتخاذ قرار هام كهذا من دون إبلاغي هو بمثابة إشارة عدم احترام. فأي سلطة لديّ إذا كانت هي المرجع في اتخاذ القرارات؟ سألتها لاحقًا عن سبب عدم إبلاغي بذلك. وكم دُهشت حين قالت: "انشغلتُ ونسيت أن أخبرك". عندما قالت ذلك، فقدت أعصابي: أنت تكتسبين قدرًا متزايدًا من السلطة وتتخذين القرارات من دون موافقتي. ولا تكنّين أي احترام لي. ألا يؤدي ذلك إلى إمكانية استغناء الكنيسة عني؟ إذا استمرت الحال هكذا، ما الذي سيظنه الإخوة والأخوات بي؟ سيعتقدون بالطبع أنني عديمة الفائدة. فكيف سأكون قائدة بعدئذ؟ عندما أدركت ذلك، ازداد خوفي أكثر.

في وقت آخر، أخبرتني الأخت تشانغ أنها أعدّت بعض المواد الدراسية وأنها تخطط لدعوة الجميع لدراسة بعض المهارات. فكرت: "أحيانًا، أنا من يذكرك بالعمل على أمور محددة، ومع ذلك، عندما ننتهي من الحديث، تحصلين أنتِ على الزمالة مع الآخرين وترشدينهم. لا يعلم أحد بالعمل الذي قمت به خلف الكواليس، ولا شك أن الجميع يعتقدون أنك تحملين عبئًا أكبر بالمقارنة معي. إذا استمرت الحال هكذا، كيف سأتمكن من الحفاظ على موقعي كقائدة؟" في الواقع، كنت أعلم أن الأخت تشانغ مسؤولة عن قيادة الإخوة والأخوات في الدراسة وكنت أعلم أنه لا يجوز إرجاء هذا العمل، وبالتالي لا ينبغي عليّ إحداث ضجة بشأنه. ولكنني لم أكن أريد فحسب السماح للأخت تشانغ بتولّي هذا العمل. فكّرت: "تنخرط الأخت تشانغ في عدد متزايد من المشاريع، بما في ذلك بعض العمل الذي يقع ضمن مسؤولياتي. يفضل الآخرون الذهاب إليها عندما يواجهون مشاكل. فهل سأُستبدل بها عما قريب؟" جعلني التفكير في ذلك كله تعيسة جدًا. لذا شرعت في التركيز على عيوبها ومشاكل عملها. أردت أن أبيّن للآخرين أنها لم تكن بارعة بما يكفي في عملها وأنني ما زلت أتمتع بموهبة أكبر منها.

ذات يوم، خلال مناقشة مع قائدة ذات مستوى أرفع حول عملنا، ألمحت إلى أن أحد مشاريع الفيديو التابعة لها كان يحرز تقدّمًا بطيئًا. كان ذلك ما أردت سماعه بالضبط، فأجبت على الفور: "هذا صحيح. لديها الكثير من المشاريع الموكلة إليها، لكنها لا تستطيع التعامل معها جميعًا. كذلك لم تكن بعض مشاريعها فعالة بما يكفي. أعتقد أنه يستحسن عدم إعطائها الكثير من العمل. لا ينبغي أن تمنح سلطات بهذا القدر..." آنئذ، شعرت بأنني مذنبة بعض الشيء: كيف أمكنني قول شيء كهذا؟ الواجب هو تكليف من الله. كنت أتحدث كما لو كنت أنا من أوكَلَ إليها أمر القيام بهذه الواجبات، وكما لو أنني منحتها السلطة للقيام بهذه الأعمال، وأريد استرجاعها الآن. ألم أكن في الوضعية الخاطئة؟ لم يكن في وسعي أن أصدق أنني استطيع أن أقول أمرًا كهذا، وشعرت بأنني مستاءة من ذاتي نوعًا ما. إن بعض ذلك العمل يقع أيضًا بالفعل ضمن واجبات الأخت تشانغ، لكنني حاولت منعها من القيام به وواصلت التركيز على العيوب في عملها. أردت أن يرى الجميع أنها لم تكن عاملة جيدة بما يكفي وأنها أقل شأنًا مني. عند التأمل في سلوكي هذا، فكرت: "كيف أمكنني أن أكون حقيرة إلى هذه الدرجة؟"

بعد ذلك، بدأت في البحث عن مقاطع ذات صلة من كلام الله لحل وضعي. وجدت مقطعًا يفضح فيه الله أضداد المسيح، وينطبق تمامًا على حالتي. "إن إحدى السمات الأكثر وضوحًا لجوهر أضداد المسيح، أنهم مثل الطغاة الذين يديرون حكمهم الاستبدادي: إنهم لا يستمعون إلى أي شخص، وينظرون إلى الجميع بازدراء، وبغض النظر عن نقاط القوة لدى الناس، أو ما يقولونه ويفعلونه، أو ما لديهم من أفكار وآراء، فإنهم لا يأبهون بذلك؛ وكأن لا أحد مؤهلًا للعمل معهم أو المشاركة في أي شيء يفعلونه. وهذا هو نوع شخصية ضد المسيح. يقول بعض الناس إن هذه إنسانية ضعيفة. كيف يمكن أن تكون هذه مجرد إنسانية ضعيفة؟ هذه شخصية شيطانية صارخة. هذا النوع من الشخصيات شرس للغاية. لماذا أقول إن شخصياتهم شرسة للغاية؟ يعتقد أضداد المسيح أن مصالح بيت الله والكنيسة ملكهم بالكامل، كممتلكات شخصية يجب أن يديروها بمفردهم تمامًا، دون تدخل من أي شخص آخر. الأشياء الوحيدة التي يفكرون فيها عند قيامهم بعمل الكنيسة هي مكانتهم الخاصة وصورتهم. فهم لا يسمحون لأي شخص بإلحاق الضرر بمصالحهم، ناهيك عن السماح لأي شخص لديه المقدرة ويستطيع التحدث عن اختباراته وشهاداته، بتهديد وضعهم وهيبتهم. ... عندما يميِّز شخص ما نفسه بقليل من العمل، أو عندما يكون شخص ما قادرًا على التحدث عن اختبارات وشهادة حقيقية من أجل نفع المختارين وبناءهم ودعمهم، ويكسب الكثير من الثناء من الجميع، ينمو الحسد والكراهية في قلوب أضداد المسيح، فهم يحاولون تنفير الناس منهم والتقليل من شأنهم، وكذلك لا يسمحون لمثل هؤلاء الأشخاص بالقيام بأي عمل، تحت أي ظرف من الظروف، لمنعهم من تهديد مكانتهم. ... أضداد المسيح يفكرون في أنفسهم: "لن أتحمَّل هذا بأي شكل كان. تريد أن يكون لك دور داخل نطاقي، لتنافسني. هذا مستحيل، حذارِ أن تفكر في هذا. أنت أكثر قدرة مني، وأكثر مهارة مني، وأكثر تعليمًا مني، وأكثر شعبية مني. هل تريدني أن أعمل معك جنبًا إلى جنب؟ ماذا أفعل إذا سرقت مني الأضواء؟" هل يفكرون في مصلحة بيت الله؟ كلا، ما الذي يفكرون فيه؟ إنهم لا يفكرون إلا بكيفية التشبث بمكانتهم. على الرغم من معرفتهم أنهم عاجزون عن القيام بعمل حقيقي، فإنهم لا يتعهدون ولا يُرَقّون الأشخاص ذوي المقدرة الجيدة، الذين يسعون إلى الحق. والوحيدون الذين يرقّونهم هم الأشخاص الذين يتملقونهم، الأشخاص الميالون إلى عبادة الآخرين، الذين يمدحونهم ويُكنّون لهم إعجابًا في قلوبهم، الأشخاص ذوو الأسلوب الساحر، الذين لا يتمتعون بفهم للحق ولا يقدرون على التمييز" (الكلمة، ج. 3، كشف أضداد المسيح، البند الثامن: يجعلون الآخرين يطيعونهم دون غيرهم، ولا يطيعون الحقَّ ولا الله (الجزء الأول)). في الماضي، لطالما اعتقدت أن هذا المقطع يتعلق بفضح أضداد المسيح وأنه لا ينطبق عليّ، ولكنني أدركت بعدئذ أن شخصية ضد المسيح متأصلة في داخلي. في البداية، عندما رأيت كم أن الأخت تشانغ تتصرف بروح المسؤولية وتعمل بجدّ، كنت أفوض إليها بفرح القيام ببعض أعمالي، ولكن بمجرد أن أدركت أن الآخرين يحترمونها جميعًا، وأنهم يتوجهون إليها بالعديد من أسئلتهم وأنها مضت قدمًا في بعض المشاريع من دون أن تعلمني بذلك، قلقت من أنها قد تخطف مني الأضواء وتهدد مكانتي، لذلك حاولت منعها من المشاركة في المزيد من المشاريع، بما في ذلك المشاريع التي كانت في الواقع تقع ضمن واجباتها. قلقت من أن يقدّرها الإخوة والأخوات أكثر إذا استمرت في تقديم أداء جيد، ومن أنني قد أبدو أسوأ حالًا في المقابل، وقد يصل الأمر إلى أن أفقد مكانتي كقائدة. حتى أنني قمت بتضليل قائدة المستوى الأعلى لمنعها من إيكال المزيد من العمل إلى الأخت تشانغ... عند التفكّر في هذه السلوكيات، رأيت أنني كنت أفتقر حقًّا إلى الطبيعة البشرية وأنني سعيت بوضوح إلى إقصاء الآخرين للحفاظ على مكانتي الخاصة. إن أضداد المسيح يضعون السلطة في المقام الأول ولا يراعون أبدًا عمل الكنيسة أو مصالح الكنيسة. ومهما كان العمل الذي يقومون به، يهتمون بمكانتهم الخاصة فحسب وعندما يتفوق عليهم شخص ما بموهبته ويهدد مكانتهم، يفعلون كل ما في وسعهم لقمعه وإقصائه وثنيه عن أداء دور هامّ في أي واجب يقع ضمن مسؤولياتهم. بم كان سلوكي هذا يختلف عن سلوك ضد المسيح؟ لقد تصرفت وكأن عمل الكنيسة هو بمثابة ملكية خاصة لي. عند النظر في من يجب تعيينهم لأداء واجبات محددة ومقدار العمل الذي ينبغي إيكاله إليهم، كنت أقلق دائمًا بشأن التهديد الذي قد يشكلونه لمكانتي وسمعتي. ولم أكن أفكر إطلاقًا في التأثير المحتمل لذلك على عمل الكنيسة. حتى أنني كنت أقمع الآخرين وأقصيهم للحفاظ على مكانتي الخاصة. كانت شخصيتي وضيعة وفظيعة جدًا.

آنئذ، وقعت عيناي صدفة على هذا المقطع: "أيّ نوع من الشخصية هذه عندما يرى المرء شخصًا أفضل منه ويحاول إسقاطه أو نشر شائعات عنه أو استخدام وسائل حقيرة لتشويه صورته وتقويض سمعته - حتى الدوس عليه - من أجل حماية مكانه الخاص في أذهان الناس؟ ليس هذا مجرد غطرسة وغرور، إنها شخصية شيطانية، إنها شخصية خبيثة. إن قدرة هذا الشخص على مهاجمة الأشخاص الأفضل والأقوى منه وإبعادهم هي أمر خبيث وشرير. وكونه لا يردعه شيء عن الإطاحة بالأشخاص يظهر أنه يتحلّى بكثير من صفات إبليس! فكونه يعيش بشخصية الشيطان، يجعله عرضة للتقليل من شأن الناس، لمحاولة تلفيق تهم لهم، وجعل الامور صعبة عليهم. ألا يعد هذا فعلاً شريرًا؟ وبعيشه على هذا النحو، لا يزال يعتقد أنه بخير، وأنه امرؤ صالح ـ ولكن عندما يرى شخصًا أقوى منه، فمن المرجح أنه سيضع أمامه الصعاب، والدوس عليه بكل استطاعته. ما القضية هنا؟ أليس الأشخاص القادرون على ارتكاب مثل هذه الأعمال الشريرة عديمي الضمير ومعاندين؟ أناسٌ كهؤلاء لا يفكرون إلّا في مصالحهم الخاصة، ولا يراعون سوى مشاعرهم الخاصة، وكل ما يريدونه هو تحقيق رغباتهم وطموحاتهم وأهدافهم. ولا يهتمون بمدى الضرر الذي يسببونه لعمل الكنيسة، ويفضلون التضحية بمصالح بيت الله لحماية مكانتهم في أذهان الناس وسمعتهم. أليس أمثال هؤلاء متعجرفين ومعتدِّين بذواتهم وأنانيين ووضعاء؟ أمثال هؤلاء الناس ليسوا متعجرفين ومعتدِّين بذواتهم فحسب، بل هم أيضًا أنانيون للغاية ووضعاء. إنهم لا يبالون بمشيئة الله على الإطلاق. هل يخاف أمثال هؤلاء الله؟ إنهم ليس لديهم أدنى خوف من الله. ولهذا السبب يتصرفون عن هوى ويفعلون ما يريدون، دون أي إحساس باللوم، ودون أي خوف، ودون أي تخوف أو قلق، ودون النظر إلى العواقب. هذا ما يفعلونه غالبًا، هكذا تصرفوا دائمًا. ما طبيعة هذا السلوك؟ بعبارة بسيطة، هؤلاء الناس غيورون جدًا ولديهم رغبة قوية جدًا في الشهرة والمكانة الشخصية؛ هم مخادعون وغدارون للغاية. بعبارة أكثر قسوة، جوهر المشكلة هو أن قلوب هؤلاء الناس لا تشعر بأدنى قدر من مخافة الله. إنهم لا يخافون الله، ويعتقدون أنهم في غاية الأهمية، ويعتبرون كل جانب من وجوههم أعلى من الله وأعلى من الحق. في قلوبهم، الله لا يستحق الذكر ولا مغزى له، وليست لله أي مكانة في قلوبهم على الإطلاق. فهل يمكن لمن لا مكان لهم لله في قلوبهم، ومن لا يقدسون الله، ان يضعوا الحق موضع التنفيذ ؟ حتمًا لا. إذًا، عادةً عندما يُبقون أنفسهم منشغلين بمرح ويبذلون الكثير من الطاقة، ما الذي يفعلونه؟ يدّعي حتى أشخاص كهؤلاء أنّهم قد تخلّوا عن كل شيء من أجل التضحية لله وأنّهم عانوا كثيرًا، لكن في الواقع، حافز كل أفعالهم ومبدأها وهدفها هو من أجل مكانتهم وجاههم، ولحماية جميع مصالحهم. هل برأيكم هذا النوع من الأشخاص مريع أم لا؟ أي نوعٍ من البشر يؤمنون بالله لسنوات عديدة، ومع ذلك لا يخشونه؟ أوليسوا متغطرسين؟ أوليسوا شياطين؟ وما هي أكثر الأشياء افتقارًا إلى مخافة الله؟ بصرف النظر عن الحيونات، فهم الأشرار وأضداد المسيح، أمثال الأبالسة والشياطين. فهم لا يقبلون الحق على الإطلاق؛ وتنعدم لديهم مخافة الله. كما أنهم قادرون على أي شر؛ فهم أعداء الله، وأعداء المختارين من الله" ("الحالات الخمس لدى الناس قبل أن يدخلوا المسار الصحيح للإيمان بالله" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). عندما قرأت كلام الله، شعرت كما لو أنه على حق في دينونتي وفضح طبيعتي المتغطرسة والشريرة. ولم تكن هناك مشاكل بارزة في العمل الذي كانت الأخت تشانغ تشرف عليه، ولكن لأنها كانت تشكل تهديدًا لمكانتي، وجدت طريقة لقمعها، واغتنمت الفرصة لازدرائها أمام قائدة المستوى الأعلى، على أمل أن أتمكن من تضليلها بحيث توكل إلى الأخت تشانغ مقدارًا أقل من العمل فلا تكسب المزيد من احترام الآخرين، وتخلفني في منصبي. كنت مستعدة لقمع الآخرين ومهاجمتهم لتعزيز مكانتي الخاصة ولم أكن أحمل في قلبي أي تقوى لله. عشت حسب السموم الشيطانية، بما فيها "اللهم نفسي، وليبحث كل مرء عن مصلحته فقط"، و"لا يمكن أن يكون هناك سوى رجل حاكم واحد"، و"أنا الأفضل في الكون كله". لقد كنت أنانية حقًّا، وحقيرة، ومتغطرسة. لقد تصرفت تمامًا مثل الحزب الشيوعي الصيني الظالم والمستبد، إذ كنت أقمع وأقصي أي شخص يشكّل تهديدًا لسلطتي ومكانتي. وكنت أسعى تحديدًا إلى قمع الإخوة والأخوات الذين كانوا موهوبين و فعالين في عملهم. حاولت أن أوطّد سلطتي في الكنيسة وأن أجعل الإخوة والأخوات يحترمونني ويضعونني في قلوبهم فحسب. كنت أسير على درب ضد المسيح، مرتكبةً الشر ومقاومةً الله! فكرت في أضداد المسيح هؤلاء الذين استخدموا أي وسيلة ممكنة لمعاقبة الآخرين والإساءة إليهم من أجل الحفاظ على مكانتهم، وعاملوا أولئك الذين هددوا مكانتهم بوصفهم أشواكًا في أجسادهم، حيث اتهموهم وعاقبوهم ظلمًا، ولم يستسلموا على الإطلاق قبل أن يقصوهم، وبعد ارتكاب جميع أنواع الشر، يطردونهم من بيت الله في نهاية المطاف. لو استمررت على هذا النحو ولم أتب، ألن ألقى في نهاية المطاف المصير ذاته؟ في العامين المنصرمين، كان الله ينظم الشركة حول كيفية تمييز أضداد المسيح، وتجنب السير في طريق ضد المسيح. لقد تشارك الله بوضوح شديد حول هذا الجانب من الحق، حتى نتمكن من تمييز أضداد المسيح، والتفكير في سلوكياتنا الشبيهة بضد المسيح، وتقصّي الحق والتوبة والتغيّر. لكنني لم أركز على التخلص من شخصية ضد المسيح داخلي في عملي، ولم أفكر في أفضل السبل لأداء واجباتي وحماية عمل الكنيسة. بدلًا من ذلك، تنافست على المكانة، وتعاملت مع واجبي بوصفه مشروع عمل شخصي تابع لي، وكوسيلة للوصول إلى المكانة وتأمين الحصول على إعجاب إخوتي وأخواتي، وأردت حيازة السلطة كاملة في واجبي. لقد جرفتني رغباتي.

ذات مرة خلال العبادات، وقع نظري صدفة على مقطعين مفيدين جدًا من كلمة الله. تقول كلمات الله، "بصفتك قائدًا أو عاملًا، ستواجه مشكلة إذا كنت تعتبر نفسك دائمًا فوق الآخرين، وتجد متعة في واجبك كبعض المسؤولين الحكوميين؛ فتنغمس دائمًا في مزايا منصبك وتضع دائمًا خططك الخاصة، وتراعي دائمًا شهرتك ومكانتك وتستمتع بها، وتدير دائمًا عملياتك الخاصة، وتسعى دائمًا للحصول على مكانة أعلى، وإدارة المزيد من الأشخاص والتحكُّم فيهم، وتوسيع نطاق قوَّتك، هذه مشكلة. من الخطير التعامل مع واجب مهم باعتباره فرصة للتمتع بمنصبك كما لو كنت مسؤولًا حكوميًا. إذا كنت تتصرف دائمًا على هذا النحو، ولا ترغب في العمل مع الآخرين، ولا ترغب في تقليل قوَّتك ومشاركتها مع أي شخص آخر، ولا ترغب في أن يكون لأي شخص آخر اليد العليا، وأن يسرق منك الأضواء، إذا كنت تريد فقط التمتع بالُسلطة بنفسك، فأنت ضد المسيح. ولكن إذا كنت تسعى في كثير من الأحيان إلى الحق، وتنحي الجسد جانبًا، وتتخلى عن دوافعك وخططك، وتكون قادرًا على أن تأخذ على عاتقك العمل مع الآخرين، وتفتح قلبك للتشاور مع الآخرين والسعي معهم، والاستماع باهتمام إلى أفكار الآخرين واقتراحاتهم، وتقبل النصيحة الصحيحة والمتوافقة مع الحق، مهما كان مصدرها، فأنت تمارِس بطريقة حكيمة وصحيحة، ويمكنك تجنُّب اتخاذ المسار الخطأ، وهذه حماية لك" (الكلمة، ج. 3، كشف أضداد المسيح، البند الثامن: يجعلون الآخرين يطيعونهم دون غيرهم، ولا يطيعون الحقَّ ولا الله (الجزء الأول)). "مهما كان ما تفعله، سواء كان مهمًا أم لا، يجب أن يكون معك دائمًا أشخاص يساعدونك ويعطونك إرشادات ونصائح ويعاونونك في الأمور. بهذه الطريقة، ستؤدي الأمور بشكل أصحّ، وستزداد صعوبة اقتراف الأخطاء، وسيقلّ احتمال انحرافك، وكل هذا للأفضل. إن خدمة الله، على وجه الخصوص، مسألة مهمة، وعدم علاج شخصيتك الفاسدة قد يعرضك للخطر! عندما يكون للناس شخصيات شيطانية، يمكنهم التمرد ضد الله ومقاومته في أي وقت وفي أي مكان. يمكن للأشخاص الذين يعيشون وفقًا لشخصيات شيطانية إنكار الله ومقاومته وخيانته في أي وقت. إن أضداد المسيح أغبياء، فهم لا يدركون ذلك، بل يفكرون: "لقد واجهت صعوبة كافية في نيل قوتي، فلماذا أشاركها مع أي شخص آخر؟ إعطائها للآخرين يعني أنني لن أمتلك أي منها لنفسي، أليس كذلك؟ كيف يمكنني إظهار مواهبي وقدراتي من دون قوة؟" إنهم لا يعرفون أن ما أوكله الله للناس ليس السُلطة أو المكانة، بل الواجب. إنهم لا يقبلون سوى السُلطة والمكانة، وينحون واجباتهم جانبًا، ولا يقومون بعمل عملي، بل يسعون وراء الشهرة والمكانة ويتمتعون بمنافع المكانة. إن القيام بالأشياء بهذه الطريقة أمر خطير للغاية – وهكذا تكون مقاومة الله! أي شخص يسعى وراء الشهرة والمكانة بدلاً من أداء واجبه على نحوٍ صحيح يلعب بالنار ويعبث بحياته. أولئك الذين يلعبون بالنار ويعبثون بحياتهم يمكن أن يُهلكوا أنفسهم في أي لحظة. اليوم، كقائد أو عامل، أنت تخدم الله، وهذا ليس بالأمر العادي. أنت لا تفعل أشياء لصالح شخص ما، ناهيك عن العمل من أجل دفع الفواتير ووضع الطعام على الطاولة، بل أنت تؤدي واجبك في الكنيسة. وبالنظر، على وجه الخصوص، إلى أن هذا الواجب قد أوكله إليك الله، فما مغزى القيام به؟ أنت مسؤول أمام الله عن واجبك، سواء قمت به بشكل جيد أم لا؛ ففي النهاية، يجب تقديم حساب إلى الله، ويجب أن تكون هناك عاقبة. ما قبلته هو إرسالية الله، وهي مسؤولية مقدَّسة، لذا مهما زادت أهميتها أو قلت، فهي عمل جاد. ما مدى جدية ذلك؟ إنها تتعلق مباشرة بمستقبلك ومصيرك، وبنهايتك؛ إذا ارتكبت الشر وقاومت الله، فستدان وتُعاقب. يسجل الله كل ما تفعله عندما تؤدي واجبك، ولله مبادئه ومعاييره الخاصة بكيفية تسجيله وتقييمه؛ يحدد الله نهايتك بناءً على كل ما تظهره أثناء قيامك بواجبك" (الكلمة، ج. 3، كشف أضداد المسيح، البند الثامن: يجعلون الآخرين يطيعونهم دون غيرهم، ولا يطيعون الحقَّ ولا الله (الجزء الأول)). في الماضي، كنت أنظر إلى منصبي كقائدة بوصفه رمزًا للمكانة. ولم أدرك إلا بعد قراءة كلام الله أن واجب المرء هو تكليف من الله منحه له ككائن مخلوق. إنها مسؤولية منحها الله ولا علاقة لها بالمكانة والسلطة. إن قيام المرء بواجبه في بيت الله يختلف عن ممارسة مهنة في العالم الخارجي، إذ لا توجد منافسة في الكنيسة. وكل شخص يفي بمسؤولياته التي تقع في نطاق منصبه. اختارني الإخوة والأخوات للتعامل مع عمل الكنيسة، مما أعطاني العديد من الفرص للممارسة، لأتعلم كيفية التصرف وفق المبادئ من خلال عملي وأتوصل إلى فهم الحق. لقد عيّنت الكنيسة أيضًا إخوة وأخوات موهوبين من الذين فهموا المبادئ للعمل معي لأتمكن من أداء واجباتي على أكمل وجه، وأنجز عمل الكنيسة بشكل جيد. ولكنني لم أركز على السعي وراء الحق والعمل بانسجام مع الآخرين. بدلًا من ذلك، تعلّقت بالمكانة حتى أنني قمعت الآخرين وأقصيتهم للحفاظ على مكانتي، وسرقت من الإخوة والأخوات فرصة الممارسة. ولم أؤذ بذلك إخوتي وأخواتي فحسب، بل خرّبت أيضا عمل الكنيسة. بالنظر إلى جميع سلوكياتي، كنت حقًا غير جديرة بأن أكون قائدة... لم أكن أريد مواصلة السير في هذا الطريق الخاطئ. أردت فقط أن أؤدي مسؤولياتي بطريقة صادقة وعملية، للوفاء بواجباتي. بعدئذ، بدأت في التفرّغ أكثر لأداء واجبي وعندما كنت أرى الآخرين يتوجهون بأسئلتهم إلى الأخت تشانغ، لم أعد أشعر بنفس القدر من السوء، وتوقفت عن القلق من أنهم قد يبجّلونها بدلًا مني. ركّزت فقط على التفكير في أفضل طريقة للعمل مع الأخت تشانغ لأداء واجباتنا. عندما كنت ألاحظ أن الأخت تشانغ تواجه مشاكل في عملها، كنت أقوم بالتواصل معها وأساعدها على إعادة الأمور إلى مسارها الصحيح. وعندما كان التقدم بطيئًا في بعض المشاريع، كنت أناقش معها كيفية زيادة كفاءة العمل في تلك المشاريع. وإذا حدث أنني كنت أفتقر إلى البصيرة أو أجهل كيفية التعامل مع مشكلة محددة، كنت ألتمس لقاءها للحصول على شركة. ومع مرور الوقت، استطعنا أن نُحْسِن العمل معًا بشكل أفضل وشعرت بأنني عملية وحرّة جدًّا.

فكّرت أيضًا في هذا المقطع من كلام الله، سأقرأه لكم حالًا. "لتكون قائدًا للكنيسة، لا يعني أن تتعلم فقط استخدام الحق لحل المشاكل، ولكن أيضًا لاكتشاف وتنمية الأشخاص ذوي المواهب، الذين لا يجب عليك مطلقًا حسدهم أو قمعهم. فالممارسة بهذه الطريقة مفيدة لعمل الكنيسة. إذا تمكنت من صقل بعض الساعين للحق ليتعاونوا جيدًا معك في كل ما تنجزه من أعمال، وفي النهاية كان لكم جميعًا شهادات اختبارية، فعندئذٍ تكون قائدًا مؤهَلًا. إذا أصبحت قادرًا على التصرف في كل الأشياء وفقًا للمبادئ، فسترقى إلى مستوى ولائك. هناك من يخشون دائمًا أن يكون الآخرون أفضل منهم وأعلى منهم، وأن يلقى الآخرون التقدير بينما هم مُهملون. يؤدّي بهم هذا إلى التهجّم على الآخرين واستبعادهم. أليست هذه حالة من حالات الغيرة من أشخاص أكثر قدرةً منهم؟ أليس مثل هذا السلوك أنانيًا وخسيسًا؟ أي نوع من الشخصيات هذه؟ إنّها حقودة! لا تفكر إلا في مصالحها، وبإرضاء رغبات النفس فقط، وعدم مراعاة الآخرين، أو مصالح بيت الله – يملك هؤلاء الأشخاص شخصيةً سيئةً، ولا يحبّهم الله. إن كنتَ قادرًا فعلًا على مراعاة مشيئة الله، فستتمكّن من معاملة الآخرين بإنصاف. إذا أوصيت بشخصٍ جيد وسمحت له بالخضوع إلى التدريب وأداء واجب ما، مضيفًا بذلك شخصًا موهوبًا إلى بيت الله، ألن يكون عملك أسهل عندئذ؟ ألن تكون عندها قد ارتقيت إلى مستوى ولائك في هذا الواجب؟ هذا عمل صالح امام الله. إنه الحد الأدنى من الضمير والشعور الذي يجب أن يمتلكه القائد" (الكلمة، ج. 2، أحاديث مسيح الأيام الأخيرة، لا يمكن كسب الحرية والتحرير إلّا بتخلص المرء من شخصيته الفاسدة). من كلام الله، عرفت أن تنمية المواهب هي من مسؤولية القائد وأنها حاجة لعمل بيت الله. ساعدتني هذه التجربة على إدراك مدى أهمية هذا العمل. فمن جهة، يعود هذا العمل بفائدة جمة على عمل الكنيسة ككل، إذ يسمح لمزيد من الأفراد بالاستفادة من مواهبهم لأداء واجباتهم، والنهوض أكثر بعمل الكنيسة. ومن جهة أخرى، يمنح هذا العمل أيضًا الإخوة والأخوات فرصة للممارسة، ما يفيدهم في دخول الحياة. وهذه كلها أعمال صالحة وسيحييها الله. كانت الأخت تشانغ بمثابة عون كبير لي في الوقت الذي عملنا فيه معًا. لقد ساعدتني على فهم بعض المبادئ وإحراز بعض التقدم وسار عملنا المشترك بسلاسة أكبربما لا يقاس مقارنة بالسابق. أدركت مدى أهمية اتباع مطالب الله وتعلّم العمل مع الآخرين لإنجاز الواجبات. بهذه الطريقة فقط يمكننا القيام بعمل الكنيسة والوفاء بواجباتنا جيدًا.

من خلال هذه التجربة، اكتسبت شيئَا من الفهم لشخصيتي الشيطانية ووجهات نظري السخيفة وتمكنت تدريجيًّا من التخلي عن انشغالي بالمكانة والوفاء بواجبي. كان هذا هو خلاص الله بالنسبة لي. الشكر لله!

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

تأملات "قائدة جيدة"

علّمني أبواي منذ نعومة أظافري أن أكون لطيفة مع الناس، وأن أكون ودودة ومتعاطفة. إذا ألمّت بمن حولي المشاكل أو أوجه القصور، لم يكن بإمكاني...

أفكار بعد أن ضللت الطريق

ذات يومٍ في أغسطس 2019، أرسلت قائدتي رسالةً تطلب مني اصطحاب أختٍ من خارج المدينة. رأيت أن عنوان منزل الأخت داخل نطاق الكنيسة المجاورة....

عندما اكتشفت أنني سئمت الحق!

ذات يوم في بداية هذا العام، وجدت أن وافدة جديدة كانت انضمت للتو إلى الكنيسة قد فاتها بالفعل اجتماعين، فسألت قائدة المجموعة عن السبب، لكنها...

ألم لا مناص منه

في سن السابعة والأربعين، أخذ بصري يتدهور بوتيرة متسارعة. قال الطبيب إنني سأفقد البصر تدريجيًّا. لذا كان عليّ ملازمة المنزل والخلود إلى...

اترك رد