الآن أفهم العلاقة بين الكتاب المقدَّس والله

2020 سبتمبر 4

يقول الله القدير، "لسنوات طويلة، ظلَّت الوسائل التقليدية للإيمان (الخاصة بالمسيحية، وهي واحدة من الديانات الرئيسية الثلاث في العالم) لدى الناس تتمثل في قراءة الكتاب المقدس؛ فالابتعاد عن الكتاب المقدس ليس من الإيمان بالرب، لكنه بدعة، بل وهرطقة، وحتى عندما يقرأ الناس كتبًا أخرى، لا بُدَّ أن يكون تفسير الكتاب المقدس هو الأساس الذي تقوم عليه تلك الكتب. وهذا يعني أنك إذا قلتَ إنك تؤمن بالرب، فلا بُدَّ أن تقرأ الكتاب المقدس، ويجب ألا تقدِّس أي كتاب – دون الكتاب المقدس – لا يشتمل على الكتاب المقدس؛ حيث إنك إذا فعلتَ ذلك تخون الله. منذ أن وُجِدَ الكتاب المقدس، ظل إيمان الناس بالرب متمثلاً في الإيمان بالكتاب المقدس، وأصبح من الأفضل أن تقول إن الناس تؤمن بالكتاب المقدس بدلاً من أن تقول إن الناس تؤمن بالرب؛ وبدلاً من أن نقول إنهم بدأوا يقرأون الكتاب المقدس، أصبح من الأفضل أن نقول إنهم أصبحوا يؤمنون بالكتاب المقدس؛ وبدلاً من أن نقول إنهم عادوا إلى الرب، أصبح من الأفضل أن نقول إنهم عادوا إلى الكتاب المقدس. وبهذه الطريقة، أصبح الناس يعبدون الكتاب المقدس كما لو كان هو الله، أو كما لو كان هو واهب الحياة لهم، وفقدانه يمثل لهم فقدان الحياة. ينظر الناس إلى الكتاب المقدس بنفس سمو الله، بل إن هناك مَنْ يراه أكثر سموًا من الله. إذا كان الناس يفتقرون إلى عمل الروح القدس، ولا يستطيعون الشعور بالله، فحتى لو استطاعوا الاستمرار في الحياة، إلا أنهم بمجرد أن يفقدوا الكتاب المقدس أو يفقدوا الإصحاحات أو الآيات الشهيرة من الكتاب المقدس، فسوف يصير الأمر كما لو أنهم فقدوا حياتهم. ... لقد أصبح الكتاب المقدس معبودًا في عقول الناس وأحجية في أدمغتهم، وهم ببساطة غير قادرين عن تصديق أن بإمكان الله العملُ خارج الكتاب المقدس، إنهم غير قادرين على التصديق بأنه يمكن للناس أن يجدوا الله خارج الكتاب المقدس، وبالأحرى غير قادرين على تصديق أن الله يستطيع أن يخرج خارج نطاق الكتاب المقدس أثناء العمل النهائي وأن يبدأ من جديد. هذا أمر مستبعد لدى الناس؛ فلا يمكنهم أن يصدقوه أو حتى أن يتصوره. لقد أصبح الكتاب المقدس عقبة كبيرة أمام قبول الناس لعمل الله الجديد، وبات يشكّل صعوبة في توسيع الله لنطاق هذا العمل الجديد؛" ("الكلمة يظهر في الجسد"). لطالما كان الكتاب المقدَّس هو ما ساعدني على معرفة الرَّب في إيماني، وكان قِسنا يقول دائمًا إنه أساس إيماننا. ظننتُ أن الإيمان بالكتاب المقدَّس كان هو الإيمان بالرَّب، حتى إنني وضعت كلمته فوق الرَّب. كنتُ أعدّ نفسي دائمًا ببعض المقاطع القديمة عديمة الفائدة دون التفكير في ممارسة كلمات الرَّب. حتى قبلت عمل الله القدير في الأيام الأخيرة ورأيت ما يعبّر عنه كلامه، وعندها فهمت العلاقة بين الله والكتاب المقدَّس. أُصلِحت أخيرًا الأخطاء التي كانت في إيماني.

كنت أقرأ الكتاب المقدَّس، وأذهب إلى اجتماعات الكنيسة كلما استطعت، وأبحث عن عظات عبر الإنترنت في وقت فراغي لأفهم الرَّب بشكل أفضل. ذات مرة، وجدت أحد أفلام الكنيسة على يوتيوب، فيلمًا جيدًا حقًا يُدعى "أين منزلي؟" كان صادقًا ومؤثرًا للغاية. وبدت الكلمات التي قرأوها في الفيلم دافئة على وجه الخصوص، لكنها ذات سلطان. شعرت بالفضول لمعرفة مصدرها. عندما رأيت أنها كانت من كنيسة الله القدير بحثت على الإنترنت لمعرفة المزيد عن هذه الكنيسة، التي صنعت الفيلم. ولكن بعد ذلك وجدت بعض الأشياء السيئة مكتوبة عن هذه الكنيسة ولم يمكنني معرفة ما إذا كانت تلك الأشياء السيئة حقيقية أم لا. بعد التفكير في الأمر أكثر، قررت ألا أصدّق ما يقوله الآخرون. كما يُقال: "لا تصدّق كل ما تسمعه". علمتُ أنني يجب أن أتحقق من ذلك بنفسي، لمعرفة ما إذا كانت كنيسة صالحة. ونزَّلتُ المزيد من الأفلام لمشاهدتها. شاهدت اثنين آخرين "الصحوة" و"حنين"، وأثّرا بي حقًا. كانت الكلمات المقروءة فيهما قوية جدًا وعظيمة والعظات عملية جدًا. تعلّمت كل شيء عن وحشة الكنائس وما يعنيه أن أكون مخلَّصة حقًا. قالت الأفلام إن الرَّب يسوع قد عاد ليؤدي دينونته في الأيام الأخيرة التي تحقق هذه النبوّة الكتابية: "لِأَنَّهُ ٱلْوَقْتُ لِٱبْتِدَاءِ ٱلْقَضَاءِ مِنْ بَيْتِ ٱللهِ" (1 بطرس 4: 17). كنت متحمسة جدًا، فتلك الكلمات التي قُرِأت في الأفلام، قالها الرَّب العائد. لا عجب أنها كانت قوية ومؤثرة للغاية! أرسلت رسالة وتواصلت مع بعض أعضاء الكنيسة وكانوا ودودين وصادقين، وعظاتهم منيرة. كان التحدث معهم رائعًا، وبدأت في الذهاب إلى اجتماعاتهم.

ذات مساء كنت سأقوم بتنزيل المزيد من الأفلام من قناة كنيسة الله القدير. بينما كنت أتصفح الأفلام، صادفت واحدًا يُدعى "الخروج من الكتاب المقدَّس". شعرتُ بحيرة، ماذا يعني ذلك؟ لماذا ينبغي أن نخرج من الكتاب المقدَّس؟ كيف يمكن للناس أن يؤمنوا ويعرفوا الله دون الكتاب المقدَّس؟ كان القس يقول دائمًا على إيماننا أن يقوم على الكتاب المقدَّس، وأن الابتعاد عنه كان بدعة. ألا يُعد التخلي عن الكتاب المقدَّس خيانة للرب؟ خلال الأيام القليلة التالية توقفت عن مشاهدة أفلام الكنيسة والاستماع إلى تراتيلهم خشية أن أضلَّ. لكن لم يسعني إلا أن أفكِّر، "إذا كان الله القدير هو الرَّب يسوع العائد وأنا رفضته، ألا أفوّت فرصتي في الترحيب بالرَّب؟" كنت متحيرة، لذلك صليّت وصُمت. طلبت من الرَّب أن يريني ما إذا كان الله القدير حقًا هو عودته. في الليلة الأولى التي صُمت فيها، لم أتلق أي إلهام من الله، لذا فكرتُ أن ألقي نظرة على الكتاب المقدَّس. قرأت رؤيا 1: 8: "أَنَا هُوَ ٱلْأَلِفُ وَٱلْيَاءُ، ٱلْبِدَايَةُ وَٱلنِّهَايَةُ يَقُولُ ٱلرَّبُّ ٱلْكَائِنُ وَٱلَّذِي كَانَ وَٱلَّذِي يَأْتِي، ٱلْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ". وقرأت كذلك رؤيا 11: 16-17: "وَٱلْأَرْبَعَةُ وَٱلْعِشْرُونَ شَيْخًا ٱلْجَالِسُونَ أَمَامَ ٱللهِ عَلَى عُرُوشِهِمْ، خَرُّوا عَلَى وُجُوهِهِمْ وَسَجَدُوا لِلهِ، قَائِلِينَ: "نَشْكُرُكَ أَيُّهَا ٱلرَّبُّ ٱلْإِلَهُ ٱلْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، ٱلْكَائِنُ وَٱلَّذِي كَانَ وَٱلَّذِي يَأْتِي، لِأَنَّكَ أَخَذْتَ قُدْرَتَكَ ٱلْعَظِيمَةَ وَمَلَكْتَ". شعرت فجأة أن هذه الآيات كانت محاولة من الله لإرشادي. مكتوب في سفر الرؤيا أن الله سيُدعى "القدير" في الأيام الأخيرة، أليس هذا هو الله القدير؟ جعلني هذا الاكتشاف أرغب في مواصلة دراسة كنيسة الله القدير. وقرّرت أيضًا مشاهدة "الخروج من الكتاب المقدَّس" بالكامل، حتى أعرف بجديّة، ماذا كان موضوعه حقًا.

شارَكتْ واعظة بالإنجيل من كنيسة الله القدير في الفيلم ما يلي: "يقول الكثير من المتدينين إن الله لن يبتعد عن الإنجيل ليجلب الخلاص، وأن أي شيء ليس في الكتاب المقدَّس هو بدعة. ما الذي أتى أولًا بالفعل: الكتاب المقدَّس أم عمل الله؟ في البداية، خلق الله يهوه كل شيء. غَمر العالم بالطوفان، ودمّر سدوم وعمورة بالنار. هل كان العهد القديم موجودًا، عندما كان الله يقوم بكل هذا العمل؟" فكرتُ: "هل عليكِ أن تسألي؟ عندما خلق الله الأرض وغَمر العالم، وأحرق سدوم وعمورة عن بكرة أبيها، لم يكن الكتاب المقدَّس موجودًا". ثم واصَلتْ: لم يكن هناك كتاب مقدَّس عندما قام الله بهذا العمل. كان عمل الله أولًا، وبعد أن انتهى، سُجِلَ في الكتاب المقدَّس. وعندما كان الرَّب يسوع يعمل في عصر النعمة، لم يكن هناك عهد جديد، فقد كتبه تلاميذه بعد ذلك، عندما أَكملَ عمله. من الواضح أن الكتاب المقدَّس هو مجرد سِجل تاريخي لعمل الله. الله لا يعمل بحسب الكتاب المقدَّس، ولا يُحَدُّ به. يعتمد عمله على خطته الإلهية، وكذلك احتياجات البشرية لهذا لا يمكننا التفكير في عمل الله على أنه الموجود في الكتاب المقدَّس فحسب، ولا يمكننا استخدام الكتاب المقدَّس للحد من عمله. لا نستطيع القول إن أي شيء خارج الكتاب المقدَّس بدعة، لأن الله له الحق في القيام بعمله، ويمكنه أن يعمل خارج قيود الكتاب المقدَّس".

انفتحت عيناي لسماع ذلك. لم يكن هناك عهد جديد عندما عمل الرَّب يسوع. لقد جمعه الآخرون، فقط بعد أن أنهى كل عمله العظيم. الكتاب المقدَّس هو في الحقيقة مجرّد سِجل لعمل الله السابق. لماذا لم أفكر في ذلك من قبل؟

واصل واعظ آخر في الفيلم: "إذا قلنا ذلك، فأي شيء خارج الكتاب المقدَّس هو بدعة، ألن ندين كامل عمل الله السابق بشكل ظالم؟ عندما جاء الرَّب يسوع، لم يعمل على أساس العهد القديم، لكنه ذهب أبعد من ذلك، مثل تعاليمه عن التوبة، وشفاء المرضى، وإخراج الشياطين، وعدم مراعاة السبت، والغفران لسبعين مرّة سبع مرّات، وأكثر. لم يكن أي من ذلك حتى في العهد القديم. حتى إن البعض يناقض شريعة العهد القديم. هل هذا يعني أن عمل الرَّب يسوع لم يكن عمل الله؟ كل رؤساء الكهنة والشيوخ والكَتَبة أدانوا عمل الرَّب يسوع وكلامه على أنهما بدعة، لأنهما لم يتوافقا مع العهد القديم بصرامة. لقد قاوموا جميعهم الله. إذا اتبعنا المفاهيم البشرية الكاذبة، معتقدين أن أي شيء خارج الكتاب المقدَّس هو بدعة، أفلا ندين أيضًا عمل الرَّب يسوع؟"

ثم قرأوا كلمات الله القدير للرد عن سؤال حول أي شيء خارج الكتاب المقدَّس هو بدعة. يقول الله القدير، "الكتاب المقدس كتابٌ تاريخي، وإذا أكلت وشربت العهد القديم في عصر النعمة – لو مارست ما كان مطلوبًا في عصر العهد القديم في عصر النعمة – لكان يسوع قد رفضك وأدانك. إذا طبقت العهد القديم على عمل يسوع، فسوف تصبح فريسيًا. إذا جمعت اليوم بين العهدين القديم والجديد لتأكلهما وتشربهما وتمارسهما، فإن إله اليوم سوف يدينك لأنك بذلك تكون قد تخلَّفت عن عمل الروح القدس اليوم! إذا أكلتَ العهد القديم والعهد الجديد وشربتهما، تصبح بذلك خارج مسار الروح القدس! كان يسوع في زمانه يقود اليهود وكل الذين تبعوه بحسب عمل الروح القدس فيه في ذلك الوقت. لم يتخذ يسوع الكتاب المقدس أساسًا لما قام به، لكنه تكلم بحسب عمله، ولم يلتفت إلى ما قاله الكتاب المقدس أو يبحث في الكتاب المقدس عن طريق يهدي تابعيه. لكنه شرع منذ بداية عمله في نشر طريق التوبة، وهي الكلمة التي لم يرد لها ذكر مطلقًا في نبوات العهد القديم. بل إنه لم يكتف فقط بعدم العمل بحسب الكتاب المقدس، لكنه أنشأ طريقًا جديدًا وصنع عملاً جديدًا. كذلك، فإنه لم يشر إلى الكتاب المقدس في عظاته. لم يستطيع أحد في عصر الناموس أن يقوم بمعجزات شفاء المرضى وإخراج الشياطين التي قام يسوع بها. كما أن عمله وتعاليمه وسلطانه وقوة كلماته فاقت قدرة الإنسان في عصر الناموس؛ فيسوع بكل بساطة قام بعمله الجديد، ومع أن كثيرين استخدموا الكتاب المقدس في إدانته – بل واستخدموا العهد القديم حتى في صلبه – فإن عمله فاق العهد القديم. إن لم يكن كذلك، فلماذا صلبوه على الصليب؟ أليس لأن العهد القديم لم يذكر شيئًا عن تعاليمه وعن قدرته على شفاء المرضى وإخراج الشياطين؟ كان الغرض من عمله أن ينشئ طريقًا جديدًا، لا أن يشن هجومًا مقصودًا ضد الكتاب المقدس أو أن يستغنى عمدًا عن العهد القديم. إنه ببساطة جاء ليتمم خدمته ويقدم العمل الجديد لأولئك الذين يشتاقون إليه ويطلبونه، لكنه لم يجيء ليفسر العهد القديم أو ليؤكد عمله. لم يكن عمله بغرض السماح باستمرار تطور عصر الناموس، إذ أن عمله لم يهتم بما إذا كان الكتاب المقدس يمثل أساسًا يعتمد عليه من عدمه؛ فيسوع جاء فقط ليتمم العمل الذي يجب عليه أن يفعله. ... في النهاية، أيهما أعظم: الله أم الكتاب المقدس؟ لماذا يتحتم أن يكون عمل الله وفقًا للكتاب المقدس؟ أمن الممكن ألا يكون لله الحق في تجاوز الكتاب المقدس؟ ألا يستطيع الله أن يبتعد عن الكتاب المقدس ويعمل عملاً آخر؟ لماذا لم يحفظ يسوع وتلاميذه السبت؟ لو أنه كان ليحفظ السبت ويعمل بحسب وصايا العهد القديم، فلماذا لم يحفظ يسوع السبت بعد مجيئه، لكنه بدلاً من ذلك غسل أرجل وغطى الرأس وكسر خبزًا وشرب خمرًا؟ أليس هذا كله غير موجود في وصايا العهد القديم؟ لو كان يسوع يُكرِم العهد القديم، فلماذا خالف هذه التعاليم؟ يجب أن تعرف أيهما جاء أولاً، الله أم الكتاب المقدس!" ("الكلمة يظهر في الجسد").

شارك وُعّاظ الأنجيل في الفيلم هذا: "الكتاب المقدَّس ليس الله. إنه ليس إلا سِجلًا حقيقيًا لأول مرحلتين من عمله، وشهادة لعمل الله في عصري الناموس والنعمة. إنه لا يمثّل كل عمله لخلاص البشرية. إن سِجلات كلام الله في الكتاب المقدَّس محدودة للغاية. إنها مجرّد لمحات من شخصية الله الحياتية. لا يمكنها أن تُظهِر كل شيء بالكامل. الله لا يشيخ أبدًا وهو جديد دائمًا. إنه يقوم بعمل جديد وينطق كلماتَ جديدة، في كل عصر. على سبيل المثال، عندما جاء الرَّب يسوع للعمل في عصر النعمة، لقد تجاوز العهد القديم ليؤدي عمله الجديد. الله لا يعمل بحسب الكتب المقدَّسة أو حتى يشير إليها. إنه لا ينظر في الكتب المقدَّسة ليرشد جميع أتباعه. يتقدم عمل الله دائمًا إلى الأمام، وعندما يبدأ الله عصرًا جديدًا ويقوم بعمل جديد، فهو يرشد الإنسان إلى سبيل جديد ويجلب لنا المزيد من الحقائق، حتى نتمكَّن من ربح خلاصه الكامل. إن الله لا يقودنا ببساطة بناءً على عمله القديم. أي أن الله لا يقوم بعمله بحسب الكتاب المقدَّس لأنه ربُّ السبت، وربُّ الكتاب المقدَّس. له كل الحق في تجاوز الكتاب المقدَّس، للقيام بعمل جديد بحسب خطته واحتياجات البشرية. لا يمكن لعمل الله، في عصر جديد، أن يكون مثل عمله في عصر قديم. لذلك، فالقول إن الابتعاد عن الكتاب المقدَّس بدعة؛ هو كذب ببساطة".

فهمتُ من هذا أن العهدين القديم والجديد هما تسجيلات لأعمال الله وكلامه في عصري الناموس والنعمة، ولكنهما لا يظهران عمل الله كله. كنتُ أظن حقًا أن الابتعاد عن الكتاب المقدَّس هو بمثابة عدم إيمان. ألم أكن أعامل الله والكتاب المقدَّس على قدم المساواة؟ عندما عمل الرَّب يسوع، لم يسترشد بالعهد القديم. إذا قلنا إن تجاوز الكتاب المقدَّس بدعة، أفلا ندين عمل الرَّب يسوع؟ إذا كنتُ قد ولدتُ في الوقت الذي كان يعمل فيه الرَّب يسوع، لكنت قد عارضت عمله، بناءً على مفاهيمي الحالية الزائفة. إذا قصْرتُ عمل الله وكلامه على الموجود في الكتاب المقدَّس فقط، فسأرتكبُ نفس الخطأ الذي ارتكبه الفرّيسيون، الذين تمسّكوا بشدة بالكتب المقدسة القديمة لإدانة الرَّب يسوع؟

قرأ وعّاظ الإنجيل في الفيلم مقطعًا آخر من كلمات الله: "فإن ما أعلِّمك إياه هو ببساطة جوهر الكتاب المقدس وقصته الحقيقية. لا أطلب منك عدم قراءة الكتاب المقدس، أو أن تتجول مُعلِنًا أنه يخلو تمامًا من القيمة، بل أطلب منك فقط أن يكون لديك المعرفة والرأي الصحيحان عن الكتاب المقدس. لا تكن متحاملًا للغاية! فعلى الرغم من أن الكتاب المقدس كتاب تاريخي كتبه بشر، فهو أيضًا يوثق العديد من المبادئ التي من خلالها خدم الأنبياء والقديسون القدامى اللهَ، وأيضًا خبرات الرسل اللاحقة في خدمة الله، وجميعها قد رآها وعرفها هؤلاء الناس حقًّا، ويمكن أن تكون بمثابة مرجع لأناس هذا العصر في السعي وراء الطريق الحق. ... فإن هذه الأسفار قد فات أوانها، ولا تزال تنتمي لعصر قديم، ومهما كانت جودتها؛ فهي مناسبة لفترة واحدة فحسب، وليست أبدية؛ ذلك أن عمل الله يتطور دائمًا، ولا يمكن أن يقف ببساطة عند زمن بولس وبطرس أو يظل دائمًا في عصر النعمة الذي صُلب فيه يسوع. وعليه، فإن هذه الأسفار مناسبة لعصر النعمة فقط، وليس لعصر الملكوت في الأيام الأخيرة. بإمكانها فقط تقديم شيء لمؤمني عصر النعمة وليس قديسي عصر الملكوت، وبغض النظر عن مدى جودتها، فهي لا تزال عتيقة" ("الكلمة يظهر في الجسد").

عندما سمعت ذلك، رأيت أن الله القدير لم يقلِّل مما قاله الكتاب المقدَّس. الكتاب المقدَّس هو مجرّد سِجل لعمل الله السابق يمكن أن يساعدنا على فهم العمل الذي قام به وما طلبه من الإنسان آنذاك. لكن الله يقوم بعمل جديد، والكتاب المقدَّس عفَّى عليه الزمن. لا يمكنه تزويد الناس بما يحتاجونه اليوم. شعرت بالمقاومة، في المرة الأولى التي شاهدت فيها فيلم الكنيسة "الخروج من الكتاب المقدَّس". اعتقدت أن إيماننا يجب أن يكون قائمًا على الكتاب المقدَّس وكانت تلك هي الطريقة الوحيدة التي نعرف بها كيف نؤمن بالله. ظننتُ أن ترك الكتاب المقدَّس كان بمثابة التخلي عن الله. كنت أقاوم معرفة عمل الله القدير في الأيام الأخيرة. اعتقدت أن الكتاب المقدَّس كان يمثَّل الله، وكان هو جوهر الإيمان. أظهر لي هذا أن الكتاب المقدَّس أخذ مكان الله في قلبي. لم أؤمن حقًا بالله؛ لقد آمنت بالكتاب المقدَّس. كان الله والكتاب المقدَّس متساويين بالنسبة لي، وعمله كان فقط في الكتاب المقدَّس. اعتقدت أن أي شيء سوى ذلك كان بدعة. ألم أكن أحدّ الله وأجدّفُ عليه؟ انزعجتُ من أفكاري، وشكرت الله بعمق لأنه أظهر لي هذا الفيلم. إذا لم يحدث ذلك، لكنت سأواجه عواقب وخيمة.

ثم قال الناس الذين شاركوا الإنجيل في الفيلم: "إن الكتاب المقدَّس ليس بوسعه أن يمنح حياة أبدية..." لقد ذهلتُ. الحياة الأبدية ليست من الكتاب المقدَّس، كيف يكون ذلك؟ لقد استمعت إلى ما قالوه بعد ذلك. الاعتقاد الشائع يقول خلاف ذلك، لكنها حقيقة لا جدال فيها. "قال لنا الرَّب يسوع، عندما انتهر الفرِّيسيين، منذ سنين طويلة: "فَتِّشُوا ٱلْكُتُبَ لِأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِيَ ٱلَّتِي تَشْهَدُ لِي. وَلَا تُرِيدُونَ أَنْ تَأْتُوا إِلَيَّ لِتَكُونَ لَكُمْ حَيَاةٌ" (يوحنا 5: 39-40). أخبرنا الرَّب يسوع أنه لا توجد حياة أبدية في الكتب المقدَّسة. لأن الكتب المقدَّسة تشهد فقط لله. إذا كان الناس يريدون الحق والحياة، فالكتاب المقدَّس ليس كافيًا على الإطلاق. لا يمكن أن نربح الحق والحياة إلّا من المسيح نفسه. هل تتذكّرون الفرّيسيين الذين تشبثوا بالعهد القديم؟ لم يربحوا الحياة الأبدية، وعوقبوا لمقاومة الرَّب يسوع وإدانته. لكن أتباع الرَّب يسوع، الذين لم يتمسكوا بالكتاب المقدَّس، الذين قبلوا كل عمل الله وكلماته في ذلك الوقت، قد فداهم الرَّب يسوع، في النهاية. وإذًا، فالسبيل الوحيد لربح الحياة الأبدية حقًا هو اتباع خطى المسيح والله. إذا تمسَّكنا بالكتاب المقدَّس بشكل أعمى، فلن نتمكّن من ربح قبول الله، والأكثر أننا، في الواقع كما قال بولس: "لَكِنَّ ٱلْكِتَابَ أَغْلَقَ عَلَى ٱلْكُلِّ تَحْتَ ٱلْخَطِيَّةِ" (غلاطية 3: 22). وسنفقد الخلاص. يقوم الله بعمل جديد في كل عصر. أصدر الله يهوه وصايا في عصر الناموس لذلك عرف بنو إسرائيل كيف يعبدون الله بشكل صحيح، وكيف يعيشون على الأرض، وعرفوا أيضًا ما هي الخطية، وأنهم سيُعاقبون على كل خطاياهم. في عصر النعمة، قام الرَّب يسوع بعمل الفداء، وأسلم نفسه بنفسه. لم يكن على الناس إلا أن يعترفوا ويتوبوا، لينالوا الغفران ويهربوا من اللعن تحت الناموس. ومع ذلك، فإن فداء الرَّب يسوع لا يمكنه إلّا أن يغفر خطايانا. لا تزال طبيعتنا شريرة في جوهرها. غالبًا ما نُظهِر شخصياتنا الشيطانية المتغطرسة والمخادعة والشريرة والأنانية ولا يسعنا إلا أن نخطئ ونقاوم الله. لهذا تنبأ الرَّب يسوع بأنه سيأتي مرة أخرى ليجلب الدينونة، ليطهّر البشرية كليًا ويخلِّص البشر من الخطية. يجلب الله القدير الدينونة ابتداءً من بيته، في الأيام الأخيرة، على أساس فداء الرَّب يسوع. إنه يعبِّر عن كل الحقائق ليخلِّص الإنسان ويطهره وينير خطة تدبيره. إنه يدين شخصية البشر وطبيعتهم الشيطانية ويكشفهما، مظهرًا شخصيته القدّوسة والبارّة التي لا تقبل أي إثم. إن الكلام الذي عبَّر عنه الله القدير لم يتحدث به الله أبدًا في عصر الناموس أو عصر النعمة. هذا الكلام يهبنا الله به طريق الحياة الأبدية. إن نبوة الرَّب يسوع تتحقق: "إِنَّ لِي أُمُورًا كَثِيرَةً أَيْضًا لِأَقُولَ لَكُمْ، وَلَكِنْ لَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا ٱلْآنَ. وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ ٱلْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ ٱلْحَقِّ" (يوحنا 16: 12-13)."

ثم قرأوا مقطعًا آخر من كلمات الله القدير. "مسيح الأيام الأخيرة يهب الحياة، وطريق الحق الأبدي. هذا الحق هو الطريق الذي يستطيع الإنسان من خلاله أن يحصل على الحياة، وهو السبيل الوحيد الذي من خلاله يعرف الإنسانُ اللهَ ويتزكَّى منه. إن لم تَسْعَ نحو طريق الحياة الذي يقدمه مسيح الأيام الأخيرة، فلن تنال أبدًا تزكية يسوع، ولن تكون أهلاً لدخول ملكوت السموات، لأنك ستكون حينها ألعوبة وأسيرًا للتاريخ. أولئك الذين تتحكم فيهم الشرائع والحروف والذين يكبّلهم التاريخ لن يتمكّنوا مطلقًا من بلوغ الحياة ولن يستطيعوا الوصول إلى طريق الحياة الأبدي، فكل ما لديهم ليس إلا ماءً عكرًا تشبّثوا به لآلاف السنين، وليس ماء الحياة المتدفق من العرش. أولئك الذين لا يرويهم ماء الحياة سيبقون جثثًا إلى الأبد، ألعوبة للشيطان وأبناء للجحيم. كيف لهم حينذاك أن يعاينوا الله؟ لو كان كل ما تفعله هو محاولة التشبث بالماضي، والإبقاء على الأشياء كما هي بالوقوف جامدًا، وعدم محاولة تغيير الوضع الراهن وترك التاريخ، أفلا تكون دائمًا ضد الله؟ إن خطوات عمل الله هائلة وجبارة كالأمواج العاتية والرعود المُدوّية، لكنك في المقابل، تجلس وتنتظر الدمار دون أن تحرك ساكنًا، لا بل تتمسّك بحماقتك دون فعل شيء يُذكَر. بأي وجهٍ – وأنت على هذه الحال – يمكن اعتبارك شخصاً يقتفي أثر الحَمَل؟ كيف تبرر أن يكون الله الذي تتمسك به إلهًا متجدّدًا لا يشيخ مطلقًا؟ وكيف يمكن لكلمات كُتُبِكَ العتيقة أن تَعْبُر بك إلى عصرٍ جديدٍ؟ وكيف لها أن ترشدك في السعي نحو تتبّع عمل الله؟ وكيف لها أن ترتقي بك إلى السماء؟ ما تمسكه في يديك ليس إلا كلمات لا تستطيع أن تقدّم لك سوى عزاءٍ مؤقتٍ، وتفشل في إعطائك حقائق قادرة أن تمنحك الحياة. إن الكتب المقدسة التي تقرؤها لا تقدر إلا أن تجعلك فصيح اللسان، لكنها ليست كلمات الحكمة القادرة أن تساعدك على فهم الحياة البشرية، ناهيك عن فهم الطرق القادرة على الوصول بك إلى الكمال. ألا تعطيك هذه المفارقة سببًا للتأمّل؟ ألا تسمح لك بفهم الغوامض الموجودة فيها؟ هل تستطيع أن تقود نفسك بنفسك لتصل السماء حيث تلقى الله؟ هل تستطيع من دون مجيء الله أن تأخذ نفسك إلى السماء لتستمتع بسعادة العِشرَة معه؟ أما زلت تحلم حتى الآن؟ أشير عليك إذاً أن تنفض عنك أحلامك، وأن تنظر إلى مَنْ يعمل الآن، إلى مَنْ يقوم بعمل خلاص الإنسان في الأيام الأخيرة. وإن لم تفعل، فلن تصل مطلقًا إلى الحق ولن تنال الحياة" ("الكلمة يظهر في الجسد"). شارك المبشرون من كنيسة الله القدير هذه الكلمات: "إذا تمسكنا بالكتاب المقدَّس فحسب في إيماننا، ولم نقبل أقوال الله في الأيام الأخيرة، فلن نستطيع أبدًا أن نرتوي من ماء الله الحي، من دون دينونة الله، لا يمكننا الهروب من الحلقة المفرغة للإثم ثم الاعتراف. كيف يمكن لأي شخص أن يدخل ملكوت السموات دون الهروب من عبودية الخطية؟ إنه فقط بقبول دينونة الله القدير في الأيام الأخيرة يمكننا أن نتغذى بكلام الله، ونعرف الحق، ونتحرَّر من فسادنا، ونتطهَّر. ربما حينها ندخل ملكوت السموات".

شعرت بمزيد من الاستنارة والحماس بينما كنت أشاهد وأسمع. كانت هذه الشركة عملية. إن الحياة الأبدية ليست في الكتاب المقدَّس؛ إنها ببساطة شهادة لله. إنه لا يمثل الله، ولا يمكنه أن يحل محل عمله الخلاصي. وحده المسيح هو الطريق والحق والحياة. وحده المسيح بوسعه فعليًا أن يهبنا الحق والحياة. يعبّر مسيح الأيام الأخيرة، الله القدير، عن الحقائق ليخلِّص الإنسان. كنت حمقاء للغاية! لم أستطع التخلي عن الكتاب المقدَّس. كنت في غاية الامتنان. قادني الله القدير إلى أن أسمع صوت الله وأتخلى عن أفكاري السخيفة حول الإيمان. قبلت أخيرًا عمل الله القدير في الأيام الأخيرة!

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

قلبٌ تائهٌ يَعود

بقلم نوفو – الفلبّين اسمي نوفو، وأنا من الفلبّين. اتَّبعتُ أمّي في إيمانها بالله منذُ أن كنتُ صغيرًا، وكنتُ أستمِعُ للصّلوات في الكنيسة مع...

الكشف عن سر الدينونة

بقلم إنوي – ماليزيا اسمي إينوي، وعمري ستة وأربعون عامًا. أعيش في ماليزيا، وأنا مؤمنة بالرب منذ سبعة وعشرين عامًا. في شهر تشرين الأول/أكتوبر...