لماذا لا يمكننا الترحيب بالرب سوى بالإصغاء إلى صوت الله؟
في الوقت الحالي، يتوق جميع المؤمنين إلى مجيء الرب يسوع على سحابة، لأن الكوارث أصبحت أكثر خطورة والأوبئة من جميع الأنواع تتفاقم، والمجاعة والحروب تلوحان في الأفق. يشعر المؤمنون أن الرب يمكن أن يعود في أي وقت، وأنهم لا يعرفون في أي لحظة سيهبط فجأة على سحابة، لذا يراقبون ويصلّون ليلًا ونهارًا في انتظار وصوله. ومع ذلك، بدأت الكوارث تتواتر بالفعل، ولكن إلى يومنا هذا لم يروا الرب يظهر على سحابة. يشعر الكثير من الناس بالحيرة، ويتساءلون: "لماذا لم يأت الرب بعد؟ هل يفتقر كلامه إلى النزاهة؟". بالتاكيد لا. الرب أمين، ومستحيل ألا يسفر كلام الرب عن شيء. عندما لم يكن أحد يتوقع ذلك، تجسّد الرب بالفعل في هيئة ابن الإنسان ونزل في الخفاء، وقد رحب به كثير من الناس منذ زمن بعيد. وبعد البحث عن آثار عمل الروح القدس قبل سنوات عديدة، اكتشفوا أن ابن الإنسان كان يتكلم ويفصح عن حقائق كثيرة. كلما قرأوا هذه الكلمات، شعروا أكثر أنه صوت الروح القدس، صوت الله، واكتشفوا أخيرًا أن ابن الإنسان هذا الذي كان يعبّر عن الحقائق هو الرب يسوع العائد، كان الله القدير المتجسد! فهلل جميعهم بنشوة قائلين: "لقد عاد الرب يسوع، لقد رحبنا بالرب أخيرًا!". اندفع شعب الله لنشر الخبر والشهادة لله القدير، المعبّر عن الحق، الذي ظهر ويعمل. أحب كثير من الناس من جميع الطوائف الحق وتاقوا إلى ظهور الله وقرأوا كلام الله القدير وأدركوا أنه صوت الله، فجاءوا أمام عرش الله الواحد تلو الآخر، وانضموا إلى عشاء عُرس الخروف. وهذا يتمم نبوّات الرب يسوع القائلة: "خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي". (يوحنا 10: 27). "هَأَنَذَا وَاقِفٌ عَلَى ٱلْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ ٱلْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي" (رؤيا 3: 20). كما تمم ظهور الله القدير وعمله بالكامل نبوّات الرب يسوع القائلة: "ها أنا آتي سريعًا"، و"مجيء ابن الإنسان"، و"يأتي ابن الإنسان"، و"يكون ابن الانسان في يومه". وهذا أثبت أن الله أمين، وأن كل كلامه ونبوّاته ستتحقق. تمامًا كما قال الرب يسوع: "اَلسَّمَاءُ وَٱلْأَرْضُ تَزُولَانِ وَلَكِنَّ كَلَامِي لَا يَزُولُ" (متى 24: 35). وكما قال الله القدير: "فقد تزول السماء والأرض، ولكن لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة ممّا أقول" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل الثالث والخمسون). لقد عاد مخلّصنا يسوع بالفعل، وهو الله القدير. وعبّر عن العديد من الحقائق و يقوم بعمل الدينونة في الأيام الأخيرة، وقد كمّل منذ فترة طويلة مجموعة من الغالبين. لقد هزم الله القدير الشيطان وربح كل المجد، وبهذا بدأت الكوارث العظيمة. يمكننا أن نرى أن عمل الله مرتبط ببعضه ارتباطًا وثيقًا. يعبّر الله القدير عن الكثير من الحقائق، مما هز العالم الديني بأكمله، والعالم بأسره. ولكن، لا يزال العديد من المتدينين يحدقون في السماء، منتظرين أن يأتي المخلّص يسوع على السحاب. لقد سقطوا جميعًا في الكارثة وما زالوا لا يعرفون ماذا يحدث، ولا يمكن إلا أن يقال عنهم بأنهم كالعذارى الجاهلات. هناك العديد من الحمقى والجهلاء الذين تخدعهم قوى ضد المسيح في العالم الديني وتسيطر عليهم، ولا يزالوا يحكمون على ظهور الله القدير وعمله ويدينونه. إنهم يعرفون جيدًا أن كلماته هي الحق، ومع ذلك لا يقبلونها. لا يزالون يتشبثون بكلمات الكتاب المقدس حول مجيء الرب على السحاب، دون النظر إلى الطريق الصحيح على الإطلاق، ناهيك عن طلب سماع صوت الله. نتيجة لذلك، وقعوا في الكوارث، ويشتكون وينوحون ويصرّون على أسنانهم. هذا محزن حقًا. قد يتساءل البعض، "لماذا علينا أن نستمع لصوت الله للترحيب بالرب؟". سأشارككم اليوم قليلاً من فهمي لهذه القضية.
أولا، يجب أن نكون واضحين، إذا كان الرب سيعود حقًا من السماء على سحابة ويتمكن الجميع من رؤيته، عندها لن نحتاج للإصغاء لصوته، لكن سنعتمد فقط على بصرنا. ولكن لأن الرب يعود في الجسد في هيئة ابن الإنسان، ظاهريًا هو مجرد شخص عادي بدون صورة الله، وليس خارقًا للطبيعة على الإطلاق. البشر كائنات فانية، ولا يقدرون على رؤية روح الله. يمكننا فقط أن نرى هيئة ابن الإنسان الجسدية، لذلك لا توجد طريقة للتعرف على ابن الإنسان في الجسد غير الإصغاء إلى صوته. لا يمكن التعرف عليه إلا من خلال أقواله. لهذا قال الرب يسوع: "خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي" (يوحنا 10: 27). كما نعلم جميعًا، منذ ألفي عام، صار الله جسدًا في هيئة الرب يسوع ليفدي البشرية. لقد عاش بطبيعة بشرية، وكان يأكل ويلبس وينام ويسافر مثل الناس العاديين. لم يعرف أحد أن الرب يسوع هو الله المتجسد، ولا حتى عائلته، وحتى الرب يسوع نفسه لم يكن يعلم أنه الله المتجسد. وكان يعظ بإنجيل ملكوت السموات في كل مكان وعبّر عن حقائق كثيرة. وعلّم الناس الاعتراف بخطاياهم والتوبة والتسامح والصبر، والغفران للآخرين 70 مرة 7 مرات، وحمل الصليب واتباعه. وقال للناس أن يحبوا الله من كل قلوبهم وأرواحهم وعقولهم، وأن يحبوا الآخرين كأنفسهم. كشف الرب يسوع أيضًا عن أسرار ملكوت السماوات، قائلاً للناس من الذين يمكنهم دخول الملكوت، وما إلى ذلك. كانت هذه الحقائق هي طريق التوبة الذي عبّر عنه الله من أجل فداء الإنسان، ولم يسمعها البشر أو يروها من قبل. كثير من الناس الذين تبعوا الرب يسوع فعلوا ذلك لأنهم سمعوا كم كان لكلام الرب يسوع من سلطان وقوة، أشياء لا يمكن أن يعبّر عنها أي كائن مخلوق. تعرّفوا على صوت الله وتبعوا الرب. كانت هذه خراف الله تسمع صوته وترحب بالرب. في تلك الأثناء، رؤساء الكهنة والكتبة والفريسيون من اليهودية، على الرغم من أنهم أقروا أيضًا بسلطان كلام الرب وقوته، ولكن ببساطة لأن الرب يسوع كان يشبه ابن إنسان عادي وطبيعي، بلا عائلة بارزة، ولا مكانة عالية أو نفوذ، لأن كلماته لم تكن في الكتاب المقدس، واسمه ليس المسيا، مما لا يتطابق مع نبوّات الكتاب المقدس، أنكروا الرب يسوع ورفضوه، بل حتى أدانوه، وقالوا إنه يجدّف. وفي النهاية، صلبوه، وهكذا عاقبهم الله ولعنهم. لذلك يمكننا أن نرى مدى أهمية الإصغاء إلى صوت الله للترحيب بالرب! إن لم نصغ لصوت الله، لكن نظرنا فقط إلى مظهر ابن الإنسان الخارجي، لن نرى أبدًا أنه هو الله. سوف ندين الرب ونرفضه فقط بناءً على مفاهيمنا وتصوراتنا. في الأيام الأخيرة، تجسّد الله مرة أخرى باعتباره ابن الإنسان ليظهر ويعمل. إذا أردنا الترحيب بالرب، فعلينا الاعتماد على الإصغاء لصوت الله، للإصغاء لمعرفة ما إذا كانت هذه كلمات الله، ما إذا كانت هي الحق، وإذا كانت من الروح القدس. يجب أن يُبنى تحديدنا على هذا. عندئذ فقط يمكننا التعرف على المسيح، تجلي الله، وفقط من خلال سماع صوت الله يمكننا الترحيب بالرب.
كما يقول الله القدير: "وحيث أننا نبحث عن آثار خُطى الله، علينا البحث عن مشيئة الله، وعن كلام الله، وعن أقوال الله، لأنه حيثما يوجد كلام الله الجديد، هناك يكون صوته، وحيثما توجد آثار أقدامه، هناك تكون أعماله. حيثما يوجد تعبير الله، نجد ظهور الله، وحيثما يوجد ظهور الله، هناك يوجد الطريق والحق والحياة. أثناء سعيكم وراء آثار أقدام الله، تجاهلتم الكلمات التي تقول: "الله هو الطريق والحق والحياة". لذلك فحين يستقبل العديد من الناس الحق، فإنهم لا يؤمنون أنَّهم قد وجدوا آثار أقدام الله، ناهيك عن أنَّهم لا يعترفون بظهور الله. يا له من خطأ جسيم!" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. ذيل مُلحق 1: ظهور الله استهل عصرًا جديدًا). "ذاك الذي هو الله المُتجسّد يحمل جوهر الله، وذاك الذي هو الله المُتجسّد يحمل تعبير الله. بما أنَّ الله يصير جسدًا، فسوف يُنجِز العمل الذي ينوي أن يُتمِّمَهُ. وحيث إن الله يصير جسدًا، فسوف يعبِّر عن ماهيته، وسيكون قادرًا على جلب الحق للبشر، ومنحهم الحياة، وإظهار الطريق لهم. الجسد الذي لا يحتوي على جوهر الله هو بالتأكيد ليس الله المُتجسّد؛ هذا أمرٌ لا شك فيه. للتحقق ممّا إذا كان هذا جسد الله المُتجسّد، يجب على الإنسان أن يحدّد هذا من الشخصية التي يعبِّر عنها والكلمات التي يتحدَّث بها. أي أنه سواء كان جسد الله المُتجسّد أم لا، وسواء كان الطريق الحق أم لا، فيجب الحُكم على هذين الأمرين من جوهره. ومن ثمّ، من أجل تحديد إذا ما كان هذا هو جسد الله المُتجسّد، السرُّ يكمن في جوهره، (عمله، وكلامه، وشخصيته، وجوانب أخرى كثيرة)، بدلًا من مظهره الخارجي. إن نظر الإنسان لمظهره الخارجي فقط وتغاضى عن جوهره، فهذا يُظهر جهل الإنسان وسذاجته" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. تمهيد).
"في هذه المرة يأتي الله ليقوم بعمل ليس في جسد روحاني، بل في جسد عادي جدًا، وليس هو جسد التجسد الثاني لله فحسب، بل هو أيضًا الجسد الذي يعود به الله، فهو جسد عادي جدًا، لا يمكنك أن ترى فيه أي شيء يختلف عن الآخرين، ولكن يمكنك أن تتلقى منه الحقائق التي لم تكن قد سمعتها من قبل على الإطلاق. وهذا الجسد الضئيل هو تجسيد لجميع كلام الحق الذي من الله، والذي يتولى عمل الله في الأيام الأخيرة، وهو تعبير عن شخصية الله كلها للإنسان لكي يصل إلى معرفته. ألا تساورك الرغبة كثيرًا في أن ترى الله الذي في السماء؟ ألا ترغب كثيرًا في أن تفهم الله الذي في السماء؟ ألا تكن ترغب كثيرًا في أن ترى غاية البشرية؟ سوف يخبرك هو عن كل هذه الأسرار التي لم يستطع إنسان أن يخبرك عنها، بل إنه حتى سيخبرك بالحقائق التي لا تفهمها. إنه بابك للدخول إلى الملكوت، ودليلك إلى العصر الجديد. يكمن في هذا الجسد العادي العديد من الأسرار التي يصعب إدراكها. قد تبدو أفعاله غامضة لك، ولكن هدف كل العمل الذي يعمله يكفي لأن ترى أنه ليس مجرد جسد بسيط كما يعتقد الإنسان؛ ذلك أنه يمثل إرادة الله وكذلك العناية التي يبديها الله للبشرية في الأيام الأخيرة. ومع أنه لا يمكنك أن تسمع الكلام الذي ينطق به ويبدو أن يهزَّ السماوات والأرض، ومع أنه لا يمكنك أن ترى عينيه مثل لهيب نار، ومع أنك لا تستطيع أن تستقبل التأديب بقضيبه الحديدي، فإن بإمكانك أن تسمع من كلامه غضب الله، وتعلم أن الله يظهر الشفقة على الإنسان. يمكنك أن ترى شخصية الله البارة وحكمته، كما أنك تدرك كذلك الاهتمام والعناية من الله لجميع البشر" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. هل علمت؟ لقد صنع الله أمرًا عظيمًا بين الناس).
تُظهر كلمات الله القدير كيف نطلب ظهور الله وطريقة التعرف على تجسد الله. إنه واضح تمامًا: المسيح هو الطريق والحق والحياة؛ تتجلى ألوهية المسيح بالأساس بالتعبير عن الحق وعن صوت الله. لذلك مهما كان مظهر المسيح عاديًا وطبيعيًا، طالما أنه يستطيع التعبير عن الحق، والتعبير عن شخصية الله وما لديه وما هو، فهو إذن ظهور الله. مهما كانت إنسانية المسيح عادية وطبيعية، طالما أنه يستطيع التعبير عن الحق والتعبير عن صوت الله، إذن فهو شخص ذو جوهر إلهي – إنه الله المتجسد. ليس هناك شك في هذا. منذ أن ظهر الله القدير وبدأ يعمل، قرأ كثير من الناس الذين يحبون الحق من جميع الطوائف كلام الله القدير، واكتشفوا أن كلامه هو كل الحق، وأنه كله من الروح القدس ومن صوت الله. وبذلك تأكدوا أن الله القدير هو ظهور الله. إنه الله المتجسد، الرب يسوع العائد. هذه حقيقة يستطيع كل شعب الله المختار تأكيدها. يعيش الله القدير المتجسد بين البشر، ويأكل ويعيش ويتفاعل مع الآخرين، ويعبّر عن الحق ويروي شعب الله المختار ويرعاهم ويقودهم في أي وقت وأي مكان. لقد شهدنا فصولاً من كلام الله يُعبر عنه الواحد تلو الأخر، وقد تم تضمينها الآن في كتب تحتوي كلام الله مثل "الكلمة يظهر في الجسد"، مجموعها ملايين من الكلمات. وقد كشف الله القدير عن جميع أسرار عمل الله الإداري طوال ستة آلاف عام، مثل مقاصد الله في تدبير البشرية، وكيف أفسد الشيطان البشرية، وكيف عمل الله خطوة بخطوة ليخلّصها، وأسرار التجسد، والقصة الداخلية للكتاب المقدس، وكيف ينقّي عمل دينونة الله في الأيام الأخيرة البشرية ويخلّصها، وكيف يفرز الله الناس حسب نوعهم، ويكافئ الخير ويعاقب الشر لإنهاء العصر، وكيف يتحقق ملكوت المسيح على الأرض، وما إلى ذلك. كما يدين الله القدير جوهر الجنس البشري المعادي لله وحق فسادهم ويكشفهما. إنه يوفر طريقًا للناس لتخليص أنفسهم من شخصيتهم الفاسدة وتحقيق الخلاص. كما أنه يخبر الناس بكيفية إقامة علاقة سليمة مع الله، وكيف تتدرب على أن تكون شخصًا صادقًا، وكيف تكون مخلصًا لله، وكيف تتبع طريق الله في مخافة الله ونبذ الشر، وكيف تحقق طاعة الله ومحبته وأكثر. كل هذه الحقائق هي الحقائق اللازمة للناس لتحقيق التحرر من الخطية والخلاص الكامل من الله في إيمانهم. كل هذه الحقائق التي عبَّر عنها الله القدير تحقق تمامًا نبوّة الرب يسوع القائلة: "إِنَّ لِي أُمُورًا كَثِيرَةً أَيْضًا لِأَقُولَ لَكُمْ، وَلَكِنْ لَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا ٱلْآنَ. وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ ٱلْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ ٱلْحَقِّ، لِأَنَّهُ لَا يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ، وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ" (يوحنا 16: 12-13). كلما قرأنا كلام الله القدير، ازدادت قلوبنا إشراقًا وغلبتنا بالكامل. عندما نرى بر الله وقداسته وعظمته وغضبه تظهر من خلال كلمات دينونته، وباختبارنا شخصية الله التي لا تقبل الإساءة، نتأكد أن كلام الله القدير هو حق وصوت الله، إنها كلمات الروح القدس للكنائس. فكروا في الأمر – بعيدًا عن الله، من الذي يمكنه أن يكشف أسرار عمل الله؟ من يمكنه التعبير عن شخصية الله وكل ما لديه وما هو؟ بعيدًا عن الله، من يستطيع أن يدين جوهر الجنس البشري الفاسد ويكشفه؟ من يستطيع أن يحلّص البشرية من الخطية؟ ليس هناك شك في أن الله وحده هو الذي يمكنه التعبير عن الحق. الله وحده هو القادر على تطهير البشرية من الفساد، وتخليصها من الخطية وقوة الشيطان. قد يبدو الله القدير تمامًا مثل ابن إنسان عادي وطبيعي ولكن من كلامه وعمله، يمكننا أن نرى أنه لا يمتلك طبيعة بشرية عادية فحسب، بل يمتلك أيضًا جوهرًا إلهيًا. لديه روح الله الساكن فيه، وكلماته تعبيرات مباشرة من روح الله. الله القدير هو الطريق والحق والحياة، إنه الإله المتجسد والرب يسوع العائد. كما يقول الله القدير: "ما زالت أقوال الله مستمرة، وهو يوظف أساليب ووجهات نظر مختلفة ليحثنا على ما نفعله ولنعبر عن صوت قلبه. كلماته تحمل قوة الحياة، وتبيِّن لنا الطريق التي يجب أن نسلكها، وتسمح لنا أن نفهم ما هو الحق. نبدأ في الانجذاب إلى كلماته، ونبدأ بالتركيز على نبرة وطريقة حديثه، ونبدأ لا شعوريًا في الاهتمام بصوت قلب هذا الشخص غير المميز. ... لا يمكن لأي أحد غيره أن يعرف جميع أفكارنا، أو يدرك طبيعتنا وجوهرنا، أو يدين تمرد البشر وفسادهم، أو يتحدث إلينا ويعمل فينا بهذه الطريقة نيابة عن إله السماء. لا أحد غيره يستطيع امتلاك سلطان الله وحكمته وكرامته؛ فشخصية الله وما لديه ومَنْ هو تصدر بجملتها منه. لا يمكن لأحد غيره أن يرينا الطريق ويجلب لنا النور، ولا يستطيع أحد أن يكشف عن الأسرار التي لم يكشفها الله منذ بدء الخليقة وحتى اليوم. لا يمكن لأحد غيره أن يخلّصنا من عبودية الشيطان وشخصيتنا الفاسدة. إنه يمثِّل الله، ويعبِّر عن صوت قلب الله، وتحذيرات الله، وكلام دينونة الله تجاه البشرية بأسرها. لقد بدأ عصرًا جديدًا وحقبةً جديدةً، وأتى بسماء جديدة وأرض جديدة، وعمل جديد، وجاءنا بالرجاء، وأنهى الحياة التي كنا نحياها في غموض، وسمح لنا بأن نعاين طريق الخلاص بالتمام. لقد أخضع كياننا كله، وربح قلوبنا. منذ تلك اللحظة فصاعدًا، تصبح عقولنا واعية، وتنتعش أرواحنا: أليس هذا الشخص العادي الذي بلا أهمية، والذي يعيش بيننا وقد رفضناه لزمن طويل، هو الرب يسوع الذي هو دائمًا في أفكارنا ونتوق إليه ليلاً ونهارًا؟ إنه هو! إنه حقًا هو! إنه إلهنا! هو الطريق والحق والحياة!" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. ذيل مُلحق 4: معاينة ظهور الله وسط دينونته وتوبيخه).
عند هذه النقطة، يجب أن يكون قد اتضح لك أكثر سبب حاجتنا إلى الإصغاء إلى صوت الله للترحيب بالرب. في الواقع، الإصغاء إلى صوت الله ليس بالأمر الصعب. يمكن لخراف الله أن تسمع صوت الله – وهذا أمر من الله. لا يهم مستوى تعليم الناس، كما لا تهم أيضًا معرفتهم بالكتاب المقدس وعمق خبرتهم. من يقرأ كلام الله القدير بقلبه وروحه يمكن أن يشعر أن كل كلام الله حق، وأن له سلطان وقوة وأنه صوت الله. يمكنه أن يشعر بمحبة الله للبشرية، وشخصية الله البارة المهيبة التي لن تتسامح مع أي إثم بشري. هذه هي وظيفة الشعور والحدس الروحي. إنه نفس الشعور عندما نقرأ كلام الرب يسوع، لأن كلام الله القدير وكلام الرب يسوع كلاهما تعبير روح واحد. إنهما من المصدر نفسه. إن الله القدير والرب يسوع إله واحد. دعونا نقرأ بعض المقاطع الأخرى من كلام الله القدير. يقول الله القدير، "أنا أقوم بعملي في جميع أنحاء الكون، وفي الشرق، تنطلق صدامات مُدوّية بلا توقف لتهز جميع الأمم والطوائف. إن صوتي هو الذي قاد البشر أجمعين إلى الحاضر. أجعل كل البشر يخضعون لصوتي، ويسقطون في هذا التيار، ويخضعون أمامي لأنه قد مرّت فترة طويلة منذ أن استعدتُ مجدي من كل الأرض وأعدت إطلاقه من جديد في الشرق. من ذا الذي لا يتوقُ لرؤية مجدي؟ من ذا الذي لا ينتظر عودتي بلهفة؟ من ذا الذي لا يتعطشُ لظهوري من جديد؟ من ذا الذي لا يتوق إلى بهائي؟ من ذا الذي لن يأتي إلى النور؟ من ذا الذي لن يتطلع لغنى كنعان؟ من ذا الذي لا يتوق إلى عودة الفادي؟ من ذا الذي لا يعشقُ صاحب القوة العظيم؟ سينتشر صوتي عبر الأرض؛ وسوف أواجه شعبي المختار، وأن أنطق بالمزيد من الكلام لهم. أقول كلامي للكون كله وللبشرية مثل الرعود القوية التي تهز الجبال والأنهار. ولذلك أصبح الكلام الذي ينطقه فمي كنزَ الإنسان، وكل البشر يقدّرون كلامي. يومض البرق من الشرق قاطعًا طريقه إلى الغرب. وهكذا هو كلامي، حتى أن الإنسان يكره أن يتخلى عنه وفي ذات الوقت يجده غير مفهوم، لكنه يبتهج به أكثر فأكثر. يبتهج جميع البشر ويفرحون احتفالاً بقدومي كما لو أن طفلاً قد وُلِد للتو. وبواسطة صوتي، سأجمع كل البشر أمامي. ومن ذلك الحين فصاعدًا، سأدخل رسميًا في العرق البشري لكي يأتوا ليعبدوني. ومع المجد الذي يشعُّ مني والكلام الذي ينطقه فمي، سأجعل كل البشر يأتون أمامي ويرون أن البرق يومض من الشرق، وأنني أيضًا قد نزلتُ على "جبل الزيتون" في الشرق. سيرون أنني كنت موجودًا لفترة طويلة على الأرض، ليس بعد كابن اليهود بل كبرق الشرق. لأنه قد مر زمنُ طويل منذ أن قُمتَ من الأموات، وقد رحلت من وسْط البشر، ثم عدتُ للظهور بمجد بينهم. أنا هو من كان يُعبَدُ لعصور لا تحصى قبل الآن، كما أنني الرضيع المُهمَلُ من قِبَل بني إسرائيل منذ أزمنة لا حصر لها قبل الآن. وعلاوة على ذلك، فإنني أنا الله القدير كلي المجد في العصر الحاضر! ليأتِ الجميعُ أمامَ عرشي ويروا وجهي المجيد ويسمعوا صوتي ويتطلعوا لأعمالي. هذا هو مُجمَل إرادتي؛ إنها نهاية خطتي وذروتها، وهي كذلك غاية تدبيري، أي أن تعبدني كل الأمم، وليعترف بي كل لسان، وليضع كل إنسان إيمانه فيَّ، وليخضع كل شعب لي!" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. دويُّ الرعود السبعة – التنبؤ بأن إنجيل الملكوت سينتشر في جميع أنحاء الكون).
"كنتُ معروفًا في وقتٍ من الأوقات باسم يهوه. وأُطلق عليَّ أيضًا المسيَّا، وناداني الناس في وقتٍ من الأوقات باسم يسوع المخلِّص بمحبة وتقدير. ولكنّي اليوم لست يهوه أو يسوع الذي عرفه الناس في أزمنة ماضية، إنني الإله الذي قد عاد في الأيام الأخيرة، الإله الذي سيُنهي العصر. إنني الإله نفسه الصاعد من أقاصي الأرض، تتجلّى فيّ شخصيتي الكاملة، وأزخر بالسلطان والكرامة والمجدِ. لم ينخرط الناس معي قط، ولم يعرفوني أبدًا، وكانوا دائمًا يجهلون شخصيتي. منذ خلق العالم حتى اليوم، لم يرَني أحد. هذا هو الإله الذي يظهر للإنسان في الأيام الأخيرة، ولكنه مختفٍ بين البشر. إنه يسكن بين البشر، حقٌ وحقيقة، كالشمس الحارقة وكالنار المُضرَمة، مملوء قوة ومفعم بالسلطان. لا يوجد شخص واحد ولا شيء واحد لن تدينه كلماتي، ولا يوجد شخص واحد ولا شيء واحد لن يتطهَّر بلهيب النار. في النهاية ستتبارك الأمم كلّها بسبب كلامي، وسوف تُسحق أيضًا بسبب كلامي. بهذه الطريقة، سيرى الناس جميعًا في الأيام الأخيرة أنني المخلِّص الذي عاد، أنا الله القدير الذي سيُخضِع البشرية كلّها، وأنني كنت في وقتٍ من الأوقات ذبيحة خطيئة للإنسان، ولكن في الأيام الأخيرة سأصبح كذلك لُهبَ الشمس التي تحرق كل الأشياء، وأيضًا شمس البر التي تكشف كل الأشياء. هذا هو عملي في الأيام الأخيرة. اتَّخذتُ هذا الاسم، وأمتلك هذه الشخصية لعلَّ الناس جميعًا يرون أنني إله بارٌّ، وأنني الشمس الحارقة، والنيران المتأججة. بهذه الطريقة سيعبدني الناس جميعًا، أنا الإله الحقيقي الوحيد، وسيرون وجهي الحقيقي: إنني لست فقط إله بني إسرائيل، ولست فقط الفادي – إنني إله المخلوقات كلّها في جميع أرجاء السماوات والأرض والبحار" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. عاد المُخلِّص بالفعل على "سحابة بيضاء").
"ما أن ألتفت بوجهي للكون لأتكلم، تسمع البشرية جميعها صوتي، فترى كافة الأعمال التي فعلتها عبر الكون. أولئك الذين يسيرون ضد مشيئتي، أي أولئك الذين يقاومونني بأعمال الإنسان، سيقعون تحت توبيخي. سآخذ النجوم العديدة في السماوات وأجعلها جديدة، وبفضلي ستتجدد الشمس ويتجدد القمر – لن تعود السماوات كما كانت؛ إذ ستتجدّد أشياء لا تُحصى على الأرض. الكل سيصير كاملاً من خلال كلماتي. سوف تُقسّم الشعوب العديدة داخل الكون من جديد ويُستبدل بها ملكوتي، حتى تختفي الشعوب الموجودة على الأرض إلى الأبد وتصير ملكوتًا يعبدني؛ ستفنى جميع الشعوب على الأرض، ولن توجد فيما بعد. أما من جهة البشر الذين في الكون، فسيفنى كل مَنْ ينتمون للشيطان؛ وسيسقط كل مَنْ يعبدون الشيطان تحت ناري الحارقة، أي إنه، باستثناء مَنْ هم الآن داخل التيار، سيتحول الباقون إلى رماد. عندما أوبخ العديد من الشعوب، سيعود أولئك الذين في العالم الديني إلى ملكوتي بدرجات مختلفة، وتُخضعهم أعمالي، لأنهم سيرون مجيء القدوس راكبًا على سحابة بيضاء. سيُفرز كل الناس حسب نوعهم، وسينالون توبيخات تتناسب مع أفعالهم. أولئك الذين وقفوا ضدي سيهلكون جميعًا؛ وأولئك الذين لم تتضمني أعمالهم على الأرض، سيستمرون في الحياة على الأرض تحت حكم أبنائي وشعبي، بسبب الطريقة التي برّؤوا بها أنفسهم. سأعلن عن نفسي للعديد من الشعوب والأمم، وسأصدر صوتي على الأرض لأعلن اكتمال عملي العظيم لجميع البشر ليروا بأعينهم" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. كلام الله إلى الكون بأسره، الفصل السادس والعشرون).
كل كلمة من الله القدير قوية وذات سلطان وتزلزل قلوب الناس. يخاطب الله القدير البشرية جمعاء بصفته الخالق. يتجلى سلطان الله وهويته بوضوح من خلال كلماته، ونبرته، والموقف الذي يتخذه، والشخصية وما لديه وما هو المعبر عنهما، هي صفات الله الفريدة. لا ملاك ولا مخلوق ولا روح شيطانية شريرة يمكن أن تمتلك كل هذا أو تحققه. إن كلمات الله القدير تكشف بالكامل سلطان الله الفريد، وتظهر شخصية الله البارة التي لا تقبل الإساءة. لقد رأينا جميعاً أن كلام الله القدير هو تعبيرات الله وصوته.
اليوم، كلام الله القدير في "الكلمة يظهر في الجسد" ويمكن العثور على العديد من مقاطع الفيديو لقراءات كلام الله على الإنترنت، والمزيد والمزيد من الناس من كل البلدان وكل الطوائف يتقصون عن الله القدير ويقبلونه. ومع ذلك، لا يزال الكثير من الناس داخل الدين يتمسكون بكلمات الكتاب المقدس، ويتمسكون بمفهومهم عن نزول الرب على سحابة. يرون الله القدير يعبّر عن الكثير من الحقائق، ومع ذلك فهم لا يطلبون ولا يستقصون ولا يستمعون إلى صوت الله. حتى أنهم قد يتماشون مع قوى ضد المسيح في العالم الديني، ويحكمون على الله القدير ويفترون عليه ويدينونه. يبدو الأمر كما لو أن قلوبهم أصابها العمى – يسمعون ولكن لا يعرفون، ويرون ولا يفهمون. هؤلاء الناس غير قادرين على سماع صوت الله، مما يدل على أنهم ليسوا خراف الله. إنهم الزوان الذي كشفه عمل الله في الأيام الأخيرة، العذارى الجاهلات، الذين هجرهم الله الآن ونبذهم وسقطوا في الكوارث. من الصعب تحديد ما إذا كانوا سيعيشون أم سيموتون. إذا كان بإمكانهم البقاء على قيد الحياة، يمكنهم فقط انتظار الرب يسوع ليأتي على سحابة ويظهر علانية للجميع بعد الكوارث. لكن بحلول ذلك الوقت، عندما يرون أن الله القدير الذي أدانوه وقاوموه هو الرب يسوع العائد، سوف يصابون بالذهول، لكن الأوان سيكون قد فات على الندم. سيًتركون يبكون ويصرون على أسنانهم. هذا يتمم بالكامل نبوءة سفر الرؤيا: "هُوَذَا يَأْتِي مَعَ ٱلسَّحَابِ، وَسَتَنْظُرُهُ كُلُّ عَيْنٍ، وَٱلَّذِينَ طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُ عَلَيْهِ جَمِيعُ قَبَائِلِ ٱلْأَرْضِ" (رؤيا 1: 7).
أخيرًا، دعونا نقرأ مقطعًا من كلام الله القدير. يقول الله القدير، "حيثما يظهر الله هناك يكون إعلان الحق وهناك يكون صوت الله. فقط أولئك الذين يستطيعون قبول الحق يمكنهم سماع صوت الله، ومثل هؤلاء الناس هم فقط المؤهلون لرؤية ظهور الله. تخلَّ عن تصوراتك! اهدأ واقرأ هذه الكلمات بعناية. إن كنت تشتاق إلى الحق، فسينير الله ذهنك كي تفهم مشيئته وكلماته. تخلَّوا عن آرائكم عن "المستحيل"! كلما صدَّق الأشخاص أن شيئًا ما مستحيل، زادت أرجحية حدوثه، لأن حكمة الله أعلى من السماوات، وأفكار الله أسمى من أفكار البشر، وعمل الله يتجاوز حدود التفكير والتصور الإنساني. كلما كان هذا الشيء مستحيلاً، كان هناك المزيد من الحق للسعي وراءه؛ وكلما كان الشيء يتجاوز تخيل وتصور الإنسان، كان يحتوي أكثر على مشيئة الله. لأنه لا يهم أين يكشف الله عن ذاته، فالله يظل هو الله، ولن يتغير جوهره أبدًا بسبب مكان ظهوره أو أسلوبه. ... لذلك فلنسعَ لمعرفة مشيئة الله واكتشاف ظهوره في أقواله واتباع خطاه! الله هو الطريق والحق والحياة. وظهوره وكلامه يتزامنان في وجدوهما معًا، وشخصيته وآثار أقدامه تظل مُمكِنةَ المنال للجنس البشري" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. ذيل مُلحق 1: ظهور الله استهل عصرًا جديدًا).
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.