ما هو الاختطاف حقًا؟
قبل ألفي عام، بعد صلب الرب يسوع وإتمام عمل الفداء، وَعَدَ بالعودة. منذ ذلك الحين، كان جميع المؤمنين يتوقون إلى نزول مخلصنا على سحابة ليُختطَفوا إليه. يأمل المؤمنون الاختطاف في أي لحظة، لكنهم يبصرون الكوارث تتكشف أمامهم، ولم يرحبوا بعد بعودة الرب على سحابة. يشعر الكثيرون بخيبة أمل كبيرة. إنهم يتساءلون باستمرار إذا كان الرب قد عاد بالفعل، واُختطِف أي من المؤمنين بعد، لكن لم ير أحد شيئًا من هذا القبيل. ما يرونه هو تزايد الكوارث، وتزايد خطورة الأوبئة، والمزيد من الناس يموتون في الكوارث، حتى بعض القساوسة والشيوخ. يشعر الناس بالخوف أو ربما تخلى الرب عنهم، شاعرين بأنهم قد يموتون في الكوارث في أي لحظة. لا يمكنهم معرفة ذلك لماذا لم يعد الرب ويختطفهم الآن وقد بدأت الكوارث. إنه لأمر مفاجئ لهم أن البرق الشرقي يشهد أن الرب يسوع قد عاد بالفعل، كالله القدير المتجسِّد، يعبِّر عن الحقائق ويقوم بعمل الدينونة في الأيام الأخيرة. كثير ممن يتوقون إلى الحق يقرؤون كلام الله القدير ويتعرفون على صوت الله، ويقبلون عمل الله القدير. إنهم يأكلون ويشربون كلام الله القدير كل يوم، ويتغذون به، ويحضرون عشاء عُرس الخروف. هم الذين رحبوا بالرب واختُطفوا قبالة عرش الله قبل الكوارث. كثير من المتدينين مرتبكون، يفكرون، "لا بد أن البرق الشرقي مخطئ بشأن عودة الرب والاختطاف، لأن الكتاب المقدس يقول: "ثُمَّ نَحْنُ ٱلْأَحْيَاءَ ٱلْبَاقِينَ سَنُخْطَفُ جَمِيعًا مَعَهُمْ فِي ٱلسُّحُبِ لِمُلَاقَاةِ ٱلرَّبِّ فِي ٱلْهَوَاءِ، وَهَكَذَا نَكُونُ كُلَّ حِينٍ مَعَ ٱلرَّبِّ" (1 تسالونيكي 4: 17). إذا كان الرب قد عاد، فلماذا لم نُرفع؟ أليس من المفترض أن يأخذ الناس إلى السماء؟ من الواضح أن المؤمنين بالبرق الشرقي ما زالوا على الأرض، فكيف يمكن اختطافهم؟". لا معنى لذلك إطلاقًا. حسنًا، ماذا يعني الاختطاف في الواقع؟ الكثير من الناس لا يفهمون المعنى الحقيقي للاختطاف، لكن يعتقدون أن معناه أن يُرفعوا إلى السماء، لذلك لم يُختَطف أي شخص لا يزال على الأرض. هم مخطئون جدًا.
إن الرجاء في عودة الرب لهم والاختطاف أمر صحيح تمامًا، كما قال الرب يسوع للمؤمنين أن يرحبوا به. لكن بولس قال "سَنُخْطَفُ جَمِيعًا مَعَهُمْ فِي ٱلسُّحُبِ لِمُلَاقَاةِ ٱلرَّبِّ فِي ٱلْهَوَاءِ". هل هذا صحيح؟ هل قال الرب يسوع يومًا أنه عندما يعود، سيأخذ المؤمنين لمقابلته في الهواء؟ كلا. هل هناك شهادة على ذلك من الروح القدس؟ لا يوجد. هل يمكن أن يتكلم بولس نيابة عن الرب يسوع في هذا الشأن؟ هل اعترف الرب بذلك؟ لا. الطريقة التي يَختطِف بها الرب المؤمنين يرتبها الله. قال الرب يسوع، "وَأَمَّا ذَلِكَ ٱلْيَوْمُ وَتِلْكَ ٱلسَّاعَةُ فَلَا يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ، وَلَا ٱلْمَلَائِكَةُ ٱلَّذِينَ فِي ٱلسَّمَاءِ، وَلَا ٱلِٱبْنُ، إِلَّا ٱلْآبُ" (مرقس 13: 32). كان بولس إنسانًا، مجرد رسول، فكيف يعرف كيف يختطِف الرب المؤمنين؟ ما قاله بولس كان مبنيًا كليًا على تصوره ولم يمثل الرب. بالتأكيد لا يمكننا أن نستند في الترحيب بالرب إلى هذا. نحتاج أن نتبع كلمات الرب يسوع حول كيفية عودته واختطاف المؤمنين في الأيام الأخيرة، لأنه هو المسيح رب الملكوت. وفقط كلماته هي الحق ولها سلطان. لا يمكن أن يكون الترحيب بالرب وفقًا لكلماته أمرًا خاطئًا. دعونا نلقي نظرة على ما قاله الرب يسوع. قال الرب يسوع، "لِأَنَّهُ كَمَا أَنَّ ٱلْبَرْقَ يَخْرُجُ مِنَ ٱلْمَشَارِقِ وَيَظْهَرُ إِلَى ٱلْمَغَارِبِ، هَكَذَا يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ" (متى 24: 27). "لِذَلِكَ كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مُسْتَعِدِّينَ، لِأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لَا تَظُنُّونَ يَأْتِي ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ" (متى 24: 44). "فَفِي نِصْفِ ٱللَّيْلِ صَارَ صُرَاخٌ: هُوَذَا ٱلْعَرِيسُ مُقْبِلٌ، فَٱخْرُجْنَ لِلِقَائِهِ!" (متى 25: 6). "هَأَنَذَا وَاقِفٌ عَلَى ٱلْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ ٱلْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي" (رؤيا 3: 20). "خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي" (يوحنا 10: 27). "مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ ٱلرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ" (رؤيا أصحاح 2، 3). يمكننا أن نرى أنه في نبوءاته عن عودته، ذكر الرب دائمًا "ابن الإنسان"، و"مجيء ابن الإنسان"، و"يأتي ابن الإنسان"، "إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ ٱلْبَابَ"، و"خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي". هذه العبارات الرئيسية تخبرنا أن الرب يعود في الجسد كابن الإنسان، يأتي إلى الأرض للتحدث، وطرق بابنا. الذين يسمعون صوت الرب ويفتحون الباب هم العذارى الحكيمات اللواتي يرحبن بالرب ويحضرن عشاءه. ويُختطفن أمام الرب. لم يقل الرب يسوع قط إنه سيأخذ الناس للقائه في السماء، لكنه طلب من الناس أن يستمعوا إلى صوته للترحيب به، والمجيء أمامه وحضور عشائه. للترحيب بالرب وللقائه، علينا أن نتبع كلامه ونسمع صوت الله. بمجرد أن نسمع أحدهم ينادي بأن العريس قادم، يجب أن نخرج لمقابلته، لا ننتظر بحماقة حتى نُؤخذ إلى السماء بناءً على تصوراتنا. إذا فعلنا ذلك، فلن نسمع صوت الرب ونرحِّب به. يعود الرب كابن الإنسان ويأتي بيننا ويكلمنا، لذا، إذا كنا ننتظر فقط أن نُؤخذ إلى السماء، فنحن على طريق مختلف عن الرب. وبالتالي، إيمان الناس بأنهم سيُرفعون للقاء الرب في السماء لا يصمد فحسب. إنه يتعارض تمامًا مع كلام الله نفسه وليس سوى مفهومًا بشريًا. فما هو الاختطاف حقًا؟ كلام الله القدير يوضح لنا هذا. يقول الله القدير، "لا يعني "المرفوع" الشيء المأخوذ من مكان منخفض إلى مكان مرتفع كما يتصور الناس؛ فهذا سوء فهم كبير. يشير "المرفوع" إلى سبْق تعييني ثم اختياري. وهو موجه لكل أولئك الذين قد سبق وعينتهم واخترتهم، كل أولئك الذين رُفعوا هم أناس نالوا مكانة الأبناء الأبكار، أو مكانة الأبناء، أو من هم شعب الله. ولا يتوافق هذا مطلقًا مع مفاهيم الناس. أما أولئك الذين سيكون لهم نصيب في بيتي في المستقبل فهم جميع الذين قد رفعتهم أمامي. هذا صحيح تمامًا، ولا يتغير أبدًا، ولا يقبل الجدل. إنه الهجوم المضاد ضد الشيطان، وسوف يُرفع أي شخص سبق وعينته أمامي" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل الرابع بعد المائة). "وحيث أننا نبحث عن آثار خُطى الله، علينا البحث عن مشيئة الله، وعن كلام الله، وعن أقوال الله، لأنه حيثما يوجد كلام الله الجديد، هناك يكون صوته، وحيثما توجد آثار أقدامه، هناك تكون أعماله. حيثما يوجد تعبير الله، نجد ظهور الله، وحيثما يُوجد ظهور الله، هناك يوجد الطريق والحق والحياة" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. ذيل مُلحق 1: ظهور الله استهل عصرًا جديدًا). هذا يجعل الأمر أسهل للفهم، أليس كذلك؟ "الاختطاف" ليس كما نعتقد، حيث نُرفع من مكان منخفض إلى مكان مرتفع، من الأرض الى السماء. إنه ليس غامضًا وخارقًا للطبيعة للغاية. يحدث "الاختطاف" عندما يتجسَّد الله كابن الإنسان على الأرض ليتكلم ويعمل، نسمع أقواله، ونتعرف عليه على أنه الحق وصوت الله، عندئذٍ يمكن أن نخضع لعمل الله ونقبله. نحن نأكل كلام الله ونشربه، ويسقينا الله ويغذينا، وننال خلاص الله. هذا هو الاختطاف أمام الله. عندما جاء الرب يسوع ليقوم بعمل الفداء، كل الذين عرفوا كلامه على أنه صوت الله، ثم قبلوه وتبعوه، مثل بطرس ويوحنا والتلاميذ الآخرين، اختُطفوا جميعًا أمام الله. لقد جاء الله القدير في الأيام الأخيرة وهو يعبِّر عن الحقائق ويقوم بعمل الدينونة. الناس الذين يحبون الحق ويتوقون لظهور الله من جميع الطوائف، عندما رأوا أن كلام الله القدير هو الحق وصوت الله، قبلوا عمل دينونته. يأكلون كلام الله ويشربونه كل يوم، فيرويهم ويقوتهم، ويختبرون دينونة الله وتطهيره. إنهم العذارى الحكيمات المختطفات أمام الله، ويحضرن عشاء عُرس الخروف، ما يتمم بالكامل نبوة سفر الرؤيا: "هَأَنَذَا وَاقِفٌ عَلَى ٱلْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ ٱلْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي" (رؤيا 3: 20).
الآن أعتقد أننا جميعًا نفهم بوضوح ماهية الاختطاف. بالتفكير الآن في فكرة لقاء الرب في السماء، أليست غير واقعية وسخيفة؟ تنبأ الرب يسوع عدة مرات بـ"مجيء ابن الإنسان"، محذرًا الإنسان كثيرًا ليسمع صوته. فلماذا يُصر الناس على اتباع كلام الإنسان للترحيب به، بدلًا من كلماته؟ لماذا يتشبثون بالعبارة السخيفة "سَنُخْطَفُ جَمِيعًا مَعَهُمْ فِي ٱلسُّحُبِ لِمُلَاقَاةِ ٱلرَّبِّ فِي ٱلْهَوَاءِ"؟ أي معضلة هذه؟ ألا يشير ذلك إلى الرغبة الشديدة في الحصول على البركات؟ أليس هذا لأنهم يريدون أن يؤخذوا مباشرة إلى ملكوت الله بعيدا عن الكوارث حيث ينعمون بالبركات؟ دعونا نفكر في ذلك. هل يمكن لمن غُفرت خطاياهم، ولكنهم ما زالوا يخطئون باستمرار أن يُختطفوا إلى الملكوت عندما يأتي الرب؟ وهل لهم الحق في التمتع ببركاته؟ صحيح أن الرب فدانا من الخطية، لكن لا يمكننا إنكار أننا ما زلنا تحت سيطرة طبيعتنا الخاطئة، ولا يسعنا إلا أن نخطئ ونقاوم الله. لم نفلت من قيود الخطية ولم نصل إلى الطهارة. الله قدوس وبار. "من دون قداسة لن يُبصر إنسانٌ الرَّب" (عبرانيين 12: 14). فهل يمكن لأناس مشبَّعين بالدنس والفساد أن يدخلوا ملكوته؟ أليس هذا خيال بشري، محض تمني؟ يقول الله القدير، "أنتَ تعرف فقط أن يسوع سينزل في الأيام الأخيرة، ولكن كيف سينزل؟ خاطئ مثلك، نال الفداء للتو، ولم يغيره الله أو يكمِّله. هل يمكنه أن يكون بحسب قلب الله؟ إنك ترى، كإنسان محصور في إنسانك العتيق، أن يسوع خلَّصك حقًّا، وأنك بسبب خلاص الله لا تُحسب خاطئًا، ولكن هذا لا يثبت أنك لست خاطئًا أو نجسًا. كيف يمكنك أن تكون مقدسًا إن لم تتغير؟ أنت في داخلك نجسٌ وأنانيٌّ ووضيع، وما زلت ترغب في النزول مع يسوع – أنَّى لك أنْ تحظى بهذا الحظ الوفير؟ لقد فقدتَ خطوةً في إيمانك بالله: أنت مجرد شخصٍ نال الفداء ولكنك لم تتغير. لكي تكون بحسب قلب الله، يجب على الله أن يقوم شخصيًّا بعمل تغييرك وتطهيرك؛ إن لم تنل سوى الفداء، ستكون عاجزًا عن الوصول للقداسة. وبهذه الطريقة لن تكون مؤهلًا لتتشارك في بركات الله الصالحة، لأنك فقدت خطوةً من عمل الله في تدبير البشر، وهي خطوة أساسية للتغيير والتكميل. ولذلك أنت، كخاطئ فُديت فحسب، عاجز عن ميراث إرث الله مباشرةً" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. بخصوص الألقاب والهوية). "مع أن يسوع قام بالكثير من العمل بين البشر، فإنه لم يكمل سوى فداء الجنس البشري بأسره وصار ذبيحة خطية عن الإنسان، ولم يخلص الإنسان من شخصيته الفاسدة كلها. إن خلاص الإنسان من تأثير إبليس خلاصًا تامًّا لم يتطلّب من يسوع أن يحمل خطايا الإنسان كذبيحة خطية فحسب، بل تطلّب الأمر أيضًا عملًا ضخمًا من الله لكي يخلص الإنسان تمامًا من شخصيته التي أفسدها إبليس. ولذلك بعدما نال الإنسان غفران الخطايا عاد الله ليتجسَّد لكي ما يقود الإنسان إلى العصر الجديد، ويبدأ عمل التوبيخ والدينونة، وقد أتى هذا العمل بالإنسان إلى حالة أسمى. كل مَنْ يخضع لسيادة الله، سيتمتع بحق أعلى وينال بركات أعظم، ويحيا بحق في النور، ويحصل على الطريق والحق والحياة" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. تمهيد). قام الرب يسوع بعمل الفداء، الذي كان فقط لتخليص الناس ومغفرة خطايانا، لكن طبيعتنا الخاطئة باقية. نستمر في التمرد على الله ولم نخلُص بالكامل. فقط غفران الرب يسوع لخطايانا لا يكفي. لا يزال يتعين علينا الترحيب بالرب والاختطاف أمامه، ونقبل دينونته في الأيام الأخيرة، وبعد ذلك يمكننا أن نتحرر من الخطية ونخلُص بالكامل، نصبح أناسًا يخضعون لله ويخافونه. ثم يمكننا أن ندخل ملكوته. يأتي الله القدير في الأيام الأخيرة معبرًا عن الحقائق ويقوم بعمل الدينونة على أساس عمل الفداء للرب يسوع. هذا هو الحل الكامل لطبيعة الإنسان الخاطئة وشخصيته الفاسدة، حتى نتحرر من الخطية وقوى الشيطان، ويخلصنا الله بالكامل. لقد ظهر الله القدير وعبَّر عن الكثير من الحقائق، يخبرنا بكل ما نحتاجه كبشر فاسدين لنتطهَّر ونخلُص بالكامل. لقد أعلن أسرار خطة تدبير الله، مثل قصد الله في تدبير البشرية، وكيف يفسِد الشيطان البشرية، وكيف أن مراحل عمل الله الثلاث تخلِّص الإنسان بالكامل، ومعنى عمل دينونة الأيام الأخيرة، وأسرار التجسُّد وأسماء الله، كل نوع من عاقبات الناس وغايتهم، وجمال الملكوت. هذه الكلمات جذابة للغاية ومقنعة تمامًا. كما يدين الله القدير ويكشف جذور خطية الإنسان ومقاومته لله، التي هي طبيعتنا وشخصيتنا الشيطانية. كما أنه يكشف حقيقة مدى فسادنا الشديد من قبل الشيطان، ويرينا طريق الهروب من الفساد والخلاص الكامل. شعب الله المختار يأكل ويشرب ويتمتع بكلام الله يوميًا. كلامه يديننا ويوبخنا ويتعامل معنا ويهذبنا، ونختبر جميع أنواع التجارب، نتعلم الكثير من الحقائق ونعرف حقًا طبيعتنا الشيطانية. نرى أننا نعيش دائمًا في فساد، ونتمرَّد على الله ونثير اشمئزازه، وأن الله سيقصينا ويعاقبنا إذا لم نتُب ونتغير. نختبر شخصية الله البارة التي لا تقبل الإساءة وتنمو فينا مخافته. يتطهر فسادنا ونتغير تدريجيًا، ونستطيع أخيرًا الهروب من قيود الخطية ونقدم شهادة رائعة لله. لقد كمَّل الله بالفعل جماعة الغالبين قبل الكوارث، والكوارث قادمة. كل من يرفض الله القدير ويقاومه، وأولئك الذين ينتمون إلى الشيطان سيهلكون في الكوارث. أولئك الذين يختبرون دينونة الله ويتطهرون سينالون حماية الله وسط الكوارث، ويؤخذون إلى ملكوته ويكون لهم غاية جميلة. هذا حقًا الاختطاف إلى ملكوت الله. هؤلاء هم الغالبون الذين خلَّصهم الله بالكامل وكمَّلهم، هم أولئك الذين يمارسون كلام الله ويفعلون مشيئته على الأرض. هم شعب ملكوت الله. هكذا يتحقق ملكوت المسيح على الأرض، وهذا يتمم نبوة الرب يسوع: "أَبَانَا ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ ٱسْمُكَ. لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي ٱلسَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى ٱلْأَرْضِ" (متى 6: 9-10). "وَأَنَا يُوحَنَّا رَأَيْتُ ٱلْمَدِينَةَ ٱلْمُقَدَّسَةَ أُورُشَلِيمَ ٱلْجَدِيدَةَ نَازِلَةً مِنَ ٱلسَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ ٱللهِ مُهَيَّأَةً كَعَرُوسٍ مُزَيَّنَةٍ لِرَجُلِهَا. وَسَمِعْتُ صَوْتًا عَظِيمًا مِنَ ٱلسَّمَاءِ قَائِلًا: "هُوَذَا مَسْكَنُ ٱللهِ مَعَ ٱلنَّاسِ، وَهُوَ سَيَسْكُنُ مَعَهُمْ، وَهُمْ يَكُونُونَ لَهُ شَعْبًا، وَٱللهُ نَفْسُهُ يَكُونُ مَعَهُمْ إِلَهًا لَهُمْ. وَسَيَمْسَحُ ٱللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ، وَٱلْمَوْتُ لَا يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلَا يَكُونُ حُزْنٌ وَلَا صُرَاخٌ وَلَا وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ، لِأَنَّ ٱلْأُمُورَ ٱلْأُولَى قَدْ مَضَتْ" (رؤيا 21: 2-4). "قَدْ صَارَتْ مَمَالِكُ ٱلْعَالَمِ لِرَبِّنَا وَمَسِيحِهِ، فَسَيَمْلِكُ إِلَى أَبَدِ ٱلْآبِدِينَ" (رؤيا 11: 15). تمامًا كما يقول الله القدير: "سوف يُؤتى بالإنسان إلى عالم جميل حالما يكتمل عمل الإخضاع. ستكون هذه الحياة بالطبع على الأرض، لكنها لن تكون مشابهة بأي صورة من الصور لحياة الإنسان اليوم. إنها الحياة التي ستعيشها البشرية بعد أن تُخضَع بأسرها، وستكون بداية جديدة للإنسان على الأرض، وهكذا عندما تحيا البشرية مثل هذه الحياة، فسيكون هذا دليلاً على أن البشرية قد دخلت عالمًا جديدًا وجميلاً. ستكون بداية حياة الإنسان والله معًا على الأرض. يجب أن تكون المقدمة المنطقية لهذه الحياة الجميلة هي أن الإنسان سيخضع أمام الخالق بعد تطهيره وإخضاعه. وهكذا، فإن عمل الإخضاع هو المرحلة الأخيرة من عمل الله قبل أن يدخل الإنسان الغاية الرائعة. مثل هذه الحياة هي حياة الإنسان المستقبلية على الأرض، إنها أجمل حياة على الأرض، نوعية من الحياة يشتاق إليها الإنسان، نوعية لم يتمتع بها الإنسان من قبل في تاريخ العالم. إنها المُحصّلة النهائية بعد ستة آلاف سنة من عمل التدبير؛ وهي أهم ما يتوق إليه البشر، وهي أيضًا وعد الله للإنسان" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. استعادة الحياة الصحيحة للإنسان وأخذه إلى غاية رائعة).
"عندما يُستعاد البشر إلى شكلهم الأصلي، وعندما يستطيعون أن يتمموا واجباتهم، وأن يحتفظوا بأماكنهم المناسبة ويخضعوا لكل ترتيبات الله، سيكون الله قد اقتنى مجموعة من الناس الذين يعبدونه على الأرض، وسيكون قد أسس أيضًا ملكوت يعبده على الأرض. سيكون قد حقق انتصارًا أبديًا على الأرض، وسيُهلك إلى الأبد جميع أولئك الذين يعارضونه. هذا سوف يُعيد قصده الأصلي من خلق البشرية؛ وسوف يُعيد قصده من خلق كل الأشياء، وسوف يُعيد أيضًا سلطانه على الأرض، ووسط كل الأشياء وبين أعدائه. هذه ستكون رموز انتصاره الكامل. من الآن فصاعدًا ستدخل البشرية الراحة وتبدأ حياة تتبع الطريق الصحيح، وسوف يدخل الله أيضًا الراحة الأبدية مع البشرية ويبدأ حياة أبدية يشترك فيها هو والبشر معًا. سيكون الدنس والعصيان قد اختفيا من على الأرض، كما سيكون العويل قد تبدَّد من على الأرض، وسيكون كل ما يعارض الله على الأرض قد توقَّف عن الوجود. سيبقى الله وحده وهؤلاء الناس الذين أتى بالخلاص إليهم؛ ووحدها خليقته ستبقى" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الله والإنسان سيدخلان الراحة معًا).
في هذه المرحلة، لدينا فهم كامل لماهية الاختطاف حقًا. الاختطاف يتعلق أساسًا بسماع صوت الله واتباع خطواته، والتوجه نحو الله القدير، وقبول عمل دينونة الله في الأيام الأخيرة. لماذا لم يختبر العالم الديني الاختطاف قبل الكوارث؟ بشكل رئيسي لأنهم لا يسعون إلى الحق أو يسمعون صوت الله، لكنهم أصروا على مفاهيمهم وآيات الكتاب المقدس الحرفية. إنهم يستمعون فقط إلى كلام الإنسان، لكنهم لا يرحبون بالرب حسب كلامه. هذا هو سبب وقوعهم في الكوارث. لا يريد الناس سوى انتظار الرب ليأتي على سحابة، ويتمنون أن تتغير هيئتهم فورًا ويُصعَدون إلى السماء للقائه، لذلك فهم ينتظرون فقط بشكل سلبي دون أن يستعدوا أو يسعوا لسماع صوت الله. قلوبهم خدرة. كيف يرحبون بالرب بهذه الطريقة؟ سيسقطون في الكوارث، يبكون ويصرون على أسنانهم. يقوم الله القدير بعمل دينونته منذ ثلاثة عقود حتى الآن. كمَّل مجموعة من الغالبين قبل الكوارث، والآن تأتي الكوارث. أولئك الذين يسمعون صوت الله ويرحبون به في الكوارث لا يزال لديهم فرصة للاختطاف. هذا هو الاختطاف وسط الكوارث، ولديهم رجاء أن يُحفظوا. أولئك الذين يتبعون مفاهيمهم، ويصرون على أن الرب يجب أن يأتي على سحابة، سيقعون في الكوارث ولا يمكن خلاصهم. بمجرد أن تنتهي الكوارث، سيظهر الله علانية لجميع الأمم والشعوب، متتمًا نبوة رؤيا 1: 7، "هُوَذَا يَأْتِي مَعَ ٱلسَّحَابِ، وَسَتَنْظُرُهُ كُلُّ عَيْنٍ، وَٱلَّذِينَ طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُ عَلَيْهِ جَمِيعُ قَبَائِلِ ٱلْأَرْضِ". لنختتم بمقطعين من كلمات الله القدير: "قد لا يبالي العديد من الناس بما أقول، لكنني لا أزال أود أن أقول لكل قدّيسٍ مزعومٍ يتّبع يسوع إنكم حين ترون بأعينكم يسوع ينزل من السماء على سحابة بيضاء، وقتها سيكون الظهور العلني لشمس البر. ربما يكون ذلك وقتًا ينطوي على تشويق كبير لك، ولكن يجب أن تعرف أن الوقت الذي تشهد فيه نزول يسوع من السماء هو نفس الوقت الذي ستهبط فيه للجحيم لتنال عقابك. سوف يكون ذلك وقت نهاية خطة تدبير الله، ووقتها سيكافئ الله الصالحين ويعاقب الأشرار. ذلك لأن دينونة الله ستكون قد انتهت قبل أن يرى الإنسان الآيات، حين لا يوجد إلا التعبير عن الحق. أولئك الذين يقبلون الحق ولا يسعَون وراء الآيات، ويكونون بذلك قد تطهروا، سيكونون قد عادوا أمام عرش الله ودخلوا في كنف الخالق. إن الذين يُصِرّون على الإيمان بأن "يسوع الذي لا يأتي على سحابة بيضاء هو مسيح كاذب" هم وحدهم من سيخضعون لعقاب أبدي؛ لأنهم لا يؤمنون إلا بيسوع الذي يُظهر الآيات، ولكنهم لا يعترفون بيسوع الذي يعلن العقاب الشديد، وينادي بالطريق الحق للحياة. ولذلك لا يمكن سوى أن يتعامل معهم يسوع حين يرجع علانيةً على سحابة بيضاء. إنهم موغِلونَ في العِناد، ومُفرِطون في الثقة بأنفسهم وفي الغرور. كيف يمكن لهؤلاء المنحطين أن يكافئهم يسوع؟ إن عودة يسوع خلاص عظيم لأولئك الذين يستطيعون قبول الحق، أما بالنسبة إلى أولئك العاجزين عن قبول الحق فهي علامة دينونة. عليك أن تختار طريقك، ولا ينبغي أن تجدّف على الروح القدس وترفض الحق. لا ينبغي أن تكون شخصًا جاهلًا ومتغطرسًا، بل شخصًا يطيع إرشاد الروح القدس ويشتاق إلى الحق ويسعى إليه؛ بهذه الطريقة وحدها تكون منفعتكم" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. حينما ترى جسد يسوع الروحاني، سيكون الله قد صنع سماءً وأرضًا جديدتين).
"مسيح الأيام الأخيرة يهب الحياة، وطريق الحق الأبدي. هذا الحق هو الطريق الذي يستطيع الإنسان من خلاله أن يحصل على الحياة، وهو السبيل الوحيد الذي من خلاله يعرف الإنسانُ اللهَ ويتزكَّى منه. إن لم تَسْعَ نحو طريق الحياة الذي يقدمه مسيح الأيام الأخيرة، فلن تنال أبدًا تزكية يسوع، ولن تكون أهلًا لدخول ملكوت السموات، لأنك ستكون حينها ألعوبة وأسيرًا للتاريخ. أولئك الذين تتحكم فيهم الشرائع والحروف والذين يكبّلهم التاريخ لن يتمكّنوا مطلقًا من بلوغ الحياة ولن يستطيعوا الوصول إلى طريق الحياة الأبدي، فكل ما لديهم ليس إلا ماءً عكرًا تشبّثوا به لآلاف السنين، وليس ماء الحياة المتدفق من العرش. أولئك الذين لا يرويهم ماء الحياة سيبقون جثثًا إلى الأبد، ألعوبة للشيطان وأبناء للجحيم. كيف لهم حينذاك أن يعاينوا الله؟ لو كان كل ما تفعله هو محاولة التشبث بالماضي، والإبقاء على الأشياء كما هي بالوقوف جامدًا، وعدم محاولة تغيير الوضع الراهن وترك التاريخ، أفلا تكون دائمًا ضد الله؟ إن خطوات عمل الله هائلة وجبارة كالأمواج العاتية والرعود المُدوّية، لكنك في المقابل، تجلس وتنتظر الدمار دون أن تحرك ساكنًا، لا بل تتمسّك بحماقتك دون فعل شيء يُذكَر. بأي وجهٍ – وأنت على هذه الحال – يمكن اعتبارك شخصًا يقتفي أثر الحَمَل؟ كيف تبرر أن يكون الله الذي تتمسك به إلهًا متجدّدًا لا يشيخ مطلقًا؟ وكيف يمكن لكلمات كُتُبِكَ العتيقة أن تَعْبُر بك إلى عصرٍ جديدٍ؟ وكيف لها أن ترشدك في السعي نحو تتبّع عمل الله؟ وكيف لها أن ترتقي بك إلى السماء؟ ما تمسكه في يديك ليس إلا كلمات لا تستطيع أن تقدّم لك سوى عزاءٍ مؤقتٍ، وتفشل في إعطائك حقائق قادرة أن تمنحك الحياة. إن الكتب المقدسة التي تقرؤها لا تقدر إلا أن تجعلك فصيح اللسان، لكنها ليست كلمات فلسفية قادرة أن تساعدك على فهم الحياة البشرية، ناهيك عن فهم الطرق القادرة على الوصول بك إلى الكمال. ألا تعطيك هذه المفارقة سببًا للتأمّل؟ ألا تسمح لك بفهم الغوامض الموجودة فيها؟ هل تستطيع أن تقود نفسك بنفسك لتصل السماء حيث تلقى الله؟ هل تستطيع من دون مجيء الله أن تأخذ نفسك إلى السماء لتستمتع بسعادة العِشرَة معه؟ أما زلت تحلم حتى الآن؟ أشير عليك إذًا أن تنفض عنك أحلامك، وأن تنظر إلى مَنْ يعمل الآن، إلى مَنْ يقوم بعمل خلاص الإنسان في الأيام الأخيرة. وإن لم تفعل، فلن تصل مطلقًا إلى الحق ولن تنال الحياة" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. وحده مسيح الأيام الأخيرة قادر أن يمنح الإنسان طريق الحياة الأبدية).
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.