لماذا أجد صعوبة شديدة في قبول النصيحة؟

2023 فبراير 5

في يونيو 2021، كنت أقوم بسقاية الوافدين الجدد في الكنيسة. كان الأخ جيريمي يشرف على عملنا. كان يسألني عمومًا عن أي مشكلات أو صعوبات أواجهها في واجبي، ويرشدني حول كيفية التواصل مع المؤمنين الجدد ومساعدتهم على حل المشكلات. أحيانًا كانت توجد أخطاء أو مشكلات في العمل. فكان يشير إليها عندما يلاحظها، ويخبرني بكيفية معالجتها. في البداية، كنت سعيدة بتلقي نصائح الأخ جيريمي، لكن عندما ذكر الكثير من المشكلات، لم أعد أرغب حقًّا في تقبل الأمر. فكرت: "أنا مشغولة جدًّا في سقاية الوافدين الجدد يوميًّا وأحيانًا حتى لا أتناول الطعام في الوقت المناسب. أنا أبذل قصارى جهدي، فلماذا تتحدث دائمًا عن مشكلاتي؟ أعتقد أن مقدرتي جيدة جدًّا، وأعرف ما أفعله، ولا أحتاج نصيحة من أي شخص".

ذات يوم، أرسل مؤمن جديد في المجموعة رسالة، اعتذر فيها عن عدم حضور الاجتماع الأخير بسبب انشغاله الشديد في العمل. كنت أقوم بشيء آخر في ذلك الوقت، لذلك لم أرد على الفور. وحالما قرأت رسالته، كان الأخ جيريمي قد رد بالفعل على رسالة ذلك الوافد الجديد. وأرسل إليَّ أيضًا رسالة خاصة يذكرني فيها بأن أرد في الوقت المناسب، وأعطاني اقتراحات بشأن التواصل معهم. شعرت بشيء من الانزعاج بسبب رسالته، وشعرت بأنه يضايقني، وفكرت: "أعرف كيفية التواصل معهم، فلماذا إذًا تصر على إسدائي النصح؟ إذا اعتقدت أنك تستطيع عقد شركة، فاعقدها بنفسك". وشعرت بالسخط أيضًا، "إنني أفعل كل شيء، لدرجة أنني أنسى أحيانًا أن أتناول الطعام، لكنك لا تزال تقول إنني أقوم بهذا أو ذاك بشكل سيئ". عندما اتصل بي الأخ جيريمي لمراجعة العمل، لم أرد ولم أرسل إليه رسالة أيضًا – لم أرد أن ألقي له بالًا. لكنه استمر في سؤالي عن العمل وإسدائي النصائح. وذات مرة لم يرد مؤمن جديد على رسالة أرسلتها، ولم أتابع الأمر معه. فأخبرني الأخ جيريمي بأنه يجب عليَّ الاستمرار في الاتصال به، وقال إنني يجب أن أتحلى بالصبر مع الوافدين الجدد، وأمنحهم الكثير من المساعدة. لم آخذ بنصيحته. كنت أفكر: "الوافد الجديد لم يرد، لذا يجب ألا أضيع المزيد من الوقت. ليس هناك خطأ في هذا، لماذا إذًا يجب أن أستمع إليه؟" لذلك، لم أقبل اقتراحه. وبالنسبة للأشخاص الذين لم يردوا عليَّ مطلقًا، توقفت عن الاهتمام بهم فحسب. تدريجيًّا، فقد الكثير من الوافدين الجدد في المجموعات التي كنت مسؤولة عنها الاهتمام بحضور الاجتماعات. وعندما لاحظت هذا أدركت أن موقفي تجاه عدم قبول النصائح كان خطأ. وفكرت أيضًا في أنني كنت أتجاهل الأخ جيريمي وأرفض نصائحه، لكنه كان يرد دائمًا على رسائلي. شعرت بأنني مدينة له باعتذار. لذلك، صليت، وطلبت من الله أن يرشدني ويمنحني القوة. أردت أن أنبذ أفكاري وأقبل نصائح الأخ جيريمي.

لاحقًا، قرأت هذا في كلام الله: "بعض الناس لا يسعون للحق أبدًا أثناء أداء واجبهم. إنهم لا يفعلون إلا ما يحلو لهم، ويتصرفون بعناد وفقًا لتصوراتهم الخاصة، وهم دائمًا متعسفون ومتهورون، ومن الواضح أنهم لا يسيرون في طريق ممارسة الحق. ماذا يعني أن تكون "متعسفًا ومتهورًا"؟ يعني ذلك، أن تتصرف بالطريقة التي تراها مناسبة، عندما تواجه مشكلة، دون أي عملية تفكير أو أي عملية بحث. فلا شيء يقوله أي شخص آخر يمكن أن يلمس قلبك أو يغير رأيك. ولا يمكنك حتى قبول الحق عند مشاركته معك، إذ تتمسك بآرائك الخاصة، ولا تنصت عندما يقول الناس الآخرون أي شيء صحيح؛ حيث تؤمن بأنك على حق، وتتشبث بأفكارك الخاصة. حتى إن كان تفكيرك صحيحًا، فيجب أن تأخذ آراء الآخرين بعين الاعتبار أيضًا، أليس كذلك؟ وإذا لم تفعل ذلك على الإطلاق، ألا يعني هذا أنك معتدّ للغاية ببرّك الذاتيّ؟ ليس من السهل على الناس الذين يتصفون بالاعتداد بالبر الذاتي والعصيان الشديدين أن يقبلوا الحق. إذا فعلت شيئًا خاطئًا وانتقدك الآخرون قائلين: "أنت لا تفعل ذلك وفقًا للحق!" فتجيبهم قائلًا: "حتى إن لم أكن كذلك، فهذه رغم ذلك هي الطريقة التي سأفعله بها". ثم تجد سببًا لتجعلهم يعتقدون أن هذا صحيح. وإذا وبخوك قائلين: "تصرفك هذا الأمر بمثابة تطفّل، وسوف يضر بعمل الكنيسة"، فلا تكتفي بعدم الاستماع إليهم، بل وتستمر في تقديم الأعذار قائلًا: "أعتقد أن هذه هي الطريقة الصحيحة، ولذلك فهذه هي الطريقة التي سأفعل بها الأمر". أي شخصية هذه؟ (الكبرياء). إنها الكبرياء. فالطبيعة المتكبرة تجعلك عنيدًا. وإذا كانت لديك طبيعة متكبرة، فسوف تتصرف بشكل تعسفي ومتهور دون مبالاة بما يقوله أي شخص" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). كان لكلام الله أثر عميق عليَّ. كنت أقوم بواجب، لكني لم أكن أسعى لمبادئ الحق. كنت أقوم بالأشياء بطريقتي فحسب، وأتبع أفكاري الشخصية ولا أقبل ما يقوله أي شخص آخر. اعتقدت أنني أمتلك مقدرة جيدة، وأنني أقوم بالأمور بالطريقة الصحيحة، لذلك لم أكن بحاجة إلى قبول إرشاد الآخرين أو نصائحهم. كنت عنيدة حقًّا وبارة في عيني ذاتي. عندما تجاهلت رسائل الوافدين الجدد، ذكرني الأخ جيريمي بأن أظل على اطلاع مستمر على الرسائل، وأسداني نصائح حول التواصل مع المؤمنين الجدد، لكنني لم أقبل اقتراحاته لأنني اعتقدت أنني أعرف بالفعل ما أفعله، ولا أحتاج إليه ليخبرني. شعرت بالانزعاج منه بسبب هذا، لذا، عندما أراد أن يحدثني عن مشكلات الوافدين الجدد، لم أرد على اتصالاته أو أقرأ رسائله. أخبرني بأن أتعامل بحب مع المؤمنين الجدد، ورغم أنني أعرف أن هذه طريقة مسؤولة للتعامل معهم، فإنني اعتقدت أنني أتعامل معهم جيدًا جدًّا، وأن إرسال المزيد من الرسائل مضيعة للوقت. الثقة الزائدة في نفسي وعدم قبول نصائح الأخ جيريمي أدت إلى فقدان الكثير من الوافدين الجدد الاهتمام بحضور الاجتماعات. جعلتني هذه النتيجة أدرك أنني كما وصف الله بالضبط – عنيدة، ومتعجرفة، وبارة في عيني ذاتي. كنت بلا مبدأ، ومتعسفة، ومتسرعة في واجبي، ولا أسعى للحق. لم أكن أفي بمسؤولياتي. لو أنني تنحية غروري جانبًا، وتقبل نصائح الآخرين لما أديت عملي بهذا السوء. عندما فكرت في هذا، شعرت بالاشمئزاز من شخصيتي المتعجرفة. أقسمت منذئذ أن أهمل الجسد، وأمارس الحق، وأتعلم قبول الاقتراحات. سأسعى إلى القيام بواجبي بشكل جيد. بعد ذلك، حاولت أن أفعل ما اقترحه الأخ جيريمي وحرصت على البقاء على تواصل مع الوافدين الجدد الذين لا يردون عليَّ. ومن المدهش أنه لم يمض وقت طويل حتى أبدى بعضهم رغبته في حضور الاجتماعات مرة أخرى، وأدركت أخيرًا مدى فائدة اقتراحات الأخ جيريمي، وأن هذه هي الطريقة المسؤولة لأداء واجبي. بعد ذلك، كلما قدم أخ أو أخت اقتراحًا، أحاول قبوله.

لاحقًا، بدأت نشر الإنجيل. كانت الأخت منى تشرف على عملنا. كنت أشعر بالتوتر بالفعل، عندما بدأت مشاركة الإنجيل، لكني بذلت قصارى جهدي لعقد شركة مع المرشحين للإنجيل. اعتقدت أنني أقوم بعمل جيد بما فيه الكفاية، لكن مضى الأسبوع الأول، ولم أحقق نتائج جيدة على الإطلاق. سألتني الأخت منى عما إذا كنت أواجه أي صعوبات وذكرتني بالتواصل كثيرًا مع المرشحين للإنجيل لحل مفاهيمهم ومشكلاتهم. عندما سمعتها تقول هذا، شعرت بشيء من الانزعاج، وقلت: "لقد عقدت شركة بالفعل، لكنهم لم يردوا عليَّ". وأرسلت إليها لقطات للشاشة لأثبت لها أنني راسلتهم. ثم أرسلت لي الأخت منى تسجيلًا للأخ جوزيف وهو يقدم شهادة لعمل الله في الأيام الأخيرة لكي أستطيع أن أتعلم منها. وقالت إنه بارع جدًّا في نشر الإنجيل، وأنه ناجح حقًّا فيه. كان هذا محرجًا حقًّا بالنسبة لي. اعتقدت أنها تقارنني بالأخ جوزيف، وكان من الصعب عليَّ أن أقبل هذا. "لماذا أرسلت لي هذا التسجيل؟ هل شركته أفضل من شركتي؟ عندما قالت إنه ناجح، لابد أنها تعني أنني لست جيدة". قلت لنفسي: "شركتي جيدة، وأنا لا أزال جديدة على واجبي فحسب، ولا أعرف المبادئ". اعتقدت أن كل شخص لديه أسلوبه الخاص، لذلك لم أستمع حتى إلى التسجيل. ورددت على الأخت منى: "لدى الآخرين أسلوبهم، ولديَّ أسلوبي. إن كنت تفضلين أساليب الآخرين، أستطيع العودة إلى سقاية الوافدين الجدد". اعتقدت أن الأخت منى كانت تحتقرني، وأنها تعتقد أنني لست عاملة إنجيل جيدة. شعرت بالإحباط والضيق بالفعل، ولم أرغب بقبول نصائحها. سألتها وأنا أشعر بالألم: "لدينا طرق مختلفة في الوعظ. لماذا أرسلت لي هذا التسجيل؟" بعد ذلك، توقفت عن الرد عليها.

شعرت الأخت منى بأنني لست بحالة جيدة، لذلك أرسلت لي بعض كلام الله الذي حرك مشاعري حقًّا. تقول كلمات الله، "بغض النظر عن نوع الواجب الذي تؤديه، أو المهارة المهنية التي تدرسها، ينبغي أن تتحسن في أدائهما بمرور الوقت. وإذا استطعت أن تستمر في السعي للتحسن، فسوف تتحسن شيئًا فشيئًا في أداء واجبك. ... ومهما يكن الواجب الذي تؤديه، فإنك تحتاج إلى أن تبذل قصارى جهدك في دراسة الأمور؛ فإن كانت تعوزك المعرفة المهنية فما عليك سوى دراسة المعرفة المهنية. وإن كنت لا تدرك الحق فاطلب الحق. أما إذا كنت تفهم الحق وتحظى بالمعرفة المهنية فسيكون بإمكانك الاستفادة منهما أثناء أداء واجبك وجني الثمار. هذا امرؤ يتمتع بموهبة حقيقية ومعرفة حقّة. وإذا لم تدرس أي معرفة مهنية على الإطلاق أثناء أدائك واجبك، ولم تطلب الحق، وكانت خدمتك متدنية المستوى، فكيف يمكنك يا تُرى أداء واجبك؟ كي تحسن أداء واجبك، لا بد لك من دراسة العديد من المعارف المفيدة، وتسليح نفسك بكثير من الحقائق. يتعين عليك ألّا تتوقف عن التعلم والطلب ومعالجة نقاط ضعفك من خلال التعلم من الآخرين. بغض النظر عن نقاط ضعف الآخرين أو الطرق التي يتفوقون بها عليك في القوة، ينبغي أن تتعلم منهم. بل وأكثر من ذلك، ينبغي أن تتعلم من أي شخص يفوقك في فهم الحق. من خلال أدائك واجبك بهذه الطريقة لعدة سنوات، سوف تفهم الحق وتدخل في حقائقه، وسيكون أداؤك لواجبك بالمستوى اللائق أيضًا. وستكون قد ملكت الحق والإنسانية، وحظيت بحقيقة الحق. يتحقق هذا من خلال السعي إلى الحق" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). بينت لي قراءة كلام الله أنه من أجل إحراز التقدم في الواجب والنجاح في عمل الإنجيل، يجب أن أتعلم قبول اقتراحات الآخرين وأتعلم من مواطن قوتهم وأساليبهم الناجحة. كان هذا مهمًّا جدًّا. كنت أفهم الحق بشكل سطحي، وكان لديَّ الكثير من العيوب والنقائص، ومهما كانت نوعية الواجب، يجب أن أتعلم المبادئ والمهارات ذات الصلة. وطالما أنا مستعدة لتعلم نصائح الآخرين وقبولها أستطيع تعويض نقاط ضعفي، وتحسينها. لكني كنت متعجرفة وواثقة بنفسي. كنت قد بدأت مشاركة الإنجيل – لم أفهم المبادئ ولم أكن ناجحة جدًّا، لكني اعتقدت أنني أقوم بعمل جيد، ولم أرغب في قبول النصائح. لكن عندما أشارت الأخت منى إلى مشكلاتي، أرسلت إليها لقطات الشاشة لأثبت لها أنني أعرف ما أفعله، ولا أحتاج لأي نصائح. لم أقبل الأمر عندما أرسلت لي تسجيلًا للأخ جوزيف وهو يشارك الإنجيل لأنني اعتقدت أنني أمتلك أفكارًا جيدة، ولم أرغب في التعلم من الآخرين. بسبب عجرفتي، لم أرغب في قبول النصائح الإيجابية الاستباقية. كان لديَّ نفس التوجه نحو اقتراحات الأخت منى والأخ جيريمي، ودائمًا ما كنت أعارض، وأرفض، وأدافع عن موقفي. ومع هذا التوجه، لم أستطع تحقيق نتائج جيدة في أي واجب ولم أحرز أي تقدم. لم يتقبل الله واجبي أيضًا.

قرأت بعض كلام الله لاحقًا. يقول الله القدير، "الكبرياء والبرّ الذاتيّ هما الشخصيَّة الشيطانيَّة الأوضح للناس، وإذا لم يقبلوا الحقّ لا يوجد سبيل لتطهيرهم. فالناس لديهم شخصيَّات تتَّسم بالكبرياء والبرّ الذاتيّ، ويعتقدون دائمًا أنهم على حقٍّ، وفي كلّ ما يُفكِّرون به ويقولونه ويدلون بآرائهم عنه يعتقدون دائمًا أن وجهة نظرهم وعقليَّتهم صحيحتان وأنه لا شيء يقوله أيّ شخصٍ آخر يكون سليمًا أو صحيحًا مثل ما يقولونه. إنهم يتمسَّكون دائمًا بآرائهم الخاصَّة ولا يستمعون إلى ما يقوله أيّ شخصٍ آخر. وحتَّى عندما يكون ما يقوله الآخرون صحيحًا ومتماشيًا مع الحقّ، فإنهم لا يقبلونه ويبدو أنهم يكتفون بالسمع لكنهم لا يقبلون أيّ شيءٍ. وعندما يحين الوقت للتصرُّف لا يزالون يتصرَّفون بطريقتهم معتقدين دائمًا أنهم على حقٍّ ولهم ما يُبرِّرهم. قد تكون على حقٍّ ومُبرَّرًا، أو قد تفعل الشيء الصحيح دون مشكلاتٍ، ولكن ما الشخصيَّة التي تكشف عنها؟ أليست الكبرياء والبرّ الذاتيّ؟ إذا كنت عاجزًا عن التخلُّص من شخصيَّة الكبرياء والبرّ الذاتيّ هذه، فهل سيُؤثِّر ذلك على أداء واجبك؟ هل سيُؤثِّر على قدرتك على ممارسة الحقّ؟ وإذا لم تتمكَّن من حلّ هذا النوع من شخصيَّة الكبرياء والبرّ الذاتيّ، فهل من المحتمل أن تواجه انتكاسات جسيمة في المستقبل؟ لا شكّ في ذلك، فهذا أمرٌ لا مفرّ منه. هل يستطيع الله أن يرى هذه الأشياء ظاهرة في الناس؟ يستطيع ذلك لأقصى الحدود؛ فالله لا يكتفي بفحص أعماق كيان الإنسان فحسب، بل ويراقب دائمًا جميع أقواله وأفعاله. وماذا سيقول الله بمُجرَّد أن يرى هذه الأشياء ظاهرة فيك؟ سيقول الله: "أنت عنيدٌ! فرفضك التغيير عندما لا تعرف أنك مخطئٌ أمرٌ مفهوم، ولكن إذا واصلت رفض التغيير عندما تعلم جيِّدًا أنك مخطئٌ ورفضت التوبة، فأنت أحمق عنيد وفي ورطةٍ. بصرف النظر عن صاحب الاقتراح، إذا تفاعلت بموقفٍ سلبيّ وعدائيّ ولم تقبل الحقّ على الإطلاق – وإذا لم يكن في قلبك شيءٌ سوى العداء والانغلاق والرفض – فأنت أحمق وسخيف وتافه! ومن الصعب للغاية التعامل معك". ما الجانب الذي يصعب للغاية التعامل معه فيك؟ الجانب الصعب فيك هو أن سلوكك ليس طريقة خاطئة في فعل الأشياء أو نوعًا خاطئًا من السلوك، بل إنه يكشف عن نوعٍ مُعيَّن من الشخصيَّة. أيّ نوعٍ من الشخصيَّة يكشفه؟ أنت تشعر بالسأم من الحقّ وتكرهه" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا ينعم المرء بعلاقة طبيعية مع الله إلا بالعيش في حضرته غالبًا). من كلام الله، أدركت كيف كانت شخصيتي متعجرفة وعنيدة بالفعل. كنت أعتقد دائمًا أنني أفهم الأمور وأفعل الأشياء بالطريقة الصحيحة. أسدتني الأخت منى والأخ جيريمي النصائح مرة تلو الأخرى، لكني لم أقبلها مطلقًا، وعارضتهما، وتعاملت معهما بوقاحة. كان واجبي هو مشاركة الإنجيل وتقديم الشهادة لله، لذلك لو كانت اقتراحاتهما مفيدة لواجبي، ومفيدة في قبول المرشحين للإنجيل لطريق الحق، كان يجب أن أقبلها وأمارسها. لكني لم أفعل هذا. اعتقدت أنني أعرف ما يلزم، وأستطيع عقد شركة حول الحق، لكن في الحقيقة، لم أكن أفهم المبادئ، ولم أكن جيدة في مشاركة الإنجيل. لم أكن ناجحة في واجبي على الإطلاق. عندما كان الإخوة والأخوات يشيرون إلى مشكلاتي أو يعطونني الاقتراحات، كنت أتصرف بعجرفة وكأنني بارة في عيني ذاتي فحسب، وأقاوم قبولها. وأحيانًا كنت أعارض أو حتى أشعر بالضيق. لم يكن هذا خطأ في سلوكي السطحي فحسب، بل كان اشمئزازًا من الحق يظهر نفسه. معارضتي وعصياني كان في الحقيقة يعبر عن رفض الحق ومقاومته – كان كراهية للحق. ثم فهمت أن الله لا ينظر إلى السلوك الخارجي للناس فقط، بل ينظر إلى قلوبهم، ومواقفهم تجاه الحق ونحوه. كنت مؤمنة، وأديت واجبًا، وحضرت الاجتماعات، لكني لم أكن أقبل الاقتراحات التي تتفق مع الحق، ولم أقبل الأشياء الإيجابية. رفضت الحق، وعارضته، وكرهته أيضًا. لم يكن لديَّ أي توقير لله. لو استمررت على هذا الطريق، لن أؤدي واجبي بشكل سيئ فحسب، بل سينتهي الأمر بأن يشمئز الله مني، ويدينني، ويعاقبني، ولن أحصل على نتيجة جيدة. رؤية وجهي الشيطاني القبيح جعلتني أشعر بالقلق والخوف. لم أتخيل قط أنني فاسدة هكذا، وأن شخصيتي المتعجرفة ستجعلني أعارض الله. كرهت نفسي حقًا عندما أدركت هذا.

في اليوم التالي، قرأت بعض كلام الله في مجموعة أرسلتها الأخت منى، ووجدت مسارًا للممارسة يقول الله القدير، "توجد عدة سمات للتغيير في الشخصية الحياتية للمرء. السمة الأولى هي القدرة على الخضوع للأمور الصحيحة والتوافق مع الحق. أيًّا كان من يقدم رأيًا، سواء كان كبيرًا أم صغيرًا، وسواء تمكنت من التوافق معه أم لا، وسواء كنتم تعرفونه أم لا، وسواء كنتم على دراية به أم لا، وسواء كانت علاقتك به جيدة أو سيئة، فإنه يمكنك الاستماع والموافقة والقبول دون أن تتأثر بأي عامل ما دام ما يقوله صحيحًا ومطابقًا للحق ومفيدًا لعمل بيت الله. السمة الأولى هي القدرة على قبول الأمور الصحيحة والخضوع لها والتوافق مع الحق. والسمة الثانية هي القدرة على طلب الحق عندما يحدث شيء ما، وليس مجرد القدرة على قبول الحق، بل أيضًا ممارسة الحق، وعدم التعامل مع الأمور وفقًا لإرادتك الخاصة. مهما كانت المشكلة التي تواجهها، عندما لا تفهم، يمكنك البحث والنظر في كيفية التعامل مع المشكلة وكيفية الممارسة؛ بحيث يتوافق هذا مع مبادئ الحق ويُرضي متطلبات الله. السمة الثالثة هي مراعاة مشيئة الله مهما كانت المشكلة التي تواجهها، والتمرد على الجسد لبلوغ الخضوع لله. أنت تراعي مشيئة الله مهما كان الواجب الذي تؤديه، وتؤدي واجباتك وفقًا لمتطلبات الله. مهما كانت متطلبات الله لهذا الواجب، يمكنك أن تؤديه وفقًا لمتطلباته لإرضاء الله. يجب أن تستوعب هذا المبدأ وتؤدي واجبك بمسؤولية وأمانة. فهذا هو معنى مراعاة مشيئة الله. إن كنت لا تعرف كيفية مراعاة مشيئة الله أو كيفية إرضاء الله في أمر معين، فيجب أن تبحث. يجب أن تقيسوا أنفسكم وفقًا لهذه السمات الثلاث للتغير في الشخصية، وأن تنظروا لتروا ما إذا كانت لديكم هذه السمات أم لا. إذا كانت لديك خبرة عملية في هذه الجوانب الثلاثة وكانت لديك طريقة لممارستها، فإن هذا يعني التصرف وفقًا للمبدأ عند التعامل مع الأمور. مهما كانت المسألة التي تواجهها أو المشكلة التي تتعامل معها، يجب عليك دائمًا طلب مبادئ الممارسة، والتفاصيل المتضمنة في كل مبدأ من مبادئ الحق، وكيفية الممارسة دون مخالفة المبادئ. وبمجرد اتضاح هذه المشكلات، من الطبيعي أنك ستعرف كيفية ممارسة الحق" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يتخلص المرء من أغلال الشخصية الفاسدة إلا بممارسة الحق). "عندما لا تفهم حقيقةً ما، إن قدم لك شخص ما اقتراحًا وأخبرك بكيفية التصرف وفقًا للحق، فإن أول شيء يجب عليك فعله هو القبول ومطالبة الجميع بالشركة معًا لمعرفة ما إذا كان هذا هو الطريق الصحيح، وما إذا كان يتوافق مع مبادئ الحق. إذا تأكدت من أنه يتوافق مع الحق، فمارس وفقًا لهذا الطريق؛ وإذا تأكدت من أنه ليس كذلك، فلا تمارس. الأمر بهذه البساطة. يجب أن تبحث عن الحق من كثير من الناس، وأن تستمع إلى ما يقوله الجميع، وأن تأخذ الأمر على محمل الجد؛ لا تتجاهل ولا تزدري الناس. يندرج هذا ضمن واجبك، ولذلك يجب عليك التعامل معه بجدية. هذا هو الموقف السليم والحالة الصحيحة. عندما تكون في الحالة الصحيحة، لن تعود تكشف عن شخصية شأنها السأم من الحق والعداء له؛ فالممارسة بهذه الطريقة تحل محل شخصيتك الفاسدة، كما أنها ممارسة الحق. وما تأثير ممارسة الحق بهذه الطريقة؟ (يوجد إرشاد الروح القدس). يعدّ وجود إرشاد الروح القدس هو أحد الجوانب. أحيانًا ما يكون الأمر بسيطًا للغاية، ويمكن تحقيقه باستخدام فكرك؛ فبمجرد أن يقدم لك الناس اقتراحات وتكون قد فهمت، فإنك تضع الأشياء في نصابها وتتابع ببساطة وفقًا للمبدأ. قد يبدو هذا تافهًا للبشر، لكنه مسألة كبيرة في نظر الله. لماذا أقول هذا؟ عندما تمارس بهذه الطريقة، يرى الله أن بإمكانك ممارسة الحق، وأنك شخص يحب الحق، ولست شخصًا يسأم من الحق، وفي الوقت نفسه يرى الله قلبك كما يرى شخصيتك. وهذه مسألة كبيرة. عندما تؤدي واجبًا وتفعل أشياء أمام الله، فإن ما تعيش وفقًا له وتكشفه هو واقع الحق التي يجب أن توجد لدى الناس. إن لموقفك وأفكارك وحالتك في كل ما تفعله الأهمية القصوى أمام الله؛ فهذه الأشياء هي ما يمحصها الله" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا ينعم المرء بعلاقة طبيعية مع الله إلا بالعيش في حضرته غالبًا). فتح كلام الله عينيَّ بالفعل أيضًا. إن أسداني شخص نصيحة، بصرف النظر عن هويته، طالما أن النصيحة صحيحة وتتفق مع الحق، يجب أن أقبلها وأنفذها، وأتصرف حسب مشيئة الله. هذا هو سلوك قبول الحق وممارسته. هذا هو الطريق الوحيد الذي أستطيع من خلاله ربح إرشاد الله بسهولة وأحقق نتائج جيدة في واجبي، وعندئذ يمكن أن تتغير شخصيتي الفاسدة بالتدريج. بسبب تكبري وعجرفتي في الماضي، لم أسع لمبادئ الحق في واجبي، أو أقبل نصائح الآخرين، وتسبب هذا في سوء أدائي. والآن، فهمت مشيئة الله ومتطلباته. يجب أن أهتم بمشيئة الله في واجبي، وأسعى للحق، وأمارس حسب المبادئ، وأفي بمسؤولياتي. لا يمكن حقًّا أن أتهاون في أي شيء يتعلق بنشر الإنجيل. يجب أن آخذ الأمر على محمل الجد وأحل أسئلة المرشحين للإنجيل عن قبول طريق الحق. لا أملك واقع الحق، ولا أفهم مبادئه، لذلك أحتاج إلى نصائح الآخرين ومساعدتهم. عندما يسدونني النصائح، فإن الأمر برمته لمساعدتي على إحراز التقدم في واجبي ولكي أستطيع تنفيذ مسؤولياتي. إنهم لا يحتقرونني، لذلك يجب ألا أشوه نواياهم. ذات ظهيرة، أرسلت لي الأخت منى رسالة لأعتذر عن سلوكي. لم تكن غاضبة مني مطلقًا، لكني شعرت بالذنب لأنني شعرت بأنني الملومة. كل هذا حدث لأنني لم أقبل الحق؛ كنت متعجرفة وعنيدة للغاية. ومنذئذ، بغض النظر عن نوعية النصائح التي تسديها لي الأخت منى أو نوعية المشكلات التي يشير إليها الآخرون، طالما أنها صحيحة، وأنها ستساعدني في واجبي، سأحاول قبولها. أحيانًا، عندما واجهت تحديات في مشاركة الإنجيل، كنت أبادر بطلب اقتراحات الآخرين. عندما فعلت هذا، حققت نتائج أفضل في مشاركة الإنجيل وجلبت المزيد من الناس إلى الإيمان. ذات مرة، بعد أن قدمت شهادة لبعض المرشحين للإنجيل حول عمل الله في الأيام الأخيرة، أراد بعضهم الاستمرار في دراستها، لكن لم يرد بعضهم بعد قراءة رسالتي، لذلك لم أهتم بهم بعد ذلك. لاحظت الأخت منى أنني كنت أتصرف بإهمال، واقترحت ألا أتخلى عنهم بسهولة. طالما يقرأون رسائلي، يجب أن أبقى على تواصل معهم، وأحاول التفكير في طريقة لجذبهم. هذه المرة لم أرفض نصيحتها. تذكرت شيئًا قاله الله: "توجد عدة سمات للتغيير في الشخصية الحياتية للمرء. السمة الأولى هي القدرة على الخضوع للأمور الصحيحة والتوافق مع الحق. أيًّا كان من يقدم رأيًا، سواء كان كبيرًا أم صغيرًا، وسواء تمكنت من التوافق معه أم لا، وسواء كنتم تعرفونه أم لا، وسواء كنتم على دراية به أم لا، وسواء كانت علاقتك به جيدة أو سيئة، فإنه يمكنك الاستماع والموافقة والقبول دون أن تتأثر بأي عامل ما دام ما يقوله صحيحًا ومطابقًا للحق ومفيدًا لعمل بيت الله". عرفت أنني إن أردت تغيير شخصيتي الفاسدة وأداء واجبي بشكل جيد، يجب أن أتعلم قبول اقتراحات الآخرين. حاولت متابعة نصائح الأخت منى، واستمررت في مراسلة المرشحين للإنجيل، والسؤال عن مشكلاتهم. وتفاجأت، عندما بدأ الذين لم يكونوا يردوا في السابق يتواصلون معي حول ما فهموه من الوعظ. وبدأوا يدرسون بنشاط طريق الحق. كنت سعيدة للغاية، وأدركت شخصيًّا مدى فائدة تقبل نصائح الآخرين. تعلمت الكثير بتلك الطريقة. لم أتعلم بعض الحقائق عن مشاركة الإنجيل فحسب، بل عرفت أيضًا كيفية عقد شركة حول الحق لحل صراعات المرشحين للإنجيل وأسئلتهم. لم يعد التواصل معهم يبدو صعبًا ويتحسن مستواي شيئًا فشيئًا في واجبي.

تعلمت من هذا التجربة مدى قيمة كلمات الله، وأنها تستطيع مساعدتنا على أن نعرف أنفسنا. عندما نمارس حسب كلام الله، يمكن أن تتغير شخصياتنا الفاسدة. ورغم أنني أظهر بعض العجرفة أحيانًا، فإنني مستعدة لأنحي غروري جانبًا، وأتعلم قبول الحق، وآخذ بنصائح الآخرين، وأتعلم المزيد من الحقائق. أرجو أن يستمر الله في إرشادي وتمحيصي.

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

أخيرًا تحررت من سوء فهمي لله

في 2019، كنت قائدة للكنيسة. ولأنني أهملت مسؤولياتي، وسعيت للاسم والمكانة فقط، وكنت أغار من شريكتي، ولا أتعاون، ولا أعمل معها بانسجام، تأثر...

تأملات "قائدة جيدة"

علّمني أبواي منذ نعومة أظافري أن أكون لطيفة مع الناس، وأن أكون ودودة ومتعاطفة. إذا ألمّت بمن حولي المشاكل أو أوجه القصور، لم يكن بإمكاني...

كلمات الله أيقظتني

كنت أعتقد دائمًا في الماضي أن الله كان يشير بقوله "إنكم ألعوبة وخائنون تهربون من العرش العظيم الأبيض" إلى هؤلاء الذين يقبلون عمل الله في الأيام الأخيرة، ولكنهم يتراجعون بعد ذلك.

اترك رد