لمَ يصعب الاعتراف بالأخطاء؟

2023 يونيو 10

أنا مسؤولة عن أعمال الفيديو في كنيستي. ذات يوم، اتصلت بي إحدى أخواتي على عَجَل. لم تفحص مقطع فيديو بالشكل الصحيح وكان يجب إعادة العمل عليه، مما تسبب في تأخيرات وقد كلفنا الكثير من العمالة والموارد. عندما سمعت اسم مقطع الفيديو، أدركتُ أنني ساعدت أيضًا في فحصه لكنني لم أرَ أي مشكلات أيضًا. بعد المكالمة، هرعتُ لاكتشاف السبب وراء هذا، ورأيت أن اسم مقطع الفيديو مكتوب بشكل خاطئ. بالطبع، يجب الإبلاغ عن الأخطاء في العمل للقائد أو إبرازها للجميع لتجنب مشكلات مماثلة في المستقبل. لكن عندها فكرت في كيفية ارتكابي خطأ أساسي كالذي ارتكبته وتساءلتُ كيف سينظر لي القائد بعد ذلك. هل سيعتقد أنني لم أكن جادة أو يُعتمد عليَّ في واجبي؟ إذا كان الأمر كذلك، فسأفقد منصبي كشخص مسؤول. ثم فكرت كيف شدَّدتُ دائمًا على أهمية الانتباه عند إنشاء مقاطع فيديو لإخوتي وأخواتي. إن علم الجميع أنني ارتكبت هذا الخطأ، فهل سيعتقدون أنني لم أكن أهلًا لتولّي المسؤولية؟ إذن، ماذا عن ثمن سُمعتي؟ لكن هذا الوعي كان ينقصني آنذاك. لقد اختلقت أعذارًا لنفسي: "لم نتعمد التصرف بإهمال. لقد فحصنا ما ينبغي علينا فحصه. لم أستطع توقع هذه الظروف الخاصة. لا يمكن التراجع عن الضرر الذي حدث، لكن طالما أنني أكثر حذرًا في المستقبل، ستكون الأمور على ما يرام. وعلاوة على ذلك، لست الوحيدة التي فحصت هذا الفيديو. حتى ولو اكتشف الجميع ما حدث، فلستُ الوحيدة الملومة. يمكن أن ينتهي هذا الأمر هنا. كل الأشخاص المعنيين يعرفون وهذا يكفي". لذا لم أخبر القائد أو الإخوة والأخوات الآخرين في المجموعة. وبرغم أنني شعرت بعدم ارتياح وعلمت أنني أتهرّب من المسؤولية، عندما فكرت في كيفية تأثير هذا الخطأ على سمعتي وحتى منصبي، واصلتُ المُضي فحسب وكأن شيئًا لم يحدث.

في أحد الأيام، قرأت كلمات الله: "يجيد الناس الفاسدون التنكُّر. فبصرف النظر عمَّا يفعلونه أو ما يُظهِرونه من فسادٍ، لا بدَّ لهم دائمًا من التنكُّر. وإذا حدث خطأ ما أو فعلوا شيئًا خاطئًا، فإنهم يريدون إلقاء اللوم على الآخرين؛ يريدون أن يكون المديح من نصيبهم عن الأشياء الجيِّدة، وأن يكون اللوم من نصيب الآخرين على الأشياء الرديئة. ألا يحدث الكثير من مثل هذا التنكُّر في الحياة الواقعيَّة؟ يوجد الكثير جدًّا. ارتكاب الأخطاء أو التنكُّر: أيُّهما يرتبط بالشخصيَّة؟ التنكُّر مسألةٌ من مسائل الشخصيَّة، فهو ينطوي على شخصيَّةٍ مُتكبِّرة وعلى الشرّ والخيانة؛ وهو مرذولٌ بصفةٍ خاصَّة من الله. في الواقع، عندما تتنكَّر، يفهم الجميع ما يحدث، لكنك تعتقد أن الآخرين لا يرون ذلك، وتبذل قصارى جهدك للجدال وتبرير نفسك، في محاولةٍ لحفظ ماء الوجه، وجعل الجميع يعتقدون أنك لم تفعل شيئًا خاطئًا. أليس هذا غباءً؟ ما هو رأي الآخرين في هذا؟ كيف يشعرون؟ يشعرون بالقرف والتقزز. إذا ارتكبت خطأً، وأمكنك التعامل معه بشكلٍ صحيح، والسماح لأيِّ شخصٍ آخر بالتحدُّث عنه، والسماح بالتعليق عليه وتمييزه، وكذلك كشفه وتحليله، فماذا سيكون رأي الجميع عنك؟ سوف يقولون إنك شخصٌ صادق لأن قلبك مفتوح لله. ومن خلال أفعالك وسلوكك، سوف يتمكَّنون من رؤية قلبك. ولكن إذا حاولت التنكُّر وخداع الجميع، فسوف يُقلِّل الناس من شأنك، ويقولون إنك شخصٌ أحمق وغير حكيمٍ. إذا لم تحاول تقديم ذريعةٍ أو اختلاق أعذارٍ، وإذا كان بإمكانك الاعتراف بأخطائك، فسوف يقول الجميع إنك صادقٌ وحكيم. وما الذي يجعلك حكيمًا؟ الجميع يخطئون. فكلُّ شخصٍ لديه أخطاء وعيوب. وفي الواقع، كلُّ شخصٍ لديه الشخصيَّة الفاسدة نفسها. فلا تظنَّ نفسك أكثر نبلًا وكمالًا وطيبةً من الآخرين؛ فهذا أمرٌ غير معقولٍ على الإطلاق. بمُجرَّد أن تتَّضح لك شخصيَّات الناس الفاسدة، وجوهر فساد الإنسان ووجهه الحقيقيّ، لن تحاول التستُّر على أخطائك، ولن تحاسب الآخرين على أخطائهم. سوف تتمكَّن من مواجهة كليهما بشكلٍ صحيح. وعندئذٍ ستكون ثاقب البصيرة ولن تفعل أشياء غبيَّة، وهذا ما سيجعلك شخصًا حكيمًا. أما أولئك الذين ليسوا حكماء فهم أناسٌ حمقى، ودائمًا ما يركزون على أخطائهم الصغيرة بينما يتستَّرون من وراء الكواليس، فرؤيتهم تثير الاشمئزاز. في الواقع، ما تفعله يكون واضحًا للآخرين على الفور، ومع ذلك لا تزال تتظاهر. يبدو الأمر للآخرين وكأنه أداء بهلوانٍ. أليس هذا غباءً؟ إنه كذلك حقًّا" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. المبادئ التي يجب أن يتحلّى بها المرء في تصرفه). من كلمات الله، أدركتُ أن التظاهر والإخفاء والعجز عن اعتراف المرء بخطئه أكثر خطورة من مجرد ارتكاب خطأ. إنهم مخادعون وخائنون! وعلى النقيض من ذلك، عندما يُظهِر الناس حقيقة أنفسهم ويتحملون مسؤولية ارتكاب خطأ، فلن ينظر الآخرون إليهم باحتقار، بل سيحترمون ذلك الشخص لقوله الحقيقة ببساطة وصراحة. نواجه جميعًا أوقاتًا نرتكب فيها أخطاء. الله لا يدين الناس بشكل عارض على أخطائهم، إنه يرى ما إذا بإمكانهم التوبة بصدق بعد ذلك. لكنني لم أستوعب ذلك. اعتقدت أن ارتكاب الأخطاء أمر مخزٍ، ولا سيَّما بصفتي مشرفة، اعتقدت أنه إذا ارتكبت أخطاء أساسية، سيحتقرني الناس. سيعتقدون أنني لست أفضل من إخوتي وأخواتي وقد أُستبدل. لذا عندما وُجد خطأ في مقطع الفيديو الذي فحصته، لم أجرؤ على الاعتراف بذلك وأصررت على إخفاء الأمر. تصرفت وكأن شيئًا لم يحدث للتهرّب من المسؤولية وإخفاء الأمر. شعرت بالذنب حيال ذلك، لكنني ما زلتُ أرفض إخبار الجميع بالحقيقة. كنتُ مخادعة للغاية! من الواضح أنني أضررت بعمل الكنيسة. لكنني لم أنْبِس ببِنْت شَفَة وحاولت إخفاء خطئي. تركت القائد وإخوتي وأخواتي يرون جانبي الحسن فحسب وليس خطئي. وهكذا، سيعتقد الجميع أنني أؤدي عملي بجدية وواقعية. يمكنني الحفاظ على صورتي ومنصبي بصفتي مشرفة. لقد تصرفتُ بهذه الطريقة الحقيرة! كنت أخشى أن يعلم الناس بخطئي، لذا بذلت قصارى جهدي لإخفاء نفسي. أخفيت جانبي القبيح وخدعت الناس وأخفيت عنهم الحقيقة. كنت أعيش بلا شخصية أو كرامة. لم أستطع الاستمرار في إخفاء خطئي وخداع الآخرين. لذا كتبتُ إلى قائدي لأبلغه بالوضع وتصارحت مع الجميع حول فسادي. أخبرتهم بالحقيقة حتى يتمكنوا من التعلم من مثالي. بعد فعل هذا، ازداد شعوري بالراحة بعض الشيء.

لكن عندما فتحت قائمة عملنا، اكتشفت أن مقطع فيديو آخر قد صُوِّر مرتين. لم أصدق أن هذا كان حقيقيًّا. تتبعتُ مَن أوكلت إليه كل مهمة، فكيف يمكن أن يحدث خطأ آخر؟ لكن عندما تحققتُ من الأمر، كان الفيديو قد صُوِّر مرتين بالفعل. حينذاك، أُصبت بالشلل. كان هذا سيئًا. لقد اعترفت للتوّ بخطئي للقائد وقبل أن يفهم الوضع بالتفصيل، أفسدت الأمر مجددًا. ماذا سيظن بي؟ هل سيعتقد أنني كنت أخطئ دائمًا وأنني لم أكن أهلًا لتولّي المسؤولية؟ وفي حال اكتشف الإخوة والأخوات الآخرون الأمر، فهل سيعتقدون أنني غير جديرة بالثقة؟ إن استمرت هذه الأخطاء الأساسية في الحدوث، فعندئذ سأعقد شركة في المرة القادمة حول أداء واجباتنا بجديّة ومسؤولية، فهل ما زالوا يأخذون الأمر بجدية؟ كلا، كان عليَّ أن أعرف سبب هذا الخطأ بالتحديد وكنت آمل ألا أكون المسؤولة الرئيسية. حتى ولو تحملتُ جزءًا من اللوم، فلا بد أن يكون جزءًا أصغر. بهذه الطريقة، لن أفقد كرامتي وستكون مكانتي آمنة. في النهاية، وبعد الفحص الدقيق، اكتشفت أنه بعد أن أوكلتُ المهمة، سجلتها فقط في قائمة عمل قديمة، مما دفع قائد المجموعة إلى أن يوكل المهمة مرة أخرى. لم يكن هناك مجال للشك أنني المسؤولة الرئيسية. عندما أدركتُ هذا، شعرتُ بالذهول. كيف يمكن أن أكون سيئة الحظ هكذا؟ لقد واجهت كل هذه المشكلات التي ما كان يجب أن تحدث. يا للحظ العاثر! كنت في حيرة تامة. هل ينبغي أن أخبر القائد عن هذا الخطأ أم لا؟ إن علم الجميع أنني ارتكبت خطئين أساسيين متتاليين، فماذا سيظنون بي حينها؟ فكرت في كلمات الله التي قرأتها قبلًا. الأكاذيب والخداع أخطر بكثير من الأخطاء، والله يمقتها أكثر. شعرت بالخوف في أعماق قلبي. اضطررت لتحمل الوضع العصيب وإخبار القائد عن هذا الخطأ، لكنني لم أستطع التخلص من مخاوفي. اعتراني شعور بالخوف. شعرت بثقل قلبي وكأن حجرًا يُثقله. شعرت بتشتت الذهن عندما كنت أؤدي واجبي وعجزت عن النوم في الليل. كنت أعلم أن هذه الحالة لم تكن صحيحة، فصليت إلى الله، طالبة منه أن يرشدني لمعرفة نفسي.

لاحقًا، قرأت مقطعًا من كلمات الله، وربحت بعض الفهم عن حالتي. يقول الله القدير، "مهما كان عدد الأخطاء التي يرتكبها أحد أضداد المسيح، ومهما كان نوع الأخطاء التي يرتكبها – سواء كان ذلك اختلاسًا، أو تبديدًا، أو إساءة استخدامٍ تقدمات الله، أو إن كان يعطل عمل الكنيسة ويربكه، محدثًا فوضى عارمة بهذا العمل ومثيرًا غضب الله – فإنه يظلُّ على الدوام هادئًا رصينًا وغير مبالٍ. ومهما كان نوع الشرّ الذي يفعله أحد أضداد المسيح أو العواقب التي يُسبِّبها، فإنه لا يأتي أمام الله أبدًا للاعتراف بخطاياه والتوبة في أسرع وقتٍ ممكن، ولا يأتي أبدًا أمام الإخوة والأخوات لكشف نفسه والاعتراف بأخطائه ومعرفة آثامه والاعتراف بفساده والندم على أعماله الشرِّيرة. فبدلًا من ذلك، يُجهِد عقله لإيجاد أعذارٍ مُتنوعة للتهرُّب من المسؤوليَّة ويلقي بالمسؤولية لى الآخرين لاسترداد كرامته ومكانته. لا يهتمّ بعمل الكنيسة، بل بمدى تعرُّض سمعته ومكانته للضرر أو للسوء. لا ينظر أو يُفكِّر في طرقٍ لتعويض الخسائر التي لحقت ببيت الله بسبب تعدياته، ولا يحاول ردّ دينه لله. وهذا يعني أنه لا يعترف أبدًا بأنه يمكنه فعل شيءٍ خاطئ أو بأنه ارتكب خطأ. يؤمن أضداد المسيح في قلوبهم بأنه من الحماقة والنقص الاعتراف المسبق بالأخطاء وتقديم سردٍ صادق للحقائق. في حال اكتشاف أفعالهم الشرِّيرة وكشفها، لن يعترف أضداد المسيح إلَّا بخطأٍ عابر من أخطاء الإهمال، ولن يعترفوا أبدًا بتقصيرهم في أداء الواجب وعدم مسؤوليَّتهم، وسيحاولون إلقاء المسؤوليَّة على شخصٍ آخر لمحو الخزي من سجلَّهم. وفي مثل هذه الأوقات، لا يهتمُّ أضداد المسيح بكيفيَّة إصلاح الأضرار التي لحقت ببيت الله، أو بكيفيَّة مصارحة شعب الله المختار للاعتراف بأخطائهم، أو بكيفيَّة وصف ما حدث. يهتَّمون بإيجاد طرقٍ لجعل المشكلات الكبرى تبدو ضئيلة ولجعل المشكلات الضئيلة تبدو سهلة. يُقدِّمون أسبابًا موضوعيَّة لجعل الآخرين يفهمونهم ويتعاطفون معهم. ويبذلون قصارى جهدهم لاستعادة سمعتهم في عيون الآخرين، وتقليل التأثير السلبيِّ لآثامهم على أنفسهم، والتأكُّد من عدم وجود انطباعٍ سيِّئ لدى الأعلى عنهم على الإطلاق، بحيث لا يحاسبهم الأعلى أو يعفيهم أو يفحصهم أو يعاقبهم. ويكون أضداد المسيح على استعدادٍ لتحمُّل أيّ قدرٍ من المعاناة، وسوف يبذلون قصارى جهدهم لحلِّ أيِّ صعوبةٍ لاستعادة سمعتهم ومكانتهم بحيث لا تتضرَّر مصالحهم الخاصَّة. فمنذ بداية إثم أضداد المسيح أو خطئهم، لا تكون لديهم أيُّ نيَّةٍ لتحمُّل أيِّ مسؤوليَّةٍ عن الأخطاء التي يرتكبونها، ولا تكون لديهم أيُّ نيَّةٍ للتعرُّف إلى الدوافع والنوايا والشخصيات الفاسدة وراء الأخطاء التي يرتكبونها أو الشركة عنها أو كشفها أو تحليلها، وبالتأكيد لا تكون لديهم أيُّ نيَّةٍ للتعويض عن الضرر الذي يلحقونه بعمل الكنيسة والأذى الذي يتسبَّبون به لدخول شعب الله المختار إلى الحياة. وبالتالي، مهما يكن المنظور الذي ترى به الأمر، فإن أضداد المسيح أناسٌ لا يعترفون بأخطائهم ولا يتوبون أبدًا. أضداد المسيح صفقاء مُتبلِّدو الشعور دون أدنى رجاء في الفداء، فهم ليسوا سوى شياطين أحياء" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الحادي عشر). أدركتُ من كلمات الله أن أضداد المسيح يقدّرون مكانتهم وسمعتهم بشكل خاص. مهما كان عدد الأخطاء أو الإغفالات التي يرتكبونها في واجبهم، أو إلى أي مدى يضرون بعمل الكنيسة، فهم لا يعترفون أبدًا بخطئهم. يخشون أن يرى الآخرون عيوبهم وينظروا إليهم باحتقار. لذا بمجرد أن يدركوا أنهم قد ارتكبوا خطأً يوصمهم، سيشعرون بالسوء ويعجزون عن الأكل أو النوم بشكل جيد. سيقدحون زناد فكرهم ويفكرون في طرق لطمس آثارهم واستعادة سمعتهم الخاصة. انطبق الشيء نفسه على سلوكي. لقد اعتبرتُ مكانتي وسمعتي في غاية الأهمية لدرجة أنه عندما وجدت مشكلة في العمل، لم أشعر بأي ندم بسبب إهمالي. لم أتأمل فيما حدث لتفادي المشكلات المستقبلية. كل ما استطعت التفكير فيه كيف سيراني الجميع عندما يعلمون أنني ارتكبت مثل هذه الأخطاء الأساسية وما إذا كانوا سيحتقرونني أو يعتقدون أنني لا أستطيع القيام بعملي. للحفاظ على مكانتي وسمعتي، أمضيت طوال اليوم أشعر بعدم الارتياح إلى درجة أنني عجزت عن النوم. كل ما فكرت به هو كيفية إخفاء خطأي وتجنُّب اكتشاف أمري. أردت التنصل من المسؤولية وإخفاء أخطائي ومنع الآخرين من اكتشاف الأمر. لم أرغب في المواجهة والاعتراف بالخطأ. كنت مخادعة حقًّا، بلا شخصية أو كرامة! في الواقع، بصفتي الشخص المسؤول، كنت أعرف هذه الإجراءات جيدًا. لم يكن هناك مجال للشك أنني المسؤولة الرئيسية. ومع ذلك، كنت آمل أن أُفلت منها أو أجد دليلًا يجعلني ألقي باللوم على من حولي. وفي نهاية المطاف، عندما أدركت أنني لا أستطيع التنصل من المسؤولية، أصررت على لعب دور الضحية ونسبت كل ذلك لسوء الحظ. لم أتلقّه من الله. ولم أتأمل في الذات. كنت فقط أشكو من حظي العاثر. أخفيت أخطائي وانخرطت في الخداع لحماية مكانتي. لقد كان سلوك ضد المسيح. عندما أدركتُ هذا، اعتراني الخوف. كنت أعلم مدى خطورة أن أستمر هكذا وأنا غير نادمة، تمامًا مثل ضد المسيح!

أدركت أيضًا أن جزءًا من سبب عنادي الشديد ورفضي الاعتراف بالخطأ كان بسبب أنني كنت مقيدة وتحت سيطرة منصبي بصفتي شخص مسؤول، مما دفعني إلى التعامل مع أخطائي بشكل خاطئ. وجدت بعضًا من كلمات الله عن هذا. يقول الله القدير، "كيف لك أن تمارس لتكون شخصًا عاديًّا وطبيعيًّا؟ كيف يمكن فعل ذلك؟ ... أولًا، لا تمنح نفسك لقبًا وتصبح مكبلًا به. لا تقل: "أنا القائد، أنا رئيس الفريق، أنا المشرف، لا أحد يعرف هذا العمل أفضل مني، لا أحد يفهم المهارات أكثر مني". لا تنشغل باللقب الذي اخترته لنفسك. فبمجرد قيامك بذلك، ستقيد يديك وقدميك، وسيتأثر ما تقوله وتفعله؛ كما سيتأثر تفكيرك العادي وحكمك على الأمور. لهذا يجب أن تحرر نفسك من أغلال هذه المكانة؛ أنزل نفسك أولًا من هذا اللقب والمنصب الرسمي، وضع نفسك في موضع شخص عادي؛ إذا قمت بذلك، فستصبح عقليتك طبيعية. يجب أيضًا أن تعترف وتقول: "لا أعرف كيف أفعل هذا، ولا أفهم ذلك أيضًا – سأضطر إلى إجراء بعض البحث والدراسة" أو "لم أجرب هذا مطلقًا، لذلك لا أعرف ماذا أفعل". عندما تكون قادرًا على قول ما تفكر فيه حقًّا وتتحدث بصدق، ستتمتع بإحساس طبيعي. سيعرف الآخرون حقيقتك، وبالتالي ستصير لديهم نظرة طبيعية تجاهك، ولن تضطر إلى التظاهر، ولن يكون هناك أي ضغط كبير عليك، وبالتالي ستكون قادرًا على التواصل مع الناس بشكل طبيعي. العيش بهذه الطريقة حرٌّ وسهل؛ وكل من يجد الحياة مرهقة قد تسبب في ذلك بنفسه" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. تقدير كلام الله هو أساس الإيمان بالله). "عند ترقية شخصٍ ما في الكنيسة وتنميته ليكون قائدًا، فإنه يخضع للترقية والتنمية بالمعنى المباشر فقط؛ وهذا لا يعني أنه قائدٌ مُؤهَّل بالفعل، أو قائدٌ كفء، أو أنه قادرٌ بالفعل على أداء عمل القائد، أو يمكنه أداء عملٍ حقيقيّ – فهذا ليس هو الحال. معظم الناس لا يبصرون بوضوح هذه الأشياء، ويتطلَّعون إلى مَن ترقَّوا، معتمدين على تصوراتهم، لكن هذا خطأ. مهما كان عدد سنوات إيمانهم، هل يملك مَن ترقوا حقيقة الحقّ حقًا؟ ليس بالضرورة. هل هم قادرون على إثمار ترتيبات عمل بيت الله؟ ليس بالضرورة. هل لديهم شعور بالمسؤوليَّة؟ هل لديهم التزام؟ هل يمكنهم الخضوع لله؟ هل يقدرون على البحث عن الحق عند مواجهة مشكلة؟ كلّ هذا غير معروفٍ. هل لهؤلاء الأشخاص قلبٌ يتَّقي الله؟ وما مدى اتّقائهم لله؟ هل هم عرضةٌ لاتّباع إرادتهم هم عندما يفعلون الأشياء؟ هل هم قادرون على السعي إلى الله؟ وخلال الوقت الذي يُؤدّون فيه عمل القادة، هل يأتون بصفةٍ منتظمة ومُتكرِّرة أمام الله للبحث عن مشيئة الله؟ هل هم قادرون على توجيه الناس للدخول إلى حقيقة الحقّ؟ إنهم بالتأكيد غير قادرين على القيام بمثل هذه الأشياء على الفور. فهم لم يتلقوا تدريبًا، ولديهم خبرة قليلة جدًا؛ لذا فهم غير قادرين على القيام بهذه الأشياء. ولهذا فإن ترقية شخصٍ ما وتنميته لا يعنيان أنه يفهم الحقّ بالفعل، ولا يعنيان أنه قادرٌ بالفعل على أداء واجبه بشكلٍ مُرضٍ" (الكلمة، ج. 5. مسؤوليات القادة والعاملين). من كلمات الله، فهمت أن كونك قائد أو شخص مسؤول لا يعني أنك مؤهل تلقائيًّا، أو أعلى شأنًا أو أفضل من الآخرين. إنها فرصة لتطوير مهاراتك والتدريب من خلال العمل. يكشف التدريب عن شخصيات الناس الفاسدة ولطالما ستحدث انتكاسات وإخفاقات. وهذا أمر طبيعي تمامًا. لكن عندما وضعت نفسي في موقع الشخص المسؤول، اعتقدت أنني يجب أن أكون أفضل من الآخرين لئلا أرتكب نفس أخطاءهم أو أُظهِر نفس الفساد الذي يرتكبونه. لذا عندما ارتكبت خطأً، لم أرغب في الاعتراف به. واصلت التظاهر والتستر على الأمر. أمضيت جُلّ وقتي يعتريني القلق وعشت حياة صعبة ومرهقة كل ذلك لأنني قدّرت مكانتي وسمعتي. أدركت أيضًا أن ارتكاب الأخطاء وفقدان الكرامة ليسا بالأمر السيئ بالضرورة. كما تقول كلمات الله: "من الجيد أن تجعل من نفسك أضحوكة. فهذا يساعدك على رؤية نقائصك وحبك للغرور. ويكشف لك مكمن مشكلاتك ويساعدك على أن تفهم بوضوح أنك لست شخصًا مثاليًا. لا يوجد أناس مثاليون، ومن الطبيعي جدًا أن تجعل من نفسك أضحوكة. يمر جميع الناس بأوقات يجعلون فيها من أنفسهم أضحوكة أو يشعرون بالإحراج. جميع الناس يفشلون ويمرون بانتكاسات ولديهم نقاط ضعف. أن تجعل من نفسك أضحوكة ليس بالأمر السيئ. عندما تفعل ذلك ولا تشعر بالإحراج أو الاكتئاب، فذلك لا يعني أنك صفيق؛ بل يعني أنك لا تهتم بما إذا كانت مسألة أن تجعل من نفسك أضحوكة سوف تؤثر على سمعتك، ويعني أن غرورك لم يعد يشغل أفكارك. وهذا يعني أنك نضجت في إنسانيتك. هذا رائع! أليس ذلك شيئًا جيدًا؟ إنه شيء جيد. عندما تجعل من نفسك أضحوكة، فلا تعتقد أنك لم تقدم أداءً جيدًا، أو أن حظك سيئ، ولا تبحث عن الأسباب الموضوعية وراء ذلك. هذا أمر طبيعي" [الكلمة، ج. 6. حول السعي إلى الحق. كيفية السعي وراء الحق (2)]. في الواقع، بعد هذه السلسلة من الأخطاء وجهودي المخزية لإخفائها، ربحت أخيرًا بعض المعرفة عن نفسي. رأيت أنني لست أفضل من إخوتي وأخواتي لقد أديت واجبي بلا مبالاة وأوليت اهتمامًا بالغًا بسمعتي ومكانتي. لم يكن لدي حتى الشجاعة للاعتراف بخطئي. أردت التستر على خطئي وخداع الجميع. كنت مرائية خائنة. في الواقع، ليس من المخيف مواجهة المشكلات أثناء أداء واجب المرء. طالما أنك منفتح وصادق وتواجه أخطاءك بهدوء وتتأمل فيها لتتفادى حدوث مشكلات مماثلة في المستقبل ولا يزال بإمكانك ربح شيء ما. هذا هو السلوك والعقل الذي ينبغي أن يتحلى به الناس. والآن بعد أن فهمت مشيئة الله، لم آبه لما يظنه الآخرون بي. لقد أثرتُ بالفعل على عملنا. كان عليَّ فهم حقيقة ما تسبب في هذه الأخطاء لأتجنب ارتكابها مجددًا في المستقبل.

لاحقًا، قرأت مقطعًا من كلمات الله: "عندما يمكن للمرء أن يكون جادًّا ويتحمل المسؤولية، ويبذل كل قلبه وقوَّته، فسيجري إنجاز العمل بطريقة صحيحة. في بعض الأحيان تكون في حالة ذهنية خاطئة، ولا يمكنك العثور على خطأ واضح وضوح الشمس أو اكتشافه. إذا كنت في الحالة الذهنية الصحيحة، فسوف تكون قادرًا على تحديد المشكلة باستنارة الروح القدس وإرشاده. إن كان الروح القدس قد أرشدك ومنحك وعيًا، مما سمح لك بأن تشعر بالوضوح في قلبك وتعرف أين يكمن الخطأ، فسيمكنك عندئذ أن تصحح الانحراف وتسعى إلى مبادئ الحق. أما إذا كنت في حالة ذهنية خاطئة، وكنت شارد الذهن ومهملًا، فهل كنت لتستطيع ملاحظة الخطأ؟ لما كنت لتستطيع ذلك. ما الذي يُرى من هذا؟ وهذا يدل على أنه من المهم جدًّا أن يتعاون الناس على أداء واجباتهم بإتقان؛ فأمزجتهم مهمة جدًّا، والاتجاه الذي يوجهون فيه أفكارهم ونياتهم مهم جدًّا. إنَّ الله يمحِّصُ الحالة الذهنية للناس، ويمكنه أن يراها أثناء أدائهم لواجبهم، ويرى مقدار الطاقة التي يبذلونها. وإنه لأمرٌ مفصليٌّ أن يضع الناس كل قلوبهم وقوتهم فيما يفعلونه. والتعاون عنصرٌ مفصليٌّ. فقط إذا جاهدَ الناس كيلا يشعرون بالندم على التقصير في الواجبات التي أنجزوها والأشياء التي قاموا بها، وألا يكونوا مدينين لله، فسوف يتصرَّفون من كل قلوبهم وقوَّتهم" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). تنص كلمات الله على أنه إذا كانت عقلية أحدهم سيئة ويؤدي واجبه بذهن شارد وإهمال، لا يمكنه رؤية الأخطاء أمام عينيه مباشرة. كان وضعي كما يقول الله. كان هذان الخطئان يحدقان في وجهي، وإذا كنت أوليت مزيدًا من الاهتمام، لوجدتهما بسهولة. لكنني لم ألاحظهما. كان لا بد من إعادة العمل على أحد مقاطع الفيديو وآخر صُوِّر مرتين وكلفنا الكثير من العمالة والموارد. وكان لهذا بالفعل علاقة كبيرة بعقليتي آنذاك. لقد اعتقدت أنني متمرسة في هذا العمل، لدرجة أنني كنت أعرف سير العمل عن ظهر قلب، لذا لم أتوخَّ الحذر كما فعلت عندما بدأت لأول مرة. كنت متكبرة ومهملة. ولا سيَّما فيما يتعلق بالفحوص الأولية، اعتقدت أن الأمر سهلًا لدرجة أنني مررت مرور الكرام بناءً على خبرتي السابقة. لم أنتبه ولم أتحقق من العمل بعناية وانتهى بي الأمر بارتكاب مثل هذه الأخطاء الأساسية. وكل هذا لأنني كنت أعيش بشخصية متكبرة وأتصرف بلا مبالاة في واجبي. لاحقًا، تصارحتُ مع إخوتي وأخواتي بشأن أخطائي التي ارتكبتها في واجبي. لخصتُ المشكلات في عملنا واقترحت بعض المعايير مما يساعد على منع حدوث مشكلات مماثلة في المستقبل. لقد وجدت بعض الطمأنينة من خلال هذا.

وسرعان ما أصبحت مسؤولة عن مشروع جديد. ولكن لأنني لم أنفذ هذا النوع من مقاطع الفيديو من قبل، لم يكن لدي فهمًا راسخًا للتفاصيل الدقيقة المتعلقة به، لذا ظهرت بعض المشكلات أثناء الإنتاج. وعلى الرغم أنني كنت أخشى أحيانًا ما قد يظنه الآخرون، إلا أنني تعاملت مع المشكلات بالعقلية الصحيحة دون أن يسيطر عليَّ كبريائي. مع كل خطأ، كنت أسجله وألخص الانحرافات لإيجاد سبيل لمنعها من الحدوث مرة أخرى. بعد فعل هذا، تمكنت من رؤية إرشاد الله واكتشفت الكثير من المشكلات وصححتها قبل أن تتسبب في أي خسائر للكنيسة. لقد تعلمت من خلال هذا الاختبار أنه إذا أديت واجبك من صميم قلبك، ستنال إرشاد الله وحمايته. في الوقت نفسه، تعلمت أن إحراج نفسك بسبب الأخطاء أو الإخفاقات ليس بالأمر السيئ. لقد ساعدني على رؤية عيوبي وفسادي وأن أنحِّي غروري جانبًا وأعامل نفسي بشكل صحيح.

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

ثمرة مشاركة الإنجيل

منذ فترة، قابلت مسيحية فلبينية على الإنترنت، تدعى تيريزا. عندما تعرفت عليها، رأيت أن لديها إيمانًا حقيقيًا بالرب. قالت إنها لم تفهم أي شيء...

روحٌ مُتشامخة قبل السقوط

بقلم بايكسو – مدينة شينيانج نُقِلْتُ إلى منطقة عمل أخرى نظرًا لحاجة العمل؛ وفي ذلك الوقت، كنت في غاية الامتنان لله. كنت أشعر أنه كان ينقصني...

دون المبادئ لن يثمر الواجب

في فبراير من العام الماضي، نٌقلت قائدًا في الكنيسة. لاحظت أن جوانب العمل في الكنيسة لم تكن فعالة جدًا، وفكرت: "لا بد أن القادة الذين رتبوا...