صحوة متأخرة
في عام 2013، قبلت عمل الله القدير في الأيام الأخيرة. في ذلك الوقت، كنت متحمسة جدًا. كثيرًا ما أقرأ كلمة الله، وأذهب إلى الاجتماعات، وأشارك بنشاط. سرعان ما كلفتني قائدتي بمسؤولية بعض مجموعات الاجتماعات، كما شجعتني كثيرًا على طلب الحق وأعدَّت لتدريني على أن أكون شماسة سقاية. في ذلك الوقت، استمتعت بشعور التقدير، لذلك بذلت جهدي في الشركة عن الحق وحل مشكلات الإخوة والأخوات. أردت من الجميع أن يتطلعوا لي ويقولوا إنني أمتلك مقدرة جيدة، وأنني رغم قصر فترة إيماني، أستطيع أن أشارك عن الحق وأحل المشكلات، وأنني كنت أطلب الحق.
بعد فترة وجيزة، انتقلت الأخت شياوزين إلى كنيستنا. في البداية، كنت مسؤولة عن سقايتها والتقيت بها. بعد مرور بعض الوقت، عقدت الكنيسة انتخابات، ورأى الآخرون أنها سعت حسنًا، ولها مقدرة جيدة، وقبلت الحق تمامًا، فانتخبوها شماسة السقاية. في ذلك الوقت رأيت الأخوة والأخوات يتطلعون إليها، وتقدرها القائدة، وشعرت أنني نُسيت. فشعرت بالغيرة والحزن جدًا. وفكرت: "لو لم تكن شياوزين هنا، لكانت القائدة علمتني بدلًا منها، لكنها جاءت الآن وسرقت وضعي. إذا مارستْ لفترة أطول قليلًا، فستتفوق عليّ، وسيتطلع إليها الإخوة والأخوات أكثر مني". كلما فكرت في الأمر، شعرت بالضيق لدرجة أنني لم أستطع النوم. لمنع القائدة من تعليم شياوزين، قلت عدة مرات أمام القائدة: "لم تؤمن شياوزين منذ فترة طويلة، لذا فهي لا تفهم الحق، ولا يمكنها حل المشكلات بالحق. إنها ليست مناسبة لعمل السقاية". رأت قائدتي أنني كنت في حالة غيرة، فشاركت معي، وأشارت إلى مشكلاتي، قائلة إنني كنت أرغب في المكانة، وكنت أشعر بالغيرة من الآخرين، ولم أستطع رؤية الآخرين يتفوقون عليّ، وأن هذه كانت مظاهر إنسانية سيئة. كنت أعلم أن الغيرة من شياوزين خطأ، وأن الله يكره ذلك، ولم أستطع الاستمرار هكذا. بعد ذلك، كبحت نفسي ظاهريًا وتوقفت عن الحديث عن شياوزين، لكنني لم أستطع التخلي عن الحسد الذي شعرت به تجاهها. أحيانًا، لم تكن تعرف أشياء في العمل وسألتني، وقد رتَّبت لي لدعم الوافدين الجدد. جعلني هذا محبطة للغاية. فكرت: "كنت أرويكِ، ولكن الآن بعد أن أصبح لديك منصب، تأمرينني. هل عليَّ طاعة أوامرك؟ قد لا أكون قائدة أو عاملة، لكنني لست أسوأ منك". فكرت: "أنا بحاجة إلى الشركة عن الحق أكثر لحل مشكلات إخوتنا وأخواتنا. هكذا، سيعتقدون أنني أفضل من شياوزين. بعد ذلك، سأحظى بنصيب أكبر من احترامهم". بعد ذلك، كلما رأيت إخوتي وأخواتي يواجهون صعوبات أو يعانون حالات، كنت أبحث استباقيًا في كلمة الله عن الشركة وأحلها. قال الجميع إنه يمكنني أن أشارك جيدًا، وهذا جعلني سعيدة جدًا.
ذات مرة، أشارت شياوزين إلى مشكلات ليانغ جينغ، لم تقبل ليانغ جينغ الأمر، وشاركت بعض التحيزات والآراء حول شياوزين في الاجتماع، وسعدت عندما سمعتها: "من الجيد رؤية أن كل شخص لديه آراء عنها. هكذا، لن يكون لها مكان في قلوب الإخوة والأخوات". وأسرعت بعد لبانغ جينغ وقلت: "ليس لدي انطباع جيد عن شياوزين أيضًا. الآن بعد أن أصبحت شماسة سقاية، أعتقد أنها تتصرف مثل بعض المسؤولين. ودائمًا ما تأمرني". عندما انتهيت، وافقت ليانغ جينغ وأخت أخرى. قلت إن شياوزين كانت لديها اختبارات سطحية، ولم تفهم الأمور، وتحدثت بحدة للغاية. بعد سماع ما قلته، ازداد تحيز ليانغ جينغ ضد شياوزين بشكل أكبر. في وقت لاحق، في الاجتماعات، عندما شاركت شياوزين، استمعت ليانغ جينغ وهي متجهمة، وأحيانًا كانت تتجادل باستمرار مع شياوزين حول أمور ثانوية، مما تسبب في شعور شياوزين بالقيود، فضلًا عن اضطراب الحياة الكنسية وتعطيلها. في ذلك الوقت، شاركت بشكل سريع مع ليانغ جينغ، حول أنها يجب أن تعامل شياوزين بشكل صحيح، لكنني كنت سعيدة جدًا في الواقع. دائمًا ما جادلت ليانغ جينغ دائمًا مع شياوزين، مما أثر بالتأكيد على حالة شياوزين. إذا أصبحتْ سلبية وفشلت في أداء واجبها جيدًا، فسوف تُستبدل، وبعد ذلك لن يقدرها الإخوة والأخوات كثيرًا. لقد فوجئت عندما تحولت حالة شياوزين بسرعة. كانت لا تزال تتحمل عبئًا في واجبها، وتحمي عمل الكنيسة، ولديها إحساس بالعدالة. بعد بضعة أشهر، اختيرت شياوزين لقيادة الكنيسة. زارها الإخوة والأخوات إليها من أجل كل شيء، وشعرتُ بالحزن الشديد، فكرت: "يمكنني أيضًا حل بعض المشكلات. لست أسوأ منها. لكنها الآن القائدة، ومن الآن فصاعدًا، ستحتل قلوب الإخوة والأخوات دونًا عني". عندما فكرت في هذا، شعرت بالغيرة والمقاومة. لاحقًا، لم أرغب في التحدث معها في الاجتماعات. عندما رأيت أن شركتها لم تكن واضحة أو بعض الأعمال لم تُجرَ جيدًا، لم أحاول التعويض أو الإصلاح. حتى أنني بحثت عن مشكلاتها عن عمد واستهدفتها لأجعلها تبدو سيئة.
ذات في الاجتماع، كانت أختا تتنازعان بسبب اختلاف وجهات النظر، وهذا أزعج حياة الكنيسة. أبلغت شياوزين بهذا، لكنها كانت مشغولة بأمور أخرى ولم تستطع الشركة لحل الأمر في وقته، لذلك ركّزت على هذه المشكلة وقلت أمام الجميع إنها لم تقم بعمل عملي، على أمل ألا يتطلع إليها إخوتنا وأخواتنا بعد الآن. بعد أن سمع البعض ذلك، لاموها على عدم حل المشكلات، مما جعل شياوزين تشعر بقليل من السلبية والإحراج. لاحقًا، في الاجتماعات، عندما كانت شياوزين تحضر، كنت دائمة التنافس معها. لأجعلها تبدو أسوأ وأجعل الجميع يتطلعون إليّ، إذا كان لدى أي شخص مشكلة، وسرعان ما اكتشفت أي أجزاء من كلمة الله يمكن أن تحل المشكلة، وكنت أول من أشارك. لقد شعرت بالرعب من أن شياوزين ستفعل ذلك قبلي، ولن يكون لديَّ أي فرصة للتباهي. عندما رأت شياوزين أنني حللت المشكلة، لم تعد تشارك معي. لأنني كنت أتباهى كثيرًا، فقد أُعجِب بي الجميع. في الاجتماعات، ركَّز الجميع انتباههم عليَّ، وتوقعوا مني الحصول على شركة وحل أي حالات أو صعوبات واجهتها. ذكّرني أحد قادة المجموعة أنني كنت أسعى إلى الشهرة والمنصب، وأسير في طريق ضد المسيح، لكني لم آخذ الأمر على محمل الجد. لاحقًا، أصبحت شياوزين مقيّدة بشكل متزايد في واجبها، وشركتها أقل في الاجتماعات، وكانت في حالة سلبية. قالت إنه سيكون من الأفضل لي أن أتولى واجبها. حتى أنها عرضت الاستقالة عدة مرات. في النهاية، فُصلت لكونها في حالة سيئة وتؤدي واجبها بشكل سيء. كنت سعيدة عندما اكتشفت ذلك. وفكرت: "لقد فُصلت شياوزين أخيرًا. الآن لن تبدو أفضل مني، ولن يعتقد الأخوة والأخوات أنني أسوأ منها".
سرعان ما علمت قائدتي بسلوكي وأتتني للشركة. لقد كشفتني لعدم لعب دور إيجابي في الكنيسة، والتنافس مع شياوزين على المكانة، وغالبًا ما أستخف وأدينها وأحكم عليها وأستبعدها، مما جعلها تشعر بالسلبية والتضييق، وجعل من المستحيل عليها أداء واجبها، وأخيرًا جعلتها ترغب في الاستقالة. كان هذا هجوم عليها، وكان يعطل عمل الكنيسة. كما أشارت قائدتي إلى أن حل مشكلات إخوتي وأخواتي جعلني أبدو مسؤولة ظاهريًا، لكنه كان في الواقع تباهٍ وجلب الآخرين أمامي. أخيرًا، فصلتني قائدتي وعزلتني عن الآخرين، وقالت لي أن أفكر في نفسي. لقد قبلت وأطعت ظاهريًا، لكن شعرت بالظلم داخليًا. ظننت أن قائدتي كانت تتصيد فسادي وتثير قضية لمعاقبتي. لقد عبّرت عن استيائي في الاجتماعات، قائلة إن قائدتي لم تتبع المبادئ، وعاقبتني تعسفيًا، وما إلى ذلك، جعلت الجميع هناك يقفون بجانبي ويدينون قائدتي. لأنني جاهدت من أجل المكانة، وشكّلت تحزبًا، وعطّلت عمل الكنيسة بشكل خطير، ولم أفكر في نفسي بأي شكل، ولم أتب بعد كشفي والتعامل معي عدة مرات من القادة والعاملين والإخوة والأخوات، طُهرت الكنيسة مني أخيرًا.
عندما سمعت عن هذا الترتيب، صدمت. كنت أعاني ألمًا عميقًا وبكيت كثيرًا. فكرت: "انتهى أمري تمامًا. لن أكون قادرة على عيش حياة الكنيسة والوفاء بواجبي، ولن أخلُص". شعرت بأنني مستبعدة من بيت الله، فكنت مكشوفة ومقصيّة. عندما صليت إلى الله لم أشعر بحضوره، وشعرت وكأنني ميتة. أمام حقيقة أن إخوتي وأخواتي كشفوني، وراء الألم واليأس، كان لدي الكثير من المظالم والمقاومة. فكرت: "هل فعلت حقًا الكثير من الشر؟ أهو بهذه الخطورة؟ كيف كان التباهي؟ ألم تكن شركتي كلها مبنية على كلمة الله؟ وكذلك، لقد آمنت بالله لأربع سنوات فقط، وما زلت لا أفهم الحق، لذلك، حتى لو كشفت بعض الفساد وقمت ببعض الأعمال الشريرة، فهذا مغفور، ولا يستحق إبعادي، أليس كذلك؟ ألم يكن التعامل معي بهذه الطريقة قاسيًا للغاية؟" كلما فكّرت أكثر، شعرت بمزيد من السلبية. اعتقدت أنه لا رجاء في إيماني بالله، وأنه ليس لديَّ نهاية أو مقصد. انهمرت دموعي بلا توقف. لم أستطع الأكل أو النوم لأيام، وآلمني رأسي كما لو كان مفتوحًا. شعرت بالتعاسة واليأس. فكرت: "بما أن الحياة مؤلمة للغاية، فمن الأفضل الموت وإنهاء كل شيء".
بعد أيام قليلة جاءت أخت لرؤيتي. رأت وجهي الشاحب، وسمعت صوتي الضعيف، وأدركت أنني ما زلت في حالة سلبية، لذلك شاركت معي. قالت: "عندما تأتي مثل هذه البيئات، يريدنا الله أن نفكر في أنفسنا، ونتعرف على مصدر شرنا، ونتوب ونتغير. ولكن إذا لم نفهم مشيئة الله، فلم نفكر في أنفسنا بشكل صحيح، وظللنا نأخذ في الاعتبار عاقبتنا، ونعارض بشكل سلبي، فإذا استمررنا على هذا النحو، فسوف يبغضنا الله حقًا ويقصينا". وقالت أيضًا: "أساءت شرور أهل نينوى إلى الله، ولكن عندما اعترفوا بخطاياهم بصدق وتابوا إلى الله، رجع عن غضبه ورحمهم". بعد سماع شركة أختي، شعرت ببعض الارتياح.
بعد مغادرتها، فتحت كتاب كلام الله وقرأت هذا المقطع. "بغض النظر عن مدى غضب الله على أهل نينوى، فبمجرد إعلانهم عن الصوم وارتدائهم المُسوح وجلوسهم على الرماد، بدأ قلبه يرق تدريجيًا، وبدأ يُغيّر قلبه. عندما أعلن لهم أنه سيدمر مدينتهم، في اللحظة التي سبقت اعترافهم وتوبتهم عن خطاياهم، كان الله لا يزال غاضبًا منهم. ولكن عندما أجروا سلسلة من أعمال تُظهر توبتهم، تحول تدريجيًا غضب الله تجاه أهل نينوى إلى رحمةٍ لهم وغفرانٍ لخطاياهم. ... استخدم الله موقفه هذا ليُخبر الناس بما يلي: ليس الأمر هو أن الله لا يسامح الناس، أو أنه لا يريد أن يُريهم رحمتَه؛ ولكن بالأحرى حقيقة الأمر أنهم نادرًا ما يتجهون بتوبة حقيقية إلى الله، وأنه لمن النادر أنْ يتحول الناس عن طرقهم الشريرة ويهجروا الظُلم الذي في أيديهم. وبعبارة أخرى، عندما يغضب الله من الإنسان، فهو يأمل أن يتمكن الإنسان من التوبة الحقيقية، ويرجو أن يَرى توبة الإنسان الصادقة، وعندها يستمر بسخاء حقًا في منح رحمته وتسامحه للإنسان. وهذا يعني أنَّ سلوك الإنسان الشرير يستجلب غضب الله، بينما تُمنح رحمة الله وتسامحه للذين يستمعون إلى الله ويتوبون توبة حقيقية أمامه، ولأولئك الذين يستطيعون الابتعاد عن طرقهم الشريرة والتخلي عن الظُلم الذي في أيديهم. كان موقف الله مُعلنًا بوضوح شديد في تعامله مع أهل نينوى: إنَّ رحمة الله وتسامحه ليسا بالصعوبِة التي تحول دون الحصول عليهما، وما يطلُبه من الإنسان هو أن يتوب توبًة حقيقيًة. وما دام َ الناس يبتعدون عن طرقهم الشريرة ويتخلون عن الظُلم الذي في أيديهم؛ فَسيغيّر الله قلبه وموقفه تجاههم" (الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (2)). بعد قراءة كلمات الله، تأثرت كثيرًا. ارتكب شعب نينوى الكثير من الشرور وأساء إلى الله، وكان الله يرسل الكوارث ليهلكهم. ولكن لما سمعوا إعلان يونان، استطاعوا الاعتراف بخطاياهم بصدق، وأن يتوبوا، ويكفوا عن عنفهم، ويتوقفوا عن فعل الشر، عندئذ غيّر الله رأيه وأظهر لهم الغفران والرحمة. منحتني كلمات الله الرجاء. عطّلت أفعالي عمل الكنيسة، وأساءت إلى شخصية الله، لذلك أبعدت عن الكنيسة. كان هذا هو غضب الله عليَّ، وأيضًا توبيخ الله البار. لكن الله لم يحاول إقصائي، أراد الله أن أعترف بشخصيتي الفاسدة وأن أتوب بصدق. لكن ماذا فعلت؟ لم أفكر في نفسي، ولم أعترف بخطاياي وأتُب. كنت لا أزال سلبية ومعارضة، حتى أنني أردت محاربة الله بموتي. لم أكن أعرف ما هو جيد بالنسبة لي. كنت غير عقلانية جدًا! رغم إبعادي عن الكنيسة، فإن عمل الله الخلاصي لم ينته بعد، لذلك لم أستطع التخلي عن نفسي. كان عليَّ التفكير في نفسي، وطلب الحق لمعالجة شخصيتي الفاسدة، والتوبة إلى الله.
ثم صليت إلى الله وقرأت كلام الله لأتأمل في نفسي. ذات مرة رأيت مقطعين من كلمات الله: "بعض الناس يؤلِّهون بولس على وجه الخصوص. إنهم يحبّون الخروج وإلقاء الخُطَب والقيام بالعمل، ويُحبّون حضور الاجتماعات والوعظ؛ ويُحبّون أن يستمع الناس إليهم، وأن يتعبّدوا لهم ويحيطوا بهم. إنَّهم يُحِبّون أن يحتلّوا مكانة في أذهان الآخرين، ويستحسنون تفخيم الآخرين للصورة التي يمثلونها. فلنحلل طبيعتهم من خلال هذه التصرفات: ما هي طبيعتهم؟ إذا تصرَّفوا حقًا على هذا النحو، فهذا يكفي لإظهار أنهم متكبّرون ومغرورون. إنهم لا يعبدون الله على الإطلاق؛ بل يسعون للحصول على مكانة أعلى، ويرغبون في أن يتسلَّطوا على الآخرين، وأن يمتلكونهم، وأن يحتلّوا مكانة في أذهانهم. هذه صورة كلاسيكية للشيطان. ما يميز طبيعتهم هو التكبر والغرور وعدم الرغبة في عبادة الله والرغبة في عبادة الآخرين لهم. يمكن لهذه السلوكيات أن تعطيك صورة واضحة للغاية عن طبيعتهم" ("كيفية معرفة طبيعة الإنسان" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). "إذا كنت تتسم بشخصية متغطرسة ومغرورة، فإن نهيك عن معارضة الله لا يشكّل فرقًا، إذ تفعل هذا رغمًا عنك، وهو خارج عن إرادتك. لن تفعل ذلك عمدًا، بل ستفعل ذلك تحت سيطرة طبيعتك المتكبرة والمتعجرفة. إن تكبرك وتعجرفك سيجعلانك تنظر بازدراء إلى الله وتعتبره بدون أهمية وتمجّد نفسك وتُظهر نفسك باستمرار. سيجعلانك تحتقر الآخرين، ولن يتركا أحدًا في قلبك إلا نفسك. سينتزعان مكان الله من قلبك، وفي النهاية سيجعلانك تجلس في مكان الله وتطلب من الناس أن يخضعوا لك، ويجعلانك تعظّم خواطرك وأفكارك ومفاهيمك معتبرًا أنها الحق. ثمّةَ كثير من الشر يرتكبه الأشخاص الذين يقعون تحت سيطرة طبيعتهم المتكبرة والمتعجرفة!" ("السعي وراء الحق وحده يمكنه إحداث تغيير في شخصيتك" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). كشفت كلمات الله ما أظهرته. كانت لدي شخصيتيّ الغطرسة والبر الذاتي. أحببت التباهي في الشركة وأن أكون مركز الناس، وأردت أن أشغل مكانًا في قلوب الناس، وأجعلهم يتطلعون لي ويعجبون بي. ما حييت بحسبه كان طبيعة شيطانية، مثل الشيطان. في البداية، ركزت القائدة على تعليمي، وقد استمتعت به كثيرًا. لاحقًا، رأيت القائدة تقدر شياوزين وتعلمها. شعرت بأزمة وخشيت أن تحل مكاني، فشعرت بالغيرة منها، وتنافست معها في كل شيء، على أمل قمعها. في الاجتماعات كلما كانت شياوزين حاضرة، حاولت أن أشارك قبل أن تتمكن من ذلك خوفًا من أن تسرق مني الأضواء. لأجعل إخوتي وأخواتي يتطلعون لي، لقد استخدمت كلمة الله استباقيًا في الشركة وحللت أي مشكلات أو حالات كانت لدى إخوتي وأخواتي لإظهار أنني فهمت الحق وأنني تحملت عبئًا لدخولهم الحياة. لقد تباهيت أيضًا في كل مكان، وخدعت كل إخوتي وأخواتي ليتطلعوا إليَّ ويُعجبون بي، وجعلتهم يأتون إليَّ بصعوباتهم وحالاتهم. ألم أكن ببساطة أجلب الناس أمامي؟ رأيت أنني أصبحت متغطرسة لدرجة أنني لم أحترم أحدًا ولم يكن الله في قلبي. لم أكن أتنافس على وضع مع أي شخص، كنت أتجادل مع الله من أجل الناس، الأمر الذي أساء إلى شخصية الله.
بعد ذلك قرأت كلام الله مرة أخرى. "مهما يكن الواجب الذي يؤديه أضداد المسيح، فسوف يحاولون تقلّد منصب رفيع وتولّي المسؤولية؛ إذْ لا يمكنهم مطلقًا أن يكونوا أتباعًا عاديين بهدوء. وما الهاجس الذي يشغل بالهم أكثر من سواه؟ إنه الوقوف أمام الناس وتوجيه الأوامر إليهم، وتوبيخهم، وجعلهم يفعلون كما يقولون. إنهم لا يفكرون أبدًا بكيفية أداء واجبهم أداءً سليمًا، فضلًا عن أن يسعَوا إلى مبادئ الحق، أثناء أداء واجبهم، ليمارسوا الحق ويُرضوا الله. وعوضًا عن ذلك، يُجهدون عقولهم بحثًا عن طرق لتمييز أنفسهم، وجعل القادة يقدّرونهم ويُرَقّونهم لكي يتمكنوا هم أنفسهم من أن يصبح أحدهم قائدًا أو عاملًا، ويستطيع قيادة الآخرين. هذا ما يقضون اليوم كله يفكرون فيه ويتطلعون إليه. أضداد المسيح ليسوا على استعداد لأن يقودهم غيرُهم، ولا لأن يكونوا أتباعًا عاديين، فضلًا عن أن يؤدوا واجباتهم بهدوء ودون ضجيج. مهما تكن واجباتهم، إن لم يستطيعوا أن يتصدروا المشهد، وأن يكونوا أعلى من الآخرين، وأن يكونوا قادة، فلن يجدوا غايتهم في أداء واجباتهم، بل يصبحون سلبيين، وتبدأ همتهم في الفتور. ولولا ثناء الآخرين وإعجابهم لكان الأمر حتى أقل إثارةً لاهتمامهم، بل وتقل رغبتهم في أداء واجباتهم. أما إذا كانوا في الصدارة والمقدمة أثناء أداء واجباتهم، وكان لهم القول الفصل، فإنهم يشعرون بتعزيز موقفهم، ويتحملون أية مشقات. توجد لديهم دائمًا دوافع شخصية في أداء واجباتهم، ويريدون دومًا أن يتعالَوا على غيرهم كوسيلة لإشباع حاجتهم إلى التفوّق على الآخرين، وإرضاء أهوائهم وطموحاتهم. وأثناء أدائهم لواجباتهم، علاوةً على قدرتهم التنافسية العالية – حيث ينافسون في كل ناحية ليَبرُزوا ويكونوا في القمة ويَعلوا على الآخرين – يفكرون دائمًا بكيفية تعزيز مكانتهم وسمعتهم ووجاهتهم. وإن كان ثمّة امرؤ يهدد مكانتهم أو سمعتهم، فلا يقفون عند حد، ولا تأخذهم رأفة، في تحطيمهم وإقصائهم. إنهم حتى يستخدمون وسائل دنيئة لمهاجمة القادرين على السعي إلى الحق، والذين يؤدون واجبهم بإخلاص وشعور بالمسؤولية، كما أنهم يمتلئون بالحسد والكراهية نحو الإخوة والأخوات ذوي الأداء المميز. ولديهم كراهية خاصة نحو الذين يحظون بتأييد باقي الإخوة والأخوات ورضاهم. إنهم يؤمنون أن أمثال هؤلاء الأشخاص يمثلون تهديدًا خطيرًا لما يسعون جاهدين من أجله، ولمكانتهم وهيبتهم، ويُقسمون في قلوبهم أنه "إما أنت وإما أنا، إما أنا وإما أنت، لا مكان لكلَيْنا معًا، وإذا لم أُطِح بك وأتخلص منك فلا أستطيع أن أتحمل الأمر!" إنهم شديدو البأس على الإخوة والأخوات الذين يحملون رأيًا مخالفًا لهم، أو الذين يُبدون بعض عيوبهم، أو الذين يهددون مكانتهم؛ فهم يفكرون بأي شيء يستطيعون إيجاده ضدهم، وتشويه سمعتهم وتدميرهم، ولن يستريحوا حتى يفعلوا ذلك" ("لا يُؤدِّون واجبهم سوى لتمييز أنفسهم ولإرضاء مصالحهم وطموحاتهم؛ فهم لا يراعون أبدًا مصالح بيت الله، بل يبيعون حتَّى تلك المصالح مقابل المجد الشخصيّ (الجزء السابع)" في "كشف أضداد المسيح"). "مهما كانت الطريقة التي يخدع بها أضداد المسيح الناس ويحاولون تقييدهم بها، هناك شيء واحد مؤكد: من أجل سلطتهم ومكانتهم، سيقدحون زناد فكرهم ويستخدمون كل الوسائل المتاحة لهم لتحقيق أهدافهم. هناك شيء آخر مؤكد أيضًا: مهما كان ما يفعلونه، فهم لا يؤدون واجبهم، كما أنهم لا يؤدونه من أجل أدائه جيدًا، بل من أجل تحقيق هدفهم في الاستيلاء على السلطة داخل الكنيسة. والأكثر من ذلك، أنه مهما كان ما يفعلونه، لا يأخذون في الحسبان أبدًا مصالح بيت الله، كما لا يولون أي اعتبار لمصالح مختاري الله. لن تجد أيًا من هذين الشيئين في قاموس ضد المسيح؛ كلاهما غائب عن طبيعتهم. مهما كان مستواهم كقادة، فهم غير مبالين تمامًا بمصالح بيت الله والمختارين. في نظرهم، لا علاقة لهم بعمل الكنيسة ومصالح بيت الله؛ إذ يحتقرون كليهما. إنهم لا ينظرون بعين الاعتبار سوى إلى مكانتهم ومصالحهم. من هذا، يمكننا أن نرى أن طبيعة أضداد المسيح وجوهرهم لا يتصفان بالشر فحسب، بل أيضًا الأنانية والدناءة الشديدتين. فهم لا يعملون إلّا لخدمة شهرتهم وثروتهم ومنصبهم، ولا يبالون إن عاش الآخرون أو ماتوا، ويستخدمون أي طريقة مناقضة للضمير لقمع أي شخص يشكل خطرًا على مكانتهم وإقصائه ومعاقبته بوحشية" ("يربكون الناس ويستميلونهم ويُهدِّدونهم ويتحكَّمون بهم" في "كشف أضداد المسيح"). لمست كلمات الله قلوبنا حقًا. لقد رأيت أن مظهري وشخصيتي كانا مثل ضد المسيح، وهو ما يكشفه الله. إن أضداد المسيح أنانيون، وحقراء، ولا يعيرون اهتمامًا إلا بسمعتهم ومكانتهم. إنهم لا يفكرون أبدًا في مشاعر الآخرين أو يحافظون على عمل عائلة الله. إذا كان أي شخص يشكل تهديدًا منصبهم، فإنهم يحسدونه ويكرهونه، وحتى يهاجمونه ويستبعدونه بلا ضمير، ولا يكتفون حتى يصبح هؤلاء الأشخاص سلبيين ويُهزمون. أدركت أنني كنت الشيء نفسه. عندما اختيرت شياوزين لتكون الشماس السقاية، كانت تحظى بتقدير كبير من القائدة، وإعجاب الإخوة والأخوات، اعتبرت شياوزين شوكة في جانبي، وكنت أرغب دائمًا في هدمها. كما كشفت مرارًا عن نواقصها أمام القائدة، أؤمل بفارغ الصبر أن تستبدلها القائدة، حتى يركز الإخوة والأخوات عليّ. بصفتها شماسة السقاية، كان من حقها أن ترتب لي أشياء لأفعلها، لكنني لم أستطع أن أجبر نفسي على الخضوع. لطالما اتخذت منها موقفًا ورفضت التعاون مع عملها، وأشعرتها بأنها مقيَّدة في واجبها. لقد بدأت للتو كقائدة، لذلك كان من الطبيعي ألا تنفَّذ بعض الأعمال بشكل صحيح. ولكن لأجعل إخوتي وأخواتي يرفضونها ولا يستمعون إليها، تصيَّدت لها الأخطاء والهفوات في واجبها واستغللتها، وكشفت عيوبها واستخففت بها وأدنتها أمام إخوتنا وأخواتنا، وزرعت الفتنة من وراء ظهرها، وتسبب في تحيُّز البعض ضدها، وعدم دعم عملها، وعزلها واستبعادها. هذا لم يعطّل حياة الكنيسة فحسب، بل جعلها محرجة وسلبية، وأخيرًا تريد الاستقالة. عندما رأيت شياوزين تشعر بالسلبية والقمع، لم ألُم نفسي، بل فرحت في محنتها، وشعرت بأني أستطيع أن أبرز بمجرد فصلها. كنت شريرة جدًا وحقيرة! رغم أن شياوزين آمنت منذ فترة قصيرة، وكانت النقائص وأوجه القصور، فقد تمتعت بمقدرة جيدة، وكانت صادقة ولديها شعور بالعدالة. عندما رأت الآخرين يعانون من مشكلات وانحرافات، أمكنها أن تقدم الإرشاد والمساعدة، وأمكنها أيضًا حماية مصالح بيت الله. وجودها كقائدة كان مفيدًا لعمل بيت الله ودخول إخوتنا وأخواتنا الحياة، وعليّ أن أدعمها وأتعاون معها. ولكن لحماية سمعتي ومكانتي، دون التفكير في عمل بيت الله، استخدمت وسائل بلا ضمير للتشاجر معها، وقمعها بدافع الغيرة. ولن أتوقف حتى لم تعد قادرة على أداء واجبها. لم أجلب فقط الألم والأذى لشياوزين، بل عطلت وعرقلت عمل بيت الله. لقد رأيت أن إنسانيتي سيئة للغاية وشخصيتي شريرة. لربح مكانة، كنت على استعداد لمعاقبة الآخرين. فكرت كيف أن التنين العظيم الأحمر، لتثبيت نظامه، عندما يعرّض أي شخص أو قوة وضعه للخطر، يحاول بكل السبل أن يهزم الناس وينتقدهم بل ويقتلهم. رأيت أن طبيعتي كانت خبيثة وشريرة مثل التنين العظيم الأحمر! بمجرد إدراكي ذلك، شعرت بالندم والكراهية لنفسي. لقد منحني الله فرصة لأقوم بواجب، حتى أتمكن من طلب الحق، والتخلص من الفساد، والتعاون مع إخوتي وأخواتي، والتعلُّم من نقاط قوتهم، وحماية العمل الكنسي. في حين أنني، لقد قوضته وقمت مرارًا بأعمال شريرة عطّلت عمل بيت الله. لم يكن لدي أي ضمير أو إنسانية إطلاقًا، ولم أستحق أن أكون إنسانة. ذكّرني إخوتي وأخواتي عدة مرات لمساعدتي، لكنني كنت مدفوعة بسمعتُي ومكانتي ولم آخذ الأمر على محمل الجد أبدًا، بل قاومت ولم أُرِد أن أتوب. بعد أن فُصلتُ، لم أفكر في نفسي، واشتكيت مظالمي، ونشرت استيائي من القائدة، ودفعت إخوتي وأخواتي لإدانة القائدة، وواصلت إزعاج حياة الكنيسة. أصررت على اتخاذ هذا الطريق المسدود، وبدأت أفكر في نفسي وأعرف نفسي فقط بعد أن أُبعدت عن الكنيسة. كانت شخصيتي عنيدة للغاية واحتقرت الحق. رغم التعامل والتأديب مرات عديدة، فإنني لم أتُب، كنت لا أزال أعادي الله بعناد، واستخدمت وسائل خسيسة لإسقاط وهزيمة إنسانة صالحة طلبت الحق، عرقلتُ وتشاجرتُ في مكان عمل الله، وعطلت عمل بيت الله، وأفسدت الفرصة التي منحها الله لي لربح الحق، والخلاص. لقد كان برُّ الله هو الذي أبعدني عن الكنيسة. كان خطأي. لم أتعرض للظلم إطلاقًا.
لاحقًا، قرأت مقطعين من كلام الله. "لقد قمتُ بالكثير من العمل وتكلمت بالعديد من الكلمات بينكم، فكم منها دخل حقًا في آذانكم؟ ما مقدار ما أطعتموه منها؟ عندما ينتهي عملي، سيكون هو الوقت الذي تتوقف فيه عن معارضتي، والذي تتوقف فيه عن الوقوف ضدي. بينما أعمل، تتصرفون ضدي باستمرار، ولا تلتزمون أبدًا بكلامي. أقوم بعملي، وأنت تقوم بـ"عملك" الخاص، صانعًا مملكتك الصغيرة الخاصة. لستم سوى زمرة من الثعالب والكلاب، تفعل كل ما يعارضني! ... صورتكم أكبر من صورة الله، ومكانتكم أعلى من مكانة الله، فضلًا عن هيبتكم بين البشر – لقد أصبحتم أصنامًا يعبدها الناس. ألم تصبح رئيس الملائكة؟ عندما تُكشف عواقب الناس، وهذا أيضًا عندما يقترب عمل الخلاص من نهايته، سيكون العديد من بينكم جثثًا غير قابلة للخلاص ويجب استبعادها" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الممارسة (7)). "سأُخضع كل الذين أثاروا غضبي لعقابي، سأُمطر كل غضبي على تلك الوحوش التي كانت في يوم من الأيام ترغب في الوقوف جنباً إلى جنب معي كمساوية لي، ومع ذلك لم تعبدني أو تطعني، وستهوي العصا التي أضرب بها الإنسان على تلك الحيوانات التي كانت ذات يوم تتمتع برعايتي وبالأسرار التي تحدثت بها، وعلى الذين حاولوا الحصول على المتعة المادية مني. لن أكون متسامحًا تجاه أي شخص يحاول أخذ مكاني، ولن أعفو عن أي من أولئك الذين يحاولون انتزاع الطعام والملابس مني. في الوقت الحالي، ستبقون سالمين من الأذى وتستمرون في المبالغة فيما تطلبونه مني. وعندما يحين يوم الغضب لن تكون لديكم مطالب أخرى مني. في ذلك الوقت، سأترككم "تمتعون" أنفسكم حتى تقروا عيناً، وسوف أمرغ أنوفكم في التراب، ولن تتمكنوا من النهوض ثانية أبداً!" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أن تكون شخصيتك غير متغيرة يعني أنك في عداوة مع الله). أثارت كلمات الله الجليلة والغاضبة قلبي. شعرت بغضب الله، ورأيت أن شخصية الله بارة ولا يمكن الإساءة إليها. يكره الله كل من يتنافس معه على المنصب. هؤلاء الناس سيلعنهم الله ويعاقبهم، ولا أحد يستطيع الهروب. لربح مكانة، جاهدت مع الآخرين من أجل الشهرة والثروة، وهاجمت ورفضت أولئك الذين يطلبون الحق، كما تباهيت في كل مكان وجلبت الناس أمامي. كنت أتنافس مع الله على المنصب والناس، وهذا أساء بشدة إلى شخصية الله. شعرت أنني ارتكبت شرًا عظيمًا وخطية لا تغتفر. كان الأمر كما لو أنني طرقت أبواب الجحيم. كنت مرعوبة للغاية لدرجة أنني شعرت بصعوبة في التنفس. لم أكن أعرف ما إذا كان بإمكاني أن أتلقى رحمة الله. قد لا يغفر الله لي. هل سيقتلني ويدمرني في أي وقت؟ بألمٍ، وقفت أمام الله مرارًا لأصلي وأعترف بخطاياي وأتوب. وقلت: "يا الله، لقد فعلت الشر، وقاومتك، وأسأت إلى شخصيتك. أعيش في حالة من الذعر كل يوم، أخشى أن تأتيني العقوبة واللعن في أي وقت. إني أتوب يا الله. فأرجوك خلصني". بعد أن صليت، شعرت بالهدوء قليلًا.
خلال عبادتي الروحية، رأيت كلمات الله هذه: "يدينكم الله اليوم ويحكم عليكم ويوبِّخكم، ولكن يجب أن تدرك أن الهدف من إدانتك هو أن تعرف نفسك. إن الهدف من الإدانة واللعنة والدينونة والتوبيخ أن تعرف نفسك لكي تتغيَّر شخصيتك وتعرف قيمتك وترى أن جميع أعمال الله بارة ومتوافقة مع شخصيته ومتطلبات عمله، وأنه يعمل وفقًا لخطته لخلاص الإنسان، وأنه الإله البار الذي يحب الإنسان ويخلِّصه ويدينه ويوبِّخه. إذا كنت لا تعرف سوى أن مكانتك وضيعة، وأنك فاسد وعاصٍ، ولكنك لا تعرف أن الله يريد أن يوضِّح خلاصه لك من خلال الدينونة والتوبيخ اللذين يفعلهما فيك اليوم، فليس أمامك طريقة تربح بها الاختبار، فضلًا عن أنك غير قادر على الاستمرار في التقدم إلى الأمام. لم يأتِ الله ليقتل ويدمر، بل ليدين ويلعن ويوبِّخ ويُخلِّص. وحتى تأتي خطة تدبيره التي استمرت لستة آلاف عام إلى نهايتها، وقبل أن يوضح نهاية كل فئة من فئات البشر، فإن عمل الله على الأرض هو من أجل الخلاص؛ فغرض عمله الخالص هو تكميل الذين يحبونه تكميلًا تامًا وجعلهم يخضعون لسيادته. ... فكِّروا في الأمر: إن كان قصدي (أنا الله) من المجيء هو إدانتكم ومعاقبتكم، وليس خلاصكم، هل كانت أيامكم ستطول بهذا المقدار؟ هل كان بإمكانكم، أنتم الكائنات الخاطئة التي هي من لحمٍ ودمٍ، البقاء إلى اليوم؟ لو كان الهدف من مجيئي فقط هو معاقبتكم، فلماذا صرت جسدًا ولماذا كنت سأشرع في هذه المغامرة؟ ألم يكن ليستغرق الأمر مني كلمة واحدة فقط لأعاقبكم أيها الفانون؟ هل كنت سأظل محتاجًا إلى إهلاككم بعدما أدينكم عن قصد؟ ألا تزالون غير مؤمنين بكلماتي هذه؟ هل كان بإمكاني أن أخلِّص الإنسان فقط من خلال المحبة والرحمة؟ أم كان بإمكاني أن أستخدم الصلب فقط لأخلِّص الإنسان؟ أليست شخصيتي البارة تساعد على جعل الإنسان مطيعًا بالكامل؟ أليست قادرة بصورة أكبر على تخليص الإنسان خلاصًا تامًا؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. عليك أن تتخلَّى عن بركات المكانة وتفهم مشيئة الله لجلب الخلاص للإنسان). بعد قراءة كلمات الله تأثرت كثيرًا. لقد فهمت أيضًا أن الله استخدم كلمات صارمة لكشفي وإدانتي، حتى يشجبني ويلعنني، لكنه لم يفعل هذا ليهلكني. لكن ذلك كان لأتمكن من معرفة نفسي، وأرى بوضوح طبيعتي الشيطانية المقاومة الله، وأصير قادرة على التوبة والتغيير. وسمح لي أيضًا بمعرفة شخصية الله البارة. عندما يناضل الناس من أجل المكانة أو يعطلون ويدمرون عمل بيت الله. فالله الله يكره هذا ويجده غير محتمل. الله مصدر كل الأشياء الإيجابية، ولا يحتمل وجود السلبيات والشر. الكنيسة هي المكان الذي يعبده فيه شعبه المختار، ويطلبون الحق. إنها أيضًا المكان الذي لا تعاق فيه مشيئة الله. لكن أنا؟ لم ألعب دورًا إيجابيًا في الكنيسة. كل ما فعلته هو الإزعاج وهدم الأشياء، فجاء عليَّ غضب الله وطُردت من الكنيسة التي كانت برُّ الله. طوال هذه السنوات، لم أكن أطلب الحق، كنت أسعى فقط إلى الشهرة والمكانة. عندما يعرِّض شخص ما منصبي للخطر، كنت أشعر بالغيرة وعدم الرضا، وأعرقل عمل بيت الله، وهو طريق ضد المسيح. لقد فعلت الكثير من الشر واستحقت أن يعاقبني الله، لكن الله لم يعاملني بحسب الشر الذي عملته. عندما كنت أشعر بالألم واليأس وأفكر في الموت، خاف الله أن أقع في حِيل الشيطان، فاستخدم شركة أختي معي وكلماته لتنويري وإرشادي، وأخرجني من سلبيتي. شعرت في أعماق قلبي أن كل هذا كان محبة الله وخلاصه.
بمجرد أن فهمت مشيئة الله، لم أعد أرغب في الشعور بالاكتئاب بعد الآن. بعد ذلك، قرأت مقطعًا آخر من كلمات الله: "يتعيّن على الإنسان بصفته أحد عناصر المخلوقات أن يحتفظ بمركزه وأن يتصرّف بضميرٍ حيّ. احرس بإخلاصٍ ما عهده الخالق إليك. ولا تتصرّف ضد القواعد أو تفعل أشياء خارج نطاق قدرتك أو تفعل أشياءَ يبغضها الله. لا تحاول أن تكون عظيمًا أو استثنائيًّا أو فوق الآخرين، ولا تسعَ لأن تصبح الله. هذا ما يجب على الناس ألّا يتمنوا أن يكونوا عليه؛ فسعي المرء لأن يصبح عظيمًا أو استثنائيًّا أمرٌ سخيف، وسعي المرء ليصبح الله أشد خزيًا؛ إنه لأمرٌ شائن ومهين. أمّا الجدير بالثناء وما يجب أن تتمسّك به المخلوقات أكثر من أيّ شيءٍ آخر فهو أن تصبح مخلوقًا حقيقيًّا؛ فهذا هو الهدف الوحيد الذي يجب على جميع الناس السعي نحوه" (الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (1)). جعلتني كلمات الله أشعر بالحرج والخجل. أنا مجرد كائن صغير مخلوق، شخص فاسد قذر، ومع ذلك، أردت أن يتطلع إليّ الآخرون ويعجبون بي. تباهيت في كل مكان، وحاولت أن أسرق الأضواء أينما ذهبت، واستخدمت كلمة الله في الشركة مع الآخرين. حقا لم يكن لدي أي عقل إطلاقًا! لم أمتلك أيًا من وقائع الحق، ولم أكن أمتلك أي معرفة حقيقية بنفسي. كل ما قلته كان حروف وتعاليم، لكنني تحدثت كثيرًا. وكان جوهر كلامي الارتباك. لم يكن لدي أي معرفة بنفسي، لكنني هاجمت شياوزين واستبعدتها. كنت متغطرسة بشكل غير معقول. كنت قبيحة جدًا ومقززة جدًا! يجب أن أتخلى عن طموحاتي ورغباتي، وأهذب سلوكي، وأبقى في مكاني المناسب، وأؤدي واجبي بطريقة واقعية. هذا هو العقل الذي يجب أن يكون للكائن المخلوق. مهما كانت عاقبتي، أقسمت أنني سأؤدي واجبي جيدًا. ما دمت حيَّة، كنت أعلم أنني يجب أن أطلب الحق، وأهرب من فسادي، وأحيا بحسب الشبه البشري، لتعزية قلب الله. بعد ذلك، صليت إلى الله يوميًا، طالبة منه أن يرشدني في التأمل الذاتي لأتوب وأتغير. عندما قرأت كلمة الله، ركزت على مقارنة نفسي بها، وتأمل وفحص ما كنت أظهره كل يوم. ببطء، ربحت بعض المعرفة عن شخصيتي المتغطرسة، وأفعالي الشريرة وهويتي ومكانتي. كما بذلت قصارى جهدي لنشر الإنجيل بين أقاربي وأصدقائي ومعارفي، وساعدت الكنيسة في عملها في الأماكن التي يمكنني فيها القيام بدوري، وكثيرا ما استضفت إخوتي وأخواتي. شعرت بسعادة كبيرة، واتخذت قراري مهما كانت الطريقة التي عاملني بها الله أو ما إذا كانت لدي غاية جيدة، لن أحاول القيام بأي مساومات أو طلبات، وسأؤدي واجبي جيدًا.
بشكل غير متوقع، في الأول من ديسمبر 2020، أخبرتني قائدتي أنني قُبلت مجددًا في الكنيسة، ويمكنني أن أعيش حياة الكنيسة مجددًا. عندما سمعت هذا الخبر، كنت تحمست للغاية لدرجة أن انهمرت دموعي. قلت في نفسي: "لقد فعلت الكثير من الشر، لكن عندما تُبت حقًا، قُبلت للعودة إلى الكنيسة. هذه حقًا محبة الله ورحمته". بالنظر إلى الوراء، شعرت دائمًا أنني أسعى جيدًا، تحملتُ عبئًا في واجبي، وأحببت إخوتي وأخواتي. فقط من خلال الكشف والإبعاد والدينونة وإعلان كلمة الله، رأيت أن الشيطان قد أفسدني إلى درجة أنني غير إنسانية، وأن كل ما كنت أفكر فيه هو الشر. لولا دينونة الله وتوبيخه، كنت لأستمر في متابعة الوضع لإرضاء طموحاتي ورغباتي، لا أفكر في نفسي ولا أصحو أبدًا. لقد اختبرت حقًا ما يقوله الله: "اعلم أن توبيخ الله ودينونته هما النور، ونور خلاص الإنسان، وأنه لا توجد بركة أو نعمة أو حماية أفضل من ذلك للإنسان" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. اختبارات بطرس: معرفته بالتوبيخ والدينونة). بعد اختبار هذه الأشياء، رأيت شخصية الله البارة. لقد رأيت أيضًا حماية الله وخلاصه لي. رغم أن شخصيتي الفاسدة لا تزال خطيرة للغاية، فأنا على استعداد للعمل بجد لقبول دينونة الله وتوبيخه، وقبول تهذيب إخوتي وأخواتي وتعاملهم معي، والسعي لتغيير شخصيتي والحياة بحسب الشبه الإنساني.
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.