سجينة عائلتي

2023 أغسطس 13

قبلتُ عمل الله في الأيام الأخيرة في عام 2019. عند قراءة كلام الله، رأيتُ كيف يكشف الله القدير الحق الداخلي لمراحل عمل الله الثلاث لخلاص البشرية، لغز تجسد الله، ومعنى عمل الدينونة، وكيف يفسد الشيطان الناس، وكيف يخلص الله الناس، وكيف يمكن تطهير الناس ونولهم وجهة جميلة. هذه الكلمات لها سلطة، ولم أسمعها من قبل. أحسستُ أنها جديدة وعملية وتغذيني، وتروي عطشي الروحي. كنت واثقة أن الله القدير هو الرب يسوع العائد، وكنتُ متحمسة للغاية. لم أتخيل أبدًا أنه يمكنني الترحيب بعودة الرب يسوع خلال حياتي. عرفتُ أني محظوظة. بعد ذلك، كنت أحضر الاجتماعات كثيرًا، وأُبشر بالإنجيل، وكان كل يوم مشبعًا وممتعًا. ولكن بعد شهرين، اكتشف أخي الأصغر وزوجة أخي إيماني بالله. زوجة أخي صينية وكانت تعمل في إدارة حكومية، لذلك ذهب أخي إلى الصين معها. اتصل بي أخي ووبخني قائلاً: "الحكومة الصينية تضطهد المؤمنين بالله القدير. أنا لا أعارض إيمانك بالرب يسوع، لكن لا يمكنك أن تؤمني بالله القدير. أنتي تؤمنين بشخصٍ، وليس بالله". بمجرد أن سمعت ذلك، علمت أن أخي يكرر شائعة، لأني عندما كنتُ أسعى وأتحرر، شاهدت العديد من مقاطع الفيديو لمؤمنين من كنيسة الله القدير يُضطهدون من قِبَل الحزب الشيوعي الصيني، وكنت أعلم أن الطريق الحق يواجه الاضطهاد منذ القِدَم. عندما يأتي الله الى العمل، لا بد ان تضطهده قوى الشيطان. تمامًا كما حدث عندما جاء الرب يسوع للعمل، قاومه واضطهده الزعماء الدينيون والنظام الروماني بشكل محموم. فقُلتُ له، "أنا أؤمن بالله، وليس ببشر. عندما يأتي الله إلى الأرض للعمل وخلاص البشرية، يجب أن يتجسد كابن الإنسان، حتى نتمكن من الاقتراب منه. ولأن الله يصير بشرًا، فيجب أن يولد في أسرة ويعيش حياة إنسانية طبيعية. يبدو الله القدير وكأنه شخصًا عاديًا، ولكن لديه روح الله في داخله، وجوهره هو جوهر الله. لقد عبر الله القدير عن حقائق كثيرة ويعمل على تطهير البشرية وخلاصها، وهو أمر لا يمكن لأحد غيره أن يفعله. بدا الرب يسوع وكأنه شخصًا عاديًا، ولكن كان جوهره هو جوهر الله، وتمكن من التعبير عن الحق وفداء البشرية. كان هذا أمرًا لا يستطيع البشر العاديون فعله. هل يمكنك القول أن الإيمان بالرب يسوع هو إيمانٌ ببشر؟ لا تقم بتخمينات سخيفة بشأن ما لا تفهمه. إثم التجديف على الروح القدس لا يمكن أن تغفر أبدًا. لقد جدَّف الفريسيون على الرب يسوع بقولهم ان بعلزبول ساعده على طرد الشياطين. وفي النهاية، عاقبهم الله ولعنهم. أنا لا أجبرك على الإيمان، فلا تعيقني عن الإيمان بالله!" لم يستمع إليَّ على الإطلاق. كلما دحضته، زاد في توبيخي. عندما رأيت أنه مخدوع بشائعات الحزب الشيوعي الصيني ويجدِّف على الله، خاب أملي فيه. في اليوم التالي، اتصلت زوجة أخي أيضًا لإقناعي بعدم الإيمان، وحاولت أن تخيفني، "إيمانك بالله القدير غير قانوني في الصين. يمكن أن يتم إطلاق النار عليك بسببه. إذا كنتِ تؤمنين بالله في الصين، فكان سيتم القبض عليك منذ فترة طويلة. تعتقل الحكومة الصينية كل مؤمن يجدونه في كنيستك. لا يمكن لأحد الإفلات". أظهر لي كلام زوجة أخي الحقيقة الفعلية لمقاومة الحزب الشيوعي الصيني لله واضطهاده للمسيحيين، وفهمت الوضع الصعب للإخوة والأخوات الصينيين الذين يؤمنون بالله. في الوقت نفسه، بدا الأمر غريبًا أيضًا. كنت أؤمن بالرب منذ ثماني سنوات، لكن عائلتي لم تتدخل في شأني قط. لماذا اضطهدوني جميعًا بمجرد أن آمنت بالله القدير وصاروا غير مبالي بي؟ عندها تذكرتُ أن إخوتي وأخواتي قد شاركوا أنه منذ القِدَم يتعرض الطريق الحق للاضطهاد، وحيثما يعمل الله، يتدخل الشيطان. فهمتُ أن اضطهاد عائلتي لي كان تشويشًا من الشيطان، لذلك كلما تعرضتُ للاضطهاد، كنت أرغب في اتباع الله القدير وتجنب حيل الشيطان.

بعد ذلك، شارك إخوتي وأخواتي كلمات الله معي، "إن عمل الله الذي يقوم به في الناس يبدو ظاهريًا في كل مرحلة من مراحله كأنه تفاعلات متبادلة بينهم أو وليد ترتيبات بشرية أو نتيجة تدخل بشري. لكن ما يحدث خلف الكواليس في كل مرحلة من مراحل العمل وفي كل ما يحدث هو رهان وضعه الشيطان أمام الله، ويتطلب من الناس الثبات في شهادتهم لله. خذ على سبيل المثال عندما جُرِّبَ أيوب: كان الشيطان يراهن الله خلف الكواليس، وما حدث لأيوب كان أعمال البشر وتدخلاتهم. إن رهان الشيطان مع الله يسبق كل خطوة يأخذها الله فيكم، فخلف كل هذه الأمور صراعٌ" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. محبة الله وحدها تُعد إيمانًا حقيقيًا به). بقراءة كلام الله، أدركتُ أنها معركة روحية. عندما يخلص الله شخصا ما، يبذل الشيطان قصارى جهده لتشويشه وإعاقته وجره لأسفل معه حيث الجحيم. ما حدث ذلك اليوم هو أنه في الظاهر، كان أخي وزوجته يعيقونني، ولكن في الواقع، كان هذا تشويش الشيطان. كان علاقتي بهما جيدة في السابق، وكان أخي عادةً يستمع إليَّ، ولكن بعد استماعهم لشائعات الحزب الشيوعي الصيني، كأنهم تبدلوا تمامًا. استخدموا كل أنواع الحيل لإجباري على ترك الله، والكلمات التي قالوها أرعدت قلبي. آمنتُ بالله في تايلاند، وأرادوا السيطرة عليَّ. لو كنتُ في الصين، لكانوا أرسلوني إلى السجن. رأيتُ أن الشيطان شريرٌ حقًأ، وأنني لا أسلُك نفس الطريق الذي يسلكانه. ظاهريًا، كانا قريباي، لكننا لم نكن متوافقين روحيًا على الإطلاق. لم تكن بيننا لغة مشتركة، ولم ننتمِ إلى نفس النوع من البشر، ولم يتبقَّ أي من العاطفة القديمة بيننا. في ذلك المساء، شاهدتُ مقطع فيديو لشهادة حول الإخوة والأخوات الذين يتم تعذيبهم على يد الحزب الشيوعي الصيني مهما بلغت معاناتهم، ظلوا يتبعون الله بإصرار. من خلال الصلاة إلى الله وإرشاد كلامه، كانوا قادرين على التغلب على ضعفهم الجسدي، بل ضحى بعضهم بحياته ليثبتوا في شهادتهم. كانت خبراتهم إلهامًا لي. في مثل هذه الظروف المؤلمة، ظل بإمكانهم الحفاظ على إيمانهم بالله وعدم مهادنة للشيطان. لم يكن ما عانيته شيئًا مقارنة بهذا. منحني هذا مزيدًا من الإيمان في مواجهة ما قد يجرى لاحقًا.

عندما لم يتمكنوا من إقناعي، حرضوا زوجي على إيقافي، زاعمين إنني إذا آمنت بالله، فلن أرغب في أطفال أو عائلة. كما قام القس بنشر الافتراءات الزائفة لخداع زوجي، قائلاً أنني أؤمن ببشر. بعد أن سمع زوجي هذه الأمور، اتبعهم في معارضتي. فصار إذا رآني أحضر اجتماعات على الإنترنت أو أتصفح موقع كنيسة الله القدير، يفصل كابل الشبكة عادةً في المنزل، ثم يغلق الباب ولا يسمح لي بالدخول إلى الغرفة. لقد فعل كل ما في وسعه لإزعاجي ومنعي من حضور الاجتماعات أو قراءة كلمة الله. كنت أعلم أن هذا كان تدخل الشيطان، لذلك لم أستطع التنازل. عندما رأى زوجي أنه لا يستطيع ردعي، قال، "إذا استمررتِ في الإيمان بالله القدير، فلنتطلق! وسيكون عليك مغادرة هذا المنزل. خذي قرارِك اليوم!" قلتُ، "لو لم أؤمن بالله، لكنتُ طلقتك منذ فترة طويلة. كانت لديك عشيقة من قبل، لكنني تغاضيتُ عن الأمر لأنني أؤمن بالله. أنا لا أفعل أي خطأ بإيماني بالله، فلماذا تحاول منعي؟ إذا كنت تريد أن تطلقني وتطردني، فليس لدي خيار آخر. حتى لو اضطررتُ الى مغادرة هذا البيت، فسأظل أؤمن بالله!". ثم حزمتُ ملابسي وذهبت إلى منزل أحد الأصدقاء. حينها، لم أكن أعرف ماذا أفعل بعد ذلك. عندما فكرت في طفلي الصغير، كنت مترددة جدًا في المغادرة. لذا، تواصلتُ مع إخوتي وأخواتي لأخبرهم بحالتي، وأرسلت لي أختي مقطعًا من كلام الله. "على مدار عمل الله، من البداية وحتى النهاية، وضع الله تجارب لكل شخص – أو يمكنكم القول، لكل شخص يتبعه – وهذه التجارب تأتي بأحجام مختلفة. يوجد أشخاص اختبروا تجربة أن يكونوا منبوذين من عائلتهم؛ ويوجد مَنْ اختبروا تجربة الحياة في بيئة معادية؛ ويوجد مَنْ اختبروا تجربة أن يُقبض عليهم ويُعذبوا؛ ويوجد مَنْ اختبروا تجربة مواجهة اختيار ما، ويوجد مَنْ واجهوا تجربة المال والمكانة. عمومًا، اختبر كل واحد منكم شتى أنواع التجارب. لماذا يعمل الله بهذه الكيفية؟ لماذا يعامل الله كل شخص هكذا؟ ما نوع النتيجة التي يريد أن يراها؟ هذه نقطة مهمة فيما أريد أن أخبركم إياه: يريد الله أن يرى إن كان هذا هو نوع الأشخاص الذين يتقون الله ويحيدون عن الشر أم لا. هذا يعني أنه عندما يعطيك الله تجربة ويجعلك تواجه بعض الظروف، فهو يريد أن يختبر إن كنتَ أنت ذلك الشخص الذي يتقي الله ويحيد عن الشر أم لا" (الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. كيفية معرفة شخصيّة الله والنتائج التي يحققها عمله). بعد قراءة كلام الله، أدركتُ أن الاضطهاد الذي واجهته من عائلتي كان أيضًا اختبارًا لي لمعرفة إذا كنتُ أرضي الله أم الشيطان. أدركتُ أنه كان يجب علي اتخاذ قرار. لكن كان لا يزال هناك بصيصٌ من الأمل في قلبي. ظللتُ أرغب في أن يغير زوجي رأيه. ولكن بعد ذلك، وجدني زوجي وأختي الصغرى، وقالا بدورهما، "يجب أن تتوقفي عن الإيمان بالله القدير. ألا ترين؟ أنتِ لم تعودي ترغبين طفلتك أو عائلتك!" قلتُ لزوجي بغضب، "لم أقل أبدًا أني لا أرغب طفلي أو عائلتي. بل أنت من يضطهدني ويمنعني عن الإيمان بالله، ويهددني بالطلاق. هل أطمع في الكثير عندم أطلب شيئًا من حرية العقيدة؟" اتصل بي أبي أيضًا وقال، "أين هو الله؟ لا تؤمني بهذا. فقط ارجعي إلي بيتك من زوجك وانعمي بحياة هادئة!" أغضبني هذا، فتجادلتُ معهم، "ليس خطأ أن أؤمن بالله. لماذا تحاولون التحكم بي؟" عندما شهد أبي إصراري عبر الهاتف، طلب من زوجي أن يربطني ويضربني، قائلاً إنه سيتحمل اللوم إذا مت. لم يضربني، لكنه صادر بطاقتي البنكية، ثم حطم هاتفي والكمبيوتر الخاص بي. بعد ذلك، أجبرني زوجي وأختي على ركوب السيارة وأخذاني إلى المنزل. على طول الطريق، جلسا بجواري، وكان كلاهما شرسًا معي. جعلني هذا أفهم كيف شعر الإخوة والأخوات الصينيون عند اعتقالهم من قِبَل الشرطة. لم أكن أشعر أنهم عائلتي على الإطلاق، ولم يعد لدي أي أمل فيهم. لم أكن أعرف كيف ستضطهدني عائلتي بعد ذلك، فصليتُ في قلبي بصمت، طالبة من الله أن يرشدني في اتخاذ القرار الصحيح. تلك الليلة، شعرتُ بحزنٍ شديد. في هذه الفترة، كنت أبشر بالإنجيل معظم الأيام. لكن عندئذٍ لم أستطع فعل أي شيء. منذ أن عرفت عائلتي أنني أؤمن بالله القدير، اتحدوا لاضطهادي. لأن زوجة أخي كانت تعمل لدى الحكومة الصينية وكان لديها المال، وكانت عائلتي تطيعها، وحرضتهم على استخدام مختلف الأساليب لاضطهادي، لدرجة أنهم كانوا يضربونني حتى الموت حتى لأ أؤمن بالله. في هذه المرحلة، رأيتُ بوضوح الوجه الحقيقي لمقاومتهم لله. فلم يكونوا سوى شياطين وأعداء لله. كما فكرت كيف واجه ايوب هذه التجربة المؤلمة، لكنه لم يلُم الله. بدلاً من ذلك، صلى بهدوء أمام الله وطلب مشئته، لذا يجب أن أعتمد على الله للثبات، وعدم مهادنة الشيطان، مهما كانت الظروف.

في اليوم التالي، أعادني زوجي وأبي إلى منزل والديَّ. كانت أمي وزوجة أخي الأكبر خائفين من أن أهرب، لذلك بمجرد أن رأتاني، فتشتاني وطلبتا مني تسليم بطاقة هويتي. لم يعطوني أبدًا فرصة لأكون وحدي. عندما كنتُ أستحم أو أذهب لقضاء حاجتي، كانت أمى تقف بالخارج لحراستي. حتى أنهم جعلوا ابنة أخي تنام معي لمراقبتي، وإذا شغلتُ الضوء في الليل، كانت والدتي تطرق الباب على الفور لترى ما كنت أفعله وتطلب مني إطفاء الضوء والنوم. ما زاد الوضع صعوبة هو أنه في الثالثة أو الرابعة صباحًا، كانت والدتي تصدر ضوضاء وتصرخ وتطرق الباب. أحبطني هذا الأمر للغاية. خلال النهار، كانوا يراقبونني بمزيدٍ من الحرص. فلم يُسمح لي بالتحدث مع الآخرين، ولا حتى الجارة، وكان الجيران ينظروني إلي وكأنهم لا يعرفونني. كل يوم، لم يكن لدي خيار سوى أن أفعل ما رتبته عائلتي لي. لقد عاملوني كسجينة، وشاهدوني كل يوم. شعرتُ وكأني بالسجن. كانت عائلتي تعاملني هكذا لإصغائهم لشائعات الحزب الشيوعي الصيني وزوجة أخي. لقد أرادوا قطع علاقاتي مع إخوتي وأخواتي، وجعلي أفقد الإيمان بالله ببطء. كان حزني يتزايد يومًا بعد يوم. كانت تفوتني الاجتماعات مع إخوتي وأخواتي. كان عمل الله يبلغ ختامه، لكنني لم أستطع الذهاب إلى الاجتماعات أو قراءة كلمة الله أو أداء واجبي. هل كان سيتم نبذي؟ أقلقني هذا كثيرًا، وكل ما أردته هو الهروب من هذه البيئة والقدرة على الإيمان بالله بحرية. كنتُ أختبئ في الحمام وأصلي إلى الله، سائلةً الله أن يفتح لي مخرجًا. فيما بعد، طلب مني والداي العمل في بستان البرتقال مع أخي الأكبر وزوجته، حيث يمكنهم مراقبتي لم تمنعني زوجة أخي الكبرى من الإيمان بالله بقسوة، لذلك عندما كنت أعمل أثناء النهار، استخدمت هاتفها المحمول للاستماع إلى كلمة الله على الإنترنت. شكرت الله من أعماق قلبي على فتح طريقٍ لي.

أتذكر مقطعًا من كلمة الله قرأته كان مؤثرًا بشكل خاص. "بعد أن خضع أيُّوب لهاتين التجربتين، تولّدت فيه تجربةٌ أكثر ثراءً، وجعلته هذه التجربة أكثر نضجًا وحنكة وأشدّ قوّة وأكثر إيمانًا وثقةً في برّ الاستقامة التي تمسّك بها واستحقاقها. منحت تجارب يهوه الله أيُّوب فهمًا عميقًا وشعورًا باهتمام الله بالإنسان، وسمحت له بإدراك عظمة محبّة الله، ومنها أُضيف تقديره لله ومحبّته له إلى خشيته منه. لم تتسبب تجارب يهوه الله في عدم إبعاد أيُّوب عنه فحسب، ولكنها جعلت قلبه أقرب إلى الله. عندما بلغ الألم الجسديّ الذي تحمّله أيُّوب ذروته، فإن القلق الذي شعر به من يهوه الله لم يترك له أيّ خيارٍ سوى أن يلعن يوم ولادته. لم يكن هذا السلوك مُخطّطًا له منذ فترةٍ طويلة، ولكنه إعلانٌ طبيعيّ عن احترامه لله ومحبّته له من داخل قلبه، كان إعلانًا طبيعيًّا نتج عن احترامه لله ومحبّته له. وبعبارة أخرى، لأن أيُّوب لفظ نفسه، ولم يكن راغبًا في مضايقة الله، ولم يكن قادراً على ذلك، فإن احترامه ومحبّته وصلا إلى نقطة إنكار الذات. في هذا الوقت، سما أيُّوب بتعبّده طويل الأمد لله وحنينه إليه وتكريسه له إلى مستوى الاحترام والمحّبة. وفي الوقت نفسه، سما أيضًا بإيمانه وطاعته لله واتّقائه إياه إلى مستوى الاحترام والمحبّة. لم يسمح لنفسه بفعل أيّ شيءٍ من شأنه أن يضرّ الله، ولم يسمح لنفسه بأيّ تصرّفٍ من شأنه أن يؤلم الله، ولم يسمح لنفسه بأن يجلب أيّ حزنٍ أو أسف أو حتّى تعاسة على الله لأسبابه الخاصة. في نظر الله، مع أن أيُّوب ظل هو أيوب نفسه كما كان سابقًا، إلا أن إيمانه بالله وطاعته له واتّقاءه إياه جلبت الرضا والسرور الكاملين لقلب الله. كان أيُّوب في هذا الوقت قد بلغ الكمال الذي توقّعه الله إذ أصبح شخصًا يستحقّ حقًّا أن يُدعى "كاملًا ومستقيمًا" في نظر الله" (الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. عمل الله، وشخصيّة الله، والله ذاته (ب)). واجه أيوب اغراءات الشيطان وهجماته، تم تجريده من جميع أطفاله وممتلكاته، كان جسده كله مغطى بالدمامل، وكان الألم تقريبًا لا يطاق، لكن لأنه كان يخشى الله، لم يتحدث أو يتصرف دون حساب. بدلاً من ذلك، جاء أمام الله أولاً للصلاة وطلب مشيئة الله. فقد ادرك ان قلب الله كان معه في معاناته، وشعر برعاية الله للناس. لم يتحمل أيوب ترك الله يعاني، لذلك فهو يفضل أن يلعن يوم ولادته على لوم الله. في النهاية، وقف ثابتًا، ونطق بكلمات أذلت الشيطان: "يَهْوَه أَعْطَى وَيَهْوَه أَخَذَ، فَلْيَكُنِ ٱسْمُ يَهْوَه مُبَارَكًا" (أيوب 1: 21). مهما سخر أصدقاء أيوب وزوجته منه. حافظ أيوب على إيمانه الحقيقي بالله، وأذلت شهادته الشيطان الذي لم يعد قادرا على اتهامه. أدركتُ أنني في هذه التجربة، لم أعتمد على الله لأستشِف مخططات الشيطان أو أبحث عن نوايا الله الحسنة في هذه البيئة. وبدلاً من ذلك، قاومت واشتكيت وتركت الشيطان يضحك علي. بينما كنت أتأمل كلام الله، صليتًلله. ونما الإيمان معي: مهما كانت البيئة التي قد أواجهها بعد ذلك، سأقلد أيوب، سأثبُت في شهادتي لله، وأذل الشيطان.

كل يوم كنت أذهب للعمل في الحقل مع أخي الأكبر وزوجته، عندما رأيت الحب بين أخي وزوجته، كيف يذهبون ويرجعون معًا، لم يسعني سوى أن أحسدهم. لماذا لا أحظى بحياة عائلية طبيعية؟ التفكير في هذا أشعرني برغبة في التنازل. خاصةً عند إعدادهم للعشاء، عندما كنت أراهم مجتمعين كأسرة، بينما كنت أنا وحيدة، كان قلبي ضعيفًا، ولم أستطع منع نفسي من البكاء. أدركت أنني أهتم بأمور الجسد وفكرتُ في الله الذي صار جسدًا في الأيام الأخيرة وعبر عن الحق لتطهير البشر وخلاصهم. لقد كان وقتًا حاسمًا للسعي وراء الحق، لكن زوجي أجبرني على التوقف عن الإيمان بالله. لم يكن لدينا أي شيء مشترك، وحتى عندما كنا معًا على مضض، لم نكن سعيدين. عندما فكرت في هذا، لم أشعر بحزن شديد. استعرت هاتف زوجة أخي واستمعتُ بهدوء لترانيم. بدأت ترنيمة "ينبغي أن تهمل كلّ شيء من أجل الحق":

1 يجب أن تعاني المشقات من أجل الحق، ويجب أن تعطي نفسك للحق، ويجب أن تتحمل الذلَّ من أجل الحق، ويجب أن تجتاز المزيد من المعاناة لكي تنال المزيد من الحق. هذا هو ما ينبغي عليك القيام به. يجب ألا تطرح عنك الحق من أجل حياة أسرية هادئة، ويجب ألا تفقد كرامة حياتك ونزاهتها من أجل متعة لحظية.

2 يجب أن تسعى في إثر كل ما هو جميل وصالح، ويجب أن تطلب طريقًا ذا معنى أكبر في الحياة. إذا كنت تحيا مثل هذه الحياة المبتذلة، ولا تسعى لتحقيق أي أهداف، ألا تُضيِّع حياتك؟ ما الذي يمكنك أن تربحه من حياة مثل هذه؟ يجب عليك التخلي عن كل مُتع الجسد من أجل حق واحد، وألا تتخلص من كل الحقائق من أجل متعة قليلة. لا يتمتع أناس مثل هؤلاء بالنزاهة أو الكرامة؛ ولا معنى لوجودهم!

– اتبعوا الحمل ورنموا ترنيمات جديدة

الشكر لله للسماح لي بسماع هذه الترنيمة في هذه اللحظة. كنت أعلم أنني لا أستطيع التخلي عن السعي وراء الحق من أجل القليل من المتعة الجسدية. الآن، يقوم الله بعمل الدينونة في الأيام الأخيرة لإنهاء هذا العصر تمامًا. إذا لم نربح الحق، فسنخسر فرصتنا في أن نخلص، وفي النهاية، سنقع جميعًا في الكارثة ونتعرض للدمار. ماذا يهم إذا كانت لدينا حياة عائلية سعيدة؟ أليست هذه الأمور وقتية؟ ليس هناك ألم ولا خسارة أكبر من عدم ربح الحق. بالتفكير في هذا، شعرت بارتياح شديد، كما لو كنت وجهاً لوجه مع الله. شعرتُ بالأمان والسعادة في قلبي، ولم أعد أشعر بالوحدة.

بعد أن عشت في منزل والديّ لثلاثة أسابيع ذات يوم، هربت بينما لم تكن عائلتي منتبهة وتمكنت من الإقامة في فندق، لكن سرعان ما وجدني ابن أخي وأخي الأكبر وأعادوني. بعد ذلك، دعا والداي القرية بأكملها إلى منزلنا لتناول العشاء وطلبا منهم المساعدة في مراقبتي، والقبض علي إذا اكتشف أي شخص أنني هربت. جاء زوجي مع ابننا البالغ من العمر خمس سنوات ليطلب مني التوقف عن الإيمان والعودة إلى المنزل معه. لم يجرؤ ابني على الاقتراب مني، وعندما سألته لماذا، قال، "أبي يقول إنك مجنونة وقد تقتليني". غضبتُ كثيرًا عندما سمعت هذا. لم أصدق أنه قد يعلم طفلاً صغيرًا مثل هذه الأمور. بعد ذلك، لم نتمكن أنا وابني من إقامة علاقة طبيعية. فقط عندما اشتريت له الحلوى تجرأ ابني على التحدث معي. شعرت بالحزن الشديد، وتمنيت أن تتوقف عائلتي عن محاولة إجباري، لكنني أدركت أن هذا خطأ. كانوا جميعًا يكرهون الله ولن يتغيروا. لا يزال زوجي يحاول إقناعي، واستمر والداي في مطالبتي بعدم الإيمان. فقلت، "لا يمكنني التوقف عن الإيمان بالله". عندما رأى أنني ما زلت مصرة، أخذ زوجي ابني إلى المنزل.

ذات صباح، بعد أسبوع، عاد أخي من خارج المدينة وفي يده أحد فساتيني. قال: "ذهبت إلى طارد للأرواح الشريرة صباح اليوم مبكرًا لتطهيرك". ثم خرج والدي أيضًا من الغرفة وأمرني بارتداء الفستان بسرعة قائلاً: "إذا ارتديتِ هذا، فسيتم شفائك". قلتُ، "أنا لن أرتدي ذلك. أنا لست ممسوسة، وليس لدي مرض، أنا أؤمن بالله الواحد الحق". عندما رأى والدي أنني لن أقبل "علاجهم"، جعلني أجلس على كرسي. ممسكًا بعصا سميكة كساعدي، وعبس وقال، "بما أنك بهذا العصيان للغاية، سنرى ما إذا كان بإمكاني تعليمك درسًا اليوم! لم أضربك من قبل قط، لكن اليوم سأريك ما سيحدث عندما أفعل. وسأضربك حتى تموتي أو تتوقفي عن الإيمان بالله!" لم أرى أبي بهذا الغضب أبدًا. كنت خائفة من أن يضربني، فقد كانت العصا سميكة لدرجة أنها ربما تكسر عظامي. عندما طلب مني والدي تغيير ملابسي، صليت بسرعة إلى الله، قائلةً أنه مهما حدث، لن أهادن الشيطان. فكرت كيف أغرى الشيطان أيوب وهاجمه مرارًا وتكرارًا، لكن أيوب حافظ على نزاهته، ووقف ثابتًا في شهادته، وفي النهاية، تم إذلال الشيطان وفشله ونبذه تمامًا. على الرغم من أنني كنت أدنى بكثير من أيوب، كنت أعلم أن الشيطان سيأتي من أجلي أيضًا، محاولاً تدمير إيماني بالله شيئًا فشيئًا، مما يجعلني أشعر بالإحباط وخيبة الأمل في الله، ليجعلني في النهاية أخون الله. لم أستطع الانسياق لخدع الشيطان. لذلك صليت لله لكي أقسم، "يا إلهي، حتى لو تعرضت للضرب حتى الموت، فلن أهادن الشيطان. لن أتخلى عن إيماني بك، وسأقف ثابتة في شهادتي لك". بعد الصلاة، لم أعد أشعر بالخوف، ووضعت كل شيء على المحك. استعاد ذهني بيتًا من الترنيمة بشكلٍ واضح. "يجب ألاّ أتخلّى عن رغبتي وعزمي؛ فالاستسلام يساوي عقد تسوية مع الشيطان، ويساوي الدمار الذاتي، ويساوي خيانة الله" (اتبعوا الحمل ورنموا ترنيمات جديدة، العزم الضروري للسعي إلى الحق). أعطاني هذا البيت من كلمة الله الثقة والقوة. لن أهادن الشيطان أبدًا. اقترب مني والدي والعصا في يده، وكان على وشك ضربي. بدا وكأنه شيطان، ولكني لم أكن خائفة مطلقًا. في هذه اللحظة، كان زوجي وأمي عائدين للتو من الحقل. قفزت أمي أمامي لمنع والدي، ثم أقنعتني بأن أتوقف عن الإيمان. قلتُ، "ليس الإيمان بالله سرقة أو نهب، وأنا لا أدمر عائلات الآخرين. كل ما أفعله هو الذهاب إلى الاجتماعات. ما الخطأ الذي ارتكبته الذي يجعلك تريد ضربي حتى الموت؟ هل ما زلت من عائلتي؟" قال ابن أخي بازدراء، "عمتي، انظري إلى الأشخاص الذين لديهم سيارات وأموال. أنتِ تؤمنين بالله، ولكن ماذا أعطاك إلهك؟" قلتُ، "ما فائدة هذه الأشياء؟ عندما تأتي الكارثة، هل ستنقذ هذه الأشياء الناس؟ لا أحد غير الله بيده خلاص البشر. إذا كنتي تريدين اتباع هذه الأمور، فلن أوقفك. أنا أؤمن بالله، فلماذا إذن تتدخل في شأني؟" قال ابن أخي بغضب، "إذا لم تتوقفي عن الإيمان بالله، فلا يمكنك لومنا على قسوتنا. سنعلقك لمدة ثلاثة أيام وثلاث ليال، ثم نرى ما إذا كنت لا تزالين مؤمنة!" ثم وافقت العائلة بأكملها على تعليقي وعدم إنزالي إلا إذا تخليتُ عن إيماني بالله. كنت غاضبةً للغاية. كيف كانت هذه عائلتي؟ هم مجرد شياطين. في ذلك الوقت، كنت خائفة قليلاً، لذلك صليت إلى الله وطلبت من الله أن يقودني. حاول زوجي إقناعي، "إيماني بالرب يسوع مجرد إيمان. لماذا تأخذي أنتِ الأمر بهذه الجدية؟ توقفي عن الإيمان". قلت، "إذا كنت لا تقبل أن الرب يسوع قد عاد لخلاصك، فأنا لن أجبرك، لذا توقف عن محاولات إجباري. سوف أتبع الله القدير!" بعد أن أجريتً تصريحًا حازمًا إلى عائلتي، صمتوا، وعندها عرفت أن الشيطان قد خسر. شعرتُ بحلاوة في قلبي لم أشعر بها من قبل قط، ولم أعد أفكر في أي شيء سوى العرفان لله!

بعد ذلك، ظلت عائلتي تحتجزني بالبيت. لكنني لم أعد أشعر بالحزن، وكنت على استعداد للإطاعة وتعلم الدروس في هذه البيئة. عادة، عندما كانوا غير منتبهين، أخذت هاتف زوجة أخي واستمعت إلى "كلمات الله اليومية" عبر الإنترنت. وكثيرا ما صليت الى الله، وكنت على استعداد للخضوع لترتيبات الله. كان أمر متى يمكنني المغادرة متروكًا لله، وكنت على استعداد للانتظار. بالتدريج، توقفت عائلتي عن مراقبتي عن كثب. وذات مرة، أقامت عائلة في القرية مأدبة زفاف، وذهب جميع أفراد عائلتي. انتهزت الفرصة للهروب. بعد ذلك، اتصلت بالإخوة والأخوات وغادرت مسقط رأسي. الآن، أنا أخيرًا حرة في الإيمان بالله والقيام بواجبي. خلال هذا الوقت، تعرضت للاضطهاد من عائلتي، وعلى الرغم من أنني عانيت قليلاً، فقد اكتسبت الكثير. أستطيع أن أرى بشكل أوضح شر الحزب الشيوعي الصيني وجوهر مقاومة عائلتي لله، وقد اختبرت من الناحية العملية أن الله كان بجانبي ويدعمني. كلما كنتُ سلبية وضعيفة، يستخدم الله كلماته لتنويري وقيادتي ومنحي الشجاعة والحكمة. حتى يكون لدي الثقة في الوقوف بثبات. الشكر لله القدير!

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

الوجه الحقيقي للقس

كنتُ دائمًا أتطلَّع بشغف إلى القس "لي" في كنيستي القديمة. لقد تخلى عن عائلته وحياته المهنية وسافر في كل مكان ليعمل من أجل للرب. ظننت أنه...

الهروب من دوَّامة الشائعات

في أكتوبر 2016، جئت إلى "نيويورك" في "الولايات المتحدة"، وبعدها تعمدت في اسم الرب يسوع في كنيسة صينية وأصبحت مسيحيًا. ولكن بعد أكثر من عام...

اترك رد