هل تحدث الله بأقوال خارج الكتاب المقدس؟

2020 نوفمبر 13

يقول الله القدير، "إذا كنت ترغب في أن ترى عمل عصر الناموس وأن ترى كيف اتبع بنو إسرائيل طريق يهوه، فلا بُدَّ أن تقرأ العهد القديم. أما إذا أردت أن تفهم عمل عصر النعمة، فلا بُدَّ أن تقرأ العهد الجديد. لكن كيف ترى عمل الأيام الأخيرة؟ لا بد أن تقبل قيادة إله اليوم وأن تدرك عمل اليوم لأن هذا هو العمل الجديد الذي لم يسبق أن سجله أحدٌ من قبل في الكتاب المقدس. اليوم اتخذ الله جسدًا وعيَّنَ مختارين آخرين في الصين. إن الله يعمل في أولئك، وهو يواصل عمله على الأرض، ويستكمل عمل عصر النعمة. إن عمل اليوم هو طريق لم يسلكه الإنسان من قبل ولم يره أحدٌ من قبل. إنه عمل لم يُعمَل من قبل؛ فهو أحدث أعمال الله على الأرض، لذلك فإن العمل الذي لم يحدث من قبل ليس تاريخًا، لأن الآن هو الآن، ولم يصبح ماضيًا بعد. لا يعرف الناس أن الله قد عمل عملاً أعظم وأحدث على الأرض وخارج إسرائيل، وأنه قد خرج بالفعل خارج نطاق إسرائيل وخارج نبوات الأنبياء. إنهم لا يعرفون أنه عملٌ جديد وعجيب خارج النبوات، وأنه عملٌ جديد خارج حدود إسرائيل، وأنه عملٌ لا يستطيع الناس أن يدركوه ولا أن يتخيلوه. كيف يمكن للكتاب المقدس أن يشتمل على سجلات صريحة عن هذا العمل؟ مَنْ عساه استطاع أن يسجل كل صغيرة من عمل اليوم دونما حذفٍ قبل أن يحدث؟ مَنْ بوسعه أن يسجل هذا العمل الأكثر عظمة وحكمة الذي يتحدى التقليد في الكتاب القديم البالي؟ إن عمل اليوم ليس تاريخًا، ولهذا، إذا أردتَ أن تسلك طريق اليوم الجديد، فلا بد أن تهجر الكتاب المقدس وأن تتجاوز كتب النبوة أو التاريخ في الكتاب المقدس. حينئذٍ فقط سوف تتمكن من السير في الطريق الجديد بصورة سليمة، وستتمكن من دخول الحالة الجديدة وإدراك العمل الجديد" ("الكلمة يظهر في الجسد"). أظهرت لي كلمات الله القدير أن الكتاب المقدَّس ليس إلا سجلًا لكلام الله وعمله في عصري الناموس والنعمة، ولكن ليس لكلامه وعمله في الأيام الأخيرة. إذا تمسّكنا بالكتاب المقدَّس ولم نسع لما يقوله الروح القدس للكنائس في الأيام الأخيرة، فلن نتمكَّن من مواكبة الحَمَل والترحيب بعودة الرَّب. هذه الحقيقة حاسمة لكي نكون قادرين على الترحيب بالرَّب.

ذات يوم في يناير 2018 قابلت الأخت شي والأخت تشين عبر الإنترنت، وكان لديهما هذه الرؤى الفريدة عن الكتاب المقدَّس. كانت شركتاهما عمليتين للغاية ومليئتين بالنور. أخبرتاني بأسباب هَجر الكنائس، وكيف أكون عذراء حكيمة وأرحّب بالرَّب، ولماذا قاوم الفرّيسيون الرَّب يسوع، والعمل الذي سيقوم به الله في الأيام الأخيرة كما تنبأ به سفر الرؤيا، والمزيد. لقد عقدتا معي شركة على مدار عدة أيام وفهمت أكثر مما كنت أفهمه خلال أكثر من 10 سنوات من الاستماع إلى قسّي. شعرت بالحيوية والتجديد الشديدين، وتساءلت في دهشة، كيف يمكنهما الحصول على نور كثير من الكتاب المقدَّس؟ بدأت بالمشاركة في اجتماعاتهما لأتعلّم المزيد من الحقائق والأسرار، وأعرف الرَّب معرفة أفضل.

في أحد هذه الاجتماعات، أخبرتني الأخت شي بسعادة: "لدي أخبار رائعة! لقد عاد الرَّب، وهو يعبِّر عن الحق ويعمل عمل الدينونة في الأيام الأخيرة". شعرت بسعادة غامرة لسماع هذا، لكنني وجدت صعوبة في تصديقه، فسألت: "هل هذا صحيح؟". قالت الأخت تشين، "نعم، إنه صحيح. لقد عاد الرَّب كالله القدير. إنه ينطق بكلمات ويقوم بعمل الدينونة". فكرت فجأة في منشور رأيته على فيسبوك يقول إن البرق الشرقي يشهد بأن الرَّب قد عاد ليتكلَّم ويؤدي عمل الدينونة، وأن ما يكرز به يتجاوز الكتاب المقدَّس. صرتُ متحفظة فجأة، وسألت الأخت تشين بسرعة: "هل تؤمنين بالبرق الشرقي؟". قالت بصراحة: "نعم". اضطربتُ قليلًا وفكرت كيف يقول القس والشيوخ دائمًا إن سائر كلام الله وعمله موجود في الكتاب المقدَّس، وإن الإيمان بالرَّب يجب أن يقوم على الكتاب المقدَّس، وإن التحول عن الكتاب المقدَّس هرطقة. ما كانت تعظ به هاتان الأختان تجاوز الكتاب المقدَّس. ألم تضلا عن طريق الرَّب؟ لذا قلت: "ما تعظان به يختلف عما يعظ به قسُّنا وشيوخنا. أخشى أنني لا أستطيع لقائكما بعد الآن". ثم قطعت الاتصال بغتة. لكن أخبار عودة الرَّب أبقت ذهني مشغولًا لفترات طويلة بعد ذلك. فكرت كيف كانت شركات الأختين منيرة وعملية. لقد فهمت الكثير عن الأسرار الموجودة في الكتاب المقدَّس وعن مشيئة الله. تساءلت: "أيمكن أن يكون البرق الشرقي من عند الله؟ إذا لم أستمع وفوّت فرصتي للترحيب بالرَّب، فسيكون الأوان قد فات على الندم". لكن عندما فكرت فيما يقوله رجال الدين، شعرت بالقلق من أن أضل. شعرت بقلبي وكأنه يُجذَب في اتجاهين مختلفين، لذا صليت بجدية إلى الرَّب، طالبة منه أن يرشدني لاتخاذ القرار الصحيح.

كان من المفترض أن أجري مناقشة أخرى مع الأختين عبر الإنترنت في صباح اليوم التالي. بالتفكير في مدى محبتهما وصبرهما دائمًا، اعتقدت أنه سيكون من الوقاحة ألا أخبرهما أنني لن أحضر. لذلك دخلت على الإنترنت كالمعتاد، وبمجرد اتصالنا، قلت: "لقد كانت شركاتكما مفيدة للغاية وما قرأتماه لي عملي حقًا. لكنكما تقولان إن الرَّب يسوع قد عاد ويقوم بعمل جديد ويعبِّر عن كلمات جديدة. يتجاوز هذا الكتاب المقدَّس ويضل عن طريق الرَّب. يقول القساوسة والشيوخ إن كل كلام الله وعمله داخل الكتاب المقدَّس. كيف يمكن أن تكون هناك كلمات جديدة من الله خارج الكتاب المقدَّس؟".

ثم قالت الأخت شي بصبر: "دائمًا ما يقول القساوسة والشيوخ إن سائر كلام الله وعمله داخل الكتاب المقدَّس ولا يمكن العثور عليه في أي مكان آخر". ولكن هل يتفق هذا الرأي مع الحقائق ومع كلام الله؟ هل قال الرَّب يسوع هذا من قبل؟ هل قاله الروح القدس؟. إن لم يكن قائمًا على كلام الله ولا على الحق، فوجهة النظر هذه إذًا مجرد مفهوم من مفاهيم الإنسان ولا يُعتمد عليها. يعرف الأشخاص المتمرسون في الكتاب المقدَّس ذلك لأن الذين جمعوا العهد القديم تركوا أشياء، بعض كلام الله يهوه نقله الانبياء لم يُسجَّل في العهد القديم. على سبيل المثال، نبوات عزرا لم تُشمَل في الكتاب المقدَّس، وهذه حقيقة معروفة. بينما كان الرَّب يسوع يعمل، لم يتكلم فقط بالكلمات المحدودة المسجّلة في الأناجيل الأربعة. إنه تمامًا كما يقول إنجيل يوحنا: "أَشْيَاءُ أُخَرُ كَثِيرَةٌ صَنَعَهَا يَسُوعُ، إِنْ كُتِبَتْ وَاحِدَةً وَاحِدَةً، فَلَسْتُ أَظُنُّ أَنَّ ٱلْعَالَمَ نَفْسَهُ يَسَعُ ٱلْكُتُبَ ٱلْمَكْتُوبَةَ" (يوحنا 21: 25). إذا سلَّمنا بوجهة النظر التي يتمسّك بها القساوسة والشيوخ، ألا ننكر وندين كلمات الله هذه التي لم تُسجَّل في الكتاب المقدَّس؟. كذلك، تنبأ الرَّب يسوع بوضوح: "إِنَّ لِي أُمُورًا كَثِيرَةً أَيْضًا لِأَقُولَ لَكُمْ، وَلَكِنْ لَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا ٱلْآنَ. وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ ٱلْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ ٱلْحَقِّ" (يوحنا 16: 12-13). إنه مذكور أيضًا مرات عديدة في نبوات سفر الرؤيا: "مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ ٱلرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ" (رؤيا أصحاح 2، 3). ثم هناك السِفر الذي سيفتحه الحَمَل ودوي الرعود السبعة. تخبرنا هذه الكلمات أنه عندما يعود الرَّب في الأيام الأخيرة، سيتكلم بالمزيد من الأقوال، ولا يمكن تسجيل هذه الأقوال في الكتاب المقدَّس مسبقًا. إذا كان كلام الله لا يمكنه أن يوجد إلا في الكتاب المقدَّس، فكيف ستتم هذه النبوات؟. الله هو الخالق، ينبوع مياه حيّة دائمة التدفق، كيف يمكنه ألا يتكلم إلا بهذه الكلمات المحدودة المسجّلة في الكتاب المقدَّس؟ يقول رجال الدين إن "سائر عمل الله وكلامه في الكتاب المقدَّس ولا يمكن العثور عليهم في أي مكان آخر. لكن ألا ينكر هذا عمل الرَّب يسوع العائد وكلامه، ويدينهم؟".

بعد الاستماع إلى شركتها، فكرت: "نعم، تنبأ الرَّب أنه سيعود ويتكلم بالمزيد من الكلمات، ويجب أن تتجاوز هذه الكلمات ما هو موجود في الكتاب المقدَّس". لكن فكرة التحول عن الكتاب المقدَّس أزعجتني، وفكرت: "دائمًا ما يقول القساوسة والشيوخ إن التحول عن الكتاب المقدَّس هرطقة. ماذا لو ضللت في إيماني؟ لقد آمنت بالرَّب لفترة طويلة ودائمًا ما قرأت الكتاب المقدَّس. يؤسس المسيحيون في جميع أنحاء العالم إيمانهم على الكتاب المقدَّس. الكتاب المقدَّس هو عمود إيماننا. كيف يمكن لأي شخص أن يتحول عنه ويظل مؤمنًا بالرَّب؟". صمتُّ عند هذه الفكرة.

عندما رأت الأخت تشين أنني لم أتحدث بكلمة واحدة، لم تستمر في الشركة. بعد أن قطعنا الاتصال، أرسلت لي مقطعًا بعنوان "هل يعمل الله بحسب الكتاب المقدَّس؟" من فيلم يُدعى "الخروج من الكتاب المقدَّس" من أفلام الإنجيل، وطلبت مني مشاهدته. فتحت الرابط وشاهدت الشخصية الرئيسية وانغ يو في شركة مع القس. جذبني ذلك على الفور. قالت: "لقد قلت للتو إن الله لن يقوم بعمله الخلاصي خارج الكتاب المقدَّس، وأي شيء يتجاوز الكتاب المقدَّس هرطقة. لذا لدي سؤال لك: ما الذي جاء أولًا، الكتاب المقدَّس أم عمل الله؟ خلق الله كل الأشياء في البدء. أغرق العالم بالطوفان وأحرق سدوم وعمورة. هل كان العهد القديم موجودًا عندما فعل الله هذه الأشياء؟ هل كان العهد الجديد موجودًا عندما جاء الرَّب يسوع ليعمل في عصر النعمة؟". ومضت قائلة "كلا العهدين القديم والجديد جُمعا بناءً على سجلات الناس عن عمل الله المكتمل. لا يعمل الله بحسب للكتاب المقدَّس، وهو غير محدود به لأنه يعمل بحسب خطة تدبيره وحاجات البشرية. لا يمكننا إذًا أن نحصر عمل الله في الكتاب المقدَّس أو أن نستخدم الكتاب المقدَّس لتعيين حدود لعمل الله، لأن الله لديه السلطة للقيام بعمله". أشرق قلبي من شركة الأخت وانغ. فكرت: "لم يكن العهد الجديد موجودًا عندما جاء الرَّب يسوع ليعمل، ولم يكن العهد القديم موجودًا عندما خلق الله كل الأشياء وأصدر الشريعة. هذا لا يمكن إنكاره!. كيف لم أفكر في هذا من قبل؟".

استمرت الشركة في الفيديو: "إذا قلنا إن أي شيء يتجاوز الكتاب المقدَّس هرطقة، ألا ندين كل كلام الله وعمله عبر التاريخ؟ عندما عمل الرَّب يسوع، لم يفعل ذلك وفقًا للعهد القديم. لقد وعظ بطريق التوبة، وشفى المرضى، وأخرج الشياطين، ولم يحفظ السبت، غفر للناس سبعين مرة سبع مرات وأكثر. لم يكن أي من هذا في العهد القديم. الفريسيون ورؤساء الكهنة والكتبة استخدموا هذه الأشياء ضد الرَّب وأدانوا عمله باعتباره هرطقة. آمنوا بالله لكنهم تحدّوه".

ثم قرأت الأخت مقطعين من كلام الله القدير. "لا أحد يعرف حقيقة الكتاب المقدس: أنه ليس إلّا سجلًا تاريخيًّا لعمل الله، وشهادة عن المرحلتين السابقتين من عمل الله، وأنه لا يقدم لك فهمًا لأهداف عمل الله. فكل من قرأ الكتاب المقدس يعرف أنه يوثق مرحلتي عمل الله أثناء عصر الناموس وعصر النعمة. يؤرخ العهد القديم تاريخ إسرائيل وعمل يهوه من وقت الخليقة حتى نهاية عصر الناموس. ويسجل العهد الجديد عمل يسوع على الأرض، وهو مذكور في الأناجيل الأربعة وأيضًا عمل بولس – أليست هذه سجلات تاريخية؟". "كان يسوع في زمانه يقود اليهود وكل الذين تبعوه بحسب عمل الروح القدس فيه في ذلك الوقت. لم يتخذ يسوع الكتاب المقدس أساسًا لما قام به، لكنه تكلم بحسب عمله، ولم يلتفت إلى ما قاله الكتاب المقدس أو يبحث في الكتاب المقدس عن طريق يهدي تابعيه. لكنه شرع منذ بداية عمله في نشر طريق التوبة، وهي الكلمة التي لم يرد لها ذكر مطلقًا في نبوات العهد القديم. بل إنه لم يكتف فقط بعدم العمل بحسب الكتاب المقدس، لكنه أنشأ طريقًا جديدًا وصنع عملاً جديدًا. كذلك، فإنه لم يشر إلى الكتاب المقدس في عظاته. لم يستطيع أحد في عصر الناموس أن يقوم بمعجزات شفاء المرضى وإخراج الشياطين التي قام يسوع بها. كما أن عمله وتعاليمه وسلطانه وقوة كلماته فاقت قدرة الإنسان في عصر الناموس؛ فيسوع بكل بساطة قام بعمله الجديد، ومع أن كثيرين استخدموا الكتاب المقدس في إدانته – بل واستخدموا العهد القديم حتى في صلبه – فإن عمله فاق العهد القديم. إن لم يكن كذلك، فلماذا صلبوه على الصليب؟ أليس لأن العهد القديم لم يذكر شيئًا عن تعاليمه وعن قدرته على شفاء المرضى وإخراج الشياطين؟ كان الغرض من عمله أن ينشئ طريقًا جديدًا، لا أن يشن هجومًا مقصودًا ضد الكتاب المقدس أو أن يستغنى عمدًا عن العهد القديم. إنه ببساطة جاء ليتمم خدمته ويقدم العمل الجديد لأولئك الذين يشتاقون إليه ويطلبونه، ... بدا الأمر للناس وكأن عمله من دون أساس، وأن معظمه متعارض مع أسفار العهد القديم. أليس هذا هو خطأ الإنسان؟ هل نحتاج إلى تطبيق التعاليم على عمل الله؟ وهل يجب أن تكون وفقًا لنبوات الأنبياء؟ في النهاية، أيهما أعظم: الله أم الكتاب المقدس؟ لماذا يتحتم أن يكون عمل الله وفقًا للكتاب المقدس؟ أمن الممكن ألا يكون لله الحق في تجاوز الكتاب المقدس؟ ألا يستطيع الله أن يبتعد عن الكتاب المقدس ويعمل عملاً آخر؟ لماذا لم يحفظ يسوع وتلاميذه السبت؟ لو أنه كان ليحفظ السبت ويعمل بحسب وصايا العهد القديم، فلماذا لم يحفظ يسوع السبت بعد مجيئه، لكنه بدلاً من ذلك غسل أرجل وغطى الرأس وكسر خبزًا وشرب خمرًا؟ أليس هذا كله غير موجود في وصايا العهد القديم؟ لو كان يسوع يُكرِم العهد القديم، فلماذا خالف هذه التعاليم؟ يجب أن تعرف أيهما جاء أولاً، الله أم الكتاب المقدس!" ("الكلمة يظهر في الجسد").

ثم تابعت الأخت وانغ: "الكتاب المقدَّس هو مجرد سجل لمرحلتي عمل الله في عصري الناموس والنعمة. إنه شهادة لمرحلتي عمل الله اللتين أرشد فيهما البشر وفداهم بعد أن خلق سائر الأشياء وصنع البشر. لا يمكنه أن يمثّل عمل الله بأسره لخلاص البشرية. يمضي عمل الله قُدُمًا باستمرار. يبدأ الله عصرًا جديدًا ويقوم بعمل جديد في الأيام الأخيرة. إنه يمنح الإنسان المزيد من الحقائق التي تسمح لنا بالتحرّر من الخطية مرة وإلى الأبد، لذلك يمكننا أن نتطهَّر ونخلُص بالكامل وندخل ملكوته. لذلك لا يرشد الله الإنسان بناءً على عمله القديم المسجَّل في الكتاب المقدَّس، وهو على وجه الخصوص لن يكرِّر العمل الذي قام به بالفعل. إن الله هو ربَّ الخليقة والإنجيل. لديه السلطة لتجاوز الكتاب المقدَّس والقيام بعمل جديد حسب خطة تدبيره. لذا فالقول بإن "سائر كلام الله وعمله موجودون في الكتاب المقدَّس، والتحول عن الكتاب المقدَّس هرطقة" هو زَعم واهٍ، يحد الله ببساطة ويجدّف عليه. من يقول هذا لا يعرف عمل الله ويقاوم الله". يعمل الله وفق خطته وليس حسب الكتاب المقدَّس. وعظ الرَّب يسوع بطريق التوبة، وأخرج الشياطين وشفى المرضى، لم يحفظ السبت وعلَّم الناس أن يغفروا دائمًا. ألم يتجاوز كل هذا العهد القديم؟ حتى إنه خالف شريعة العهد القديم، لكن ألم يظل هذا عمل الله؟". لقد آمنت بالرَّب لفترة طويلة، وكنت أؤمن دائمًا بما قاله رجال الدين وتمسكت به، أن "سائر كلام الله وعمله موجودون في الكتاب المقدَّس، والتحول عن الكتاب المقدَّس هرطقة" ألم أكن أدين عمل الله؟ الآن أرى كم كنت حمقاء ومرتبكة!

كلما كان لدي وقت بعد ذلك، كنت أشاهد أفلام ومقاطع فيديو إنجيلية من إنتاج كنيسة الله القدير على يوتيوب. ذات يوم، نقرت على مقطع فيلم بعنوان "ما هي العلاقة بين الله والكتاب المقدس؟". حركت كلمات الله في هذا المقطع مشاعري بشدة. يقول الله القدير، "منذ أن وُجِدَ الكتاب المقدس، ظل إيمان الناس بالرب متمثلاً في الإيمان بالكتاب المقدس، وأصبح من الأفضل أن تقول إن الناس تؤمن بالكتاب المقدس بدلاً من أن تقول إن الناس تؤمن بالرب؛ وبدلاً من أن نقول إنهم بدأوا يقرأون الكتاب المقدس، أصبح من الأفضل أن نقول إنهم أصبحوا يؤمنون بالكتاب المقدس؛ وبدلاً من أن نقول إنهم عادوا إلى الرب، أصبح من الأفضل أن نقول إنهم عادوا إلى الكتاب المقدس. وبهذه الطريقة، أصبح الناس يعبدون الكتاب المقدس كما لو كان هو الله، أو كما لو كان هو واهب الحياة لهم، وفقدانه يمثل لهم فقدان الحياة. ينظر الناس إلى الكتاب المقدس بنفس سمو الله، بل إن هناك مَنْ يراه أكثر سموًا من الله. إذا كان الناس يفتقرون إلى عمل الروح القدس، ولا يستطيعون الشعور بالله، فحتى لو استطاعوا الاستمرار في الحياة، إلا أنهم بمجرد أن يفقدوا الكتاب المقدس أو يفقدوا الإصحاحات أو الآيات الشهيرة من الكتاب المقدس، فسوف يصير الأمر كما لو أنهم فقدوا حياتهم". "يعتقدون أن وجودي ينحصر فقط في نطاق الكتاب المقدس. في نظرهم، أنا والكتاب المقدس الشيء نفسه، ومن دون الكتاب المقدس لا وجود لي، كما أنه من دوني لا وجود للكتاب المقدس. إنهم لا ينتبهون إلى وجودي أو أعمالي، لكنهم – بدلاً من ذلك – يوجهون اهتمامًا خاصًا وفائقًا لكل كلمة من كلمات الكتب المقدسة، بل إن كثيرين منهم يعتقدون بأنني يجب ألا أقوم بما أريده إلا إذا كانت الكتب المقدسة قد تنبأت به. إنهم يولون الكتب المقدسة قدرًا مُبَالَغًا فيه من الأهمية لدرجة يمكن معها القول بأنهم يرون الكلمات والتعبيرات مهمة جدًا إلى الحد الذي يجعلهم يستخدمون آياتٍ من الكتاب المقدس ليقيسوا عليها كل كلمة أقولها، بل ويستخدمونها في إدانتي أيضًا. إنهم لا ينشدون طريق التوافق معي أو طريق التوافق مع الحق، لكن بالأحرى طريق التوافق مع كلمات الكتاب المقدس، ويعتقدون أن أي شيء لا يتوافق مع الكتاب المقدس، دون استثناء، ليس بعملي. أليس أولئك هم الأبناء البررة للفريسيين؟ لقد استخدم الفريسيون اليهود شريعة موسى في إدانة يسوع. لم ينشدوا التوافق مع يسوع ذلك الزمان، لكنهم حرصوا على اتباع الشريعة حرفيًا حتى أنهم سمَّروا يسوع البريء على الصليب في النهاية بعد أن اتهموه بمخالفة شريعة العهد القديم وأنه ليس المسيا. ماذا كان جوهرهم؟ أليس أنهم لم ينشدوا طريق التوافق مع الحق؟ لقد استبدَّ بهم الاهتمام البالغ بكل كلمة في الكتب المقدَّسة، لكنهم لم يلتفتوا إلى إرادتي وخطوات عملي وأساليبه. لم يكونوا أُناسًا يبحثون عن الحق، بل أناسًا تشبَّثوا بالكلمات بطريقة جامدة؛ لم يكونوا أناسًا يؤمنون بالله، بل أناسًا يؤمنون بالكتاب المقدس. لقد كانوا – في واقع الأمر – حرَّاسًا للكتاب المقدس" ("الكلمة يظهر في الجسد").

بعد مشاهدة هذا المقطع، أدركت أن معرفة الكتاب المقدَّس جيدًا لا تعني معرفة الله أو طاعته حقًا. الفريسيون اليهود كانوا رائعين في شرح الكتب المقدَّسة، ومع ذلك فقد صلبوا الرَّب يسوع. هذا يدل على أن فهم الكتاب المقدَّس لا يعني فهم الله، وأن التزام شخص بالكتاب المقدس فقط لا يعني أنه يتبع طريق الرَّب. أدركت أنه على الرغم من أنني قرأت الكتاب المقدَّس لسنوات وعرفت القليل عنه، لم أكن أعرف الرَّب حقًا على الإطلاق. كنت أعتقد خطأ أن الكتاب المقدَّس يمكن أن يمثل الرَّب، وأن الإيمان بالكتاب المقدَّس هو الإيمان به، وأن التمسُّك بالكتاب المقدَّس هو التمسُّك بطريق الرَّب. عندما شهدت الأخت شي أن الله ظهر وأنه يعمل في الأيام الأخيرة، لم أجرؤ على البحث في الأمر. وبعد قراءة كلام الله القدير، ما زلت أجد صعوبة في قبوله على الرغم من علمي في قلبي أن كلماته هي حق وصوت الله. لمجرد أنها غير مسجلة في الكتاب المقدَّس. لقد عبدت الكتاب المقدَّس وتشبثت به ورفضت قبول أقوال الله الجديدة وعمله. كيف كنت مختلفة عن هؤلاء الفريسيين الذين قاوموا الرَّب يسوع؟ أخافتني هذه الفكرة. فكرت: "يجب أن أتخلى عن مفاهيمي. يجب أن أقرأ المزيد من كلام الله القدير".

في الاجتماع التالي، أخبرت الأختين بما ربحته وفهمته من مشاهدة أفلام الإنجيل تلك. شعرتا بسعادة غامرة وقرأتا لي مقطعًا من كلام الله. "مسيح الأيام الأخيرة يهب الحياة، وطريق الحق الأبدي. هذا الحق هو الطريق الذي يستطيع الإنسان من خلاله أن يحصل على الحياة، وهو السبيل الوحيد الذي من خلاله يعرف الإنسانُ اللهَ ويتزكَّى منه. إن لم تَسْعَ نحو طريق الحياة الذي يقدمه مسيح الأيام الأخيرة، فلن تنال أبدًا تزكية يسوع، ولن تكون أهلاً لدخول ملكوت السموات، لأنك ستكون حينها ألعوبة وأسيرًا للتاريخ. أولئك الذين تتحكم فيهم الشرائع والحروف والذين يكبّلهم التاريخ لن يتمكّنوا مطلقًا من بلوغ الحياة ولن يستطيعوا الوصول إلى طريق الحياة الأبدي، فكل ما لديهم ليس إلا ماءً عكرًا تشبّثوا به لآلاف السنين، وليس ماء الحياة المتدفق من العرش" ("الكلمة يظهر في الجسد").

ثم شاركت الأخت شي في الشركة قائلة، "في الأيام الأخيرة، ينهي الله القدير عصر النعمة ويبدأ عصر الملكوت. إنه يعبِّر عن الحق ويقوم بعمل الدينونة ابتداء من بيت الله ليطهّر البشرية ويخلصها مرَّة وإلى الأبد. لقد تكلم الله القدير بملايين الكلمات. يمكن العثور على معظمها في "الكلمة يظهر في الجسد"، وهو الكتاب المقدَّس لعصر الملكوت. لقد أعلن أسرارًا مهمة في الكتاب المقدَّس مثل ترحيب العذارى الحكيمات بالرَّب، وماهية الاختطاف، وإعداد الغالبين قبل الكوارث، وأسرار عمل تدبير الله ذي الستة آلاف سنة، والقصة الحقيقية لمراحل عمله الثلاث، والعلاقات بين مراحل العمل الثلاث، ونتائجها، وأسرار التجسُّد والدينونة في الأيام الأخيرة، وحقيقة الكتاب المقدَّس، والمزيد. يعلن الله القدير أيضًا عن شخصيته البارة المهيبة التي لا تقبل أي إثم. إنه يكشف حقيقة إفساد الشيطان للبشرية ويدينها، ويشرح السبب الجذري لعصيان الله ومقاومته، ويخبرنا ما هي مشيئته ومتطلباته للإنسان. وتشمل هذه ماهية الإيمان الحقيقي بالله، وماذا تعني طاعة الله، ومخافة الله، والشهادة لله، وكيف نطبق الحق والصدق، وكيف نحيا بحسب حياة ذات معنى، وأكثر من ذلك. كلام الله القدير كثير وفيه كل ما نحتاجه. هذه الحقائق هي طريق الحياة الأبدية التي يمنحها الله للإنسان في الأيام الأخيرة. يمكنها تطهيرنا وتغييرنا، وتحريرنا من الخطية، وتخليصنا كليًا وإرشادنا إلى ملكوت الله".

لقد أوضحت شركة الأخت كل شيء بجلاء. يعبِّر الله القدير عن الكثير من الحقائق، إنه حقًا الينبوع الأبدي للمياه الحية! عرفت في قلبي أن كلام الله القدير هو صوت الله وانه الرَّب يسوع العائد. كنت أؤمن بالله طيلة تلك السنوات ولكني لم أعرفه حقًا، وبدلًا من ذلك صدَّقت ما قاله القس والشيوخ. لقد قصرت أقوال الله وعمله على الكتاب المقدَّس ورفضت قبول إنجيل ملكوت الله. لكن الله لم يتركني، بل استخدم الأختين لتعظاني بالإنجيل مرارًا. لقد كنت محظوظة للغاية لسماع صوت الله والترحيب بعودة الرَّب، والتمتع بقوت المياه الحية التي تتدفق من العرش. هذه هي نعمة الله لي. أنا ممتنة جدًا لله القدير!

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

من أين يأتي هذا الصوت؟

بقلم شيين – الصين وُلِدتُ في عائلة مسيحية، والكثير من أقاربي هم واعظون. وقد آمنت بالرب مع والدَيَّ منذ أن كنتُ صغيرة. وبعد أن كبُرت،...

أعرف الآن اسم الله الجديد

آمنت بالرب وكنت أحضر الاجتماعات مع أبي منذ أن كنت صغيرة، لذلك ذهبت إلى كلية مسيحية بعد المدرسة الثانوية. وخلال أحد الفصول قال لنا القس:...

أن تكون فرِّيسيًا معاصرًا

بدأت اتباع الرب يسوع في عام 1989. بحضور الخدمة وقراءة الكتاب المقدَّس، علمتُ أن الله خلق السموات والأرض وكل الأشياء، وأن الرب يسوع نفسَه...