كيف رحَّبتُ أخيرًا بالرب
في عام 1991، آمنت بالرب يسوع وبعد دخولي الإيمان، كنت أقرأ الكتاب المقدس كثيرًا. تأثرتُ كثيرًا عندما قرأت كيف صُلِبَ الرب يسوع لفداء البشرية وبدأتُ في حضور الاجتماعات بنشاط وبذل ذاتي بحماس من أجل الرب. وفي إحدى المرات، قال الواعظ في اجتماع: "لقد تحققتْ كل نبوءات مجيء الرب الآن، وسيأتي الرب مع السحاب ليختطفنا إلى ملكوت السماء. يجب أن نحترز وأن نصلي لنستعد لمجيء الرب". تحمستُ بشدة عندما سمعت هذا. يا لها من بركة رائعة أن نرحب بالرب ونُختطف إلى الملكوت! هذا هو ما يطمح إليه كل مؤمن! لكن قبل عام 1997، لم نكن قد رحبنا بالرب بعد وكانت الكنيسة تزداد هجرًا. كانت عظات الوُعَّاظ كلها مبتذلة، ولم تقدم أي نور جديد، لم يحصل المؤمنون على التغذية، وضعف إيمانهم. حتى أن بعض الوُعَّاظ عادوا إلى العالم العلماني لمزاولة الأعمال. كانت مشاهدة حدوث كل هذا أمرًا مزعجًا لي حقًا. علمتُ أنني كنت أيضًا أرتكب الخطايا في النهار وأعترف بها في الليل، ولم أكن قادرة على تطبيق كلام الرب ولم أتمكن حتى من ممارسة الصبر والتسامح مع عائلتي. فعندما كانت حماتي وزوجي يفعلون أمورًا تجرحني أو تمس اهتماماتي، كنت أضمر الضغائن. شعرت بالقلق حقًا – كنت عالقة في دائرة لا تنتهي من ارتكاب الخطايا والاعتراف – فهل يختطفني الرب إلى الملكوت عند مجيئه؟ إلا أن أحد الوعَّاظ قال: "طالما أننا أحياء، فلا مفر من ارتكابنا الخطايا، لكن الرب حمل خطايانا عندما صُلب. طالما أننا نعترف للرب ونتوب إليه، فستُغفر خطايانا. وعندما يأتي الرب سنُختطف". كانت لدي أيضًا شكوكي، عندما تذكرت ما قاله الله: "فَتَكُونُونَ قِدِّيسِينَ لِأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ" (اللاويين 11: 45). الله قدوس، وملكوت السماء أرض مقدسة – وإذا لم نكن قد بلغنا القداسة، فهل نتمكن حقًا من دخول الملكوت؟ شعرت بارتباك وقلق شديدين، لكنني لم أتمكن من العثور على مسار لتحرير نفسي من الخطية.
وفي اجتماع عيد الميلاد في ذلك العام، أعطتني الأخت شين لو كتابًا. انتابني الفضول وسألتها: "من أين هذا الكتاب؟" فقالت: "هذا كلام الله. لقد عاد الرب يسوع بصفته الله القدير. وهذا الكلام هو الحق الذي عبر عنه تجسُّد الله الحالي". صُدمت وسألت بانفعال: "هل عاد الرب؟ هل هذا كلام الله؟" لكني شعرت بعد ذلك أيضًا ببعض الارتباك، فقلت، "كيف يمكن أن يكون هذا؟ عندما يعود الرب، سيأتي مع السحاب. فكيف يتجسد في الجسد؟" أجابت شين لو: "إن عودة الرب ليست أمرًا هينًا. وينبغي ألا نُحدده. إذا شعرت ببعض الحيرة، يمكننا السعي مع الإخوة والأخوات من كنيسة الله القدير". قال الرب يسوع، "اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ" (متى 7: 7). وبعد بضعة أيام، اجتمعتُ مع الأختين وانغ تشينغ ولي شويه من كنيسة الله القدير وطرحت حيرتي: "تقولان إن الرب قد تجسَّد في الجسد، لكن هذا أمر غير ممكن. فكثيرًا ما يقول وعَّاظنا لنا أن الله سينزل مع السحاب، كما يتنبأ سفر الرؤيا: "هُوَذَا يَأْتِي مَعَ ٱلسَّحَابِ، وَسَتَنْظُرُهُ كُلُّ عَيْنٍ، وَٱلَّذِينَ طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُ عَلَيْهِ جَمِيعُ قَبَائِلِ ٱلْأَرْضِ" (رؤيا 1: 7). فكيف يمكن لكما أن تقولا إن الله قد تجسَّد في الجسد مرة أخرى؟ هل يدعم الكتاب المقدس هذا؟" فأجابت وانغ تشينغ: "يحتوي الكتاب المقدس على العديد من النبوات المتعلقة بكيفية عودة الرب. ويُعَدُّ مجيئه مع السحاب نوعًا واحدًا فقط. وهناك أيضًا العديد من النبوات التي تُنبئ بأن الرب سيتجسد ويهبط في السر، مثل: "لِأَنَّهُ كَمَا أَنَّ ٱلْبَرْقَ يَخْرُجُ مِنَ ٱلْمَشَارِقِ وَيَظْهَرُ إِلَى ٱلْمَغَارِبِ، هَكَذَا يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ" (متى 24: 27). "لِأَنَّهُ كَمَا أَنَّ ٱلْبَرْقَ ٱلَّذِي يَبْرُقُ مِنْ نَاحِيَةٍ تَحْتَ ٱلسَّمَاءِ يُضِيءُ إِلَى نَاحِيَةٍ تَحْتَ ٱلسَّمَاءِ، كَذَلِكَ يَكُونُ أَيْضًا ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ فِي يَوْمِهِ. وَلَكِنْ يَنْبَغِي أَوَّلًا أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيرًا وَيُرْفَضَ مِنْ هَذَا ٱلْجِيلِ" (لوقا 17: 24-25). يذكر هذان النصان المقدسان "مجيء ابن الإنسان". إذًا من هو ابن الإنسان هذا؟ نعلم جميعًا أن الرب يسوع هو ابن الإنسان وتجسُّد الله. لذا تُشير "ابن الإنسان" إلى تجسُّد الله. ويشير مجيء ابن الإنسان إلى تجسُّد الرب عند عودته. أيضًا إذا جاء الرب مع السحاب في جسده الروحاني، فسيخضع الجميع أمامه بمجرد رؤية ذلك. فهل يعاني الله ويُرفَضُ من هذا الجيل حينها؟ فقط حين يتجسّد الرب بصفته ابن الإنسان سيعجز الناس عن التعرف عليه بصفته الله المتجسد، ويدينونه ويرفضونه، وحينها فقط سيعاني الله. لذا، لم يأت الله هذه المرة مع السحاب ليؤدي عمله، بل اختار التجسُّد كابن الإنسان". صدمني ما قالته وانغ تشينغ. كان ما شاركته متفقًا مع الكتاب المقدس: فالكتاب المقدس يتنبأ بأن الرب سيأتي كابن الإنسان في الأيام الأخيرة. كيف لم أر هذا من قبل؟ لكن إذا تجسد الله في الأيام الأخيرة ليظهر ويؤدي عمله، فكيف تتحقق النبوة "هُوَذَا يَأْتِي مَعَ ٱلسَّحَابِ، وَسَتَنْظُرُهُ كُلُّ عَيْنٍ" المذكورة في رؤ 1: 7؟ أعربت عن حيرتي لوانغ تشينغ. فتابعَتْ شركتها قائلة: "ستتحقق كل تلك النبوات بالتأكيد، لكن بترتيب معين. سيأتي الرب في الأيام الأخيرة بطريقتين: سيتجسد أولًا ويهبط سرًا ليُعبِّر عن كلامه ويؤدي عمل الدينونة ليطهر البشرية تطهيرًا تامًا ويُخلصها خلاصًا كاملًا ويُشكّلُ مجموعة من الغالبين. بعد هذا تبدأ الكوارث وينتهي عمل تجسُّد الله السري. وحين تنتهي الكوارث، يأتي الله في العلن مع السحاب، ليظهر أمام كل الأمم وكل الشعوب. ثم تتحقق نبوءة سفر الرؤيا هذه: "هُوَذَا يَأْتِي مَعَ ٱلسَّحَابِ، وَسَتَنْظُرُهُ كُلُّ عَيْنٍ، وَٱلَّذِينَ طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُ عَلَيْهِ جَمِيعُ قَبَائِلِ ٱلْأَرْضِ" (رؤيا 1: 7). لماذا تنوح جميع قبائل الأرض حين يأتي الله مع السحاب؟ لأن الله حين تجسَّد ليؤدي عمله، لم يتعرفوا عليه، وقاوموه ورفضوه. فقط حين يأتي الله مع السحاب سيدركون أن الشخص الذي كانوا يقاومونه ويدينونه هو مسيح الأيام الأخيرة. حينئذ حتى إذا رغبوا في قبول عمل الله في الأيام الأخيرة، سيكون الوقت قد فات، لأنه حين يأتي الله مع السحاب، فإن عمله لخلاص الإنسان سيكون قد بلغ نهايته فعلًا. سيقرر آخرة الناس ويعاقب الأشرار ويكافئ الأخيار. وأولئك الذين قاوموا عمل الله في الأيام الأخيرة سينصاعون للكوارث، ينوحون ويَصِرّون على أسنانهم إلى الأبد".
وجدت أن شركة وانغ تشينغ مليئة بالنور. ففي واقع الأمر للرب طريقتين للعودة. حيث يتجسد سرًا أولًا، ثم يأتي في العلن مع السحاب. وهذا يتفق مع الكتاب المقدس. لكن فيما يتعلق بشهادتهما بأن الله القدير هو الرب يسوع العائد، كنت ما زلت أشعر بأني غير واثقة. لذا تابعت سائلة: "أوافق على أن الله سيتجسد في الأيام الأخيرة كابن إنسان، لكن كيف نتأكد من أن الله القدير هو الله المتجسّد؟" أولًا قرأت لي لي شويه مقطعًا من كلام الله القدير: "ذاك الذي هو الله المُتجسّد يحمل جوهر الله، وذاك الذي هو الله المُتجسّد يحمل تعبير الله. بما أنَّ الله يصير جسدًا، فسوف يُنجِز العمل الذي ينوي أن يُتمِّمَهُ. وحيث إن الله يصير جسدًا، فسوف يعبِّر عن ماهيته، وسيكون قادرًا على جلب الحق للبشر، ومنحهم الحياة، وإظهار الطريق لهم. الجسد الذي لا يحتوي على جوهر الله هو بالتأكيد ليس الله المُتجسّد؛ هذا أمرٌ لا شك فيه. للتحقق ممّا إذا كان هذا جسد الله المُتجسّد، يجب على الإنسان أن يحدّد هذا من الشخصية التي يعبِّر عنها والكلمات التي يتحدَّث بها. أي أنه سواء كان جسد الله المُتجسّد أم لا، وسواء كان الطريق الحق أم لا، فيجب الحُكم على هذين الأمرين من جوهره. ومن ثمّ، من أجل تحديد إذا ما كان هذا هو جسد الله المُتجسّد، السرُّ يكمن في جوهره، (عمله، وكلامه، وشخصيته، وجوانب أخرى كثيرة)، بدلًا من مظهره الخارجي. إن نظر الإنسان لمظهره الخارجي فقط وتغاضى عن جوهره، فهذا يُظهر جهل الإنسان وسذاجته" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. تمهيد). وبعد قراءة هذا المقطع، قالت لي شويه: "إن كلام الله القدير في غاية الوضوح: لا يمكننا أن نقرر ما إذا كان شخص هو الله المتجسد بناءً على المظهر الخارجي فقط. فالمعيار الرئيسي هو رؤية ما إذا كان لديه جوهر المسيح. فالمسيح قادر على التعبير عن الحق وتأدية عمل خلاص البشرية. على سبيل المثال الرب يسوع – بدا في الظاهر شخصًا عاديًا وكان من المستحيل رؤية أنه كان الله. إلا أنه كان لديه روح الله في داخله، لذا كان الله المتجسد ذاته. تمكن من التعبير عن الحق لمنح البشرية طريقًا للتوبة، وكان قادرًا على تنفيذ عمل خلاص البشرية بأن يُصلب. في ذلك الوقت اعترف تلاميذ الرب يسوع بأنه الله بناءً على كلامه وعمله. إلا أن الفريسيين لم يقبلوا الحق، وتصوروا أن الرب يسوع شخص عادي بناءً على مظهره الخارجي. قاوموه بتعسف وأدانوه وفي نهاية المطاف صلبوه على الصليب. لذا، لنقرر ما إذا كان شخص ما هو الله المتجسد في الأيام الأخيرة، فإن المعيار الأساسي هو رؤية ما إذا كان الكلام الذي يعبر عنه هو الحق وما إذا كان بمقدوره تأدية عمل خلاص البشرية. هذه هي الطريقة الوحيدة للتعرف على المسيح والترحيب بعودة الرب". بعد قول هذا سألتنا وانغ تشينغ: "لماذا لا يمكن دعوة الأنبياء أشعياء وحزقيال وأرميا ودانيال مسحاء، بينما يمكن دعوة يسوع بالمسيح؟" جعلني هذا السؤال في حيرة من أمري. لم يكن لدي إجابة وطلبت منهما بسرعة أن يقدما شركة. فقالت وانغ تشينغ: "كنا نقول للتو كيف أن المسيح هو تجسُّد الله ذاته. ربما يبدو مثل شخص عادي في الظاهر، إلا أنه تجسُّد روح الله وهو مختلف بالضرورة عن الكائنات المخلوقة. فلديه إنسانية طبيعية، بل ولديه أيضًا لاهوت كامل. يوضح هذا في الحقيقة أنه يمكن أن يعبّر تجسد الله عن الحق وأن يكشف الأسرار في أي وقت، ويمكنه أن يعبِّر عن شخصية الله، وكل ما لديه ومن هو، وأفكاره وآرائه، وحبه وقدرته وحكمته، مما يتيح للبشرية كلها أن تفهم الله وتتعرف عليه. إن هذا كافٍ لإثبات أن المسيح ذو لاهوت كامل. أما الأنبياء فهم مجرد كائنات مخلوقة – لديهم الإنسانية، لكن يفتقرون إلى اللاهوت. يمكنهم إبلاغ كلام الله، لكن لا يمكنهم التعبير عن الحق. لذا وحده تجسُّد الله يمكن أن يدعى المسيح. تمامًا كما يقول الله القدير، "يُسمَّى الله المُتجسِّد بالمسيح، والمسيح هو الجسد الذي ارتداه روح الله. هذا الجسد لا يُشبه أي إنسان من جسدٍ. هذا الاختلاف هو بسبب أن المسيح ليس من لحمٍ ودمٍ؛ بل إنه تَجسُّد الروح. له إنسانية طبيعية ولاهوت كامل. لاهوته لا يمتلكه أي إنسان. تحتفظ إنسانيته الطبيعية بكل أنشطته الطبيعية في الجسد، في الوقت الذي يضطلع فيه لاهوته بعمل الله نفسه" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. جوهر المسيح هو الطاعة لمشيئة الآب السماوي). من خلال كلام الله القدير وشركة الأختين عرفت أن المسيح لديه كل من الإنسانية الطبيعية واللاهوت الكامل، ولا يمكن لأحد سوى المسيح أن يعبّر عن الحق الذي لا يمكن لمجرد نبي أو شخص مبجّل أن يعبّر عنه. كانت تلك حقائق وأسرار لم أسمعها قط خلال سنوات إيماني العديدة. فهل يمكن أن يكون الله القدير هو الرب العائد؟ وإلا فمن يقدر أن يعبر عن مثل تلك الحقائق وأن يكشف مثل تلك الأسرار بخلاف الله؟
في ذلك الوقت، كنت ما زلت أشعر ببعض الحيرة. لقد سمعتهما تقولان إن الله يؤدي عمل الدينونة في الأيام الأخيرة ليخلص البشرية خلاصًا تامًا، لكنني قد سمعت من قبل الوعّاظ يقولون إن الرب يسوع قد أدى عمل الفداء وحمل خطايانا، وأن خطايانا كلنا غُفرت ولم نعُد خطاة، وإننا سنُختطف إلى الملكوت مباشرة حين يأتي الرب. إذًا لِمَ يتجسد الله مرة أخرى ليؤدي عمل الدينونة والتطهير؟ فطرحتُ تلك الحيرة أمام الأختين. فأجابت وانغ تشينغ: "نؤمن أننا لسنا خطاة، لكن هل تحررنا من الخطية وصرنا أطهارًا؟ هل يمكننا التأكد من أننا لن نخطئ ثانية؟" عقد سؤال الأخت لساني. لقد فدانا الرب يسوع، لكننا ما زلنا نرتكب الخطايا في النهار ونعترف بها في الليل. لم نتحرر حقًا من أصفاد الخطية! وتابعت وانغ تشينغ قائلة: "بالرغم من صلب الرب يسوع ليحمل خطايانا ويفدينا، لا يمكن إنكار أننا في حياتنا ما زلنا نرتكب الخطايا. ليس في وسعنا إلا الكذب والخداع، وبعد تقديم بعض التضحيات والبذل لله، نتباهى بأسبقيتنا. وعندما لا يتفق عمل الله مع مفاهيمنا، نلوم الله بل وندينه. وفي الوقت الذي نؤمن فيه بالله، ما زلنا نعبد محض بشر ونتبعهم. من الواضح أننا ما زلنا لم نتحرر من أصفاد الخطية. يقول الكتاب المقدس، "فَتَكُونُونَ قِدِّيسِينَ لِأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ" (اللاويين 11: 45). "ٱلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ ٱلْخَطِيَّةَ هُوَ عَبْدٌ لِلْخَطِيَّةِ. وَٱلْعَبْدُ لَا يَبْقَى فِي ٱلْبَيْتِ إِلَى ٱلْأَبَدِ، أَمَّا ٱلِٱبْنُ فَيَبْقَى إِلَى ٱلْأَبَدِ" (يوحنا 8: 34-35). كلام الله واضح كالشمس. من يعيشون في الخطية ما زالوا يخطئون ويقاومون الله كثيرًا – وهم على شاكلة الشيطان ولا يمكنهم دخول ملكوته. في الأيام الأخيرة، لحل إثم البشرية وخلاصها وإنقاذها من الخطية، تجسَّد الله مرة أخرى، مُعبِّرًا عن الحقائق ومؤديًا عمل الدينونة ليطهر البشرية تطهيرًا تامًا ويُخلصها، ويمنح الناس خلاصًا كاملًا، ويؤهلهم لدخول الملكوت". بعد ذلك قرأتْ لي وانغ تشينغ مقطعين آخرين من كلام الله القدير: "أنتَ تعرف فقط أن يسوع سينزل في الأيام الأخيرة، ولكن كيف سينزل؟ خاطئ مثلك، نال الفداء للتو، ولم يغيره الله أو يكمِّله. هل يمكنه أن يكون بحسب قلب الله؟ إنك ترى، كإنسان محصور في ذاتك العتيقة، أن يسوع خلّصك حقًّا، وأنك لا تُحسب خاطئًا بسبب خلاص الله، ولكن هذا لا يثبت أنك لست خاطئًا أو نجسًا. كيف يمكنك أن تكون مقدسًا إن لم تتغير؟ أنت في داخلك نجسٌ وأنانيٌّ ووضيع، وما زلت ترغب في النزول مع يسوع – أنَّى لك أنْ تحظى بهذا الحظ الوفير؟ لقد فقدتَ خطوةً في إيمانك بالله: أنت مجرد شخصٍ نال الفداء ولكنك لم تتغير. لكي تكون بحسب قلب الله، يجب على الله أن يقوم شخصيًّا بعمل تغييرك وتطهيرك؛ إن لم تنل سوى الفداء، ستكون عاجزًا عن الوصول للقداسة. وبهذه الطريقة لن تكون مؤهلًا لتتشارك في بركات الله الصالحة، لأنك فقدت خطوةً من عمل الله في تدبير البشر، وهي خطوة أساسية للتغيير والتكميل. ولذلك أنت، كخاطئ فُديت فحسب، عاجز عن ميراث إرث الله مباشرةً" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. بخصوص الألقاب والهوية). "مع أن يسوع قام بالكثير من العمل بين البشر، فإنه لم يكمل سوى فداء الجنس البشري بأسره وصار ذبيحة خطية عن الإنسان، ولم يخلص الإنسان من شخصيته الفاسدة كلها. إن خلاص الإنسان من تأثير إبليس خلاصًا تامًّا لم يتطلّب من يسوع أن يحمل خطايا الإنسان كذبيحة خطية فحسب، بل تطلّب الأمر أيضًا عملًا ضخمًا من الله لكي يخلص الإنسان تمامًا من شخصيته التي أفسدها إبليس. ولذلك بعدما نال الإنسان غفران الخطايا عاد الله ليتجسَّد لكي ما يقود الإنسان إلى العصر الجديد، ويبدأ عمل التوبيخ والدينونة، وقد أتى هذا العمل بالإنسان إلى حالة أسمى. كل مَنْ يخضع لسيادة الله، سيتمتع بحق أعلى وينال بركات أعظم، ويحيا بحق في النور، ويحصل على الطريق والحق والحياة" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. تمهيد). بعد قراءة كلام الله شاركَتْ وانغ تشينغ قائلة: "لقد أدى الرب يسوع عمل الفداء فقط. ولم يؤدِّ عمل تطهير البشرية تطهيرًا تامًا وتخليصها خلاصًا كاملًا. إذا سعينا نحو التحرر من الخطية، ونيل الخلاص، ودخول ملكوت الله، يجب علينا قبول عمل دينونة الله وتطهيره في الأيام الأخيرة. يؤدي الله القدير عمل الدينونة في الأيام الأخيرة على أساس عمل فداء الرب يسوع. ويعبِّر عن ملايين الكلمات، كاشفًا أسرار خطة تدبير الله ذات الستة آلاف عام، بالإضافة إلى أسرار تجسدات الله، والقصة الحقيقية للكتاب المقدس. لقد كشف الله أيضًا كيف يُفسد الشيطان البشرية، وكيف يؤدي الله عمل الدينونة والتطهير في الأيام الأخيرة، وكيف يحدد كل نوع من آخرة الشخص وغايته، إلخ. إن الكلمة يظهر في الجسد تعبير من الله خلال عمله في الأيام الأخيرة وشهادة على عمل دينونته. من خلال اختبار عمل دينونة الله في الأيام الأخيرة ورعاية الله القدير وسقايته الخاصتين، يرى مختارو الله كلهم كيف أن عمل الله المتجسّد عملي حقًا. يحيا الله حقًا وسط البشرية ويعبِّر عن الحقائق المتعلقة بمواقف الناس العملية لدعمهم وإعالتهم، كاشفًا الأخطاء الموجودة في إيمانهم، ووجهات نظرهم الخاطئة في السعي، وكل أنواع الشخصيات الشيطانية، مما يتيح لهم الفهم والتحول. لقد أخبر الله أيضًا الناس بشأن نواياه ومطالبه، معطيًا الناس الأهداف الأكثر عملية ودقة في مسعاهم ومبادئ التطبيق، مما يتيح لهم الدخول إلى حقيقة الحق، ونيل الخلاص، والتحرر من الخطية وتأثير الشيطان. كل من يتبع الله القدير يشعر في أعماقه بأنه لولا تعبير تجسد الله عن الحق لدينونة البشرية وتطهيرها، لم يكن للإنسان أن يدرك طبيعته الخاطئة قط، ناهيك عن قدرته على التحرر من أصفاد الخطية وقيودها. فقط بقبول دينونة الله وتوبيخه، يمكن للإنسان أن يتطهر من شخصيته الفاسدة وينال الخلاص. بناءً على كلام الله القدير وعمله وما قد حققه عمله، هل يمكننا أن نتأكد من أن الله القدير هو تجسُّد الله ومسيح الأيام الأخيرة؟"
فقط بعد سماع كلام الله القدير وشركة الأخت أدركت أن الرب يسوع قد عفا عن خطايانا فقط، لكنه لم يحلُّ طبائعنا الخاطئة حلًا تامًا. لهذا السبب ما زلنا نحيا في الخطية وغير قادرين على التحرر من أصفادها. فقط بقبول عمل دينونة الله القدير في الأيام الأخيرة يمكننا التحرر من الخطية تحررًا تامًا ونيل الخلاص ودخول ملكوت السماء. بعد ذلك قرأَتْ لي وانغ تشينغ بعض المقاطع الأخرى من كلام الله القدير، التي وضَّحت لي الأمور أكثر فأكثر. شعرتُ أن الله القدير ربما يكون هو الرب يسوع العائد.
لكن بعد ذلك بقليل، علم قس كنيستي الأصلية أنني كنت أستعلم عن البرق الشرقي. فجاء إلى منزلي مع ما يربو عن عشرة من زملاء العمل الآخرين ليعيقوني ويعرقلوني. قالوا لي ألا أستضيف الأختين وحاولوا حتى أن يجعلوني أطردهما. قلت لقِسّي: "يقول الكتاب المقدس إننا ينبغي أن نعامل الغرباء بحب واهتمام. فإذا لم نستضفهم، بل وطردناهم في منتصف الليل، هل يكون هذا حبًا واهتمامًا؟ لا يجلب هذا أي مجد للرب! الأكثر من هذا أن سفر الرؤيا ينبئ بوضوح: "مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ ٱلرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ" (رؤيا 2: 7). في الأيام الأخيرة، يتحدث الروح القدس إلى كل الكنائس – فإذا فشل الناس في الاستماع والتحقيق، كيف يمكنهم سماع صوت الرب والترحيب بعودته؟" لكن القس لم يكن ليسمع وأصرَّ على أن أطرد الأختين خارجًا. عندما رأيت كيف أنهم لا يلينون، قلقت من أن الأختين ربما تكونان في خطر إن بقيتا هناك، لذا ودعتهما سريعًا. وبعد ذلك فرَّق القس بيني وبين شين لو وقال أمورًا كثيرة مفتريًا على كنيسة الله القدير ليخدعنا. وقال أيضًا إنه لن يكون هناك أي عمل آخر من أعمال الخلاص، وإننا إذا اعتقدنا في إيمان آخر، سنصبح خائنتين للكنيسة والرب. شاركت معهم عن الحق الذي سمعته على مدار الأيام القليلة الماضية، لكنهم لم يكونوا ليسمعوا مهما قلت. في الأيام العديدة التالية، تناوب القس والوعّاظ على مضايقتنا، قائلين لنا إننا كنا نعتقد في الإيمان الخطأ، تاركين إيانا ثائرتين ورأسينا تدوران. كما انتقدونا في العلن في أثناء اجتماع لزملاء العمل وأمرونا أن نقول إننا وطأنا الطريق الخطأ أمام الجميع. فرددتُ قائلة: "أتحرى الطريق الحق تمامًا كما يقول الرب لنا أن نفعل. لست أرتكب خطًا! قال الرب يسوع، "فَفِي نِصْفِ ٱللَّيْلِ صَارَ صُرَاخٌ: هُوَذَا ٱلْعَرِيسُ مُقْبِلٌ، فَٱخْرُجْنَ لِلِقَائِهِ!" (متى 25: 6). تشهد كنيسة الله القدير أن الرب قد عاد. فلماذا لا نتحقق من أمر بهذه الأهمية؟ لماذا تعيقوننا باستمرار؟" ثم قالت شين لو: "نعم، لقد سمعنا الكثير من كلام الله القدير في هذه الأيام وعرفنا الكثير من الحقائق التي لم نفهمها من قبل من قراءة الكتاب المقدس. أعتقد أيضًا أن هذا هو صوت الله وينبغي التحقق منه. مع أمر بأهمية عودة الرب، كيف يمكنك ألا تحقق وتسعى على الإطلاق، بل وتقف في طريقنا؟" أجاب القس بتكبر: "ليس هناك داعي للتحقيق، لقد وطأت أقدامكما الطريق الخطأ بالتأكيد. يُستحسن أن تتوبا للرب سريعًا! تفتقران إلى القامة، وتعرفان القليل من الكتاب المقدس، ويسهل خداعكما. لن أدعكما تتحققان من أجل صالحكما. إذا كنتما ستوطئان الطريق الخطأ ويهجركما الرب، فإن كل تضحياتكما ومجهوداتكما ستصبح بلا طائل، لكن الأوان سيكون قد فات على الندم!" عند سماع هذا، فكرتُ: "إذا وطأتُ الطريق الخطأ كما يقول قِسّي، أفلن تكون كل أعوام إيماني بلا طائل؟" لكني بعدها فكرتُ: "إن كلام الله القدير عجيب حقًا، ويبدو أنه صوت الله. وإذا لم أتحقق، أفلن أفوّت بذلك فرصة الترحيب بالرب؟" شعرت ببعض التضارب. بعد هذا، رتبوا بإتقان شديد "ندوة تدريب على الولاء" مدتها شهر وأطلقوها، وكانت تهدف إلى دفعنا نحو ترك التحقق من عمل الله القدير في الأيام الاخيرة كان هناك أناس يراقبوننا كل يوم، وجاء الوعّاظ مرارًا وتكرارًا لتفسير الكتاب المقدس، وقالوا لنا إن الفوضى قد ازدادت في الأيام الأخيرة، وأن الكثيرين فقدوا تدريجيًا إحساسهم بالحب والاهتمام. عندما قالوا ذلك أدركت فجأة: "نعم، بالرغم حتى من أننا قد نلنا فداء الرب يسوع، ما زال الجميع يعيشون في الخطية وعالقين بين ارتكاب الخطية والاعتراف. لا يمكن لأحد أن يتحرر من أصفاد الخطية وقيودها. حتى بين القس والشيوخ، توجد مشاكل داخلية ثابتة. سلوك بعض زملاء العمل أسوأ حتى من الكثير من غير المؤمنين. إذا لم نقبل عمل دينونة الله في الأيام الأخيرة. فكيف نتوقع أن نتحرر من الخطية وأن نتطهر؟ وإذا لم نتطهر، فكيف ندخل ملكوت الله؟ ألن يؤدي ذلك بنا إلى الهلاك؟" بإدراكي ذلك، قررتُ: أنني لن أفوت فرصة الترحيب بالرب وأن عليَّ أن أتابع التحقيق. لذا صليت إلى الله، متضرعة إليه ليفتح لنا طريقًا. بعد ذلك وجدنا فرصة للهرب من منزل المُضيف.
وعندما عُدتُ تابعت التحقيق في عمل الله القدير وقرأت العديد من مقاطع كلامه. ومن خلال شركات الإخوة والأخوات، فهمتُ أسرار الكتاب المقدس، وأسماء الله وتجسداته، والغرض من خطة تدبير الله ذات الستة آلاف عام، وأسرار مراحل عمل الله الثلاثة، وكيف تطورَتْ البشرية حتى هذه النقطة، والسبب الرئيسي لإفساد الشيطان للإنسان وآخرة كل نوع من الأشخاص. كلما قرأت كلام الله القدير أكثر، صارت الأمور أوضح بالنسبة لي – كنت مقتنعة اقتناعًا تامًا بأن الله القدير هو الرب يسوع العائد. ذكَّرتني أعمال القِس والوعّاظ بما قاله الرب يسوع للفريسيين: "لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلْمُرَاؤُونَ! لِأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَاوَاتِ قُدَّامَ ٱلنَّاسِ، فَلَا تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلَا تَدَعُونَ ٱلدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ" (متى 23: 13). عندما كان الرب يسوع يعمل، صار الفريسيون قلقين من أن الجميع سيتبعونه وأنهم سيخسرون مكانتهم وسبل رزقهم، لذا حاولوا أن يجدوا عيوبًا في الرب، وقاوموه وأدانوه بتعسف، ومنعوا المؤمنين من اتباعه، وفي النهاية تآمروا مع الحكومة الرومانية لصلبه. كان الفريسيون في الجوهر كارهين لله وأضداد للمسيح يقاومون الله. كان هؤلاء القسوس والشيوخ كالفريسيين تمامًا. رأوا أن الله قد تجسَّد وظهر ليؤدي عمله في الأيام الأخيرة، مزلزلًا العالم الديني بأكمله بتعبيراته عن الحق، لكنهم لم يتحققوا من الأمر، بل وفعلوا كل ما في وسعهم لمنع المؤمنين من التحقق من الطريق الحق، وعزموا على إبعاد الأختين اللتين كانتا تشاركان إنجيل الله في الأيام الأخيرة. كانوا تمامًا كالفريسيين الذين قاوموا الرب يسوع، عبيدًا أشرارًا يمنعون الناس من دخول الملكوت. ومن خلال إعاقتهم وعرقلتهم، اكتسبتُ تمييزًا للجوهر الحقيقي للقسوس والشيوخ. وبغض النظر عن إعاقتهم لي بعد ذلك، لم أشعر بالعرقلة فيما بعد. وبعد وقت قصير قبلتُ عمل الله القدير في الأيام الأخيرة، وبدأت أتبع خُطى الحمل.
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.