فقط الأطهار يدخلون ملكوت السموات
عندما آمنت بالرب، كنت كثيرًا ما أسمع أن الرب يعلمنا أن نحب أقاربنا كأنفسنا، وأن محبتنا تنبع من الله، وأن علينا أن نحب اﻵخرين ونحب أعدائنا، ﻷن الله أحبنا أولًا. ومكتوب في عبرانيين 12: 14: "اِتْبَعُوا ٱلسَّلَامَ مَعَ ٱلْجَمِيعِ، وَٱلْقَدَاسَةَ ٱلَّتِي بِدُونِهَا لَنْ يَرَى أَحَدٌ ٱلرَّبَّ". ذكّرني هذا بفترة في حياتي عندما كنت أختلف مع أمي ونتشاجر بضراوة. علمت أنني لم أكن بحسب قلب الله وكان عليَّ أن أضع كلام الرب قيد التطبيق. فيما بعد، كلما تشاجرت مع أمي، كنت أحاول السيطرة على نفسي، والاستماع إلى آرائها. ظللتُ هادئة وصبورة. لكن بعد فترة، لم أتمكن من تمالك أعصابي أكثر. كنت أتشاجر معها إن لم أتفق مع ما قالته. وإلى جانب ذلك، اتبعت الاتجاهات الدنيوية، وكنت مهووسة بالتلفاز واﻷفلام. كنت أكذب أحيانًا من أجل حفظ ماء الوجه أو الربح الشخصي كنت عالقة في دائرة من الخطية والاعتراف، ودائمًا ما شعرت بالذنب. لكنني لم أستطع قمع اندفاعي أو الهروب منه، وعذبني هذا. كنت أفكر أحيانًا: "هل يمكنني الدخول إلى الملكوت السماوي، بينما أعيش في الخطية هكذا؟" قالت لي أمي، ذات مرة: "حالتك المزاجية جد سيئة بالنسبة لمسيحية!" زادت حالتي سوءًا عندما سمعتها تقول هذا. كنت أحاول حقًا أن أظهِر ضبط النفس، لكنني لم أستطع الحفاظ على تعاليم الرب. هل كان هذا سيسعِد الرب؟ هل سيكون بمقدوري التغيُّر يومًا؟ عندما سألت إخوتي وأخواتي عن هذه المشكلة، قال البعض: "يجب أن نتعلم السيطرة على أنفسنا. عندما نقترب من الله نصبح أكثر تسامحًا". قال آخرون: "من الطبيعي أن تحدث هذه التقلبات، لكن التغيير يأتي في صعود حلزوني. كلما تغيرنا، صرنا أفضل. لا شك في ذلك. خلاص الرب كامل. نعمته تحملنا الى ملكوت السموات". حتى بعد أن قالوا هذا، لم يكن لدي مسار واضح. لم يكن بوسعي إلا أن أصلي للرب ليساعدني.
ثم التقيت ببعض الإخوة والأخوات عبر الإنترنت، عن طريق الصدفة. كثيرا ما التقينا لدراسة الكتاب المقدس. كان محتوى شركاتهم مثيرًا للاهتمام وثاقبًا. لقد ربحت الكثير من مقابلتي معهم. ذات يوم تحدث اﻷخ لين في اجتماع عن عودة الرب. قال إن الرب سيعمل عملًا جديدًا عندما يعود، ثم أرسل بعض اﻵيات من الكتب المقدسة. يقول عبرانيين 9: 28: "هَكَذَا ٱلْمَسِيحُ أَيْضًا، بَعْدَمَا قُدِّمَ مَرَّةً لِكَيْ يَحْمِلَ خَطَايَا كَثِيرِينَ، سَيَظْهَرُ ثَانِيَةً بِلَا خَطِيَّةٍ لِلْخَلَاصِ لِلَّذِينَ يَنْتَظِرُونَهُ". وتقول رسالة بطرس اﻷولى 1: 5: "أَنْتُمُ ٱلَّذِينَ بِقُوَّةِ ٱللهِ مَحْرُوسُونَ، بِإِيمَانٍ، لِخَلَاصٍ مُسْتَعَدٍّ أَنْ يُعْلَنَ فِي ٱلزَّمَانِ ٱلْأَخِيرِ". و "لِأَنَّهُ ٱلْوَقْتُ لِٱبْتِدَاءِ ٱلْقَضَاءِ مِنْ بَيْتِ ٱللهِ" (1 بطرس 4: 17). "مَنْ رَذَلَنِي وَلَمْ يَقْبَلْ كَلَامِي فَلَهُ مَنْ يَدِينُهُ. اَلْكَلَامُ ٱلَّذِي تَكَلَّمْتُ بِهِ هُوَ يَدِينُهُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ" (يوحنا 12: 48). قال اﻷخ لين: "تذكر هذه اﻵيات كيف سيظهر الرب في المرة الثانية، وكيف علينا أن ننال خلاصه في اﻷيام اﻷخيرة. إنها تذكر كيف أن الدينونة ستبدأ من بيت الله؛ دينونة اﻷيام اﻷخيرة. وتشرح كيف سيقوم الرب بعمل الدينونة عند عودته، ويحررنا من الخطية ويطهّرنا ويخلصنا". تحدث الأخ لين بما يتفق مع الكتاب المقدس، لكني كنت في حيرة من أمري. لقد فدانا الرب بالفعل من الخطية عندما صُلب. واكتمل خلاص الله. فلماذا يجب أن يعود الرب ليقوم بعمل الدينونة والتطهير؟ أخبرتهم بحيرتي.
أراني الأخ لين مقطعين. "لقد غُفِرت خطايا الإنسان من خلال الله المتجسِّد، ولكن هذا لا يعني أن الإنسان بلا خطية بداخله. يمكن أن تُغفر خطايا الإنسان من خلال ذبيحة الخطية، ولكن لم يكن الإنسان قادرًا على حل المشكلة المتعلقة بكيفية ألا يخطئ مجددًا وكيف يمكنه التخلُّص من طبيعته الخاطئة تمامًا ويتغير. غُفرت خطايا الإنسان بسبب عمل صلب الله، ولكن استمر الإنسان في العيش بالشخصية الشيطانية الفاسدة القديمة. وعليه، يجب على الإنسان أن ينال الخلاص بالكامل من الشخصية الشيطانية الفاسدة لكي تُمحى طبيعته الخاطئة بالكامل ولا تعود لتظهر أبدًا، وهكذا تتغير شخصية الإنسان. هذا يتطلب من الإنسان أن يفهم طريق النمو في الحياة، وطريق الحياة، والطريق لتغيير شخصيته. كما يحتاج الإنسان إلى أن يتصرف وفقًا لهذا الطريق، لكي تتغير شخصيته تدريجيًّا ويمكنه أن يعيش تحت بريق النور، وأن يقوم بكل الأشياء وفقًا لمشيئة الله، حتى يتخلَّص من شخصيته الشيطانيَّة الفاسدة، ويتحرَّر من تأثير ظلمة الشيطان، وبهذا يخرج بالكامل من الخطية. وقتها فقط سينال الإنسان خلاصًا كاملًا. ... لذلك بعد اكتمال هذه المرحلة، لا يزال هناك عمل الدينونة والتوبيخ. تُطهِّر هذه المرحلة الإنسان بواسطة الكلمة، ومن ثمّ تهبه طريقًا ليتبعه. لا يمكن أن تكون هذه المرحلة مثمرة وذات مغزى لو أنها استمرت في طرد الأرواح الشريرة، لأن طبيعة الإنسان الخاطئة لن يتم التخلص منها وسيقف الإنسان عند غفران الخطايا فقط. من خلال ذبيحة الخطية، نال الإنسان غفران خطاياه، لأن عمل الصلب قد انتهى بالفعل وقد غلب الله إبليس. لكن شخصية الإنسان الفاسدة تظل بداخله وما زال الإنسان يخطئ ويقاوم الله؛ ولم يربح الله البشرية. لهذا السبب في هذه المرحلة من العمل يستخدم الله الكلمة ليكشف عن شخصية الإنسان الفاسدة وليدفع الإنسان إلى الممارسة بحسب الطريق الصحيح" ("الكلمة يظهر في الجسد"). "أنتَ تعرف فقط أن يسوع سينزل في الأيام الأخيرة، ولكن كيف سينزل؟ خاطئ مثلك، نال الفداء للتو، ولم يغيره الله أو يكمِّله. هل يمكنه أن يكون بحسب قلب الله؟ إنك ترى، كإنسان محصور في ذاتك العتيقة، أن يسوع خلّصك حقًا، وأنك لا تُحسب خاطئًا بسبب خلاص الله، ولكن هذا لا يثبت أنك لست خاطئًا أو نجسًا. كيف يمكنك أن تكون مقدسًا إن لم تتغير؟ أنت في داخلك نجس وأناني ووضيع، وما زلت ترغب في النزول مع يسوع – لا بد من أنك محظوظ للغاية! لقد فقدتَ خطوة في إيمانك بالله: أنت مجرد شخص نال الفداء ولكنك لم تتغير. لكي تكون بحسب قلب الله، يجب على الله أن يقوم شخصيًا بعمل تغييرك وتطهيرك؛ إن لم تنل سوى الفداء، ستكون عاجزًا عن الوصول للقداسة. وبهذه الطريقة لن تكون مؤهلاً لتتشارك في بركات الله الصالحة، لأنك فقدت خطوة من عمل الله في تدبير البشر، وهي خطوة أساسية للتغيير والتكميل. ولذلك أنت، كخاطئ فُديت فحسب، عاجز عن ميراث إرث الله مباشرةً" ("الكلمة يظهر في الجسد").
ثم شارك اﻷخ لين: "الرب يسوع فدانا من مُلك الشيطان. لقد غفر لنا خطايانا، لكن هذا لا يعني أننا بلا خطية، أو أننا لم يعد بمقدورنا ارتكاب الخطية أو مقاومة الله. قام الرب يسوع بعمل الفداء والغفران في عصر النعمة، وليس عمل تطهير اﻹنسان وتغييره، الذي يعمله الله في اﻷيام اﻷخيرة. رغم أن خطايانا غُفِرت عبر إيماننا بالرب، فإن طبيعتنا الآثمة وشخصياتنا الشيطانية متأصلة بعمق. إننا متغطرسين ومخادعين وماكرين وأشرار، ونبغض الحق، وليس بوسعنا إلا أن نخطئ، ونعصى الرب ونقاومه. إننا نكذب ونتصرف بشكل خاطئ لحماية مصالحنا. وعندما نختلف مع بعضنا البعض، نغضب ونجادل. نحن نتبع الاتجاهات الدنيوية، ونشتهي الملذات الآثمة. نلوم الله في أوقات الشدة ونضل عنه ونخونه. يقول الله، "فَتَكُونُونَ قِدِّيسِينَ لِأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ" (اللاويين 11: 45). إن لم نكن قديسين وأطهارًا، فلن يمكننا لقاء الله. كيف نكون نحن الذين نخطئ لله كثيرًا ونقاومه، صالحين لدخول ملكوته؟. لهذا وعد الرب بالعودة، ليعبِّر عن الحق ويقوم بعمل الدينونة والتطهير، وليمنحنا المزيد من الحق، ويخلصنا إلى الأبد، ويحررنا من الخطية، ويأخذنا إلى ملكوت الله".
فقلت له: "ما قلته صحيح. نحن نخطئ ونعترف دائمًا، وما زلنا لم نتحرر من الخطية رغم إيماننا بالرب. لكن المسألة هي أن لدي أصدقاء مسيحيون يعيشون في تقوى شديدة. لا يتشاجرون قط، ويحبون أعدائهم. اعتاد بعضهم المعاناة من مشكلات زوجية، لكن علاقاتهم تحسّنت عندما بدأوا في الإيمان. كان بعضهم سيء الطبع، لكن إيمانهم بالرب جعلهم متسامحين وصبورين... كل من يؤمن بالرب بإخلاص يخضع للتغيير. إذا استمر هذا التغيير، أفلن يتحررون هم أيضًا من الخطية ويتطهرون؟"
عندما طرحتُ هذا السؤال أجاب الأخ لين بصبر: "يتغير الكثير من الناس عندما يبدأون في الإيمان بالرب. يتوقفون عن ضرب اﻵخرين وسبّهم، إنهم أكثر لطفًا وصبرًا وأكثر تسامحًا ويحملون صليبهم، يصنعون صدقة ويضحّون. بينما قد يظهِر هذا أنهم يؤمنون حقًا بالرب، هل يعني أنهم بحسب قلب الرب؟ هل يعني أنهم تحرروا من الخطية وتطهروا؟" ثم قرأ لي الأخ لين مقطعين. يقول الله القدير، "إن مجرد التغييرات في السلوك أمرٌ غير مستدام. فإن لم يكن هناك تغيير في طباع الناس الحياتية، فعاجلاً أم آجلاً ستعود جوانبهم الشريرة للظهور. وبما أن مصدر التغييرات في سلوكهم هو توهج عاطفي، مقترنٌ بعملٍ ما للروح القدس في ذلك الوقت، فمن السهل للغاية بالنسبة إليهم أن يصيروا متوهِّجين عاطفيًا، أو أن يُظهروا لُطفًا مؤقتًا. وكما يقول غير المؤمنين: "إن القيام بعملٍ صالحٍ أمرٌ سهل، لكن الأمر الصعب هو القيام بالأعمال الصالحة مدى الحياة". يعجز الناس عن القيام بالأعمال الصالحة طوال حياتهم. فإنَّ الحياة هي التي توجّه سلوك المرء؛ فكيفما تكُنْ حياتُهم، يَكُنْ سلوكُهم، وما يُكشف عنه بحُكم الطبيعة هو وحدَهُ يمثل الحياة وكذلك طبيعة المرء. فلا يمكن أن تدوم الأشياء الزائفة. عندما يعمل الله لخلاص الإنسان، لا يهدف بذلك إلى تزيينه بالسلوك الحسن؛ فالغاية من عمل الله هي تغيير طباع الناس لجعلهم يولدون ثانيةً أشخاصًا جددًا. وبذلك، تسهم دينونة الله وتوبيخه وتجاربه وتنقيته للإنسان في تغيير شخصيته حتى يحقق الخضوع التام والإخلاص لله ويتوصل إلى عبادته بصورة طبيعية. هذا هو هدف عمل الله. إن التصرف الحسن ليس هو بالضبط كالخضوع لله، فضلاً عن أن يكون منسجمًا مع المسيح. ترتكز التغيرات في السلوك على التعاليم، وتتولد من الحماس؛ فهي لا تستند إلى المعرفة الحقيقية بالله، أو إلى الحق، فضلًا عن أن ترتكز على إرشاد من الروح القدس. وبالرغم من قيام الروح القدس أحيانًا بتوجيه بعض الأعمال التي يقوم بها الناس، فإن هذا ليس تعبيرًا عن الحياة، فضلًا عن أن يعادل معرفة الله؛ وبغض النظر عن مدى صلاح سلوك الشخص، فإنه لا يُثبت أنَّه قد خضع لله، أو أنَّه وضع الحق موضع التطبيق". "يشير التحوُّل في الشخصية بصورة رئيسية إلى تحوُّلٍ في طبيعة المرء. لا يمكن رؤية الأمور في طبيعة الشخص من التصرفات الظاهرية؛ إذ إنها ترتبط مباشرةً بقيمة وأهمية وجوده، أي أنها تنطوي مباشرةً على نظرة المرء إلى الحياة وقِيَمِه، والأمورِ الكامنةِ في أعماق نفسه وجوهره. إن لم يستطع الشخص قبول الحق فلن يحدث له أي تحوُّل في هذه الجوانب. ولا يمكن القول بأن شخصية المرء قد تغيَّرَت إلَّا من خلال اختبار عمل الله، والدخول كليةً في الحق، وتغيير قيمه ووجهات نظره حول الوجود والحياة، وجعل وجهات نظره تتوافق مع وجهات نظر الله، وقدرته على الخضوع الكامل لله والتكريس له" ("تسجيلات لأحاديث المسيح").
قال اﻷخ لين: "التغيير في السلوك لا يعني أن شخصية المرء الحياتية قد تغيرت، أو أن الإنسان مطيع لله ومخلِص له. كثير من الناس الذين يؤمنون بالرب يعملون أعمالًا صالحة. يتصدقون ويساعدون الفقراء ويقدمون التضحيات. لكنهم يتذمرون على الله عندما يواجهون الشدائد. وينكرونه ويخونونه. هل هذه طاعة حقيقية لله؟ هناك قساوسة وشيوخ يتحدثون كثيرًا عن المحبة، ولكنهم لا يباركون ولا يصلّون إلا لمن يتبرع للكنيسة. هل هذه محبة حقيقية؟ يبدو بعض الناس متواضعين وصبورين، لكن طبيعتهم متعجرفة ومغرورة. تعمل تفسيراتهم للكتاب المقدس على تضخيم ذواتهم وإرباك الناس. إنهم يتنافسون على السلطة داخل الكنيسة ويختلسون أموالها. يتظاهر بعض القساوسة بمساعدة المؤمنين ودعمهم، ويظهرون مُحبين، ولكن عندما تجف أرواح المؤمنين ويفتر إيمانهم بسبب وحشة الكنائس، لا يمكنهم حل مشكلاتهم. حتى إنهم يمنعون المؤمنين من الاستماع إلى الآخرين أو العثور على الكنيسة التي لديها عمل الروح القدس. إنهم لا يفكرون في حياتهم. أليس ذلك رياءً؟ أظهر الفريسيون أيضًا محبتهم للآخرين، وبدوا أتقياء ظاهريًا. لكن عندما جاء الرب يسوع، لم يبحثوا في عمله. قاوموه وأدانوه ووصموه. حتى إنهم تواطئوا مع الرومان لكي يصلبوه. يظهر هذا أن السلوك الجيد ظاهريًا يختلف عن ممارسة الحق، ومعرفة الله أو الخضوع له. ما لم تُعالج طبيعتنا الآثمة، سنظل قادرين على مقاومة الله أو خيانته. لكن ليس هكذا أولئك الذين يغيرون شخصياتهم. لأن طبيعتهم الآثمة وشخصياتهم الشيطانية قد عولِجت. مهما كان الموقف الذي يعيشونه أو التجارب التي يواجهونها، لن يقاوموا الله أو يعارضونه. إنهم قادرون على الخضوع له وإظهار الولاء. إنهم يمارسون التواضع والصبر، ويظهرون محبة مسؤولة لبعضهم بعضًا، ليست مجرد محبة سطحية أو مشوشة. تستند أفعالهم إلى كلام الله. هذا يدل على أنهم غيروا شخصياتهم. في هذه المرحلة، يجب أن يتضح لنا جميعًا أن القيام بالأعمال الصالحة ليس كافيًا لنتحرر من الخطية وننال الخلاص يجب علينا تطهير شخصياتنا الفاسدة وتغييرها. إذا أردنا أن نحرِّر أنفسنا تمامًا من طبيعتنا الخاطئة، ونعرف الله ونخضع له ونحبه، علينا أن نقبل عمل الدينونة عند عودة الرب. لن يمكننا دخول ملكوت الله إلا إذا تطهّرت شخصياتنا الفاسدة".
اتفقت كثيرًا مع ما قاله الأخ لين. وأخبرته: "هذان المقطعان اللذان قرأتهما رائعان. السلوك الصالح للإنسان لا يعني أنه لا يستطيع ارتكاب الخطية أو مقاومة الله، ولا يعني ذلك أنه طاهر أو مؤهل لدخول الملكوت. إذا لم يعد الرب ليخلّصنا، لن نكون قادرين على تحرير أنفسنا من الخطية. كيف سينفذ الرب عمل الدينونة ليطهّر الإنسان عندما يعود؟"
ابتسم الأخ لين وقال: "يحتوي الكتاب المقدس على نبوات كثيرة حول هذا الموضوع، مثل: "إِنَّ لِي أُمُورًا كَثِيرَةً أَيْضًا لِأَقُولَ لَكُمْ، وَلَكِنْ لَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا ٱلْآنَ. وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ ٱلْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ ٱلْحَقِّ، لِأَنَّهُ لَا يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ، وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ" (يوحنا 16: 12-13). "وَإِنْ سَمِعَ أَحَدٌ كَلَامِي وَلَمْ يُؤْمِنْ فَأَنَا لَا أَدِينُهُ، لِأَنِّي لَمْ آتِ لِأَدِينَ ٱلْعَالَمَ بَلْ لِأُخَلِّصَ ٱلْعَالَمَ. مَنْ رَذَلَنِي وَلَمْ يَقْبَلْ كَلَامِي فَلَهُ مَنْ يَدِينُهُ. اَلْكَلَامُ ٱلَّذِي تَكَلَّمْتُ بِهِ هُوَ يَدِينُهُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ" (يوحنا 12: 47-48). "ينص ذلك المقطع على أن الرب يسوع سيعود ليعبِّر عن الحق، ويدين البشرية الفاسدة". وعن طريقة قيامه بهذا، أراني الأخ لين مقطعًا آخر. "ففي الأيام الأخيرة، سيستخدم المسيح مجموعة من الحقائق المتنوعة لتعليم الإنسان، كاشفًا جوهره ومُمحّصًا كلماته وأعماله. تضم هذه الكلمات حقائق متنوعة، مثل واجب الإنسان، وكيف يجب عليه طاعة الله، وكيف يكون مُخلصًا لله، وكيف يجب أن يحيا بحسب الطبيعة البشرية، وأيضًا حكمة الله وشخصيته، وما إلى ذلك. هذه الكلمات جميعها موجَّهة إلى جوهر الإنسان وشخصيته الفاسدة؛ وبالأخص تلك الكلمات التي تكشف كيفية ازدراء الإنسان لله تعبّر عن كيفية تجسيد الإنسان للشيطان وكونه قوة معادية لله. في قيام الله بعمل الدينونة، لا يكتفي بتوضيح طبيعة الإنسان من خلال بضع كلمات وحسب، إنما يكشفها ويتعامل معها ويهذّبها على المدى البعيد. ولا يمكن الاستعاضة عن طرق الكشف والتعامل والتهذيب هذه بكلمات عادية، بل بالحق الذي لا يمتلكه الإنسان على الإطلاق. تُعد الوسائل من هذا النوع دون سواها دينونة، ومن خلال دينونة مثل هذه وحدها يمكن إخضاع الإنسان واقتناعه اقتناعًا كاملاً بالخضوع لله؛ لا بل ويمكنه اكتساب معرفة حقيقية عن الله. يؤدي عمل الدينونة إلى تعرُّف الإنسان على الوجه الحقيقي لله وعلى حقيقة تمرّده أيضًا. يسمح عمل الدينونة للإنسان باكتساب فهمٍ أعمق لمشيئة الله وهدف عمله والأسرار التي يصعب على الإنسان فهمها. كما يسمح للإنسان بمعرفة وإدراك جوهره الفاسد وجذور فساده، إلى جانب اكتشاف قبحه. هذه هي آثار عمل الدينونة، لأن جوهر هذا العمل هو فعليًا إظهار حق الله وطريقه وحياته لكل المؤمنين به، وهذا هو عمل الدينونة الذي يقوم به الله" ("الكلمة يظهر في الجسد").
قال اﻷخ لين: "في الأيام الأخيرة، سيعبِّر الرب يسوع عن الحق، ويدين البشرية ويطهّرها. هذه الحقائق لا تتعلق بسلوكياتنا السطحية، مثل التدخين، والشرب والشجار وعدم التسامح، وما إلى ذلك. إنها مصمَّمة لتكشف شخصياتنا الشيطانية وجوهر طبيعتنا، لتشرِّح أفكارنا ونوايانا المضللَّة. من خلال ما يعلنه كلام الله، يمكننا أن نرى كيف أفسدنا الشيطان بشدة، وأننا مملوؤون بشخصيات شيطانية مثل الغطرسة والخداع والشراسة والمكر. تملُك علينا طبيعتنا المتغطرسة، نريد دائمًا أن نكون الأفضل ونحظى بتقدير كبير، راغبين في السيطرة على كل شيء. نعمل بجد من أجل الله ونقدم التضحيات، ولكن فقط لنوال نعمته وبركته في المقابل. عندما نواجه المشقة نلومه ونقاومه. تديننا كلمات الله لتظهر لنا أننا نفتقر إلى ضمير الشخص العادي وعقله. نرى حقيقة إفساد الشيطان لنا، ونبدأ في كره أنفسنا ولعنها، والتوبة حقًا في قلوبنا. في هذه الأثناء، ترينا دينونة كلام الله وإعلانه أي نوع من الناس يحبه الله، ومَن يباركه، وكذلك من يبغضه ويلعنه. نختبر كيف أن شخصية الله البارة لا تقبل الإثم، ويصير لنا قلبًا يخاف الله. بمجرد أن تبدأ وجهة نظرنا في التغيير، عندما يحدث شيء ما، يمكننا محاولة فهم مشيئة الله وممارسة كلمته. سنبدأ في الهروب ببطء من شخصياتنا الشيطانية الفاسدة، ونصير قادرين حقًا على مخافة الله والخضوع له. وبهذه الطريقة تُعالَج مشكلة طبيعتنا الآثمة من جذورها".
شعرت أن ما قرأه الأخ لين لم تكن أمورًا يمكن أن يقولها شخص عادي. فسألته من قالها. قال لي: "تحدث بهذا الله القدير، مسيح الأيام الأخيرة. الله القدير هو الرب يسوع العائد. لقد عبَّر الله القدير بالفعل عن ملايين الكلمات، التي جُمعت في الكلمة يظهر في الجسد. الأشخاص الذين يحبون الحق ويؤمنون حقًا بالله من جميع الأديان قد أتوا إلى الله القدير بعد سماع صوته. إنهم يختبرون دينونة كلامه وخضعت شخصياتهم الحياتية لبعض التغييرات. يحتوي موقع كنيسة الله القدير على شهادات العديد من الإخوة والأخوات". شعرت بسعادة غامرة لسماع هذا. وقلتُ: "تبدو هذه الكلمات مختلفة لأنها كلمات الله! لم أحلم أبدًا بأنني سأرحب بعودة الرب. أنا حقًا مبارَكة!" دخلت على الإنترنت ثانية، فيما بعد، وشاهدت العديد من الشهادات لأناس أدانهم كلام الله وتغيرت شخصياتهم الفاسدة، مثل "أعيش أخيرًا قدرًا يسيرًا من الإنسانية"، و"الدينونةُ نور"، و"كيف نلت دينونة مسيح الأيام الأخيرة؟"، و"دينونة الله طهّرتني". شعرت كيف يمكن لعمل الله القدير أن يطهِّر الناس ويغيرهم، وعلمت أن الله القدير هو حقًا الرب يسوع العائد! قبلت بلهفة عمل الله الجديد. امتلأ قلبي بالشكر لله. شكرت الله على استخدام الإخوة والأخوات ليعظوني بالإنجيل، وعلى شرف سماع صوته ومنحي سبيلًا لتطهير خطاياي!
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.