دروسي المستفادة من الانتقاد
في العام الماضي، كنت أنا والأخت ليو مسؤولتين عن أعمال الفيديو بالكنيسة. كانت لديها مهارات وخبرات مهنية أكثر مني، لذلك كنت أتواصل معها لتساعدني كلما واجهتُ مشكلة. لقد انسجمنا جيدًا. ذات مرة عند العمل على فيديو، ارتكبت خطًا أساسيًا جدًا، وقد جاءت لمساعدتي في ذلك بأسرع ما يمكن. وأثناء تعاملها مع الأمر سألتني: "أنت تفعلين هذا منذ فترة، فكيف يمكنك ارتكاب مثل هذا الخطأ البسيط؟" شعرت ببعض المقاومة الداخلية، مفكرةً أنها تحدثت معي بهذه الطريقة مباشرة، كما لو كنتُ غير ماهرة حقًا. لا بد أنها تزدريني. لقد أصلحتُ المشكلة لاحقًا، ولكن بموقف مُتَحدٍ. بعد بضعة أيام، تعرض بعض الإخوة والأخوات لمشكلات مماثلة، وعند تلخيصها في اجتماع، استخدمت الأخت ليو خطأي كمثال. شعرت بمقاومة أكبر. كنت أفكر أنني كنت مشرفة، فماذا يظن الجميع عني، عندما تتحدث عن خطأي أمام الجميع؟ هل سيظلون يحترمونني؟ اعتقدت أنها تريدني أن أبدو سيئة. بدأت في تجاهلها بعد ذلك، ولم أرغب في سؤالها عن المشكلات التي كافحت لحلها. في مناقشات عملنا كنت أغادر بمجرد الانتهاء، ولا تريد كلمة أخرى معها. عندما تحدثتْ معي عن حالتها، كنت أتحدث على مضض، ولم أستطع الانتظار حتى تختتم.
لاحقًا فُصلت من منصبي لأنني كنت أسعى للمكانة، بدلًا من القيام بعمل حقيقي، وحصلت على واجب آخر في الفريق. بعد فترة سألتني الأخت ليو عن حالتي، حول تأملاتي الشخصية منذ إقالتي. اعتقدت أنها ستعزيني وتشجعني، لكنها قالت بشكل مفاجئ: "لقد كنتِ أكثر نشاطًا في واجبك مؤخرًا، لكن فهمكِ سطحي. أنت لم تفكري حقًا في أصل إخفاقاتك. لقد تحدثتُ عن ذلك مع الأخت وانغ، وهي توافق..." كان من المحرج تتحدث عن مشكلاتي مباشرة. شعرت وكأنها لم تكن تفكّر في مشاعري، وقولها ذلك أمام الإخوة والأخوات كان يضر صورتي عمدًا. لم أستقبل أي شيء قالته لي بعد ذلك إطلاقًا. أعطيتها إجابة موجزة، لكن كثير من الغضب كان داخلي. كنت أفكر أنني لن أشاركها مشاعري الحقيقية بعد الآن، وأنني سأذيقها من نفس الكأس، وقتما تتاح لي الفرصة. منذ ذلك الحين، مهما كانت الأشياء التي كان علينا مناقشتها حول العمل، بذلت قصارى جهدي لعدم التحدث معها. لم أعد أرغب سماع صوتها بعد الآن.
بعد ظهر أحد الأيام، أرسلت أخت في فريقنا رسالة مفادها أنها بحاجة للتحدث معي عاجلًا. كنت أعمل على فيديو ولم أشاهد الرسالة في الوقت المناسب، مما أدى إلى تعطيل عملنا. رأت الأخت ليو ذلك واتصلت لتسأل لماذا لم أرد فورًا، ثم قالت: "أرى أن لديك نفس المشكلة القديمة. لا تردين بسرعة على الرسائل وأحيانًا لا يمكننا إيجادك. هذا المشروع الذي تديرينه مهم حقًا، لا يمكن تأجيله". لكنني شعرت بالمقاومة حقًا ولم أرغب في قبول ما قالته إطلاقًا. شعرت وكأنني كنت غير مسؤولة من قبل، لا أركز إلا على عملي، ولكن بعد أن فُصلت من العمل بدأت في تغيير نفسي. لم يكن قول ذلك لي مجرد نفي لكل ما قمتُ به من عمل شاق مؤخرًا؟ هل ازدرتني واعتقدت أنني لم أطلب الحق؟ ازداد تحيزي ضد الأخت ليو أكثر فأكثر بعد ذلك. أحيانًا عندما رأيتها تراسلني بشأن العمل، لم أرغب حتى في الرد. سرعان ما طلب مني القائد أن أكتب تقييمًا للأخت ليو. شعرت وكأنها السانحة! كانت دائما تكشفني، لكن هذه المرة كان بإمكاني كشفها حتى تذوق الكأس نفسه. لذلك سجلت مشكلاتها بالتفصيل، وركزت على كيف كانت تتجاهل مشاعري في أقوالها وأفعالها، بالإضافة إلى كيف أنها لم تقم بها بأي عمل عملي. سمعت لاحقًا أن القائد قرأ ذلك وأشار إلى مشكلات الأخت ليو، ثم بذلتْ مجهودًا واعيًا للتغيير. لكنني ظللت لا أستطيع التخلي عن تحيزي ضدها. لذا، ذات مرة، استغللت الفرصة للمشاركة في كلام الله في اجتماع، للتنفيس عن كل ما كنت أحمله ضدها.
فكرتُ كيف أنها لا تراعي مشاعري، لذلك يجب أن أتحدث عنها، لأدع الجميع يرون أن لديها مشكلات كثيرة أيضًا، ولم تكن أفضل مني. لقد كشفتها بمهارة، قائلة: "قد تكون هناك شرفة ولديها مهارات تقنية، لكنها لا تحترم الآخرين في حديثها بها وتشير إلى مشكلات الآخرين. في بعض الأحيان تتحدث بنبرة ذات سلطان، لتعدد أخطاء الآخرين، مما قد يجعلهم يشعرون بأنهم مقيدون في واجبهم. هذا يعيق الناس، ويعطل حياة الكنيسة بشكل غير مباشر. نحن بحاجة لتمييز هذا النوع من الأشخاص". شعرت أنني نفسَّت عما بداخلي، ولكن ساد الصمت بضع دقائق، ولم يُزد أحد في الشركة. حينئذ شعرت بنوع من عدم الارتياح. لم أكن متأكدة مما إذا كانت شركتي مناسبة، ولكن بعد ذلك اعتقدت أن كل ما قلته كان صحيحًا، لذا لا ينبغي أن يكون هناك أي شيء غير لائق بشأنه. لقد أخرجته من ذهني، والمثير للدهشة أن القائد أخبرني بعد أيام قليلة أنني كنت أدين الأخت ليو بطريقة ملتوية في ذلك الاجتماع، وكان ذلك هجومًا وإدانة لها. ويمكن أن يكون مؤلمًا لها، ويجعل على بعض الإخوة والأخوات يقفون إلى صفي، التحيُّز ضد الأخت ليو وعدم دعم عملها. كان تقويضًا وتعطيلًا. كنت متوترة حقًا وخائفة عند سماع تحليل القائد. علمت أن كلام الله يقول، إن إدانة شخصًا ما في اجتماع عرَضيًا يعطل حياة الكنيسة، وهذا فعلُ الشر. كنت أعرف أن طبيعة التصرف هكذا كانت خطيرة. عندما انتهى حديثنا، وجدت بعض الكلمات ذات الصلة من الله على الفور. يقول الله القدير، "غالبًا ما تحدث ظاهرة الإدانة التعسفيَّة للناس وتصنيفهم ومعاقبتهم في الكنائس في كلّ مكانٍ. يضمر بعض الناس تحاملات على قائدٍ أو عاملٍ مُعيَّن، وينتقدونه من وراء ظهره. وللانتقام، يكشف هذا القائد أو العامل ويُحلِّل ذلك الشخص تحت شعار شركة الحقّ. فتكون نواياه وأهدافه من عمل ذلك خاطئة. إذا كان الهدف من شركة الحقّ هو حقًّا الشهادة لله وأيضًا إفادة الآخرين، فيجب على المرء أن يشارك حول اختباراته الحقيقيَّة، ويفيد الآخرين من خلال تحليل نفسه ومعرفتها؛ فهذا سيكون أكثر فعاليَّة، وسوف يوافق عليه شعب الله المختار. أمَّا إذا كان بهدف كشف الآخرين ومهاجمتهم والتقليل من شأنهم لإعلاء نفسه، فهذا أمرٌ محتقر من الله ولن يستفيد الإخوة والأخوات بأيّ شكلٍ من الأشكال. وإذا كان قصد شخصٍ ما هو إدانة الآخرين ومعاقبتهم، فهذا الشخص أثيم صنع أعمالًا شرِّيرة. ينبغي أن يكون مختارو الله قادرين على تمييز الأشرار. إذا كشف شخصٌ ما الآخرين عن عمدٍ وقلَّل من شأنهم بسبب شخصيَّتهم الفاسدة، فيجب مساعدته بمحبَّةٍ أو الشركة معه أو تحليله أو التعامل معه وتهذيبه؛ وإذا لم يتمكَّن من قبول الحقّ واستمرّ في هذه الأفعال رغم المحاولات المُتكرِّرة لتعليمه خلاف ذلك، فهذا أمرٌ آخر. فيما يخصّ أولئك الأشرار الذين غالبًا ما يدينون الناس بشكلٍ تعسفيّ ويُصنِّفونهم ويعاقبونهم، يجب كشفهم تمامًا حتَّى يتمكَّن الجميع من تمييزهم، وبالتالي يجب تقييدهم أو طردهم من الكنيسة. هذا أمرٌ ضروريّ؛ لأن أمثال هؤلاء الناس يوقعون الخلل في حياة الكنيسة ويُعطِّلون عمل الكنيسة، وربَّما يخدعون الناس ويُسبِّبون الفوضى في الكنيسة" (تعريف القادة الكَذَبة). "الهجوم والانتقام هما أحد أنواع التصرف والاستعلان الذي ينبع من الطبيعة الشيطانية الخبيثة. إنه كذلك نوع من الشخصيات الفاسدة. يُفكِّر الناس هكذا: "إذا لم تكن طيِّبًا تجاهي، فلن أكون عادلًا تجاهك! إذا كنت فظًّا معي، فسوف أكون فظًّا معك أيضًا! وإذا لم تعاملني بكرامةٍ، فلماذا أعاملك بكرامةٍ؟" أيّ نوعٍ من التفكير هذا؟ أليست طريقة تفكيرٍ انتقاميَّة؟ في رأي الشخص العاديّ، هل هذا النوع من المنظور غير قابلٍ للتطبيق؟ هل يستقيم هذا؟ "لن أهاجِم ما لم أُهاجَم، وإذا هوجمت سأقوم قطعًا بهجوم مضاد" و"سوف تذوق من الكأس نفسه" بين غير المؤمنين كلّها مبرِّراتٌ تبدو سليمة وتتوافق تمامًا مع المفاهيم البشريَّة. ولكن كيف يجب على أولئك الذين يؤمنون بالله ويتبعون الحق أن ينظروا إلى هذه الكلمات؟ هل هذه الأفكار صحيحة؟ (لا). لماذا غير صحيحة؟ كيف ينبغي أن توصف؟ من أين تأتي هذه الأشياء؟ (من الشيطان). مصدرها الشيطان، ولا شك في ذلك. من أي الشخصيات الشيطانية تنبع؟ إنها تأتي من الطبيعة الخبيثة للشيطان، وتحتوي على السمّ وعلى الوجه الحقيقيّ للشيطان بكلّ شرّه وقبحه. إنها تحتوي على جوهر تلك الطبيعة ذاتها. فما طبيعة وجهات النظر والأفكار والتعبيرات والكلام وحتَّى الأفعال التي تحتوي على جوهر تلك الطبيعة؟ أليست من الشيطان؟ هل تتماشى جوانب الشيطان هذه مع كلام الله؟ هل تتماشى مع الحقّ؟ هل لها أساس في كلام الله؟ (كلّا). هل هي الأعمال التي يجب أن يفعلها أتباع الله، والأفكار ووجهات النظر التي يجب أن تكون لديهم؟ (كلا). عندما تكون لديك هذه الأفكار، وعندما يكون لديك تدفق من هذه الأفكار، هل هذه الأفكار والتدفقات تتماشى مع مشيئة الله؟ بما أن هذه الأشياء تأتي من الشيطان، فهل تتوافق مع الطبيعة البشرية العادية والضمير والعقل البشريين؟ (ليست كذلك)" ("أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). عندما قارنت طريقة تصرفي بكلام الله، شعرت بالخوف حقًا. في تفاعلاتي مع الأخت ليو، عندما ذكرتْ مشكلاتي بشكل خاص دون التأثير على حالتي أو صورتي بين الآخرين، أمكنني القبول، ولكن فيما بعد، عندما حلَّلت أخطائي أمام الجميع، شعرت وكأنني تعرضت للإذلال. مفكرة في أن الآخرين سيزدرونني، ما جعلني أكرهها ولا أريد التحدث معها. لقد تجاهلتها فحسب في مناقشاتنا حول العمل. عندما رأت مشكلاتي وكانت شديدة الصراحة عنها، وتحدّثت إلى مشرف آخر عني هكذا، كنت غاضبة جدًا. شعرت في لحظة، أنها أفسدت الصورة الجيدة التي عملتُ بجد لتأسيسها، وشعرت بمقاومة شديدة لدرجة أنني لم أرغب حتى في سماع صوتها. عندما ذكرتْ أنني لم أرد على الرسائل في الوقت المناسب، وحذرني من تأجيل العمل مثلما كان من قبل، شعرت أنها كانت تحدُّني، وتنكر أنني قد تغيَّرت، وتصعِّب الأمور عليَّ. كنت أنفِّس عن إحباطي من خلال واجبي، ولم أستجب لها عن قصد. أصبح تحيزي ضد الأخت ليو أكثر وأكثر حدة وكنت مملوءة بالاستياء منها. في تقييمي لها، استخدمت ذلك للتظلم الشخصي، وإبراز عيوبها، حتى يتعامل معها القائد أو حتى يفصلها، فأحصل على بعض الراحة. تريدين الانتقام منها، لقد أدنتها في الشركة في اجتماع بأن إنسانيتها فقيرة، وحاولت جعل الآخرين يميّزونها ويعزلونها حتى أتمكن من التنفيس عن غضبي. كنت أكشف شخصية شريرة، بدون أدنى إنسانية أو عقل. إثارة الأخت ليو لهذه الأمور وانتقادي، كان من مسؤوليتها عن عمل بيت الله، ولمساعدتي في معرفة نفسي، لكنني لم أقبل ذلك قط. كنت أتعالى وأستخدم واجبي للتنفيس عن إحباطي، حتى باستخدام كلام الله للهجوم عليها وانتقادها. كنت أحاول تكوين تحزُّب، معطلةً حياة الكنيسة ومخربةً عمل بيت الله. كلمات قليلة من الأخت ليو أضرت بشعوري بالمكانة، فانتقدتها بشدة، وأردت الانتقام. كان ذلك مخيفًا مني. حتى الشخص غير المؤمن المعقول لن يتصرف بهذه الطريقة. يقول كلام الله: "إن كان المؤمنون طائشين وغير منضبطين دائمًا في كلامهم وسلوكهم مثلهم مثل غير المؤمنين، فهم أكثر شرًّا من غير المؤمنين؛ إنهم نموذج للشياطين" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. تحذير لمن لا يمارسون الحق). أنا شخص مؤمن. لقد أكلت وشربت الكثير من كلام الله، لكنني لم أستطع حتى قبول بعض الاقتراحات. هل كنت حتى بشرًا؟ كنت أتبع هذه الفلسفات الشيطانية: "ما لم تكن لطيفًا، فلن أكون عادلًا!" "نسالمُ من يسالمُنا، ونعادي من يعادينا". كنت فقط أنفِّس عن استيائي، بلا مخافة لله. لم أكن أحيا بحسب الشبه البشري إطلاقًا. كنت أشعر بالذنب والانزعاج حقًا، لذلك دعوت الله للتوبة، راغبًا في التخلي عن تحيزي ضد الأخت ليو. لبضعة أيام، عندما كان لدي وقت بعيد عن واجبي، فكرت في مدى انسجامنا عندما بدأتُ، فلماذا أصبحت منزعجة منها؟ كنت أعلم أن نقدها له ما يبرره، وربما كانت قاسية وحادة بعض الشيء، لكنها لم تكن مشكلة كبيرة. لماذا لا يمكنني قبول ذلك، بل رددت لها الصاع صاعين؟
في سعيي، رأيت مقطعًا لله. "عندما يواجه أضداد المسيح التهذيب والتعامل، يكشفون غالبًا عن مقاومةٍ شديدة، وبعد ذلك يبدأون في بذل قصارى جهدهم للدفاع عن أنفسهم واستخدام السفسطة والبلاغة لخداع الناس. هذا شائعٌ جدًّا. فمظهر أضداد المسيح وهم يرفضون قبول الحقّ يكشف تمامًا طبيعتهم الشيطانيَّة المنطوية على كراهية الحقّ واحتقاره. إنهم ينتمون إلى الشيطان انتماءً خالصًا. ومهما يفعل أضداد المسيح، فإن شخصيَّتهم وجوهرهم ينكشفان. وخصوصًا في بيت الله، كلّ ما يفعلونه مدانٌ، ويُسمَّى أفعالًا شرِّيرة، وجميع هذه الأشياء التي يفعلونها تُؤكِّد تمامًا أن أضداد المسيح هم الشيطان والأبالسة. ولذلك، فإنهم بالتأكيد تعساء وبالتأكيد غير راغبين عندما يرتبط الأمر بقبول التهذيب والتعامل، ولكن بالإضافة إلى المقاومة والمعارضة، فإنهم يكرهون أيضًا التهذيب والتعامل، ويكرهون أولئك الذين يُهذِّبونهم ويتعاملون معهم، ويكرهون أولئك الذين يكشفون طبيعة جوهرهم ويكشفون أفعالهم الشرِّيرة. يعتقد أضداد المسيح أن من يكشفهم يُسبِّب لهم المتاعب بكلّ بساطةٍ، ولذلك فإنهم يُسبِّبون المتاعب لأيّ شخصٍ يكشفهم، إذ يتنافسون معه ويصارعونه. ونظرًا لطبيعتهم المُضادَّة للمسيح، لن يكونوا أبدًا لطفاء مع أيّ شخصٍ يُهذِّبهم أو يتعامل معهم، ولن يتسامحوا أو يتساهلوا مع أيّ شخصٍ يفعل ذلك، وبطبيعة الحال لن يشعروا بالامتنان تجاه أيّ شخصٍ يفعل ذلك ولن يشيدوا به. فعلى النقيض من ذلك، إذا هذَّبهم أيّ شخصٍ أو تعامل معهم فتسبَّب في أن يفقدوا كرامتهم أو ماء وجههم، فسوف يضمرون في قلوبهم كراهيةً لهذا الشخص وسوف يريدون إيجاد فرصة للانتقام منه. يا للكراهية التي يضمرونها للآخرين! هذا ما يُفكِّرون به وما يقولونه علانيةً أمام الآخرين: "اليوم هذَّبتني وتعاملت معي، والآن عداؤنا منقوشٌ على الحجر. اذهب في طريقك وسأذهب في طريقي، لكني أقسم بأنني سأنتقم! إذا اعترفت بخطأك لي، أو أحنيت رأسك لي، أو ركعت وتوسلت لي فسوف أسامحك، وإلَّا فلن أنسى هذا أبدًا!" مهما كان ما يقوله أو يفعله أضداد المسيح، فإنهم لا يرون أبدًا التهذيب الرقيق من أيّ شخصٍ أو تعامله معهم أو المساعدة الصادقة من أيّ شخصٍ على أنها وصول محبَّة الله وخلاصه. بل يرونها علامة على الإذلال ولحظة تعرُّضهم للإحراج الأكبر. وهذا يُبيِّن أن أضداد المسيح لا يقبلون الحقّ على الإطلاق، وأن شخصيَّتهم تشعر بالملل من الحقّ وتكرهه" ("لا يُؤدِّون واجبهم سوى لتمييز أنفسهم ولإرضاء مصالحهم وطموحاتهم؛ فهم لا يراعون أبدًا مصالح بيت الله، بل يبيعون حتَّى تلك المصالح مقابل المجد الشخصيّ (الجزء الثامن)" في "كشف أضداد المسيح"). رأيت من كلام الله أن موقف أضداد المسيح تجاه النقد هو رفضه، واختلاق الأعذار، والعدائية، وحتى معاداة من ينتقدهم، وإيجاد سبل للهجوم والانتقام. إنهم يكرهون الحق بطبيعتهم ولن يقبلوه أبدًا. كنت أعرف أن ما قالته الأخت ليو عن مشكلاتي كان صحيحًا، لذا، مهما كانت نبرتها، فكان ذلك لمساعدتي في معرفة نفسي، ولم تستهدفني عمدًا. من الواضح أنني لم أكن جادة في واجبي أو أتحمل المسؤولية، مما أدى إلى بعض المشكلات في الفيديوهات. كانت الأخت ليو تحلل هذه المشكلات وتشرّحها، وكان هذا حتى لا نرتكب نفس الأخطاء مجددًا ونوقف تقدم عملنا. لاحظتْ أيضًا أن فهمي لذاتي بعد فصلي كان سطحيًا جدًا، لذلك أشارت إلى ذلك بلطف. كان ذلك لمساعدتي على معرفة نفسي بشكل أفضل والتوبة حقًا. ولكن مع مساعدتها لي مرة تلو الأخرى، لم أكتف بعدم الامتنان، بل اعتقدت أنها كانت تحاول أن تُخزيني وتجرح كرامتي. لقد استئتُ منها حقًا وبدأت أعاملها كعدوة، باحثةً عن فرص للانتقام منها. حتى أنني أردت من الآخرين عزلها ورفضها. لقد كنت شريرة وسامة مثل ضد المسيح. أضداد المسيح يحبون التملق، ويحبون تمامًا أي شخص يتغنى بمدحهم. لكن كلما كان الشخص أكثر صدقًا، زاد هجومهم عليه. من أساء إليهم أو أضر بمصالحهم سيكون شغلهم الشاغل، ولن يرتاحوا حتى ينتهي هذا الشخص. هذا يسبب أذىً وضررًا لا يصدقان بعمل الكنيسة ودخول الآخرين الحياة. ينتهي بهم الأمر إلى أن يقصيهم الله نهائيًا من لارتكابهم كل هذا الشر، والإساءة إلى شخصية الله. كلمات قليلة من الأخت ليو أضرت بشعوري بالسمعة والمكانة، فأردت الانتقام. لم أكن لأرضى إلا عندما تعترف بخطئها، وتتوقف عن "استفزازي". كنت شريرة وخبيثة حقًا. كرهت الحق تمامًا مثل الأشرار وأضداد المسيح، وكنت على طريق ضد المسيح. إذا لم أغير شخصية ضد المسيح، فعندما حصلت على منصب، علمتُ أنني سأهاجم وحتى أفعل من الشر، وينتهي بي الأمر ملعونة ومعاقبة من الله. أمكنني رؤية أن العواقب كانت مخيفة حقًا. صلَّيت إلى الله، طالبةً مسارًا للممارسة والدخول فيه.
فيما بعد، قرأت كلام الله التالي: "إذا كنت قائدًا أو عاملًا، وغالبًا ما يشرف عليك الإخوة والأخوات من حولك ويلاحظونك في محاولةٍ لمعرفة المزيد حول ما إذا كنت شخصًا يطلب الحقّ أم لا، فهذا شيءٌ جيِّد لك. ... إذًا، ما الموقف الذي يجب أن يتَّخذه القادة والعاملون تجاه الإشراف على المختارين؟ هل يجب أن يكون موقف السلبيَّة والحذر والمقاومة والاستياء – أم موقف الطاعة لتنظيمات الله وترتيباته والقبول المتواضع؟ (القبول المتواضع). إلام يشير القبول المتواضع؟ إنه يعني قبول كلّ شيءٍ من الله، وطلب الحقّ، واعتماد الموقف الصحيح، وعدم الانفعال. إذا اكتشف شخصٌ ما مشكلةً لديك بالفعل وأشار إليها، وساعدك على تحديدها والتعرُّف إليها، وساعدك على حلّها، فهو بالتالي مسؤولٌ تجاهك وتجاه عمل بيت الله ودخول المختارين الحياة. وهذا هو الشيء الصحيح الذي يجب عمله، وهو أمر تُقرِّره السماء وتعترف به الأرض. إذا كان يوجد من يعتبرون أن الإشراف ينبع من الشيطان ومن نوايا خبيثة، فهم أبالسة وشياطين. فبمثل هذه الطبيعة الشيطانيَّة، لا يمكنهم أبدًا قبول تمحيص الله. وإذا كانوا يحبّون الحقّ بالفعل، فسوف يكون لديهم الفهم الصحيح للإشراف على المختارين، وسوف يكونون قادرين على رؤية أنه ينبع من المحبَّة، وأنه ينبع من الله، وسوف يكونون قادرين على قبوله من الله. ولن يكونوا بالتأكيد منفعلين ولن يتصرَّفوا باندفاعٍ، وبالتالي لن تظهر المقاومة أو الحذر أو الشك في قلوبهم. الطريقة الأصحّ للتعامل مع الإشراف على المختارين هي أنه يجب أن تقبل من الله أيّ كلماتٍ تكون مفيدة لك أو أفعالٍ أو إشرافٍ أو ملاحظةٍ أو تصحيحٍ – حتَّى التعامل والتهذيب. لا تكن انفعاليًّا. فالانفعال يأتي من الأشرار، ومن الشيطان، ولا يأتي من الله، وهو ليس الموقف الذي يجب أن يتَّخذه الناس تجاه الحقّ" (تعريف القادة الكَذَبة). تعلمت من كلام الله أن الإخوة والأخوات الذي يشيرون إلى مشكلاتي ليس فيهم حقد. إنهم لا يسخرون مني، لكنهم مسؤولون عن عمل بيت الله ودخولي إلى الحياة. مهما كان فهمي للمشكلات التي ذكروها، يجب أن أحاول أن أقبلها من الله وأخضع، وألا أسهب في الحديث عن الصواب والخطأ أو أكون مزاجية وانتقامية. عندما لا أستطيع فهم الأشياء تمامًا، يجب أن أصلي وأواصل التفكير، أو أبحث عن إخوة وأخوات من ذوي الخبرة للسعي والشركة. هذا هو الموقف من قبول الحق. تذكرت أنني انتقدت الأخت ليو في اجتماع، وبعض الإخوة والأخوات الذين لم يعرفوا الواقع، كان من الممكن خداعهم، ما يمكن أن يؤثر على تعاونهم في واجباتهم. لذلك، استغللت فرصة المشاركة عن كلام الله في اجتماع للمصارحة، حتى يتمكن الآخرون من تمييز ما فعلتُه. طلبتني الأخت ليو للحديث عن العمل لاحقًا، وقلت لها بصراحة، عن كيف عندما قدمتْ لي اقتراحات، أظهرتُ شخصية كره الحق ودوافع الشر. رأيت أنها لا تلومني أو تكرهني إطلاقًا. وشعرت بالخزي الشديد. لقد انسجمتُ مع الأخت ليو كثيرًا مرة أخرى بعد ذلك. عندما ناقشت مشكلاتي، توقفتُ عن الاهتمام بنبرتها كثيرًا، لكنني كنت أعرف أنه إذا كان مفيدًا لواجبي، فعليَّ لقبوله. أحيانًا أفتقر إلى الوعي في الوقت الحالي، لكني أصليّ إلى الله وأسلِّم نفسي، لا أهتم بماء وجهي أو أجادل في حالتي، ثم أفكر في الأمر لاحقًا. بالعمل معها هكذا، شعرت براحة أكبر بمرور الوقت.
لاحقًا، عملت على فيديو بسرعة، دون طلب المبدأ، ما تسبب في مشكلات تتطلب إعادة عمل. أرسلت لي الأخت تشين، وهي مشرفة أخرى، رسالة خاصة تطلب مني إصلاحه، ثم اعتقدتُ أن الأمر عُولجَ. لكنني فوجئت في اجتماع العمل، أن أخطائي طُرحت للتحليل مجددًا. فكرت أنها تحدثت عني أمام الجميع هكذا، وكان الأمر محرجًا! وبدأت أشعر بالتحيز ضد الأخت تشين، وكأنها تبالغ كثيرًا ولا تهتم لكرامتي. أردت أن أجد سببًا للدفاع عن نفسي وحفظ ماء وجهي أمام الجميع. لكن بعد ذلك أدركت أن العمل كان لا بد من إعادته لأنني كنت متعجلة جدًا. كانت الأخت تشين تشارك معي لتنذرني، لأتمكن من التفكير في موقفي تجاه واجبي، ويمكن للإخوة والأخوات أيضًا استخدامه كتحذير حتى لا يرتكبوا الخطأ نفسه. كانت تحمي عمل الكنيسة. إذا قدمت الأعذار لحفظ ماء وجهي وتحيَّزت ضد الأخت تشين، ألن يكون هذا بغضًا للحق ورفضًا لقبوله؟ كنت أعلم أنني لا أستطيع الاستمرار في التصرف بدافع الفساد، لذلك تصارحت مع الجميع حول تفاصيل الأخطاء التي ارتكبتها. عندما انتهيت، شاركوا بعض السبل المفيدة للتعامل مع هذه الأنواع من المشكلات، بعد إنتاج الفيديو، اتبعت اقتراحاتهم، وتجنب ارتكاب نفس الأخطاء. لقد اختبرتِ حقًا أن قبول اقتراحات الأخوة يمكن أن يوفّر المتاعب ويحسن الكفاءة. وأيضًا، يمكن أن يساعدني في معرفة نفسي وأن يكون جيدًا لدخولي إلى الحياة.
من خلال هذا اختبرتُ حقًا أنه من المهم أن يكون لديك موقف خضوع تجاه النقد. إذا كان ما يقوله الآخرون صحيحًا ومتوافقًا مع الحق، يجب أن أنحي كبريائي جانبًا وأقبله دون قيد أو شرط. لكن إذا رفضتُ وعارضتُ من جهتك التهذيب والتعامل، وأصبحتُ منحازة أو حتى أنتقد الآخرين، فهذا تعبير عن كوني ضد المسيح، وسيدينني الله ويقصيني إن لم أتُب. من قبل، بالكاد كان أي شخص يتعامل معي بشكل مباشر، ولم أعرف نفسي. اعتقدت أن لدي إنسانية صالحة ويمكن أن أقبل الحق. الآن أرى أنني أحتقر الحق وليس لدي إنسانية جيدة. ما ربحته وتعلمته اليوم كان كله بفضل دينونة كلام الله وتوبيخه. أنا أيضًا مستعدة لاختبار المزيد من هذا وتغيير شخصيتي الفاسدة. الشكر لله!
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.