الطريق إلى الملكوت ليس دائمًا مفروشًا بالورود (2)
في ذلك الوقت، عندما قال القس هذا، شعرت بضغط كبير، إذا استجوبني المجلس الأعلى للكنيسة، فهل يمكنني الصمود أمام الهجوم؟ إذا أصررت على الإيمان بالله القدير، فهل يطردونني من المدرسة؟ هل يطلبون من كل المؤمنين أن يرفضوني؟ أقلقني للغاية التفكير في هذا، لذلك صليت الى الله في صمت، وطلبت من الله أن يرشدني، وقلت أريد التمسك بشهادتي.
بعد أن صلَّيت، قرأت مقطعين آخرين من كلمة الله. "يجب أن تكونوا ساهرين ومنتظرين طيلة الوقت، ويجب أن تُكثِروا من الصلاة أمامي. يجب أن تفطنوا إلى حيل الشيطان المختلفة ومكائده الماكرة، وأن تتعرفوا على الأرواح، وأن تعرفوا الناس، وأن تكونوا قادرين على تمييز كل نوعيات الناس والأحداث والأشياء" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل السابع عشر). "يستمر حضور الشيطان ليدمر المعرفة بي الموجودة في قلب الناس، ويصرّ بأسنانه، وينشب مخالبه ويواصل صراع الموت حتى الرمق الأخير. هل ترغبون في أن يأسركم بحيله الماكرة في هذا الوقت؟ هل ترغبون في تدمير حياتكم في الوقت الذي يكتمل فيه عملي أخيرًا؟" ("الفصل السادس" "كلام الله إلى الكون بأسره" في "الكلمة يظهر في الجسد"). فهمت من كلمات الله أن هذه الأشياء التي تحدث لي كانت حيل الشيطان. أراد أن يزعجني ويمنعني من اتباع الله. مع أن قامتي كانت صغيرة ولا أعرف من الحق إلا القليل، كنت مستعدًا للاتكال على الله في الثبات وإذلال الشيطان. فقلت لهم: "لن أتوقف عن حضور الاجتماعات، وسأستمر في اتباع الله القدير". كان والداي غاضبَين للغاية عندما لم أستمع إلى القس. حدَّق أبي في وجهي وصرخ: "كيف تجرؤ؟ قبل أن يغادر القس، عليك أن تقسِم أنك ستتوقف عن الإيمان بالله القدير!". هددني القس مجددًا، قائلًا إنني ما لم أتوقف عن حضور الاجتماعات خلال أسبوع، سيأخذني إلى المجلس الأعلى للاستجواب. ومع ذلك، لم أشعر بأي ندم، لأنني كنت أعرف جيدًا أن خياري كان صائبًا. قبل قبولي لعمل الله القدير في الأيام الأخيرة، آمنت بالله، لكنني لم أفهم متطلبات دخول ملكوت السماوات. أحيانًا، كانت الأوهام تملأ عقلي، وأحيانًا، لأنني كثيرًا ما أخطأت ولم أكن أعرف ما إذا كان بإمكاني دخول الملكوت، كنت متحيرًا جدًا. الآن، فهمت أخيرًا. وحده عمل دينونة الله القدير يمكنه معالجة طبيعتنا الخاطئة، وعندئذ فقط يمكننا أن نخلُص من الخطية ونربَح الخلاص وندخل ملكوت الله. فقط كلمات الله القدير هي التي سمحتْ لي برؤية هذا العالم الشرير بوضوح، ولفهم كيف يستخدِم الشيطان الفلسفات الدنيوية لإفساد البشرية. لو لم أقرأ كلام الله القدير، كنت سأتبع الفلسفات الدنيوية الشيطانية طوال حياتي. لم أكن لأعرف إطلاقًا كيف أهرب من فساد الشيطان. لذا، مهما كانت الطريقة التي أعاقوني بها، لن أتخلى عن اتباع الله القدير. لاحقًا، رأى القس أنني لا أنوي الاستسلام، فغادر غاضبًا. كان والداي أيضًا غاضبَين جدًا لرفضي القس، وقالا لي بشراسة، "لقد تجرأت على رفض القس وفعلت شيئًا تمنعه الكنيسة. يجب طردك من القرية بموجب العُرف. إذا رفضك القرويون، فلن يوقّع رئيس القرية أي شهادة قد تحتاجها في المستقبل. ولن تتمكن من إيجاد وظيفة أيضًا. هل فكرت في هذه العواقب؟ أين ستذهب بعد ذلك؟ أنت مجرد طالب. ليس لديك مكان تقيم فيه، ولن تتمكن من العمل. فكيف ستعيش؟". قال أبي أيضًا إنه يشعر بالخجل من أن يكون له ابن مثلي. قال إنني جلبت لهم خزيًا كبيرًا، وأنه سيتبرأ مني. في كل حياتي، كانت هذه هي المرة الأولى التي أسمع فيها أبي يوبخني هكذا. حتى أنه قال إنني لم أعد ابنه. لم أصدق أن والداي يقولان مثل هذه الأمور. كنت حزينًا جدًا لدرجة أنني لم أقل شيئًا. وتابع أبي ليقول: "سأخبرك مرة أخرى، إذا استمررت في الإيمان بالله القدير، من الأفضل أن تعيد لي كل الأموال التي أنفقتها على تربيتك". حينها، كنت شديد الإذلال والحزن. لقد عاملني والداي بشكل جيد في الماضي. من بين أبنائهما العشرة، أحبّاني كثيرًا وكان لديهما أعلى التوقعات. لم يقولا شيئًا قاسيًا مثل هذا من قبل، ولكن الآن قد تغيَّر موقفهما تمامًا. اشتقتُ إلى لطف والديّ معي، ولم أرغب في خلافات معهما. شعرت بضعف شديد ولم أكن أعرف ماذا أفعل، فصليت إلى الله، طالبًا أن يقودني في مواجهة هذه البيئة. لاحقًا، فكّرت في مقطع من كلام الله القدير. "يجب أن تعاني المشقات من أجل الحق، ويجب أن تعطي نفسك للحق، ويجب أن تتحمل الذلَّ من أجل الحق، ويجب أن تجتاز المزيد من المعاناة لكي تنال المزيد من الحق. هذا هو ما ينبغي عليك القيام به. يجب ألا تطرح عنك الحق من أجل حياة أسرية هادئة، ويجب ألا تفقد كرامة حياتك ونزاهتها من أجل متعة لحظية. يجب أن تسعى في إثر كل ما هو جميل وصالح، ويجب أن تطلب طريقًا ذا معنى أكبر في الحياة. إذا كنت تحيا مثل هذه الحياة المبتذلة، ولا تسعى لتحقيق أي أهداف، ألا تُضيِّع حياتك؟ ما الذي يمكنك أن تربحه من حياة مثل هذه؟ يجب عليك التخلي عن كل مُتع الجسد من أجل حق واحد، وألا تتخلص من كل الحقائق من أجل متعة قليلة. لا يتمتع أناس مثل هؤلاء بالنزاهة أو الكرامة؛ ولا معنى لوجودهم!" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. اختبارات بطرس: معرفته بالتوبيخ والدينونة). ألهمتني كلمة الله. لقد فهمت أنني يجب أن أتألم من أجل الحق. مع معارضة عائلتي، أعاقني القس وأدانني القرويون، وشعرت بالعذاب والضعف قليلًا، مهما قالوا، لم أستطع التخلي عن إتباع الله القدير. بقراءة كلام الله وحضور الاجتماعات فهمت الكثير من الحقائق، وقد قررتُ قلبيًا بالفعل أن الله القدير هو الرب يسوع الذي عاد، مسيح الأيام الأخيرة، لذا لم أستطع التوقف عن الذهاب إلى الاجتماعات. علمتُ أنني إذا توقفت عن حضور الاجتماعات، ستهدأ الأمور. لن تظل عائلتي تعارضني وستعاملني كما كانوا يعاملونني من قبل، ولن يسخر مني أحد بعد الآن، لكني سأفقد فرصة ربح الحق وخلاصي من الله. قلت لنفسي إنني لا أستطيع التخلي عن الحق، ولم أستطع خيانة الله بسبب رفض عائلتي. كلمة الله القدير هي الحق. وحده الله القدير يمكنه إخبارنا كيف أفسَدَ الشيطان البشريَّة، وقد أوضح لنا الطريق لكي نهرب من الخطيَّة ويخلصنا الله. إنني كنت قادرًا على التألم اليوم لأن الحق كان يستحق العناء. لذا، قررت ألا أتألم من قيود عائلتي. حتى لو توقفوا عن دفع مصروفاتي الدراسية، وحتى لو طُردت من القرية وصارت الحياة صعبة، فلن أتخلى عن الإيمان بالله وطلب الحق.
ومع ذلك، في الأسبوع التالي، قام القس بترتيب حضور اثنين من زملائه إلى منزلنا كل ليلة. كانوا يرددون نفس الكلمات كل يوم ليجعلوني أتوقف عن حضور الاجتماعات. ومع ذلك، واصلت الذهاب إلى الاجتماعات، مهما قالوا. في تلك الأيام، كنت أصلي كثيرًا إلى الله، أسأله أن يهدِئ قلبي ويحفظني من هذه الاضطرابات. لاحقًا، خشيَ عمي من السخرية من عائلتي إذا انتشر الأمر على نطاق واسع، فذهبَ إلى القس لمناقشة استراتيجية جديدة. لقد أخذوني إلى لاهوتيّ كان يحمل الدكتوراة في اللاهوت وعلى دراية بالكتاب المقدس. بعد أن التقينا، استجوبني اللاهوتي. وقال: "لماذا تؤمن بالله القدير؟ أتدرك أن الله القدير مجرَّد شخص عادي؟ لماذا يجب أن تؤمن بإنسان؟". أجبته: "الله القدير هو الله المتجسد. يبدو أنه شخص عادي، ولكن روح الله فيه وهو تجسُّد روح الله. ليس فقط لديه إنسانية طبيعية، ولكن أيضًا ألوهية كاملة. تمامًا مثل الرب يسوع؛ كان في المظهر إنسانًا عاديًا، لكنه كان في الواقع ابن الإنسان المتجسَّد، الله نفسه. يمكنه التعبير عن الحق والقيام بعمل فداء البشرية وخلاصها. لقد جاء الله القدير في الأيام الأخيرة وقد عبَّر عن حقائق كثيرة، مثل خطة تدبير الله ذات الستة آلاف عام، وسرّ التجسد وكيف يعمل الله عمل الدينونة في الأيام الأخيرة ليطهّر الناس ويخلّصهم. لقد أعلنَ أسرارًا مختلفة من الحق، وأيضًا السبب الجذري لخطية الناس. أتعتقد أن الشخص العادي يمكنه التعبير عن الكثير من الحق؟ لا يمكن لأي شخص مشهور أو عظيم في العالم التعبير عن هذه الحقائق. وحده الله نفسه يستطيع أن يعبّر عن هذه الحقائق. لا أحد يستطيع ذلك إلا الله. كل الحقائق التي عبَّر عنها الله القدير تكفي لإثبات أنه الله المتجسد، الله نفسه". بعد أن قلت هذه الأشياء، قاطعني اللاهوتيّ وقال: "أنت مخطئ في قول ذلك. كل كلام الله موجود في الكتاب المقدس، ولا يمكن أن تكون هناك كلمات جديدة خارجه. لا يمكن أن يكون كلام الله القدير هو كلمات الله الجديدة". دحضته بقولي: "ألديك أي أساس كتابي لهذا؟ هل ثمة دليل في كلمة الرب يسوع؟ قال الرب يسوع: "إِنَّ لِي أُمُورًا كَثِيرَةً أَيْضًا لِأَقُولَ لَكُمْ، وَلَكِنْ لَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا ٱلْآنَ. وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ ٱلْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ ٱلْحَقِّ" (يوحنا 16: 12-13). يتنبأ الكتاب المقدس أن حَمَل الأيام الأخيرة سيفتح السِفرَ. كل هذه تُظهر أن الله سيتكلم عندما يعود في الأيام الأخيرة. إذا لم يتكلم الله، كما تقول، بكلمات جديدة خارج الكتاب المقدس، أليس هذا إنكارًا لكل كلام وعمل عودة الرب؟". حينئذٍ، لم يستمع إطلاقًا. قال بعض الأشياء لإدانة الله القدير وطلب مني مرارًا التوقف عن الاستماع إلى البرق الشرقي. ثم بدأ يتباهى بمدى سمو درجته اللاهوتية، وكم تألم لكي يكرز للرب، وهكذا. قال أيضًا إنني كنت أصغر من أن أفهم الكتاب المقدس ويجب أن أستمع إليه، وأمرني أن أتوقف عن الاجتماع بأناس من كنيسة الله القدير. انضم عمي وقال: "لا ينبغي أن نؤمن بما تدينه الأوساط الدينية. هذا اللاهوتي معروف بمعرفته الكتابية، وأنت محظوظ لأن لديك فرصة للتحدث معه. أتمنى أن تستمع إليه وتتوقف عن حضور الاجتماعات". لقد أخبرتها: "كنت مرتبكًا بشأن العيش في الخطية. لم أتمكن من إيجاد سبب عدم تمكن الناس من التخلص من الخطية. لم أفهم حتى قرأت كلام الله القدير، أن هذا كله بسبب الطبيعة الخاطئة فينا. إذا لم تُقصَ طبيعتنا الخاطئة، فلن نتحرر من عبودية الخطية". وشهدت لهما أيضًا عن حقيقة التجسد. بعد أن قلت ذلك، قال اللاهوتي إن شركتي ألهمته. وقال إنها جيدة جدًا، وتمنى أن تتاح له الفرصة لمناقشتها معي في المستقبل، لكنه أصر على ألا أقبل الله القدير. رأيت أنه مع أن هذا اللاهوتي كان على دراية بالكتاب المقدس، ولديه الكثير من المعرفة اللاهوتية، وله سمعة طيبة، ففي الواقع كان فقيرًا روحيًا ولم يفهم أي حق. كما أنه كان متعجرفًا جدًا، ولم يقبل الحق، ولم يكن له أي اهتمام بتقصي عمل الله في الأيام الأخيرة. تمامًا مثل الفريسيين الذين قاوموا الرب يسوع، ظل يدين عمل الله القدير في الأيام الأخيرة. لم يغيّر هذا الحديث إصراري على اتباع الله القدير. على العكس من ذلك، منحني تمييزًا لهؤلاء القساوسة واللاهوتيين في العالم الديني. توقفت عن التطلع إليهم والإعجاب بهم. ومن خلال حضور الاجتماعات وقراءة كلمة الله في هذه الفترة، ربحت أيضًا بعض التمييز حول هذه المغالطات في العالم الديني. جعلني هذا أكثر يقينًا من أن كلمة الله القدير هي الحق، وأن الله القدير هو مظهر من مظاهر الله الواحد الحق. لاحقًا، في أحد الاجتماعات، تحدثت مع الإخوة والأخوات عن ظروفي الأخيرة، وشاركوني بعض كلمات الله، مما أعطاني بعض التمييز للرعاة الكذبة وأضداد المسيح في هذه المعركة الروحية. قال الرب يسوع، "وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلْمُرَاؤُونَ! لِأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَاوَاتِ قُدَّامَ ٱلنَّاسِ، فَلَا تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلَا تَدَعُونَ ٱلدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ" (متى 23: 13). "وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلْمُرَاؤُونَ! لِأَنَّكُمْ تَطُوفُونَ ٱلْبَحْرَ وَٱلْبَرَّ لِتَكْسَبُوا دَخِيلًا وَاحِدًا، وَمَتَى حَصَلَ تَصْنَعُونَهُ ٱبْنًا لِجَهَنَّمَ أَكْثَرَ مِنْكُمْ مُضَاعَفًا" (متى 23: 15). بعد قراءة كلام الله والاستماع إلى شركتهم، شعرت أن قلبي أكثر إشراقًا. ورأيت أن هؤلاء القساوسة والقادة في العالم الديني يشبهون تمامًا الفريسيين الذين أدانهم الرب يسوع. إنهم يقاومون عمل الله القدير في الأيام الأخيرة ويدينونه، ويفعلون كل شيء لمنع الناس من سماع صوت الله والترحيب بالرب. إنهم حَجَر عثرة أمام الناس لدخول ملكوت الله. إنهم أشرار لدرجة أنهم بالإضافة إلى عدم الدخول بأنفسهم، فإنهم يمنعون الآخرين. يقول الله القدير، "يوجد أولئك الذين يقرؤون الكتاب المقدَّس في الكنائس الكبرى ويرددونه طيلة اليوم، ولكن لا أحد منهم يفهم الغرض من عمل الله، ولا أحد منهم قادر على معرفة الله، كما أن لا أحد منهم يتفق مع مشيئة الله. جميعهم بشرٌ عديمو القيمة وأشرار، يقفون في مكان عالٍ لتعليم الله. إنهم يعارضون الله عن قصدٍ مع أنهم يحملون لوائه. ومع أنهم يدَّعون الإيمان بالله، لكنهم ما زالوا يأكلون لحم الإنسان ويشربون دمه. جميع هؤلاء الناس شياطين يبتلعون روح الإنسان، رؤساء شياطين تزعج عن عمد مَن يحاولون أن يخطوا في الطريق الصحيح، وهم حجارة عثرة تعرقل مَن يسعون إلى الله. قد يبدون أنهم في "قوام سليم"، لكن كيف يعرف أتباعهم أنهم ضد المسيح الذين يقودون الناس إلى الوقوف ضد الله؟ كيف يعرف أتباعهم أنَّهم شياطين حية مكرَّسة لابتلاع أرواح البشر؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. جميع الناس الذين لا يعرفون الله هم مَن يعارضونه). "انظروا إلى قادة كل طائفة؛ إنهم متكبرون وأبرار في أعين أنفسهم، ويفتقر تفسيرهم للكتاب المقدس إلى السياق، وهم مسوقون بمفاهيمهم وخيالاتهم الشخصية. يعتمدون كلهم على المواهب والمعرفة الواسعة في القيام بعملهم. إن لم يستطيعوا الوعظ على الإطلاق، فهل كان الناس ليتبعوهم؟ لكنهم في النهاية يملكون بعض المعرفة وبوسعهم أن يعظوا قليلاً عن التعاليم، أو يعرفوا كيف يقنعون الآخرين ويستغلون بعض الحيلة، التي يستخدمونها لخداع الناس إليهم واستقطابهم لأنفسهم. أولئك يؤمنون بالله اسمًا، لكنهم في الواقع يتبعون قاداتهم. عندما يصادفون مَنْ يعظ بالطريق الحق، يقول بعضهم: "لا بد أن نستشير قائدنا عن إيماننا". انظر كيف ما زال الناس يحتاجون إلى موافقة وقبول من الآخرين عندما يؤمنون بالله ويقبلون الطريق الحق؛ أليست تلك مشكلة؟ ماذا أصبح أولئك القادة إذًا؟ أليسوا بذلك قد أصبحوا فريسيين ورعاة كاذبين ومضادين للمسيح وأحجار عثرة أمام قبول الناس للطريق الحق؟ مثل هؤلاء الناس هم من عينة بولس نفسها" ("ليس الإيمان الحقيقي بالله إلا السعي وراء الحق" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). يكشف الله بوضوح جوهر القادة الدينيين في كره الحق ومقاومة الله! لقد ظهر الله القدير وعبّر عن الكثير من الحق، لكنهم لا يسعون إطلاقًا. بدلا من الاستماع إلى صوت الله، يستمعون إلى كلام الحزب الشيوعي الملحِد، ويدينون عمل الله القدير، وينشرون الكذب لخداع المؤمنين ومنعنا من سماع صوت الله والترحيب به. إنهم يدمّرون فرصتنا في الخلاص ودخول ملكوت السماوات. مع أن هؤلاء الرعاة والقادة كثيرًا ما يشرَحون الكتاب المقدس للناس في الكنيسة، فليس لديهم أدنى معرفة بالله وعمله. وأيضًا لا يخافون الله. جوهرهم هو نفس جوهر الفريسيين. كلهم أضداد المسيح؛ يكرهون الحق ويقاومون الله. ثم تذكرتُ كيف كان المؤمنون باليهودية يعبدون بشكل أعمى القادة الدينيين، ولذلك، تبعوا الفريسيين في مقاومة الرب يسوع وخسروا خلاص الله. كما عبدَ والداي القساوسة والشيوخ. مع أنهما آمنا بالرب لسنوات عديدة، لم يكن لله مكان في قلبيهما. لم يفهما الحق وافتقرا إلى التمييز. وظنّا أن أولئك الذين يطيعون الرعاة والشيوخ كانوا يطيعون الرب ويتبعونه. استمع والداي إلى القساوسة والشيوخ، في كل شيء. في أمر لا يقل أهمية عن الترحيب بالرب، كانا يفتقران إلى كل تمييز وكانا يستمعن للقس بشكل أعمى، ومع ذلك عندما شهدت لهما عن كلام الله القدير لم يستمعا إطلاقًا، وكررا كلام القس واللاهوتي لإدانة الله القدير. قالا حتى: "حتى لو كان هذا هو الطريق الحق، فلن نقبله إلا إذا وافقه القس". كانا حالهما يرثى له. كيف كانا يؤمنون بالرب؟ ألم يؤمنا فقط بالقساوسة والشيوخ؟ قلت لوالديَّ، "إذا ولدت في عصر النعمة، عندما ظهر الرب يسوع وهو يعمل، لكنتما مثل هؤلاء المؤمنين باليهودية في الماضي، تتبعان الفريسيين في مقاومة الرب يسوع وإدانته، لأنكما لا تستمعان إلا إلى القس، إذا أدان القساوسة والشيوخ شيئًا كاذبًا، تقولان الشيء نفسه، لكنكما لا تتقصيان الطريق الحق إطلاقًا ولا تطلبان سماع صوت الله. أليس هذا مثل أولئك الذين تبعوا الفريسيين وقاوموا الرب يسوع؟ أيمكنكما هكذا الحصول على نتائج جيدة؟". كان لدي القليل من التمييز لوالديّ، ولم أعد مقيدًا بمشاعري، لذا عزمتُ على الشهادة لله.
خلال ذلك الوقت، كان والداي يراقبانني مهما فعلتُ. لم أستطع حضور الاجتماعات في المنزل بسلام. في الموعد، كنت أضطر للتسلل ليلًا إلى رقعة صغيرة من الغابة، على أطراف قريتنا، لحضور الاجتماعات. كان هناك الكثير من البعوض والحشرات. لقد لسعني البعوض بشدة، ولم أجد مكانًا مريحًا للجلوس. كنت أبقى أحيانًا في الغابة لوقت متأخر من الليل. لأمنع والديّ من اكتشاف أنني كنت في الاجتماعات، وأضطر للتسلل إلى المنزل للنوم، وكان عليَّ أن أبكّرَ قبلهما لأجعلهما يعتقدان أنني نمت جيدًا. خلال النهار، كنت عادةً أذهب إلى الحقول لمساعدة والديّ. بعد فترة، كنت أشعر بالتعب والنعاس. كان ذلك مرهقًا للغاية. بدأت أشعر بقليل من الضَعف، ولم أكن أعرف متى ستنتهي هذه الأيام. حتى أنني فكرت في بعض الأحيان أنني إذا استمعت إلى والدي وتوقفت عن الذهاب إلى الاجتماعات، فلن أعاني كثيرًا، جيراني لن يسخروا مني، ولن يؤثر ذلك على بحثي عن وظيفة. هزني قليلًا التفكير في هذه الأشياء. لكن بعد ذلك فكرت أنه في كل اجتماع، يمكنني فهم بعض الحقائق، وهذه حقائق لم أسمع بها من قبل. كنت مترددًا في التخلي عن ذلك. خلال ذلك الوقت، كان هناك ترنيمة لكلمة الله منحتني تشجيعًا كبيرًا، لقد استمعت إليها عدة مرات. "الإيمان العظيم والمحبة العظيمة مطلوبان منا في عمل الأيام الأخيرة. قد نتعثر من أقل إهمال لأن هذه المرحلة من العمل مختلفة عن جميع المراحل السابقة. ما يُكمّله الله هو إيمان البشرية – والمرء لا يمكن أن يراه أو يلمسه. ما يفعله الله هو تحويل الكلمات إلى إيمان ومحبة وحياة. يجب على الناس الوصول إلى النقطة التي يتحملون فيها مئات التنقيات، ويمتلكون إيمانًا أعظم من إيمان أيوب. وعليهم تحمل معاناة هائلة وكل صنوف العذاب دون التخلي عن الله في أي وقت. عندما يطيعون حتى الموت، ويكون لديهم إيمان عظيم بالله، فستكتمل هذه المرحلة من عمل الله" ("ما يكمّله الله هو الإيمان" في "اتبعوا الحمل ورنموا ترنيمات جديدة"). فهمت من هذه الترنيمة أن جسدي يمكن أن يصبح ضعيفًا وبائسًا في أوقات الضيق، لكن في هذه الأوقات، يجب أن أتعلَّم التخلي عن الجسد. إذا اتبعتُ جسدي، فلن أتمكن من إرضاء الله، كما أنني سأفقد الإيمان بالله. كنت أعرف جيدًا أن كل اجتماع كان مفيدًا لحياتي والحق الذي ربحته كان كنزًا ثمينًا. مع أن كل اجتماع في وقت متأخر من الليل في الغابة كان مرهقًا وصعبًا، كان هذا أيضًا امتحانًا لي، لأرى ما إذا كان بإمكاني أن أتألم من أجل الحق ولدي إيمان حقيقي. أراد والداي أن أسعى وراء الشهرة والثروة في العالم وإيجاد وظيفة جيدة، لأمنح عائلتي حياة كريمة نفخر بها. كان هذا ما أراداه وما توقعاه. لكن إذا استمعت إلى والديّ وتوقفت عن الذهاب إلى الاجتماعات، فمع أنني لن أعاني من هذه الأشياء، فإنني لن أربح الحقَّ. سأكون كما كنت، أهتم فقط بالترفيه عن نفسي وطلبات الجسد، التي لا معنى لها. أن أقبل عمل الله في الأيام الأخيرة وأن أتمتع بوفرة من الحق، كانت أعظم نعمة لي. المعاناة الصغيرة التي تحملتها لم تكن تقارَن بفهم الحق، وكل ذلك كان ذا مغزى. بالتفكير في هذا، صرتُ على استعداد للتخلي عن الملذات الجسدية ولم أهتم بما قالته عائلتي عني. كنت آمل فقط أن أتكل على الله للتغلب على هذه الصعوبات.
لاحقًا، تحسنت حالتي تدريجيًا من خلال قراءة كلام الله القدير. وببطء، فهمت أيضًا أن فقط في مثل هذه البيئة الصعبة يمكنني أن أطلب المزيد من مشيئة الله وأن يكون لي إيمان حقيقي بالله، ولهذا كنت ممتنًا جدًا لله! بعد ذلك، واصلت الذهاب إلى الاجتماعات في الغابة. لكن ذات مرة، بينما كنت في اجتماع، شخص ما، لا أعرف مَن، اكتشف ذلك وأخبر والديّ. عند الإفطار في اليوم التالي، قالت لي أمي: "ظننت أنك توقفت عن حضور الاجتماعات بعد أن قابلت اللاهوتي. لم أكن أعلم أنك تذهب إلى الاجتماعات في الغابة ليلًا. ألا تخاف؟". بدأت تبكي وهي تتكلم. كانت تلك أول مرة أرى أمي تبكي أمامي. لم أكن أعرف ماذا أقول. كانت الدموع تنهمر من عينيّ. كنت أعلم أنني لا أستطيع التخلي عن اتباع الله القدير، لكني لم أرغب في إيذاء والديّ. شعرت وكأنها معركة خاصة. لاحقًا، فكرت في مقطع من كلام الله القدير. "يعمل الله، ويهتم بالشخص، ويراعي الشخص، ولكن الشيطان يتعقبه في كل خطوة. مَنْ يسانده الله، يراقبه الشيطان أيضًا، لاهثًا وراءه؛ فإذا أراد الله هذا الشخص، فسيفعل الشيطان كل ما في وسعه لعرقلة الله، مستخدمًا طرق شريرة مختلفة لإغواء العمل الذي يقوم به الله وعرقلته وتحطيمه، وذلك من أجل تحقيق هدفه الخفي. وما هدفه؟ إنه لا يريد أن يقتني اللهُ أحدًا، ويريد كل أولئك الذين يريدهم الله، يريد أن يمتلكهم، ويسيطر عليهم، ويتولى أمرهم حتى يعبدوه، وبذلك يرتكبون الأفعال الشريرة إلى جانبه. أليس هذا هو الدافع الشرير للشيطان؟ ... الشيطان في حالة حربٍ مع الله، ويتعقّب أثره. هدفه هو أن يقوِّض كلّ العمل الذي يريد الله القيام به، وأن يحتلّ جميع مَن يريدهم الله، وأن يسيطر عليهم بهدف القضاء التامّ على أولئك الذين يريدهم الله. وفي حال عدم التخلّص منهم، فإنهم يكونون في حوزة الشيطان كي يستخدمهم – وهذا هدفه" (الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (4)). بعد التفكير في كلام الله، فهمت. الله يعمل ليخلّص الناس، بينما الشيطان يبذل قصارى جهده لعرقلة الله ومنع الناس من اتباعه وقبول خلاصه. تذكرت كيف جرّبت زوجة أيوب زوجها ليترك الله. كانت هذه حيلة الشيطان. خلال هذا الوقت، أزعجني أصدقائي، كما أعاقني القس وعائلتي وهددوني لأتوقف عن الإيمان بالله. كانت هذه كلها تجارب الشيطان. قالت عائلتي إنها تخشى طردي من القرية ألا يكون لي مكان أذهب إليه. وقالت والدتي أيضًا إنها كانت قلقة عليّ. بدت هذه الكلمات وكأنها اهتمام، لكن في الواقع كان الشيطان يستخدم عائلتي لمنعي من اتباع الله. أراد الشيطان أن يجبرني على الاستسلام، وأن أستمر في اتباع القس، وأظل في الدين، وأفقد خلاص الله. لم أستطع الوقوع في حيل الشيطان. بعد ذلك واصلت حضور الاجتماعات وقراءة كلمة الله القدير. أعلم أنه في الأيام القادمة، قد لا أزال أواجه العديد من تجارب الشيطان، وقد أواجه العديد من النكسات، ولكني أعلم في قلبي أن كلمة الله القدير هي الحق. أن أتمكن من قراءة كلمة الله القدير، واختبار عمل الله، وربح الحق له معنى عميق لي. مهما كانت معاناتي، فالأمر يستحق!
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.