اختبار أعمق لمحبة الله من خلال الدخول إلى وكر للشياطين
مع أنني تربَّيت تحت رعاية والديّ المملوءة حبًا منذ طفولتي، كنت أشعر بالوحدة في قلبي، ووبعدم وجود مَنْ أعتمد عليه. لطالما كنت أشعر بضيق لا يمكن تفسيره يستحوّذ عليّ، وبعدم مقدرتي على التغلب عليه. وكثيرًا ما سألت نفسي: لماذا يعيش الناس؟ كيف يجب أن نعيش؟ لكنني لم أجد إجابة قط. في عام 1999، كان من حسن حظي أخيرًا قبول عمل الله القدير في الأيام الأخيرة. أراحت تغذية كلام الله وتزويده قلبي الوحيد، وشعرت أنني قد عدت أخيرًا إلى بيتي. شعرت بأمن وأمان من نوعية خاصة، وعندها فقط عرفت أخيرًا كيف تكون السعادة. قرأت لاحقًا في كلام الله ما يلي: "العالم في قلب الإنسان بلا مكان لله مُظلم وفارغ وبلا رجاء. ... ومكانة الله وحياته لا يمكن استبدالها بأي إنسان. لا يحتاج الإنسان فقط إلى مجتمع عادل فيه يتمتع الجميع بالمأكل والمساواة والحرية، بل يحتاج أيضًا إلى خلاص الله وتدبيره لحياته" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. ذيل مُلحق 2: الله هو من يوجِّه مصير البشرية). عندها اكتشفت أخيرًا أن تناول الطعام الجيد وارتداء الملابس الفاخرة وقضاء أوقات في الاستمتاع ليس هو ما يحتاج إليه الناس للعيش، بل ما يحتاج إليه الناس هو خلاص الله ومنحه إيانا الحياة. فقط من خلال هذه الأشياء يمكن علاج مسألة الفراغ الذي بداخل أرواح الناس. أخيرًا وجدت إجابة للأسئلة التي أزعجتني لفترة طويلة: الله يهتم بكل كائن حي في الخليقة، وعلى الناس أن يعيشوا متكلين على الله، وأن يعيشوا من أجل الله، لأنه لا يصبح لحياة الناس معنى إلا من خلال العيش بهذه الطريقة. عندما قرأت المزيد من كلام الله، أدركت تدريجيًا بعض الحق، ثم تولَّيت فيما بعد واجبات في الكنيسة. كثيرًا ما كنت أذهب إلى الاجتماعات وأقوم بالشركة مع إخوتي وأخواتي، وأمضيت أيامي وأنا أشعر وكأنني أعيش حياة كاملة ومرضية، لكن اعتقالًا مفاجئًا حطَّم حياتي الهادئة وألقى بي في وكر للشياطين...
كان يوم 17 يوليو 2009 يومًا صيفيًا ممطرًا، واستيقظت أنا وثلاثة من أخواتي من القيلولة في ذلك اليوم لنسمع الكلب في الفناء وقد بدأ فجأة بالنباح المستمر. نظرت إلى الخارج لمعرفة ما يجري، ورأيت أكثر من 20 شرطيًا يرتدون ملابس مدنية يقفزون فوق الجدار لدخول الفناء. وقبل أن يُتاح لي الوقت لاتخاذ أية ردة فعل، كانوا قد هرعوا إلى المنزل وجرّونا إلى غرفة المعيشة. أصابني التغيير المفاجئ في الظروف بالهلع وأنا أتساءل كيف يمكنني الرد على استجواب الشرطة. ولكن بعد ذلك، خطرت لي فكرة: لقد سمح الله بحدوث هذه الظروف، لذلك يجب عليّ الخضوع. بعد ذلك، أمرتنا الشرطة بأن نجلس القرفصاء، ولوى اثنان منهم ذراعيَّ خلف ظهري، وضغطا على رقبتي بعصا كهربائية، ووضعا معطفًا على رأسي، وظلا يضغطان عليّ لأسفل حتى شعرت بالخدر في ساقيّ، وكانت أدنى حركة منيّ تجلب عليّ موجة من الألفاظ النابية والتوبيخ. فتَّش رجال الشرطة الأشرار المنزل تفتيشًا عنيفًا مثل اللصوص، وكنت أدعو الله في قلبي باستمرار قائلة: "يا إلهي، أعرف أن كل شيء بين يديك وأنه من خلال مقاصدك الصالحة واجهني هذا الموقف. مع أنني لا أفهم الآن، إلا أنني على استعداد للخضوع. يا الله، أشعر بالهلع الشديد الآن، وأنا خائفة للغاية، ولا أعرف نوع الظروف التي سأواجهها بعد ذلك. أعلم أن قامتي الروحية صغيرة للغاية، وأنني أفهم القليل جدًا من الحق، لذلك أتوسل إليك أن تسبغ عليّ حمايتك وإرشادك. امنحني الإيمان والقوة، لأتمكَّن من الوقوف بثبات، ولكي لا أصبح مثل يهوذا وأخونك". صلَّيت مرارًا وتكرارًا، دون أن أجرؤ على ترك الله ولو للحظة. أثناء عملية التفتيش، عثرت الشرطة على أربعة أجهزة كمبيوتر محمولة، وعدة هواتف محمولة، والعديد من ذاكرات التخزين الخارجية المحمولة ومشغلات MP3، وأكثر من 1000 يوان نقدًا. وبعد أن انتهوا من تفتيش المنزل، استولوا على كل ما وجدوه، والتقطوا صورًا لكل واحدة منا، ثم أجبرونا على ركوب سيارتهم. في طريقي إلى الخارج، رأيت عددًا من سيارات الشرطة ورجال الشرطة يفوق ما يمكنني عدَّه.
اقتادتنا الشرطة إلى نُزُل في منطقة عسكرية فرعية، حيث فصلونا لاستجواب كل واحدة منا على انفراد. كان هناك اثنان من رجال الشرطة يحرسان الباب. وبعد أن دفعاني إلى الغرفة مباشرة، بدأ ثلاثة ضباط وضابطة باستجوابي. بدأ أحد الضباط بسؤالي: "من أين أنتِ؟ ما اسمكِ؟ ماذا تفعلين في هذه المنطقة؟ أين أموال الكنيسة؟" صلَّيت باستمرار إلى الله في قلبي، ومهما كان ما يطرحونه عليّ الضباط من أسئلة، لم أتفوَّه بكلمة. عندما رأوا هذا، فقدوا جميعًا أعصابهم، وطلبوا مني الوقوف وقوفًا صارمًا ولم يسمحوا لي بالاستناد على الحائط. وبهذه الطريقة، استمروا في التناوب على استجوابي لمدة ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ، وخلال ذلك الوقت، لم يسمحوا لي بالأكل أو النوم. لم يتمكَّن جسدي الهزيل والضعيف بالفعل من مقاومة سوء المعاملة هذه، وشعرت بأن رأسي على وشك الانفجار، وشعرت كما لو أن قلبي قد خرج من صدري، وكنت متعبة وجائعة، ولم أستطع الحفاظ على توازني. لكن في كل مرة كنت أغلق فيها عينيّ، كانوا يلكزونني ويقولون: "لن تنامي قبل أن تجيبي على أسئلتنا! مستحيل! لدينا متسع كبير من الوقت. دعينا نرى كم من الوقت يمكنكِ الصمود!" كثيرًا ما كانوا يسألونني عن الكنيسة. كنت متوترة للغاية طوال هذه المحنة، وخائفة من أنني قد أترك شيئًا ما يفلت مني في لحظة تهاون. شعرت بالعذاب الجسدي والروحي، لكن عندما تصوَّرت أنني قد تحمَّلت كل ما يمكنني تحمُّله ولم أعد أستطيع التحمُّل، أنارني الله بجعلي أذكر هذا المقطع من كلامه: "عندما تواجه معاناة، يجب أن تكون قادرًا على عدم مراعاة الجسد وعدم التذمّر على الله. عندما يحجب الله نفسه عنك، يجب أن تكون قادرًا على أن يكون لديك الإيمان لتتبعه، وأن تحتفظ بمحبتك السابقة دون أن تسمح لها بأن تتعثَّر أو تختفي. مهما كان ما يفعله الله، يجب أن تخضع لتصميمه، وتكون أكثر استعدادًا للعن جسدك بدلاً من التذمر على الله. عندما تواجه التجارب، يجب عليك إرضاء الله دون أي تردد في التخلي عن شيء تحبه، أو البكاء بمرارة. هذان فحسب هما ما يمكن تسميتهما الحب والإيمان الحقيقيين. بغض النظر عن قامتك الفعلية، يجب أن تمتلك أولاً الرغبة في المعاناة من الضيقة، وكذلك إيمانًا حقيقيًا، ويجب أن تكون لديك الرغبة في التخلي عن الجسد" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أولئك المُزمَع تكميلهم لا بدّ أنْ يخضعوا للتنقية). منحني كل سطر من كلام الله الشجاعة. هذا صحيح، كان الشيطان يستخدم ضعفي البدني لمهاجمتي، وكان يأمل في استخدام رغبتي في حماية جسدي والعيش في راحة وسهولة لجعلي أخضع له. لم أستطع السماح له بخداعي وجعلي أعيش كإنسانة جبانة ووضيعة كيهوذا. كنت على استعداد للعيش بحسب كلام الله، والتخلِّي عن الجسد، وممارسة محبة الله. أفضّل أن ألعن جسدي عن أن أشكو من الله أو أخونه. كان كلام الله مصدر قوة لا نهائية، ومنحني العزم على تحمُّل معاناتي. في منتصف ليل اليوم الثالث، جاء رجل في منتصف العمر، ويبدو أنه رئيسهم، وعندما رأى أنهم لم يتمكَّنوا من الحصول على كلمة مني، أتى للوقوف أمامي مباشرةً وقال: "أنتِ امرأة شابة، ولستِ قبيحة المنظر. يمكنك أن تفعلي أي شيء تريدينه، فلماذا تصرِّين على الإيمان بالله؟ لماذا لا تخبرينا فقط بما تعرفينه؟ تأخير الأمور لن يفيدك. كلما طال تأخيرك، كان عليك أن تتألمي أكثر". في تلك اللحظة، كان جسدي ضعيفًا للغاية، وبدأ عزمي يخور. فكَّرت قائلة: "ربما يجب أن أقول لهم شيئًا غير مهم. إذا استمررت في تأجيل الأمور هكذا، فمَنْ يدري ما هي الوسائل الأخرى التي قد يستخدمونها لتعذيبي؟ ولكن سرعان ما فكَّرت: "لا أستطيع قول أي شيء! إذا سمحت لأي شيء بالإفلات مني، فسيطلبون المزيد والمزيد. وبمجرد أن أقوم بذلك لن يوقفه أي شيء، وحينئذ سأكون مثل يهوذا حقًا". عندما أدركت ذلك، فهمت أنني كنت على وشك الانخداع بحيل الشيطان. كان هذا خطيرًا! يا لهم من شياطين شريرة وحقيرة! لقد كانوا يستغلون ضعفي، مستخدمين كلٍ من الأساليب القاسية واللينة لحملي على خيانة الكنيسة. لم أستطع أن أسمح للشيطان بخداعي. أنا مستعدة ان أموت قبل أن أفعل أي شيء لخيانة الله.
في اليوم الرابع، عندما رأى رجال الشرطة الأشرار هؤلاء أنني ما زلت لم أخبرهم بأي شيء، جربوا تكتيكًا آخر، فقد أخذوني إلى غرفة أخرى وأغلقوا الباب. ثم تذكَّرت أنني سمعت ذات مرة شخصًا يصف كيف أدخلت الشرطة إحدى الأخوات إلى زنزانة بالسجن مملوءة بالرجال وسمحت للسجناء الذكور بإهانتها. شعرت بالخوف الشديد، كما لو كنت خروفًا في عرين النمر بلا أمل له في الهروب، وفكَّرت: "كيف سيعذبونني الآن؟ هل سأموت في هذه الغرفة؟... يا الله، أرجوك احمني وامنحني القوة!" صلَّيت إلى الله ودعوته مرارًا وتكرارًا، دون أن أجرؤ على تركه للحظة. جلس رجال الشرطة الأشرار على السرير، وطلبوا مني أن أقف أمامهم وسألوني نفس الأسئلة، وعندما رأوا أنني ما زلت لا أتكلم، اعترى أحدهم الغضب، وأمسك ذراعيّ عنوة، وثناهما وراء ظهري، وكبَّلهما، وأمرني أن أقف في وضعية ما يعرف بوضعية الحصان. كانت ساقيّ بالفعل قد أصابهما الخدر في هذه اللحظة، وكانتا أضعف من أن أقف عليهما، فمبالك بأن يدعماني واقفة في وضعية الحصان! لم أستطع الحفاظ على هذا الوضع ولو لدقيقة، وعندما لم يف وضعي في الوقوف بمتطلباتهم، ركلني أحدهم بشراسة في قصبة ساقي، فطرحني على الأرض. تقدَّم ضابط شرطة آخر ضخم البنية إلى الأمام ورفعني من أصفاد يديّ، ثم رفع ذراعيّ ورائي عاليان في الهواء، وأنَّبني وهو يفعل ذلك قائلًا: "هل ستتحدثين الآن؟ لا تختبري صبري!" وكان كلما رفعني لأعلى، ضاقت الأصفاد على يديّ، وصرخت من الألم. وكلما صرخت أكثر، زاد من رفعي ووبخني بضراوة أكثر، لكنني لم أشعر بأي شيء سوى أن ذراعيّ ومعصميّ كانا على وشك الانفصال. وسط بؤسي هذا، تبادر كلام الله هذا إلى ذهني. "أثناء هذه الأيام الأخيرة يجب أن تحملوا الشهادة لله. بغض النظر عن مدى حجم معاناتكم، عليكم أن تستمروا حتى النهاية، وحتى مع أنفاسكم الأخيرة، يجب أن تظلوا مخلصين لله، وتحت رحمته. فهذه وحدها هي المحبة الحقيقية لله، وهذه وحدها هي الشهادة القوية والمدوّية" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. اختبار التجارب المؤلمة هو السبيل الوحيد لكي تعرف روعة الله). في تلك اللحظة، شعرت حقًا بتعزية الله وتشجيعه. شعرت أن الله كان يقف بجانبي، وأنه كان معي، ويشجعني على الصمود بغض النظر عن مدى شدة المعاناة، وعلى أن أكون مخلصة له حتى النهاية، لأن هذه فقط شهادة قوية ومدوّية. صلَّيت إلى الله صلاة صامتة: "يا إلهي، الآن أنت تطلب مني أن أصمد وأن أشهد لك. بغض النظر عن حجم معاناتي، سأشهد لك في وجه الشيطان، وحتى إن مت فلن أخونك! لن أخضع للشيطان!" بعد جولة أخرى من العذاب، رأى الشرطي أنني ما زلت لا أتكلم، لذلك ألقاني بشراسة على الأرض. بعد ذلك، رأيت أن الأصفاد قد تسبَّبت في جرحين عميقين في معصميّ، وبدا أن الألم يمزقني. وإلى يومنا هذا، لا يمكنني رفع أشياء ثقيلة باستخدام معصمي الأيمن.
عذّبني رجال الشرطة تعذيبًا متقطعًا على مدى عشرة أيام للحصول على معلومات عن الكنيسة، وعندما رأوا أن خططهم العدوانية لم تنجح، جرَّبوا استراتيجية مختلفة، ففي أحد الأيام أرسلوا ضابطة لتتقَّرب مني، وأحضرت لي بعض منتجات الاستخدام اليومي، ثم حاولت أن تتودَّد إليّ قائلة: "انظري إلى نفسك. أنت امرأة شابة وجميلة ولا بد أنك متعلمة تعليمًا جيدًا. لولا إيمانك بالله، لكان من الممكن أن نكون أصدقاء. إذا لم يكن لديك مكان تذهبين إليه، يمكنك المكوث في منزلي. يمكنني مساعدتك في الحصول على وظيفة جيدة هنا، وتعريفك برجل جيد ترتبطين به، ويمكن أن يكون لكِ منزلكِ الخاص، وزوج، وطفل، وأن تستمتعي بأيامكِ مع أسرتكِ. ألن يكون ذلك جميلًا؟ ولكنك في الوضع الحالي لا تستطيعين العودة إلى بيتكِ. ألا تفتقدين بيتكِ ووالديكِ؟ انضم الضابط الواقف إلى جانبهم إلى الحديث قائلًا: "هذا صحيح. لماذا تقضين أيامك في الاختباء، والانتقال من مكان إلى آخر؟ لماذا تعرّضين نفسك لهذا؟ ما دمت تتعاونين معنا، أعدكِ بأن نجد لك مخرجًا من كل هذا". لقد سمعتهم يغرونني، ولم يسع قلبي إلا أن يضعف، وقلت لنفسي: "إنهم على حق. لقد أمضيت السنوات الأخيرة مختبئة، خائفة من أن تلقي الشرطة القبض عليّ. لم يكن لدي عنوان ثابت، وكنت خائفة باستمرار. متى تنتهي أيام الاضطهاد هذه؟ إن العيش بهذا الشكل أمر بائس حقًا!" لكن هذا الفكر أحزن قلبي على الفور، لذا صرخت إلى الله: "يا الله، أتوسَّل إليك أن تنيرني حتى أتمكَّن من الابتعاد عن هذا الوضع غير السليم، وأن تمنع مخطط الشيطان من النجاح، وتمنع نفسي من الوقوع في براثن الشيطان". وبعد أن صلَّيت، تذكَّرت مقطعًا من كلام الله يقول: "ربما تتذكرون جميعكم هذه الكلمات: "لأَنَّ خِفَّةَ ضِيقَتِنَا الْوَقْتِيَّةَ تُنْشِئُ لَنَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ ثِقَلَ مَجْدٍ أَبَدِيًّا". كلكم قد سمعتم هذا القول في الماضي، لكن لا أحد منكم يفهم المعنى الحقيقي للكلمات. أما اليوم فتعرفون جيدًا أهميتها الحقيقية. هذه هي الكلمات التي سيحققها الله في الأيام الأخيرة، وستتحقق في أولئك المُبتلين بوحشية من التنين العظيم الأحمر في الأرض التي يقطنها. إنَّ التنين العظيم الأحمر يضطهِدُ اللهَ وهو عدوّه. لذلك يتعرّضُ المؤمنون بالله في هذه الأرض إلى الإذلال والاضطهاد. ولهذا السبب ستصبح هذه الكلمات حقيقة فيكم أيتها الجماعة من الناس" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. هل عملُ الله بالبساطة التي يتصورها الإنسان؟). أضاءت الاستنارة التي في كلام الله قلبي. لقد وعيت أهمية اختبار الاضطهاد والمحنة، فالله يستخدم اضطهاد هذه الشياطين لإعطائنا العزم على تحمُّل المعاناة وليكمّل إخلاصنا وإيماننا في اتباعه، حتى يصبح اختبارنا وشهادتنا دليلًا قويًا على تغلُّب الله على الشيطان، وحتى يتمكَّن جميع الناس من رؤية هذه الشهادة، وهي إن عمل الله القدير في الأيام الأخيرة ليس عمل إنسان، ولكنه عمل الله نفسه. من دون عمل الله وإرشاد كلام الله وتزويده، لا يمكن لأي شخص أن يتحمَّل القسوة والعذاب طويلي الأمد الساحقين للإنسانية اللذين تقترفهما هذه الشياطين. إن القدرة على الإيمان بالله واتباعه حتى على حساب حياة المرء هو التأثير الذي يحققه عمل الله القدير في الناس. إنها شهادة المجد التي تمجَّد بها الله، وقوة الله القدير. في هذه المرحلة الأخيرة من عمله، يريد الله أن يربح مجموعة من الغالبين الذين يستطيعون الصمود أمام اضطهاد الشيطان وأمام إيذائه القاسي والتحوُّل بلا كلل نحو البر. هؤلاء هم الغالبون الذين يود الله في النهاية أن يربحهم! يقول كلام الله: "لقد منحتكم كل مجدي، وأنعمت عليكم بالحياة التي لم ينلها أبدًا الشعب المختار، أي بنو إسرائيل. بالحق، يجب أن تحملوا شهادةً لي، وتكرّسوا ليّ شبابكم وتتخلّوا عن حياتكم. كل مَن أُنعِم عليه بمجدي ينبغي أن يشهد لي ويقدِّم حياته من أجلي، فهذا قد تعيَّن مسبقًا منذ زمن طويل من قبلي. من حسن الحظ أنني أُنعِم عليكم بمجدي، وواجبكم هو الشهادة عن مجدي" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. ماذا تعرف عن الإيمان؟). في خطة تدبيره التي استمرت لستة آلاف عام، أنجز الله ثلاث مراحل من العمل وتجسَّد مرتين. في تجسُّده الأخير، جاء للعمل في الصين، وهي أرض ينتشر فيها الإلحاد وتضطهد الله بشدة، وهو ينجز جزءًا من المجد الذي يتمجَّد به في الأيام الأخيرة في أولئك الذين تضرروا منا بشدة وبوحشية من الشيطان، وبذلك يهزم الشيطان، وفي الوقت ذاته يعمل فينا لنيل الحق والحياة. نحن حقًا نربح الكثير من الله، ولذا يجب أن نشهد له. هذه هي إرسالية الله، وكذلك نعمته وتمجيده، وهو شرف لنا. إذًا، فإن المعاناة التي نتحمَّلها اليوم ذات مغزى وقيمة، وتمثِّل صنيع الله لنا. من خلال استنارة كلام الله وإرشاده، فهمت مشيئة الله، ورأيت حقيقة حيل الشيطان، وتحلَّيت بالعزم على تحمُّل أية معاناة للصمود والشهادة لله. بعد ذلك، واصلت الشرطة استجوابي لمدة أسبوعين آخرين، لكنني لم أخبرهم بأية معلومات عن الكنيسة.
بعد ذلك، نُقلت إلى مركز الاحتجاز المحلي. وبمجرد وصولي، أمرتني ضابطة شرطة بالتجرُّد من ملابسي للتفتيش، وصادرت الأموال التي كنت أحملها كذلك. وعندما دخلت الزنزانة كانت الرائحة كريهة للغاية، إذ أنهم حشروا أكثر من عشرين شخصًا للنوم في عنبر واحد. كنا كلنا نأكل ونشرب ونتبول ونتغوَّط في نفس الغرفة. وفي الشهر الذي تلا ذلك، أمرتني هذه الشرطة الشريرة بالعمل الإضافي وتولي واجبات إضافية كل يوم. أخذوا نظارتي، لذلك كنت أرى كل شيء ضبابيًا، واضطررت إلى تقريب الأشياء للغاية من عينيّ أثناء عملي حتى أراها بوضوح. إضافة إلى ذلك، كانت أضواء مركز الاحتجاز صغيرة وضعيفة. عندما كان الآخرون ينامون، كنت أضطر إلى مواصلة العمل حتى وقت متأخر من الليل لأن الانتهاء من مهام عملي كان يستغرق مني وقتًا طويلًا. كانت عيناي مرهقتين للغاية وكنت أخشى أن يتسبَّب لي العمل في العمى. لم يكن بوسعي النوم جيدًا في الليل، وفي كل ليلة كان عليّ أن أقضي ساعة من الخدمة في الزنزانة. بالإضافة إلى عبء العمل الثقيل كل يوم، كانوا يستجوبوني أيضًا مرتين في الأسبوع، وفي كل مرة، كان رجال الشرطة الأشرار يقيدونني بالأصفاد والسلاسل، بالإضافة إلى ارتداء زي السجناء "الأصفر الصارخ". أتذكَّر إنه في أحد هذه الأيام كانت السماء تمطر، وكنت أمشي بجانب ضابط شرطة، وكان يحمل مظلة فوق نفسه. كنت أمشي بصعوبة بالغة، مكبلة اليدين والقدمين في زي السجن الخفيف، وأنا أرتجف أثناء سقوط المطر البارد عليّ. كانت الأصفاد ثقيلة للغاية، وخدشت كاحليّ وكانت تقرقع بصوت عالٍ مع كل خطوة. في الماضي لم أكن أرى هذه الأشياء سوى على التلفاز، لكنني كنت أعيشها الآن شخصيًا. لم أستطع إلا أن أحتقر وضعي، وصرخت في قلبي: "هكذا يحقّقون في جرائم القتل والاغتصاب! ماذا فعلت لأستحق هذا؟" حينئذٍ أنارني الله وتذكَّرت كلام الله التالي: "الآباء الأقدمون؟ القادة الأحباء؟ كلّهم يقاومون الله! ترك تطفّلهم كل شيء تحت السماء في حالة من الظلمة والفوضى! الحرية الدينية؟ حقوق المواطنين المشروعة ومصالحهم؟ كلها حيلٌ للتستّر على الخطيئة! ... هذا هو الوقت المناسب: قد جمع الإنسان كلّ قواه منذ زمن بعيد، وكرّس كل جهوده دافعًا الثمن كله من أجل هذا، ليمزّق وجه الشيطان القبيح، ويسمح للناس الذين أصابهم العمى، والذين تحملوا جميعَ أنواع الآلام والمشقات للنهوض من آلامهم وإدارة ظهورهم لهذا الشيطان القديم الشرير" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. العمل والدخول (8)). عندما قارنت كلام الله بالواقع الذي أواجهه، رأيت أخيرًا أنه مع أن الحزب الشيوعي الصيني يعلن بكل الطرق للعالم الخارجي أن كل الناس يستحقون الحرية الدينية، إلا أنه في اللحظة التي يؤمن فيها أحد حقًا بالله، فإنه يواجه ذلك بكل أنواع الاضطهاد والاعتقال والعنف والإهانة والإدانة والسجن. إنه لا يعامل الناس بطريقة إنسانية. إن قيم مثل "حرية المعتقد الديني" و"الديمقراطية وحقوق الإنسان" هي حيل يُقصد منها مجرد خداع الآخرين وتعميتهم والتلاعب بهم! يجمّل هذا الحزب الشرير نفسه بكل أنواع البلاغة، لكن في الحقيقة هو قاسٍ وعنيف مثل وحش شيطاني، إنه حقًا شرير وخبيث مثلها تمامًا! يتجاهل الحزب الشيوعي الصيني الأشرار وصانعي الشر في العالم، ويتجاوز عن عمد عما يقترفه هؤلاء الذين يغشون ويدلّسون ويقتلون وينهبون، بل ويحميهم في بعض الأحيان، ومع ذلك يضطهد الناس الذين يؤمنون بالله ويسلكون الطريق الصحيح ويقتلهم بقسوة. إن الحزب الشيوعي الصيني حقًا شيطان يجعل من نفسه عدوًا لله! بينما كنت أفكِّر في هذه الأشياء، لم أملك سوى أن أحتقر هذا الشيطان الخسيس، وأقسمت على التمرُّد ضده حتى لو كلفني ذلك حياتي، وسلمت نفسي إلى الله! بعد شهر، ومع عدم وجود أي دليل، حكمت عليّ الشرطة بالسجن لمدة عام من إعادة التأهيل مع الشغل بتهمة "الإخلال بالنظام العام".
عندما وصلت إلى معسكر العمل، أدركت أن هذا المكان أكثر قتامة. هنا، لم تكن توجد حرية على الإطلاق، إذ لا يستطيع المحتجزات أن يأكلن أو يشربن أو يذهبن إلى المرحاض إلا بناءً على أمر حرَّاس الوحدات، وكان علينا أن نطيع الحرَّاس في كل شيء وإلا نلقى العقاب. عند دخولنا وخروجنا من الغرفة، كان علينا ذكر رقمنا بالسجن، وإذا أبلغت أية واحدة من المحتجزات عن الرقم الخطأ، كانت الوحدة بأكملها تلقى العقاب بقضاء ساعتين تحت أشعة الشمس الحارقة أو الغرق تحت الأمطار. وعندما كنا نذهب إلى المقصف لتناول الطعام، إذا أبلغت أية واحدة من المحتجزات عن الرقم الخطأ، كانوا يعاقبون الوحدة بأكملها بإجبارها على الانتظار في الخارج وعدم السماح لها بالأكل، ولم يكن أمامنا سوى النظر عاجزين إلى المحتجزات الآخريات وهن يتناولن طعامهن. كان علينا أيضًا أن نغني أغنية عسكرية قبل كل وجبة، بكل قوتنا، وإذا غنى أي منا بنشاز أو لم يكن صوته عاليًا بما فيه الكفاية، كان علينا أن نبدأ الأغنية من جديد مرة واثنتان... لم يكن يُسمح لنا بالأكل إلا عندما يكون حرَّاس وحدتنا راضين. الهدف الأوحد من "نظام الإدارة" المزعوم هذا هو إرضاء رغبات هؤلاء الحرَّاس الأشرار بالسيادة على الآخرين، وإصدار الأوامر للآخرين، والتمتع بالمكانة. إنهم في كل يوم يضغطون على الآخرين. هنا، كان على المحتجزات – إلى جانب تنظيف غرف الحرَّاس وطي ألحفتهم – جلب الماء من أجل غسل أقدام الحرَّاس وتدليك ظهورهم. كان الحراس يتصرفون مثل الأباطرة والملكات، يبتسمون لك إذا خدمتهم جيدًا، لكن يعنفونك بقسوة أو يضربونك إذا خدمتهم بطريقة سيئة. مهما كان ما نفعله، حتى لو كنا في الحمام، في اللحظة التي نسمع فيها الحراس ينادون، كان علينا أن نجيب بصوت عالٍ قائلين "حاضر" ونسارع للاستماع إلى تعليماتهم. هذه هي الطريقة التي تدار بها معسكرات العمل في ظل نظام الحزب الشيوعي الصيني. إنها مُظلمة وقمعية وقاسية ومهينة. في مواجهة كل هذا، لم أشعر بشيء سوى الاستياء والعجز. وإضافة إلى ذلك، كان رجال الشرطة الأشرار يتعاملون مع المحتجزات في معسكر العمل على أنهن حيوانات جر وعبيد، كأدوات فقط لكسب المال. كانوا يثقلون علينا بالعمل كل يوم، لدرجة أننا بخلاف الأكل والنوم، كنا نقضي ما تبقَّى من وقتنا في العمل لنحقق لهم الثروات. كل يوم، بالإضافة إلى اللوائح المختلفة التي كان علينا اتباعها، كان علينا أيضًا أن نتعامل مع عبء العمل الثقيل، ولم نكن نعرف متى نتعرض للعقاب والتوبيخ، لم أستطع حقًا أن أتحمَّل العيش هكذا، ولا أعرف عدد المرات التي فكَّرت فيها بيني وبين نفسي قائلة: "هل سأموت في معسكر العمل هذا؟ كل يوم يثقلون علينا لدرجة الإرهاق. كيف سأنجو من هذه السنة الشاقة؟ متى ينتهي هذا الأمر تمامًا؟ لا أطيق تحمُّل دقيقة أخرى، ولا حتى ثانية أخرى، في هذا المكان الجهنمي...". إضافة إلى ذلك، لم يكن يوجد مَنْ يمكنني إخباره بمشاعري بوضوح. كل يوم، كان عليّ أن أتحمَّل كل شيء في صمت وأن أعمل بلا توقف، وشعرت ببؤس. في الليل، عندما كان الجميع ينامون، بينما كنت أنظر من النافذة ذات القضبان على النجوم، كان الحزن يغلبني. كنت أشعر بالعزلة والوحدة، ولم أملك سوى أن أبكي على وسادتي. لكن في اللحظة التي شعرت فيها بمنتهى الضعف، تذكَّرت فجأة كلام الله القائل: "كثيرة هي الليالي المؤرقة التي احتملها الله من أجل عمل البشرية. من أعلى الأعالي إلى أدنى الأعماق، نزل للجحيم الحي الذي يسكن فيه الإنسان ليقضي أيامه معه، ولم يشتكِ قط من الخسة الموجودة بين البشر، ولم يَلُمْ الإنسان قط على عصيانه، بل تحمل مهانةً عظيمة إذ ينفذ شخصيًّا عمله. كيف يمكن أن ينتمي الله للجحيم؟ كيف يمكن أن يقضي حياته في الجحيم؟ لكن من أجل خاطر البشرية جمعاء، كي تستريح كل البشرية قريبًا، تحمل المهانة وعانى الظلم ليأتي إلى الأرض، ودخل شخصيًّا إلى "الجحيم" و"العالم السفلي"، دخل إلى عرين النمر، ليخلص الإنسان" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. العمل والدخول (9)). عزَّى كل سطر من كلام الله قلبي المعذب. نعم! شعرت بالوحدة والعزلة في هذا السجن الشيطاني لأنه لم يكن لدي شخص أثق به، لكن الله نزل من السماء على الأرض وتحمَّل إهانة وعذاب مروعين ليخلِّصنا نحن البشر الذين تمرَّدنا عليه وقاومناه، ولم يقدر ولو شخص واحد أن يفهمه أو أن يراعي مشيئته. بدلاً من ذلك، كان يُوَاجه بسوء فهم الناس وشكواهم وتجاهلهم وهجومهم وخداعهم وخيانتهم. ألم يشعر الله بنفس العزلة والوحدة؟ ألم يتعذَّب الله ويتألم كذلك؟ لكن مع ذلك، لم أكن أراعي مشيئة الله على الإطلاق، وأصبحت سلبية وضعيفة بعد القليل من المعاناة. أردت فقط الانسحاب والهرب. كنت حقًا متمرِّدة! لقد سمح الله لاضطهاد هذه الشياطين بأن يصيبني، ليس لأنه أراد عمدًا أن يجعلني اتألم، ولكن لأنه أراد مني أن أرى بوضوح الوجه الشرير للحزب الشيوعي الصيني من خلال تجربة اضطهاده القاسي، وأصبح قادرة على نبذه تمامًا، ثم أتجه أخيرًا الى الله. تم كل هذا حسب مقاصد الله الصالحة وخلاصه. وعلى أية حال، كان المسيح يتألم معي الآن، لذلك لم أعد وحدي. عندها فقط شعرت أنه في كل ما يفعله الله للإنسان، لا يوجد سوى الخلاص والمحبة. مع أنني عانيت من العذاب في الجسد، كان ذلك مفيدًا بدرجة لا تصدق في دخولي الحياة! بمجرد أن فهمت هذه الأشياء، بدأت أخرج ببطء من حالتي السلبية والضعيفة، ووجدت العزم على الرضا بالمعاناة حتى أشهد لله.
في نهاية يونيو 2010، أطلقوا سراحي قبل موعدي بشهر. من خلال اختبار هذا الاضطهاد وهذه المحنة، شعرت حقًا أن خلاص الله للناس صادق وعملي، وأن محبة الله للناس عميقة وحقيقية! لولا أنني تعرضت للاضطهاد والاعتقال على يد هذه الشياطين، لما تكمَّل إيماني وشجاعتي وتصميمي على المعاناة، ولما تمكَّنت قط من رؤية وجه الشيطان الحقيقي القبيح، وما كنت لأحتقره قط بصدق، ولما تمكَّنت قط من تحويل قلبي إلى الله وأن أسلّم نفسي له تمامًا. بدون تجربة حقيقية لمرارة الاضطهاد والمحنة، لما تمكَّنت قط من فهم أو تقدير البؤس الذي يشعر به الله أو الثمن الذي يدفعه في المجيء متجسَّدا إلى هذا المكان الدنس لخلاصنا. سمح لي هذا بأن أشعر بمحبة الله بعمق أكبر وقرّب قلبي منه أكثر. أنا ممتنة لكلام الله على الإرشاد الذي وفره لي مرارًا وتكرارًا ولمرافقته لي طوال عام عشته في ظلمة السجن. اليوم عدت إلى الكنيسة، وقرأت كلام الله وقدَّمت شركة عن الحق مع إخوتي وأخواتي، وقد تابعت مرة أخرى القيام بواجباتي، وامتلأ قلبي بفرح وسعادة لا نهاية لهما. أنا ممتنة لله من أعماق قلبي، وقد أقسمت من داخلي على هذا: إنه بغض النظر عن الظروف أو الاختبارات التي قد تحلّ بي في المستقبل، أتمنى فقط أن أسعى إلى الحق بكل قوتي وأن أتبع الله حتى النهاية!
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.