رؤية الناس من خلال كلمة الله أمر دقيق

2023 فبراير 5

ذات يومٍ، في مارس من هذا العام، سمعتُ فجأة أن الكنيسة وضعت أختي الكبرى في العَزْل للتفكّر. فتوقف قلبي عن الخفقان. ولم أصدق أذنيَّ. منذ أن آمنتُ بالله، كانت أختي الكبرى نموذجًا يُحتذى بالنسبة لي، وأُعجِبتُ بها وتطلّعتُ إليها. راودني شعور بأنها آمنت بالله حقًّا وسعت للحقّ، وسَتُخلَّص قطعًا. وَقَعَ نبأ عَزْلها من أجل التفكّر وَقْع الصاعقة عليَّ. كيف حصل هذا؟ لقد كانت بارعة في الوعظ بالإنجيل. ومنذ إيمانها، حوّلت الكثيرين، وتمكّنت من المعاناة ودفع الثمن. إنْ كانت هناك حاجة من أجل عمل الكنيسة، فقد فعَلتْه بشكل استباقيّ ولم ترفض قطّ. أدت واجبها من الصباح إلى الليل، وكانت في غاية النشاط. وكثيرًا ما نصحتني بالإكثار من الصلاة والتقرّب إلى الله، ورأيتُ أن هذه هي الطريقة التي مارستها. أول شيء فعلته في الصباح كان الصلاة إلى الله، وكانت تستمع إلى الترانيم كلما أسعفها الوقت، وحتى قبل خلودها للنوم، كانت تستمع إلى تلاوات كلمة الله. كانت تتقصّى الحقّ، فكيف يُعقل أن تُعْزَل للتفكّر؟ هل ارتكبت القائدة خطأً؟ ظللتُ أفكّر: "إذا كان الشخص الذي يسعى للحقّ بهذه الحماسة الشديدة غير كفء في نظر الله، فلا أمل لي في خلاص الله. يطلب الله من البشر تأدية واجبهم من صميم قلوبهم، وعقولهم، وقوتهم، وهو شيء لم أفعله. هل سأُرسَلُ إلى العزل من أجل التفكّر أيضًا؟ إنْ حدث هذا، فكيف أتعامل مع الأمر؟ وهل سأتمكّن من مواصلة إيماني بالله؟" كلما فكّرت مليًّا بالأمر، ازداد شعوري بعدم الارتياح، كما لو استحوذ عليَّ شعور بالأزمة. كنتُ أشعر دومًا، أنني سأُسْتَبْعَدُ ذات يوم. آنذاك، انتابني حزن شديد أيضًا. وبدأت أتوخّ الحذر من الله، وأضْجَر من واجبي، وغير راغبةٍ في تقديم الشركة في الاجتماعات. لقد وَعَظَتْ بالإنجيل دون مبادئ وتصرّفتْ بشكل تعسفيّ. بعض الناس الذين كانت تعظهم لديهم إنسانية سيئة، والبعض لم يؤمن بالله بصدقٍ، بل كانوا مُستغلِّين فحسب. ما فعلتْه لم يكن مُتمشّيًا مع المبادئ إطلاقًا. لقد ذكَّرها وساعدها الإخوة والأخوات عدّة مرات، لكنها كانت ترفض قبول ذلك. كما جادلت، قائلة: "لقد جاء القوم، فلماذا لا أعِظهم؟" أحيانًا بدت وكأنها تقبل الأمور، لكنها ظلّت لا تتبع المبادئ وواصلت القيام بالأمور من تِلْقاء نفسها، مما أدى إلى تعطيل عمل الإنجيل. عندما وقعت أمور، لم تتعلم الدروس، وكانت دومًا تجادل، ونشرت سلبيتها ومفاهيمها. ذات مرةٍ، قالت في اجتماع وافدٍ جديدٍ: "في سبيل الوفاء بواجبي، تركت أسرتي وعملي، وعانيت ودفعت الثمن، لكن مازالت هناك صعوبات جمّة في حياتي. لِمَ لا يُريني الله نعمته ويباركني؟" كما أن بعض الوافدين الجُدُد كان لديهم مفاهيم بعد سماعهم ذلك واتبعوها في الشكوى من الله. ولأنها كانت دائمًا بلا مبدأ ومهملة في وعظها، وتنشر سلبيتها ومفاهيمها لخداع الناس، مما تسبب في عرقلة عمل الكنيسة، ولأنها رفضت التوبة، فقد عُزِلَت للتفكّر الذاتي.

تفاجأتُ، عندما سمعتُ بشأن سلوكها. ولم أصدق أنه كان حقيقيًّا. أكانت كل السلوكيات الحسنة التي رأيتها منها في الماضي مجرد وهم؟ لاحقًا، قرأتُ مقطعًا من كلمة الله: "يقول بعض الناس: "إذا أكل المرء وشرب من كلام الله، وتشارك عن الحقّ يوميًّا، وتمكَّن من أداء واجبه بشكلٍ طبيعيّ، فهل هذا مظهرٌ من مظاهر طلب الحقّ؟ وإذا فعل المرء ما يُرتِّبه بيت الله، ولم يتسبَّب أبدًا في إزعاجٍ أو تعطيل، ولكنه على الرغم من ذلك ربَّما انتهكَ مبادئ الحقّ دون وعيٍ أو قصد، فهل هذا مظهرٌ من مظاهر طلب الحقّ؟" هذا سؤالٌ وجيه. فمثل هذه الفكرة تشغل أذهان معظم الناس. أوَّلًا، ينبغي أن تفهم ما إذا كان شخصٌ ما سوف يتمكَّن من الوصول إلى فهم الحقّ وربح الحقّ من خلال الالتزام المُستمرّ بمثل هذه الممارسة أم لا. هل سيفعل ذلك؟ ماذا تقولون؟ (مثل هذه الممارسة صحيحة في مجملها، ولكن يبدو أنها تشبه بالأكثر الطقوس الدينيَّة. إنها اتّباع القواعد، ولا يمكن أن تُؤدِّي إلى فهم الحقّ أو ربح الحقّ). إذًا، ما نوع هذه السلوكيَّات حقًّا؟ (إنها نوعٌ من السلوكيَّات الجيِّدة ظاهريًّا). أحبُّ تلك الإجابة. إنها مُجرَّد سلوكيَّاتٍ جيِّدة تنشأ من أساس ضمير الفرد ومنطقه نتيجة حصوله على تعليمٍ إيجابيّ. لكنها لا تتعدَّى كونها سلوكيَّات جيِّدة، وهي بعيدة كلّ البعد عن طلب الحقّ. ما السبب الجذريّ الكامن وراء هذه السلوكيَّات إذًا؟ وما الذي يُؤدِّي إلى ظهورها؟ إنها تنشأ من ضمير الإنسان ومنطقه، ونظرته الأخلاقيَّة، ومشاعره المواتية تجاه الإيمان بالله، وضبط النفس. ونظرًا لأنها سلوكيَّات جيِّدة، فإنها لا ترتبط بالحقّ كما أنها ليست الشيء نفسه بأيّ حالٍ من الأحوال. فالسلوك الجيِّد يختلف عن ممارسة الحقّ، والشخص الذي يتصرَّف جيِّدًا لا يستحسنه الله بالضرورة. السلوك الجيِّد وممارسة الحقّ شيئان مختلفان، وليس لأحدهما تأثير على الآخر. ممارسة الحقّ هي مطلب الله وتتوافق تمامًا مع مشيئته؛ والسلوك الجيِّد ينبع من إرادة الإنسان ويحمل نيات الإنسان ودوافعه. إنه شيءٌ يعتبره الإنسان جيِّدًا. وعلى الرغم من أن السلوك الجيِّد ليس عملًا شرِّيرًا، فهو يناقض مبادئ الحقّ ولا علاقة له بالحقّ. لا يرتبط السلوك الجيِّد بالحقّ بصرف النظر عن الطريقة التي يكون بها جيِّدًا أو كيفيَّة توافقه مع مفاهيم الإنسان وتصوُّراته، ولذلك فإن أيّ قدرٍ من السلوك الجيِّد لن ينال استحسان الله. ونظرًا لتعريف السلوك الجيِّد بهذه الطريقة، من الواضح أنه لا ينطوي على ممارسة الحقّ. ... تنشأ هذه السلوكيَّات من جهود الإنسان الذاتيَّة ومفاهيمه وتفضيلاته وإرادته؛ فهي ليست مظاهر التوبة التي تتبع معرفة الإنسان الحقيقيَّة لنفسه من قبول حقّ كلام الله ودينونته وتوبيخه، ولا هي سلوكيَّات أو أفعال ممارسة الحقّ التي تنشأ في محاولة الخضوع لله. هل تفهم ذلك؟ هذا يعني أن هذه السلوكيَّات لا تنطوي بأيّ شكلٍ من الأشكال على تغييرٍ في شخصيَّة المرء أو ما ينتج عنه من خضوعٍ لدينونة كلام الله وتوبيخه، أو التوبة الحقيقيَّة التي تنشأ من معرفة شخصٍ ما بشخصيَّته الفاسدة. وهي بالتأكيد لا تنطوي على خضوع الإنسان لله وللحقّ بصدقٍ، ولا تشمل أيضًا القلب المفعم باتّقاء الله ومحبَّته. السلوك الجيِّد لا علاقة له بهذه الأشياء على الإطلاق؛ فهو مُجرَّد شيءٍ يصدر عن الإنسان ويعتبره الإنسان جيِّدًا. ومع ذلك، يرى كثيرون أن هذه السلوكيِّات الجيِّدة علامة على ممارسة الحقّ. وهذا خطأ فادح ووجهة نظرٍ وفهم سخيفان ومضلِّلان. فهذه السلوكيَّات الجيِّدة مُجرَّد أداءٍ للطقس الدينيّ وطريقة للتصرُّف دون حماسةٍ. ولا تربطها أدنى علاقةٍ بممارسة الحقّ. قد لا يدينها الله صراحةً، لكنه لا يوافق عليها، ويمكنك التأكُّد من هذا" (الكلمة، ج. 6. حول السعي إلى الحق. ما معنى السعي وراء الحق (1)). تعلّمتُ من كلمة الله، أنه لمجرد أن أحدهم بإمكانه التخلّي، والبَذْل، والمعاناة، ودفع الثمن، والقيام ببعض الأعمال الصالحة، فإنّ هذا لا يعني أنه يسعى ويمارس الحق. ولا تنطوي هذه المظاهر على تغييرات في الشخصية. إنها مجرد ممارسات تستند على الجهد الشخصيّ للناس، ومفاهيمهم وتفضيلاتهم. لقد رأيتُ أختي وهي تقرأ كلام الله كل يومٍ، وكثيرًا ما تصلي، وتعاني وتدفع الثمن في واجبها، لكنني لم أنظر إلى دوافعها للمعاناة والبَذْل، أو عمّا إذا كان قد طرأ عليها تغيّر، أو عمّا إذا كانت قد حققت نتائج مثمرة من خلال واجبها. وبِناءً على تصوراتي، خِلتُ أنها تؤمن بالله بصدقٍ وتسعى للحقّ. كنتُ في غاية الحماقة! ظاهريًّا، بدت وكأنها مشغولة بواجبها كل يوم، ونفذت أيًّا كان ما رتبته الكنيسة، لكنها قامت بواجبها دون مبادئ، وكانت متعجرفة، وتصرّفت بشكل تعسفيّ. لقد ذكّرَها وساعدها الإخوة والأخوات العديد من المرات، لكنها لم تقبل بهذه الأمور إطلاقًا، ولم تتفّكر في نفسها، ونشرت مفاهيمها في الكنيسة وعرقلت حياة الكنيسة. كيف كانت هذه تقوم بواجبها؟ من الجَليّ أنها كانت تقوم بفعل الشر. سابقًا، لأنني لم أفهم الحقّ وكنتُ أفتقر للتمييز، اعتبرتها نموذجًا يُحْتَذى. والآن، وبتطبيق كلمة الله، رأيتُ أن عملها الجادّ الظاهريّ، والتخلّي، والبَذْل كانوا تعبيرًا عن سلوكها الطيب على أكثر تقدير. لم يكن له أدنى علاقة بممارسة الحقّ. لقد آمنت بالله لسنوات عديدة، لكنها لم تمارس الحق إطلاقًا، وتمكّنت من نشر أفكار سلبية وأعاقت عمل الكنيسة. لم تكن شخصًا يسعى أو يقبل الحقّ بأيّ شكل من الأشكال.

لاحقًا، قرأتُ مقطعًا آخر من كلام الله: وربحتُ بعض التمييز عن شخصيتها وجوهر كون المرء ضَجِر من الحقّ. تقول كلمات الله، "إن الطرق الرئيسية التي يتجلى فيها سأم الحق لا تقتصر على مشاعر العزوف عن الحق عندما يسمعه المرء؛ إذ تشمل أيضًا عدم الرغبة في ممارسة الحق. عندما يحين وقت ممارسة الحق، ينسحب مثل هذا الشخص، ولا تصير هناك أي علاقة بينه وبين الحق. عندما يشارك بعض الناس أثناء الاجتماعات، فإنهم يبدون نشطين للغاية، ويحبون تكرار كلمات التعاليم، والإدلاء بتصريحاتٍ سامية لخداع الآخرين وكسبهم؛ ليُضفي ذلك عليهم مظهرًا جيدًا، فيشعرون بالرضا، ويستمرون إلى ما لا نهاية. كما أن هناك أولئك الذين ينشغلون طوال اليوم بأمور الإيمان: قراءة كلام الله، والصلاة، والاستماع إلى الترانيم، وتدوين الملاحظات، وكأنهم لا يستطيعون الانفصال عن الله ولو للحظة. من طلوع النهار حتى ظلام الليل، هم مشغولون بأداء واجباتهم. هل يحب هؤلاء الناس الحق إذن؟ ألا يمتلكون شخصية تسأم الحق؟ متي يمكن للمرء رؤية حالته الحقيقية؟ (عندما يحين الوقت لممارسة الحق، فإنهم يتملصون منه، وعندما يتم التعامل معهم وتهذيبهم، فهم لا يبدون استعدادًا لقبوله). هل يمكن أن يكون هذا بسبب عدم فهمهم لما يسمعونه أو لأنهم لا يفهمون الحق الذي هم غير مستعدين لقبوله؟ لا هذا ولا ذاك؛ فهم محكومون بطبيعتهم، والمشكلة متعلقة بشخصيتهم. إنهم يعرفون جيدًا في قلوبهم أن كلمات الله هي الحق والأمور الإيجابية، وأن ممارسة الحق يمكن أن تُحدث تغييرًا في شخصية الفرد وتبعث الشخص على إرضاء مشيئة الله، لكنهم ببساطة لا يقبلونها أو يمارسونها. هذه هي ماهية سأم الحق" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. معرفة الأنواع الستة للشخصية الفاسدة هي وحدها التي تمثل معرفة النفس الحقيقية). لطالما شعرتُ إنْ كان بوسع أحدهم أن يتخلّى، ويبذل، ويؤدي واجبه، فقد كان يسعى للحقّ. الآن رأيتُ أن هذا الرأي لا يتوافق مع الحقّ. أيًّا كان مدى معاناة الشخص وبَذْله، إنْ لم يقبل أو يمارس الحقّ قطّ عندما تقع الأمور، معتمدًا على إرادته بعنادٍ، ولا يؤدي واجبه حسب المبادئ، فهو من القوم الذين يَضْجرون من الحقّ، ولن يتغيّر، مهما طال إيمانه بالله. بمقارنة هذا بسلوك أختي، مع أنها بدت تقيّة من الظاهر، وكثيرًا ما قرأت كلمة الله، واستمعتْ للترانيم، وصلّتْ، وعانت ودفعت الثمن في واجبها، وبدت أنها شخص آمن بالله بصدقٍ وسعى للحقّ، في واقع الأمر، لم تقبل الحقّ إطلاقًا. لقد تخبّطتْ دومًا وتصرّفت بشكل تعسفيّ في واجبها. وحينما لفت الإخوة والأخوات النظر إلى مشاكلها، كانت تجادل دومًا وتبرِّر، ولم تتفكّر في نفسها قطّ، ولم تتغيّر شخصيتها بعد إيمانها بالله لسنواتٍ. لقد كانت واحدة من غير المؤمنين الذين ضَجِروا من الحقّ الذي وصفه الله. كان بإمكانها التخلّي، والبَذْل، والمعاناة، ودفع الثمن، لكنها فعلت هذه الأمور في مقابل نعمة الله وبركاته. وعندما لم تكن البيئات التي رتّبها الله كما تمنَّت، تذمَّرتْ واشتكتْ، ونشرت السلبية وأزعجت الإخوة والأخوات. كان من الواضح أنه لم يكن لديها أدنى تبجيل لله. عندما بَذلتْ من أجل الله، كانت تُتاجر مع الله وتخدعه. ينظر الناس إلى مظهر الآخرين. حينما نرى أن الآخرين بإمكانهم المعاناة والقيام بأعمال صالحة، نفترض أنهم أناس صالحون. لكن الله ينظر إلى قلوب البشر وجوهرهم، وكذلك إلى سلوكهم تجاه الحقّ. إذا كان بإمكان الشخص قبول الحقّ، وعندما يواجه التهذيب والتعامل، وإنْ تمكّن من السعي للحقّ، والتفكّر في نفسه، فإنه يربح معرفة حقيقية وكراهية لنفسه، ويُنتج توبة حقيقية، إذًا فهذا شخص يسعى ويحب الحقّ، وهذا شخص سيُخلِّصه الله. إذا كانت طبيعة شخص ما عنيدة وَضَجِرة من الحقّ، ولم تتغيّر شخصيته بأي شكل من الأشكال بعد إيمانه بالله لسنواتٍ، فحتى وإنْ قام بالعديد من الأعمال الصالحة ظاهريًّا، فإنّ هذه الأمور تُعَدُّ نفاقًا وتَخَفٍّ. لقد بدا الفريسيّون أنهم تُقاة وفعلوا الكثير من الأعمال الصالحة، لكن طبيعتهم كان ضَجِرة وتحتقر الحقّ. حينما عبّر الرب يسوع عن الحقّ وعمل على خلاص البشر، قاوموه وأدانوه بشكل محمومٍ، وفي النهاية، سَمَّروه على الصليب، والذي من أجله لعنهم الله وأنزل بهم عقابه. حينها فقط فهمتُ أنه بدون الحقّ، فنحن جُهَلاء، وليس بمقدورنا رؤية جوهر الناس بوضوحٍ، ولا نفهم نوع البشر الذين يحبهم الله أو نوع البشر الذين يُخلِّصهم. عندما عَلِمتُ أن أختي عُزِلَتْ للتفكّر، لم أفهم. حسبتُ لأن القائدة لم تتحرَّ وأن الأمر كان خطأً. لا يمكنني الرؤية بوضوح إلا بتطبيق كلمة الله وأن عزل أختي جرَّاء أفعالها كان يتماشى مع المبادئ، ولم ترتكب القائدة خطأً. في هذه اللحظة، غَمَرَني إحساس عميق بالراحة.

لاحقًا، بدأت في التساؤل: عندما نبا إلى عِلمي أن أختي عُزِلَتْ للتفكّر، مع أنني عَلِمتُ أنه يجب أن أتلقى من الله، وأن الله بارّ، كان لا يزال لديّ العديد من المخاوف والهموم بشكل لا إراديّ. انتابني القلق من أنني آمنتُ بالله لفترة قصيرة، وأنني لم أؤدِ واجبي على أكمل وجه، لذا هل سأغادر دون تحذير مُسْبَقٍ وأُستَبْعَد ذات يوم؟ لذا بدأت في إساءة الفهم والحذر من الله. لكنني أيضًا علمتُ أن هناك دروسًا أحتاج إلى تعلّمها هنا، لذا صلّيتُ إلى الله، طالبة منه أن يرشدني لفَهْم مشيئته. ذات مرةٍ، قرأت مقطعين من كلام الله في اجتماع: "إذا كنتم ترغبون في أن يكملكم الله، فعليكم أن تتعلموا كيفية اختبار كل الأمور وأن تكونوا قادرين على نيل استنارة في كل ما يحدث لكم. سواء كان ذلك خيرًا أم شرًا، يجب أن يعود بالفائدة عليك، وألا يجعلك سلبيًا. مهما كان الأمر، يجب أن تكون قادرًا على دراسة الأمور عن طريق الوقوف في جانب الله، ولا تحللها أو تدرسها من منظور إنسان (هذا يكون انحرافًا في اختبارك). إذا كنت تختبر الأمور هكذا، فسوف يمتلئ قلبك بأعباء الحياة، وسوف تعيش باستمرار في نور مُحيَّا الله، ولن تنحرف بسهولة في ممارستك. مثل هؤلاء الناس يتمتعون بمستقبل مشرق أمامهم" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. وعود لأولئك الذين كمّلهم الله). "إنني لا أحدد مصير كل شخص على أساس العمر والأقدمية وحجم المعاناة وأقل من ذلك مدى استدرارهم للشفقة، وإنما وفقًا لما إذا كانوا يملكون الحق. لا يوجد خيار آخر غير هذا. يجب عليكم أن تدركوا أن كل أولئك الذين لا يتبعون مشيئة الله سيُعاقَبون، وهذه حقيقة ثابتة. لذا، فإن كل أولئك الذين يُعاقبون إنما يُعاقبون لبر الله وعقابًا لهم على أعمالهم الشريرة" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أَعْدِدْ ما يكفي من الأعمال الصالحة من أجل غايتك). ومن كلمة الله، فهمت، في مواجهة عزل أختي، كانت مشيئة الله أنه يجب أن أتعلّم الدروس والتمييز، وأتعلّم رؤية الناس والأمور حسب كلمة الله، وأفهم مَن يحبه الله ومَن يكرهه. لكن عندما نبا إلى عِلمي أن أختي عُزِلَتْ للتفكّر، ساورني سوء فهم وشكوك، وعشتُ في سلبية وضعفٍ. انتابني القلق منذ أن آمنت بالله لفترة قصيرة ولم أعانِ أو أدفع الثمن مثلما فعلتْ، ولربما أُسْتَبْعَدُ أيضًا. الآن فهمتُ، أن الله لا يَفصِل في نهاية البشر بِناء على المدة التي يؤمنون بها أو مقدار معاناتهم. إنه يفعل ذلك بِناء على عمّا إذا كان بإمكان البشر من خلال إيمانهم بالله، أن يربحوا الحقّ في نهاية المطاف وأن يتعلّموا طاعة وعبادة الله بصدقٍ. في الواقع، أيًّا كان عدد السنوات التي يمضيها المرء في العمل أو مقدار ما يتخلّى عنه، ويَبْذله، ويدفع ثمنه، إنْ لم يربحوا الحقّ ولم تتغيّر شخصياتهم الفاسدة قطّ، ففي النهاية، لن يُخَلَّصوا. وإذا ارتكبوا العديد من أفعالهم الشريرة ولم يتوبوا أبدًا، فسيعاقبهم الله. هذا هو بِرّ الله. لقد عمل بولس لسنوات عديدة وقاسى الأمَرَّيْن، وربح العديد من الناس بوعظه للإنجيل، وأنشأ العديد من الكنائس، لكن شخصيته الحياتية لم تتغيّر قَيْد أُنْمُلَة. وبدلاً من ذلك، صار متعجرفًا أكثر فأكثر، وفي نهاية المطاف، أعلنها صراحةً أنه عاش كالمسيح، ولقد أدانه الله وعاقبه. يُعدّ بولس هو المِثال التقليديّ الذي يُبيّن لنا أن مجرد الحماس، والتخلّي، والبَذْل، غير كافيين في إيماننا بالله. ما يهمّ هو السعي للحقّ وتحقيق التغيير الشخصيّ. هذا هو المعيار الذي يُحدد عمّا إذا كان بالإمكان خلاص البشر. يقوم بيت الله بعمل التطهير ويُرسل أناسًا بعينهم للعزل والتفكّر ليمنعهم من مواصلة فعل الشر وتعطيل الحياة الكنسية. إنها بمثابة حماية لهم، كما أنها تُفيد عمل الكنيسة. لكن مُحصِّلتهم النهائية تحددها طبيعتهم وجوهرهم بالكامل، وما إذا كانوا يسعون للحقّ، والطريق الذي يسلكونه. حينما يفشل البشر ويسقطون، إذا كان بوسعهم التفكّر في أنفسهم والتوبة بصدقٍ، تظل لديهم الفرصة ليخلصهم الله. وإنْ ظلوا غير نادمين، وواصلوا العيش بشخصياتهم الفاسدة، وتسببوا في الاضطرابات، وفعلوا الشرّ، أو إذا تخلّوا عن أنفسهم، أو صاروا سلبيين ومقاومين، فهم غير مؤمنين حقيقيين وأشرار، يُكْشَفون ويُسْتَبْعدون، ولا يُخلِّصهم الله. لقد كنتُ دفاعية وكان لديّ سوء فهم عن الله لأنني جَهِلتُ مبادئ الله في تقييم البشر، ولم أحِطْ علمًا بشخصية الله البارّة، وانصبّ تركيزي بشدّة على مستقبلي وقَدَري. من خلال عَزْل أختي، ربحتُ بعض الفهم عن شخصية الله البارّة، ورأيت أنه بينما يبدو البشر يعانون ويبذلون في سبيل مُعتقدِهم، إنْ لم يقبلوا الحقّ قطّ، ولا يمارسونه، ولا يؤدون واجبهم حسب المبادئ، ففي نهاية المطاف، لن يُخَلَّصوا، وسيكشفهم ويستبعدهم الله. كان تطهير الكنيسة إشارة تحذير أيضًا والتي سمحت لي بالتفكّر في نفسي والتوبة قبل فوات الأوان، وتجنُّب السير في دَرْب الفشل، والتركيز على السعي للحقّ، والقيام بواجبي جيدًا حسب المبادئ لردّ محبّة الله.

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

هل يتطلب نيل الخلاص المكانة؟

لسنوات، كنت أخدم كقائدة بعيدًا عن المنزل، وكنت مسؤولة عن عدة كنائس. أنا أعاني من مرض قلبي خلقي، لكنني لم أعاني من أي مشاكل صحية كبيرة. ولكن...

ليس للواجبات رتبة

قبل أن أؤمن بالله القدير، اعتاد المعلمون أن يمدحوني. لطالما أردت أن أكون مركز الاهتمام. واستمتعتُ بتقدير الآخرين لي. في مايو 2020، قبلت عمل...