كيفية مواجهة صعوبات نشر الإنجيل
عشت في مدينة صغيرة في بيرو. وكانت عائلتي كلها كاثوليكية، وكذلك معظم القرويين الآخرين هناك. لكن لأن الكنيسة الكاثوليكية في قريتنا لم يكن بها قس يرأسها، فلوقت طويل لم يذهب أحد لدراسة الكتاب المقدَّس في الكنيسة. ثم في 22 مايو 2020، قرأت كلام الله القدير على الإنترنت. من خلال قراءة كلام الله، تأكدت من عودة الرب يسوع، إنه مسيح الأيام الأخيرة، الله القدير، وقبلت بسعادة عمل الله القدير في الأيام الأخيرة. ثم قرأت هذا لاحقًا في كلمات الله القدير: "بما أن الإنسان يؤمن بالله، يجب عليه أن يتبع خطى الله، خطوة بخطوة؛ ينبغي عليه أن "يتبع الحمل أينما يذهب". فقط أولئك الناس هم مَن يطلبون الطريق الصحيح، ووحدهم يعرفون عمل الروح القدس" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. عمل الله وممارسة الإنسان). عرفت أننا كمؤمنين يجب أن نعرف عمل الله ونتبع خطاه. وكان هناك مؤمنون كُثَّر في القرية، لكن لم يسمع لا واحد منهم صوت الرب يسوع العائد ورحَّب به، فأردت حقًا مشاركة الأخبار المذهلة لعودة الرب معهم، لكنني شعرت ببعض الخوف. شعرت وكأني صغير، ولا أعرف كيف أشارك الإنجيل، فهم بالتأكيد لن يستمعوا لي. بالإضافة إلى ذلك، كانوا مؤمنين لسنوات، فهل يستمعون إلى شهادتي عن عودة الرب يسوع؟ وكيف يمكنني الشركة لحل أي مفاهيم أو ارتباكات قد تكون لديهم؟ ماذا أفعل إذا عارضوا إيماني بالله القدير ومشاركة الإنجيل؟ كيف سيعاملونني؟ كنت قلقًا من أن يستخفوا بي، ويقولوا: "أنت صغير جدًا. لماذا تجول وتعظ، بدلًا من الذهاب إلى المدرسة، أو الحصول على وظيفة؟" فكرت كثيرًا، لكنني علمت أن نشر الإنجيل هو مشيئة الله. كان عليَّ مشاركة الإنجيل والشهادة لله.
فصليت إلى الله، وعززت ثقتي بقراءة كلام الله القدير. قرأت هذا في كلامه: "هل تدرك العبء الذي تحمله على عاتقك وإرساليتك ومسؤوليتك؟ أين هو إحساسك بالإرسالية التاريخية؟ وكيف يمكنك أن تخدم كوَكيلٍ صالح في العصر القادم؟ هل لديك فهمٌ عميقٌ لوكالتك؟ كيف تفسّر ربّ كل الأشياء؟ هل هو حقًّا ربُّ كل المخلوقات وحقيقةُ كل ما في العالم؟ ما هي خطتك لِتُقبِل على المرحلة التالية من العمل؟ كم من الناس ينتظرونك لترعاهم؟ أتشعر أن مهمتك ثقيلة؟ هم فقراء، مزدرون، عميان، وضائعون، يئنّون في الظلمة قائلين "أين الطريق؟" كم يتوقون للنور كشهابٍ لينطلق نازلًا فجأة حتى يُبدّد قوةَ الظلام التي قَمعت الإنسانَ لأعوام طويلة. من تراه يعرف كم تلهّفوا مترجّين هذا الأمر، وكم خارت قواهم في الليل والنهار؟ حتى في ذلك اليوم الذي يسطع فيه النور؛ يظل هؤلاء الذين يتألمون بعمق سجناء في غياهب الظلام، لا رجاء لهم ليُعتَقوا فمتى يتوقف بكاؤهم؟ يا لشقاء هذه الأرواح الهشّة التي لم تختبر الراحة يومًا وبَقُوا موثَقين طويلًا في هذه الحال بحبال القسوة والتاريخ الذي توقّف في مكانه. من تراه قد سمع صوت نحيبهم؟ ومن قد رأى مظهرهم التعس؟ هل فكّرتَ يومًا كم أنَّ قلب الله حزين ومتلهّف؟ كيف يمكن لله أن يحتمل رؤية البشرية البريئة التي خلقها بيديه تعاني عذابًا كهذا؟ على أية حال، البشر هم الضحايا الذين قد تجرّعوا السّمَّ. وبالرغم من كونهم على قيد الحياة إلى يومنا هذا، مَن كان يظن أن الشرير قد جعلهم يتجرّعون السمّ منذ زمن بعيد؟ هل غاب عنك أنك أحد ضحاياه؟ ألا تسعى لخلاص من بقي حيًّا من منطلق محبتك لله؟ ألست مستعدًّا لأن تكرّس كل طاقتك لتردّ الجميل للإله الذي يُحبّ البشرية كلحمه ودمه؟ كيف تُفسِّر أن الله يستخدمك لتحيا حياةً استثنائية؟ هل لديك حقًا العزم والثقة لتحيا حياةً ذات معنى كخادم تقي ومطيعٍ لله؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. كيف تُقبِلُ على إرساليتك المستقبلية؟). لقد تعلمت أن مشاركة الإنجيل واجبنا. لم يسمع كثيرون صوت الله، وليست لديهم فكرة أن الرب قد عاد، ويقوم بعمل الدينونة لتطهير الناس. لا يزالون يعيشون في بؤس فساد الشيطان. الله يأمل أن نتمكَّن جميعًا من التفكير في مشيئته والنهوض والتعاون معه. مهما كانت المشكلات أو الصعوبات التي نواجهها، علينا أن نصلي ونتكل على الله أكثر، ونفعل كل ما في وسعنا لنشر إنجيل الملكوت. لكنني لم أفهم مشيئة الله. شعرت أنه لم يكن بإمكاني مشاركة الإنجيل، لشدة صغر سني. كنت أخشى أن القرويين لن يستمعوا لي، وسينظرون ليّ باستخفاف، لذلك كنت عالقًا في صعوبات مفاهيمي، مثقلًا بالهموم. لم أفكر إلا في مشقَّاتي الشخصية دون مراعاة لمشيئة الله، ولم أفكِّر في أن أصلي وأتكل على الله خلال هذه الصراعات، لأقوم بواجبي وأتحمَّل المسؤولية. عندما فكرت في كم من الناس يتوقون لعودة الرب والخلاص من الظلمة، شعرت بالأهمية. لقد عقدت العزم على أن أفعل كل ما بوسعي لنشر إنجيل الله في الأيام الأخيرة والشهادة له، لأضع كل وقتي وطاقتي في عمل الإنجيل.
بعد ذلك، بدأت في التخطيط لمشاركة الإنجيل معهم. أولًا، ذهبت إلى مكتب نسخ لطباعة بعض الدعوات لعشر عائلات لسماع عظة في منزلي. لقد فوجئوا جميعًا، وكان لديهم أشياء لطيفة ليقولوها حول ما كنت أفعله. كنت سعيدًا جدًا. بعد ذلك، فكرت أنه إذا جاء الكثير من الناس في ذلك المساء، فمع هاتفي المحمول الصغير فقط، سيكون من الصعب على الجميع قراءة كلام الله أثناء الاستماع إلى العظة. فذهبت لأطلب من صديق استعارة حاسوبه المحمول. في ذلك المساء، جاء 13 شخصًا للاستماع إلى العظة، وأحبَّ الجميع قراءة كلام الله في الاجتماع. كل من أراد القراءة كان ينهض ويتطوع، وقد أحبوا الأمر. كان الجميع سعداء حقًا بعد الاجتماع. قالوا إن كلام الله كان رائعًا وشعروا أنه يقوتهم، وكان من الرائع الاجتماع وقراءة كلام الله. أرادوا أيضًا إحضار أفراد عائلاتهم في اليوم التالي. إن رؤية كيف اشتاق الجميع إلى كلام الله جعلني سعيدًا حقًا. لكن استعارة حاسوب صديقي المحمول لم يكن متاحًا طوال الوقت، لذلك أردت شراء حاسوب شخصي. لكن عندما جمعت كل أموالي لم يكن يكفي لشراء حاسوب محمول. شعرت وكأنني في مأزق. بعد تقصي الأمر، عرفت أن أجهزة العرض أرخص من الحواسيب، لذلك قررت الحصول على قرض لشراء جهاز عرض، ليتمكن هكذا القرويون الآخرون من قراءة كلام الله. فذهبت إلى مقر المقاطعة للحصول على قرض، واشتريت جهاز عرض. لقد أعددت كل شيء قبل أن أبدأ الاجتماع التالي. وسرعان ما بدأ القرويون في المجيء. حضر تسعة عشر شخصًا، ملأوا الغرفة بأكملها. في تلك اللحظة رأيت أن الله قد رتّب كل شيء، وكنت متحمسًا للغاية. أسرعت للعثور على مكبر صوت حتى يتمكن الجميع من الاستماع إلى كلام الله. لقد شاركت عن حقيقة كيف تُممت نبوات عودة الرب، وكيف نرحب به، وكيف نتأكد من عودة الرب يسوع، وأن الله قد جاء ليكشف كل نوع من الأشخاص. كان الحاضرون جميعًا يشاركون قراءة كلام الله بحماس، وكان بعض الأطفال متحمسين أيضًا لقراءة كلام الله. برؤية كيف كانوا ظمأى لكلام الله، عرفت أن هذا كان عمل الله. بقي بعض الناس بعد انتهاء الاجتماع وقالوا إنهم استمتعوا به حقًا. كان كبير القرية والآخرون متأثرين جدًا، وأراد كبير القرية أن يجعل جميع السكان المحليين يأتون ويستمعون إلى كلام الله. لقد كانت مفاجأة سارة. لقد بددت هذه النتيجة مفاهيمي وتصوراتي تمامًا، وشعرت بالخجل. لقد شهدت حقًا عمل الله وإرشاده، وربحت المزيد من الإيمان لمشاركة الإنجيل. دعوت القرويين للاستماع إلى العظات كل يوم بعد ذلك، وبدأ المزيد والمزيد من الناس في المجيء. لقد شعروا جميعًا بسعادة غامرة، وقالوا: "لم أقرأ أي شيء كهذا من قبل. لقد صار الله جسدًا وعاد، ويمكننا أن نراه وجهًا لوجه. نحن محظوظون جدًا لكوننا قادرين على الترحيب بالرب". كما خططوا لحدث، لدعوة المزيد من الناس من البلدات المحيطة إلى الاجتماع. وقالوا لي: "أنت صغير جدًا، لكنك تفعل ذلك من أجل القرويين، وتساعدنا على سماع كلام الله، وواعٍ جدًا حيال ذلك. لم يفعل أحد شيئًا كهذا لنا من قبل. لم نعتقد أبدًا أن شابًا مثلك سيفعل هذا. إنه أمر رائع". كنت أعلم أن هذا عمل الله بالكامل، مما حمَّسني وقوى إيماني.
لكنني واجهت كل أنواع الصعوبات عندما كنت أروي هؤلاء المؤمنين الجدد. أحيانًا، لم يكن اتصالي الإنترنت جيدًا، وكان عليّ الذهاب من بيت إلى آخر لعقد الاجتماعات. والأسوأ من ذلك هو هطول أمطار غزيرة هناك، وعندما تمطر، توحلُ الطرق كلها، فيصعب السير عليها. عندما خرجت لأرويهم، كنت أهرول من منزل إلى آخر. أحيانًا كنت أهرع إلى منزل مؤمن جديد قبل أن يبدأ المطر، وأضطر إلى الانتظار لأنه لم يكن عاد إلى المنزل بعد. ثم عندما أنتهي من الشركة معه، يكون الطريق إلى المنزل في حالة سيئة. كنت أشعر بالسلبية والضعف عندما أرهق نفسي، لذلك كنت أصلي وأقرأ كلام الله. ثم قرأت هذا في كلام الله القدير: "لا تيأس ولا تضعف، فسوف أكشف لك. إن الطريق إلى الملكوت ليس ممهدًا بتلك الصورة، ولا هو بتلك البساطة! أنت تريد أن تأتي البركات بسهولة، أليس كذلك؟ سيكون على كل واحد اليوم مواجهة تجارب مُرَّة، وإلا فإن قلبكم المُحبّ لي لن يقوى، ولن يكون لكم حب صادق نحوي. حتى وإن كانت هذه التجارب بسيطة، فلا بُدَّ أن يمرّ كل واحد بها، إنها فحسب تتفاوت في الدرجة. التجارب بركة مني، وكم منكم يأتي كثيرًا أمامي ويتوسَّل جاثيًا على ركبتيه من أجل نيل بركاتي؟ يا لكم من أبناء سذَّج! تعتقدون دائمًا أن بعض الكلمات الميمونة تُعتبَرُ بركة مني، لكنكم لا تدركون أن المرارة هي إحدى بركاتي" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل الحادي والأربعون). "عندما تواجه المعاناة، يجب أن تكون قادرًا على التخلِّي عن الاهتمام بالجسد وعدم التذمّر من الله. ... مهما تكنْ قامتك الفعليَّة، يجب أولًا أن تمتلك الإرادة لمعاناة المشقَّة وامتلاك الإيمان الصادق على حد سواء، ويجب أيضًا أن تكون لديك الإرادة لإهمال الجسد. يجب أن تكون على استعداد لتحمُّل المصاعب الشخصية ولمعاناة الخسائر في مصالحك الشخصية من أجل إرضاء مشيئة الله. ويجب أيضًا أن تكون قادرًا على الإحساس بالحسرة في قلبك على نفسك؛ إذْ لم تكن في الماضي قادرًا على إرضاء الله، ويمكنك الآن أن تتحسَّر على نفسك. يجب ألّا يعوزك أيٌّ من هذه الأمور؛ إذْ إنَّه من خلال هذه الأمور سيكمِّلك الله. إذا لم تستطع أن تفي بهذه المعايير، لا يمكن تكميلك" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أولئك المُزمَع تكميلهم لا بدّ أنْ يخضعوا للتنقية). شجعني كلام الله وعزاني ألا أفتر أو أضعف؛ لأن الله يرشدني ويعينني. لقد عانيت بعض الانزعاج الجسدي ودفعت بعض الثمن لمشاركة الإنجيل، لكنه كان ذو مغزى وقيمة، وكان أكثر الأشياء الصالحة التي يجب القيام بها، وأكثر ما ينال رضا الله وبركاته. فكرت في بطرس ومتَّى ورسل الرب يسوع الآخرين، الذين عانوا كثيرًا لنشر الإنجيل، بل إن البعض مات أثناء جهودهم لنشر الإنجيل. لكنهم ظلوا أقوياء في مشاركة إنجيل الله ولم يتراجعوا أبدًا. مقارنة بهم، فإن القليل الذي عانيت منه لم يكن يستحق الذِكر. أن أكون محظوظًا بقبول عمل الله في الأيام الأخيرة، وأن أكون قادرًا على القيام بواجبي لنشر إنجيل الملكوت كان رفعة الله ونعمته. لم أستطع الاستمرار في التفكير في جسدي، خوفًا من بعض المشقة. كان عليَّ أن أكون مستعدًا للمعاناة. لم يكن لي أن أشعر بالإحباط تحت أي صعوبات. حتى لو عانيت من إزعاج جسدي، فلا يزال يتعين عليَّ مشاركة الإنجيل والشهادة لعمل الله، والقيام بواجبي لإرضاء الله.
لاحقًا مرضت، وأصبت بالزكام لعدة أيام. في المساء كنت أعاني من حمى وصداع وألم في المعدة. لم أستطع حتى التحدث. رأت أخت أنني في حالة سيئة وقالت لي: "لا ينبغي يجب أن تذهب إلى اجتماع الليلة". حينئذ وافقت. لكن بعد ذلك، لم أرتَح لفكر ترك مؤمنين جدد يجتمعون بأنفسهم. كنت أفكر في أن الشعور بالتوعك كان بمثابة امتحان لي، ولا زال عليَّ أداء واجبي جيدًا. تذكرت ذات مرة، أنني مرضت وأصبت في ساقي، لكنني ظللت ألعب كرة القدم. فلماذا لا أستطيع الآن القيام بواجبي؟ عند هذه الفكرة، ركبت دراجتي النارية وذهبت إلى الاجتماع. والمثير للدهشة أنني عندما وصلت لم أشعر بتوعك. لقد كنت سعيدًا جدًا حقًا. لقد تحسنت في غضون يومين فقط.
لاحقًا، بعد أكثر من شهر من العمل الشاق، قبِلَ معظم القرويين، إنجيل الله القدير في الأيام الأخيرة، باستثناء أولئك الذين كانوا يعملون خارج المدينة. فكرت لاحقًا، أنه رغم مشاركتي الإنجيل مع جميع القرويين، لم يكن ذلك كافيًا لتحقيق مشيئة الله. أردت أن يسمع المزيد من الناس صوت الله، لأنه لا يزال هناك الكثير من الناس الذين لا يعرفون أن الرب يسوع قد عاد، ويعبِّر عن الكثير من الحقائق، ويقوم بعمل تطهير البشرية وخلاصها. لذلك قررت أن أشارك الإنجيل في قرى أخرى. وصليت في قلبي: "يا الله القدير، أرجوك أرشدني كيلا أفقد الثقة، وأستمر في المضي قدمًا. أنا واثق من أنك ستساعدني في حل أي صعوبات أواجهها". بعد ذلك، ذهبت إلى قرية مجاورة لأشارك الإنجيل. مشيت على منحدر في طريق موحل لمدة 30 دقيقة لأعظهم بالإنجيل، لكن العائلات الثلاث الأولى قالت جميعًا إنها ليس لديها وقت، وأبعدتني بأدب. شعرت حقًا بخيبة أمل وإحباط نوعًا ما. لقد عدت إلى المنزل في وقت متأخر جدًا من تلك الليلة. واتصلت بي الأخت آني لتسألني كيف سارت مشاركة الإنجيل، وكذلك شاركت معي في كلام الله، وشجعتني وساعدتني. لقد قرأتُ شيئًا في كلام الله القدير. "ما أطلبه هو ولاؤك وطاعتك الآن، ومحبتك وشهادتك الآن. حتى لو لم تكن تعرف في هذه اللحظة ما هي الشهادة أو ما هي المحبة، عليك أن تُسلِّمني نفسك بجملتك وتقدم لي الكنزين الوحيدين اللذين تمتلكهما: ولاؤك وطاعتك. عليك معرفة، أن شهادة غلبتي على الشيطان تكمن في ولاء الإنسان وطاعته، ونفس الشيء ينطبق على شهادة إخضاعي الكامل للإنسان. إن واجب إيمانك بيّ هو أن تقدّم شهادةً عني، وأن تكون مخلصًا لي، ولا شيء آخر، وأن تكون مطيعًا حتى النهاية. قبل أن أبدأ الخطوة التالية من عملي، كيف ستقدّم شهادة عني؟ كيف ستكون مُخلِصًا ومطيعًا لي؟ هل تكرِّس كل ولائك لمهمتك أم ستستسلم بسهولة؟ هل ستخضع لكل ترتيب أضعه (حتى وإن كان الموت أو الدمار)، أم ستهرب في منتصف الطريق لتتجنب توبيخي؟ إنني أوبّخك لكي تقدم شهادةً عني، وتكون مطيعًا ومخلصًا لي. يكشف أيضًا التوبيخ في الحاضر عن خطوة عملي التالية، ويسمح لعملي بالتقدّم بلا عائق. لذلك أشجِّعك أن تكون حكيمًا وألَّا تتعامل مع حياتك أو أهمية وجودك كأنهما رمل بلا قيمة. هل يمكنك أن تعرف بالضبط عملي الآتي؟ هل تعرف كيف سأعمل في الأيام القادمة، وكيف سيتجلَّى عملي؟ ينبغي عليك أن تعرف أهمية خبرتك بعملي، وأيضًا أهمية إيمانك بيّ. لقد فعلت الكثير؛ كيف يمكنني أن أستسلم في منتصف الطريق كما تتخيَّل؟ لقد قمت بهذا العمل المتَّسع؛ كيف يمكنني أن أدمّره؟ في الحقيقة، أوشكت على إنهاء هذا العصر. هذا حقيقي، ولكن عليك أن تعرف أني سأبدأ عصرًا جديدًا وعملًا جديدًا، وقبل كل شيء، سأنشر إنجيل الملكوت. لذلك عليك أن تعرف أن عملي الحالي ليس سوى أن أبدأ عصرًا جديدًا، وإرساء الأساس لنشر الإنجيل في الوقت العتيد وإنهاء العصر في المستقبل. عملي ليس بالبساطة التي تعتقدها، وليس بلا قيمة أو مغزى كما تعتقد. لذلك، لا بُدَّ أن أستمر في أن أقول لك: ينبغي أن تهب حياتك لعملي، وأيضًا، ينبغي أن تُكرِّس نفسك من أجل مجدي. اشتقت طويلًا لأن تقدم لي شهادةً، واشتقت بالأكثر أن تنشر إنجيلي. ينبغي عليك أن تفهم ما في قلبي" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. ماذا تعرف عن الإيمان؟). منحني قراءة هذا بكلام الله بعض القوة. شعرت أن الله كان يقول لي أن أؤمن به، ومهما كانت الصعوبات التي أواجهها، لا يمكن أن أكون ضعيفًا أو سلبيًا، ولا يمكن أن أشعر باليأس أو الإحباط، لأن الله يرشدنا. ما دمت أراعي مشيئة الله وأخرج لنشر إنجيل ملكوته، سيفتح لي طريقًا. رأيت من خلال كلام الله أن طريق مشاركة الإنجيل ليس سهلًا، لكنه يتطلب المعاناة ودفع الثمن. وعظ نوح بالإنجيل لمدة 120 سنة، وكان الناس يستهزئون ويشهِّرون به ويؤذونه. لقد عانى كثيرًا، ورغم أنه لم يغيِّر أحدًا، لم يستسلم أو يصبح ضعيفًا؛ بل استمر في مشاركة الإنجيل. ظل نوح قويًا في تكريسه وخضوعه لله. لقد قام بواجبه كمخلوق، ونال استحسان الله وبركاته. عندما أرسل الله الطوفان ليهلك العالم، خلَّص الله عائلة نوح المكونة من ثمانية أفراد. لقد نجوا. ثم بالتفكير بي، لقد شاركت للتو الإنجيل مع ثلاث عائلات، وأُحبطت عندما لم يقبلوه. لم يكن لدي إيمان حقيقي بالله. في الواقع، لقد سمح الله بهذا الموقف، وبهذه الصعوبة تأتيني، لتكميل إيماني وتكريسي لله. فسواء قبلوا الإنجيل أم لا، كان عليَّ أن أذهب للوعظ بالإنجيل. كان هذا واجبي.
منحتني كلمات الله القوة. وذهبت إلى قرية أخرى في اليوم التالي لبدء مشاركة الإنجيل. وصليت أيضًا صلاة، طالبًا من الله القدير أن ينير مُتلقِّي الإنجيل المحتملين، ليفهموا كلماته. في ذلك المساء، وجدت شخصًا مهتمًا بسماع الإنجيل، وما هو أكثر، أن بعد ذلك ظللت أجد الآخرين لأشارك الإنجيل معهم، وآمن ستة أشخاص في تلك الليلة. لقد تفاجأتُ جدًا لأن بعض مَن قبِلوا الإنجيل كانوا كاثوليك ولديهم الكثير من المفاهيم، لكنهم استطاعوا أن يفهموا بعد أن شاركت معهم في كلام الله، وقبلوا إنجيل الله القدير في الأيام الأخيرة. ذهبت إلى مكان آخر بعد ذلك، وفي كل مرة أخرج فيها لأشارك الإنجيل، كنت أصلي، وأطلب من الله أن ينيرني ويرشدني، لأعرف كيف أعظ وأشهد لكلام الله. كلما قبل المزيد والمزيد من الناس إنجيل الله، نما إيماني. رغم أنني في بعض الأحيان عندما أذهب إلى قرى أخرى لأعظ الغرباء كنت أشعر بقليل من الخجل والخوف، منحني إرشاد كلام الله الثقة والشجاعة لمواجهة ذلك. كنت أعلم أنه كان عليّ بالتأكيد أن أشارك معهم، وأن هذا كان واجبي، وإذا لم أشاركهم الإنجيل، فلن يكون لدي المزيد من الفرص للممارسة، ولن أتعلم وأربح المزيد من الحقائق. بعد ذلك، من خلال التدرب باستمرار على مشاركة الإنجيل، توقفت عن الشعور بالتوتر والخوف، وتوصلت لفهم حقيقة الرؤى أكثر فأكثر. وشعرت حقًا بالراحة والحرية.
لقد ربحت كثيرًا حقًا من خلال عملية مشاركة الإنجيل. إن لم أختبر كل هذا، فلا فليس ثمة طريقة لفهم حُكم الله القدير، ولم أكن لأتعلم أهمية القيام بواجبي أو كيف أطلب الله في المشقَّات.
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.