إلامَ قادني السعي لنيل إعجاب الآخرين

2022 أكتوبر 30

في أكتوبر الماضي، ذهبت إلى كنيسة لأؤدي واجبي. فطلبت مني قائدة الكنيسة، الأخت ليانغ، أن أقود بعض مجموعات الاجتماع أولاً. وبعد كل اجتماع، كنت انفتح على الأخت ليانغ لأطرح عليها الأسئلة التي لم أفهمها، وكانت الأخت ليانغ تقدّم شركة معي بصبر. خلال ذلك الوقت، شعرت أنني كنت اكتسب شيئًا جديدًا كل يوم. بعد حوالي أسبوع، جاءت رئيستنا، الأخت تشين، للاجتماع معنا. من حين لآخر، سمعت الأخت ليانغ تقول أنني كنت صغيرة، ولدي مقدرة جيدة، وناضجة في إنسانيتي، وأتحمل عبئًا في واجبي. فاجئني هذا الكلام كثيرًا. لم أتوقع أن يكون تقييم الأخت ليانغ لي بهذه الجودة. سمعت الأخت تشين تقول عدة مرات إنها تريد إعدادي كقائدة كنيسة وطلبت من الأخت ليانغ أن تُعرِّفني على مختلف أعمال الكنيسة. في ذلك الوقت، كنت أبدو هادئة ظاهريًّا، لكن في قلبي، كنت في أوْج سعادتي. بدا الأمر وكأنني موهبة ثمينة في الكنيسة! بما أن رأي الجميع كان إيجابيًا تجاهي، شعرت أنه عليَّ أن أؤدي أداءً جيدًا في المستقبل، وأنني لا أستطيع السماح للآخرين برؤية عيوبي. وإلا لن يحترمني أحد.

بعد فترة وجيزة، في الاجتماع التالي، عندما رأيت الأخت تشين، أصبحت متوترة لا إراديًا. كنت أخشى إن أديتُ أداءً سيئًا أمامها، فسوف أفسد صورتي الحسنة في عينيها ولن تعدَّني بعد ذاك. ثم سألتنا الأخت تشين فجأة عما اكتسبناه خلال هذه الفترة الزمنية. ففكرتُ: "خلال هذا الوقت، بدأت للتو العمل في الكنيسة. لقد كنت مشغولة جدا كل يوم، ولم أعير اهتمامًا كبيرا للدخول إلى الحياة، وعليه ليس لدي ما أتحدث عنه. ولكن إذا تكلمتُ بصراحة، أفلن تقول الأخت تشين أني لا أعير اهتمامًا للدخول إلى الحياة وأني لستُ شخصًا يسعى للحق؟ هل ستظل تُعدَّني بعد ذلك؟ لا، لا يمكنني أن أظهر لها أنه ليس لدي دخولٌ للحياة". لذلك، شحذتُ ذهني لأتذكر التجارب الصغيرة التي مررت بها مؤخرًا والتي فهمت منها بعض الشيء وشاركتها مع الجميع. بعد شركتي، عندما رأيت أن الأخت تشين لم تقل أي شيء عني، تنفستُ الصعداء طويلاً من الارتياح.

بعد ذلك، في كل مرة كانت تأتي الأخت تشين إلى الاجتماعات، كنتُ أتوخى الحذر جدًا. وأفكر في الأمور بالتفصيل قبل أن أتحدث. إذا شعرتُ أنه لا توجد ثغرات، تأهبتُ للإفصاح بها. كما أنني كنتُ أتجنب ذكر المشاكل الخطيرة عندما أتحدث عن حالتي، ونادرا ما بادرتُ بالإعراب عن آرائي عندما كنا نناقش المشكلات. أتذكر في أحد الاجتماعات، سألت الأخت تشين عن متلقي إنجيل محتمل. بعد أن انتهت أختي الشريكة من الكلام، أشارت الأخت تشين إلى الانحرافات في وعظها بالإنجيل، ثم سألتنا: "ماذا ستفعلن إذا طُلب منكن الوعظ؟" عندها ذُهلت، وتوترتُ للغاية، "لماذا تسألنا الأخت تشين عن رأينا؟ هل تريد أن ترى ما إذا كان لدينا العقل والمقدرة لنكون قادة؟" جاهدتُ لتذكر مواد التبشير التي قرأتُها في الماضي، وبحثت عن الطريقة الصحيحة للإجابة. في ذلك الوقت، كانت لديَّ بعض الأفكار، لكنني لم أكن على يقين من أنها صحيحة، لذلك لم أقل شيئًا. فشرعتُ في التفكير: "إذا كانت أفكاري ستنجح، فلا بأس بذلك، ولكن إن لم تنجح وأتت أخت أخرى بفكرة أفضل، فهل ستظن القائدة أنني أفتقد المقدرة وأن تفكيري في الأمور سطحي جدًا؟ ألن يفسد هذا صورتي الطيبة؟" بينما كنت أفكر في هذا، نظرت دون وعي إلى أختيّ الشريكتين، ثم بدأ عقلي في الحساب، "لنسمع ما لديهما لتقولاه أولاً. إذا كانت أفكارهما أفضل من أفكاري، فيمكنني تفصيل أفكارهم. إذا لم تكن أفكارهما جيدة، فيمكنني التحدث عما أفكر فيه. بهذه الطريقة، لن يلاحظ أحد عيوبي، ولن يؤثر ذلك على صورتي الطيبة في عينيّ القائدة". لذلك، أدرت رأسي إلى جانب واحد وتظاهرت بالتفكير بينما كنت أنتظر بهدوء الأختين حتى أجيب. وبعدما أتممتا الحديث، دمجتُ النقاط البارزة في أفكارهم مع أفكاري الخاصة وسردتها على الجميع. عندما رأيت أن الأخت تشين لم يكن لديها سوى الثناء بشأني، سعدتُ جدًا. شعرتُ وكأن زهورٌ تفتحت في قلبي. شعرت أن صورتي في عيني الأخت تشين قد تحسنت بالتأكيد. ولكن فيما بعد، عندما هدأت وتذكرت كيف كنت دائمًا حذرة في الاجتماعات، شعرتُ بشيءٍ من التوبيخٍ في قلبي: "لماذا يصير تفكيري معقدًا دائمًا عندما أجتمع مع القائدة؟ ربما يجب أن أنفتح على حالتي مع الأخت تشين؟" إذا انفتحتُ على حالتي وصعوباتي الآن، فهل ستقول الأخت تشين إنني كنت مخادعة وأنني أخفيتُ الكثير؟ هل ستستمر في إعدادي رغم ذلك؟ بعد الصراع مع نفسي للحظة، ابتلعتُ كلماتي.

خلال تلك الفترة، بذلت قصارى جهدي دائمًا للتخفي، لأنني اعتقدت أن الناس الذين يتم إعدادهم لا ينبغي أن يكون لديهم أي أوجه قصور. في بعض الأحيان كنت أواجه صعوبات لم أكن أعرف كيف أحلها، وأردت الانفتاح والبحث مع الأخت ليانغ، لكن مرارًا وتكرارًا، ترددت: "كان تقييم الأخت ليانغ لي جيدًا دائمًا. إذا انفتحتُ وسعيت، هل ستعتقد أن قامتي أصغر من أن أتعامل مع عمل القائدة؟" عندما فكرت في هذا، لم أرغب في الحديث. لكن ظاهريًا، ما زلت أتظاهر بأنني استباقية جدًا في واجبي، كما لو لم يكن لدي أي صعوبات أو نقاط ضعف. بالتدريج، خلال الاجتماعات، صرتُ أقل فأقل انفتاحًا بشأن حالتي الحقيقية وصعوباتي. كلما سمعت إخوتي وأخواتي يقولون كنت قيد الإعداد، دثرتُ ذاتي في تنكرٍ سميك وضاعفتُ من حذري. على الرغم من الانطباع الجيد الذي لدى الإخوة والأخوات من حولي تجاهي، والثناء الذي أسمعه أينما ذهبت، كنت أشعر بمرارة لا توصف. غالبًا ما شعرت وكأنني أعيش مرتدية قناعًا. كان علي أن أفكر لفترة طويلة في كل كلمة. شعرت أن هناك ثقلاً في قلبي، وصارت علاقتي بالله أكثر فأكثر بعدًا، لم أقدم أي ضوء في الاجتماعات، وكانت حالتي تزداد سوءًا. شعرت وكأنني أسير نحو طريق مسدود. آنذاك، لم أتمكّن إلا أن أصلي إلى الله طالبة منه مساعدتي وتغيير هذه الحالة.

قرأت في كلمة الله بعدئذ: "يخشى بعض الناس أن إخوتهم وأخواتهم، في الوقت الذي يتفاعلون أو يشتركون فيه معهم، سيكتشفون أن هناك مشكلات في داخل نفوسهم، وأن الإخوة والأخوات سيقولون إنهم صغار القامة أو ينظرون إليهم نظرةً دونيَّة. وأثناء التحدُّث، يحاولون دائمًا إعطاء الانطباع بأنهم مُتحمِّسون، وأنهم يشتاقون إلى الله، وأنهم حريصون على ممارسة الحقّ. ولكنهم في الواقع ضعفاء تمامًا وسلبيّون للغاية في قلوبهم. إنهم يتظاهرون بأنهم أقوياء بحيث لا يستطيع أحدٌ تفحُّصهم. وهذا أيضًا خداعٌ. خلاصة القول أنه في أي شيء تفعله، سواء في الحياة أو في أداء الواجب، إن شاركت في الباطل أو في التظاهر وخدعت أو ضللت الآخرين بالتزوير لكي يوقروك ويعبدوك، أو لألّا يزدروك، فإن ما تفعله إذن كله خداع" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. أكثر ممارسة جوهرية يمارسها الشخص الأمين). لقد كشفت كلمة الله بوضوح أنه عندما ترغب في كسب تقدير من حولك، لا تُظهر قطّ أي صعوبات أو حالات سيئة تختبرها، ودائمًا ما تخدع الآخرين بمظهر القوة ووهمها، ولا تدع الآخرين يرون حالاتك الحقيقية مطلقًا، هذا خداع. راجعتُ سلوكي وأدركت أن هذا هو بالضبط ما كنت أفعله خلال تلك الفترة. منذ أن سمعت القائدة تقول إنها تريد إعدادي، بدأت أهتم بصورتي في ذهن قائدتي. وعندما سألتني قائدتي عن حالتي، كان واضحًا أنه لم يكن لدي أي دخول للحياة خلال تلك الفترة، كنت قلقة من أنه إذا قلت ذلك، فسوف يدمر صورتي الطيبة في عينيّ قائدتي، لذلك شحذتُ ذهني ببعض التجارب الصغيرة وتجنبت مناقشة مشاكلي الخطيرة للتغطية على الحقائق الفعلية. عندما سألتنا القائدة عن أفكارنا للوعظ بالإنجيل، كنت أخشى أن أكون مخطئة، ومن ألا تُعدَّني القائدة إذا رأت مقياسي الحقيقي، لذلك تظاهرت عمْدًا بالتفكير وانتظرت أن تتحدث أختيّ الشريكتين أولاً حتى أتمكن من التفصيل في النقاط البارزة. فزدت في تنكري أكثر من أي وقت مضى، ولم أجرؤ على الانفتاح على حالتي السلبية، ودائمًا ما تظاهرت بأنني في حالة إيجابية. كنت أعيش حياة زائفة. ألم يكن هذا مجرد خداع لنفاق الناس؟ بمجرد أن أدركت هذا، صليت إلى الله: "يا إلهي، لا أريد أن أستمر في العيش في هذه الحالة. أرجوك ساعدني على أن أنفتح على حالتي وأن أكون شخصًا صادقًا".

في اليوم التالي، جاءت الأخت تشين للاجتماع معنا، فانفتحتُ عليها بحالتي. ثم قرأنا معًا مقطعًا من كلمة الله: يقول الله، "إذا كنت ترغب في إيجاد حل للدوافع الخاطئة والحالات غير الطبيعية بداخلك، فينبغي عليك طلب الحق لفعل ذلك. بدايةً، ينبغي أن تتعلم كيفية الانفتاح في الشركة بناءً على كلام الله. ... انفتاح المرء وكشفه لنفسه – أوَّلًا وقبل كلّ شيءٍ، هو موقفٌ يجب أن يتَّخذه الشخص أمام الله، ولهذا الموقف أهميَّةٌ حاسمة. لا تُبقِ الأشياء مكبوتة قائلًا: "لديَّ دوافع وصعوبات. وحالتي الداخلية رديئة وسلبية. لن أخبر أحدًا، وسأحتفظ بالأمر في نفسي". إذا كنت تكبت الأمور دائمًا دون حلها، فسوف تصبح أكثر سلبية باستمرار، وسوف تزداد حالتك سوءًا، ولن تكون مستعدًا للصلاة إلى الله. وهذا شيء يصعب التخلص منه. وهكذا، بصرف النظر عن حالتك، وبصرف النظر عمَّا ما إذا كنت سلبيًّا أم لا، أو ما إذا كنت في صعوبةٍ، وبصرف النظر عن دوافعك الشخصيَّة أو خططك، وبصرف النظر عمَّا عرفته أو أدركته من خلال الفحص، ينبغي أن تتعلَّم الانفتاح والشركة، ففيما تمارس الشركة يعمل الرُّوحِ القُدُس. وكيف يعمل الرُّوحِ القُدُس؟ إنه ينيرك ويمنحك الاستنارة ويسمح لك برؤية مدى خطورة المشكلة، ويجعلك على وعي بأصل المشكلة وجوهرها، ثم يجعلك تفهم الحق ومشيئته شيئًا فشيئًا، ويتيح لك رؤية طريق الممارسة والدخول إلى واقع الحق. عندما يستطيع الشخص أن يقوم بشركة علانية، فهذا يعني أن لديه موقفًا صادقًا تجاه الحق. يُقاس صدق الشخص بموقفه تجاه الحق" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. مبادئ ممارسة الخضوع لله). لم أدرك إلا بعد قراءة كلام الله أهمية الانفتاح والسعي إلى الحق. هذا هو الطريق للدخول في حقائق الحق. تعني القدرة على الانفتاح والشركة أن سلوك المرء تجاه الحق صادق، وهو سلوك السعي والقبول. فقط من خلال الانفتاح والشركة يمكننا الحصول على استنارة الروح القدس، وعندئذ فقط يمكننا أن ندرك شخصياتنا الفاسدة ونحل الصعوبات التي تواجهنا. عندما تفكّرتُ في نفسي في تلك الفترة، رأيت أنني أردت دائمًا إرساء صورة مثالية أمام إخوتي وأخواتي. قبل أن أتحدث، كنتُ دائمًا مضطرة للتفكير مرتين في كيفية تجنب انكشافي أمام الآخرين أو ازدرائهم لي. تسبب هذا في تعقيد طريقة تفكيري. كان واضحًا أن حالتي سيئة، لكنني لم أجرؤ على الكشف عنها. كانت حالتي بائسة ومُرهَقة، لا شيء سوى العناء، ولم تتوقف حالتي عن التدهور، وكل ذلك أنا من اقترفته في حق نفسي. جوهر الله هو الصدق، والله يحب الصادقين. بغض النظر عن الأفكار التي لديهم أو الفساد الذي يكشفونه، يمكن للصادقين ببساطة الانفتاح على إخوتهم وأخواتهم، دون ادعاء أو تنكر. يمكن أن يقبل هؤلاء الناس تمحيص الله، وهم على استعداد لممارسة الحق، والعيش بنزاهة. هكذا يجب أن يتصرف المؤمن بالله. بعد ذلك، عندما ناقشنا العمل، عبرت عن وجهة نظري بوعي، وعندما لم أفهم الأشياء، سعيتُ مع الآخرين. خلال الاجتماعات، تمكنت أيضًا من الانفتاح على الجميع حول حالتي الحقيقية. بمجرد أن فعلت هذا، خفّ العبء في قلبي قليلاً.

فيما بعد، رأيتُ مقطعًا من كلام الله: مما ساعدني على فهم جوهر سعيي الدائم للحصول على تقدير الآخرين. يقول الله، "بغض النظر عن السياق، ومهما يكن الواجب الذي يؤديه ضدُّ المسيح، فسيحاول أن يعطي انطباعًا بأنه ليس ضعيفًا، وأنه دائمًا قوي، ومملوء بالثقة، وليس سلبيًا أبدًا. إنه لا يكشف أبدًا عن قامته الحقيقية أو موقفه الحقيقي تجاه الله. هل يعتقد حقًا في صميم قلبه أنه لا يوجد شيء لا يمكنه عمله؟ هل يعتقد حقًا أنه بلا ضعف أو سلبية أو فيض من الفساد؟ بالطبع لا. إنه يجيد التظاهر، وبارع في إخفاء الأشياء. يحب إظهار جانبه القوي والمشرِّف للناس؛ ولا يريدهم أن يروا الجانب الضعيف والحقيقي منه. هدفه واضح: إنه، بكل بساطة، الحفاظ على ماء وجهه، لحماية المكانة التي يحتلها في قلوب الناس. يعتقد ضد المسيح أنه إذا كشف أمام الآخرين سلبيته وضعفه، وإذا أعلن عن الجانب المتمرد والفاسد منه، فسيمثّل ذلك ضررًا جسيمًا لمكانته وسمعته؛ أي متاعب أكبر مما يستحقه الأمر. لذلك يفضِّل الاحتفاظ بضعفه وتمرده وسلبيته لنفسه حصرًا. وإذا حدث فعلًا أن جاء يوم رأى فيه الجميع الجانب الضعيف والمتمرد منه، عندما يرون أنه فاسد، وأنه لم يتغير مطلقًا، فسوف يستمر مع ذلك في التظاهر؛ إذ يعتقد أنه إذا اعترف بأن لديه شخصية فاسدة، وبأنه شخص عادي، شخص صغير وغير مهم، فسيفقد مكانته في قلوب الناس، وسيخسر احترام الجميع وتوقيرهم، وبذلك سيكون قد فشل تمامًا. وهكذا، مهما حدث، لن يكون منفتحًا ببساطة على الناس. ومهما حدث، فلن يعطي سلطته ومكانته لأي شخص آخر؛ بل يحاول المنافسة بكل ما أوتي من قوة، ولن يستسلم أبدًا. ... إذا حدث شيءٌ أساسيّ وسألهم شخصٌ ما عن فهمهم للحدث، فإنهم يتحفَّظون عن الكشف عن آرائهم، وبدلًا من ذلك يجعلون الآخرين يتحدَّثون أوَّلًا. وتحفُّظهم له أسبابه: فإمَّا أنه يوجد لديهم رأيٌ لكنهم يخشون أن يكون خاطئًا، وإذا قالوه علانيةً فإن آخرين سوف يُفنِّدونه؛ ممَّا يُسبِّب لهم الخجل، ولهذا السبب لا يقولونه؛ أو ليس لديهم رأي ولا يمكنهم إدراك الأمر بوضوحٍ ولا يجرؤون على التحدُّث جُزافًا خوفًا من سخرية الناس من خطئهم؛ ولذلك فإن الصمت هو خيارهم الوحيد. وباختصارٍ، لا يتحدَّثون بسهولةٍ للتعبير عن آرائهم؛ لأنهم يخشون كشف أنفسهم على حقيقتها، والسماح للناس برؤية أنهم ضعفاء ومثيرون للشفقة؛ وبالتالي تتغيَّر صورة الآخرين عنهم. ولذلك، بعد أن ينتهي الجميع من مشاركة آرائهم وأفكارهم ومعرفتهم، فإنهم يستغلّون بعض المزاعم الأسمى والأكثر قبولًا، ويُقدِّمونها على أنها تصريحاتهم الخاصَّة؛ حيث يُلخِّصونها ويُقدِّمونها للمجموعة في الشركة؛ وبالتالي يكتسبون مكانةً عالية في قلوب الآخرين. ... فجميع من يعتقدون أنهم بلا عيب ومقدسون يكونون محتالين. لماذا أقول إنهم جميعًا محتالون؟ قل لي: هل يوجد من هو بلا عيب وسط البشرية الفاسدة؟ هل يوجد شخص مقدس حقًا؟ (لا). بالطبع لا. فكيف يمكن للإنسان أن يصل إلى الكمال بينما يفسده الشيطان بشدة ولا يملك الحق بالفطرة؟ الله وحده قدوس والبشرية الفاسدة كلها مدنسة. إذا قدم المرء نفسه على أنه مقدس قائلًا إنه بلا عيب، فماذا سيكون هذا الشخص؟ سوف يكون هو الشيطان وإبليس ورئيس الملائكة – وسوف يكون أحد أضداد المسيح الحقيقيين. فضد المسيح وحده هو الذي يزعم أنه شخص مقدس بلا عيب" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند التاسع: لا يُؤدُّون واجبهم سوى لتمييز أنفسهم ولإرضاء مصالحهم وطموحاتهم؛ فهم لا يراعون أبدًا مصالح بيت الله، بل يبيعون حتَّى تلك المصالح مقابل المجد الشخصيّ (الجزء العاشر)). يكشف الله أن أضداد المسيح لا ينفتحون أبدًا على أفكارهم الحقيقية للآخرين، ويفكرون مرتين قبل التحدث، دائمًا ما يموهون ويزيفون، ويؤسسون صورة لأنفسهم كمُكمِّلين وأفضل من الجميع بين الناس، على أمل أن يتمكنوا من اكتساب الهيبة والتمتع بمزاياها. شعرت أنني كنت أتصرف مثلهم. منذ اللحظة التي سمعت فيها قائدتي تقول إنها تريد إعدادي، بدأت في تجميل صورتي. شعرت أنه بما أنه سيتم إعدادي، يجب أن أكون أفضل من الشخص العادي، واستمتعت بشعور أن يتطلع إليَّ الآخرون ويقدرونني. لذلك في الاجتماعات مع القائدة أو عندما كنت ألتقي مع إخوتي وأخواتي، كل ما كنت أفكر فيه هو كيفية الحفاظ على صورة طيبة في قلوب الجميع وجعل الجميع يتطلعون إلي. كان علي دائمًا التفكير مرتين قبل التحدث، لم أعبر أبدًا عن آرائي أو أفضح عيوبي دون اكتراث، واستخدمت هذه الوسائل المنحطة لخداع الجميع وتأمين مكان في قلوبهم. لقد كنتُ مرائية للغاية. هل كان لدي أي تشابه بشري على الإطلاق؟ يجب على الناس أن يكرموا الله قبل كل شيء وأن يكون الله ملء قلوبهم، لكن ما أردته دائمًا كان إظهار نفسي كشخصٍ مثالي لجعل الناس يتطلعون إلي ويمنحوني مكانًا في قلوبهم. كنتُ بحق وقحة! خاصةً عندما قرأتُ في كلام الله: "هل يوجد من هو بلا عيب وسط البشرية الفاسدة؟ هل يوجد شخص مقدس حقًا؟ (لا). بالطبع لا. فكيف يمكن للإنسان أن يصل إلى الكمال بينما يفسده الشيطان بشدة ولا يملك الحق بالفطرة؟ الله وحده قدوس والبشرية الفاسدة كلها مدنسة. إذا قدم المرء نفسه على أنه مقدس قائلًا إنه بلا عيب، فماذا سيكون هذا الشخص؟ سوف يكون هو الشيطان وإبليس ورئيس الملائكة – وسوف يكون أحد أضداد المسيح الحقيقيين. فضد المسيح وحده هو الذي يزعم أنه شخص مقدس بلا عيب". شعرت بمجد الله وغضبه في هذه الكلمات، لقد كانت ثاقبة ومخيفة. بدا الأمر كما لو كان الله يدينني. من بين كل الأشياء في هذا الكون، الله وحده هو القدير. لم أكن سوى شخص أفسده الشيطان، ومليئة بالشخصيات الفاسدة، لكن لم تكن لدي حتى أدنى معرفة بالذات. لم أتصرف بشكل صحيح، وكنت مرائية، وحاولت دائمًا أن تكون لدي صورة طيبة في قلوب الناس، حتى يتطلعوا إليَّ. لقد كنت متعجرفة ووقحة جدًا، وجعل هذا الله يزدريني ويبغضني! فقط بعد معرفة نفسي هكذا تمكنتُ من رؤية الوضاعة والقبح والقذارة وراء صورتي "المثالية". الآن، عندما أعيد التفكير في مدى فخري ورضاي عن نفسي عندئذٍ عندما امتدحني إخوتي وأخواتي، وحالتي الذهنية عندما كنتُ أتظاهر، أشعر بالاشمئزاز من نفسي، وأدرك كم كنت غير عقلانية. في الواقع، حتى لو كان الكثير من الناس يقدرونني ويرضون عني، إذا لم تتغير شخصيتي، ولم أعش سوى صورة الشيطان المرائية والمخادعة، وبعد ذلك اسْتُبعِدتُ في النهاية، أفلن يذهب كل شيء سدى؟

بعد ذلك، رأيتُ مقطعًا آخر من كلام الله: "كيف لك أن تمارس لتكون شخصًا عاديًّا وطبيعيًّا؟ كيف يمكن فعل ذلك؟ ... أولاً، لا تنشغل بلقبك الخاص. لا تقل: "أنا القائد، أنا رئيس الفريق، أنا المشرف، لا أحد يعرف هذا العمل أفضل مني، لا أحد يفهم المهارات أكثر مني". لا تنشغل باللقب الذي اخترته لنفسك. فبمجرد قيامك بذلك، ستقيد يديك وقدميك، وسيتأثر ما تقوله وتفعله؛ كما سيتأثر تفكيرك العادي وحكمك على الأمور. لهذا يجب أن تحرر نفسك من أغلال هذه المكانة؛ أنزل نفسك أولاً من هذا المنصب الرسمي الذي تتخيل أنك تحوزه، وضع نفسك في موضع الشخص العادي؛ إذا قمت بذلك، فسيصبح سلوكك طبيعيًا. يجب أيضًا أن تعترف وتقول: "لا أعرف كيف أفعل هذا، ولا أفهم ذلك أيضًا – سأضطر إلى إجراء بعض البحث والدراسة" أو "لم أجرب هذا مطلقًا، لذلك لا أعرف ماذا أفعل". عندما تكون قادرًا على قول ما تفكر فيه حقًا وتتحدث بصدق، ستتمتع بإحساس طبيعي. سيعرف الآخرون حقيقتك، وبالتالي ستصير لديهم نظرة طبيعية تجاهك، ولن تضطر إلى التظاهر، ولن يكون هناك أي ضغط كبير عليك، وبالتالي ستكون قادرًا على التواصل مع الناس بشكل طبيعي. العيش بهذه الطريقة حرٌّ وسهل؛ وكل من يجد الحياة مرهقة قد تسبب في ذلك بنفسه. لا تتظاهر أو ترتدِ قناعًا. انفتح أولاً حول ما تفكر فيه في قلبك، حول أفكارك الحقيقية، حتى يكون الجميع على دراية بها ويفهمها. نتيجة لذلك، ستتخلص من مخاوفك والحواجز والشكوك بينك وبين الآخرين. كذلك تتعثّر أنت أيضًا بسبب شيء آخر؛ إذْ تعتبر نفسك دائمًا رئيسًا للفريق أو قائدًا أو عاملاً أو شخصًا له لقب ومكانة: إذا قلت إنك لا تفهم شيئًا ما، أو لا تستطيع أن تقوم بأمرٍ ما، ألستَ تشوه سمعتك؟ عندما تضع هذه القيود الموجودة في قلبك جانبًا، وعندما تتوقف عن التفكير في نفسك كقائد أو عامل، وعن الاعتقاد بأنك أفضل من الآخرين، وتشعر بأنك شخص عادي يشبه أي شخص آخر، وأن هناك بعض المجالات التي تكون فيها أقل شأناً من الآخرين – عندما تشارك الحق والمسائل المتعلقة بالعمل بهذا السلوك، يصبح التأثير مختلفًا، والأجواء مختلفة أيضًا. إذا كانت في قلبك مخاوف دائمًا، إذا كنت تشعر دائمًا بالتوتر والعجز، وإذا كنت تريد التخلص من هذه الأشياء ولكنك لا تستطيع، فيمكنك أن تكون فعالًا في القيام بذلك عن طريق الصلاة بجدية إلى الله، ومراجعة نفسك، ورؤية عيوبك، وسعيك نحو الحق، ووضع الحق موضع التنفيذ" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. تقدير كلام الله هو أساس الإيمان بالله). لطالما اعتقدتُ أنه بما أنني سأُعَدُّ، فيجب أن أكون الفُضْلَى والمُكمَّلة. الآن أعلم أن هذا الرأي خاطئ. بيت الله لا يعزز ويعد المُكمَّلين، أو الخارقين أو العظماء. بل يعزز ويعد الناس العاديين الذين يعانون من أوجه القصور والفساد. إن الإعداد ليس أكثر من إعطائك فرصة للممارسة. وهذا لا يعني أن الناس ليس لديهم أوجه قصور، أو أنهم أفضل من الناس العاديين. في الواقع، بغض النظر عن الواجب الذي أؤديه، وسواء كنت مُعدَّة أم لا، فأنا مجرد شخص عادي يعاني من الفساد وأوجه القصور، وبعض الأشياء تتخطى قدراتي. يجب أن أتعامل مع نقاط قوتي وضعفي بشكل صحيح، وأتعلم أن أتنحى عن المنصب الرفيع، وأن أكون قادرة في كثير من الأحيان على المجيء أمام الله لفحص ذاتي، وفي الوقت نفسه، أكون قادرة على الانفتاح بما أكشفه وأفكر فيه للآخرين حتى يتمكن الجميع من رؤية فسادي ونواقصي. فقط هذا يعد عقلانيًا. في الماضي، كنتُ دائمًا أخفي عيوبي ونقاط ضعفي، وكنت أخشى دائمًا أن ينظر الجميع إلي بازدراء إذا أظهرتها. في الواقع، كنت أؤذي نفسي فقط. لم يسبب لي هذا فقط ألا تكون لي علاقة طبيعية مع الله، عندما عجز الناس عن رؤية عيوبي في واجبي، لم يتمكنوا من مساعدتي أو تعويضي عن هذه العيوب، مما يعني أنه مهما كانت المدة التي قضيتها في أداء واجبي، لا يمكنني إحراز تقدم قطّ. بمجرد أن أدركت هذا، أردت أن أبذل جهودًا لأكون شخصًا أمينًا كما يطلب الله، وكما يقول الله، كن نقيًّا مثل كوب من الماء، قادرة على قول ما في قلبي دون حاجة للتخفي. وأقسمتُ أمام الله: "أريد أن أكون شخصًا عاديًا وأظهر وجهي الحقيقي للجميع!" بعد بضعة أيام، رتبت الكنيسة لي للقيام بواجبي في كنيسة أخرى. فكرت في كل اللحظات التي تخفيتُ فيها عندما كنت على وفاق مع الآخرين، وشعرت بحزن وندم لا يوصفان عندما فكرت: "لقد خدعت إخوتي وأخواتي لفترة طويلة. قبل أن أذهب، يجب أن أنفتح عليهم وأدعهم يرون حقيقتي". خلال اجتماعنا، شاركت حالتي خلال هذه الفترة والدروس التي تعلمتها، وانفتحتُ على كل شيء معهم. بعد أن انفتحتُ، اختفى إحساسي القديم بأنني متخفية على الفور، وحل محله إحساسٌ عميق بالانطلاق. لقد فوجئت عندما وجدت إخوتي وأخواتي لم ينظروا إلي بازدراء، بل أيضًا شجعوني. غمرتني العاطفة، وانهمرت الدموع على خديَّ. في طريقي للمنزل في ذلك اليوم، شعرتُ بدفء خاص لشمس الشتاء على جسدي، وشكرتُ الله وحمدته في قلبي. بعد ذلك، في عملي الجديد، لم أعد أركز على ما يسمى بصورتي الطيبة. كلما واجهت أي حالة أو صعوبة، صرتُ أنفتح وأسعى مع الآخرين. خلال الاجتماعات، صرتُ أتحدث بقدر ما أفهم، وإذا لم أفهم، طلبت المساعدة من إخوتي وأخواتي. من خلال شركتهم ومساعدتهم فهمت تدريجياً الأشياء التي لم أفهمها من قبل. بعد القيام بذلك لفترة من الوقت، وجدت أنني أحرزت بعض التقدم في واجبي، وشعرت بإحساس عميق بالحرية والانطلاق. كما أدركت أيضًا الشعور بالأمن والسلام الذي تجلبه ممارسة الأمانة. من أعماق قلبي، أستطيع أن أقول إنه شعور رائع!

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

أداء الواجب مستحيل دون أمانة

أنا مسؤولة عن سقاية المؤمنين الجدد في الكنيسة. انضم بعض المؤمنين الجدد منذ وقت ليس ببعيد، ورأيت أن القليل منهم لم يتحدثوا كثيرًا في...

تحوُّلٌ بعد أن تمّ التعامل معي

في مارس الماضي، توليت مسؤولية أعمال الفيديو في الكنيسة. لم أفهم تمامًا الكثير من المبادئ لأنني كنتُ مُستجدّ في ذلك الواجب، لذا فقد كنتُ...

تأملات حول كتابة تقييم

في إبريل الماضي، كنت مسؤولة عن العمل النَّصي في الكنيسة. وذات يوم جاءني خطاب من قائدة أعلى تسألني أن أكتب تقييمًا عن قائدة، ليو لي، وأرسله...

اترك رد