ماذا حصدت من التعامل معي
ذات يوم في نهاية عام 2020، اكتشف قائد أعلى بكنيسة في المنطقة التي أتحمل مسؤوليتها أنه لم يحضر فيها عشرات من الوافدين الجدد الاجتماعات بانتظام. فتعامل معي قائلًا: "الوافدون الجدد قبلوا طريق الحق للتو، ويواجهون العديد من الاضطرابات والإغراءات. وإذا لم يروهم أحد، وفشلوا في حضور الاجتماعات، فسيصبحون في خطر دائم بالوقوع في أسر الشيطان. بصفتك قائدة في الكنيسة، يجب أن تبذلي قصارى جهدكِ في سقايتهم، لكي يستطيعوا إرساء الأساس على الطريق الحق. هذا هو أهم عمل. وهناك الكثير من الوافدين الجدد الذين لا يحضرون الاجتماعات بانتظام في الكنيسة التي تتحملين مسؤوليتها. وهذا يثبت أنك كقائدة لم تُحسني السقاية، ولا القيام بواجبك، وأنك مستهترة وتتخبطين وتخدعين الله، وأنك شخص يقاوم الله أثناء خدمته". كان من الصعب عليَّ أن أقبل التهذيب والتعامل معي بهذا الشكل. فلم أكن المسؤولة المباشرة عن سقاية هؤلاء الوافدين الجدد، وكنت أقدِّم شركات واضحة مع طاقم السقاية في هذه الكنيسة عن مبادئ السقاية. وفي ذلك الوقت، لم يقوموا بعمل السقاية بشكل جيد، مما تسبب في عدم حضور العديد من الوافدين الجدد بانتظام. فلماذا يُعد ذلك مسؤوليتي أنا إذن؟ كان غياب المسؤولية عن عمل السقاية هو الذي دفع الوافدين الجدد إلى الانسحاب، وهذا بدوره سبب التعطيل والاضطراب. إذا تحملت المسؤولية عن هذا، ألن يكون انتهاكًا لإيماني بالله وشائبة تشوبه؟ لذلك نفيت بشدة المشكلة التي اتهمني القائد بها، واستمررت في الجدال وتبرير موقفي، وأكدت على أنني لست المسؤولة المباشرة عن سقاية الوافدين الجدد لكي أتجنب المسؤولية. وعندما رأى القائد أنني لا أقوم بالتأمل في نفسي مطلقًا، قاطعني، وتعامل معي لعدم قبول الحق. صُدمت لسماع القائد يقول هذا، وفكرت: "أليس مَن لا يقبلون الحق غير مؤمنين؟ دائمًا ما يجادل غير المؤمنين عند حدوث بعض الأمور، ولا يقبلون الحق مطلقًا". أصابتني أسبابي وأعذاري بالذعر؛ لذلك لم أعد أهتم بالتحدث. فصليت إلى الله، وطلبت منه أن يهديني، ويحفظ قلبي ويسمح لي بأن أطيعه.
وخلال الأيام القليلة التالية، استمررت في التفكير في هذا الأمر. تم التعامل معي لأني كنت غير مسؤولة في واجبي وفشلت في إحسان القيام بعمل السقاية. لماذا لم أستطع قبول هذا؟ عندما تأملت، أدركت أنني اعتقدت أنني طالما لا أقوم بسقاية الوافدين الجدد بشكل مباشر، وإذا لم يحضروا الاجتماعات بانتظام، فإنها مسؤولية القائمين على السقاية، وليست مسؤوليتي. لكن الكنيسة كانت قد رتبت لي تحمل مسؤولية العمل في العديد من الكنائس، وكلما ظهرت مشكلات ومصاعب في عمل الكنيسة، تعين عليَّ أن أتابعها وأحلها بسرعة. لكني لم أشرف على القائمين على السقاية ولم أتابعهم خلال واجبي، ونتيجة لذلك، لم يحضر عشرات الوافدين الجدد الاجتماعات بانتظام. أليست هذه عاقبة تصرفي غير المسؤول وتجاهلي لواجبي؟ تذكرت أنني منذ فترة، سمعت أن القائمين على السقاية في هذه الكنيسة على الأرجح يواجهون صعوبات. عند مواجهة المشكلات الحقيقية للوافدين الجدد، وعندما لا تثمر بضع جلسات لعقد الشركة عن شيء، كانوا يدّعون أن الأمر في غاية الصعوبة ولم يريدوا بذل الجهد في سقاية الوافدين الجدد. لكني لم أعقد شركة معهم لحل هذه المشكلات في الوقت المناسب، ونتيجة لذلك، استمر عدد الوافدين الجدد الذين يحضرون الاجتماعات بانتظام في التناقص. وتعامل معي قائدي لأني غير مسؤولة في واجبي، وكان محقًّا. لماذا لا أملك أدنى درجة من القبول أو الطاعة، ولماذا لا أزال أجادل وأبرر موقفي؟ ألم يكن هذا غير منطقي؟ عندما فكرت في هذا، شعرت بشيء من الحزن. شعرت بأنني ارتكبت خطأ جسيمًا، لكني لا أزال غير مستعدة لتحمل المسؤولية. وبحماقة، حاولت اختلاق الأعذار، وتبرير تصرفاتي، والتهرب من المسؤولية. وعندما فكرت في حالتي القبيحة: حالة الجدال الوقح وتبرير النفس، شعرت بالإحراج، واحمر وجهي من الخزي، ولم أتمن شيئًا سوى حفرة أدفن نفسي فيها. صليت إلى الله: "إلهي، لقد كنت غير مسؤولة في واجبي، وأعقت سقاية عشرات الوافدين الجدد. لقد ارتكبت انتهاكًا جسيمًا، لكن عند تهذيبي والتعامل معي، لم يكن لديَّ حتى أدنى درجات القبول والطاعة. إلهي، أرجوك أرشدني لأعرف نفسي".
لاحقًا، بعد قراءة مقطع من كلمة الله، ربحتُ أخيرًا شيئًا عن السبب الجذري لرفضي قبول تعرضي للتهذيب والتعامل معي. يقول كلام الله: "إن الموقف الأوَّلي لأضداد المسيح تجاه التعامل والتهذيب هو الرفض الشديد لقبولهما أو الاعتراف بهما. مهما كان مقدار الشر الذي يقترفونه، أو مدى الضرر الذي يلحقونه بعمل بيت الله ودخول المختارين من الله إلى الحياة، فإنهم لا يشعرون بأي ندم أو بأنهم مدينون بأي شيء. من وجهة النظر هذه، هل لأضداد المسيح إنسانية؟ حتمًا لا. إنهم يتسببون في كل أنواع الضرر للمختارين من الله، ويجلبون مثل هذا الضرر إلى عمل الكنيسة، ويمكن للمختارين من الله أن يروا هذا واضحًا كوضوح الشمس، ويمكنهم رؤية الأعمال الشريرة المتعاقبة لأضداد المسيح واحدًا تلو الآخر. ومع ذلك فإن أضداد المسيح لا يقبلون ذلك الحق أو يعترفون به، ويرفضون بعناد الاعتراف بخطأهم، وبأنهم مسؤولون. أليس هذا مؤشرًا على أنهم سأموا الحق؟ مهما كان المدى الذي وصل إليه أضداد المسيح في سأمهم من الحق، ومهما كان قدر الشر الذي يرتكبونه، فهم يرفضون الاعتراف ويظلون عازمين على هذا حتى النهاية. هذا يدل على أن أضداد المسيح لا يأخذون أبدًا عمل بيت الله على محمل الجد كما لم يقبلوا الحق. لم يؤمنوا بالله – إنهم تابعون للشيطان وجاءوا لتعطيل وعرقلة عمل بيت الله. في قلوب أضداد المسيح، لا يوجد سوى السمعة والمنصب. ويظنون أنه لو كان عليهم الاعتراف بخطئهم، لكان عليهم تحمُّل المسؤولية، ومن ثمَّ لتعرضت مكانتهم وهيبتهم للخطر الشديد. ونتيجة ذلك أنهم يقاومون بسلوك "الإنكار حتى الموت"، ومهما كانت مكاشفات الناس وتحليلاتهم، فإنهم يبذلون قصارى جهدهم لإنكارها. وسواء أكان إنكارهم متعمدًا أم لا، باختصار، يتعلق هذا في أحد جوانبه بطبيعة أضداد المسيح وجوهر سأمهم للحق وكراهيته. من ناحية أخرى، يُظهر ذلك مدى تقدير أضداد المسيح لمنصبهم الخاص وسمعتهم واهتماماتهم. في الوقت نفسه، ما موقفهم تجاه عمل الكنيسة ومصالحها؟ إنها حالة ازدراء وإنكار للمسؤولية. فهم يفتقرون تمامًا إلى الضمير والمنطق. أليس هروب أضداد المسيح من المسؤولية يبرهن على هذه المشكلات؟ من ناحية، فإن التهرب من المسؤولية يثبت جوهرهم وطبيعتهم التي تسام الحق وتبغضه، ومن ناحية أخرى، فإنه يظهر افتقارهم إلى الضمير والمنطق والإنسانية. مهما كان مقدار الضرر يسببه تدخلهم وأفعالهم الشريرة لدخول الحياة للإخوة والأخوات، فإنهم لا يشعرون بأي لوم للذات، ولا يمكن أبدًا أن ينزعجوا جراء ذلك. أي نوع من المخلوقات هؤلاء؟ حتى الاعتراف بجزء من أخطائهم سيُعد كشيء من صحوة الضمير والحس لديهم ــ لكن أضداد المسيح لا يتمتعون حتى بهذا القدر الضئيل من الإنسانية. ماذا ستقولون عن ماهيتهم إذًا؟ جوهر أضداد المسيح هو إبليس. مهما بلغ ما يتسببون فيه من أضرار لمصالح بيت الله، فهم لا يرونه. إنهم لا يضطربون ولو قليلًا في قلوبهم، ولا يوبِّخون أنفسهم، ولا يشعرون بأنهم مدينون. هذا تمامًا ما لا ينبغي رؤيته في الأشخاص العاديين. هذا هو إبليس، وإبليس ينعدم لديه الضمير والحس. مهما كان عدد الأفعال السيئة التي قام بها أعداء المسيح، ومهما كَّبدوا عمل الكنيسة من خسائر كبيرة، فإنهم يظلون عازمين على عدم الاعتراف بهذه الأفعال. إنهم يعتقدون أنهم إذا اعترفوا بأخطاءهم، فسيدانون، ويُحكم عليهم بالموت، ويُلزمون بالذهاب إلى الجحيم، إلى بحيرة النار والكبريت. هل تعتقدون أن مثل هؤلاء الناس يمكن أن يقبلوا الحقّ؟ هل يمكن للمرء أن يتوقع منهم توبة حقيقية؟" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند التاسع (الجزء الثالث)). تكشف كلمة الله أن أعداء المسيح لا يقبلون الحق أبدًا، ويسأمون من الحق بطبيعتهم، ومهما بلغت فداحة الأخطاء التي يرتكبونها، أو جسامة الضرر الذي يلحقونه بعمل الكنيسة، عندما يتم تهذيبهم أو التعامل معهم، فإنهم لا يعترفون بأخطائهم مطلقًا، ويحاولون باستمرار أن يجادلوا ويبرروا تصرفاتهم. أيضًا فإن أعداء المسيح أنانيون وحقيرون، ولا يقدرون شيئًا سوى مصالحهم الشخصية ومكانتهم. لذلك، مهما بلغ حجم الضرر الذي يتسبب فيه أعداء المسيح في عمل الكنيسة، لا يشعرون بأدنى درجة من الذنب ولا يريدون تحمل أية مسؤولية. عندما تأملت موقفي تجاه تهذيبي والتعامل معي، أدركت أن سلوكي هو نفس سلوك أعداء المسيح. فقد كنت قائدة كنيسة وأتحمل مسؤولية أية مشكلات تظهر في عمل الكنيسة. وعرفت أن هناك مشكلة مع القائمين على السقاية في الكنيسة، لكني لم أتابعهم، ولم أحل المشكلة. ونتيجة لذلك، لم يحافظ القائمون على السقاية على الوافدين الجدد، لكني لم أعترف بخطئي، بل استمررت في اختلاق الأعذار لنفسي. وألقيت المسؤولية كاملة على إخوتي وأخواتي لأنني خشيت أن أتحملها بنفسي. لم أقبل أن يتم تهذيبي والتعامل معي، وأصررتُ أمام قائدي أنني لا أتولى سقاية الوافدين الجدد بشكل مباشر لكي أبرأ نفسي من مخالفتي. لذلك لم يحضر العديد من الوافدين الجدد الاجتماعات بانتظام، ولم أشعر مطلقًا بالندم أو المديونية، ولم أكره نفسي بسبب تجاهل واجباتي وإيقاع الضرر بعمل السقاية في الكنيسة. مع انكشاف هذه الحقائق أمامي، أظهرت قدرتي على الاستمرار في محاولة تبرير موقفي أنني لم أقبل الحق مطلقًا. عندما أنظر إلى الأمر الآن، فمهما جادلت، لا أستطيع إنكار حقيقة أنني لم أتحمل المسؤولية في واجبي. بدلًا من ذلك، كشفت تبريراتي وحججي طبيعتي الشيطانية التي تسأم من الحق ولا تقبله. وعندما حاولت حماية مصالحي الشخصية، كشفتُ الحقيقة القبيحة لتهربي من المسؤولية وتصرفي بأنانية وحقارة.
قرأت كلمة الله مرارًا وتكرارًا، وكلما قارنت سلوك أعداء المسيح عندما يتم التعامل معهم بسلوكي ازددت إدراكًا أن كلام الله يكشفني. لم أكن على قدر المسؤولية في واجبي وتسبب هذا في الإضرار بعمل السقاية ضررًا جسيمًا، وارتكبتُ تعديًّا خلال هذا، لكن عندما تم تهذيبي والتعامل معي، لم أقبل وسئمت الحق. لم أكن شخصًا يسعى إلى الحق. عندما فكرت في هذا، شعرت بأن الله لا بُدَّ أنه يشعر بالاشمئزاز من سلوكي. وفوق ذلك، من خلال جدالي، لا بُدَّ أن القائد رأى بوضوح هويتي، وعرف أنني لست أهلًا للثقة وغير جديرة بالتنمية. بدأت أتساءل: "هل يراقبني القائد؟ هذه المرة، لم أُحسن السقاية، وارتكبت تعديًّا. وإذا سببتُ في يوم من الأيام تعطيلًا أو اضطرابًا آخر، وتم تهذيبي والتعامل معي مرة أخرى، فهل سأتعرض للكشف والاستبعاد؟ إذا حدث هذا، فلن أحصل على أي أمل في الخلاص من وراء إيماني بالله". ثم فكرت في أنني تخليت عن عائلتي ومسيرتي المهنية لكي أؤدي واجبي، وأدركت أنني في النهاية ربما أتعرض للاستبعاد. كلما ازددت تفكيرًا، ازداد شعوري بالسلبية. حتى أنني شعرت أنه بما أنني لم أكن مسؤولة في واجبي، وكنت أتجاهله، ولم أقبل الحق وسئمت منه، لم أكن مناسبة كقائدة، وأنه ينبغي عليَّ أن أمتلك بعض الوعي الذاتي وأستقيل بسرعة، وأبحث عن واجب بسيط أستطيع أداءه بإخلاص وصدق. بتلك الطريقة، سوف أظهر عددًا أقل من المشكلات وتقل مرات تعرضي للتهذيب والتعامل، ورغم ذلك سأحظى بأمل النجاة، عندما ينتهي عمل الله. خلال ذلك الوقت، لم أبحث عن مشيئة الله مطلقًا، ولم أسع إلى حل مشكلاتي في التخبط والتصرف بطريقة غير مسؤولة في واجبي. عشت في حالة من الدفاع عن النفس وسوء الفهم، ولم أفكر في شيء سوى كيفية الاستقالة، ولم يركز عقلي على واجبي على الإطلاق. كنت بائسة تمامًا. بعد ذلك، أخبرت الأخت شريكتي عن حالتي، فقرأت بعضًا من كلام الله الذي جعلني أفهم بعض الأشياء عن مشيئة الله.
يقول كلام الله: "بالمواجهة مع حالة الإنسان وموقفه من الله، قام الله بعمل جديد، وسمح للإنسان أن يملك كلًّا من المعرفة به والطاعة له، وكلًّا من المحبة والشهادة. لذلك يجب على الإنسان أن يختبر تنقية الله له، وأيضًا دينونته، ومعاملته وتهذيبه له، والتي بدونها لما عرف الإنسان الله قط، ولما استطاع قط أن يحبه ويقدم شهادةً له. إن تنقية الله للإنسان لا تهدف إلى إحداث تأثير في جانب واحد فقط، بل تهدف إلى إحداث تأثير في جوانب متعددة. بهذه الطريقة وحدها يقوم الله بعمل التنقية في أولئك الراغبين في السعي وراء الحق، ولكي يُكمّل الله عزمهم ومحبتهم. ولأولئك الراغبين في السعي وراء الحق، ومن يشتاقون إلى الله، لا يوجد ما له مغزى أو فائدة أكبر من تنقية مثل هذه. لا يمكن للإنسان معرفة شخصية الله أو فهمها بسهولة، لأن الله في النهاية هو الله. في النهاية، من المستحيل على الله أن يملك نفس شخصية الإنسان، ولذلك ليس من السهل على الإنسان أن يعرف شخصية الله. لا يملك الإنسان الحق كشيء أصيل داخله، ولا يفهمه بسهولة أولئك الذين أفسدهم الشيطان؛ فالإنسان مجرد من الحق، ومن العزيمة على ممارسته، وإن لم يعانِ، وإن لم يُنقَّ أو يُدان، لن تتكمَّل عزيمته أبدًا. تُعد التنقية لكل الناس موجعة وصعبة القبول للغاية، ومع ذلك يكشف الله أثناء التنقية عن شخصيته البارة للإنسان، ويعلن عن متطلباته من الإنسان، ويقدم المزيد من الاستنارة والمزيد من التهذيب والمعاملة الفعليين. من خلال المقارنة بين الوقائع والحق، يعطي الله الإنسان معرفة أكبر عن النفس وعن الحق، ويعطي الإنسان فهمًا أكبر لمشيئته، وبذلك يسمح للإنسان أن يقتني محبة أصدق وأنقى نحوه. هذه هي أهداف الله من إجراء التنقية. كل العمل الذي يقوم به الله في الإنسان له أهدافه وأهميته؛ لا يقوم الله بعمل بلا مغزى، ولا يقوم بعمل بلا منفعة للإنسان. التنقية لا تعني محو البشر من أمام الله، ولا تدميرهم في الجحيم، بل تعني تغيير شخصية الإنسان أثناء التنقية، وتغيير دوافعه، وآرائه القديمة، ومحبته لله، وتغيير حياته بأسرها. إن التنقية هي اختبار حقيقي للإنسان، وهي شكل من أشكال التدريب الحقيقي، ولا يمكن لمحبة الإنسان أن تقوم بوظيفتها المتأصلة إلا أثناء التنقية" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. لا يمكن للإنسان أن يتمتع بمحبة حقيقية إلا من خلال اختبار التنقية). بعد تأمل كلام الله، فهمت أنه عندما يرتب الله مواقف لكي يختبر الناس المعاناة والتنقية، والدينونة والتوبيخ، والتهذيب أو التعامل، فإن كل هذا يستهدف فساد الناس وعيوبهم، وأن هذه أشياء يجب أن يختبرها الناس ويواجهونها خلال عملية الدخول إلى الحياة. ورغم أننا يجب أن نعاني قليلًا خلال اجتياز هذه الأشياء، فإنها تفيدنا كثيرًا في معرفة عمل الله وشخصياتنا الفاسدة. وعندما راجعت عامي الماضي كقائدة، اكتشفت أنني لم أختبر أية انتكاسات في الأساس، ولم أتعرض للتهذيب أو التعامل بشكل جدي. أحيانًا لم تُنجَز بعض الأشياء على نحو يتفق مع المبادئ، لكن القائد قدم شركة تناسب قامتي، وساعدني على علاج الانحرافات في واجبي، ولفت نظري إلى طريق الممارسة. عندما رأى إخوتي وأخواتي مشكلات في واجبي، غالبًا ما كانوا يقدمون المساعدة الرقيقة، ونادرًا ما كانوا يكشفونني أو يتعاملون معي. لذلك عندما واجهت شخصياتي الفاسدة والمشكلات التي ظهرت في واجبي، كنت أعتقد دائمًا أن هذه المشكلات ليست جسيمة، وأنني أستطيع تجنب تكرارها ببساطة، ولهذا لم أتأمل أبدًا حقًا لكي أفهم السبب الرئيسي لفشلي. لكني لم أتمكن من رؤية قامتي الحقيقية إلا بعد التعرض للتهذيب والتعامل معي في هذه المناسبة. كنت مهملة في واجبي، ونتيجة لذلك، لم يجد العديد من الوافدين الجدد مَن يسقيهم، أو يقدم لهم يد العون في الوقت المناسب، لكن من أجل حماية مصالحي الشخصية، تهربت من المسؤولية، وأبرأت نفسي من الذنب. بل وخشيت أن أخسر مستقبلي ومصيري، وأصبحت سلبية، وأضمرت سوء الفهم، وأردت أن أتخلى عن واجبي. عندما كان الناس يتحدثون بلطف عن مشكلاتي في الماضي، كنت أتقبل الأمر، لكن عندما تم تهذيبي والتعامل معي، وأُخبرت بعواقب تخبطي، لم أستطع تقبل الأمر على الإطلاق. عندما كنت أتعرض للتعامل في المسائل الصغيرة، كنت أتقبل الأمر. لكن عندما تم التعامل معي في المسائل الكبيرة التي يكون فيها الجوهر والعواقب أكثر خطورة، والتي تعيَّن عليَّ أن أتحمل فيها المسؤولية، لم أتقبل الأمر. وأدركت أنني كنت انتقائية في قبولي للتهذيب والتعامل، ولم يكن هذا إظهارًا لطاعة الله على الإطلاق. لو لم يهذبني قائدي ويتعامل معي، لما عرفت مستواي الحقيقي، كنت سأظل أنظر إلى نفسي كشخص يسعى وراء الحق، وكان مظهري الزائف ليعميني. ويتعطل دخولي إلى الحياة، ولم أكن لأتعلم دروسًا من الموقف الذي رتبه الله، أو أفهم نفسي في ضوء كلام الله، أو أبدِّد فسادي الشخصي. عندما فكرت في هذا، أصبحت ممتنة جدًّا لله، وأصبحت مستعدة لطلب مشيئة الله، وتعلم الدروس من هذا الموقف.
خلال عبادتي، بحثت عن الأجزاء ذات الصلة في كلمة الله لكي آكلها وأشربها. وقرأت مقطعًا من كلمة الله والذي منحني بعض الفهم عن رغبتي في الاستقالة بعد أن تم تهذيبي والتعامل معي. يقول كلام الله: "كنا للتو نقدم شركة عن كيف أن أضداد المسيح عند تهذيبهم والتعامل معهم يرون ذلك دائمًا مرتبطًا برجائهم في ربح البركات. هذا الموقف وهذه النظرة غير صحيحين، بل وخطيرين. عندما يشير شخص إلى عيوب أحد أضداد المسيح أو مشكلاته، فإنه يشعر أنه فقد الرجاء في ربح البركات؛ وعند تهذيبه والتعامل معه أو تأديبه أو توبيخه، يشعر أيضًا أنه فقد رجاءه في ربح البركات. بمجرد أن شيئًا لا يسير كما يريد أو لا يتوافق مع مفاهيمه، وبمجرد كشفه والتعامل معه، وبمجرد أن يشعر أن اعتداده بنفسه قد تأذى، تنتقل أفكاره على الفور إلى ما إذا كان له رجاء في ربح البركات. أليس هذا فرط حساسية منه؟ ألا يرغب بشدة في ربح البركات؟ أخبرني، أليس مثل هؤلاء الناس بؤساء؟ (إنهم كذلك). بؤساء حقًا! وبأي طريقة هم بؤساء؟ هل يرتبط ما إذا كان بإمكان المرء أن يربح البركات بالتعامل معه وتهذيبه؟ (لا). إنهما غير مرتبطين. لماذا يشعر أضداد المسيح إذًا أنهم فقدوا الرجاء في ربح البركات عند التعامل معهم وتهذيبهم؟ ألا يرتبط هذا بسعيهم؟ ما الذي يسعون إليه؟ (ربح البركات). إنهم لا يتخلون أبدًا عن رغبتهم وعزمهم لربح البركات. لقد عزموا على ربح البركات منذ بداية إيمانهم بالله، ومع أنهم استمعوا إلى الكثير من العظات، إلا أنهم لم يقبلوا الحق قط. وطوال ذلك الوقت، لم يتخلوا عن رغبتهم ونيتهم في ربح البركات. لم يصححوا آراءهم عن الإيمان بالله ولم يُغيروها، ولم تتطهر نيتهم في أداء واجبهم. إنهم يفعلون كل شيء دائمًا وهم يتشبثون برجائهم وعزمهم لربح البركات، وفي النهاية، عندما يكون رجاؤهم في ربح البركات على وشك الانهيار، فإنهم يثورون غضبًا ويحتجون بمرارة ويكشفون أخيرًا الحقائق المخزية لشكهم في الله وإنكارهم للحق. ألا يسيرون في طريق الخراب؟ هذه هي النتيجة الحتمية لعدم قبول أضداد المسيح الحق على الإطلاق، أو عدم قبولهم التعامل والتهذيب. يمكن لجميع مختاري الله في اختبارهم لعمل الله معرفة أن دينونة الله وتوبيخه وتعامله وتهذيبه هي محبته وبركاته – أما أضداد المسيح فيعتقدون أن هذا مجرد شيء يقوله الناس، ولا يؤمنون أنه الحق. ولذلك، فإنهم لا يعدّون التعامل والتهذيب دروسًا يمكن التعلم منها، ولا يطلبون الحق ولا يتأملون في أنفسهم. وعلى العكس من ذلك، يعتقدون أن التعامل والتهذيب مصدرهما الإرادة البشرية، وأنهما مضايقة وعقاب متعمدان ومثقلان بمقاصد شخصية وبالتأكيد ليسا من الله. يختارون مقاومة هذه الأشياء وتجاهلها، بل ويتحرون عن سبب معاملة شخص لهم بهذه الطريقة. إنهم لا يخضعون على الإطلاق، ويربطون كل ما يفعلونه في أداء واجبهم بالحصول على البركات والمكافآت، ويعدّون ربح البركات أهم مسعى في الحياة، بالإضافة إلى كونه الهدف النهائي والأسمى للإيمان بالله. يتشبثون مدى الحياة بنيتهم في ربح البركات مع أن عائلة الله تقدم شركة عن الحق، ولا يتخلون عن الأمر، معتقدين أن الإيمان بالله الذي لا يهدف إلى ربح البركات هو حماقة وغباء وخسارة فادحة. يعتقدون أن أي شخص يتخلى عن نيته في ربح البركات قد انخدع، وأن الأحمق وحده هو من يتخلى عن الرجاء في ربح البركات، وأن قبول التعامل والتهذيب هو إظهار للحماقة وعدم الكفاءة، وهو أمر لا يفعله شخص ذكي. هذا هو منطق عقلية ضد المسيح. ولذلك، عند تهذيب أحد أضداد المسيح والتعامل معه، يكون شديد المقاومة في قلبه وبارعًا في السفسطة والتظاهر؛ فهو لا يقبل الحق على الإطلاق ولا يخضع. وبدلًا من ذلك، فإنه يطفح بالعصيان والتمرد. وهذا من شأنه أن يؤدي إلى مقاومة الله والحكم عليه والتمرد عليه، وفي النهاية، يُكشَف ويُستبعَد" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الثاني عشر). لقد كشفت كلمة الله الفهم الخاطئ لأعداء المسيح بخصوص التعرض للتهذيب والتعامل. فهم يربطون التعرض للتهذيب والتعامل ببركاتهم ومستقبلهم ومصيرهم. ويعتقدون أنه عندما يشير أحد إلى عيوبهم ونقائصهم، ويكشفهم، ويهذبهم، ويتعامل معهم، بشكل جدي، أن آمالهم في الفوز بالبركات تدمرت. عندما يتصرف أعداء المسيح على هذا النحو، فإن هذا يكشف أن هدفهم من وراء الإيمان بالله هو الحصول على البركات. يحب أعداء المسيح مستقبلهم، ومصيرهم ومقصدهم النهائي، حبًّا جمًّا، لذلك، يسأمون ويقاومون بشكل خاص أن يتم تهذيبهم أو التعامل معهم، وفي مواجهة التعرض للتهذيب والتعامل، يجادلون ويبررون مواقفهم ويرفضون الاعتراف بمشكلاتهم. فكرت مرة أخرى في كيفية تصرفي عندما تم تهذيبي والتعامل معي. واستمررت في محاولة الدفاع عن نفسي، ورفضت الاعتراف بأنني ارتكبت أخطاء بسبب عدم تحمل المسؤولية في واجبي. وشعرت بأنني لو اعترفت بخطئي، فسوف أضطر إلى تحمل العواقب، لذلك التزمت بمنطقي المُشوَّه، ولم أقبل التعرض للتهذيب والتعامل. لم أسع إلى طلب الحق في هذا الشأن، ولم أفهم أنني كنت غير مسؤولة في واجبي، وأنني أضررت بعمل السقاية. وبخلاف هذا، اتخذت موقفًا دفاعيًّا، وداهمني سوء الفهم بعدما تم تهذيبي والتعامل معي، واعتقدت أنني ارتكبت تعديًّا بالفعل، وأنني إذا ارتكبت خطأ آخر، وتم تهذيبي والتعامل معي مرة أخرى، فمن المحتمل أن أتعرض للاستبعاد. لذلك تخليت عن نفسي، ولم أعد أرغب في أن أكون قائدة على الإطلاق. وعن طريق ما كشفته كلمة الله، تأملت ما أظهرتُه، وأدركت أن نيتي من وراء الإيمان بالله كانت دائمًا هي الفوز بالبركات. عدت إلى كلمة الله مرة أخرى: "عندما يكون رجاؤهم في ربح البركات على وشك الانهيار، فإنهم يثورون غضبًا ويحتجون بمرارة ويكشفون أخيرًا الحقائق المخزية لشكهم في الله وإنكارهم للحق. ألا يسيرون في طريق الخراب؟ هذه هي النتيجة الحتمية لعدم قبول أضداد المسيح الحق على الإطلاق، أو عدم قبولهم التعامل والتهذيب". كنت أعيش في حالة سلبية، وأردت الاستقالة. كان هذا إظهارًا للقتال ضد الله، ورفض قبول التعرض للتهذيب أو التعامل معي، وتجنبه. علمت بوضوح أنني بحاجة إلى التهذيب والتعامل معي لكي أنضج في الحياة، وأن الله رتب لي المواقف لكي أختبر على أساس احتياجاتي وعيوبي، لكني اعتبرت أن الإيمان بالله للحصول على البركات أكبر أهدافي وأكثرها مشروعية، لذلك وضعت جانبًا السعي وراء الحق وتبديد شخصيتي الفاسدة. ولكي أحمي مستقبلي ومصيري، وأُرضي طموحي ورغبتي في الحصول على البركات، أردت تجنب التعرض للتهذيب والتعامل معي، بل إنني أردت التوقف عن العمل كقائدة. كانت طبيعتي مخادعة وشريرة.
قرأت هذا في كلمة الله: "بما أن الحصول على البركة ليس هدفًا مشروعًا ليسعى إليه الناس، فما هو الهدف المشروع يا تُرَى؟ السعي وراء الحق، والسعي لإحداث تغييرات في الشخصية، والقدرة على طاعة جميع تنظيمات وترتيبات الله: هذه هي الأهداف التي يجب على الناس السعي وراءها. لنقُل، مثلاً، إن تهذيبك والتعامل معك يجعلانك تحمل أفكارًا ومفاهيم خاطئة، وتصبح غير قادر على الطاعة. لماذا لا يمكنك الطاعة؟ لأنك تشعر أن غايتك أو حلمك في أن تكون مباركًا قد واجه تحديًا؛ فتصبح سلبيًا ومنزعجًا، وتحاول التهرب من أداء واجبك. ما السبب وراء ذلك؟ ثمَّة مشكلة في سعيك. إذن، كيف يمكن حل هذا الأمر؟ من الضروري أن تتخلى فورًا عن هذه الأفكار الخاطئة، وأن تبحث فورًا عن الحقيقة لحل مشكلة شخصيتك الفاسدة. عليك أن تقول لنفسك، "يجب ألّا أستسلم، يجب أن أستمر في القيام بالواجب الذي ينبغي أن يقوم به أحد مخلوقات الله، وأن أضع رغبتي في أن أكون مباركًا جانبًا". عندما تتخلى عن الرغبة في أن تكون مباركًا، يتم رفع ثقل عن كاهلك. وهل ما زلت قادرًا على أن تكون سلبيًا؟ على الرغم من أنه لا تزال هناك أوقات تكون فيها سلبيًا، فأنت لا تدع هذا يتحكم فيك، وفي قلبك، بل تستمر في الصلاة والاجتهاد، وتغير هدف سعيك من السعي وراء الحصول على البركة وأن تكون لك غاية، إلى السعي وراء الحق، وتفكر في نفسك: "السعي وراء الحق هو واجب خليقة الله. لفهم بعض الحقائق اليوم – ليس هناك حصاد أعظم، فهذه أعظم نعمة على الإطلاق. حتى لو كان الله لا يريدني، وإن لم تكن لدي غاية جيدة، وتحطمت آمالي في أن أكون مباركًا، سأظل أقوم بواجبي كما يجب، فأنا ملزم بذلك. مهما كان السبب، لن يؤثر ذلك على أداء واجبي، ولن يؤثر على إنجازي لتكليف الله؛ هذا هو المبدأ الذي أتصرف بمقتضاه". بفعلك هذا، ألا تكون قد تخطيتَ أغلال الجسد؟ قد يقول البعض: "ماذا لو كنت لا أزال سلبيًا؟" إذن، فاطلب الحق مرَّة أخرى لحل المشكلة. مهما يكن عدد مرات وقوعك في السلبية، إذا واصلت السعي الحق لحل هذه المشكلة وواصلت السعي وراء الحق، فسوف تخرج ببطء من سلبيتك. ويومًا ما، سوف تشعر أنك لا ترغب في ربح البركات، وأنك غير محكوم بغايتك وعاقبتك، وأنك تعيش حياةً أسهل وأكثر حرية دون هذه الأشياء. سوف تشعر أن حياتك الماضية التي عشت كل يوم فيها بهدف ربح البركات وتحقيق غايتك كانت حياة مرهقة. ففي كل يوم تتكلم وتعمل وتجهد عقلك بالتفكير بهدف ربح البركات – وما الذي كسبته من ذلك في النهاية؟ ما قيمة مثل هذه الحياة؟ أنت لم تطلب الحق، ولكنك أضعت أفضل أيامك كلها على أشياء تافهة. وفي النهاية، لم تربح أي حق، ولم تتمكن من تقديم أي شهادة عن تجربة. لقد جعلت نفسك شخصًا أحمق، وفي خزي وإخفاق مطبقين. وما سبب هذا حقًا؟ السبب هو أن نيتك في ربح البركات كانت أقوى من غيرها، وأن آخرتك وغايتك قد شغلتا قلبك وقيدتاك بإحكام. ومع ذلك، فعندما يأتي اليوم الذي تخرج فيه من عبودية توقعاتك ومصيرك، سوف تتمكن من ترك كل شيء وراءك واتباع الله. متى ستتمكن من التخلي عن تلك الأشياء تمامًا؟ فيما يتعمق دخولك إلى الحياة بلا توقف، سوف تحرز تغييرًا في شخصيتك، وعندئذٍ سوف تتمكن من التخلي عنها تمامًا. سوف يقول البعض: "يمكنني التخلي عن تلك الأشياء كلما أردت". هل يتوافق هذا مع القانون الطبيعي؟ (لا). سوف يقول آخرون: "لقد عرفت هذا كله بين عشية وضحاها. أنا شخص بسيط، ولست معقدًا أو هشًا مثل بقيتكم. فأنتم طموحون للغاية، وهذا يبيّن أنكم أكثر فسادًا مني". هل ذلك هو الحل؟ لا؛ فالجنس البشري كله له الطبيعة الفاسدة نفسها، وهي غير متمايزة في العمق. يكمن الاختلاف الوحيد بينهم فيما إذا كانت لديهم إنسانية أم لا، وأي نوع من الأشخاص هم. أولئك الذين يحبون الحق ويقبلونه يمكنهم الوصول إلى معرفة عميقة وواضحة نسبيًا بشخصيتهم الفاسدة، ويعتقد آخرون خطأً أن مثل هؤلاء الأشخاص فاسدون بشكل مفرط. أولئك الذين لا يحبون الحق ولا يقبلونه يعتقدون دائمًا أنهم يخلون من الفساد، وأنهم من خلال وجود القليل من السلوكيات الجيدة سيكونون قديسين. من الواضح أن وجهة النظر هذه باطلة. ليس الحال، في الواقع، أن فسادهم ضحل، بل هم لا يفهمون الحق وليست لديهم معرفة واضحة بجوهر فسادهم وحقيقته. وباختصار، يجب على المرء كي يؤمن بالله أن يقبل الحق ويمارسه ويدخل إلى حقيقته. يجب على المرء إحداث تغييرات في شخصيته الحياتية قبل أن يتمكن من تغيير الاتجاه والمسار غير الصحيحين لسعيه، وقبل أن يتمكن نهائيًا من حل مشكلة السعي وراء البركات والسير في طريق أضداد المسيح. وبهذه الطريقة، يمكن أن يُخلِّص الله المرء ويُكمِّله. إن جميع الحقائق التي يُعبِّر الله عنها لدينونة الإنسان وتنقيته تعمل لتحقيق هذه الغاية" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. ما من سبيل لدخول الحياة إلا بممارسة الحق). في كلمة الله، وجدت طريقًا للممارسة، وهو التخلي عن رغبتي في الحصول على البركات، وتغيير هدفي الخاطئ من وراء الإيمان بالله، وتغيير سعيي وراء البركات إلى السعي وراء الحق وتغيير الشخصية. فهذا هو المسعى الوحيد الصحيح لي ككائن مخلوق. نظرت إلى سلوكي، وأدركت أنني عندما كُشفت، أردت التخلي عن واجبي، ولم يكن هذا الطريق الصحيح للممارسة. فحتى لو توقفت عن العمل كقائدة، وبما أنني لم أتخلص من شخصيتي التي تسأم الحق، أو رغبتي في الفوز بالبركات، وبصرف النظر عن ماهية الواجب الذي كنتُ أؤديه، لا يزال من الممكن أن أفعل الأشياء التي تتسبب في تعطيل واضطراب عمل الكنيسة. خلال هذه الفترة، عشت في حالة سلبية. كنت أخطط وأتآمر من أجل مصالحي الشخصية، وكنتُ بائسة، وفقدت الحماس تجاه واجبي، وفترت علاقتي بالله. فأقسمت ألا أتقيد بعد ذلك برغبتي في الحصول على البركات. وبصرف النظر عما إذا كنت سأحصل على البركة أم لا، كان عليَّ أولًا أن أؤدي واجبي بشكل جيد. أعطتني الكنيسة الفرصة لأؤدي واجبي، لذلك تعيّن عليَّ أن أبذل قصارى جهدي في الوفاء بمسؤولياتي. بعد ذلك، تغيرت حالتي قليلًا، وفي ضوء مشكلتي مع التخبط وعدم تحمل المسؤولية في واجبي، أكلت وشربت كلام الله ذا الصلة، وفهمت أن جوهر التخبط هو غش الله وخداعه. لو استمررت في معاملة واجبي بطريقة روتينية لامبالية وبلا احترام وتوقير، فلن أؤدي واجبي بطريقة لائقة، وفي النهاية قد أخسر فرصتي في أداء أي واجب. عندما فكرت في أن تصرفي غير المسؤول تسبب في توقف العديد من الوافدين الجدد عن حضور الاجتماعات بانتظام، شعرت بالندم والمديونية، وكرهت من كل قلبي سلوكي غير المسؤول.
وبعد ذلك، قرأت مقطعًا آخر من كلام الله جعلني أفهم بمزيد من الوضوح معنى أن يتم تهذيبي والتعامل معي. يقول كلام الله: "عندما يرتبط الأمر بالتهذيب والتعامل، ما أقلّ ما يجب أن يعرفه الناس؟ ينبغي أن يختبر المرء التهذيب والتعامل ليُؤدِّي واجبه أداءً كافيًا – فهو أمر لا غنى عنه وهو شيء يجب على الناس مواجهته يوميًّا وغالبًا ما يختبرونه في إيمانهم بالله ونيل الخلاص. لا أحد يمكنه أن ينفصل عن الخضوع للتهذيب والتعامل. هل التهذيب والتعامل مع شخصٍ ما لهما علاقة بمستقبله ومصيره؟ (لا). إذًا ما هدف تهذيب شخص ما والتعامل معه؟ هل لإدانة الناس؟ (لا، بل لمساعدة الناس على فهم الحقّ وأداء واجبهم وفقًا للمبادئ). هذا صحيحٌ. هذا هو الفهم الراجح لهما. فالتهذيب والتعامل مع شخصٍ ما نوعٌ من التأديب، أو نوعٌ من التزكية، ولكنه أيضًا شكلٌ من أشكال مساعدة الناس. يساعدك التهذيب والتعامل على تغيير سعيك الخاطئ في الوقت المناسب. يجعلانك تتعرَّف على الفور إلى المشكلات التي لديك حاليًا، وتتعرَّف إلى الشخصيَّات الفاسدة التي تكشف عنها في الوقت المناسب. ومهما كان الأمر، يساعدك التهذيب والتعامل على أداء واجباتك وفقًا للمبادئ، ويجعلانك تتجنب عمل الأخطاء ويُخلِّصانك من الضلال في الوقت المناسب، ويمنعانك من التسبُّب في كوارث. أليست هذه أعظم مساعدة للناس، وأعظم علاج لهم؟ يجب أن يكون أولئك الذين لديهم ضمير وعقل قادرين على التصرف بشكل صحيح حيال التعامل معهم وتهذيبهم" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند التاسع (الجزء الثامن)). بعد قراءة كلمة الله، أدركت أنني كانت لديَّ فكرة حمقاء أخرى عن التعرض للتهذيب والتعامل. عندما طبقت كلام الله على نفسي، اكتشفت الشخصية الشيطانية التي تسأم الحق، وشعرت بأني هالكة، وأن فسادي عميق جدًا، وأن الله لا بُدَّ أنه يكرهني، ولن يُخلِّصني. في الحقيقة، كان هذا موقفًا سلبيًّا وعدوانيًّا نوعًا ما. وعن طريق قراءة كلمة الله، فهمت أن التعرض للتهذيب والتعامل ليس مثل التعرض للكشف والاستبعاد، وأنه لا يعني حرمانك من مستقبلك ومصيرك. بل إنه يحدث من أجل مساعدة الناس على معرفة عيوبهم في واجباتهم، وفهم شخصياتهم الفاسدة، وعلاج الانحرافات في واجباتهم على الفور، وتقصّي الحق لكي يتصرفوا حسب المبادئ. ودون حالة التعرض للتهذيب والتعامل هذه، لم يكن من الممكن أن أدرك أن لديَّ شخصية تسأم الحق، وأنني في الأمور التي تتعلق بمصالحي الشخصية، أتهرب من المسؤولية، وأستمر في اختلاق الأعذار لنفسي، ولا أقبل الحق مطلقًا. وأعتقد أنه كان من الجيد أنني أدركت هذا. فلقد أتاح لي هذا أن أركز على تقصّي الحق، عندما حدثت أمور بعد ذلك وألا تعميني سلوكياتي الجيدة. كان هذا مهمًّا جدًّا بالنسبة لقدرتي على السعي وراء الحق في إيماني بالله.
بعد ذلك، عندما كنت أتعرض للتهذيب والتعامل بسبب انحرافات في واجبي، كنت أمثل أمام الله بوعي لأصلي، وأمارس الطاعة قبل أي شيء آخر، وأبحث عن كلام الله ذي الصلة لأقرأه بناء على فسادي والمشكلات التي يشير إليها إخوتي وأخواتي في واجبي. وبعد أن تم تهذيبي والتعامل معي عدة مرات، ازداد فهمي لأهمية هذا الأمر. عن طريق اختبار التهذيب والتعامل معي ومع إرشاد كلام الله، استطعت أن أرى قامتي الحقيقية والمشكلات والانحرافات العديدة في واجبي. وربحتُ أيضًا بعض المعرفة بشأن شخصيتي الفاسدة ورغبة الله في خلاص الناس. فالتعرض للتهذيب والتعامل مفيد ونافع للغاية فيما يخص سعيي وراء الدخول إلى الحياة. أعتقد أن معرفة نفسي وأداء واجبي بشكل جيد لا ينفصلان عن الخضوع لدينونة الله وكشفه وتهذيبه وتعامله معي.
كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.