ما هو التجسُّد؟

2023 يوليو 21

نعرف جميعًا أن قبل ألفي عام، جاء الله إلى العالم متجسِّدًا كالرب يسوع، ليفدي البشر، ووعظ قائلًا: "تُوبُوا لِأَنَّهُ قَدِ ٱقْتَرَبَ مَلَكُوتُ ٱلسَّمَاوَاتِ" (متى 4: 17). وعبَّر عن الكثير من الحق، وصُلب ليتم عمل الفداء كذبيحة خطية عن الجنس البشري، وبذلك اختتم عصر الناموس وبدأ عصر النعمة. هذا ما عُمل لفداء البشرية في المرة الأولى التي تجسَّد فيها الله. رغم أن اليهودية حاولت يائسة إدانة الرب يسوع وانضمت للحكومة الرومانية لصلبه، انتشر إنجيل الرب يسوع في كل أرجاء المسكونة، بعد ألفي عام. هذا يثبت أن الرب يسوع هو الإله المتجسِّد، الله الواحد الحق والخالق الذي ظهر ليعمل في الجسد. مع ذلك، لا يدرك كثيرون أن الرب يسوع هو الله المتجسِّد. بل، يعاملون الرب يسوع كشخص عادي. حتى العديد من القساوسة لا يدركون أن الرب يسوع هو الله، ولا يظنون سوى أنه ابن الله الحبيب. اليوم، رغم وجود عددٍ لا يحصى من المؤمنين بالرب، فقِلة من الناس يعرفون حقًا أن الرب يسوع هو الله، ولا أحد يعرف معنى وقيمة كل الحقائق التي عبّر عنها. لذا، فيما يتعلق بالترحيب بالرب، وقع كثيرون في كارثة، إذ لا يمكنهم سماع صوت الله. أولئك الذين لا يمكنهم سماع صوت الله، رغم أنهم ظاهريًا يؤمنون بشغف، إذا رأوا صورة ابن الإنسان في الرب يسوع، هل سيتمكنون حقًا من الاستمرار في الإيمان بالرب واتباعه؟ هل سيقدرون على إدانة الرب يسوع كشخص عادي، وإنكار أنه الله؟ إذا سمعوا الرب يسوع يعبِّر اليوم عن الكثير من الحق، هل سيظل بوسعهم إدانة الرب يسوع بالتجديف وصلبه ثانية؟ بناءً على حقيقة إدانة الفريسيين للرب يسوع، يمكننا القول يقينًا؛ إذا كان كل الذين يؤمنون بالرب اليوم رأوه حقًا في صورته الأصلية، أنه ابن الإنسان، فمن المرجح أن يهرب كثيرون، وكثيرون سيحكمون على الرب يسوع ويدينونه، تمامًا مثل الفريسيين، وسوف يصلبونه مرة أخرى. قد يعترض البعض عندما أقول أشياء مثل هذه، لكن كل ما أقوله حقيقة. خاصة لأن الجنس البشري فاسد بشدة، ولا يعتمد إلا على البصر ليؤمن بالله، ولا أحد بوسعه إدراك أن ابن الإنسان المتجسِّد هو ظهور الله. يوضح هذا أن التجسُّدَ سرٌ عظيم. لم يمكن لأحد فهم هذا الجانب من الحق لآلاف السنين. رغم أن المؤمنين يعرفون أن الرب يسوع هو الله المتجسِّد، لم يمكن لأحد شرح ماهية التجسُّد بوضوح وكيف ينبغي أن نفهم الله المتجسِّد.

لماذا قرر الله إذًا أن يتجسَّد ليظهر ويعمل؟ لنتحدث بدقة: تطلَّب فساد البشرية أن يأتي الله متجسِّدًا ليقوم بعمل الخلاص. بعبارة أخرى، وحده المتجسِّد يمكنه أن يحقق الخلاص الكامل للبشرية. جاء الله متجسدًا مرتين ليفدي البشرية ويخلصها. كان الرب يسوع هو الله المتجسِّد، وأتى ليقوم بعمل الفداء. قد تسأل: لماذا لم يستخدم الله شخصًا ليقوم بعمل الفداء؟ لماذا تجسَّد الله؟ لأن كل فرد من البشر الفاسدين يحمل خطية؛ جميعنا خطاة، ما يعني أنه لم تكن هناك ذبائح خطية مؤهَلة. وحده ابن الإنسان المتجسِّد كان بلا خطية، لذا تجسَّد الله كابن الإنسان ليقوم بعمل الفداء بنفسه. وحده هذا أظهر حقًا برَّ الله وقداسته، وأذل الشيطان تمامًا وتركه بلا أساس لاتهام الله. وسمح هذا أيضًا للبشرية بمعرفة محبة الله الصادقة ورحمته. عندما انتهى الرب يسوع من عمل الفداء، تنبأ أنه سيأتي ثانيةَ. عاد الرب يسوع اليوم وهو الله القدير المتجسِّد. لقد عبَّر الله القدير عن الكثير من الحق، ويقوم بعمل الدينونة في الأيام الأخيرة لتطهير فساد البشرية تمامًا، لخلاص البشرية من الخطية وقوة الشيطان، ولجلب البشرية إلى غاية جميلة. لكن ما هو غير متوقع أنه رغم أن الله القدير عبَّر عن الكثير من الحق، لا يزال يُقاوَم بشدة ويدان مِن قوى أضداد المسيح في العالم الديني، الذين تحالفوا حتى مع الحزب الشيوعي الحاكم لمحاولة منع ظهور الله وعمله في الأيام الأخيرة وتدميره وحظره. يبذلون قصارى جهدهم لإنكار أن الله القدير هو ظهور الله المتجسِّد، وأيضًا يدينون الله القدير ويجدفون عليه كشخص عادي، ما يفضح الوجه القبيح لقوى ضد المسيح في العالم الديني مثل أولئك كارهي الحق ومقاومي الله. إذا عدنا إلى الوراء ألفي سنة، لرأينا رؤساء الكهنة والكتبة والفريسيين من اليهودية يفضلون الموت على قبول الرب يسوع باعتباره المسيَّا. لقد وصفوا الرب يسوع بأنه شخص عادي تكلم بتجديف، فعلوا كل ما بوسعهم لمقاومة الرب يسوع وإدانته والتجديف عليه، وأخيرًا صلبوه، مرتكبين جريمة شنعاء لعنهم الله عليها وعاقبهم. اليوم، يظهر الله القدير ويعمل في صورة ابن الإنسان. رأى كثيرون أن الأقوال التي يعبر عنها الله القدير هي الحق، وسمعوا صوت الله. وقبلوا جميعًا بسعادة عمل الله في الأيام الأخيرة ورحبوا بالرب. ومع ذلك، هناك كثيرون لا يعرفون الله المتجسِّد، الذين لا يزالوا يعاملون الله القدير كشخص عادي، والذين يحكمون على كل من يقبل الله القدير ويدينونه، قائلين إنهم يؤمنون بشخص عادي. يظن هؤلاء أنهم يفهمون الكتاب المقدس، لذا يرفضون تحري الطريق الحق، ويدينون الله القدير ويقاومونه بشكل محموم، مرتكبين خطية صلب الله من جديد. لماذا أدان الإنسان كلا تجسديّ الله ورفضهما؟ لأن الناس لا يعرفون الله، ولا يفهمون ماهية الحق، وهم حتى أقل فهمًا لسرِّ التجسُّد العظيم. هذا أيضًا لأن البشر فاسدون بشدة ولديهم طبيعة شيطانية. إنهم لا يبغضون الحق فحسب ويكرهونه، بل يعادون الله بشدة، وليس لديهم أي مخافة على الإطلاق. في الواقع، هناك بعض المؤمنين بالله الأتقياء الذين خدعهم الحزب الشيوعي، ملك الشياطين، وقوى ضد المسيح الدينية بسبب جهلهم، فاتخذوا سبيل مقاومة الله. وسبب فشلهم هو نقص معرفتهم بالتجسُّد والحق، لذا فهم غير قادرين على سماع صوت الله، وبالتالي يتعاملون مع الله المتجسِّد كشخص عادي وكذلك يدينونه ويجدفون عليه. من الواضح أن هذا الفهم لحقيقة التجسُّد أمر حيوي لنا للترحيب بالرب والإصعاد إلى ملكوت السماوات. إنها مسألة مهمة تتعلق بغايتنا النهائية.

سيسأل كثيرون: بما أن الرب يسوع هو الله المتجسِّد وقد قام بعمل الفداء، والبشرية خلصت بالفعل واتجهت نحو الله، فلماذا لا يزال الله يحتاج التجسُّد في الأيام الأخيرة ليقوم بعمل الدينونة لخلاص البشرية؟ هناك معنى عميق جدًا في هذا. ببساطة، مجيء الله متجسدًا مرتين ليفدي البشرية، ثم ليطهرنا ويخلِّصنا تمامًا، كان قد حدده الله سلفًا قبل وقت طويل من خلق العالم. توجد نبوات كثيرة في الكتاب المقدس تفيد بأن الله سيتجسَّد مرتين كابن الإنسان. في الأولى، خلال الصلب كذبيحة خطية، أكمل عمل الفداء حتى غُفرت خطايا الناس، ولكن الناس لم يهربوا من الخطية ولا نالوا القداسة. في المرة الثانية، من خلال التعبير عن الحق وعمل الدينونة، سيطهِّر البشرية تمامًا، ويخلّص البشرية بالكامل من الخطية وتأثير الشيطان، وينهي العصر، ويجلب البشرية إلى غاية جميلة. لذلك، فإن التجسُّدين يهدفان إلى فداء البشرية، ثم خلاصها بالكامل. يأتي الله متجسدًا مرتين ليكمل خطة تدبيره لخلاص البشرية. اليوم، أخضع عمل دينونة الله القدير في الأيام الأخيرة مجموعة من الناس وكَمَّلَهم كغالبين، وهزم الله الشيطان ونال المجد، ويمكن القول إن الله أكمل عمله العظيم. هذه هي الأمور التي فعلها الله بالفعل. يمكننا أن نرى الآن الأهمية المذهلة لتجسُّد الله في الأيام الأخيرة. من جهة أنهى العصر القديم، عصر النعمة، وبدأ عصر جديد، عصر الملكوت. ومن جهة أخرى، فإنه يطهِّر البشرية تمامًا ويخلصها، ويجلب البشرية إلى غاية جميلة. يكمل الله المتجسِّد عمل الفداء والدينونة، لذا فإن تجسُّدي الله لهما أهمية عميقة جدًا. اليوم، عبَّر الله القدير عن الكثير من الحق وفعل مثل هذه الأمور العظيمة في عالمنا، فلماذا لا يزال هناك كثيرون لا يعرفون عمل الله؟ لا يزال كثيرون يرفضون الاعتراف بأن الله القدير هو الله المتجسِّد، متمسكين بالمفاهيم الدينية، ويؤمنون أن الرب يسوع وحده هو الله، ويصرون أنه فقط بالالتزام بالكتاب المقدس يمكننا دخول ملكوت السماوات. يا له من عمل أحمق وجاهل! كيف يمكن لمثل هؤلاء الحمقى أن يسمعوا صوت الله؟ وكيف يكتشفون كل الحق الذي عبَّر عنه الله القدير؟ في النهاية، هذا لأن الناس يفتقرون إلى معرفة الله المتجسِّد ولا يمكنهم تمييز صوت الله، لذا لا يمكن رفعهم أمام عرش الله. هؤلاء الجهَّال، هؤلاء العذارى الجاهلات، لن ينالوا قبول الله أبدًا مهما كان عدد سنوات إيمانهم. من الواضح، أنك إن أردت الترحيب بالرب، فمعرفة الله المتجسِّد وفهم حقيقة التجسُّد أمر بالغ الأهمية! إذًا، ما هو التجسُّد بالضبط؟ وكيف نفهمه؟ كيف نميِّز بين المسيح الحق، والمسحاء الكذبة؟ سنفهم بعد قراءة كلمة الله القدير.

يقول الله القدير، "معنى "التجسُّد" هو أنَّ الله يظهر في الجسد، ويأتي ليعمل بين خليقته من البشر في صورة جسد. لذلك، لكي يتجسَّد الله، يجب أولًا أن يكون جسدًا، جسدًا له طبيعة بشرية عادية؛ وهذا هو الشرط الأساسي. في الواقع، يشمل تجسُّد الله أن يعيش الله ويعمل في الجسد، وأن يصير الله في جوهره جسدًا، يصير إنسانًا" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. جوهر الجسد الذي سكنه الله). "يُسمَّى الله المُتجسِّد بالمسيح، والمسيح هو الجسد الذي ارتداه روح الله. هذا الجسد لا يُشبه أي إنسان من جسدٍ. هذا الاختلاف هو بسبب أن المسيح ليس من لحمٍ ودمٍ؛ بل إنه تَجسُّد الروح. له إنسانية طبيعية ولاهوت كامل. لاهوته لا يمتلكه أي إنسان. تحتفظ إنسانيته الطبيعية بكل أنشطته الطبيعية في الجسد، في الوقت الذي يضطلع فيه لاهوته بعمل الله نفسه" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. جوهر المسيح هو الطاعة لمشيئة الآب السماوي). "يصير الله جسدًا ويُدعى المسيح، لذلك فإن المسيح القادر أن يعطي الحق للناس اسمه الله. لا مبالغة في هذا، حيث إن للمسيح نفس جوهر الله وشخصيته وحكمته في عمله، التي هي أمور لا يمكن لإنسان أن يبلغها. لذلك فإن أولئك الذين يدعون أنفسهم مُسحاء لكنهم لا يستطيعون أن يعملوا عمل الله كاذبون. ليس المسيح صورة الله على الأرض فحسب، ولكنَّه أيضًا الجسد الخاص الذي يتّخذه الله أثناء تنفيذ عمله وإتمامه بين البشر. وهذا الجسد ليس جسدًا يمكن أن يحل محله أي إنسانٍ عادي، لكنه جسد يستطيع إنجاز عمل الله على الأرض بشكل كامل، والتعبير عن شخصية الله، وتمثيله تمثيلًا حسنًا وإمداد الإنسان بالحياة" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. وحده مسيح الأيام الأخيرة قادر أن يمنح الإنسان طريق الحياة الأبدية). تنص كلمة الله بوضوح أن التجسُّد هو تحقيق روح الله في الجسد، وهذا يعني أن روح الله يتجسَّد ليصبح شخصًا عاديًا، ثم يظهر ويعمل في عالم البشر. هذا يعني ببساطة أن روح الله يلبس الجسد ويصير ابن الإنسان. ظاهريًا، الله المتجسِّد شخص عادي، شخص ليس نبيلًا ولا فائقًا، يأكل ويَلبس وينتقل مثل الناس العاديين، ويعيش حياة عادية. يجوع ويحتاج للأكل، وينام عند التعب. ويشعر بالمشاعر البشرية الطبيعية، إنه حقًا يعيش بين البشر، ولا أحد يستطيع أن يرى أنه الإله العملي المتجسِّد. ومع ذلك، رغم كونه شخصًا عاديًا، فهناك فرق جوهري بينه وبين البشر المخلوقين. إنه تجسُّد الله، وروح الله فيه. لديه طبيعة بشرية، ولكنه إله كامل أيضًا، مرئي وملموس. يتجلى ذلك أساسًا في قدرته على التعبير عن الحق، وإعلان الأسرار في أي وقت أو مكان. يمكنه الشهادة والتعبير عن شخصية الله وكل ما لديه ومَن هو، وذهن الله وأفكاره ومحبة الله وقدرته وحكمته، حتى يعرف الناس كلهم الله ويفهمونه. يمكنه أيضًا إعلان جميع أسرار الكتاب المقدس، ما يعني أن بوسعه فتح السفر الذي تنبأ به الرؤيا. هذا يثبت أن له ألوهية كاملة. ظاهريًا، المسيح شخص عادي، لكنه قادر على التعبير عن الكثير من الحق، وإيقاظ الناس، وخلاص البشرية الفاسدة من تأثير الشيطان. دون روح الله داخله، كيف يمكن لأي شخص أن يفعل هذه الأمور؟ قطعًا لا يمكن لأي مشهور أو عظيم أن يفعل مثل هذه الأمور، لأنه لا يمكن لأي شخص مشهور أو عظيم التعبير عن الحق. ليس لديهم أي حق على الإطلاق. لم يتمكنوا حتى من خلاص أنفسهم، فكيف يمكنهم خلاص البشرية بأسرها؟ يستطيع الله المتجسِّد التعبير عن الحق والقيام بعمل الدينونة لتطهير البشرية وخلاصها، وهي قدرات لا يمتلكها أي إنسان. إن كتاب "الكلمة يظهر في الجسد" هو أقوال الله في الأيام الأخيرة، وهو شهادة على عمل دينونة الله في الأيام الأخيرة. بما أن شعب الله المختار اختبر عمل دينونة الله في الأيام الأخيرة وقبِل سقاية الله القدير نفسه ورعايته، فقد شعروا جميعًا بالتطبيق العملي العميق لعمل الله المتجسِّد. يعيش الله حقًا وصدقًا بين الناس، ويعبر عن الحق بناءً على وضعنا الفعلي لدعمنا وإعالتنا، فضلًا عن كشف انحرافاتنا في الإيمان بالله، والسعي الخطأ والرؤى الخاطئة، وكل أنواع الشخصيات الشيطانية داخلنا، حتى نتمكَّن من ربح المعرفة والتغيير. يخبرنا الله أيضًا برغباته ومتطلباته للناس، ويمنحنا الأهداف الأكثر عملية ودقة للسعي، ومبادئ الممارسة، حتى يمكننا الدخول في وقائع الحق، وننال خلاص الله، ونهرب تمامًا من قوى الشيطان المظلمة. أي شخص يتبع الله القدير يختبر بعمق أنه دون أن يأتي الله المتجسِّد ليعبِّر عن الحق ليدين الناس ويوبخهم، لن يتمكنوا أبدًا من معرفة طبيعتهم الخاطئة، ولن يكونوا قادرين على الهروب من رباطات الخطية. ويدركون أيضًا أن فقط بقبول دينونة الله وتوبيخه يمكن تطهير شخصياتهم الفاسدة، وفقط بمعرفة شخصية الله البارة يمكنهم أن يتقوا الله ويحيدوا عن الشر، وفقط من خلال الحياة بحسب كلمة الله، يمكنهم أن يعيشوا شبهًا بشريًا حقيقيًا، ويكونوا مؤهلين لتلقي وعود الله وبركاته، ويدخلوا ملكوت السماوات. ضع في اعتبارك هذا: دون أن يأتي الله المتجسِّد ويعبر عن الكثير من الحق في الأيام الأخيرة، هل سنحصل على هذه الفرصة التي تأتي مرة واحدة في العمر لنخلُص؟ هل سنتمكن من تلقي دينونة الله وتوبيخه والتمتع ببركاته الوفيرة؟ دون تجسُّد الله في الأيام الأخيرة، سيكون كل البشر محكوم عليهم بالهلاك، ولن ينال أحد الخلاص. إنه تمامًا كما تقول كلمة الله القدير: "في هذه المرة يأتي الله ليقوم بعمل ليس في جسد روحاني، بل في جسد عادي جدًا، وليس هو جسد التجسد الثاني لله فحسب، بل هو أيضًا الجسد الذي يعود به الله، فهو جسد عادي جدًا، لا يمكنك أن ترى فيه أي شيء يختلف عن الآخرين، ولكن يمكنك أن تتلقى منه الحقائق التي لم تكن قد سمعتها من قبل على الإطلاق. وهذا الجسد الضئيل هو تجسيد لجميع كلام الحق الذي من الله، والذي يتولى عمل الله في الأيام الأخيرة، وهو تعبير عن شخصية الله كلها للإنسان لكي يصل إلى معرفته. ألا تساورك الرغبة كثيرًا في أن ترى الله الذي في السماء؟ ألا ترغب كثيرًا في أن تفهم الله الذي في السماء؟ ألا تكن ترغب كثيرًا في أن ترى غاية البشرية؟ سوف يخبرك هو عن كل هذه الأسرار التي لم يستطع إنسان أن يخبرك عنها، بل إنه حتى سيخبرك بالحقائق التي لا تفهمها. إنه بابك للدخول إلى الملكوت، ودليلك إلى العصر الجديد. يكمن في هذا الجسد العادي العديد من الأسرار التي يصعب إدراكها. قد تبدو أفعاله غامضة لك، ولكن هدف كل العمل الذي يعمله يكفي لأن ترى أنه ليس مجرد جسد بسيط كما يعتقد الإنسان؛ ذلك أنه يمثل إرادة الله وكذلك العناية التي يبديها الله للبشرية في الأيام الأخيرة. ومع أنه لا يمكنك أن تسمع الكلام الذي ينطق به ويبدو أن يهزَّ السماوات والأرض، ومع أنه لا يمكنك أن ترى عينيه مثل لهيب نار، ومع أنك لا تستطيع أن تستقبل التأديب بقضيبه الحديدي، فإن بإمكانك أن تسمع من كلامه غضب الله، وتعلم أن الله يظهر الشفقة على الإنسان. يمكنك أن ترى شخصية الله البارة وحكمته، كما أنك تدرك كذلك الاهتمام والعناية من الله لجميع البشر. يتمثل عمل الله في الأيام الأخيرة في أن يسمح للإنسان بأن يرى الإله الذي في السماء يعيش بين الناس على وجه الأرض، ويمكّن الإنسان من معرفة الله وطاعته واتقائه ومحبته. وهذا ما جعله يعود إلى الجسد مرة أخرى. ومع أن ما يراه الإنسان اليوم هو إله يشبه الإنسان، إله له أنف وعينان، وإله عادي، فسوف يريكم الله في النهاية أنه بدون وجود هذا الرجل ستتعرض السماء والأرض لتغير هائل، وبدون هذا الإنسان سوف تصبح السماء معتمة وتغدو الأرض في حالة فوضى، ويعيش البشر جميعًا في مجاعة وأوبئة. وسوف يريكم أنكم لولا الخلاص بالله المتجسّد في الأيام الأخيرة لأهلك الله الناس جميعًا في جهنم منذ أمد طويل، ولولا وجود هذا الجسد لكنتم إذًا وإلى الأبد أوائل الخُطاة وجثثًا على الدوام. عليكم أن تعلموا أنه لولا وجود هذا الجسد لواجهت البشرية كلها كارثة حتمية، ولوجدتم أنه من الصعب النجاة من عقاب الله الأشد للناس في الأيام الأخيرة. لولا ميلاد هذا الجسد العادي لكنتم جميعًا في حال لا تحظون فيها بالحياة ولا بالموت مهما طلبتموهما، ولولا وجود هذا الجسد لما كنتم قادرين في هذا اليوم على تلقي الحقيقة والمثول أمام عرش الله، بل لعاقبكم الله بسبب خطاياكم الفظيعة. هل تعلمون؟ لولا عودة الله إلى الجسد، لما أتيحت لأحد فرصة للخلاص، ولولا مجيء هذا الجسد، لأنهى الله هذا العصر القديم. وعليه، فهل ما زال بإمكانكم رفض التجسد الثاني لله؟ وما دمتم تستفيدون كثيرًا من هذا الإنسان العادي، فلماذا إذًا لا تسارعون إلى قبوله؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. هل علمت؟ لقد صنع الله أمرًا عظيمًا بين الناس).

في هذه المرحلة، قد يسأل البعض: إن المظهر الخارجي لله المتجسِّد أمر عادي، وألوهيته مستترة في جسده، فإذا كان الله أتى، فكيف يمكننا تمييزه على أنه الإله المتجسِّد؟ كلمات الله القدير تنير الطريق. يقول الله القدير، "ذاك الذي هو الله المُتجسّد يحمل جوهر الله، وذاك الذي هو الله المُتجسّد يحمل تعبير الله. بما أنَّ الله يصير جسدًا، فسوف يُنجِز العمل الذي ينوي أن يُتمِّمَهُ. وحيث إن الله يصير جسدًا، فسوف يعبِّر عن ماهيته، وسيكون قادرًا على جلب الحق للبشر، ومنحهم الحياة، وإظهار الطريق لهم. الجسد الذي لا يحتوي على جوهر الله هو بالتأكيد ليس الله المُتجسّد؛ هذا أمرٌ لا شك فيه. للتحقق ممّا إذا كان هذا جسد الله المُتجسّد، يجب على الإنسان أن يحدّد هذا من الشخصية التي يعبِّر عنها والكلمات التي يتحدَّث بها. أي أنه سواء كان جسد الله المُتجسّد أم لا، وسواء كان الطريق الحق أم لا، فيجب الحُكم على هذين الأمرين من جوهره. ومن ثمّ، من أجل تحديد إذا ما كان هذا هو جسد الله المُتجسّد، السرُّ يكمن في جوهره، (عمله، وكلامه، وشخصيته، وجوانب أخرى كثيرة)، بدلًا من مظهره الخارجي. إن نظر الإنسان لمظهره الخارجي فقط وتغاضى عن جوهره، فهذا يُظهر جهل الإنسان وسذاجته" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. تمهيد). يمكننا أن نرى من كلام الله أن الاعتراف بالله المتجسِّد لا يقوم على ظهوره، ولا على العائلة التي ولد فيها، سواء كان له مركز أو قوة، أو كانت له هيبة في العالم الديني. إنه لا يقوم على هذه الأمور. لكنه يعتمد على ما إذا كان لديه جوهر الله، وإذا كان بوسعه التعبير عن الحق والقيام بعمل الله نفسه. هذا هو العنصر الحاسم. إذا كان قادرًا على التعبير عن الحق والقيام بعمل خلاص البشرية، فلو ولد حتى لعائلة عادية ويفتقر إلى القوة والمكانة في المجتمع، فهو الله. تمامًا كما في عصر النعمة، عندما جاء الرب يسوع للعمل، وُلِد لعائلة عادية، جاء إلى العالم في مذود، لم يكن طويل القامة أو قوي البنية، ولم تكن له مكانة أو قوة، ومع ذلك، كان بإمكانه التعبير عن الحق، ومنح الناس طريق التوبة، وكان بوسعه أن يغفر خطاياهم. الذين أحبوا الحق، مثل تلميذيه بطرس ويوحنا، رأوا في عمل الرب يسوع والحقَّ الذي عبَّر عنه أن له قوة الله وسلطانه وعرفوا أن الرب يسوع هو المسيَّا، فتبعوه ونالوا خلاص الرب. اليوم، تجسَّد الله مرة أخرى في العالم البشري، ورغم أنه يبدو ظاهريًا شخصًا عاديًا، بوسع الله القدير التعبير عن الكثير من الحق، ويقوم بعمل الدينونة في الأيام الأخيرة. لقد رأى كثيرون في كافة البقاع الحق الذي عبَّر عنه الله القدير، وميّزوا صوت الله، وقبلوا الله القدير، ورُفِعوا أمام عرش الله. لقد بدأوا يختبرون دينونة الله وتوبيخه، وفهموا بعض الحق. لديهم جميعًا اختبارات وشهادات رائعة، ويبذلون أنفسهم ليعظوا بالإنجيل ويشهدوا لله. الحقائق تثبت أن الشخص الوحيد الذي يمكنه التعبير عن الحق، ودينونة الناس وتطهيرهم، وخلاص البشرية بالكامل هو المسيح والله المتجسِّد. هذا لا يمكن إنكاره. إذا كان شخص ما لا يستطيع التعبير عن الحق، ولا يمكنه سوى خداع الآخرين من خلال إظهار الآيات والعجائب، فهذا عمل روح شرير. إذا أطلقوا على أنفسهم اسم الله، فهم مُسحاء كذبة ينتحلون صفة الله. لنعرف الله المُتجسِّد، يجب أن نتيقن من هذه الحقيقة: وحده الله المُتجسِّد يمكنه التعبير عن الحق، والقيام بعمل الدينونة في الأيام الأخيرة، وخلاص البشرية بالكامل من قوى الشيطان.

لقد عبَّر الله القدير عن الكثير من الحق وقام بهذا العمل العظيم في الأيام الأخيرة، ومع ذلك، يغض كثيرون الطرف، وينتظرون حتى يأتي الرب يسوع علانية على سحابة. مثل هؤلاء الناس سيبكون ويصرِّون على أسنانهم بينما تمحقهم الكارثة. هذا يتمم نبوة سفر الرؤيا: "هُوَذَا يَأْتِي مَعَ ٱلسَّحَابِ، وَسَتَنْظُرُهُ كُلُّ عَيْنٍ، وَٱلَّذِينَ طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُ عَلَيْهِ جَمِيعُ قَبَائِلِ ٱلْأَرْضِ" (رؤيا 1: 7). كما يقول الله القدير: "حينما ترى جسد يسوع الروحاني، سيكون الله قد صنع سماءً وأرضًا جديدتين". أخيرًا، لنقرأ مقطعًا من كلام الله القدير. يقول الله القدير، "أولئك الذين يرغبون في الحصول على الحياة من دون الاعتماد على الحق الذي نطق به المسيح هُم أسخف مَنْ على الأرض، وأولئك الذين لا يقبلون طريق الحياة الذي يقدّمه المسيح هم تائهون في الأوهام. لذلك أقول إن أولئك الذين لا يقبلون مسيح الأيام الأخيرة سوف يُرذَلون من الله إلى الأبد. المسيح هو بوابة الإنسان الوحيدة إلى الملكوت في الأيام الأخيرة، التي لا يستطيع أحد أن يتجنبها. لن يكمّل الله أحدًا إلا بالمسيح. إن كنت تؤمن بالله، عليك أن تقبل كلماته وتطيع طريقه. يجب ألّا ينحصر تفكيرك في نيل البركات من دون قبول الحق. أو قبول الحياة المُقدَّمَة إليك. يأتي المسيح في الأيام الأخيرة حتى ينال الحياة كل مَنْ يؤمن به إيمانًا حقيقيًا. إن عمله إنما هو من أجل وضع نهاية للعصر القديم ودخول العصر الجديد، وعمله هو السبيل الوحيد الذي يجب أن يسلكه كل من يريد دخول العصر الجديد. إذا كنتَ غير قادر على الاعتراف به، لا بل من الرافضين له أو المجدّفين عليه أو حتى من الذين يضطهدونه، فأنت عتيدٌ أن تحرق بنار لا تُطفأ إلى الأبد، ولن تدخل ملكوت الله. لهذا فالمسيح نفسه هو من يُعبّر عن الروح القدس وعن الله، هو مَنْ أوكل إليه الله إتمام عمله على الأرض؛ لذلك أقول إنك إن لم تقبل كل ما عمله مسيح الأيام الأخيرة، تكون مجدفًا على الروح القدس. والعقوبة التي تنتظر مَنْ يجدف على الروح القدس واضحة للجميع. كذلك أقول لك إنك إن قاومت مسيح الأيام الأخيرة وأنكرته، فلن تجد مَنْ يحمل تبعات ذلك عنك. وأيضًا أقول إنك من اليوم فصاعدًا، لن تحصل على فرصة أخرى لتنال تزكية الله، وحتى لو حاولتَ أن تصلح أخطاءك، فلن تعاين وجه الله مرة أخرى مُطلقًا. لأن الذي تقاومه ليس إنسانًا عاديًا ومَن تنكره ليس كائنًا لا قيمة له، بل هو المسيح. هل تدرك هذه النتيجة؟ أنت لم ترتكب خطأ صغيرًا، إنما اقترفتَ جريمة شنعاء. لذلك، فنصيحتي لكل واحد هي ألا تقاوم الحق أو تبدي نقدًا مستهترًا، لأن الحق وحده قادرٌ أن يمنحك الحياة، ولا شيء غير الحق يسمح لك بأن تُولَدُ من جديد وأن تعاين وجه الله" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. وحده مسيح الأيام الأخيرة قادر أن يمنح الإنسان طريق الحياة الأبدية).

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

اترك رد